نتابع باذن الله

ثانيا : ما هو اللحن ؟


راجع لسان العرب مادة ( لحن )


http://islamport.com/w/lqh/Web/1156/8567.htm?zoom_highlight=%E1%CD%E4


قال ابن بري وغيره للَّحْنِ ستة مَعان


الخطأُ في الإِعراب واللغةُ والغِناءُ والفِطْنةُ والتَّعْريضُ والمَعْنى


فاللَّحْنُ الذي هو الخطأُ في الإِعراب يقال منه لَحَنَ في كلامه بفتح الحاء يَلْحَنُ لَحْناً فهو لَحَّانٌ ولَحّانة

واللَّحْنُ الذي هو اللغة كقول عمر رضي الله عنه تعلموا الفرائضَ والسُّنَنَ واللَّحْنَ كما تعلَّمُون القرآنَ يريد اللغة فقول عمر رضي الله عنه تعلموا اللَّحْن يريد اللغة وكقوله أَيضاً أُبَيٌّ أَقْرَؤُنا وإِنَّا لنَرْغَبُ عن كثير من لَحْنِه أَي من لُغَتِه

واللَّحْنُ الذي هو الغِناء وتَرْجيعُ الصوت والتَّطْريب يقال فلان لا يعرفُ لَحْنَ هذا الشعر أَي لا يعرف كيف يُغَنيه وقد لَحَّنَ في قراءته إِذا طَرَّب بها

واللَّحْنُ الذي هو الفِطْنة يقال منه لَحَنْتُ لَحْناً إِذا فَهِمته وفَطِنته فَلَحَنَ هو عني لَحْناً أَي فَهمَ وفَطِنَ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعَلَّ بعضَكم أَن يكون أَلْحَنَ بحجته أَي أَفْطَنَ لها وأَحسَنَ تصَرُّفاً

واللَّحْنُ الذي هو التَّعْريض والإِيماء قال القتَّالُ الكلابي

ولقد لَحَنْتُ لكم لِكَيما تَفْهَموا ....... ووَحَيْتُ وَحْياً ليس بالمُرْتابِ

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم وقد بعث قوماً ليُخْبِرُوه خبَرَ قريش الْحَنُوا لي لَحْناً وهو ما روي أَنه بعث رجلين إِلى بعض الثُّغُور عَيْناً


فقال لهما إِذا انصرفتما فالْحَنا لي لَحْناً أَي أَشيرا إِليَّ ولا تُفْصِحا وعَرِّضا بما رأَيتما


أَمرهما بذلك لأَنهما ربما أَخبرا عن العَدُوِّ ببأْسٍ وقُوَّة فأَحَبَّ أَن لا يقفَ عليه المسلمون ويقال جعَلَ كذا لَحْناً لحاجته إِذا عَرَّضَ ولم يُُصَرِّح


فاللحن لا يعني فقط الخطأ في الاعراب والخروج عن مدلول الكلمات ولكن له معان اخري اوسع من ذلك


يتبع ان شاء الله

نتابع باذن الله



ثالثا : الاحاديث الواردة في ذلك


حديث ان في القران لحنا :




الحديث الاول



حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عمران بن داود القطان ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم الليثي ، عن عبد الله بن فطيمة ، عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها



هذا الحديث اورده الذهبي في سير اعلام النبلاء والسيوطي في الدر المنثور



وهذا الحديث اسناده منقطع لان يحيي بن يعمر لم يسمع من عثمان رضي الله عنه ولا رآه



الحديث الثاني :



حدثنا عبد الله قال حدثنا المؤمل بن هشام ، حدثنا إسماعيل ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال : لما فرغ من المصحف أتي به عثمان فنظر فيه فقال : قد أحسنتم ، وأجملتم ، أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها



اسناده منقطع ايضا لان عبد الاعلي بن عامر القرشي اورده الامام السيوطي من الطبقة الخامسة الذين هم صغار التابعين ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة



وهذا الحديث من هذا الطريق لا تقام به حجة لانه منقطع السند



ولكن دعنا نفترض انه صحيح وانه يعتد به



فماذا يعني عثمان رضي الله عنه ؟



عقلا ليس لعثمان ان يجتهد في الاخلاص في جمع المصحف ثم يترك فيه لحنا او اخطاء واضحة ليتولي غيره اصلاحه وتقويمه



ومن يتمكن من تقويمه افضل من عثمان بن عفان رضي الله عنه الصحابي الجليل الذي اخذ القران من فم النبي صلي الله عليه وسلم



انما الحق ان عثمان يقصد من لا يتقن قراءة هذا الرسم قد يتلو الكلمات بصورة خاطئة فان عثمان رضي الله عنه جمع الناس علي حرف واحد



وعمد الي كتابة المصحف بالطريقة التي توافق القراءات العشر التي اقرها النبي صلي الله عليه وسلم للعرب جميعا ولذلك تجد كلمات مثل :



الصلاة والزكاة والربا مكتوبة ( الصلواة ) و( الزكواة ) و ( الربوا )



كذلك ..( من نبأى المرسلين )



راقب هذه الكلمات في هذا الرسم



وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .... البقرة 25



ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ... الاعراف 103


وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً




راقب جيدا تلك الكلمات التي لونتها باللون الاحمر



افتح المصحف الان وراقب رسمها جيدا !



اذا لم تكن قد قرات هذه الكلمات من قبل بشكل صحيح ولا سمعتها من احد بالتلقي المباشر.... هل تتمكن من قراءتها بشكل صحيح ...؟



انما صار الرسم هكذا ليتناسب مع القراءات المختلفة للقران الكريم حسبما اقرأه النبي صلي الله عليه وسلم للعرب وللاقوام الذين عاصروه



وانما عمد عثمان رضي الله عنه ان يجمع المسلمين علي حرف واحد للقران وينسخه برسم يجمع فيه قراءات القرآن العشر المتواترة التي قرأ بها النبي صلي الله عليه وسلم



فمن لا يجيد القراءة بهذا الرسم سوف يلحن في القران ... وانما اساس حفظ القران في الصدور


فالمسلم يتقن حفظ القران وتلاوته علي شكله الصحيح بالتلقي عن شيخه الذي اتقنه بالتلقي عن شيخه وهكذا الي ان تصل الي النبي صلي الله عليه وسلم



وهنا بيت القصيد ومقصد عثمان رضي الله عنه :



ان من يصعب عليه قراءة القران بهذا الرسم ..... ستقومه العرب بلسانها فتبين له الكلام السليم



لان العرب هم من يجيدون حفظه وقراءته وحسن تلاوته علي لغته الصحيحة



فالعرب سوف تصحح بلسانها لغة القران .... لمن يعجز ان يقراه بالطريقة الصحيحة




والله سبحانه ولي التوفيق




كنز العلوم

بارك الله فيكم , وأرى أن درأ أي شبهة واجتثاثها من اصولها بإثبات عدم حجية الحديث وانه لم يُنسَب إلى قائله

وفيكم بارك اختنا الفاضلة

حتي لو صح الانتساب الي قائله ... فليس المقصود ان في القران اخطاء كما يتوهم البعض

انما المقصود : ان من لا يجيد قراءة القران من غير العرب بهذا الرسم .... سيخطئ في قراءته ... ولكن

العرب سوف تصحح بلسانها لغة القران .... لمن يعجز ان يقراه بالطريقة الصحيحة

جزاكم الله خيرا