http://www.youtube.com/watch?v=wSlXK...el_video_title
Paul , Our earliest christian author
بولس , أول مؤلف مسيحى .
بعض الناس يعتقدون خطأ أن الأناجيل هى أول ما كتب فى العهد الجديد .. و لكن الصحيح أن رسائل بولس كتبت بخمس عشر الى عشرين سنه قبل أول انجيل " انجيل مرقص" .
هناك استقصاء تم اجراؤه عن أهم الشخصيات فى تاريخ الغرب بين متخصصين فى السياسه و فروع الثقافه المختلفه , و أتى الاسكندر الأكبر فى المرتبه الأولى , و أتى يسوع و بولس فى المرتبه الخامسه مرتبطين ببعضهما البعض ...و سبب ارتباطهما ببعضهما البعض ...أنه بدون بولس لم تكن ما نعرفه اليوم بالمسيحيه سيظهر الى الوجود ...فقد كان يسوع معلما يهوديا يتكلم عن اله اليهود لا أكثر و لم يكن فى قصده أن ينشىء دينا جديدا .....و لكن بولس حول هذا الدين البسيط الى ما نعرفه اليوم بالمسيحيه, لقد غير بولس الوضع من دين دعى اليه يسوع الى دين يتكلم عن يسوع.
" no longer a religion of jesus , but a religion about jesus"
من المثير للاهتمام أنك عندما تقرأ رسائل بولس , فإنك تجد أنه نادرا ما يتكلم عن كرازة يسوع و نادرا ما يقتبس من أقواله , و تقريبا لم يذكر أى شىء من أفعال يسوع ....الشى الوحيد الذى اهتم به بولس هو أن يسوع قد صلب و قام من بين الأموات .
إننى لا أعتقد أن بولس هو من أسس فكرة أن يسوع مات من أجل خطايا العالم و لكن بولس هو الذى اشاعها فى نطاق حوض البحر الابيض المتوسط .
اذن من المفيد أن نتعرف على شخصية بولس , و لدينا لذلك مصدران , الأول هو سفر أعمال الرسل و الذى يبرز فيه بولس بصورة واضحه , و لكن المشكله أن سفر الأعمال فى بعض الأحيان يتناقض مع ما قاله بولس فى رسائله , و لهذا فإن بعض الدارسين غير مقتنعين أن كتاب الأعمال يمثل صوره صحيحه و دقيقه عن نشاطات بولس و حياته , و هذا يعنى أن علينا أن نتقيد بالمصدر الثانى و هو رسائل بولس اذا أردنا أن نتعرف على شخصيته و حياته .
اذن سنعتمد على رسائل بولس , و لكن هنا تواجهنا مشكلة أخرى , فهناك ثلاث عشر رساله تنسب الى بولس , لكن منها سبعه فقط لا نزاع فى أن كاتبها هو بولس فعلا...و الباقى مشكوك فى نسبتها اليه....اذن لكى نعرف شخصية بولس و تفكيره علينا أن ننظر فى هذه السبع رسائل فقط .
ان بولس بدأ مضطهدا للمسيحيه , و لم يعرف يسوع اثناء حياته الأرضية ....لم ينشأ بولس فى فلسطين , بل نشأ فى الشتات اليهودى الذى كان يتواجد فى نطاق حوض البحر الأبيض المتوسط .......لم تكن اللغه الأراميه هى اللغه الأم لبولس , بعكس يسوع , بل كانت لغته الأم هى اليونانيه ,
يقول بولس عن نفسه أنه كان يهوديا متدينا جدا و أنه فريسى ...و هذا مثير للاهتمام لأن كتابات بولس هى الكتابات الوحيده لفريسى معاصر ليسوع , و كذلك فإن الكتابات التى نمتلكها و كتبها شخص فريسى و تعود الى القرن الأول قليلة جدا , و أقدمها هى كتابات بولس.
كان بولس يضطهد المسيحيه , لماذا . للاسف ان بولس لا يخبرنا عن السبب , اذن لا سبيل أمامنا سوى التخمين , و لكننا لن نبذل جهدا كبيرا حتى نصل الى السبب .
اعتقد المسيحيون أن يسوع هو المسيح , و كما نعلم فإنه لم يوجد اى يهودى قبل المسيحيه كان يعتقد ان المسيح المنتظر ينبغى أن يموت من أجل خطايا العالم مصلوبا..... كان لدى اليهود وجهات نظر مختلفه فى ذلك الوقت , فمعظم اليهود لم يكونوا ينتظرون "مسيا" كما هو الحال مع معظم اليهود اليوم , و لكن كان هناك قسم من اليهود ينتظر قدوم المسيا .....هذا القسم الأخير كانت له العديد من التصورات عن المسيا المنتظر , فبعضهم انتظر محاربا قويا مثل الملك داود , و بعضهم انتظر شخصية إلهيه تأـى من السماء و تؤسس مملكة الله على الأرض و تهزم قوى الشر فى هذا العالم , و بعضهم انتظر أن يكون المسيا كاهنا عظيما يفسر ناموس الله بسلطان عظيم فى مملكة الله القادمه .......لكن لم يوجد أبدا تصور أن المسيا المنتظر سيكون مجرما مصلوبا , و لهذا فان اعتبار أن يسوع هو المسيح كان من الصعب تصديقه لدى يهود القرن الأول .
اعتقد المسيحيون أن يسوع هو المسيح , و لكن كيف يتأتى ذلك و قد مات مصلوبا ؟؟؟!!!!!
كانت هناك أجزاء فى الكتب عند اليهود تتساءل " لماذا يعانى البار من أجل الأثيم ؟؟؟" كما ورد مثلا فى اشعياء ... و لكن اليهود أبدا لم يفسروها بأن لها علاقه بالمسيح كما يفعل المسيحيون اليوم , هذه الفقرات استخدمها المسيحيون حتى يثبتوا أنها تتكلم عن المسيح المنتظر و أنها تنطبق على يسوع , بالرغم من أن هذه الفقرات لا تتكلم عن المسيا المنتظر اطلاقا .
و لهذا اضطهد بولس المسيحيين ..الى أن حدث تحول هام فى حياة بولس ......اننى لا أدرى ما حدث بالتحديد , و لكن بولس زعم أنه رأى يسوع , و أمن به ...و بدأ بولس يفكر بطريقه جديده ....اذا كان المسيح قد قام من بين الأموات اذن فإن يسوع له مكانة عند الله ...اذن لا يمكن أن يكون يسوع مات بسبب خطايا و جرائم ارتكبها ....اذن لا بد أن يسوع مات من أجل خطايا غيره ...أى من أجل خطايا الناس .
و على أساس قيامة يسوع ...اعتقد بولس أن ما يجعلك بارا أمام الله ليس أن تتمسك بالشريعه اليهوديه ....و لكن أن تؤمن بيسوع ...إن بولس لم يتوقف عن كونه يهوديا و لم يخلع نفسه من اليهوديه و ربما ظل محافظا على الناموس اليهودى ....و لكنه فقط ساوى بين اليهود و ألأمميين فى طريق الوصول الى الله , و اعتقد أن الناموس اليهودى لا يجعل لانسان بارا أمام الله .
و على أساس قيامة يسوع ...اعتقد بولس أن نهاية العالم قريبة ...فقد بدأت أحداث نهاية العالم بقيامة يسوع ....و هكذا كان العديد من اليهود أيضا يعتقدون أنهم يعيشون فى نهاية العالم , و أن الله سوف يبعث الموتى عند نهاية العالم و يحاكمهم و يثيب الأبرار و يعاقب الأشرار .
لقد قام يسوع من الموت , اذن فقد بدأت عجلة القيامه فى الدوران , هكذا اعتقد بولس , لقد قام يسوع كأول ثمره أو الباكوره كما أخبر فى رسالته الأولى الى كورنثوس , فإنك لو كنت مزارعا فإنك تقوم بحصد الباكوره فى اول يوم ثم تكمل الحصاد فى اليوم التالى مباشرة , و لهذا فقد اعتقد بولس أن يسوع سيعود بقوه و أن هذا سوف يحدث و هو - أى بولس - لا يزال حيا كما سنرى هذا فى محاضرة لاحقه و نرى ما قاله فى رسالته الأولى الى تسالونيكى .
و على أساس قيامة يسوع بدأ بولس يؤسس كنائسه , و اعتبر نفسه مبشرا للأمميين , و للوثنيين , و بعبارة أخرى فإن بولس لم ير نفسه مبشرا لليهود يهتم بتحويل اليهود الى الدين المسيحى , بل رأى نفسه أنه مبشر للوثنيين , و كان يبشرهم بأن موت يسوع هو الذى يجعلهم بارين أمام الله......و كلمة وثنى فى الماضى لا تعنى ما تعنيه الأن ...فقد كانت تعنى فى الماضى اى شخص لا يعبد الله الواحد بل يعبد العديد من الألهه ...أى من ليس يهوديا أو مسيحيا .
اذن لقد أسس بولس العديد من الكنائس , و كان يرسل اليها رسائل تتناول ما يحدث فيها من مشكلات , و دعونى أحدثكم قليلا عن وضع الرسائل فى العصر القديم .
كانت الرسائل وسيلة شائعه فى التواصل بين الناس فى العصر القديم , و فى معظم الأحيان كانت تُملى على شخص يكتبها بدلا من أن يكتبها المرسل الأصلى بيده , و السبب فى هذا أن معظم الناس حينذاك لم يكونوا يحسنون الكتابه .....من الواضح أن بولس كان يعرف الكتابه , و على الأقل فإنه يعرف أن يكتب اسمه , فقد ذيل بعض الرسائل بتوقيعه و كتب بعض الكلمات القليله بيده , و لكن يبدو أن معظم رسائل بولس قد جرى املاؤها .
كانت هذه الرسائل تكتب على أوراق من البردى أو على ألواح من الشمع , و كانت تسلم بواسطة شخص يذهب الى حيث يعيش المرسل إليه , و فى الغالب فإن هذه الرسائل كانت تدمر فوق قرائتها , من أجل استخدام الماده المكتوبه عليها مرة ثانيه , و لكن اذا كان هناك داع للاحتفاظ بالخطاب فإنه يجرى نسخه بطريقة يدويه , حتى يمكن أن ينشر بين الناس , و هذا ما حدث مع سبع من رسائل بولس .
كانت هذه الخطابات تقرأ جهرا بصوت عال على المجتمعات , و بالتالى فإذا أرسل بولس رسالة مثلا الى كنيسة معينه , فإن الناس لم يمسكوا الرسالة واحدا تلو الآخر و يطالعونها , لأن معظم الناس لم يكونوا يعرفون القراءه أصلا , و لكن كان يأتى شخص ما يجيد القراءه و يقرأها بصوت عال على الكنيسه .
كانت رسائل بولس تتعلق بمشكلات حدثت فى الكنائس التى أسسها , و كانت ترشد الناس الى الطريقه التى ينبغى أن يعيشوا بها , و أوضح مثال على هذا نجده فى رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثوس , و نجد ذلك فى رسالة غلاطيه التى تتعلق بمشاكل مذهبيه أكثر منها مشاكل أخلاقيه و التى يبدو بولس فيها غاضبا جدا لدرجة أن هذه الرساله الوحيده التى لم يبدأها بولس بحمد الله من أجل هذا التجمع المسيحى .
حتى نلخص ما ذكرناه نقول ما يلى :
ان رسائل بولس تعطينا فكره عن المشاكل التى كان يواجهها المجتمع المسيحى الأول , و كذلك فكرة عن تعاليم بولس و معتقده اللاهوتى , و الذى سيكون موضوعنا فى محاضرتنا القادمه
تعليق