استَمتِعْ بحياتك... فلنقرأْهُ سويا...!!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

حاملة اللواء مسلمة اكتشف المزيد حول حاملة اللواء
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاملة اللواء
    مشرفة شرف المنتدى
    عضو مجموعة الأخوات

    • 24 ديس, 2010
    • 1969
    • طاعة الله
    • مسلمة

    #16
    استَمتِعْ بحياتك...10- النساء..


    ¤¤ النساء .. ¤¤

    كان جدي يستشهد بمثل قديم : "من غاب عن عنزه جابت تيس" ... بمعنى أن من لم تجد عنده زوجته ما يشبع عاطفتها ... ويروي نفسها ... فقد تحدثها نفسها بالاستجابة لغيره ... ممن يملك معسول الكلام ...
    وليس مقصودهم بهذا المثل تشبيه الرجل والمرأة بالتيس والعنزة -معاذ الله- المرأة شقيقة الرجل ... ولئن كان الله قد وهب الرجل جسما قويا ... فقد وهبها عاطفة قوية ... وكم رأينا سلاطين الرجال وشجعانهم تخور قواهم عند قوة عاطفة المرأة ... ومن مهارات التعامل مع المرأة أن تعرف المفتاح الذي تؤثر من خلاله فيها : العاطفة ... فتقاتلها بسلاحها ...



    كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيك بالإحسان إلى المرأة ... واحترام عاطفتها ... لأجل أن تسعد معها ... وأوصى الأب بالإحسان إلى بناته ... فقال : " من عال جاريتين حتى تبلغا ... جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه " ... (1)
    وأوصى بها أولادها فإنه لما سأله رجل فقال : من أحق الناس بحصن صحابتي ؟
    قال : " أمك ... ثم أمك ... ثم أمك ... ثم أبوك " ... (2)
    بل أوصى صلى الله عليه وسلم بالمرأة زوجها ... وذم من غاضب زوجته أو أساء إليها ...
    وانظر إليه صلى الله عليه وسلم وقد قام في حجة الوداع ... فإذا بين يديه مائة ألف حاج ... فيهم الأسود والأبيض ... والكبير والصغير ... والغني والفقير ...
    صاح صلى الله عليه وسلم بهؤلاء جميعا وقال لهم : " ألا واستوصوا بالنساء خيرا ... ألا واستوصوا بالنساء خيرا ... " (3)
    وفي يوم من الأيام أطاف بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكين أزواجهن ...
    فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ... قام ... وقال للناس : " لقد طاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكين أزواجهن ... ليس أولائك بخياركم " ... (4)
    وقال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ... (5)



    بل ... قد بلغ من إكرام الدين للمرأة ... أنها كانت تقوم الحروب وتسحق الجماجم وتتطاير الرؤوس لأجل عرض امرأة واحدة ...
    كان اليهود يساكنون المسلمين في المدينة ... وكان يغيظهم نزول الأمر بالحجاب ... وتستر المسلمات ... ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات ... فما استطاعوا ...
    وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ... وكانت عفيفة متسترة ... فجلست إلى صائغ هناك منهم ...
    فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها ... وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها ... أو لمسها والعبث بها ... كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام ...
    فحعلوا يريدونها على كشف وجهها ... ويغرونها لتنزع حجابها ... فأبت وتمنعت فغافلها الصائغ وهي جالسة ...
    وأخذ طرف ثوبها من الأسفل وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها ...
    فلما قامت ... ارتفع ثوبها من ورائها ... وتكشفت أعضاؤها ...
    فضحك اليهود منها ... فصاحت المسلمة العفيفة ... وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها ...
    فلما رأى ذلك رجل من المسلمين ... سل سيفه ووثب على الصائغ فقتله ... فشد اليهود على المسلم فقتلوه ...
    فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ... وأن اليهود قد نقضوا العهد وتعرضوا للمسلمات ... حاصرهم حتى استسلموا ونزلوا على حكمه ...
    فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكل بهم ... ويثأر لعرض المسلمة العفيفة ... قام إليه جندي من جند الشيطان ... الذين لا يهمهم عرض المسلمات ... ولا صيانة المكرمات ... وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ...
    قام رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول فقال : " يا محمد أحسن في موالي اليهود " ... وكانوا أنصاره في الجاهلية ... فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأبى ... إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا !!!!
    فقام المنافق مرة أخرى وقال : يا محمد أحسن إليهم ... فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ... صيانة لعرض المسلمات وغيرة على العفيفات ...
    فغضب ذلك المنافق وأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم ... وجره وهو يردد : " أحسن إلى موالي ... أحسن إلى موالي " ... فغضب النبي صلى الله عليه وسلم والتفت إليه وصاح به وقال : " أرسلني " ...
    فأبى المنافق وأخذ يناشد النبي صلى الله عليه وسلم العدول عن قتلهم ...
    فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " هم لك " ... ثم عدل عن قتلهم ... لكنه صلى الله عليه وسلم أخرجهم من المدينة ... وطردهم من ديارهم ...



    نعم المرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك ...
    كانت خولة بنت ثعلبة من الصحابيات الصالحات ...

    وكان زوجها أوس بن الصامت شيخا كبيرا يسرع إليه الغضب ... دخل عليها يوما راجعا من مجلس قومه ... فكلمها في شيء فردت عليه ... فتخاصما ...
    فغضب وقال : أنت علي كظهر أمي ... وخرج غاضبا ...
    كانت هذه الكلمة في الجاهلية إذا قالها الرجل لزوجته صارت طلاقا ... أما في الإسلام فلا تعلم خولة حكمها ...
    رجع أوس إلى بيته ... فإذا امرأته تتباعد عنه ...
    وقالت له : والذي نفس خولة بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت ... حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه ...
    ثم خرجت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ما تلقى من زوجها ... وجعلت تشكو إليه ما تلقى منه وسوء خلقه معها ...
    فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبرها ويقول : " يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه " ...
    وهي تدافع عبراتها وتقول : " يا رسول الله ... أكل شبابي ونثرت له بطني ... حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ... ظاهر مني ... اللهم إني أشكو إليك " ...
    وهو صلى الله عليه وسلم ينتظر أن ينزل الله تعالى فيهما حكما من عنده ...
    فبينما خولة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هبط جبريل من السماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ...
    فالتفت صلى الله عليه وسلم إليها وقال : " يا خويلة قد أنزل فيك وفي صاحبك قرآنا ... ثم قرأ : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير } إلى آخر الآيات من أول سورة المجادلة ...
    ثم قال لها صلى الله عليه وسلم : " مريه فليعتق رقبة " ...
    فقالت : " يا رسول الله ما عنده ما يعتق " ...
    قال : " فليصم شهرين " ...
    قالت : " والله إنه لشيخ كبير ما له من صيام " ...
    قال : " فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر " ...
    قالت : " يا رسول الله ... ما ذاك عنده " ...
    فقال صلى الله عليه وسلم : " فإنا سنيعنه بعرق من تمر " ...
    قالت : " والله يا رسول الله ... أنا سأعينه بعرق آخر " ...
    فقال صلى الله عليه وسلم : " قد أصبت وأحسنت ... فاذهبي وتصدقي به عنه ... ثم استوصي بابن عمك خيرا " ... (6)
    فسبحان من وهبه اللين والتحمل مع الجميع ... حتى في مشاكلهم الشخصية ... يتفاعل معهم ...
    وقد جربت بنفسي التعامل باللين والمهارات العاطفية مع البنت والزوجة وقبل ذلك الأم والأخت ... فوجدت لها من التأثير الكبير ما لا يتصوره إلا من مارسه ...
    فالمرأة لا يكرمها إلا كريم ... ولا يهينها إلا لئيم ...



    وقفة ..
    قد تصبر المرأة على .. فقر زوجها وقبحه وانشغاله ..
    لكنها قل أن تصبر على سوء خلقه ..

    د. محمد بن عبد الرحمن العريفي



    (1) رواه مسلم
    (2) متفق عليه
    (3) رواه مسلم والترمذي
    (4) رواه أبو داود (صحيح)
    (5) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح)
    (6) رواه أحمد وأبو داود (صحيح)

    تابع إن شاء الله



    روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
    وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



    تعليق

    • محمد فخر الدين
      7- عضو مثابر
      حارس من حراس العقيدة

      • 11 يون, 2009
      • 1138
      • طالب مهندس
      • مسلم

      #17
      جزاكم الله خيرا أستاذتنا الكريمة
      كنت قد قرأت الكتاب وأعجبني جدًا
      وبعثت برسالة على المحمول للشيخ محمد العريفي جزاه الله خيرا لاستأذنه بعمل حلقة قراءة للكتاب هنا في المنتدى ، فوافق وقال لي خذ راحتك ...
      ولكن انشغلت في العديد من الأشياء فلم أقوم بعمل هذه الحلقة ...
      فالحمد لله أنكي قد فعلتيها ..
      ولكي الأجر والثواب إن شاء الله ..
      وأنصح كل من لم يقرأ الكتاب أن يقرأه ، فهو كتاب مؤثر جدًا ، وبالفعل طبقت العديد من النصائح فيه وكان لها تأثير السحر في تعاملي مع الناس ...
      فهو بالفعل كتاب رائع ...

      تعليق

      • حاملة اللواء
        مشرفة شرف المنتدى
        عضو مجموعة الأخوات

        • 24 ديس, 2010
        • 1969
        • طاعة الله
        • مسلمة

        #18



        وجزاكم خيرا .. بارك الله فيكم
        روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
        وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



        تعليق

        • حاملة اللواء
          مشرفة شرف المنتدى
          عضو مجموعة الأخوات

          • 24 ديس, 2010
          • 1969
          • طاعة الله
          • مسلمة

          #19
          استَمتِعْ بحياتك...11- الصغار..



          ¤¤ الصغار .. ¤¤

          كم هي المواقف التي وقعت لنا في صغرنا ولا تزال مطبوعة في أذهاننا إلى اليوم .. سواء كانت مفرحة أو محزنة ..
          عُد بذاكرتك إلى أيام طفولتك .. ستذكر لا محالة جائزة كرمت بها في مدرستك .. أو ثناء أثناه عليك أحد في مجلس عام .. فهي مواقف تحفر صورتها في الذاكرة .. فلا تكاد تنسى ..
          وإلى جانب ذلك .. لا نزال نتذكر مواقف محزنة .. وقعت لنا في طفولتنا .. مدرس ضربنا .. أو خصومة مع زملاء في المدرسة .. أو مواقف تعرضنا فيها للإهانة من أسرتنا .. أو تعرض لها أحدنا من زوجة أبيه .. أو نحو ذلك ..
          وكم صار الإحسان إلى الصغار طريقاً إلى التأثير ليس فيهم فقط .. بل في آبائهم وأهليهم .. وكسب محبتهم جميعاً ..



          يتكرر كثيراً لمدرس المرحلة الابتدائية أن يتصل به أحد أبوي طالب صغير ويثني عليه وأنه أحبه لمحبة ولده له وكثرة ذكره بالخير .. وقد يعبرون عن هذه المشاعر في لقاء عابر .. أو هدية أو رسالة ..

          إذن لا تحتقر الابتسامة في وجه الصغير .. وكسب قلبه .. وممارسة مهارات التعامل الرائع معه ..



          ألقيت يوماً محاضرة عن الصلاة لطلاب صغار في مدرسة ..

          فسألتهم عن حديث حول أهمية الصلاة .. فأجاب أحدهم : قال صلى الله عليه و سلم :
          بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة ..
          أعجبني جوابه .. ومن شدة الحماس نزعت ساعة يدي وأعطيته إياها ..
          وكانت – عموماً – ساعة عادية كساعات الطبقة الكادحة ..!
          كان هذا الموقف مشجعاً لذلك الغلام .. أحب العلم أكثر .. وتوجه لحفظ القرآن .. وشعر بقيمته ..
          مضت الأيام .. بل السنين .. ثم في أحد المساجد تفاجأت أن الإمام هو ذلك الغلام .. وقد صار شاباً متخرجاً من كلية الشريعة .. ويعمل في سلك القضاء بأحد المحاكم .. لم أذكره وإنما تذكرني هو ..
          فانظر كيف انطبعت في ذهنه المحبة والتقدير بموقف عاشه قبل سنين ..



          وأذكر أني دعيت ليلة لإحدى الولائم .. فإذا شاب مشرق الوجه يسلم علي بحرارة ويذكرني بموقف لطيف وقع له معي في محاضرة ألقيتها في مدرسته لما كان غلاماً صغيراً ..

          وكم ترى من الناس الذين يحسنون التعامل مع الصغار من يخرج من المسجد .. فترى أباً يجره ولده الصغير بيده ليصل إلى هذا الرجل فيسلم عليه ويبلغه بمحبة ولده له ..
          وقد يقع مثل هذا الموقف في وليمة كبيرة أو عرس .. يكثر فيه المدعوون ..
          ولا أكتمك أنني أبالغ في إكرام الصغار والحفاوة بهم بعض الشيء .. بل والاستماع إلى أحاديثهم العذبة – وإن كانت في أكثر الأحيان غير مهمة – بل أزيد الحفاوة ببعضهم أحياناً إكراماً لوالده وكسباً لمحبته ..



          أحد الأصدقاء كنت ألقاه أحياناً مع ولده الصغير .. فكنت أحتفي بالصغير وألاطفه ..

          لقيني صديقي هذا يوماً في محفل كبير .. فأقبل إليَّ بولده يسلم علي .. ثم قال : ماذا فعلت بولدي ! يسألهم مدرسهم قبل أيام عن أمنياتهم في المستقبل .. فمنهم من قال : أكون طبيباً .. والآخر قال : أكون مهندساً .. وولدي قال : أكون محمد العريفي !!



          ويمكنك أن تلاحظ أنواع الناس في التعامل مع الصغار .. عندما يدخل رجل إلى مجلس عام ويطوف بالحاضرين مصافحاً .. وولده من خلفه يفعل كفعله .. فمن الناس من يتغافل عن الصغير .. ومنهم من يصافحه بطرف يده .. ومنهم من يهز يده مبتسماً مردداً : أهلاً يا بطل .. كيف حالك يا شاطر .. فهذا الذي تنطبع محبته في قلب الصغير .. بل وقلب أبيه وأمه ..



          كان المربي الأول صلى الله عليه و سلم له أحسن التعامل مع الصغار ..

          كان لأنس بن مالك أخ صغير .. وكان صلى الله عليه و سلم يمازحه ويكنيه بأبي عمير .. وكان للصغير طير صغير يلعب به .. فمات الطير ..
          فكان صلى الله عليه و سلم يمازحه إذا لقيه .. ويقول : يا أبا عمير .. ما فعل النغير ؟ يعني الطائر الصغير ..
          وكان يعطف على الصغار ويلاعبهم .. ويلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول : ( يا زوينب .. يا زوينب .. ) ..
          وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم ..
          وكان يزور الأنصار ويُسلم على صبيانهم .. ويمسح رؤوسهم ..
          وعند رجوعه صلى الله عليه و سلم من المعركة كان يستقبله الأطفال فيركبهم معه ..

          فعند عودة المسلمين من مؤتة ..
          أقبل الجيش إلى المدينة راجعاً ..
          فتلقاهم النبي عليه الصلاة والسلام .. والمسلمون ..
          ولقيهم الصبيان يشتدون ..
          فلما رأى صلى الله عليه و سلم الصبيان .. قال : خذوا الصبيان فاحملوهم ..
          وأعطوني ابن جعفر ..
          فأُتي بعبد الله بن جعفر فأخذه فحمله بين يديه ..



          وكان صلى الله عليه و سلم يتوضأ يوماً من ماء .. فأقبل إليه محمود بن الربيع طفل عمره خمس سنوات .. فجعل صلى الله عليه و سلم في فمه ماء ثم مجه في وجهه يمازحه .. ([1] ) ..
          وعموماً .. كان صلى الله عليه و سلم ضحوكاً مزوحاً مع الناس .. يدخل السرور إلى قلوبهم .. خفيفاً على النفوس لا يمل أحد من مجالسته ..

          أقبل إليه رجل يوماً يريد دابة ليسافر عليها أو يغزو ..
          فقال صلى الله عليه و سلم ممازحاً له : (
          إني حاملك على ولد ناقة ) ..
          فعجب الرجل .. كيف يركب على جمل صغير .. لا يستطيع حمله .. فقال : يا رسول الله وما أصنع بولد الناقة ؟
          فقال صلى الله عليه و سلم : (
          وهل تلد الإبل إلا النوق ) .. يعني سأعطيك بعيراً كبيراً .. لكنه - قطعاً - قد ولدته ناقة ..

          وقال صلى الله عليه و سلم يوماً لأنس ممازحاً : (
          يا ذا الأذنين ) ..

          وأقبلت إليه امرأة يوماً تشتكي زوجها .. فقال لها صلى الله عليه و سلم :
          زوجك الذي في عينه بياض ؟
          ففزعت المرأة وظنت أنه زوجها عمي بصره .. كما قال الله عن يعقوب عليه السلام "
          وابيضت عيناه من الحزن " أي : عمي ..
          فرجعت فزعة إلى زوجها وجعلت تنظر في عينيه .. وتدقق ..
          فسألها عن خبرها ؟!
          فقالت : قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في عينك بياض ..
          فقال لها : يا امرأة .. أما أخبرك أن بياضها أكثر من سوادها ..
          أي أن كل أحد في عينه بياض وسواد ..



          وكان صلى الله عليه و سلم إذا مازحه أحد تفاعل معه .. وضحك وتبسم ..
          دخل عليه عمر وهو صلى الله عليه و سلم غضبان على نسائه .. لما أكثرن عليه مطالبته بالنفقة .. فقال عمر : يَا رَسُولَ اللَّهِ .. لَوْ رَأَيْتَنا وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ .. نَغْلِبُ النِّسَاءَ .. فكنا إذا سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها ..
          فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ .. فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ..
          يعني فقويت علينا نساؤنا ..
          فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم .. ثم زاد عمر الكلام .. فازداد تبسم النبي صلى الله عليه و سلم .. تلطفاً مع عمر رضي الله عنه ..

          وتقرأ في أحاديث أنه تبسم حتى بدت نواجذه ..
          إذن كان لطيف المعشر .. أنيس المجلس ..
          فلو وطّنا أنفسنا على مثل هذا التعامل مع الناس .. لشعرنا بطعم الحياة فعلاً ..



          فكرة ..
          الطفل طينة لينة نشطلها بحسب تعاملنا معه ..

          د. محمد بن عبد الرحمن العريفي


          ([1]) رواه البخاري

          تابع إن شاء الله

          روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
          وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



          تعليق

          • أحمد.
            مشرف اللجنة العلمية

            حارس من حراس العقيدة
            • 30 يون, 2011
            • 6655
            • -
            • مسلم

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة حاملة اللواء
            تابع إن شاء الله

            طيب ماشي حاضر.
            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

            رحِمَ
            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

            تعليق

            • إسلامي نور حياتي
              مشرفة شرف المنتدى

              • 18 ديس, 2009
              • 993
              • أمة من إماء الله
              • مسلمة

              #21
              جزاك الله خيرا أختي الحبيبة "حاملة اللواء" على وضع هذا الكتاب البديع بين أيدينا
              استمتعت كثيرا بقراءة الفقرات والفصول الاولى و انا في شوق عظيم للبقية
              فلا تتأخري بعدُ عن المتاعبة
              تقبل الله منك و من أستاذنا "العريفي" و من كل من ساهم في نشر هذا الكتاب المتميز

              تعليق

              • لؤلؤة باسلامي
                2- عضو مشارك

                • 31 أغس, 2011
                • 120
                • مهندسة
                • مسلم

                #22
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
                جقا انه كتاب رائع ولا أمِّل ابدا من قرائته
                جعله الله ثقلا في ميزان حسناتكم

                تعليق

                مواضيع ذات صلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ 2 أسابيع
                ردود 10
                58 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
                رد 1
                50 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
                ردود 0
                29 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة د تيماء
                بواسطة د تيماء
                ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
                ردود 0
                33 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة د تيماء
                بواسطة د تيماء
                ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
                ردود 0
                26 مشاهدات
                0 ردود الفعل
                آخر مشاركة سُليمان العَمري
                يعمل...