لم يقل عالم معتمد في النصرانية بمثل هذا القول .. لا في القديم ولا في الحديث .. وها هي مؤلفات النصارى بعد الإسلام بين أيدينا ، كمؤلفات ابن العسال وغيره مثلاً ، وفيها من الطعن في الإسلام ما فيها .. ومع هذا لم يقل عالم معتمد في النصرانية هذا القول لا في القديم ولا في الحديث ..

والنصارى مختلفون في تعيين شخص هذا "النبي الكذاب" .. واضطرابهم في هذا واسع جدًا.. "أنطونيوس فكري" مثلاً يرجح أن هذا "النبي الكذاب" سيكون زعيمًا دينيـًا من اليهود ..

الطريف أنه كلما اختلف بعضهم مع بعض سارعوا إلى هذه السبة .. فكثير من الكاثوليك مثلاً وصفوا "مارتن لوثر" - رأس البروتستانت - بأنه هو "النبي الكذاب" لأنه في نظرهم اخترع دينًا جديدًا "ضد المسيح" .. وقبلهم كان "لوثر" يصف "البابا" بهذا الوصف الشائق !

وفي صفات هذا "النبي الكذاب" ما يمنع إطلاقه في حق نبينا عليه الصلاة والسلام حتى حسب معتقدات النصارى وتفسيراتهم ..

== منها : أن المهلة الممنوحة له لا تزيد على (42) شهرًا ، أي ثلاث سنين ونصف .. ونبينا عليه الصلاة والسلام مكث ثلاثة وعشرين عامًا يبلغ دين الله حتى أتم الدين، دعك من دولة الإسلام القوية على مر القرون ..

== ومنها : أن له معجزات مادية كثيرة تبهر الألباب ، كنار من السماء على الأرض مثلاً .. "ويصنع آيات عظيمة حتى أنه يجعل نارًا تنزل من السماء على الأرض قدام الناس. و يضل الساكنين على الارض بالآيات التي أعطي أن يصنعها" .. والنصارى ينكرون أن يكون لنبينا عليه الصلاة والسلام مثل هذه المعجزات .. وحتى هذه المعجزة المنصوص عليها ، ليست مما يدعيها المسلمون بخصوصها أصلاً ..

== ومنها - لا سيما في حق نصارى مصر - : أن الصالحين في وقت تسلطه يكونون بسببه في ضيق لم يروا مثله قط .. ولا شك أن الإسلام أنقذ أقباط مصر من أيدي إخوانهم في الدين الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب.


والمقصود أن هذا الموضع لا يقول به علماء النصارى في حق نبينا عليه الصلاة والسلام ، وأن فيه ما يمنع هذا لو أرادوا حتى حسب معتقدهم ..

واعلم أن هذا أقصى ما يتمسك به النصارى إذا سألناهم : هل ذمت أسفارهم نبينا عليه الصلاة والسلام على التعيين ؟


إذا تبين هذا فنقول :

لا يمكن لأسفار أهل الكتاب ألا تذكر نبينا عليه الصلاة والسلام ، لا سيما من كلام المسيح أو كتبة العهد الجديد .. سواء ذكرته بخير أو شر ..

وذلك أنه ما من حادثة قامت أو ستقوم حتى يوم القيامة هي أعظم من بعثة محمد عليه الصلاة والسلام .. سواء كان نبيًا صادقـًا أم كاذبًا (وحاشاه الله) ..

فإن كان نبيـًا صادقـًا ، فهو خاتم النبيين ، وسيد المرسلين وأعظمهم ، ويدخل بدينه في عبادة الله ما لم يتسنى لنبي قبله ..

وإن كان نبيًا غير صادق - وحاشاه - فهو أشد الناس على دين النصرانية ، ولم تُثلم النصرانية بمثل ما ثلمت منه وأتباعه ..

والنصارى يقرون بهذا .. يقرون بأنه ما من دين أخذ منهم مثلما أخذ الإسلام .. وأنه لا خصومة فكرية قوية مثلما للإسلام .. وشهاداتهم في هذا لا تُحصى .. وشكاوى علماؤهم على مر الزمان من هذا مر الشكوى لا تنقطع ..

فتحصل أنه على كل تقدير ، لم يظهر بعد المسيح حادثة هي أعظم من مبعث نبينا عليه الصلاة والسلام ..

وإذا كان ذلك كذلك ، وجب أن تذكره أسفار أهل الكتاب - ولا بد - بخير ليتبعوا أعظم نبي إن كان صادقـًا ، أو ليحذروا أكذب نبي - وحاشاه - لوكان غير صادق .. وقد حذرت كتبهم مما هو أقل من هذا خطرًا حسب اعتقاد النصارى ..

وقد تبين لك من أول مشاركتي أن كتبهم لم تذكره بشر ، يدلك على هذا تهافت هذه الموضع ، وهو أقصى ما يمكنهم المماحكة به ، فما دونه أشد تهافتـًا .. فتحصل أن أسفار أهل الكتاب لم تذكر نبينا عليه الصلاة والسلام بشر ..

راقب هذا الإلزام :

إذا كان مبعث نبينا أعظم حادثة بعد المسيح ..
وإذا وجب أن تذكره أسفار أهل الكتاب بخير أو بشر ..
وهي لم تذكره بشر ..
فتعين أن تذكره بخير ..
وهو المطلوب إثباته.

فهذا الإلزام يوجب ذكر أسفارهم لنبينا بالخير .. وهذا إثبات مجمل للبشارات بنبينا عليه الصلاة والسلام في كتبهم .. بخلاف الأمثلة التفصيلية التي يذكرها العلماء في مظانها ..

بين هذا الإلزام "ابن تيمية" رحمه الله في "الجواب الصحيح".

لا شك أن هذا الشرير من قلبه الشرير يخرج هذا الشر
فكيف لهذا القس الشرير أن يتجاهل الحقائق ؟
فهل أعمى قلبه الجهل ؟ أم أعمى بصيرته الحقد والغل ؟
لا أخاله يحسن القراءة فأحيله ليسمع من باباه شنودة ربما تعلم أو فهم

http://www.youtube.com/watch?v=Abh39s5bK4s

نعم كيف لقسقوس أن يتجاهل فترة الإضطهاد التي عاشها الأقباط قبل الإسلام من عابدي الصليب أمثالهم ؟ مما دفع بطريركهم إلى الهرب والإختفاء لاكثر من ثلاثة عشر سنة ؟

ولولا فضل الإسلام عليهم وفضل الفاتحين الذين أعادوا للبطريك حريته ورفعوا الظلم عن رعيته لاندثرت ملتهم كما اندثر غيرها من الملل

كيف يتجاهل أن أفضل سني حياة الأقباط كانت في الوقت التي طبقت فيه الشريعة الإسلامية
كيف يتجاهل ما فعل الفاروق عمر رضي الله عنه مع ابن الاكرمين ، حين اقتص للقبطي من ابن الاكرمين ، حيث قال قولته المشهورة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا )

لا أدري أأخاطب عاقلا فأذكره بفضل الشريعة عليه وعلى أجداده من قبل ؟ أم أترك الجاهل يتخبط في جهله ؟

إن كان قد استمع هذا القس للبابا كما في الرابط فهل له أن يخبرني من هو الكذاب الأشر ؟ لا بد أن يكون أحدهما ، أم أنه يعتقد أن البابا قد صار للمسلمين كمسلم ليخدع المسلمين على كل حال ؟ كما في كورنشوس 9/20

إن من يظن أن عبادة الخروف هي عين العبادة لله أيلتفت إلى كلامه ؟
إن من يعتقد أن مجموع الثلاثة أقانيم ( أي الثلاثة أشخاص ) يساوي شخص واحد ، بالرغم من أن أحدهم يجلس في الوسط والاخر يجلس على يمينه ومكان الثالث ( ربما مجهول ) هل له عقل يعتد به ؟

مثل هذه العقول مفتونة بالكذب والغش والخداع ، مثلهم وحالهم كهثل وحال عابد البقر ، إن أنت أخذت شيئا من العشب وقدمته لمعبوده رضي عنك وفرح بك وناولك شيء من بولها لتشرب ، ويغضب منك ويعاديك إذا ما نصحته وبينت له أنه إنسان أعظم وأجل وأفضل من ما يعبد ، وأن معبوده يحتاج إليه كي يطعمه ويرعاه ، وأن الإله الحقيقي هو من يطعمه ويرعاه ، هو الذي خلقه من عدم ، وهو الذي وهبه الحياة والنعم

لا أقول لمثل هذا السفيه إلا هذه الكلمات
والذي خلق المسيح بعظمته وقدرته لو اجتمعت كل شياطين الكنائس والأديرة وأعانها الشيطان المجرب بذاته وزبانيته وجاءتهم كل الخراف تجر نعاجها على أن يوقفوا انتشار الإسلام ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، فرب المسيح وخالق الكون العظيم هو القائل
( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )الصف

وهو القائل أيضا ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )التوبة

فيا فاعلي الإثم تنبهوا - فان العاقل فيكم من يدرك نفسه فينقذها من الهلاك المحقق يوم لا ينفعكم برسوم ولا شنودة ولا شاؤل ولا المصلوب
فإن من يصر على عبادة المصلوب والخراف ويرضى أن يكون المسيح ملعونا كما في غلاطية فهو الهالك لا محالة ، فهذا العصر هو عصر الإسلام شئتم أم أبيتم ، فقد إنتهى عصر الجهل وظلام الكنائس والدجل والشعوذة وصدق لا بد أن تصدق ،
لقد أشرق عصر النور والعلم والتميز والبحث والمقارنة ، عصر تنحسر فيه الأديان الزائفة وينتشر فيه دين الإسلام العظيم - فلا يبقى بيت مدر ولا بيت وبر إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل الله به الشرك وأهله - هذا ما أخبرنا به الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، عندها ينزل المسيح عيس أبن مريم عليه الصلاة والسلام ، فيحكم بالإسلام ويكسر الخشبة الملعونة ( الصليب )

أقول ناصحا لكل مكابر ومعاند أدرك نفسك من الهلاك قبل أن يدركك الموت ، لا تكن كجحش الفرا يركبك كل دجال ، لقد حباك الله بالعقل لكي تستخدمه أنت ، فلا تغيب عقلك أو ترضى بالحجر عليه أو تستسلم لفكر غيرك من أمثال هؤلاء الذئاب بأثواب الحملان ،

لا يفوتني أن أزف بشرى للاخوة والأخوات وهي عودت الأخت الكريمة
ربا داهود قعوار إلى الإسلام ولله الحمد والمنة ،
فقد أخبرتني بعوتها إلى الإسلام قبل رمضان
أسأل الله العظيم أن يتقبل توبتها وأن يثبتها على الحق وأن يحفظها من كيد الأشرار

اللهم امين