ﻧﺼﺮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻳﻌﻮﺩ ﻷﺑﻄﺎﻟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻇﻬﺮﺍ، ﻭﻗﺒﻞ 38 ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ،
ﺗﺤﺮﻙ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺻﻮﺏ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻣﺤﻘﻘﻴﻦ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻏﻴﺮ
ﻣﺴﺒﻮﻕ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ
ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻋﺰﺗﻬﻢ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎﺭﻙ،
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺼﺮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ
ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻤﻬﺪ ﻟﺠﺤﺎﻓﻞ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﺩﺧﻮﻝ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻠﺖ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺃﺭﺑﻜﺘﻪ.
ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺃﺟﻴﺎﻻ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﻣﺼﺮ، ﻧﺸﺄﺕ ﻭﻫﻲ ﻻ
ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﺇﻻ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ، ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﺰﻝ
ﺍﻹﻋﻼﻡ "ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ،" "ﺍﻟﻤﻀﻠﻞ،" ﻋﻠﻰ
ﻣﺪﻯ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺑﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ، ﺑﻞ
ﻭﺗﻤﺎﺩﻯ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ
ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﺃﻥ "ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻫﻲ
ﻣﺒﺎﺭﻙ.. ﻭﻣﺒﺎﺭﻙ ﻫﻮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ!!" ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪ
ﺍﻹﻋﻼﻡ "ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﻲ" ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺃﺑﻄﺎﻝ
ﺣﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﻧﺼﺤﻮﺍ
ﻟﻼﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺳﻌﻮﺍ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﺑﻄﺎﻝ
ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻬﻢ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ
ﺩﻗﻴﻘﺘﻴﻦ ﻟﻴﺬﻛﺮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﻧﻪ ﻟﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺪﻭ ﺑﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ.
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﺑﻬﺎ ﺃﺳﻠﺤﺔ
ﻣﺸﺎﺓ ﻭﻣﺪﻓﻌﻴﺔ ﻭﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﻣﻈﻼﺕ
ﻭﺻﺎﻋﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺳﻼﺡ
ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺃﺑﺪﻋﺖ ﻭﺃﻧﺠﺰﺕ ﻭﺃﺑﻬﺮﺕ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ،
ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ
ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﺃﻋﺘﻰ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻦ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﻫﺎﺋﻪ، ﺩﻭﺭ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﻭﺯﻩ.
ﺇﺫﺍ، ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ
ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻻ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ، ﻭﻻ
ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺷﺨﺼﻴﺎ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺀ ﻟﻠﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪﻭﺍ
ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻭﺗﺮﺩ ﻟﻬﻢ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻢ ﻭﻋﺰﺗﻬﻢ.
ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺗﺤﺘﻔﻞ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺑﺄﻭﻝ ﺫﻛﺮﻯ
ﻷﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻭﺩﻭﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ، ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺱ ﻋﻠﻰ
ﺫﻣﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻭﻫﻨﺎ
ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ، ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ،
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻫﻮ "ﺭﺍﻋﻲ"
ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺱ
ﻣﺼﺮ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ
ﺃﻫﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺪﺃ ﺣﻜﻤﻪ
ﺑﺠﻤﻠﺔ: "ﺍﻟﻜﻔﻦ ﻣﺎﻟﻮﺵ ﺟﻴﻮﺏ،" ﻭﺃﻧﻬﺎﻩ
ﺑﺠﻤﻠﺔ" :ﺑﺎﻗﻲ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻳﺘﺮﺩﺩ!"
"ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ" ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻗﺮﺭ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻗﺮﺍﺀﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻄﺎﻝ
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺪﺛﺮ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻜﻢ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ ﺃﻭ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻨﻔﺎﻕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ: ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ
ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻲ،
ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﺃﻭﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻃﻲ
"ﺻﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ،" ﻭﻟﻴﻌﺮﻑ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ، ﺃﻥ
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻫﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺑﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻓﺎﺟﺌﻮﺍ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ!
ﻭﻧﻌﺘﺬﺭ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀ، ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﺤﻮﺍ
ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺎﺭ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻴﻪ
¤¤ منقول عن موقع الدستور الأصلي ¤¤
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻇﻬﺮﺍ، ﻭﻗﺒﻞ 38 ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ،
ﺗﺤﺮﻙ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺻﻮﺏ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﻣﺤﻘﻘﻴﻦ ﺇﻋﺠﺎﺯﺍ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻏﻴﺮ
ﻣﺴﺒﻮﻕ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ
ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻋﺰﺗﻬﻢ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎﺭﻙ،
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺼﺮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ
ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻤﻬﺪ ﻟﺠﺤﺎﻓﻞ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﺩﺧﻮﻝ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺗﻬﺎ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻠﺖ
ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺃﺭﺑﻜﺘﻪ.
ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻳﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺃﺟﻴﺎﻻ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﻣﺼﺮ، ﻧﺸﺄﺕ ﻭﻫﻲ ﻻ
ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﺇﻻ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ، ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺧﺘﺰﻝ
ﺍﻹﻋﻼﻡ "ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ،" "ﺍﻟﻤﻀﻠﻞ،" ﻋﻠﻰ
ﻣﺪﻯ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ، ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺑﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ، ﺑﻞ
ﻭﺗﻤﺎﺩﻯ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ
ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﺃﻥ "ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻫﻲ
ﻣﺒﺎﺭﻙ.. ﻭﻣﺒﺎﺭﻙ ﻫﻮ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ!!" ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪ
ﺍﻹﻋﻼﻡ "ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﻲ" ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺃﺑﻄﺎﻝ
ﺣﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﻧﺼﺤﻮﺍ
ﻟﻼﻧﺘﺼﺎﺭ ﻭﺳﻌﻮﺍ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﺑﻄﺎﻝ
ﻟﻢ ﻳﻌﻄﻬﻢ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ
ﺩﻗﻴﻘﺘﻴﻦ ﻟﻴﺬﻛﺮ ﺩﻭﺭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﻧﻪ ﻟﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺪﻭ ﺑﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ.
ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﺑﻬﺎ ﺃﺳﻠﺤﺔ
ﻣﺸﺎﺓ ﻭﻣﺪﻓﻌﻴﺔ ﻭﺑﺤﺮﻳﺔ ﻭﻣﻈﻼﺕ
ﻭﺻﺎﻋﻘﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺳﻼﺡ
ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺃﺑﺪﻋﺖ ﻭﺃﻧﺠﺰﺕ ﻭﺃﺑﻬﺮﺕ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ،
ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺎ
ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﺃﻋﺘﻰ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻦ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺃﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﻫﺎﺋﻪ، ﺩﻭﺭ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﻭﺯﻩ.
ﺇﺫﺍ، ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ
ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻻ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ، ﻭﻻ
ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺷﺨﺼﻴﺎ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺀ ﻟﻠﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪﻭﺍ
ﺃﺭﺿﻬﻢ ﻭﺗﺮﺩ ﻟﻬﻢ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﻢ ﻭﻋﺰﺗﻬﻢ.
ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺗﺤﺘﻔﻞ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺑﺄﻭﻝ ﺫﻛﺮﻯ
ﻷﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻭﺩﻭﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ، ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺱ ﻋﻠﻰ
ﺫﻣﺔ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻭﻫﻨﺎ
ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ، ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ،
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻫﻮ "ﺭﺍﻋﻲ"
ﻣﻮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺱ
ﻣﺼﺮ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ
ﺃﻫﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺪﺃ ﺣﻜﻤﻪ
ﺑﺠﻤﻠﺔ: "ﺍﻟﻜﻔﻦ ﻣﺎﻟﻮﺵ ﺟﻴﻮﺏ،" ﻭﺃﻧﻬﺎﻩ
ﺑﺠﻤﻠﺔ" :ﺑﺎﻗﻲ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻳﺘﺮﺩﺩ!"
"ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻷﺻﻠﻲ" ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻗﺮﺭ
ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻗﺮﺍﺀﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻄﺎﻝ
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺪﺛﺮ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻜﻢ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ ﺃﻭ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﻨﻔﺎﻕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ: ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﻨﻲ
ﺍﻟﺠﻤﺴﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻲ،
ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﺐ ﺃﻭﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻃﻲ
"ﺻﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ،" ﻭﻟﻴﻌﺮﻑ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ، ﺃﻥ
ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ، ﻫﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺑﻬﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻓﺎﺟﺌﻮﺍ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ!
ﻭﻧﻌﺘﺬﺭ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀ، ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﻜﺮﻳﻢ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﺤﻮﺍ
ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺎﺭ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻭﺃﺣﻔﺎﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻴﻪ
¤¤ منقول عن موقع الدستور الأصلي ¤¤
تعليق