هل تجد في القران لحنا ؟!!
كثيرا ما تطالعنا المواقع الالكترونية والفضائيات بحديث شهير منسوب الي عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول
ان في القران لحنا ستقيمه العرب بالسنتهم
وسر الاعتداد بالطعن في القران الكريم بهذا الحديث هو ان هذا الحديث موجود في كتاب المصاحف لابن ابي داود
ولما لم يجد بعض المسلمين كيف يردون علي هذا الاتهام ... كان المخرج الوحيد ... هو اتهام ابن ابي داود
فقد قرات يوما ردا لاحد المتحزلقين من المسلمين – للاسف الشديد – يطعن فيه علي عالمنا الجليل ابن ابي داود ويقول :
ابن ( ابو داود ) صاحب السنن وابو ابن ابي داود نفسه يستنكر حديث ولده ويقول ( ولدي عبد الله كذاب )
ما هي القصة اذن؟ ... و من اين نبدأ
نبدأ بصاحب الكتاب ...
من هو ابن ابي داود
هو عبد الله ابن سليمان بن الأشعث بن اسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني
وكنيته ابوبكر ومولده سنة ثلاثين ومائتين للهجرة ووفاته سنة ست عشرة وثلاثمائة للهجرة
وكان من فضله وفضل علمه الغزير ان صلي عليه الناس ثمانين مرة وصلي عليه اكثر من ثلاثمائة الف انسان كما جاء في كتاب السير وتذكرة الحفاظ
فهو عالم لا يشق له غبار وهو ابن ابي داود صاحب السنن الشهير ... وليس ضعيفا ولا كذابا كما قال المفلسون !!
والده هو امام علم الحديث وشيخ السنة ومقدم الحفاظ .. محدث البصرة الذي ذاع صيته علما وفقها وحفظا وتقوي وورعا ... ومن منا لا يعرف علم وقدر الامام ابو داود السجستاني ... صاحب السنن ؟!!
وقد بدأ ابو بكر عبد الله ابن ابي داود تعلم علم الحديث وعمره احد عشرة سنة
كتب عن محمد بن اسلم الطوسي و عن ابي سعيد الاشج
وكان رحمه الله قوي الحفظ حاضر الذاكرة
كتب عنه ابو القاسم الازهري المعروف بابن السوادي يقول سمعت احمد بن ابراهيم بن شاذان البغدادي ( صاحب اصول حسان وهو فاضل ثقة كثير الكتب ) يقول :
( ما بين القوسين من عندي )
خرج ابو بكر بن ابي داود الي سجستان في ايام عمرو بن الليث فاجتمع اليه اصحاب الحديث وسالوه ان يحدثهم فابي وقال ليس معي كتاب
فقالوا له ... ابن ابي داود ... وكتاب ؟! .. فاثاروني ...فأمليت عليهم ثلاثين الف حديث من حفظي ..
فلما قدمت بغداد قال البغداديون مضي ابن ابي داود الي سجستان ولعب بالناس ثم فيجوا فيجا ( أي ارسلوا جماعة ) اكتروه ( أي استأجروه ) بستة دنانير الي سجستان ليكتب لهم النسخة
فكتبت وجيئ بها الي بغداد وعرضت علي الحفاظ بها فخطئوني في ستة احاديث منها ثلاثة حَدَّثت بها كما حُدِثت وثلاثة احاديث اخطأت فيها
لك انت ان تحكم علي حفظه الان ....
الرجل اخطأ في ثلاثة احاديث من ثلاثين الف حديث !! ... قالها من ذاكرته ..!!!! ودون أي استعداد للامتحان ..!!!
قال ابن شاهين : املي علينا ابن ابي داود ...سنين عديدة ... وما رايت بيده كتابا ..انما كان يملي حفظا
وقال الحسن بن محمد الخلال ( الامام الحافظ محدث العراق مات سنة 439 هجرية ) : ابو بكر ابن ابي داود احفظ من ابيه
هل لنا بعد ذلك الا ان نسلم بعلم الشيخ الجليل ومكانته وقدره الكبير الذي لا يعلمه الا من عاصره وراي من علمه ما يتعجب له
فما حقيقة قول ابيه ..ولدي عبد الله كذاب؟
حقيقة الامر ان ابن ابي داود كان قوي الحفظ كثير العلم فكان يكثر من مدح نفسه في ذلك وكان يقول انا احفظ من فلان او انا اعرف من فلان ...
فلما وصل الامر الي سؤال ابيه عن ذلك قال ... ولدي عبد الله كذاب ...يعني ليس في علمه ولا ما يحدث به ..
ولكن في اعجابه بنفسه وعلمه واعتبار نفسه اعلم من غيره فكأنما اراد الكذب في لهجته وشدة اعتداده بنفسه لا في حديثه ...فانه كان حجة – رحمه الله - فيما ينقله
وقد قال بعض العلماء ان ابو داود ..انما قال ذلك حين طلب ابن ابي داود ولاية القضاء وكان من عادة ابي داود مثل كبار الائمة ان يتباعد عن ولاية القضاء ...
فلما طلب ابنه ذلك .... كان من الجائز انه اراد به الكذب في دعوي ابنه القدرة علي تحمل مشاق القضاء والقيام بحقوقه ... كأنه يخشي عليه ...
يقصد انه لن يستطيع ان يتحمل هذا العبء ... فان قال انه قادر علي مسئولية القضاء بين الناس فهو كذاب
وقد مدحه الكثير من العلماء واثنوا عليه وعلي حفظه وعلمه
يتبع ان شاء الله
كثيرا ما تطالعنا المواقع الالكترونية والفضائيات بحديث شهير منسوب الي عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول
ان في القران لحنا ستقيمه العرب بالسنتهم
وسر الاعتداد بالطعن في القران الكريم بهذا الحديث هو ان هذا الحديث موجود في كتاب المصاحف لابن ابي داود
ولما لم يجد بعض المسلمين كيف يردون علي هذا الاتهام ... كان المخرج الوحيد ... هو اتهام ابن ابي داود
فقد قرات يوما ردا لاحد المتحزلقين من المسلمين – للاسف الشديد – يطعن فيه علي عالمنا الجليل ابن ابي داود ويقول :
ابن ( ابو داود ) صاحب السنن وابو ابن ابي داود نفسه يستنكر حديث ولده ويقول ( ولدي عبد الله كذاب )
ما هي القصة اذن؟ ... و من اين نبدأ
نبدأ بصاحب الكتاب ...
من هو ابن ابي داود
هو عبد الله ابن سليمان بن الأشعث بن اسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي السجستاني
وكنيته ابوبكر ومولده سنة ثلاثين ومائتين للهجرة ووفاته سنة ست عشرة وثلاثمائة للهجرة
وكان من فضله وفضل علمه الغزير ان صلي عليه الناس ثمانين مرة وصلي عليه اكثر من ثلاثمائة الف انسان كما جاء في كتاب السير وتذكرة الحفاظ
فهو عالم لا يشق له غبار وهو ابن ابي داود صاحب السنن الشهير ... وليس ضعيفا ولا كذابا كما قال المفلسون !!
والده هو امام علم الحديث وشيخ السنة ومقدم الحفاظ .. محدث البصرة الذي ذاع صيته علما وفقها وحفظا وتقوي وورعا ... ومن منا لا يعرف علم وقدر الامام ابو داود السجستاني ... صاحب السنن ؟!!
وقد بدأ ابو بكر عبد الله ابن ابي داود تعلم علم الحديث وعمره احد عشرة سنة
كتب عن محمد بن اسلم الطوسي و عن ابي سعيد الاشج
وكان رحمه الله قوي الحفظ حاضر الذاكرة
كتب عنه ابو القاسم الازهري المعروف بابن السوادي يقول سمعت احمد بن ابراهيم بن شاذان البغدادي ( صاحب اصول حسان وهو فاضل ثقة كثير الكتب ) يقول :
( ما بين القوسين من عندي )
خرج ابو بكر بن ابي داود الي سجستان في ايام عمرو بن الليث فاجتمع اليه اصحاب الحديث وسالوه ان يحدثهم فابي وقال ليس معي كتاب
فقالوا له ... ابن ابي داود ... وكتاب ؟! .. فاثاروني ...فأمليت عليهم ثلاثين الف حديث من حفظي ..
فلما قدمت بغداد قال البغداديون مضي ابن ابي داود الي سجستان ولعب بالناس ثم فيجوا فيجا ( أي ارسلوا جماعة ) اكتروه ( أي استأجروه ) بستة دنانير الي سجستان ليكتب لهم النسخة
فكتبت وجيئ بها الي بغداد وعرضت علي الحفاظ بها فخطئوني في ستة احاديث منها ثلاثة حَدَّثت بها كما حُدِثت وثلاثة احاديث اخطأت فيها
لك انت ان تحكم علي حفظه الان ....
الرجل اخطأ في ثلاثة احاديث من ثلاثين الف حديث !! ... قالها من ذاكرته ..!!!! ودون أي استعداد للامتحان ..!!!
قال ابن شاهين : املي علينا ابن ابي داود ...سنين عديدة ... وما رايت بيده كتابا ..انما كان يملي حفظا
وقال الحسن بن محمد الخلال ( الامام الحافظ محدث العراق مات سنة 439 هجرية ) : ابو بكر ابن ابي داود احفظ من ابيه
هل لنا بعد ذلك الا ان نسلم بعلم الشيخ الجليل ومكانته وقدره الكبير الذي لا يعلمه الا من عاصره وراي من علمه ما يتعجب له
فما حقيقة قول ابيه ..ولدي عبد الله كذاب؟
حقيقة الامر ان ابن ابي داود كان قوي الحفظ كثير العلم فكان يكثر من مدح نفسه في ذلك وكان يقول انا احفظ من فلان او انا اعرف من فلان ...
فلما وصل الامر الي سؤال ابيه عن ذلك قال ... ولدي عبد الله كذاب ...يعني ليس في علمه ولا ما يحدث به ..
ولكن في اعجابه بنفسه وعلمه واعتبار نفسه اعلم من غيره فكأنما اراد الكذب في لهجته وشدة اعتداده بنفسه لا في حديثه ...فانه كان حجة – رحمه الله - فيما ينقله
وقد قال بعض العلماء ان ابو داود ..انما قال ذلك حين طلب ابن ابي داود ولاية القضاء وكان من عادة ابي داود مثل كبار الائمة ان يتباعد عن ولاية القضاء ...
فلما طلب ابنه ذلك .... كان من الجائز انه اراد به الكذب في دعوي ابنه القدرة علي تحمل مشاق القضاء والقيام بحقوقه ... كأنه يخشي عليه ...
يقصد انه لن يستطيع ان يتحمل هذا العبء ... فان قال انه قادر علي مسئولية القضاء بين الناس فهو كذاب
وقد مدحه الكثير من العلماء واثنوا عليه وعلي حفظه وعلمه
يتبع ان شاء الله
تعليق