ماذا يحدث عولمة أم بلطجة أمريكية؟!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

sara94 مسلم اكتشف المزيد حول sara94
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • sara94
    2- عضو مشارك
    • 9 سبت, 2011
    • 220
    • طالبة
    • مسلم

    ماذا يحدث عولمة أم بلطجة أمريكية؟!

    ماذا يحدث عولمة أم بلطجة أمريكية؟!

    د. جلال أمين

    ربما كان السؤال الذي يشغل ذهن الجميع في منطقتنا العربية الآن هو: ما الذي يحدث في العالم؟ هل هي عولمة أم أمركة أم بلطجة؟ والحقيقة أنَّ أوَّل ما خطر ببالي هو أننا نعيش عصر عولمة، ونعيش عصر أمركة، لكن هذين الشيئين قديمان نسبيًّا بحيث يمكن أن نقول: إن العولمة قد بدأت منذ 500 سنة، وحتَّى بالمعايير الحديثة فإنَّ تَسارُع معدَّل التَّقارب بين أجزاء العالم قد بدأ أيضًا منذ ما لا يقل عن 25 – 30 سنة مع ثورة الاتصال والمعلومات.


    ومن هنا فإن العولمة التي نعيش في ظلّها ليستْ هِيَ الشَّيْءَ المميز للفترة القريبة التي نعيشها، وكذلك (الأمركة)، فأنا في رأيي أننا نعيش عصرًا أمريكيًّا منذ نِهاية الحرب العالمية الثانية، حين ورثت الولايات المتحدة الاستعمار الإنجليزي والفرنسي، وبدأتِ الأمركة تطبع حياتنا وحياة العالم كله، وأصبحت رؤوس الأموال التي تنتقل هي أساسًا أمريكية والسلع أساسًا أمريكية، وبالتالي فالأمركة أيضًا ليست جديدة، لكن الجديد الذي يشغَلُنا بالفعل هو أنَّها هجمة استعمارية جديدة. فهذه هي فعلا التي لم تكن موجودة، وهذه الهجمة أعتقد أنَّها بدأت ليس فقط بالهجوم على أفغانستان بالضبط أو العراق بعد 11 سبتمبر؛ بلِ اتضح من حوادث 11 سبتمبر أن هناك شيئًا جديدًا، وأنَّ الستار رفع عن منظر جديد تمامًا بدأ في 11 سبتمبر، وكلَّما مرَّ الوقت سنكتشف أهمية هذا الحادث.

    وأنا شخصيًّا لي نظرية في هذا الحادث، فأنا أعتقد أنه ليس صدفة، ولا أعتقد أن من فعلوه عرب ومسلمون، لكنّي لن أَخُوضَ في هذه المسألة، وإنَّما أقول إنَّ الآثارَ الَّتِي ترتَّبَتْ عليه أظهرت لنا أنَّه ليس من المعقول أن يكون صدفة، وإلاَّ فهي (صدفة خير من ألف ميعاد)، والحقيقة أن هذه الصدفة دائمًا تذكّرني بحادثة الاحتلال الإنجليزي الذي بدأ بأن حَمَّارًا مصريًّا تشاجر مع راكب مالطي، مما أدَّى إلى احتلال إنجليزي لمصر دام 74 سنة، فليس من المعقول أن تكون المشاجرة التي حدثت بين الحمَّار والراكب هي السبب؛ لأنهم ساعتها قالوا إنهم أتوا من أجل أن يكون الأمن مستتبًّا، وحتَّى يعملوا على مراعاة ذلك في مصر، وطبعًا هذا لم يكن صحيحًا، إذًا هُناك هجْمةً استِعْماريَّة جديدة، وتَحمِل كل صفات وأهداف الهجمات الاستعمارية المعروفة: الهجوم العسكري، والاحتلال، وفرض الإرادة، والاستهانة بالأرواح، وهذه الهجمة على العراق لها نفس الأهداف: استغلال العراق – وأفغانستان قبلها – بحيث يتم استغلال الموارد والأسواق دونًا عن أية قوى أخرى.

    وكما في أي هجمة استعمارية سابقة فلا بُدَّ أن تقترن هذه الهجمة بخطاب إنشائي يقول كلامًا لا علاقة له بالحقيقة، فكل هجمة استعمارية حدثت في الماضي اقترنت بكلام لا علاقة له بالحقيقة. فاليوم يقول لك القضاء على الإرهاب، وعلى محور الشر، وعلى أسلحة الدمار الشامل، أو ضرب الديكتاتورية، أو تحقيق الحُرّيَّة لِلعِراقِيّين، أو الدفاع عن حقوق الإنسان، أو حتى النهوض بالعرب بصفة عامة، وطبعًا هذا كله كلام، والمفروض أن نكون قد فهمنا هذا، فكل هجمة استعمارية تقتَرِنُ بكلام لا علاقة له بالحقيقة، فمثلاً الهجمات الاستعمارية السابقة اقترنت بكلام عن نشر المسيحية، ونشر الحضارة والمدنيَّة، وتمدين الرجل الأبيض للرجل الأسود والأصفر والبني، وحماية الأقليات ونشر الديمقراطية والحُرّيَّة، فَكُلّ هذا قيل لتغطية الهجمات الاستعمارية السابقة.

    إذا كان الأمر كذلك، وإذا كان هذا ما يَحْدُث الآن – سواء في وصف ما يحدث أو أهدافه أو الخطاب الإنشائي المقترن به – فلماذا الدهشة الشديدة التي تخيم علينا والغريب أننا عندما نشاهد وسائل الإعلام – ليس فقط عندنا وليس فقط في البلاد العربية – نجد هناك دهشة واستغرابًا، ويتساءلون: كيف يحدث هذا؟ وما هذه الغطرسة من هذه القوة؟ رغم أن كل هجمة استعمارية كانت فيها غطرسة قوة، ومن ثم فإن هذه الدهشة تدهشني أكثر، والاستغراب لما يحدث هو الذي يدعو إلى الاستغراب، وأحيانًا يقول لك: ما هذه اللامبالاة بمشاعر العرب والمسلمين، وحتى بمشاعر الدول الحليفة؟

    والحقيقة أن من يتأمل تاريخ الاستعمار يدرك أنه حينما يجِدّ الجِدّ لا تَأْبَهُ الدَّولة المستعمِرة بِمشاعر الدولة الحليفة، حينما تستطيع أن تقوم بعمل شيءٍ بِمُفردها، إلا أنَّه يثور هنا أيضًا سؤال: ما هذه القسوة المتناهية في مُعامَلَة العراقِيّين والأفغان؟ وهذا أيْضًا ليس جديدًا، أمَّا سؤال: ما هذا الاستهتار بالقانون الدولي؟ فالمعروف دومًا أنَّه لم تَكُنِ الدّول تَحترمُ القانون الدَّوْلِيَّ حينما يكون من مصلحتها وفي قدرتها ألا تحترمه، فالقانون الدولي دائمًا غطاء لمصالح، وبالتَّالِي فَلِماذَا هذا الاسْتِغْراب من أنَّ الدولة الاستعماريَّة تكيل بكيلين، رغم أنَّ تاريخ الاستِعْمار كله الكيل فيه بمكيالين على الأقلّ، لدرجة أنَّ (مادلين أولبريت) أَدْلَتْ ذاتَ مرَّة بتصريح اقتطف عشرات مرات، فمرة يقولون لها: هل كلّ هذه المبادئ الَّتي تتحدَّثين عنها تُبرّر قتل ملايين الأطفال وتجويعهم مثلما يحدث في العراق، فتقول: نعم تبرر، أي تستحق هذا الثمن وتستحق الدفع، وطبعًا هذا هو الواقع، حيث فلت لسانها فقالت وعبرت عن الحقيقة المرة.

    وأنا شخصيًّا سألتُ نفسي عن هذه الدهشة، وخطر ببالي تفسيرات لهذه الدهشة أو الاستغراب الشديد لما يحدث، من بينها أن الخطاب الإنشائي المستخدم فعلاً الآن يتسم بدرجة من التدني والضحالة والركاكة غير المعهودة، فالخطاب الإنشائي للدول الاستعمارية القديمة كان محترمًا أكثر، إذ ما هذا الكلام عن محور الشر، والعدل المطلق، وهجمة يسمونها الحرية للعراق، أو القضاء على الإرهاب، في حين أنهم قديمًا حينما كانوا يقولون (القضاء على الشيوعية) كانت الشيوعية شيئًا ملموسًا، ولها كُتُب وزُعَماء وناس معروفون، بحيث تستطيع أن تقول مثلاً أنا مختلف مع الشيوعيين، إنَّما ما هذا الإرهاب؟ إنَّه يُشْبِه بعبعًا خلقوه ليس له مكان، ولا جسم، ولا نظرية، وربما إذا أرادوا ضرب لبنان يقولون: لقد وجدنا الإرهاب يسير في بيروت، وإذا أرادوا ضرب أفغانستان يقولون لك: لقد رأينا إرهابيًّا يَمْشِي في أفغانستان وهكذا. ومن ثَمَّ فإنَّهم لا يُمْكِنُ أن يَقْضُوا على (بن لادن) فهو يجب أن يظل موجودًا في كل مكان، لأنهم إذا قبضوا عليه فإن المسألة والقصة تنتهي، وبالتالي فهم يريدون أن يكون (بن لادن) روحًا طائرة من مكان إلى مكان على حسب الدولة الَّتِي يُريدون ضَرْبَها، ولذلك قالوا إنَّ العراقَ لَها علاقاتٌ بِالقاعِدَة، وثَبَتَ بِأَلْفِ دليلٍ أنَّه ليستْ هُناك علاقة بين العراق والقاعدة، ومع ذلك كان يلزم أن يقولوا هذا الكلام.

    والسُّؤال الآن: ما تفسير أنَّ الخطاب الإنشائي متدنٍّ إلى هذه الدرجة؟ لا شكَّ أنَّ وسائل الإعلام الحديثةَ الآن تُخاطِبُ جَماهير غفيرةً مُسْتوى تعليمها وإدراكها بسيط، فالإنجليز أو الفرنسيّون كانوا يُخاطبون نسبة ضئيلة من السّكَّان، وهم الذين يعرفون القراءة والكتابة، بينما أنت الآن تخاطِبُ أشخاصًا مستواهم الإدراكي منخفض، ومن ثَمَّ يمكن أن ينطلي عليهم هذا الكلام، كما أن ما نراه أيضًا من تكنولوجيا في الإعلام والاتّصالات يمكنك من تكرار نفس المقولة مئات المرات في اليوم (إرهاب.. إرهاب.. إرهاب... إرهاب) حتى تصدق أن هناك إرهابًا، وتستمر في تكرار أن (صدام إرهابي.. صدام إرهابي.. صدام إرهابي) إلى أن تقول الناس ذلك وتصدّقه، وتردّد أنَّ صدَّام إرْهابِيّ، فالتكرار نفسه أصبح فعَّالاً جدًّا، فالتَّكرار يُمكن أن يجعل الحمار يقول أيَّ شيء، وهذا أيضًا يجعل مستوى الخطاب منحطًّا.

    أمَّا السبب الثالث الذي له صلة بما أقوله فهو أنَّ القادة السياسيين أصبحوا على شاكلة مستر بوش، وهذا الأخير أنتم تعرفون مُستواه، وهناك كتب سميكة تظهر فيها مقتطفات من أقواله، وتجد فيها كلامًا لا يقوله شخص متخلّف عقليًّا، وبالتَّالِي يجب أن يكون مستوى الخطاب الجماهيري مُتناسِبًا مع القُوَّة العقليَّة لمثل هؤلاء الزعماء.
    والحقيقة أن هناك سببًا آخَرَ أُرِيدُ لفت النظر إليه، ورُبَّما يختلف البعض معي فيه، إلا أنني أحاول تفسير الاستغراب الذي انتابنا الآن مما يحدث، فأنا أزعم أننا خدعنا خدعة كبيرة حول طبيعة نصف القرن الماضي، وأنَّنا تصوَّرنا أنَّ دول العالم الثالث، تمتَّعت بدرجة من الاستقلال أكثر بكثير من الحقيقة، ومن ثَمَّ تخيب آمالنا ونشعر بخيبة الأمل الشديدة لأنَّ الوَضْعَ لم يَستَمِرَّ الآن مثلما كان في الخمسينيات والستينيات.


    والحقيقة أنَّنا عندما نَنظُر الآن إلى الخمسين سنة الماضية سنجد أنَّ فترات استقلال الإرادة الحقيقية التي تَمتع بها العالم خارج القوتين العظميين كانت فترات كانت قصيرة جدًّا، ولم تتمتَّع أغلب الدول بدرجة حرية الحركة التي نعتقدها. أما أن الفترة كانت قصيرة فيكفي أن أذكّركم بمصر، ففي رأيي أنَّ فترة الحرّيَّة النّسبيَّة للإرادة الَّتِي تمتعت بها مصر في نصف القرن الماضي منذ نِهاية الحرب العالمية الثانية، لا تزيد على عشر سنوات من (1956 إلى 1967) ورُبَّما إلى 1965 حيثُ قالتْ أمريكا في هذه السَّنة إنَّها لن تُعْطِيَنا معونة قمح، فارتَبَكَتِ الخطة المصرية، وبدأت السياسة المصرية ترتبك، ثم جاءت حرب 1967 فقط لإنهاء التجربة تمامًا، إذًا لم تبدأ حرية مصر النسبية إلا منذ 1956 أي منذ حرب تأميم قناة السويس؛ إذ من المعروف أنَّه لم تخرج الجيوش الإنجليزية من مصر إلا في 1956 أي إن التأميم جاء مباشرة بعد رَحيل القُوَّات البريطانية، وبالتالي فمنذ 1956 إلى 1965 – أو 1967 - تَمتَّعتْ مِصْر بدرجةٍ أكْبَرَ نِسبيًّا من حرّية التصرف، وهذه هي كل مكاسب الناصرية التي حدثت في الواقع في هذه الفترة.

    والواقع أنَّ هذا الأمر ليْسَ مَقصورًا على مصر فقط، إذ إن الفترة التي تقابل هذه الفترة في مصر كانت فترة (بن بلا) في الجزائر، و(نكروما) في غانا، و(سوكارنو) في إندونيسيا، و(نهرو) في الهند، وهذه التَّجارب وقعتْ أيضًا تقريبًا في نفس السنوات المصرية، لكن بِمُجرَّد أن وقع هؤلاء - فيما عدا (نهرو) الذي مات طبيعًّيا – بالإجبار انتهى حكمهم بالإجبار، بما في ذلك سقوط التجربة الناصرية في 1967.
    والسؤال الآن: إلى أيّ مدى تمتَّعْنَا بِحُرّيَّة الإرادة في اختيار نمط التنمية في هذه الفترة القصيرة، وفي اختيار درجة الاشتراكية التي نطبقها؟ الحقيقة أننا لم نتمتع بالدرجة التي كنا نريدها، ومن ثم ففي نهاية الخمسين سنة الماضية وجدنا أنَّنا لم نكوّن قوة الردع الأساسية التي تمكننا في المستقبل من أن نمارس إرادتنا.

    ومِمَّا لا شكَّ فيه أنه حدثت مكاسب في فترة الخمسين سنة الَّتي نتحدَّث عنها، فنحن وَضْعُنا ليس أسوأَ في كُلِّ شيء مِمَّا كنَّا عليه في الخمسين سنة، إنَّما أريد أن أقول إن المكاسب التي حققها العرب في الخمسين سنة الماضية حدَثَتْ نَتيجةَ تطوُّر تكنولوجي في العالم، وليس نتيجة أنَّهم مارسوا حُرّيَّة إرادَتِهم، فمثلاً حالة القرى المصرية الآن أَحْسَنُ مِمَّا كانت عليه حالة القرية المصرية من 50 سنة، والطبقة المتوسطة في مصر الآن ربما تمثل 40 %، بينما كانت من 50 سنة 20 % وعندما أقول الطبقة المتوسطة أقصد الناس – أي نسبة السكان التي تتمتع بطيبات الحياة – فأنا مثلاً في صغري كنتُ أشاهد نسبة كبيرة من المصريين يمشون حفاة، بينما الآن حدث تقدم، لكن هذا أساسًا كان نتيجة تقدم تكنولوجي، وليس لأن مصر مارست حرية الإرادة وجلبت هذه المكاسب.

    أمَّا موضوعُ أنَّه لَم يَكُنْ هُناكَ احْتِلال عَسكري مِثْلَما كان فِي أيَّام الإنجليز، فهذا أيضًا كان نتيجةَ تطوّر تكنولوجي، فأمريكا خلال الخمسينَ سنة الماضية لَم تَكُنْ مُحتاجة أن يكون سفيرُها فِي جاردن سيتِي هو الَّذِي يُصْدِرُ الأوامِرَ، إذْ يُمْكِنُ أن تصدر الأوامر عن بعد، فمثلاً أيَّام الإنجليز كان السفير الموجود في جاردن سيتي يلزم أن يتَّصل برئيس الوزارة في القاهرة، حتى يقول له ماذا يفعل، بينما اليوم تستطيع أن تقوم بعمل نفس الشيء عن طريق مكالمة تليفونية إلى جاردن سيتي آتية من واشنطن، فهو في الواقع تطوّر تكنولوجي أعطانا بعض المكاسب، وسمح لك أن تتمتَّع بِبَعْضِ مَظاهِرِ السّيادة الَّتِي هي في الواقع مظاهر وليست حقيقة.

    وعندما نترك البلاد العربية وننظر إلى أوروبا الشرقيَّة نَجِدُ أنَّ الضغط والهيمنة لم تكن فقط أمريكية؛ بل كانت روسيَّة أيضًا، فانظُرْ مُعاناة أوروبا الشرقيَّة على مدار 50 سنة مُنِذُ نِهاية الحرب حتَّى التّسعينيات وماذا فعلت روسيا بهيمَنَتِها في دول أوروبا الشرقية؟ إذًا المسألة في الواقع – سواء كانتِ القُوَّة العُظْمَى هذه أو تلك – أنه لم يسمح للدول الأصغر والأضعف بأن تُمارس دَرَجةً كبيرةً منَ الحُرّيّة، وقد خدعونا طول الخمسين سنة بأنَّ الصراع هو بين الأيديولوجيتين الرأسمالية والاشتراكية، لكنَّه لم يكن بين أيديولوجيتين؛ وإنَّما كانَ بَيْنَ دولةٍ كبيرة وَأُخرى كبيرة، فقد كان بين رُوسيا والولايات المتَّحدة، إنَّما كلّهم استخدموا أيضًا الخطاب الإنشائي بأنَّنا نتنافس أيديولوجيًّا، وعلى حسّ الخلاف الأيديولوجي هذا انظروا كم كسبوا؟

    ونفس الأمر حدث أيْضًا على حِسّ الحرب الباردة؟ حيث انتهت الخمسون سنة دون أن يشتبكا قط في حرب، بينما جعلوا الدول الصغيرة تَهْجم على بعضها وتقتل بعضها، أمَّا هُما الاثنان فلم يشتركا في حربٍ بِالرَّغْمِ من أنَّهُما استمرَّا 50 سنة يقولان إنَّ الحرب يمكن أن تحدث، وعلى حس هذه الحرب الباردة والخلاف الأيديولوجي باعتِ الولايات المتَّحدة أسلحةً لِلعالم كلّه تحتَ اسم حِمايتهم من الخطر الشيوعي، والروس باعوا أسلحة للدول التابعة لهم باسم حمايتهم من الخطر الرأسمالي، وأمريكا استخدمت (كاسترو) لتخويف أمريكا اللاتينية كلّها، وأتتْ بأكثر النظم فسادًا في العالم بدعوى أنَّ هؤلاء يقفون ضد الشيوعيين، وباسم الخطر الشيوعي فرضت أمريكا إرادتها، حتَّى على دول أوروبا الغربية.

    ما أريد قوله هو أنَّه ارتفع الستار وانتهى الفصل الثاني بأنَّ الاتحاد السوفيتي - أحد الأطراف الأساسية - وقع وانتَهَى في أوائل التسعينيات، لكن هناك لاعبين جددًا، وهذه هي الأطراف التي ستشكل الفصل الثالث، وأقصد بالفصل الأول الاستعمار التقليدي المشهور من إنجليز وفرنسيين، والفصل الثاني هو أمريكا وروسيا، والآن بدأ الفصل الثالث الذي بدأ في العشر سنوات الماضية وأرجو أن يكون الأخير؛ لأنَّ المسألة (باخت) جدًّا.

    من هنا أقول إنَّه ستظهر أطراف جديدة، فمثلاً أوروبا الغربية أعادت بناء اقتصادها بعد الحرب الثانية، وسارت شوطًا كبيرًا نحو الوحدة الَّتِي كانتْ نُقطةَ ضَعْفِها الأساسيَّة، كما حقَّقتِ اقْتِصاديًّا وتكنولوجيًّا تقدُّمًا خطيرًا في الخمسين سنة الماضية، فأصبحتْ تُنافِسُ أمريكا منافسة حقيقية في الاقتصاد، وذلك بالمقارنة بما كانت عليه في آخر الحرب الثانية، غير أن نقطة ضعفها الكبيرة جدًّا هي أن قوتها العسكرية لا تضاهي على الإطلاق القوة الأمريكية، واليابان نفس الشيء يمكن أن يقال إنها أعادت بناء نفسها، وأصبحت منافسًا حقيقيًّا اقتصاديًّا وتكنولوجيًّا للولايات المتحدة، إنما نقطة ضعفها أنَّها تقريبًا ليس عندها جيش على الإطلاق؛ وليس عندها قوَّة عسكرية على الإطلاق، كما أنَّ الصين منذ 20 سنة أخذت تنمو بمعدل غير معهود في التاريخ الاقتصادي، غير أنَّ قُوَّتَها مستمدَّة من الكم أو الحجم، وبالتالي فهي تشكل خطرًا حقيقيًّا، ويمكن أن تلعب دورًا مهمًّا جِدًّا في الفصل الثالث، وحتَّى دول جنوب شرق آسيا لولا الأزْمة الاقتِصاديَّة الَّتِي حَدَثَتْ لَهُم سنة 1997 – والتي بدؤوا يخرجون منها – لأصبحت تشكل منافسًا اقتصاديًّا حقيقيًّا، وتلعبُ لَعِبًا حقيقيًّا في مصر.

    أمام هذه الأطراف والمخاطر التي تُهَدّد الدولة المنتصرة وهي الولايات المتحدة، ليس هناك ما هو أفضل وأوضح وألزم من أن تستغلّ قوّتها العسكرية للجلوس على جميع منابع البترول في العالم، وهذا هو ما يحدث، فأمريكا – بعبارةٍ أخرى – تعرف أنَّ الفصل الثالث بدأ، وتعرف أنَّ هناك لاعبين جددًا لا يُمْكِنُ إِهْمالُهم، وبالتَّالي فلا يمكن أن تترك الصين تنمو بنفس المعدل، ولا حتَّى لِعَشْرِ سنوات إضافية، فهناك شخص يقدر أنه لو وصل استهلاك السيارات في الصين للعائلة كما وصل في أمريكا، فإنَّه لن تكون هناك مصادر طاقة في العالم كله تكفيها.

    إذًا لا بُدَّ أن تقول أمريكا إنَّها ستجلس على البترول، وإمكانيات العراق لا تقتصر فقط على أنَّها ثانِي دولة في الاحتياطيات النفطية المعروفة على مستوى العالم؛ بل يقال إنها ربما تكون جالسة على بحر من البترول، وهذا هو السبب الحقيقي وراء كل هذا، ولعلكم لاحظتم أنَّه بِمُجرَّد وقوع حادثة 11 سبتمبر كان أوَّل شيءٍ فعلتْهُ أمريكا – ويا للعجب – في خلال يومين أو ثلاثة أنَّها بعثتْ قُواتِها لتحتلَّ آبار البترول في وسط آسيا على قرب حدود روسيا، وعقدت اتفاقيَّات مع هذه الجُمهوريَّات الصغيرة، وعقدتِ اتّفاقيَّات ورتَّبت أُمورَها في إفريقيا، وفي يناير الماضي تواجدت في (جيبوتي) التي تُعَدّ منفذ البترول الذي يأتِي ويَمُرّ بِالبَحْرِ الأحمر، وباحتلال العراق تكون تقريبًا قد أَنْهَتْ وضع يدها على كل منابع البترول الأساسية في العالم.

    إذًا كلّ الأطراف التي ذكرتُها (فرنسا، وروسيا، وألمانيا، واليابان، والصين) يجب أن تعيد حساباتِها، وفي رأيي أنَّه ستقوم حرب باردة جديدة، لكنَّ العُنْصُر الجديد في الموضوع وغير المألوف من قبل أنَّ هذه دول لها قوة اقتصادية، وتكنولوجية مُهِمَّة؛ ولكنَّ قُوَّتَها العسكريَّة ضعيفة.
    والسؤال الذي يطرحُ نَفْسَهُ الآن هنا هُو: ما شكل الحرب الباردة الجديدة التي ستظهَرُ بِالضَّبْطِ؟ الاحتمال الوارد جِدًّا أن تبدأ أمريكا وإنجلترا بعد السيطرة على العراق في إعطاء بعض المنح لإرضاء وإسكات هذه الدول، فهُناك ناس تقول: إنهم سيعطون سوريا ولبنان مثلاً مرة أخرى لفرنسا، وبالطبع فهم لن يعطوها بمعنى احتلال عسكري، وإنما أن تمنح أماكن الاستثمار والأسواق فلا تتدخَّل أمريكا فيها مثل اتّفاقيَّة (سايكس بيكو)، مع الفارِقِ أنَّ هذه كانت احتلالا ووصاية، بينما الآن ستُصْبِح في صورة تَوزيع مناطق الاستثمار والأسواق، أي إنه إذا أرادت شركات فرنسيَّة بناءَ محطة كهرباء في دمشق، فإن الأمريكان لن يقولوا لها شيئًا ولن يجبروها على إعطائها لشركة كهرباء أمريكية. أيْضًا تركيا يجب أن ترضى بشيء، وإسرائيل طبعًا يلزم أن تُكَافَأ على ما قدَّمَتْهُ من خدمات جليلة طوال الخمسين سنة الماضية، بينما العرب متفرّجون بالضبط مثلما كانوا يتفرَّجون أيام (سايكس بيكو) عام 1918 إلى أن يقوموا بعمل قوة الردع اللازمة.

    وإذا كان هناك ناس يقولون: إنَّ الاقْتِصاد الأمريكاني في حالة ضعف، وأن متاعبها الاقتصادية هي التي سوف تقضي عليها إن شاء الله، لكن الاقتصاديين – مثلما تعرفون – من الصعب أن يجتمعوا على رأي، لدرجة أنَّهم يقولون: إنَّك لو سألتَ ستة اقتصاديين سوف تخرج بسبعة آراء، وبالتالي فإنَّ الأمريكيين منقسمون حول: هل يوجد فعلاً خلل حقيقي في الاقتصاد الأمريكي أم لا؟ وأنا في اعتقادي أنَّهم عندما خطَّطُوا لِما يَحْدُث كان في ذِهْنِهم أنَّهم إذا لم يتَّخِذُوا إجراءاتٍ عنيفةً من هذا النوع، فإنَّ مَصيرَهُم الاقتصاديَّ سيكون سيّئًا، لأنَّ هُناك مواطِنَ خلل حقيقيَّة، وقدرتهم على المنافسة تضعف بشدة مستمرة منذ ثلاثين سنة على الأقل، وفي اعتقادي أنَّ استخدام القُوَّة ممكن أن ينفعهم، بِمعنَى أنَّ القُوَّة العسكريَّة يُمْكِنُ أن تُصْبِح مَصدرًا لاستعادة القوى الاقتصادية؛ لكنَّنِي على المدى الطويل أشُكّ في أنَّ القرن الحادي والعشرين سوف يكون هو القرن الأمريكي، فأنا أعتقد أن المسألة سوف تنتهي قبل ذلك.


    وليس سرًّا أن أقول إنَّ هناك هيئة في أمريكا عملها أن تخترع أخبارًا من أجل أن تنشرها بين الناس؛ لكي تشوّش المخ، لكن المؤسف حقًّا أن الإعلام المصري بدوره يسير في هذا الاتجاه، وهذا ليس غريبًا لأنَّه الدولة كلها تسير في نفس الاتجاه، فهل الإعلام مستقلّ عن الدولة المصرية؟ لقدِ اتَّصل بي شخص وعرض عليَّ الاشتراك في برنامج (حر) وأنا رفضت، لأنه كيف من بين 24 ساعة تزعُم أنَّ هناك نصف ساعة حرة، وتريدني أن أتحدث فيها وأقول رأيي في هذا الوقت، وبخاصَّة أنَّنِي سألته: هل هذا البرنامج يذاع مباشرة؟ فقال لي: لا سوف نسجل وبعد ذلك سوف يذاع؛ ولكن في نفس اليوم، ولكنَّهم بالطبع يستطيعون أن يلغوا ما يريدون من الذي سوف أقوله بحيث يصبح لا قيمة له، ويبدو أنني أقول كلامًا عكس ما أريد أن أقوله، ومن ثم فقد رفضتُ المسألة؛ لأنَّ الإعلام ليس استثناء فيما يحدث.

    وفي هذا الإطار أوَدُّ أيضًا أن أَلْفِتَ الأنظار إلى المقولة الَّتِي لا يفتأ الإعلام أن يكرّرها صباح مساء عن صراع الحضارات، في حين أنَّ هذا جزء من الخطاب الإنشائي الذي يخصهم، وذلك للتمويه على الناس، فالحقيقة أنَّه ليس هناك صراع بين الحضارات؛ وإنما هناك صراع بين دول تعتدي على شعوب. أمَّا كونك تسميه صراعًا فهذا أكذوبة؛ لأن الصراع يفترض التساوي، والتساوي ليس موجودًا، وبالتَّالي فَحينَما تُسَمِّيهِ صِراعًا فهذا معناه أنَّك أنت والطرف الآخر على قدر من المساواة. كما أنَّ الصّراع لا يكون بين حضارات، إذ إن الحضارات لا تتصارع وإنما تتفاعل؛ لكن المثقفين استدرجوا للمناقشة بهذا الكلام؛ لكي يقولوا إن الإسلام ثقافة وحضارة إرهابيَّة معادية تُهدّد الغرب، وهذه مقولة تُقال للمثقفين الغربيين؛ لأنهم يعملون للجميع: للمثقفين وغير المثقفين، بحيث يغسلون مخَّ الجميع من أصغر شخص إلى أكبرهم. فهل هناك شخص مثلاً يصدّق أنَّ برج التجارة نحن الذين قمنا بهدمه؟ إن هذا يحتاج كلامًا كثيرًا وأنا كتبتُ كِتابًا كاملاً عن هذه الحكاية اسْمُه "عولمة القهر"؛ ولكن ليس كل الكتاب يتحدَّث عن ذلك، فهم مثلاً قالوا: إن جميل البطوطي هو الَّذي حاول أن ينتحر فتسبب في موت 260 شخصًا، فهل هناك شخص عندما يحاول أن ينتحر يقتل هذا العدد معه؟

    إنَّ كُلَّ هذا من أجل أن يُعْفِيَ الشركة من المسؤولية، وعندما يكون الغرض والهدف بِهَذه الخطورة فلا بدَّ أن تكون الكذبة كبيرة جدًّا، لأنَّك مُقْبِلٌ على عَمَلٍ خطيرٍ جدًّا، فأنت تبدأ مرحلة استعمارية جديدة سوف تطول وقد تستمرّ 50 سنة، وبالتَّالي فتفجيرُ بُرْجَيْنِ بِالنّسبة لهم ليس مشكلة، وفهمي هويدي كتب مقالة منذ فترة قريبة يُعَدّد فيها الأشياء المماثلة التي قام بِها الأمريكان من أجل أن يُبرّروا أعمالاً أخرى، فهم مثلاً من أجل أن يقبضوا على بعض العمَّال في القرن التاسع عشر كانوا يقتلون البوليس؛ من أجل أن يقبضوا على هؤلاء العمَّال.

    المسألة إذًا ليست غريبة على التاريخ الأمريكي، ولا على التاريخ الاستعماري بِصفةٍ عامَّة ما دامت المسألة سوف تأتِي بتكاليفها، ومن ثَمَّ فإنَّهُم لا يهمّهم 3000 مدنِيّ؛ لأنَّ الجشع للرّبح وصل لدرجة عالية، ولأنَّ النوازع الإنسانية لأصحاب الشَّرِكة معدومة، وبالتالي فأنا لا أتعجب من هذا.
    وقد سئلت كثيرًا في الفترة الأخيرة: هل ما يحدث الآن هو عدوان على الإسلام؟ والحقيقة أنَّنا متَّفقون على أنَّ هذا عدوان على العراق وعلى العرب، فلماذا نُضيّع وقتنا في مسائل لفظية ونحن متفقون في عواطفنا واهتماماتنا؟ يجب أن نميّز بين المُهِمّ والأهمّ، أوليس العراقيون مسلمين؟ ثُمَّ ألا يُمْكِنُ أن تعتدي على الإسلام والعرب وتكون الخسارة مزدوجة فتخسر العروبة ويخسر الإسلام؟ إذًا لا داعي لأن نَتَمَسَّكَ بِالألفاظ ونضيع الوقت، لأن هذا جزء من فشلنا في تكوين قوة ردع.

    أما عن ماذا نفعل ونَحْنُ مَكْتُوفو الأيْدِي مِنَ الحُكُومات، وهل لِهذا علاقة بالديمقراطيَّة، فأنا أَقُولُ إنَّك مِنَ المُمْكِن أن تُحقّق تقدُّمًا كبيرًا بدون ديمقراطيَّة، والتجارب التاريخية تؤيّد هذا، ولكن هذه تكون نتيجةَ حسن حظ، بمعنى أنه إذا كان من حظك أن يحكمك حاكم مُتَنَوّر وحريص على المصلحة العامَّة فسوف تحقّق أهدافك، والتاريخ يعرف تجارب من هذا النوع، فهناك حُكَّام جاؤوا عن طريقٍ غَيْرِ ديمقراطي؛ لكنَّهم كانوا ممتازين، بَيْدَ أنَّ الدّيمقراطيَّة لوِ استمرَّت مُدَّة قصيرة ولم تستمرَّ لِمُدَّة طويلة وكانت شكلية فلا فائدة منها، بمعنى أنك لو قلت لي نطبق الديمقراطية على الطريقة الأمريكية أقول لك: وهل الأمريكان أحرار؟ هل الأمريكان قرَّروا أن يضربوا العراق؟


    إن بعضهم ذهب واقترح ولكنَّ القرار اتّخذ لصالح تجار الأسلحة وشركات البترول، وليس لمصلحة الشعب الأمريكي، ومعظم الأمريكيين مذلولون مثلنا؛ ولكن كلاًّ منهم لديه سيارتان بدلاً من سيارة واحدة، بيد أنَّنا من ناحية الذّلّ وغسيل المخ أفضل؛ لأن التليفزيون لدينا مستواه التكنولوجي منخفض، ومن ثَمَّ فمن الصعب عن يلوث مخك بسهولة، وبعد خمس دقائق يمكن أن تقول: ما هذا الكلام الفارغ، إنَّما التليفزيون في الخارج متقدم قليلاً وقدرتهم على غسيل المخ أكبر، وبالتالي فالمصيبة أفدح؛ أي إنَّ العقل الأمريكي ملوث أكثر، ولذلك فهم لا يعيشون في النعيم الذي نتخيَّله، فبوش مثلاً حرمهم من التأمينات الصحية، والإنفاق على التعليم في سبيل أن يخفض الضرائب على شركات البترول! إذًا الديمقراطية على الطريقة الأمريكية ليست جذابة.

    ويَبْقَى في النهاية سؤال مُهِمّ: هل الدّين يمكن أن يكون عنصرًا في المواجهة؟ والواقع أنَّ الدَّافع البيولوجي ومبدأَ البَقَاء للأقوى يحكم العلاقات السياسية والاجتماعيَّة أكْثَرَ مِمَّا نَتَصَوَّر، ومن هنا تأتي أهمية قوة الردع، و"دارون" يقول إنَّ الذي سوف يبقى ليس من الضروري أن يكون الأقوى؛ ولكنه القادر على التأقْلُم مع الظروف، بمعنى أن الديناصور انتهى، بينما النحلة ما زالت باقية؛ لأنَّها استطاعتْ أن تتأقلم مع الظروف؛ لكن ما علاقة هذا بالدين؟ أنت من الممكن أن تحول الدين إلى مصدر قوة، ولكن من الممكن أيضًا أن تستخدم الدين استخدامًا يزيدك ضعفًا، وهنا سوف أضرب مثلين، أوَّلُهما هو أنَّنا نَعْلَمُ أنَّ أحد العناصر العظيمة في الدين الإسلامي "القناعة"، وبالتَّالي لو وظفت هذه القناعة في رفض المجتمع الاستهلاكي – بمعنَى ألا تأكل من ماكدونالدز ولا يهمّ السيارة الأمريكي، ولا يهم كذا وكذا – فسوف تستطيع أن تؤْذِيَهُم في مقتل أكثر من البندقية، لكنَّنا للأسف حوَّلْنَا شَهْرَ رمضان إلى شهر مكسرات، وبدلا من أن نحوّله شهر قناعة أصبح الاستهلاك متزايدًا فيه.

    المثل الثاني أنَّك من الممكن أن تستخدم الدين لإقامة علاقة طيبة جدًّا وصحية مع الأقباط، وفي نفس الوقت من الممكن أن تستَخْدِمَه لتفرقة الأمة، فإذا استخدمت الدين للتفرقة بين المسلم والقبطي فأنت في الواقع تَنْتَحِر، بينما يبدو مظهرك كما لو كنتَ تَحترم الدين... إذًا الدين من الممكن أن يستخدم كمصدر قوَّة، ومن الممكن أن يستخدم كمصدر ضعف.


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/1924/#ixzz1ZYi9vFLn

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ أسبوع واحد
ردود 10
50 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
رد 1
48 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
ردود 0
26 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د تيماء
بواسطة د تيماء
ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
ردود 0
32 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د تيماء
بواسطة د تيماء
ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
ردود 0
26 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة سُليمان العَمري
يعمل...