العالم هاوكينز: تحريف و تنقيح متى و لوقا لإنجيل مرقص لتحسين صورة المسيح و التلاميذ و إزالة الإشكالات الموجودة فى إنجيل مرقص
مقدمة 1
يتعرض هذا البحث للفقرات التى توجد فى إنجيل مرقص و لا توجد فى إنجيلى متى و لوقا . من المسلم به تقريبا عند العلماء أن متى و لوقا قد اعتمدا على مرقص فى كتابة كل واحد منهما لإنجيله , و أن كلا من متى و لوقا قد أضاف على إنجيل مرقص فقرات و عبارات استقوها من مصادر أخرى .
حسنا , لقد اعتمد متى و لوقا على إنجيل مرقص , و لكن كيف نفسر أن هناك عبارات فى إنجيل مرقص لا توجد عند متى و لوقا بالرغم من اعتماد الأخيرين على الأول ؟
يمكن تفسير هذا بأحد تفسيرين :
(أ) أن متى و لوقا لم يكونا على علم بهذه الفقرات لأن هذه الفقرات قد أضيفت الى إنجيل مرقص فى فترة لاحقة عن التاريخ الذى استخدما فيه هذا الإنجيل , و أن ما كان بحوذتهما هى صورة أقصر من إنجيل مرقص Ur – marcus عن تلك الصورة التى نجدها بين أيدينا اليوم .
(ب) أن متى و لوقا كان بحوذتهما هذه الفقرات و لكنهما فضلا حذفها أو تغييرها
فى هذا البحث سنتناول الفقرات التى توجد فى إنجيل مرقص و لا توجد فى إنجيلى متى و لوقا , و هل هناك ما يدعو متى و لوقا لحذف هذه الفقرات أو تغييرها أم لا . كلما كان من المرجح أن يحذف متى و لوقا هذه الفقرات , و كلما كان عدد هذه الفقرات كبيرا , كلما قلت احتمالية النظرية القائلة بوجود إنجيل أصلى أقصر Ur – marcus كان مع متى و لوقا , و هى النظرية التى يحاول بها البعض أن يفسر غياب فقرات معينة عن إنجيلى متى و لوقا بالرغم من وجودها فى إنجيل مرقص فى صورته الحالية . لا يوجد دعم لنظرية " وجود إنجيل أصلى أقصر لمرقص " فى كلام بابياس , و لا يوجد عليها أى دليل داخلى من علامات التجميع للمواد التى كتب منها الإنجيل signs of compilation و التى يؤمن بعض الطلبة أنهم يستطيعون اكتشافها , مع العلم بأن هذا التجميع لا بد أنه قد حدث قبل استخدام متى و لوقا لإنجيل مرقص .
الفقرات التى حُذفت أو أجرى تعديل عليها لأنه يمكن أن تفهم بشكل خاطىء , أو تسىء , أو تسبب إشكالات
الفقرات التى يبدو أنها :
(أ) فقرات تحد من قدرة يسوع المسيح :
1- مرقص 1 – 32 و 34 ( قدموا اليه جميع السقماء ...فشفى " كثيرين " كانوا مرضى بامراض مختلفة ) . قارن هذا مع متى 8 – 16 ( " جميع " المرضى شفاهم ) . و قارنه مع لوقا 4 – 40 ( فوضع يديه" على كل واحد منهم " وشفاهم( . . نجد هنا أن وصف مرقص يمكن أن يُعتقد فيه ما يسميه Paley " معجزات غير كاملة " tentative miracles , أى أنه من بين عدد كبير من المحاولات , بعض منها قد نجح . و أيضا فى مرقص 3 – 10 نجد كلمة " كثيرين " , بينما اذا قارنا هذا مع متى 12 – 15 و لوقا 6 – 19 نجد فيهما كلمة " جميعا , الجميع " .
2- مرقص 4 – 36 : ربما يتساءل البعض كيف نجت " السفن الأخرى " من العاصفة ( على الرغم من ذلك ربما مرقص لم يقصد أن السفن الأخرى أيضا قد عبرت البحيرة )
3- مرقص 6 – 5 ( و" لم يقدر" ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم ) . قارن هذا مع متى 13 – 58 ( و" لم يصنع " هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم ) . ( ربما أيضا الحذف الذى قام به متى للعبارة الواردة فى مرقص 7 – 24 التى تحتوى على الكلمات " فلم يقدر أن يختفى " سببه الرغبة فى عدم الإيحاء بالعجز من أى نوع . قارن أيضا مرقص 1 – 45 " لم يعد يقدر " مع لوقا 5 – 16 ) .
4- مرقص 7 – 32 الى 37 : استخدام التفل كوسيلة للعلاج ( انظر ايضا يوحنا 9 – 6 ) . و ربما أن بذل مجهود كبير تدل عليه الكلمات " و رفع نظره نحو السماء " ( قارن ما ورد فى مرقص 8 – 12 " فتنهد بروحه " و التى نجد أنها محذوفة فى متى 16 – 2 )
5- مرقص 8 – 22 الى 26 : فى هذه المعجزة أيضا يستخدم التفل كوسيلة , و الشفاء يصور على أنه يحدث بشكل تدريجى .
6- مرقص 11 – 20 : القول بأن ذبول شجرة التين لم يُلحظ إلا فى " الصباح التالى " قد يلقى الغموض على أخص صفة للمعجزة , قارن هذا مع متى 21 – 19 و 20 حيث نجد فى العددين كلمة " فى الحال " .
7- مرقص 15 – 44 و 45 أ : ( فتعجب بيلاطس انه مات كذا سريعا ) . ربما اعتقد على الأقل أنه لا حاجة لإدخال هذا السؤال فى التعليم المعتاد .
(ب) فقرات تنتقص من يسوع المسيح أو لا ينبغى أن تقال عنه :
1- مرقص 1 – 11 : قيل ليسوع ( انت ابني الحبيب ) . لقد أعطى مجدا علنيا أكبر فى الكلمات التى وردت فى متى 3 – 17 ( هذا هو ابني الحبيب ) . إن لوقا على الرغم من ذلك يتابع مرقص . ( قارن الإعلان الموجود فى يوحنا 1 – 33 الذى قيل للمعمدان فى ذلك الوقت ) .
2- مرقص 1 – 12 : ( اخرجه الروح ) . ليس من المستغرب أن يعبر متى و لوقا عن هذا الإرشاد بكلمات أقل قوة ( اصعد , يقتاد ) .
3- مرقص 3 – 5 : ( بغضب ) . إن متى و لوقا يحذفان هذه الكلمة , على الرغم من أن لوقا ( لوقا 6 – 10 ) يحتفظ بكلمة " نظر حوله " التى توجد فى مرقص . إن " الغضب " لا يُنسب ليسوع فى أى مكان آخر فى الأناجيل , سوى فى قراءة النص الغربى لمرقص 1 – 41 . على الرغم من ذلك انظر سفر الرؤيا 6 – 16 .
4- مرقص 3 – 21 : ( ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل. )
5- مرقص 5 – 7 : ( استحلفك بالله ) . إن هذا هو الموضع الوحيد فى القصص الثلاثة الذى يجرؤ فيه الروح النجس أن يستحلف يسوع .
6- مرقص 6 – 3 : ( أليس هذا هو النجار ) , على الرغم من ذلك انظر ايضا صفحة 75 .
7- مرقص 6 – 48 : ( و" أراد " ان يتجاوزهم ) . ربما كان هناك خشية أن يفهم من هذا أن يسوع لم يكن يرغب أو يريد أن يساعدهم .
8- مرقص 7 – 9 : ( قال لهم " حسنا " رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم. ) . إن هذه السخرية تستبدل فى متى 15 – 3 بالسؤال الأخطر ( وأنتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله ) .
9- مرقص 10 – 14 : ( فلما رأى يسوع ذلك " اغتاظ " ) . يرد هذا الفعل أيضا فى أماكن أخرى ليدل على غضب يُلام صاحبه كما نجد فى متى 20 – 24 , 21 – 15 , 26 – 8 , مرقص 10 – 41 , 14 – 4 , لوقا 13 – 14 .
10- مرقص 10 – 17 و 18 : ( ايها المعلم الصالح ) و ( لماذا تدعوني صالحا ), نجد أن متى قد غير النص الى ( أيها المعلم ) و ( لماذا تسألنى عمن هو صالح ) , انظر متى 19 – 16 و 17 , أما لوقا فهو يتابع مرقص . ( تنبيه من المترجم – أويس القرنى - : نسخة الفانديك تكتب نص متى بنفس الصيغة التى ورد بها فى مرقص , و لكن العالم هاوكينز يشير الى وجود اختلاف كما قرأنا منذ قليل ) .
11- مرقص 11 – 3 : ( فللوقت يرسله الى هنا ) . ربما قد يبدو فى هذا – كما بدا- (see Dr. A. B. Bruce in loc., and Speaker's Comm ) نقصا فى كرامة الطلب و من أهمية الإنطباع الذى يحدثه , و لهذا ربما تم تغييره فى متى 21 – 3 الى ( فللوقت يرسلهما ) , بل و حتى تم تغييره فى النص المستلم لإنجيل مرقص . انظر أيضا صفحة 70 .
12- مرقص 11 – 13 : ( لأنه لم يكن وقت التين ) . ربما قد يبدو توقع وجود التين – كما بدا للبعض – توقعا غير مبرر من يسوع أو جهلا منه على أقل تقدير و يبدو أن خيبة رجائه غير مبررة . ربما يمكننا أن نقارن بين كلمة " تعجب " الواردة فى مرقص 6 – 6 و التى حُذفت فى متى 13 – 58 . ( و لكن انظر متى 8 – 10 , لوقا 7 – 9 , تجد فى الموضعين كلمة " تعجب " ) .
13- مرقص 12 – 32 : (فقال له الكاتب جيدا يا معلم . بالحق قلت ) . لقد ظن البعض أن كلمات الكاتب هذه ربما قد بدت لمحرر لاحق أن فيها " نوع من الإحسان " , و ربما لهذا قد حُذفت فى متى 22 – 40 (Allen in loc ) .
14- مرقص 14 – 14 : ( أين منزلى ) . ربما بدا أن هذا ادعاء شديد , و ربما لهذا حذف ضمير الملكية فى النص الوارد فى لوقا 22 – 11 و الذى يماثل نص مرقص فى غير ذلك من كلمات ( لا يوجد نص مماثل لهذا النص فى متى , و لكن انظر النص الوارد فى متى 26 – 18 ) . و قد سقط ضمير الملكية ايضا فى النص المستلم لإنجيل مرقص ( تعليق من المترجم – أويس القرنى - : نسخة الفاندايك لا يوجد به ضمير الملكية فى النص الوارد فى إنجيل مرقص ) .
15- مرقص 14 – 58 : ( نحن سمعناه يقول أني " أنقض " هذا الهيكل ) . على الرغم من أن هذا مجرد اتهام ورد على لسان " شهود الزور " ( قارن مع يوحنا 2 – 19 ) إلا أنه قد يبدو أنه نبوءة لم تتحقق , أو أن هذا قد يبرر العنف الذى تصرف به اليهود , و لهذا تم تنعيم النص فى متى 26 – 61 الى ( وقالا.هذا قال اني " أقدر ان انقض " هيكل الله ) ( لا يوجد نص مناظر لهذا النص فى أنجيل لوقا ) .
(ج) الفقرات التى تحط من قدر مكاسب أو صفات التلاميذ :
1- مرقص 4 – 13 : ( أما تعلمون هذا المثل.فكيف تعرفون جميع الأمثال ) . هذه النص الذى يشير الى بلادة فهم التلاميذ لا يوجد سوى فى إنجيل مرقص فقط .
2- مرقص 4 – 38 : ( فكانت الأمواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ,وكان هو في المؤخر على وسادة نائما . فأيقظوه وقالوا له يا معلم" أما يهمك أننا نهلك " ) . هذا النص يعبر عن عدم الثقة بخلاف ما ورد فى متى 8 – 25 ( فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين " يا سيد نجنا " ) و ما ورد فى لوقا 8 – 24 ( فتقدموا وأيقظوه قائلين يا معلم يا معلم " إننا نهلك " ) . ( قارن استخدام عبارة " أما تبالى " " و لا يبالى " فى لوقا 10 – 40 و يوحنا 10 – 13 ) .
3- مرقص 5 – 31 : (فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك " وتقول من لمسني " ؟ ) . لقد حذف متى و لوقا هذا السؤال ( و لكن يشار اليه فى لوقا 8 – 46 ) . لأنه قد يبدو فيه عدم احترام من التلاميذ لمعلمهم . ( ملحوظة من المترجم – أويس القرنى - : فى نسخة الفاندايك نجد أن السؤال موجود أيضا فى لوقا الإصحاح الثامن و لكن فى العدد 45 ) .
4- مرقص 6 – 51 ب و 52 : ( وتعجبوا في أنفسهم جدا الى الغاية, لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة ) . لا يوجد نص نظير لهذا فى إنجيل متى ( و لكن على الرغم من ذلك انظر على سبيل المثال ما سجله متى عن ضعف ايمان بطرس فى متى 14 – 28 الى 33 ) . هذا الموضع غير موجود فى لوقا . ( يوجد نظير للنص الوارد فى مرقص 7 – 18 ورد فى إنجيل متى 15 – 16 , و أيضا لا يوجد مقابل لهذا فى إنجيل لوقا ) .
5- مرقص 8 – 17 و 18 :( أحتى الآن قلوبكم غليظة , ألكم أعين ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون ) . إن متى يحذف هذه الكلمات فى نص التوبيخ الذى ذكره فى إنجيله ( متى 16 – 8 الى 11 ) . أما لوقا فلا يوجد فيه مقابل لهذا النص .
6- مرقص 9 – 38 : ( فمنعناه لأنه ليس " يتبعنا " ) . تحول النص فى لوقا 9 – 49 الى ( فمنعناه لأنه ليس " يتبع معنا " ) الذى يحتوى قدر أقل من إدعاء السلطة الذاتية للمتكلم ( يوحنا ) . أما متى فيحذف هذه الحادثة .
7- مرقص 10 – 35 : هنا نجد أن ابنى زبدى هما اللذان يطلبان , بينما فى متى 20 – 20 نجد أن أمهما هى التى تطلب . أما لوقا فهو يحذف هذا بالكامل .
(د) فقرات أخرى قد تسبب إساءة أو إشكال :
1- مرقص 2 – 23 : ( يصنعون طريقا ) ( ملحوظة من المترجم – أويس القرنى - : هذه ترجمة حرفية للنص اليونانى " أوذون بيين " و هى لا تظهر فى ترجمة الفاندايك , و المقصود أن التلاميذ يشقون طريقهم عبر الزروع ) . هذه العبارة على الرغم من أنها لا تعنى بالضرورة أنهم يشقون طريقا جديدا بين السنابل ( انظر سفر القضاة 17 – 8 ) , إلا أنه قد يُفهم منها هذا المعنى .
2- مرقص 2 – 26 : ( في أيام أبياثار رئيس الكهنة) . ربما حذف هذا النص بسبب الإشكال التاريخى الذى ينطوى عليه . على الرغم من ذلك , انظر أيضا صفحة 131 عن الأسماء الصحيحة فى هذا الإنجيل .
3- مرقص 2 – 27 : ( ثم قال لهم السبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت ) . ربما كان هذا قولا " صعبا " على مسامع المسيحيين المتهودين , و بالتالى قد أُسقط استخدامه , على الرغم من أن هذا القول يمثل هنا جزءا من الحجة , و هذا ليس هو الحال الذى نجده فى الكلمات التى حلت محله فى متى 12 – 6 و 7 . أما إنجيل لوقا فإنه لا يضع كلمات بديلة , و لكنه يوحى بوجود فجوة ( لوقا 6 – 5 ) .
4- مرقص 3 – 29 : ( فليس له مغفرة الى الأبد ) . هذا تعبير غامض جدا و أعمق بكثير من الفكرة المعتادة عن العقوبة , مما دفع الى تغيير النص فى " النص المستلم " من كلمة αμαρτματος الى κρίσεως . و ربما يمكننا أن نقول نفس الشىء عن حذف كل العبارة الواردة فى متى 12 – 32 و لوقا 12 – 10 .
5- مرقص 4 – 12 : ( لكى " ινα" يبصروا مبصرين و لا ينظروا ) . تم تغيير النص فى إنجيل متى 13 – 14 الى صورة أخف باستخدام ( لأنهم "because" οτι ) . على الرغم من ذلك فإن لوقا يتابع مرقص فى عبارته .
6- مرقص 4 – 26 الى 29 : مثل " البذار التى تنمو بشكل غير معلوم " . أليس قد يظن أن فى هذا تثبيط عن العمل و اليقظة أثناء العمل التبشيرى و الرعوى ؟ انظر أيضا End. BibL, ii. 1863 .
7- مرقص 8 – 31 , 9 – 31 , 10 – 34 " بعد ثلاثة أيام " . الفقرات المناظرة الواردة فى إنجيل متى ( 16 – 21 , 17 – 23 , 20 – 19 ) , و الواردة فى إنجيل لوقا ( 9 – 22 , 18 – 33 , لا يوجد فقرة مناظرة لما ورد فى مرقص 9 – 31 ) تستخدم عبارة " فى اليوم الثالث " , ربما لأن دقة النبوءة لن تكون واضحة للأشخاص غير المعتادين على طريقة الحساب اليهودية ( انظر مثلا تكوين 42 – 17 و 18 , ملوك أول 12 – 5 و 12 , متى 27 – 63 و 64 : قارن هوشع 6 – 2 ) .
8- مرقص 8 – 32 : ( وقال القول علانية ) . هذا تصريح صعب بسبب (أ) اذا كانت كلمة " علانية " παρρησια تعنى " بشكل واضح و صريح " , فربما ظن أنه من الغريب أن قيامة المسيح كانت أمرا غير متوقع عندما حدثت و (ب) اذا كانت هذه العبارة تعنى أن المسيح قد أعلن هذا لآخرين بخلاف تلاميذه فإن هذا أمر مستبعد جدا حدوثه فى تلك الفترة و غير متسق بكل تأكيد مع العدد 34 التى تقول أن الجمع لم يتم دعوتهم إلا بعد أن قال المسيح هذه النبوءة .
9- مرقص 8 – 38 : ( في هذا الجيل الفاسق الخاطئ ) . ربما حذفت هذه العبارة لأنه يبدو أنها تقصِر هذا التحذير على أولئك الذين " يستحون من المسيح " .
10- مرقص 9 – 13 : ( كما هو مكتوب عنه ) . ليس واضحا على الإطلاق كيف أن سوء معاملة يوحنا المعمدان أمر مكتوب فى العهد القديم . لقد تجنب متى هذا الإشكال فأسقط هذه العبارة من إنجيله .
11- مرقص 9 – 15 : ( كل الجمع لما رأوه تحيروا ) . من الصعب جدا أن نعرف السبب الذى جعل الناس يتحيرون فى تلك اللحظة , لأنه من المستبعد للغاية أن يكون قد حدث هذا بسبب حدوث " تجلى " Transfiguration , و إننا نجد أن متى و لوقا قد حذفا هذه العبارة .
12- مرقص 9 – 22 ب الى 24 : ( إن كنت تستطيع شيئا . . . فأعن عدم إيماني ) . إننا نجد أن صلاة هذا الأب قد قبلت على الرغم من هذه التعبيرات المتشككة . هذا قد يوحى بقبول درجة أدنى من الإيمان عن تلك التى تطلبها الكنيسة عادة , و بالتالى ربما هذا هو السبب فى حذف هذا الحوار .
13- مرقص 9 – 31 : ( ابن الانسان يُسلَّم ) . هذا فعل مضارع نبوى A prophetic present , و لكن عبارة " سوف يسلم " الواردة فى متى 17 – 22 و لوقا 9 - 44 أكثر وضوحا . ( نفس الشىء أيضا بخصوص عبارة " أشربها " الواردة فى مرقص 10 – 38 , جُعلت " سوف أشربها " فى إنجيل متى 20 – 22 ) .
14- مرقص 9 – 39ب : ( لأنه ليس أحد يصنع قوة باسمي ويستطيع سريعا أن يقول علي شرا) . ربما يبدو هذا غير متسق مع التعليم الوارد فى متى 7 – 21 الى 23 , و ربما لهذا السبب حذف لوقا هذه الكلمات و حذف متى كل الحادثة فلم يذكرها .
15- مرقص 12 –8 : ( وقتلوه وأخرجوه خارج الكرم ) . نجد أن " القتل " حدث قبل " الطرد من الكرم " , و لكن تفسير المثل يصبح أسهل اذا تم تبديل ترتيب هذين الحدثين و هو ما فعله متى ( متى 21 – 39 ) و لوقا ( لوقا 20 – 15 ) .
16- مرقص 15 – 45 : يستخدم مرقص كلمة πτωμα " جسد " , بينما يستخدم متى و لوقا و يوحنا فقط كلمة σωμα فى هذه القصة : انظر تعليق العالم Swete الذى أوضح فيه أن المسيحيين كانوا يفضلون تجنب استخدام كلمة πτωμα فى مثل هذا الموضع ( كما هو الحال فعلا فى النص المتسلم حتى لإنجيل مرقص ) لأن هذه الكلمة عندما تستخدم تعبيرا عن جسد إنسان ميت فإنها توحى بالإحتقار .
17- مرقص 15 – 25 : ( وكانت الساعة الثالثة ) . لقد سبب تسجيل مرقص للوقت هنا إشكالات . لكى نبرهن على هذا انظر مثلا Speaker s Comm. in loc .
______________________
1- المقدمة مختصرة بتصرف من المترجم
المصدر :
HORAE SYNOPTICAE
HAWKINS
من صفحة 114 الى 125
مقدمة 1
يتعرض هذا البحث للفقرات التى توجد فى إنجيل مرقص و لا توجد فى إنجيلى متى و لوقا . من المسلم به تقريبا عند العلماء أن متى و لوقا قد اعتمدا على مرقص فى كتابة كل واحد منهما لإنجيله , و أن كلا من متى و لوقا قد أضاف على إنجيل مرقص فقرات و عبارات استقوها من مصادر أخرى .
حسنا , لقد اعتمد متى و لوقا على إنجيل مرقص , و لكن كيف نفسر أن هناك عبارات فى إنجيل مرقص لا توجد عند متى و لوقا بالرغم من اعتماد الأخيرين على الأول ؟
يمكن تفسير هذا بأحد تفسيرين :
(أ) أن متى و لوقا لم يكونا على علم بهذه الفقرات لأن هذه الفقرات قد أضيفت الى إنجيل مرقص فى فترة لاحقة عن التاريخ الذى استخدما فيه هذا الإنجيل , و أن ما كان بحوذتهما هى صورة أقصر من إنجيل مرقص Ur – marcus عن تلك الصورة التى نجدها بين أيدينا اليوم .
(ب) أن متى و لوقا كان بحوذتهما هذه الفقرات و لكنهما فضلا حذفها أو تغييرها
فى هذا البحث سنتناول الفقرات التى توجد فى إنجيل مرقص و لا توجد فى إنجيلى متى و لوقا , و هل هناك ما يدعو متى و لوقا لحذف هذه الفقرات أو تغييرها أم لا . كلما كان من المرجح أن يحذف متى و لوقا هذه الفقرات , و كلما كان عدد هذه الفقرات كبيرا , كلما قلت احتمالية النظرية القائلة بوجود إنجيل أصلى أقصر Ur – marcus كان مع متى و لوقا , و هى النظرية التى يحاول بها البعض أن يفسر غياب فقرات معينة عن إنجيلى متى و لوقا بالرغم من وجودها فى إنجيل مرقص فى صورته الحالية . لا يوجد دعم لنظرية " وجود إنجيل أصلى أقصر لمرقص " فى كلام بابياس , و لا يوجد عليها أى دليل داخلى من علامات التجميع للمواد التى كتب منها الإنجيل signs of compilation و التى يؤمن بعض الطلبة أنهم يستطيعون اكتشافها , مع العلم بأن هذا التجميع لا بد أنه قد حدث قبل استخدام متى و لوقا لإنجيل مرقص .
الفقرات التى حُذفت أو أجرى تعديل عليها لأنه يمكن أن تفهم بشكل خاطىء , أو تسىء , أو تسبب إشكالات
الفقرات التى يبدو أنها :
(أ) فقرات تحد من قدرة يسوع المسيح :
1- مرقص 1 – 32 و 34 ( قدموا اليه جميع السقماء ...فشفى " كثيرين " كانوا مرضى بامراض مختلفة ) . قارن هذا مع متى 8 – 16 ( " جميع " المرضى شفاهم ) . و قارنه مع لوقا 4 – 40 ( فوضع يديه" على كل واحد منهم " وشفاهم( . . نجد هنا أن وصف مرقص يمكن أن يُعتقد فيه ما يسميه Paley " معجزات غير كاملة " tentative miracles , أى أنه من بين عدد كبير من المحاولات , بعض منها قد نجح . و أيضا فى مرقص 3 – 10 نجد كلمة " كثيرين " , بينما اذا قارنا هذا مع متى 12 – 15 و لوقا 6 – 19 نجد فيهما كلمة " جميعا , الجميع " .
2- مرقص 4 – 36 : ربما يتساءل البعض كيف نجت " السفن الأخرى " من العاصفة ( على الرغم من ذلك ربما مرقص لم يقصد أن السفن الأخرى أيضا قد عبرت البحيرة )
3- مرقص 6 – 5 ( و" لم يقدر" ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم ) . قارن هذا مع متى 13 – 58 ( و" لم يصنع " هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم ) . ( ربما أيضا الحذف الذى قام به متى للعبارة الواردة فى مرقص 7 – 24 التى تحتوى على الكلمات " فلم يقدر أن يختفى " سببه الرغبة فى عدم الإيحاء بالعجز من أى نوع . قارن أيضا مرقص 1 – 45 " لم يعد يقدر " مع لوقا 5 – 16 ) .
4- مرقص 7 – 32 الى 37 : استخدام التفل كوسيلة للعلاج ( انظر ايضا يوحنا 9 – 6 ) . و ربما أن بذل مجهود كبير تدل عليه الكلمات " و رفع نظره نحو السماء " ( قارن ما ورد فى مرقص 8 – 12 " فتنهد بروحه " و التى نجد أنها محذوفة فى متى 16 – 2 )
5- مرقص 8 – 22 الى 26 : فى هذه المعجزة أيضا يستخدم التفل كوسيلة , و الشفاء يصور على أنه يحدث بشكل تدريجى .
6- مرقص 11 – 20 : القول بأن ذبول شجرة التين لم يُلحظ إلا فى " الصباح التالى " قد يلقى الغموض على أخص صفة للمعجزة , قارن هذا مع متى 21 – 19 و 20 حيث نجد فى العددين كلمة " فى الحال " .
7- مرقص 15 – 44 و 45 أ : ( فتعجب بيلاطس انه مات كذا سريعا ) . ربما اعتقد على الأقل أنه لا حاجة لإدخال هذا السؤال فى التعليم المعتاد .
(ب) فقرات تنتقص من يسوع المسيح أو لا ينبغى أن تقال عنه :
1- مرقص 1 – 11 : قيل ليسوع ( انت ابني الحبيب ) . لقد أعطى مجدا علنيا أكبر فى الكلمات التى وردت فى متى 3 – 17 ( هذا هو ابني الحبيب ) . إن لوقا على الرغم من ذلك يتابع مرقص . ( قارن الإعلان الموجود فى يوحنا 1 – 33 الذى قيل للمعمدان فى ذلك الوقت ) .
2- مرقص 1 – 12 : ( اخرجه الروح ) . ليس من المستغرب أن يعبر متى و لوقا عن هذا الإرشاد بكلمات أقل قوة ( اصعد , يقتاد ) .
3- مرقص 3 – 5 : ( بغضب ) . إن متى و لوقا يحذفان هذه الكلمة , على الرغم من أن لوقا ( لوقا 6 – 10 ) يحتفظ بكلمة " نظر حوله " التى توجد فى مرقص . إن " الغضب " لا يُنسب ليسوع فى أى مكان آخر فى الأناجيل , سوى فى قراءة النص الغربى لمرقص 1 – 41 . على الرغم من ذلك انظر سفر الرؤيا 6 – 16 .
4- مرقص 3 – 21 : ( ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل. )
5- مرقص 5 – 7 : ( استحلفك بالله ) . إن هذا هو الموضع الوحيد فى القصص الثلاثة الذى يجرؤ فيه الروح النجس أن يستحلف يسوع .
6- مرقص 6 – 3 : ( أليس هذا هو النجار ) , على الرغم من ذلك انظر ايضا صفحة 75 .
7- مرقص 6 – 48 : ( و" أراد " ان يتجاوزهم ) . ربما كان هناك خشية أن يفهم من هذا أن يسوع لم يكن يرغب أو يريد أن يساعدهم .
8- مرقص 7 – 9 : ( قال لهم " حسنا " رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم. ) . إن هذه السخرية تستبدل فى متى 15 – 3 بالسؤال الأخطر ( وأنتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله ) .
9- مرقص 10 – 14 : ( فلما رأى يسوع ذلك " اغتاظ " ) . يرد هذا الفعل أيضا فى أماكن أخرى ليدل على غضب يُلام صاحبه كما نجد فى متى 20 – 24 , 21 – 15 , 26 – 8 , مرقص 10 – 41 , 14 – 4 , لوقا 13 – 14 .
10- مرقص 10 – 17 و 18 : ( ايها المعلم الصالح ) و ( لماذا تدعوني صالحا ), نجد أن متى قد غير النص الى ( أيها المعلم ) و ( لماذا تسألنى عمن هو صالح ) , انظر متى 19 – 16 و 17 , أما لوقا فهو يتابع مرقص . ( تنبيه من المترجم – أويس القرنى - : نسخة الفانديك تكتب نص متى بنفس الصيغة التى ورد بها فى مرقص , و لكن العالم هاوكينز يشير الى وجود اختلاف كما قرأنا منذ قليل ) .
11- مرقص 11 – 3 : ( فللوقت يرسله الى هنا ) . ربما قد يبدو فى هذا – كما بدا- (see Dr. A. B. Bruce in loc., and Speaker's Comm ) نقصا فى كرامة الطلب و من أهمية الإنطباع الذى يحدثه , و لهذا ربما تم تغييره فى متى 21 – 3 الى ( فللوقت يرسلهما ) , بل و حتى تم تغييره فى النص المستلم لإنجيل مرقص . انظر أيضا صفحة 70 .
12- مرقص 11 – 13 : ( لأنه لم يكن وقت التين ) . ربما قد يبدو توقع وجود التين – كما بدا للبعض – توقعا غير مبرر من يسوع أو جهلا منه على أقل تقدير و يبدو أن خيبة رجائه غير مبررة . ربما يمكننا أن نقارن بين كلمة " تعجب " الواردة فى مرقص 6 – 6 و التى حُذفت فى متى 13 – 58 . ( و لكن انظر متى 8 – 10 , لوقا 7 – 9 , تجد فى الموضعين كلمة " تعجب " ) .
13- مرقص 12 – 32 : (فقال له الكاتب جيدا يا معلم . بالحق قلت ) . لقد ظن البعض أن كلمات الكاتب هذه ربما قد بدت لمحرر لاحق أن فيها " نوع من الإحسان " , و ربما لهذا قد حُذفت فى متى 22 – 40 (Allen in loc ) .
14- مرقص 14 – 14 : ( أين منزلى ) . ربما بدا أن هذا ادعاء شديد , و ربما لهذا حذف ضمير الملكية فى النص الوارد فى لوقا 22 – 11 و الذى يماثل نص مرقص فى غير ذلك من كلمات ( لا يوجد نص مماثل لهذا النص فى متى , و لكن انظر النص الوارد فى متى 26 – 18 ) . و قد سقط ضمير الملكية ايضا فى النص المستلم لإنجيل مرقص ( تعليق من المترجم – أويس القرنى - : نسخة الفاندايك لا يوجد به ضمير الملكية فى النص الوارد فى إنجيل مرقص ) .
15- مرقص 14 – 58 : ( نحن سمعناه يقول أني " أنقض " هذا الهيكل ) . على الرغم من أن هذا مجرد اتهام ورد على لسان " شهود الزور " ( قارن مع يوحنا 2 – 19 ) إلا أنه قد يبدو أنه نبوءة لم تتحقق , أو أن هذا قد يبرر العنف الذى تصرف به اليهود , و لهذا تم تنعيم النص فى متى 26 – 61 الى ( وقالا.هذا قال اني " أقدر ان انقض " هيكل الله ) ( لا يوجد نص مناظر لهذا النص فى أنجيل لوقا ) .
(ج) الفقرات التى تحط من قدر مكاسب أو صفات التلاميذ :
1- مرقص 4 – 13 : ( أما تعلمون هذا المثل.فكيف تعرفون جميع الأمثال ) . هذه النص الذى يشير الى بلادة فهم التلاميذ لا يوجد سوى فى إنجيل مرقص فقط .
2- مرقص 4 – 38 : ( فكانت الأمواج تضرب الى السفينة حتى صارت تمتلئ,وكان هو في المؤخر على وسادة نائما . فأيقظوه وقالوا له يا معلم" أما يهمك أننا نهلك " ) . هذا النص يعبر عن عدم الثقة بخلاف ما ورد فى متى 8 – 25 ( فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين " يا سيد نجنا " ) و ما ورد فى لوقا 8 – 24 ( فتقدموا وأيقظوه قائلين يا معلم يا معلم " إننا نهلك " ) . ( قارن استخدام عبارة " أما تبالى " " و لا يبالى " فى لوقا 10 – 40 و يوحنا 10 – 13 ) .
3- مرقص 5 – 31 : (فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك " وتقول من لمسني " ؟ ) . لقد حذف متى و لوقا هذا السؤال ( و لكن يشار اليه فى لوقا 8 – 46 ) . لأنه قد يبدو فيه عدم احترام من التلاميذ لمعلمهم . ( ملحوظة من المترجم – أويس القرنى - : فى نسخة الفاندايك نجد أن السؤال موجود أيضا فى لوقا الإصحاح الثامن و لكن فى العدد 45 ) .
4- مرقص 6 – 51 ب و 52 : ( وتعجبوا في أنفسهم جدا الى الغاية, لأنهم لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة ) . لا يوجد نص نظير لهذا فى إنجيل متى ( و لكن على الرغم من ذلك انظر على سبيل المثال ما سجله متى عن ضعف ايمان بطرس فى متى 14 – 28 الى 33 ) . هذا الموضع غير موجود فى لوقا . ( يوجد نظير للنص الوارد فى مرقص 7 – 18 ورد فى إنجيل متى 15 – 16 , و أيضا لا يوجد مقابل لهذا فى إنجيل لوقا ) .
5- مرقص 8 – 17 و 18 :( أحتى الآن قلوبكم غليظة , ألكم أعين ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون ) . إن متى يحذف هذه الكلمات فى نص التوبيخ الذى ذكره فى إنجيله ( متى 16 – 8 الى 11 ) . أما لوقا فلا يوجد فيه مقابل لهذا النص .
6- مرقص 9 – 38 : ( فمنعناه لأنه ليس " يتبعنا " ) . تحول النص فى لوقا 9 – 49 الى ( فمنعناه لأنه ليس " يتبع معنا " ) الذى يحتوى قدر أقل من إدعاء السلطة الذاتية للمتكلم ( يوحنا ) . أما متى فيحذف هذه الحادثة .
7- مرقص 10 – 35 : هنا نجد أن ابنى زبدى هما اللذان يطلبان , بينما فى متى 20 – 20 نجد أن أمهما هى التى تطلب . أما لوقا فهو يحذف هذا بالكامل .
(د) فقرات أخرى قد تسبب إساءة أو إشكال :
1- مرقص 2 – 23 : ( يصنعون طريقا ) ( ملحوظة من المترجم – أويس القرنى - : هذه ترجمة حرفية للنص اليونانى " أوذون بيين " و هى لا تظهر فى ترجمة الفاندايك , و المقصود أن التلاميذ يشقون طريقهم عبر الزروع ) . هذه العبارة على الرغم من أنها لا تعنى بالضرورة أنهم يشقون طريقا جديدا بين السنابل ( انظر سفر القضاة 17 – 8 ) , إلا أنه قد يُفهم منها هذا المعنى .
2- مرقص 2 – 26 : ( في أيام أبياثار رئيس الكهنة) . ربما حذف هذا النص بسبب الإشكال التاريخى الذى ينطوى عليه . على الرغم من ذلك , انظر أيضا صفحة 131 عن الأسماء الصحيحة فى هذا الإنجيل .
3- مرقص 2 – 27 : ( ثم قال لهم السبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت ) . ربما كان هذا قولا " صعبا " على مسامع المسيحيين المتهودين , و بالتالى قد أُسقط استخدامه , على الرغم من أن هذا القول يمثل هنا جزءا من الحجة , و هذا ليس هو الحال الذى نجده فى الكلمات التى حلت محله فى متى 12 – 6 و 7 . أما إنجيل لوقا فإنه لا يضع كلمات بديلة , و لكنه يوحى بوجود فجوة ( لوقا 6 – 5 ) .
4- مرقص 3 – 29 : ( فليس له مغفرة الى الأبد ) . هذا تعبير غامض جدا و أعمق بكثير من الفكرة المعتادة عن العقوبة , مما دفع الى تغيير النص فى " النص المستلم " من كلمة αμαρτματος الى κρίσεως . و ربما يمكننا أن نقول نفس الشىء عن حذف كل العبارة الواردة فى متى 12 – 32 و لوقا 12 – 10 .
5- مرقص 4 – 12 : ( لكى " ινα" يبصروا مبصرين و لا ينظروا ) . تم تغيير النص فى إنجيل متى 13 – 14 الى صورة أخف باستخدام ( لأنهم "because" οτι ) . على الرغم من ذلك فإن لوقا يتابع مرقص فى عبارته .
6- مرقص 4 – 26 الى 29 : مثل " البذار التى تنمو بشكل غير معلوم " . أليس قد يظن أن فى هذا تثبيط عن العمل و اليقظة أثناء العمل التبشيرى و الرعوى ؟ انظر أيضا End. BibL, ii. 1863 .
7- مرقص 8 – 31 , 9 – 31 , 10 – 34 " بعد ثلاثة أيام " . الفقرات المناظرة الواردة فى إنجيل متى ( 16 – 21 , 17 – 23 , 20 – 19 ) , و الواردة فى إنجيل لوقا ( 9 – 22 , 18 – 33 , لا يوجد فقرة مناظرة لما ورد فى مرقص 9 – 31 ) تستخدم عبارة " فى اليوم الثالث " , ربما لأن دقة النبوءة لن تكون واضحة للأشخاص غير المعتادين على طريقة الحساب اليهودية ( انظر مثلا تكوين 42 – 17 و 18 , ملوك أول 12 – 5 و 12 , متى 27 – 63 و 64 : قارن هوشع 6 – 2 ) .
8- مرقص 8 – 32 : ( وقال القول علانية ) . هذا تصريح صعب بسبب (أ) اذا كانت كلمة " علانية " παρρησια تعنى " بشكل واضح و صريح " , فربما ظن أنه من الغريب أن قيامة المسيح كانت أمرا غير متوقع عندما حدثت و (ب) اذا كانت هذه العبارة تعنى أن المسيح قد أعلن هذا لآخرين بخلاف تلاميذه فإن هذا أمر مستبعد جدا حدوثه فى تلك الفترة و غير متسق بكل تأكيد مع العدد 34 التى تقول أن الجمع لم يتم دعوتهم إلا بعد أن قال المسيح هذه النبوءة .
9- مرقص 8 – 38 : ( في هذا الجيل الفاسق الخاطئ ) . ربما حذفت هذه العبارة لأنه يبدو أنها تقصِر هذا التحذير على أولئك الذين " يستحون من المسيح " .
10- مرقص 9 – 13 : ( كما هو مكتوب عنه ) . ليس واضحا على الإطلاق كيف أن سوء معاملة يوحنا المعمدان أمر مكتوب فى العهد القديم . لقد تجنب متى هذا الإشكال فأسقط هذه العبارة من إنجيله .
11- مرقص 9 – 15 : ( كل الجمع لما رأوه تحيروا ) . من الصعب جدا أن نعرف السبب الذى جعل الناس يتحيرون فى تلك اللحظة , لأنه من المستبعد للغاية أن يكون قد حدث هذا بسبب حدوث " تجلى " Transfiguration , و إننا نجد أن متى و لوقا قد حذفا هذه العبارة .
12- مرقص 9 – 22 ب الى 24 : ( إن كنت تستطيع شيئا . . . فأعن عدم إيماني ) . إننا نجد أن صلاة هذا الأب قد قبلت على الرغم من هذه التعبيرات المتشككة . هذا قد يوحى بقبول درجة أدنى من الإيمان عن تلك التى تطلبها الكنيسة عادة , و بالتالى ربما هذا هو السبب فى حذف هذا الحوار .
13- مرقص 9 – 31 : ( ابن الانسان يُسلَّم ) . هذا فعل مضارع نبوى A prophetic present , و لكن عبارة " سوف يسلم " الواردة فى متى 17 – 22 و لوقا 9 - 44 أكثر وضوحا . ( نفس الشىء أيضا بخصوص عبارة " أشربها " الواردة فى مرقص 10 – 38 , جُعلت " سوف أشربها " فى إنجيل متى 20 – 22 ) .
14- مرقص 9 – 39ب : ( لأنه ليس أحد يصنع قوة باسمي ويستطيع سريعا أن يقول علي شرا) . ربما يبدو هذا غير متسق مع التعليم الوارد فى متى 7 – 21 الى 23 , و ربما لهذا السبب حذف لوقا هذه الكلمات و حذف متى كل الحادثة فلم يذكرها .
15- مرقص 12 –8 : ( وقتلوه وأخرجوه خارج الكرم ) . نجد أن " القتل " حدث قبل " الطرد من الكرم " , و لكن تفسير المثل يصبح أسهل اذا تم تبديل ترتيب هذين الحدثين و هو ما فعله متى ( متى 21 – 39 ) و لوقا ( لوقا 20 – 15 ) .
16- مرقص 15 – 45 : يستخدم مرقص كلمة πτωμα " جسد " , بينما يستخدم متى و لوقا و يوحنا فقط كلمة σωμα فى هذه القصة : انظر تعليق العالم Swete الذى أوضح فيه أن المسيحيين كانوا يفضلون تجنب استخدام كلمة πτωμα فى مثل هذا الموضع ( كما هو الحال فعلا فى النص المتسلم حتى لإنجيل مرقص ) لأن هذه الكلمة عندما تستخدم تعبيرا عن جسد إنسان ميت فإنها توحى بالإحتقار .
17- مرقص 15 – 25 : ( وكانت الساعة الثالثة ) . لقد سبب تسجيل مرقص للوقت هنا إشكالات . لكى نبرهن على هذا انظر مثلا Speaker s Comm. in loc .
______________________
1- المقدمة مختصرة بتصرف من المترجم
المصدر :
HORAE SYNOPTICAE
HAWKINS
من صفحة 114 الى 125
تعليق