.. ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻳﻮﻡ 6 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ
ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ.. ﻭﺑﻜﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ
ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﻣﺘﻰ
ﺫﻛﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻷﻧﻪ
ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻟﺒﺪﺀ ﺗﻨﻔﻴﺬ
ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ
ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺎﻡ 1973
ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﺴﺐ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺘﺎﺕ
ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﺠﻮﻣﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺿﻊ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ
ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻷﺳﺪ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ.
ﻗﺎﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ
ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﻭﺳﻤﻴﺖ ﺑـ" ﻛﺸﻜﻮﻝ
ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ" ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻠﻌﺪﻭ ﻭﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺗﻀﻤﻨﺖ ﺑﺤﺚ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ
ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﺃﻫﻤﻬﺎ:
ﺃﻭﻻ: ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻘﻨﺎﺓ
ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ، ﺍﻟﻤﺪ ﻭﺍﻟﺠﺰﺭ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ
ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻪ، ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻇﻼﻡ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ
ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ، ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺍﻷﺑﻴﺾ
ﻭﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻬﺠﻮﻣﻴﺔ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﺃﺳﻮﺃ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﻇﻼﻡ
ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻬﻞ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭﻱ ﻓﻲ
ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻄﻼﺕ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ،
ﻭﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻋﻠﻨﻴﺔ
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺃﺧﺮﻯ
ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻨﻴﺔ، ﻭﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻮﻡ "ﻛﻴﺒﻮﺭ" ﻓﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 6) ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ( ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺚ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻗﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ
ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ
ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻭﻗﺖ ﺃﻃﻮﻝ ﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ
ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ
ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ،
ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻳﻮﻡ 28
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1973 ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ
ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺗﺠﺬﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ.
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ 3
ﺗﻮﻗﻴﺘﺎﺕ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻧﺴﺐ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺘﺎﺕ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ
ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ، ﺛﻢ ﺷﻬﺮ
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﺛﻢ ﺷﻬﺮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻳﻮﻡ 6 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍ
ﻣﻮﻓﻘﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﺴﺐ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺗﻮﻓﺮﺕ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ
ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ:( ﺳﻠﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺨﻂ ﺍﻟﻴﺪ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺳﺮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻠﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭﻧﺎﻗﺸﻬﺎ ﻣﻊ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺇﺑﺮﻳﻞ 1973
ﻭﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺃﻋﺎﺩﻫﺎ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻭﻧﻘﻞ
ﺍﻧﺒﻬﺎﺭ ﻭﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺑﻬﺎ،
ﻭﻋﺒﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻦ
ﺷﻜﺮﻩ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
ﻟﻤﺠﻬﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ
ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ: )ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻤﻼً ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺭﻓﻴﻊ، ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻘﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ، ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺤﺮﻭﺏ ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﻧﻤﺎﺫﺝ
ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻣﻴﻦ.(
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻜﻠﻤﺔ )ﻛﺸﻜﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ.(
ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ
) ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ( ﻣﻤﺜﻼ ﻟﻤﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺜﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ
ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮ
101ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ ﻹﺟﺮﺍﺀ
ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻭﻗﻒ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ, ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﺃﻧﻪ
ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺣﻴﺚ
ﺃﻧﻪ ﺃﻣﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ
ﺣﺮﺏ ﺿﺪ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ, ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻛﺎﻥ
ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﺑﺤﻜﻢ ﻋﻤﻠﻪ ﺭﺋﻴﺴﺎ
ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻳﻠﻢ ﺑﺄﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﻭﺃﻧﻪ
ﺃﻧﺴﺐ ﻣﻦ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺜﺎﺕ .
ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺃﺻﻌﺐ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ، ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺩﻓﻌﺘﻪ -ﻷﻭﻝ
ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ- ﻷﻥ ﻳﺒﻜﻲ!
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1974 ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ
ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ ﻓﻰ
ﺃﺳﻮﺍﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺯﻳﺮ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻫﻨﺮﻱ
ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ ﻟﻴﺨﺒﺮﻩ ﺑﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 1000
ﺩﺑﺎﺑﺔ ﻭ70 ﺃﻟﻒ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﺼﺮﻱ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ
ﻭﺗﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻰ ﺳﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻲ 7000 ﺭﺟﻞ ﻭ30 ﺩﺑﺎﺑﺔ!! ﻓﺮﻓﺾ
ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﺪﺓ، ﻭﺳﺎﺭﻉ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ
ﺑﺎﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻛﺪ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ؛ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ، ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ
ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺄﺩﺍﺭ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﻴﺪﺍﺭﻱ ﺩﻣﻌﺔ
ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﺣﺎﺭﻗﺔ؛ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺮ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻭﺃﺭﻭﺍﺡ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﻀﻴﻌﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﻟﻬﻨﺮﻱ ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ
ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺃﺳﺮّ ﻟﻪ
ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻮﻥ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺨﺸﻮﻧﻪ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ.
ﺗﺮﻗﻰ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻓﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ
ﻓﻲ ،1974 ﻭﺭﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻣﺸﻴﺮ
ﻓﻲ.1980
ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭﻗﺎﺋﺪﺍ ﻋﺎﻣﺎ
ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1974 ﺣﺘﻰ
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ،1978 ﻭﻧﺎﺋﺒﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ
ﻭﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
،1975 ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ
ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
.1978
ﻛﻤﺎ ﻋﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮﻓﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺕ ﺍﻟﻜﻴﻠﻮ 101
ﻭﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻮﻓﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻭ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ 24 ﻧﻮﻃﺎ
ﻭﻣﻴﺪﺍﻟﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ, ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻧﺠﻤﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺎﻋﺪ
ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ ﻓﻲ 11 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ .1980
ﺭﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ 2003-6-7 ﻋﻦ ﻋﻤﺮ
ﻳﻨﺎﻫﺰ 82 ﻋﺎﻣﺎ، ﻋﺎﺵ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ
ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ ﻗﺪ
ﺍﻧﺘﻬﻰ ) ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ ( ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﺃﻭﺭﺍﻕ
ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﻪ ﻟﻠﺒﺪﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻠﺒﺪﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ.
¤¤ منقول عن الدستور الأصلي ¤¤