مؤلف خريف الباباوات :
تحالف الكنيسة والدولة واحتجاز مسلمات جدد فات عصره
تحالف الكنيسة والدولة واحتجاز مسلمات جدد فات عصره
يتوقع الباحث والصحفي ممدوح الشيخ أن الكنيسة لن تظل لاعبا سياسيا في مصر ما بعد الثورة، ويعتبر أن الديمقراطية الحقيقية كفيلة بإغلاق ملف الفتنة الطائفية ، كما يشير الكاتب في حديثه لـ"محيط" بمناسبة صدور كتابه الجديد "خريف الباباوات" أن التيار السلفي المصري ظالم ومظلوم .
والشيخ له كتابات أدبية عديدة، وقد حصلت مسرحيته "عاصمة للبيع" على جائزة الإبداع العربي وتدور أحداثها في قالب كوميدي حول حاكم يتعرض لمأزق تاريخي فيبيع بلده، أما روايته "القاهرة بيروت باريس" فحول تجارة لحوم البشر وهي نصف وثائقية تعتمد على الفتوى التي أباحت أكل لحوم البشر أثناء حرب المخيمات ببيروت.. وإلى نص الحوار
محيط : تهتم بالملف القبطي بكتاباتك، ما السبب ؟
- الكنيسة المصرية تثير اهتمامي كجزء من المشهد الوطني العام، وهي تعبر عن أكبر أقلية في مصر من الناحية العددية . ورأيت أن هناك تقاربا بين التيار المنادي بالعلمانية وفكر الاكليروس الديني، وفي نظري فإن أسماء كـرفعت السعيد وسيد القمني يتاجرون بالقضية القبطية وكأنها هم علماني، كما كان شنودة يرحب بنمو هذا التيار الفكري لمنع تحول مصر لدولة دينية .
اهتمامي زاد بالملف القبطي بعد أزمة حرمان المسيحيين الذين يزورون القدس من طقس التناول فكان كتابي "البابا شنودة والقدس: الحقيقي والمعلن" عام 2000 الذي ضم وثيقة صوتية تنشر لأول مرة، تم تسريبها من داخل الكنيسة، تتضمن محاورات بين " شنودة "ومن يرغبون في زيارة القدس، وانتقد في الكتاب منع شنودة لهم من الزيارة، وذلك على الرغم من عدم وجود تقليد كنسي أو آيات في الإنجيل تتيح المعاقبة الدينية لمن يزور القدس من الأقباط؟
محيط : ولماذا توقعت نهاية دور الكنيسة السياسي بكتابك "خريف الباباوات" ؟
- في نهاية عهد مبارك ، كشفت الأزمات التي مرت بها مصر عن اتجاه الدولة للتحالف مع الكنيسة على أرضية سياسية بعيدا عن الاعتبارات القانونية، سواء كان ذلك من خلال السماح للكنيسة باحتجاز مسلمات جدد، أو التوسع في ضم الأراضي للأديرة وبناء الكنائس، وحققت الكنيسة مكاسب من وضعيتها كلاعب سياسي أكثر من وضعها كمؤسسة دينية .
وضمن الدور السياسي للكنيسة، دروس التاريخ التي تلقن للشباب القبطي وتزعم أن الإسلام فرض على مصر بالقوة أو أن الخليفة المأمون قتل مليون قبطي بعد احتجاج لهم. ونحتاج برأيي لعقدين من الزمان لتجاوز هذه المشكلة .
ولكن بعد الثورة ومع تنامي الديمقراطية، لن يكون للمؤسسة الدينية القبطية سلطة سياسية على أتباعها، الذين يحق لهم اختيار الحزب الذي يعبر عنهم، علما بأن الكنيسة تواجه مشكلة مزمنة مع الكنائس الأخرى الإنجيلية والكاثوليكية.
محيط : ما قصة كتابك "الشعراوي والكنيسة" ؟
- نشر الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا اللاهوتية بالكنيسة القبطية رسالتيه إلى الشيخ الشعراوي في كتابه "مقالات في الكتاب المقدس"، الذي عاب فيهما على الشيخ أن يهاجم المسيحية في أحاديثه التليفزيونية المعروفة، وقد تضمن كتاب الأنبا رسائله إلى شخصيات عامة لنفس الهدف، وبعدها اختارني أحد الناشرين للرد عما جاء بهذا الكتاب .
وفي الكتاب أعدت نشر رسائل الأنبا، وقلت أن المحيطين بي شنودة لدى بعضهم مشكلة حقيقية في التعامل مع الإسلام، ومن ذلك مثلا تصريحات الأنبا بيشوي أن المسلمين ضيوف على مسيحي مصر.
محيط : وما الحل برأيك لإغلاق ملف الفتنة الطائفية في مصر ؟
- لدينا مشكلة في الطرفين الإسلامي والمسيحي؛ فهناك خطاب فقهي موجود عند بعض تيارات الإسلام المتشدد تخيف الأقباط، وهناك خطاب كنسي مسيحي يركز على الهوية، ولا يركز على العقائد المسيحية وبالتالي فهو يخلق مسيحياً كارهاً للمسلمين، لكنه لا يخلق مسيحياً أكثر تديناً.
و بناء نظام سياسي يقوم على تحقيق المساواة الحقيقة، وضمان الحريات الأساسية يريح الطرفين. وأظن أن مساحة الحرية التي سيحصل عليها الأقباط ستؤدي لتصدعات خطيرة بالكنيسة، من ذلك ما نشاهده من ترك 120 قبطيا لطائفته بسبب مشكلة الزواج الثاني، وذلك على الرغم من أن الطلاق لغير الزنا كان مباحا في الكنيسة القبطية بموجب لائحة 1938 التي قام شنودة بإلغائها عام 2007، ورغم ان الكنيسة القبطية تعد مؤسسة من مؤسسات الدولة خاضعة للقضاء الإدراي إلا أنها رفضت تنفيذ حكم المحكمة في أواخر عهد مبارك الذي يلزمها بالموافقة على الزواج الثاني.
محيط : لماذا اعتبرت أن التيار السلفي المصري "ظالم ومظلوم" ؟
- هذا التيار لعب دورا تاريخيا كبيرا في الحفاظ على الثقافة المصرية من أن تتحول إلى ثقافة مادية علمانية ورغم ذلك يظل دوره مجهول. وقد تعرضت الثقافة المصرية مرتين لإعادة هيكلة مرة على يد محمد علي الذي كان يريدها فرانكفونية، ثم على يد عبد الناصر الذي كان يريدها ماركسية، وفي الحالتين هناك عداء للإسلام، ولولا التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين، لأصبحت مصر تعامل مسلميها مثلما فعل الاتحاد السوفيتي من اضطهاد المسلمين، ولظهرت تيارات مثل الفرانكفونيين المغاربة التي ترى أن الإسلام هو سبب التخلف والانحطاط.
و لكن هذا التيار ظالم لأنه يخلط بين تقاليد اجتماعية وخيارات فقهية ليست ملزمة ويلصقها بالإسلام، والتيار السلفي أمامه فرصة لتوضيح موقفه وتعديل خطابه الآن.
في الانتخابات القادمة سيحكمنا لفترة "منطق الفقاعة" فقد يأخذ الإسلاميون مقاعد أكثر في البرلمان، لكن هذا لا يعني أنهم اللاعب الوحيد، فهناك تيار ليبرالي كبير في مصر أظهرته الثورة وإن لم يكن منظما وليست لديه قدرة على حشد الجماهير . لذا أظن أن الأهم هو كيفية بلورة رؤية تجمع بين الإطار الليبرالي في الحقوق والحريات، والإطار الإسلامي في رؤية الثوابت والمعتقدات وهو أمر ممكن، خاصة في ظل جنوح التيارات الليبرالية في مصر إلى الوسطية.
محيط : ما الذي جذبك للحديث عن التنظيمات السرية ببرنامجك "المحفل" ؟
- قراءاتي المتوالية في هذا الموضوع، جذبتني للحديث عنه في برنامج تليفزيوني، فقد اكتشفنا بعد انهيار دولة مبارك أنها دولة تنظيمات سرية بكل المؤسسات ومنها وزارة الداخلية. وكان أثر هذه التنظيمات واضحاً في خطاب الجمعيات الفلسفية المصرية، وبالبحث في جذور التنظيمات السرية في مصر اكتشفت أن التنظيم الطليعي الذي أسسه عبدالناصر أثناء وجوده في السلطة للسيطرة على مصر واحداً من تلك التنظيمات، وكتبت على إثره فيلما لقناة الجزيرة باسم "دولة المنظمة السرية" وهو أول عمل وثائقي عن هذا التنظيم .
كما اكتشفت أن التنظيمات السرية قديمة في مصر، فمثلاً في حقبة دولة محمد علي كان هناك صراع مرير بين المحافل الماسونية الفرنسية والمحافل الاسكتلندية، وهي صفحات لم تكتب في تاريخ مصر. كما تلعب التنظيمات السرية أدوارا خارج مصر في العراق وأوغندا وغيرها من الدول ، وأعد حاليا لكتاب عن هذا الموضوع.
محيط : بعيدا عن السياسة ، كيف تصف أستاذك المسيري مع اقتراب ذكراه؟
- اشتركت مع آخرين في تحرير موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" للدكتور المسيري، الذي تميز بسمات إنسانية لا تنسى، منها تواضعه الممزوج بالاعتداد بالنفس، بالإضافة إلى إجادته لصناعة الأشخاص، ومساعدتهم في بناء ذواتهم، فقد أنشأ جيلا من الباحثين، ودفعهم إلى أماكن مميزة.
كما أنه لم يكن أسيراً لأفكاره، بل يعترف بأخطائه ويرحب بمناقشتها، مراجعاته الفكرية كانت حقيقة وكان المدخل إليها ميلاد طفلته مريم التي قربته من الخالق. وقد نأى بنفسه كثيراً عن مغازلات السلطة ، دون أن يحول هذا الرفض إلى موضوع للاستثمار أو المتاجرة.
وكان يعمل بدأب كتلميذ، حتى بعد أن دخل في دورة المرض استعمل كرسي طبي مزعج ليتابع مشاريعه الفكرية، ورغم استحضاره الإيمان بالله دائماً، إلا أنه كان يحب الحياة كمن لا يتوقع الموت، ولم يكن مدعياً ورغم خفة ظله إلا أنه يمتاز بوقار، وسمو في معاملاته الأخلاقية.
محيط: حدثنا عن جديدك؟
- يصدر لي قريبا عن دار "أخبار اليوم" كتاب عن التيار السلفي، بالإضافة إلى إعادة نشر مجموعة من أعمالي في طبعة أمريكية خاصة، وسيتم البدء في نشر كتاب "اعترافات حافظ نجيب" وهو الكتاب المأخوذ منه مسلسل "فارس بلا جواد".
http://elmokhalestv.com/index/details/id/9191
والشيخ له كتابات أدبية عديدة، وقد حصلت مسرحيته "عاصمة للبيع" على جائزة الإبداع العربي وتدور أحداثها في قالب كوميدي حول حاكم يتعرض لمأزق تاريخي فيبيع بلده، أما روايته "القاهرة بيروت باريس" فحول تجارة لحوم البشر وهي نصف وثائقية تعتمد على الفتوى التي أباحت أكل لحوم البشر أثناء حرب المخيمات ببيروت.. وإلى نص الحوار
محيط : تهتم بالملف القبطي بكتاباتك، ما السبب ؟
- الكنيسة المصرية تثير اهتمامي كجزء من المشهد الوطني العام، وهي تعبر عن أكبر أقلية في مصر من الناحية العددية . ورأيت أن هناك تقاربا بين التيار المنادي بالعلمانية وفكر الاكليروس الديني، وفي نظري فإن أسماء كـرفعت السعيد وسيد القمني يتاجرون بالقضية القبطية وكأنها هم علماني، كما كان شنودة يرحب بنمو هذا التيار الفكري لمنع تحول مصر لدولة دينية .
اهتمامي زاد بالملف القبطي بعد أزمة حرمان المسيحيين الذين يزورون القدس من طقس التناول فكان كتابي "البابا شنودة والقدس: الحقيقي والمعلن" عام 2000 الذي ضم وثيقة صوتية تنشر لأول مرة، تم تسريبها من داخل الكنيسة، تتضمن محاورات بين " شنودة "ومن يرغبون في زيارة القدس، وانتقد في الكتاب منع شنودة لهم من الزيارة، وذلك على الرغم من عدم وجود تقليد كنسي أو آيات في الإنجيل تتيح المعاقبة الدينية لمن يزور القدس من الأقباط؟
محيط : ولماذا توقعت نهاية دور الكنيسة السياسي بكتابك "خريف الباباوات" ؟
- في نهاية عهد مبارك ، كشفت الأزمات التي مرت بها مصر عن اتجاه الدولة للتحالف مع الكنيسة على أرضية سياسية بعيدا عن الاعتبارات القانونية، سواء كان ذلك من خلال السماح للكنيسة باحتجاز مسلمات جدد، أو التوسع في ضم الأراضي للأديرة وبناء الكنائس، وحققت الكنيسة مكاسب من وضعيتها كلاعب سياسي أكثر من وضعها كمؤسسة دينية .
وضمن الدور السياسي للكنيسة، دروس التاريخ التي تلقن للشباب القبطي وتزعم أن الإسلام فرض على مصر بالقوة أو أن الخليفة المأمون قتل مليون قبطي بعد احتجاج لهم. ونحتاج برأيي لعقدين من الزمان لتجاوز هذه المشكلة .
ولكن بعد الثورة ومع تنامي الديمقراطية، لن يكون للمؤسسة الدينية القبطية سلطة سياسية على أتباعها، الذين يحق لهم اختيار الحزب الذي يعبر عنهم، علما بأن الكنيسة تواجه مشكلة مزمنة مع الكنائس الأخرى الإنجيلية والكاثوليكية.
محيط : ما قصة كتابك "الشعراوي والكنيسة" ؟
- نشر الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا اللاهوتية بالكنيسة القبطية رسالتيه إلى الشيخ الشعراوي في كتابه "مقالات في الكتاب المقدس"، الذي عاب فيهما على الشيخ أن يهاجم المسيحية في أحاديثه التليفزيونية المعروفة، وقد تضمن كتاب الأنبا رسائله إلى شخصيات عامة لنفس الهدف، وبعدها اختارني أحد الناشرين للرد عما جاء بهذا الكتاب .
وفي الكتاب أعدت نشر رسائل الأنبا، وقلت أن المحيطين بي شنودة لدى بعضهم مشكلة حقيقية في التعامل مع الإسلام، ومن ذلك مثلا تصريحات الأنبا بيشوي أن المسلمين ضيوف على مسيحي مصر.
محيط : وما الحل برأيك لإغلاق ملف الفتنة الطائفية في مصر ؟
- لدينا مشكلة في الطرفين الإسلامي والمسيحي؛ فهناك خطاب فقهي موجود عند بعض تيارات الإسلام المتشدد تخيف الأقباط، وهناك خطاب كنسي مسيحي يركز على الهوية، ولا يركز على العقائد المسيحية وبالتالي فهو يخلق مسيحياً كارهاً للمسلمين، لكنه لا يخلق مسيحياً أكثر تديناً.
و بناء نظام سياسي يقوم على تحقيق المساواة الحقيقة، وضمان الحريات الأساسية يريح الطرفين. وأظن أن مساحة الحرية التي سيحصل عليها الأقباط ستؤدي لتصدعات خطيرة بالكنيسة، من ذلك ما نشاهده من ترك 120 قبطيا لطائفته بسبب مشكلة الزواج الثاني، وذلك على الرغم من أن الطلاق لغير الزنا كان مباحا في الكنيسة القبطية بموجب لائحة 1938 التي قام شنودة بإلغائها عام 2007، ورغم ان الكنيسة القبطية تعد مؤسسة من مؤسسات الدولة خاضعة للقضاء الإدراي إلا أنها رفضت تنفيذ حكم المحكمة في أواخر عهد مبارك الذي يلزمها بالموافقة على الزواج الثاني.
محيط : لماذا اعتبرت أن التيار السلفي المصري "ظالم ومظلوم" ؟
- هذا التيار لعب دورا تاريخيا كبيرا في الحفاظ على الثقافة المصرية من أن تتحول إلى ثقافة مادية علمانية ورغم ذلك يظل دوره مجهول. وقد تعرضت الثقافة المصرية مرتين لإعادة هيكلة مرة على يد محمد علي الذي كان يريدها فرانكفونية، ثم على يد عبد الناصر الذي كان يريدها ماركسية، وفي الحالتين هناك عداء للإسلام، ولولا التيار السلفي وجماعة الإخوان المسلمين، لأصبحت مصر تعامل مسلميها مثلما فعل الاتحاد السوفيتي من اضطهاد المسلمين، ولظهرت تيارات مثل الفرانكفونيين المغاربة التي ترى أن الإسلام هو سبب التخلف والانحطاط.
و لكن هذا التيار ظالم لأنه يخلط بين تقاليد اجتماعية وخيارات فقهية ليست ملزمة ويلصقها بالإسلام، والتيار السلفي أمامه فرصة لتوضيح موقفه وتعديل خطابه الآن.
في الانتخابات القادمة سيحكمنا لفترة "منطق الفقاعة" فقد يأخذ الإسلاميون مقاعد أكثر في البرلمان، لكن هذا لا يعني أنهم اللاعب الوحيد، فهناك تيار ليبرالي كبير في مصر أظهرته الثورة وإن لم يكن منظما وليست لديه قدرة على حشد الجماهير . لذا أظن أن الأهم هو كيفية بلورة رؤية تجمع بين الإطار الليبرالي في الحقوق والحريات، والإطار الإسلامي في رؤية الثوابت والمعتقدات وهو أمر ممكن، خاصة في ظل جنوح التيارات الليبرالية في مصر إلى الوسطية.
محيط : ما الذي جذبك للحديث عن التنظيمات السرية ببرنامجك "المحفل" ؟
- قراءاتي المتوالية في هذا الموضوع، جذبتني للحديث عنه في برنامج تليفزيوني، فقد اكتشفنا بعد انهيار دولة مبارك أنها دولة تنظيمات سرية بكل المؤسسات ومنها وزارة الداخلية. وكان أثر هذه التنظيمات واضحاً في خطاب الجمعيات الفلسفية المصرية، وبالبحث في جذور التنظيمات السرية في مصر اكتشفت أن التنظيم الطليعي الذي أسسه عبدالناصر أثناء وجوده في السلطة للسيطرة على مصر واحداً من تلك التنظيمات، وكتبت على إثره فيلما لقناة الجزيرة باسم "دولة المنظمة السرية" وهو أول عمل وثائقي عن هذا التنظيم .
كما اكتشفت أن التنظيمات السرية قديمة في مصر، فمثلاً في حقبة دولة محمد علي كان هناك صراع مرير بين المحافل الماسونية الفرنسية والمحافل الاسكتلندية، وهي صفحات لم تكتب في تاريخ مصر. كما تلعب التنظيمات السرية أدوارا خارج مصر في العراق وأوغندا وغيرها من الدول ، وأعد حاليا لكتاب عن هذا الموضوع.
محيط : بعيدا عن السياسة ، كيف تصف أستاذك المسيري مع اقتراب ذكراه؟
- اشتركت مع آخرين في تحرير موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" للدكتور المسيري، الذي تميز بسمات إنسانية لا تنسى، منها تواضعه الممزوج بالاعتداد بالنفس، بالإضافة إلى إجادته لصناعة الأشخاص، ومساعدتهم في بناء ذواتهم، فقد أنشأ جيلا من الباحثين، ودفعهم إلى أماكن مميزة.
كما أنه لم يكن أسيراً لأفكاره، بل يعترف بأخطائه ويرحب بمناقشتها، مراجعاته الفكرية كانت حقيقة وكان المدخل إليها ميلاد طفلته مريم التي قربته من الخالق. وقد نأى بنفسه كثيراً عن مغازلات السلطة ، دون أن يحول هذا الرفض إلى موضوع للاستثمار أو المتاجرة.
وكان يعمل بدأب كتلميذ، حتى بعد أن دخل في دورة المرض استعمل كرسي طبي مزعج ليتابع مشاريعه الفكرية، ورغم استحضاره الإيمان بالله دائماً، إلا أنه كان يحب الحياة كمن لا يتوقع الموت، ولم يكن مدعياً ورغم خفة ظله إلا أنه يمتاز بوقار، وسمو في معاملاته الأخلاقية.
محيط: حدثنا عن جديدك؟
- يصدر لي قريبا عن دار "أخبار اليوم" كتاب عن التيار السلفي، بالإضافة إلى إعادة نشر مجموعة من أعمالي في طبعة أمريكية خاصة، وسيتم البدء في نشر كتاب "اعترافات حافظ نجيب" وهو الكتاب المأخوذ منه مسلسل "فارس بلا جواد".
http://elmokhalestv.com/index/details/id/9191