دعوى خلو الكتب السابقة من البشارة برسول الإسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 11 (0 أعضاء و 11 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    دعوى خلو الكتب السابقة من البشارة برسول الإسلام

    الازهر
    دعوى: خلو الكتب السابقة من البشارة برسول الإسلام
    زعموا أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس برسول. وبنوا هذا الزعم على أربع شعب هى:
    1- إن العهد والنبوة والكتاب محصورة فى نسل إسحق لا إسماعيل.؟!
    2- إن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يأت بمعجزات.؟!
    3- إن القرآن من نوادر الأعمال الإنسانية ، فليس هو معجزاً (1).؟!
    4- إن الكتب السابقة - التوراة وملحقاتها والأناجيل - خلت من البشارة برسول الإسلام.؟!
    الرد على الشبهة:
    ولكن قبل أن نواجهها مواجهة مباشرة أريد أن أقدم كلمة موجزة بين يدى هذه المواجهة ، رأيت أن تقديمها من أوجب الواجبات فى هذا المجال.
    وجود " البشارات " وعدمها سواء..؟
    أجل: إن وجود البشارات وعدمها فى الكتب المشار إليها آنفا سواء ، وجودها مثل عدمها ، وعدمها مثل وجودها. فرسالة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ليست فى حاجة إلى دليل يقام عليها من خارجها ، بحيث إذا لم يوجد ذلك الدليل " الخارجى " بطلت - لا سمح الله - تلك الرسالة ؛ فهى رسالة دليلها فيها ، ووجود البشارات بها فى كتب متقدمة - زمنا - عليها لا يضيف إليها جديداً ، وعدم وجود تلك البشارات لا ينال منها شيئاً قط.
    فهى حقيقة قائمة بذاتها لها سلطانها الغنىعما سواها. ودليلها قائم خالد صالح للفحص فى كل زمان ومكان ، باق بقاء رسالته أبد الدهر أشرق ولم يغب ، ظهر ولم يختف ، قوى ولم يضعف. علا ولم يهبط ، إنه دليل صدق الأنبياء كلهم. فكل الأنبياء مضوا ولم يبق من أدلة صدقهم إلا ما جاء فى هذا الدليل " القرآن العظيم " حيث شهد لهم بالصدق والوفاء وأنهم رسل الله المكرمون..
    فلا يظنن أحدُ أننا حين نتحدث عن بشارات الكتب السابقة برسول الإسلام إنما نتلمس أدلة نحن فى حاجة إليها لإثبات صدق رسول الإسلام فى دعواه الرسالة. فرسول الإسلام ليس فى حاجة إلى " تلك البشارات " حتى ولو سلم لنا الخصوم بوجودها فله من أدلة الصدق ما لم يحظ به رسول غيره.
    وستعالج البشارة به صلى الله عليه وسلم على قسمين:
    1- بشاراته صلى الله عليه وسلم فى التوراة.
    2- بشاراته صلى الله عليه وسلم فى الإنجيل.
    أولاً: البشارات فى التوراة
    تعددت البشارات برسول الإسلام فى التوراة وملحقاتها ، ولكن اليهود أزالوا عنها كل معنى صريح ، وصيروها نصوصاً احتمالية تسمح لهم بصرفها عنه صلى الله عليه وسلم ومع هذا فقد بقيت بعد تعديلها وتحريفها قوية الدلالة على معناها " الأصلى " من حملها على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم لأن حملها على غيره متعذر أو متعسر أو محال.
    فهى أشبه ما تكون برسالة مغلقة مُحى " عنوانها " ولكن صاحب الرسالة قادر - بعد فضها - أن يثبت اختصاصها به ، لأن الكلام " الداخلى " الذى فيها يقطع بأنها " له " دون سواه ؛ لما فيها من " قرائن " وبينات واضحة ونعرض - فيما يلى - بعضاً منها:
    " وهذه هى البركة التى بارك بها موسى رجل الله بنى إسرائيل قبل موته ".
    فقال:
    " جاء الرب من سيناء ، وأشرق لهم من ساعير ، وتلألأ من جبل فاران " (2). فى هذا النص إشارة إلى ثلاث نبوات:
    الأولى: نبوة موسى عليه السلام التى تلقاها على جبل سيناء.
    الثانية: نبوة عيسى عليه السلام وساعير هى قرية مجاورة لبيت المقدس ، حيث تلقى عيسى عليه السلام أمر رسالته.
    الثالثة: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وجبل فاران هو المكان الذى تلقى فيه - عليه الصلاة والسلام - أول ما نزل عليه من الوحى وفاران هى مكة المكرمة مولد ومنشأ ومبعث محمد صلى الله عليه وسلم.
    وهذه العبارة - مرة أخرى - تضمنت خبراً وبشارتين:
    فالخبر هو تذكير موسى بفضل الله عليه حيث أرسله إليهم رسولاً.
    والبشارتان:
    الأولى: خاصة بعيسى عليه السلام. والثانية خاصة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
    وموقف اليهود منهما النفى: فلا الأولى بشارة بعيسى ابن مريم ولا الثانية بشارة برسول الإسلام.
    أما موقف النصارى فإن النفى - عندهم - خاص ببشارة رسول الإسلام. ولهم فى ذلك مغالطات عجيبة ، حيث قالوا إن " فاران " هى " إيلات " وليست مكة. وأجمع على هذا " الباطل " واضعو كتاب: قاموس الكتاب المقدس. وهدفهم منه واضح إذ لو سَلَّمُوا بأن " فاران " هى مكة المكرمة ، للزمهم إما التصديق برسالة رسول الإسلام ، وهذا عندهم قطع الرقاب أسهل عليهم من الإذعان له.. ؟! ، أو يلزمهم مخالفة كتابهم المقدس ، ولم يقتصر ورود ذكر " فاران " على هذا الموضع من كتب العهد القديم ، فقد ورد فى قصة إسماعيل عليه السلام مع أمه هاجر حيث تقول التوراة: إن إبراهيم عليه السلام استجاب لسارة بعد ولادة هاجر ابنها إسماعيل وطردها هى وابنها فنزلت وسكنت فى " برية فاران " (3). على أنه يلزم من دعوى واضعى قاموس الكتاب المقدس من تفسيرهم فاران بإيلات أن الكذب باعترافهم وارد فى التوراة. لأنه لم يبعث نبى من " إيلات " حتى تكون البشارة صادقة. ومستحيل أن يكون هو عيسى عليه السلام ؛ لأن العبارة تتحدث عن بدء الرسالات وعيسى تلقى الإنجيل بساعير وليس بإيلات.
    فليست " فاران " إلا " مكة المكرمة " وباعتراف الكثير منهم ، وجبل فاران هو جبل " النور " الذى به غار حراء ، الذى تلقى فيه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بدء الوحى.
    وهجرة إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة المكرمة " فاران " أشهر من الشمس.
    وترتيب الأحداث الثلاثة فى العبارة المذكورة:
    جاء من سيناء
    وأشرق من ساعير
    وتلألأ من فاران. هذا الترتيب الزمنى دليل ثالث على أن " تلألأ من جبل فاران " تبشير قطعى برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
    وفى بعض " النسخ " كانت العبارة: " واستعلن من جبل فاران " بدل " تلألأ ".
    وأياً كان اللفظ فإن " تلألأ " و " استعلن " أقوى دلالة من " جاء " و " أشرق " وقوة الدلالة هنا ترجع إلى " المدلولات " الثلاثة. فالإشراق جزء من مفهوم " المجئ " وهكذا كانت رسالة عيسى بالنسبة لرسالة موسى (عليهما السلام).
    أما تلألأ واستعلن فهذا هو واقع الإسلام ، رسولا ورسالة وأمة ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
    هذه المغالطة (فاران هى إيلات) لها مثيل حيث تزعم التوراة أن هاجرأم إسماعيل عندما أجهدها العطش هى وابنها إسماعيل بعد أن طردا من وجه " سارة " طلبت الماء فلم تجده إلا بعد أن لقيا ملاك " الرب " فى المكان المعروف الآن " ببئر سبع " ؟! وأنها سميت بذلك لذلك..؟! وكما كذبت فاران دعوى " إيلات " كذَّبت " زمزم الطهور " دعوى " بئر سبع " ؟‍
    وستظل فاران - مكة المكرمة - وزمزم الطهور " عملاقين " تتحطم على صخورهما كل مزاعم الحقد والهوى.
    ويجئ نص آخر فى التوراة لا محمل له إلا البشارة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم مهما غالط المغالطون. وهو قول الله لموسى حسب ما تروى التوراة:
    " أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ، ويكون أن الإنسان الذى لا يسمع لكلامى الذى يتكلم به باسمى أنا أطالبه " (4).
    حدث هذا حسب روايات التوراة وعداً من الله لموسى فى آخر عهده بالرسالة ، وكان يهمه أمر بنى إسرائيل من بعده ، فأعلمه الله - حسب هذه الرواية التوراتية - أنه سيبعث فيهم رسولا مثل موسى عليه السلام.
    ولقوة دلالة النص على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقد وقف أهل الكتابين - اليهود والنصارى - موقفين مختلفين هدفهما واحد ، وهو أن النص ليس بشارة برسول الإسلام.
    أما اليهود فلهم فيه رأيان:
    الأول: أن العبارة نفسها ليست خبراً بل هى نفى ، ويقدرون قبل الفعل " أقيم " همزة استفهام يكون الاستفهام معها " إنكارياً " وتقدير النص عندهم هكذا " أأقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
    بطلان هذا الرأى
    وهذا الرأى باطل ولن نذهب فى بيان بطلانه إلى أكثر من كلام التوراة نفسها. وذلك ؛ لأنه لو كان النص كما ذكروا بهمزة استفهام إنكارى محذوفة هى فى قوة المذكور لكان الكلام نفياً فعلاً.. ولو كان الكلام نفياً لما صح أن يعطف عليه قوله بعد ذلك:
    " ويكون أن الإنسان الذى لا يسمع لكلامى الذى يتكلم به باسمى أنا أطالبه " ؟! فهذا المقطع إثبات قطعاً فهو مرتب على إقامة النبى الذى وعد به المقطع الذى قبله. فدل هذا " العطف " على أن المقطع السابق وعد خبرى ثابت لا نفى. ويترتب على ذلك بطلان القول الذاهب إلى تقدير الاستفهام..؟!
    الثانى: وقد أحس اليهود ببطلان القول بالاستفهام فاحتاطوا للأمر وقالوا لا مانع أن يكون النص خبراً ووعداً مثبتاً ، ولكنه ليس المقصود به عيسى ابن مريم عليه السلام ولا محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، بل المراد به نبى من أنبياء إسرائيل يوشع بن نون فتى موسى ، أو صموئيل..؟!
    موقف النصارى:
    أما النصارى فيحملون البشارة فى النص على عيسى عليه السلام وينفون أن يكون المراد بها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، وقد علمنا قبلا أن اليهود ينفون أن تكون لعيسى عليه السلام.
    وللنصارى مغالطات عجيبة فى ذلك إذ يقولون إن النبى الموعود به ليس من بنى إسماعيل بل من بنى إسرائيل. ومحمد إسماعيلى فكيف يرسل الله إلى بنى إسرائيل رجلاً ليس منهم.؟! كما قالوا إن موسى أتى بمعجزات ومحمد لم يأت بمعجزات فكيف يكون مثله. وقد رددنا على هذه الفرية فيما تقدم.
    الحق الذى لا جدال فيه:
    والواقع أن كل ما ذهب إليه اليهود والنصارى باطل. باطل. ولن نذهب فى بيان بطلانه إلى أبعد من دلالة النص المتنازع عليه نفسه. أما الحق الذى لا جدال فيه فإن هذا النص ليس له محمل مقبول إلا البشارة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وإليكم البيان:
    إن النص المتنازع عليه يقيد البشارة بالنبى الموعود به فيه بشرطين:
    أحدهما: أنه من وسط إخوة بنى إسرائيل.
    وثانيهما: أنه مثل موسى عليه السلام صاحب شريعة وجهاد لأعداء الله وهذان الشرطان لا وجود لهما لا فى يوشع بن نون ، ولا فى صموئيل كما يدعى اليهود فى أحد قوليهم.
    ولا فى عيسى عليه السلام كما يدعى النصارى.
    أما انتفاء الشرط الأول فلأن يوشع وصموئيل وعيسى من بنى إسرائيل وليسو من وسط إخوة بنى إسرائيل. ولو كان المراد واحداً منهم لقال فى الوعد: أقيم لهم نبياً منهم.. ؟! هذا هو منهج الوحى فى مثل هذه الأمور كما قال فى شأن النبى صلى الله عليه وسلم:
    (هو الذى بعث فى الأميين رسولاً منهم... ) (5). وكما جاء على لسان إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) (ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم... ) (6).
    وأما انتفاء الشرط الثانى ، فلأن: لا صموئيل ولا يوشع ولا عيسى ابن مريم كانوا مثل " موسى " عليه السلام.
    فموسى كان صاحب شريعة ، ويوشع وصموئيل وعيسى وجميع الرسل الذين جاءوا بعد موسى عليه السلام من بنى إسرائيل لم يكن واحداً منهم صاحب شريعة ، وإنما كانوا على شريعة موسىعليه السلام. وحتى عيسى ما جاء بشريعة ولكن جاء متمماً ومعدلاً فشريعة موسى هى الأصل. إن عيسى كان مذكراً لبنى إسرائيل ومجدداً الدعوة إلى الله على هدى من شريعة موسى عليه السلام !! فالمثلية بين هؤلاء - وهى أحد شرطى البشارة - وبين موسى عليه السلام لا وجود لها. ؟!
    الشرطان متحققان فى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم
    وبنفس القوة والوضوح اللذين انتفى الشرطان بهما عمن ذكروا من الأنبياء ثبت ذلك الشرطان لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم:
    فهو من نسل إسماعيل ، وإسماعيل أخو إسحق ، الذى هو أبو يعقوب المسمى إسرائيل. فهو من وسط إخوة بنى إسرائيل - بنو عمومتهم - وليس من إسرائيل نفسها. وبهذا تحقق الشرط الأول من شرطى البشارة:
    ومحمد - عليه الصلاة والسلام - صاحب شريعة جليلة الشأن لها سلطانها الخاص بها - جمعت فأوعت - مثلما كان موسى - أكبر رسل بنى إسرائيل - صاحب شريعة مستقلة كانت لها منزلتها التى لم تضارع فيما قبل من بدء عهد الرسالات إلى مبعث عيسى عليه السلام.
    وبهذا يتحقق الشرط الثانى من شرطى البشارة وهو " المثليه " بين موسى ومحمد (عليهما صلوات الله وسلامه) ، فعلى القارئ أن يتأمل ثم يحكم.
    فى المزامير المنسوبة إلى داود عليه السلام وردت كثير من العبارات التى لا يصح حمل معناها إلا على رسول الإسلام. ومن ذلك قول داود كما تروى التوراة:
    " أنت أبرع جمالاً من بنى البشر. انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد. تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار ، جلالك وبهاؤك. وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة.. بتلك المسنونة فى قلب أعداء الملك - يعنى الله - شعوب تحتك يسقطون.. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك " (7).
    اسمعى يانيت وأميلى أذنك ، وانسى شعبك وبيت أبيك ، فيشتهى الملك الملك حسنك ؛ لأنه هو سيدك فاسجدى له. وبنت صور أغنى الشعوب تترضى وجهك بهدية. كلها مجد ابنة الملك فى خدرها. منسوجة بذهب ملابسها مطرزة ، تحضر إلى الملك فى إثرها عذارى صاحباتها مقدمات إليك يحضرن بفرح وابتهاج يدخلن إلى قصر الملك. عوضاً عن آبائك يكون بنوك نقيمهم رؤساء فى كل الأرض اذكر اسمك فى كل دور فدور من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والآبد "
    وقفة مع هذا الكلام
    فى المقطع الأول (أ) لا تنطبق الأوصاف التى ذكرها داود إلا على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. فهو الذى قاتل بسيفه فى سبيل الله وسقطت أمامه شعوب عظيمة كالفرس والروم.
    وهو الممسوح بالبركة أكثر من رفقائه الأنبياء ؛ لأنه خاتم النبيين ، ورسالته عامة خالدة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (8).
    ولم يترك رسول هدى وبيانا مثلما ترك رسول الإسلام فى القرآن الحكيم ، وفى أحاديثه وتوجيهاته ، التى بلغت مئات الآلاف ، وتعددت المصادر التى سجلتها ، وفيها من روائع البيان ، وصفاء الألفاظ ، وشرف المعانى ما ليس فى غيرها.
    أما المقطع الثانى (ب) فهو أوصاف للكعبة الشريفة. فهى التى تترضاها الأمم بالهدايا. وهى ذات الملابس المنسوجة بالذهب والمطرزة ، وهى التى يذكر اسمها فى كل دور فدور وتأتيها قوافل" الحجيج " رجالاً ونساءً من كل مكان فيدخل الجميع فى " قصر الملك " ويحمدها الناس إلى الأبد ؛ لأن الرسالة المرتبطة بها رسالة عامة: لكل شعوب الأرض الإنس والجن. بل والملائكة. وفى مواسم الحج يأتيها القاصدون من جميع بقاع الأرض مسلمين ، ورعايا مسلمين من بلاد ليست مسلمة.
    خالدة: لم ينته العمل بها بوفاة رسولها ، كما هو الحال فيما تقدم. وإنما هى دين الله إلى الأبد الأبيد.
    وأشعيا وسفره من أطول أسفار العهد القديم ملئ بالإشارات الواضحة التى تبشر برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، ولولا المنهج الذى أخذنا به هنا وهو عدم التطويل لذكرنا من ذلك الكثير ؛ ولذا فإننا نكتفى بهذا المقطع لدلالته القوية على ما نقول:
    " قومى استنيرى ؛ لأنه قد جاء نورك ، ومجد الرب أشرق عليك.. لأنه ها هى الظلمة تغطى الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب ، ومجده عليك يرى. فتسير الأمم فى نورك ، والملوك فى ضياء إشراقك.
    ارفعى عينيك حواليك وانظرى. قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك. يأتى بنوك من بعيد ، وتحمل بناتك على الأيدى ، حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع ؛ لأنه تحول إليك ثروة البحر ، ويأتى إليك غنى الأمم تغطيك كثرة الجمال بكران مديان ، وعيفة كلها تأتى من شبا. تحمل ذهبا ولبانا ، وتبشر بتسابيح الرب. كل غنم قيدار تجتمع إليك. كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحى ، وأزين بيت جمالى.
    من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها. إن الجزائر تنتظرنى وسفن ترشيش فى الأول لتأتى من بعيد ، وفضتهم وذهبهم معهم لا سم الرب إلهك … (9).
    وبنو الغريب يبنون أسوارك ، وملوكهم يخدمونك.. وتفتح أبوابك دائما نهاراً وليلاً لا تغلق ، ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم... (10).
    دلالة هذه النصوص:
    بلا أدنى ريب فإن هذا الكلام المنسوب إلى أشعيا وصف لمكة المكرمة وكعبتها الشامخة.
    فالمقطع الأول إنما هو حديث عن موسم الحج المبارك فيه يجتمع بنوها حولها من كل مكان وفيه لمحة قوية جداًُ إلى نحر الهدى صبيحة العيد. ألم يشر النص إلى غنم قيدار ، وقيدار هوولد إسماعيل عليه السلام الذى تشعبت منه قبائل العرب. ثم ألم ينص على المذبح الذى تنحر عليه الذبائح ؟
    كما أشار النص ثلاث إشارات تعد من أوضح الأدلة على أن المراد بهذا النص مكة المكرمة. وتلك الإشارات هى طرق حضور الحجاج إليها. ففى القديم كانت وسائل النقل: ركوب الجمال. ثم السفن. أما فى العصر الحديث فقد جدت وسيلة النقل الجوى " الطائرات " وبشارة أشعيا تضمنت هذه الوسائل الثلاث على النحو الآتى:
    1- الجمال ، قال فيها: تغطيك كثرة الجمال.؟!
    2- السفن ، قال فيها: وسفن ترشيش تأتى ببنيك من بعيد ؟!
    3- النقل الجوى ، وفيه يقول: من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها. ؟!!
    أليس هذا أوضح من الشمس فى كبد السماء.
    على أن النص ملئ بعد ذلك بالدقائق والأسرار ، ومنها أن مكة مفتوحة الأبواب ليلاً ونهاراً لكل قادم فى حج أو عمرة.. ؟!
    ومنها أن خيرات الأمم تجبى إليها من كل مكان ، والقرآن يقرر هذا المعنى فى قول الله تعالى:
    (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شىء ) (11).
    ومنها أن بنى الغريب (يعنى غير العرب) يبنون أسوارها. وكم من الأيدى العاملة الآن ، وذوى الخبرات يعملون فيها ويشيدون قلاعها فوق الأرض وتحت الأرض ومنها أنه ما من عاصمة من عواصم العالم إلا دخلت فى محنة من أهلها أو من غير أهلها إلا هذه " العاصمة المقدسة " فظلت بمأمن من غارات الغائرين وكيد الكائدين ، ومثلها المدينة المنورة.
    ومنها كثرة الثروات التى مَنَّ الله بها عليها. أليس البترول من ثروات البحر العظمى التى تفجرت أرض الحجاز وشبه الجزيرة منه عيوناً دفاقة بمعدل لم تصل إليه أمة من الأمم. أضف إلى ذلك سبائك الذهب والفضة.
    والحديث عن مكة المكرمة حديث عن رسول الإسلام ؛ لأن مجدها لم يأت إلا على يدى بعثته صلى الله عليه وسلم.
    هذه الحقائق لا تقبل الجدل. ومع هذا فإن أهل الكتاب (وخاصة اليهود) يحملون هذه الأوصاف على مدينة " صهيون " ولهذا فإنهم عمدوا إلى النص وعدلوه ليصلح لهذا الزعم.
    ولكننا نضع الأمر بين يدى المنصفين من كل ملة. أهذه الأوصاف يمكن أن تطلق على مدينة " صهيون ".
    لقد خرب " بيت الرب " فى القدس مراراً وتعرض لأعمال شنيعة على كل العصور. أما الكعبة الشريفة والمسجد الحرام فلم يصل أحد إليهما بسوء ، ثم أين ثروات البحر والبر التى تجبى إلى تلك المدينة وأهلها (إلى الآن) يعيشون عالة على صدقات الأمم.
    وأين هى المواكب التى تأتى إليها براً وبحراً وجَوّاً ، وهل أبوابها مفتوحة ليلاً ونهاراً ، وأين هم بنوها الذين اجتمعوا حولها.
    وما صلة غنم قيدار وكباش مدين بها. وأين هو التسبيح الذى يشق عنان السماء منها.. وأين.. وأين..؟‍
    إن هذه المغالطات لا تثبت أمام قوة الحق ، ونحن يكفينا أن نقيم هذه الأدلة من كتبهم على صدق الدعوى ، ولا يهمنا أن يذعن القوم لما نقول فحسبك من خصمك أن تثبت باطل ما يدعيه أمام الحق الذى تدافع عنه.
    والفاصل بيننا ـ فى النهاية ـ هو الله الذى لا يُبدل القول لديه.
    وتنسب التوراة إلى نبى يدعى " حبقوق " من أنبياء العهد القديم ، وله سفر صغير قوامه ثلاثة إصحاحات. تنسب إليه التوراة نصوصاً كان يصلى بها. تضمنها الإصحاح الثالث من سفره. وهذا الإصحاح يكاد يكون كله بشارة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. وإليكم مقاطع منه: " الله جاء من تيمان ، والقدوس من جبل فاران ـ سلاه ـ جلاله غطى السماوات. والأرض امتلأت من تسبيحه وكان لمعان كالنور له من يديه شعاع ، وهناك استتار قدرته.
    قدامه ذهب الوبأ. وعند رجليه خرجت الحمى. وقف وقاس الأرض ، نظر فرجف الأمم ودكت الجبال الدهرية ، وخسفت آكام القوم.
    مسالك الأزل
    يسخط دست الأمم ، خرجت لخلاص شعبك 000 سحقت رأس بيت الشرير معرياً الأساس حتى العنق 000 سلكت البحر بخيلك..(12).
    دلالات هذه الإشارات:
    لا يستطيع عاقل عالم بتاريخ الرسالات ومعانى التراكيب أن يصرف هذه النصوص على غير البشارة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. فالجهتان المذكورتان
    فى مطلع هذا المقطع وهما: تيمان: يعنى اليمن ، وجبل فاران: يعنى جبل النور الذى بمكة المكرمة التى هى فاران. هاتان الجهتان عربيتان. وهما رمز لشبه الجزيرة العربية التى كانت مسرحاً أولياً لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
    فليس المراد إذن نبياً من بنى إسرائيل ؛ لأنه معلوم أن رسل بنى إسرائيل كانت تأتى من جهة الشام شمالاً. لا من جهة بلاد العرب. وهذه البشارة أتت مؤكدة للبشـارة المماثلة ، التى تقدم ذكرها من سفر التثنية ، وقد ذكرت أن الله: تلألأ أو استعلن من جبل فاران.
    بيد أن بشارة التثنية شملت الإخبار بمقدم موسىعليه السلام والتبشير بعيسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم أما بشـارة حبقوق فهى خاصة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. ولو لم يكن فى كلام حبقوق إلا هذا " التحديد " لكان ذلك كافياً فى اختصاص بشارته برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ومع هذا فقد اشتمل كلام حبقوق على دلائل أخرى ذات مغزى:
    منها: الإشارة إلى كثرة التسبيح حتى امتلأت منه الأرض.. ؟!
    ومنها: دكه صلى الله عليه وسلم لعروش الظلم والطغيان وقهر الممالك الجائرة.
    ومنها: أن خيل جيوشه ركبت البحر ، وهذا لم يحدث إلا فى ظل رسالة الإسلام.
    على أن كلام حبقوق ملئ بالرمز والإشارات مما يفيدنا فى هذا المجال ولكننا نتجاوزه لأمرين:
    أحدهما: أن فى الإشارات الصريحة غناء عنها.
    وثانيهما: عدم التطويل ـ هنا ـ كما اتفقنا.
    بشاراته صلى الله عليه وسلم فى العهد الجديد
    أسفار العهد الجديد (الأناجيل والرسائل) حافلة بالنصوص التى يتعين أن تكون " بشارات " برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
    تلك البشـارات تعـلن أحياناً فى صورة الوعـد بملكوت الله أو ملكوت السماوات. وأحيانا أخـرى بالـروح القـدس. ومرات باسـم المعـزى أو الفارقليط ، وهى كلمة يونانية سيأتى فيما بعد معناها ، تلك هى صورة البشارات فى الأناجيل فى صيغها المعروفة الآن.
    ففى إنجيل متى وردت هذه العبارة مسـندة إلى يحيى عليه السلام المسمى فى الأناجيل: يوحنا المعمدان. وفيها يقول: " توبوا ؛ لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (13).
    فمن هو ملكوت السماوات الذى بشر به يحيى ؟! هل هو عيسى عليه السلام ـ كما يقول النصارى..؟!
    هذا احتمال.. ولكن متَّى نفسه يدفعه حيث روى عن عيسى عليه السلام نفس العبارة: " توبوا ؛ لأنه قد اقترب ملكوت السماوات " (14).
    فلـو كان المراد بملكـوت السماوات ـ هذه ـ عيسى عليه السلام لما وردت هذه " البشارة " على لسان عيسى ؛ إذ كيف يبشر بنفسه ، وهو قائم موجود ، والبشـارة لا تكون إلا بشئ محـبوب سيأتى ، كما أن الإنذار ـ قسيمه ـ لا يكون إلا بشىء " مكروه " قد يقع. فكلاهما: التبشير والإنذار ـ أمران مستقبلان.
    إن ورود هذه العبارة عن عيسى نفسه تخصيص لذلك العموم المستفاد من عبارة يحيى عليهما السلام. فدل ذلك على أن المراد بملكوت السماوات رسول آخر غير عيسى. ولم يأت بعد عيسى ـ باعتراف الجميع ـ رسول غير رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
    فدل ذلك على أنه هو المراد بملكوت السماوات فى عبارة عيسى عليه السلامـ قولاً واحداً ـ وباحتمال أرجح فى عبارة يحيى ،إذ لا مانع عندنا ـ أن يكون يحيى عليه السلام قد بشر بها بعيسى عليه السلام.
    أما بشارة عيسى فلا موضع لها إلا الحمل ـ القطعى ـ على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
    وفى صيغة الصلاة التى علمها المسيح لتلاميذه ـ كما يروى مَتَّى نفسه ـ بشارة أخرى بنبى الإسـلام. وهذا هو نص مَتَّى فى هذا " فصلوا أنتم هكذا: أبانا الذى فى السماوات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك " (15).
    ووردت هذه الصيغة فى إنجيل لوقا هكذا:
    " متى صليتم فقـولوا: أبانا الذى فى السماوات ليتقـدس اسمك ليأت ملكوتك.. " (16).
    ويذكر لوقا أن المسيح جمع تلاميذه ، وعلمهم كيف يقهرون الشياطين ، ويشفـون الأمراض ثم قال: " وأرسلهم ليكرزوا ـ أى يبشروا ـ بملكوت الله " (17).
    أما مرقس فيسند هذه البشارة إلى المسيح نفسه إذ يقول: " جاء يسوع إلى الجبل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله " (18).
    فهـؤلاء ثلاثة من التلامذة يتفقـون على أن يحيى وعيسى (عليهما السلام) قد بشرا بملكوت الله الذى اقترب. فمن المراد بملكوت الله إذا لم يكن هو رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ؟
    وأكاد أجزم بأن عبارة " المسيح ، قد كمل الزمان " لا تعنى سوى انتهاء عصر الرسالات الموقوتة وإقبال الرسالة الخالدة..!
    ـ 3 ـ
    أما يوحنا صاحب رابع الأناجيل. فإنه يذكر هذه البشارات فى مواضع متعددة من إنجيله. ومن ذلك ما يرويه عن المسيح عليه السلام " الذى لا يحبنى لا يحفظ كلامى ، والكلام الذى تسمعونه ليس لى بل للأب الذى أرسلنى. بهذا كلمتكم وأنا عندكم. وأما المعزى (اسم فاعل من الفعل المضعف العين عزى) (19) الروح القدس ، الذى سيرسله الأب باسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكركم بما قلته لكم " (20).
    كما يروى يوحنا قول المسيح ـ الآتى ـ مع تلاميذه: " إنه خير لكم أن انطلق. إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية ، وعلى بر وعلى دينونة " (21).
    ويروى كذلك قول المسيح لتلاميذه: " وأما إذا جاء ذاك روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق ؛ لأنه لا يتكلم من نفسه. بل كل ما يسمع يتكلم به ، ويخبركم بأمور آتية ".. ؟! (22).
    فمن هو المعزى أو روح القدس أو روح الحق الذى بشر به المسيح عليه السلام حسبما يروى يوحنا..؟!
    إن المسيح يقول:
    إن ذلك المُعَرِّى أو الروح القدس لا يأتى إلا بعد ذهاب المسيح ، والمسيح ـ نفسه ـ يُقـِرُّ بأن ذلك المُعَرِّى أو الروح أَجَلُّ منه شأنا ، وأعم نفعاً وأبقى أثراً ، ولذلك قال لتلاميذه: خير لكم أن أنطلق. إن لم أنطلق لا يأتيكم المُعَرِّى.
    وكلمة " خير " أفعل تفضيل بمعنى أكثر خيراً لكم ذهابى ليأتيكم المعزى ولو كان " المُعَـزَّى " مسـاويا للمسيح فى الدرجة لكانا مستويين فى الخيرية ولما ساغ للمسيح أن يقول خير لكم أن أنطلق.
    ومن باب أولى لو كان " المعزَّى " أقل فضلاً من المسيح. فعبارة المسيح دليل قاطع على أنه بشر بمن هو أفضل منه ، لا مساوٍ له ولا أقل.
    ثم يصف المسيح ذلك المُعَرَّى أو الروح بأوصـاف ليست موجـودة فى المسيح نفسه عليه السلام. ومن تلك الأوصاف:
    أـ إنه يعلم الناس كل شىء.وهذا معناه شمول رسالته لكل مقومات الإصلاح فى الدنيا والدين. وذلك هو الإسلام.
    ب ـ إنه يبكت العالم على خطية. والشاهد هنا كلمة " العالم " وهذا معناه شمول الإسلام لكل أجـناس البشر ، عربا وعجماً ، فى كل زمان ومكان. ولم توصف شريعة بهذين الوصفين إلا الإسلام.
    جـ ـ إنه يخـبر بأمور آتية ، ويذكـر بما مضى. وقد تحقق هذا فى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
    فأخبر بأمور آتية لم يخبر بها من سبقه أو أخبروا ولكن ليس على وجه التفصيل والتأكيد الذى كان على يديه صلى الله عليه وسلم فكم فى القرآن من أمور أخبر بها قبل أن تقع فوقعت كما أخبر ، وكم فيه من الإخبار بما سيكون فى الحياة الآخرة من أوصاف الجنة ، والنار ، والبعث ، وعلامات الساعة ، وتخاصم أهل النار ، وحوار أصحاب الجنة مع " رجال الأعراف " ، وندم من باعوا دينهم بدنياهم. إلخ.. إلخ.
    وذكر بما مضى من أحوال الأمم ، وقيام الحضارات ثم سقوطها وأحوال المرسلين وما بلغوا به أقوامهم والشهادة لهم بالصدق والأمانة والإخلاص والوفاء ، ومسلك بعض الأقوام من رسلهم والصراع الذى دار بين المحقين وأهل الباطل ، وعاقبة بعض المكذبين.. إلخ..إلخ.
    ثم استوعبت رسالته الحياة كلها فأرست قواعد الاعتقاد الصحيح وسنت طرق العبادة المثمرة ، ووضعت أصول التشريع فى كل ما هو متعلق بالحياة عاجلها وآجلها ، ووضحت العلاقة السليمة بين المخلوق والخالق ، وبين الناس بعضهم بعضاً. وحررت العقول ، وطهرت القلوب ورسمت طريق الهدى لكل نفس ولكل جماعة ولكل أمة. أى أنها أرشدت إلى كل شىء. وعلمت كل شىء مما يحتاج تعلمه إلى وحى وتوقيف..!
    ذلك هو الإسلام ، ولا شىء غير الإسلام.
    وشهدت ـ فيما شهدت ـ للمسيح عليه السلام بأنه رسول كريم أمين أدى رسالته وبشر وأنذر بنى إسرائيل. وأنه عبده ورسوله (ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذى فيه يمترون ) (23).
    وشهادة رسول الإسلام لعيسى عليه السلام منصوص عليها فى بشارات عيسى نفسه به (صلى الله عليه وسلم). فاسمع إلى يوحنا وهو يروى عن المسيح عليه السلام قوله الآتى. " ومتى جاء المعزَّى الذى سأرسله " أنا " إليكم من الأب روح الحق من عند الأب ينبثق فهـو يشهـد لى.. وتشهـدون أنتم أيضاً لأنكم معى من الابتداء " (24).
    روح القـدس هذا ، أو المعزَّى ، أو روح الحق لا يمكن أن يكون عيسى ؛ لأن عـيسى لم يبشر بنفسـه ، وهو كان موجوداً ساعة قال هذا ولا يمكن أن يكون المراد به نبياً بعد عيسى غير محمد (صلى الله عليه وسلم) لأننا متفقون على أن عيسى لم يأت بعده نبى قبل رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
    فتعين أن يكون روح القدس ، أو المعزَّى ، أو روح الحق تبشيرا بمحمد صلى الله عليه وسلم إذ فيه تجتمع تلك الأوصاف ، كما يتحقق فيه معنى " الأفضلية " إذ هو خاتم النبيين ، الذى جاء بشريعة خالدة عامة ، وعلى هذا حملنا قبلا قول عيسى: خير لكم أن أنطلق. إن لم أنطلق لا يأتيكم المُعَزِّى "
    وهذا إقرار من عيسى بأن المبشر به أفضل من المُبَشِّر وكفى بذلك شواهد.
    أما البشارة باسم " الفارقليط " فقد خلت منها الترجمات العربية المعاصرة للكتاب المقـدس. ومعـلوم أن الكتاب المقدس خضع للترجمات وطبعات متعددة ؛ لدرجة أن الترجمات العربية لتختلف من نسخة إلى أخرى اختلافا بيناً.
    وتحت يدى ـ الآن ـ نسختان من الطبعـات العربية كلتاهما خاليتان من كلمة الفارقليط ، وموضوع مكانها كلمة المعزى.
    بيد أننى وجدت أن ابن القيم ، وابن تيمية ، كل منهما قد نقل عن نسخ خطية كانت معاصرة لهما نصوصاً فيها التصريح باسم" الفارقليط " كما أن الشيخ رحمت الله الهندى (رحمه الله) نقل فى كتابه " إظهار الحق " نصوصاً " عن ترجمات عربية ترجع إلى أعوام: 1821 ـ 1831 ـ 1844م وتمت فى لندن
    معنى " الفارقليط ":
    كلمة يونانية معناها واحد مما يأتى:
    الحامد ـ الحماد ـ المحمود ـ الأحمد.
    أو معناها كل ما تقدم. فمعنى " فارقليط " يدور حول الحمد وجميع مشتقاته المشار إليها.
    وكل واحد منها يصح إطلاقه على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم فهو الحامد والحمّاد والمحمود والأحمد ، والمحمد.
    وفى الطبعات ـ اللندنية ـ المتقدم ذكرها ورد النص هكذا: " إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم فارقليط آخر ، ليثبت معكم إلى الأبد ".
    " الفارقليط " روح القـدس الذى يرسله الآب باسمى هو يعلمكم كل شىء ، وهو يذكركم كل ما قلته لكم " (25).
    ومقارنة هذين النصـين بالنص المقابل لهما الذى نقلناه آنفا عن إنجيل يوحنا من الطبعات العربية الحديثة تريك أن الطبعات الحديـثة حـذفت كلمة " الفارقليط " ووضعت مكانها كلمة " المعزى " كما تريك أن الطبعات الحديثة حذفت جملة: " ليثبت معـكم إلى الأبد " وهو نص على خلود الإسلام على أنهم عادوا واعترفوا بأن كلمة " المعزى " التى فى الطبعات الحديثة للكتاب المقـدس أصلها مترجـم عن كلمة يونانية لفظاً ومعنى وهى " باراكليتس " ومعناها المعزى ، وليست " فارقليط " أو " بارقليط " التى معناها الحماد والحامد 000 والتى يتمسك بها المسلمون.. ؟!
    وهذه المحاولات مردودة لسببين:
    أولهما: ليس نحن ـ المسلمين ـ الذين قاموا بعمل بالطبعات القديمة التى فيها " الفارقليط " وإنما طبعها النصارى قديماً. فعملهم حجة على الطبعات الحديثة وهم غير متهمين فى عملهم هذا.
    وثانيهما: ولو كانت الكلمة " هى: الباراكليتس " فلماذا خلت منها الطبعات القديمة والنسخ المخطوطة ؟!
    بل ولماذا خلت منها الطبعات الحديثة..؟!
    وأيا كان المدار: فارقليط ، أو باراكليتس ، أو المعزى ، أو الروح القدس فنحن لا نعول على الكلمة نفسها بقدر ما نعول على الأوصاف التى أجريت عليها. مثل يعلمكم كل شىء ـ يمكث معكم إلى الأبد. فهـذه الأوصـاف هى لرسـول الإسـلام صلى الله عليه وسلم ومهما اجتهدتم فى صرفها عنه فلن تنصرف.
    ولهم " شبهة " أخرى يحلو لهم تردادها وهى: محمد صلى الله عليه وسلم عربى الجنس واللسان ، فكيف يرسله الله إلى أمم وأجناس غير عربية.. وكيف يكلف الله الناس برسالة لا يعرفون لغتها ولا عهد لهم بالتحدث معها. وكيف يستطيعون أن يفهموا القرآن ، وتوجيهات رسول الإسلام ، وهما باللغة العربية.؟‍‍!
    رد الشبهة نرد عليها من طريقين:
    الأول: وهو مستمد من واقـع القـوم أنفسهم. فهم يدعون تبعاً لما قال " بولس " أن عيسى عليه السلام مرسل لخلاص العالم كله. وأنه أمر حوارييه أن يكرزوا كل العالم برسالة الخلاص ، وفى أيامنا هذه كثرت المنشورات التى تقول: المسيح مخلص العالم. وهنا نسأل القوم سؤالاً: أية لغة كانت لغة المسيـح عليه السلام وحوارييه ؟! هل هى العبرانية أم اليونانية ؟! وأيا كان الجواب فإن المسيح كان يتكلم لغة واحدة. وأوحى إليه
    الإنجيل بلغة واحدة.. فعلى أى أساس إذن قلتم: إنه منقذ لكل العالم ؟! هل كل العالم كان وما يزال يعرف لغة المسيح ؟! أم أن العالم أيام المسيح كان يتكلم بعدة لغات.. والآن يتكلم بمئات اللغات..؟! فإن كنتم قد ادعيتم أن المسيح هو منقذ كل العالم مع تسليمكم بأنه كان يتكلم بلغة واحدة فلماذا تنكرون على رسول الإسلام أن يكون مرسلاً لكل العالم.؟! وما الفرق بين رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام حتى تحظروا عليه ما استبحتموه للمسيح ؟! أهذا عدل.. أهذا إنصاف !!
    وإن تنازلتم عن عالمية المسيح فأنتم مدينون..؟!
    الثانى: وهو مستمد من طبيعة الإسلام. ومن تاريخه الطويل الحافل بكل عجيب.
    نعم: إن محمداً صلى الله عليه وسلم عربى اللسان ، والجنس ، والقرآن العظيم الذى جاء به عربى اللسان ، عالمى التوجيه والتشريع والسلطان. ووحدة اللغة فى الإسلام مثل وحدة العقيدة فيه. ولم يحل دون انتشار الإسلام بين الأمم والشعوب غير العربية أن لغة رسالته عربية ورسوله عربى ورواده الأوائل عرب. هذه الاعتبارات لم تحل دون نشر الإسلام لجميع شعوب الأرض باختلاف لغاتها وعقائدهـا وأجناسها. وكان سلوك الدعوة إلى الإسلام حكيما ، وهذه أبرز ملامحه.
    أولاً: إن صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم أرسل رسله يحملون رسائله وكتبه إلى كل رؤساء القبائل وملوك الأمم والشعوب ، وقد بدأت هذه الطريقة بعد وقوع صلح الحديبية ، وكل حامل رسالة أو كتاب إلى رئيس أو ملك كان على علم بلغة من هم المبعوث إليهم.
    فقد أرسل النبى صلى الله عليه وسلم إلى هرقل دحية بن خليفة الكلبى.
    وأرسل إلى المقوقس عظيم القبـط بمصـر حاطب بن أبى بلتعة. وأرسل إلى كسرى عبد الله بن حذافة السهمى.
    وأرسل إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى شجاع بن ذهب الأسدى. وكان هؤلاء الرسل عالمين بلغات من أرسلوا إليهم.
    كما كان صلى الله عليه وسلم يحتفظ بمترجمين يترجمون له ما يرد من رسائل لغتها غير العربية.
    ثانياً: إن الملوك والرؤساء كان لديهم مترجمون ـ كذلك ـ يترجمون لهم ما يرد من رسول الإسلام أو يقومون بالترجمة من العربية إلى غيرها ، ومن غير العربية إلى العربية فى حالة ما إذا كان " المرسل " وفداً يحمل رسائل شفوية للتبليغ.
    ثالثاً: إن اليهود وكثيراً من النصارى كانوا يعرفون اللسان العربى ، ومن النصارى من هم عـرب خلص كنصـارى نجـران ، كما أن العجم من الفرس والروم كان من بينهم عرب يعايشونهم ويقيمون بينهم.
    رابعاً: كان صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم يحض أصحابه على تعلم لغات الأمم ومما يروى عنه ـ عليه الصلاة السلام ـ قوله: من تعلم لغة قوم أمن غوائلهم.
    خامساً: لما اجتازت الدعوة مرحلة الدعوة بالرسالة والكتاب والوفد ، والبعث ، ودخلت فى مرحلة الفتح كان الجنود المسلمون ينشرون اللغة العربية كما ينشرون الإسلام نفسه. وما من أرض حل بها الإسلام إلا وقد حلت بها اللغة العربية تعضده ، وتؤازره فى انسجام عجيب ، فقضت اللغة العربية على لغات الأمم والشعوب وحلت هى محلها. قضت على القبطية فى مصر وعلى الفارسية فى الشام وعلى البربرية فى شمال غرب أفريقيا كما قضت على السريانية وغيرها من اللغات ، وأصبحت هى لغة الحياة والإدارة والكتابة والنشر والتأليف.
    سادساً: قام العرب المسلمون بترجمة ما دعت إليه المصلحة من تراث الأمم المفتوحة ، ففتحوا نوافذ الفكر ، والثقافة ، والمعرفة لمن لا يعرف غير العربية من العرب المسلمين. كما ترجموا من الفكر الإسلامى ما يصلح ضرورة لغير العرب من المسلمين فنقلوه من العربية إلى غير العربية وفاءً بحق الدعوة والتبليغ.
    سابعاً: أقبل غير العرب من الذين دخلوا الإسلام على تعلم العربية وتركوا لغاتهم الأصلية وأصبحوا عربى اللسان واللغة. ومن هـؤلاء أعلام لا يحصون كان لهم فضل عظيم فى إنماء الفكر الإسلامى منهم اللغويون ، والنحويون ، والبيانيون ، والفقـهاء ، والأصوليون ، والمفسرون ، والمحدثون ، والمتكلمون ، والفلاسفة ، والمناطـقة ، والرياضيون ، والأطباء ، والفلكيون ، بل والشعراء والأدباء والرحالة والجغرافيون ، وغيرهم ، وغيرهم.
    إن كل مجال من مجـالات النشـاط العلمى فى الإسلام نبغ فيه كثير من غير العرب بعد تعلمهم اللغة العربية التى كانوا فيها مثل أنجب وأحذق وأمهر أبنائها. ولو رحنا نحصى هؤلاء لضاق بنا السهل والوعر ، فلتكن الإشارة إليهم نائباً عن ذلك التفصيل غير المستطاع.
    إن وحدة اللغة فى الإسلام لم تحل دون نشر الإسلام ، فلم يمض طويل من الزمن حتى بلغت الدعوة مشارق الأرض ومغاربها.
    وصلت إلى الهند والصين فى أقصى الشرق ، وإلى شواطئ المحيط الأطلسى فى أقصى الغرب وإلى بلاد النوبة جنوباً وإلى جبال البرانس جنوبى فرنسا شمالاً. وتوطدت فى قلب الكون:
    الحجاز واليمن والشام وفارس وبلاد ما بين النهرين وما وراء النهرين ومصر وجنوب الوادى ، وتركت اللغة العربية الواحدة آثارها فى كل قطر أشرقت فيه شمس الإسلام ، وحتى ما فارقه الإسلام ـ كأسبانيا ـ ما تزال حضارة الإسلام وآثار العربية تغزو كل بيت فيها. وكما استوعب الإسلام مناهج الإصلاح فى كل مجالات الحياة الإنسـانية استوعـبت شقيقته الكبرى " اللغة العربية " كل أنماط التعبير ووسعت بسلطانها كل وسائل التسجيل والتدوين.. وامتلكت ناصية البيان الرائع الجميل ، فهى لغة علم ، ولغة فن ومشاعر ، ووجدان. وقانون وسلام وحرب ، ودين ودنيا.
    إن أكثر من ألف مليون مسلم ينتشرون فى ربوع الأرض الآن لم يعجز الكثير منهم من غير العرب عن حفظ كتاب الله " القرآن العظيم " ويتلونه كما أنزل بلسان عربى فصيح. فإذا عاد إلى حديثه اليومى لجأ إلى لغة أمه وأبيه وبيئته.
    ومسلم غير عربى استطاع أن يحفظ أو يقرأ القرآن بلغته العربية الفصحى لهو قادر ـ لو أدى المسلمون العرب واجبهم نحو لغة التنزيل ـ أن يقرأ بها كتب الحديث ، والفقه ، والتشريع ، والنحو ، والصرف ، والبلاغة ، والأدب وسائر العلوم والفنون.
    ولكنه ذنب العـرب المسـلمين لا ذنب اللغة. فهى مطواعة لمن يريد أن يتقنها إن وجد معلماً مخلصاً. والأمل كبير ـ الآن ـ فى أن يلتقى كل المسلمين على لغة واحدة ، كما التقوا على عقيدة واحدة.
    إن رسـول الإسـلام صلى الله عليه وسلم عالمى الدعوة وإن كان عربى اللسان والجنس.
    وإن الإسلام الحنيف عالمى التوجيه والسلطان وإن كانت لغة تنزيله عربية ورسوله عربياً ، ورواده الأوائل عرباً.



    --------------------------------------------------------------------------------



    (1) رددنا على هذه الادعاءات فى " الإسلام فى مواجهة الاستشراق فى العالم " مرجع سبق ذكره.
    (2) سفر التثنية: الإصحاح (33) الفقرات (1-2).
    (3) سفر التكوين (21 - 21).
    (4) سفر التثنية: الإصحاح (18) الفقرات (18 - 19).
    ويكون المعنى عليه: كيف أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم ؟‍ أى لا أفعل هذا.
    (5) الجمعة: 2.
    (6) البقرة: 129.
    (7) المزمور (45) الفقرات (2 - 17) مع الحذف اليسير. (8) الأنبياء: 107.
    (9) مكان النقط هنا كلام لم نذكره هو " قدوس إسرائيل لأنه مجدك " ؟! وهذا مقطع مضاف بكل تأكيد والهدف منه صرف الكلام عن معناه الظاهر!!
    (10) سفر أشعياء الأصحاح (60) الفقرات (4-12) مع حذف يسير.
    (11) القصص: 57.
    (12) (3 ـ3 ـ15) مع الحذف.
    (13) الإصحاح (3) الفقرة (2).
    (14) الإصحاح (4) الفقرة (17).
    (15) الإصحاح (6) الفقرة (9ـ10).
    (16) الإصحـاح (11) الفقـرة (2).
    (17) الإصحاح (9) الفقرة (2).
    (18) الإصحاح (1) الفقرة (14 ـ15).
    (19) هذا إيضاح وليس من النص.
    (20) الإصحاح (14) الفقرات (24 ـ 26).
    (21) الإصحاح (16) الفقرتان (7 ـ8).
    (22) الإصحاح (16) الفقرة (13).
    (23) مريم: 34.
    (24) الإصحاح (15) فقرتا (26 ـ 27).
    (25) انظر كتاب " إظهار الحق " ص 528 للشيخ رحمت الله الهندى تحقيق الدكتور أحمد حجازى السقا. نشر دار التراث.
  • وليد المسلم
    مشرف عام

    • 11 يون, 2006
    • 762
    • مسلم

    #2
    1- الجزء الخاص بنشيد الانشاد الذي ينسب لسليمان عليه السلام وهو بريء منه لما في هذا النص من إباحية ولكن هناك ما يجب ان يستدل به لرسول الله

    في كتاب نشيد الأناشيد الذي ينسب لسليمان بن داوود عليهما السلام، نلاحظ في الجزء الخامس أنه يصف رجلاً يقول اليهود أنه سليمان بينما يقول النصارى أنه المسيح و المتكلم مجهول لكنه يبدو لنا أنه أنثى. و يرجح اليهود أن المتكلم هو زوجة سليمان المسماة شولميث و أنها تصف سليمان نفسه. على أن النصارى لديهم أدلة قوية على أن الخطاب هو للمسيح عيسى بن مريم فإن كان هذا صحيحاً فإننا أمام نبوءة برسول جديد لم يلد بعد. فطالما أن الجزء الخامس من كتاب نشيد الأناشيد يتحدث عن نبي يخرج في المستقبل فهو بلا شك يتحدث عن محمد عليه أتم الصلاة و التسليم.


    الجزء الخامس من نشيد الأناشيد:
    9(بَنَاتُ أُورُشَلِيمَ): بِمَ يَفُوقُ حَبِيبُكِ الْمُحِبِّينَ أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ؟ بِمَ يَفُوقُ حَبِيبُكِ الْمُحِبِّينَ حَتَّى تَسْتَحْلِفِينَا هَكَذَا؟
    10(الْمَحْبُوبَةُ): حَبِيبِي أَبيَضٌ وَ أَزْهَرُ (متورد)، عَلَمٌ بَيْنَ عَشَرَةِ آلاَفٍ. 11رَأْسُهُ ذَهَبٌ خَالِصٌ وَغَدَائِرُهُ مُتَمَوِّجَةٌ حَالِكَةُ السَّوَادِ كَلَوْنِ الْغُرَابِ. 12عَيْنَاهُ حَمَامَتَانِ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، مَغْسُولَتَانِ مُسْتَقِرَّتَانِ فِي مَوْضِعِهِمَا. 13خَدَّاهُ كَخَمِيلَةِ طِيبٍ (تَفُوحَانِ عِطْرَاً) كَالزُهُوْرِ الحُلْوَة، وَشَفَتَاهُ كَالسُّوْسَنِ تَقْطُرَانِ مُرّاً (صمغ ذكي الرائحة) شَذِيّاً. 14يَدَاهُ حَلْقَتَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُدَوَّرَتَانِ وَمُرَصَّعَتَانِ بِالزَّبَرْجَدِ، وَجِسْمُهُ عَاجٌ مَصْقُولٌ مُغَشًّى بِالْيَاقُوتِ. 15سَاقَاهُ عَمُودَا رُخَامٍ قَائِمَتَانِ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ، طَلْعَتُهُ كَلُبْنَانَ، كَأَبْهَى أَشْجَارِ الأَرْزِ. 16فَمُهُ عَذْبٌ، نعم: إِنَّهُ مَحَمَد. هَذَا هُوَ حَبِيبِي وَهَذَا هُوَ صَدِيْقٍي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ!

    إن أول ملاحظة هنا أن الشخص الذي نتكلم عنه له طلعة وجهه كلبنان، أي طلعة وجهه كالعرب و ليس كاليهود. رأسه كالذهب الخالص و غدائره متموجة حالكة السواد، و هذا ما ورد في وصف محمد رسول الله في صحيح البخاري. و كون و جهه أبيض متورد أيضاً ورد في صحيح البخاري. و كون جسمه ذهبي عاجي أبيض يلمع كالشمس قد ورد أيضاً في صحيح البخاري.حتى الآن كل هذه الأوصاف يمكن أن تنطبق على كثير من الناس ، فلماذا قلنا أن الحديث بلا شك هو عن محمد إن المقطع رقم 16 يحتوي على الكلمة العبرية مَحَمَد فهل هي مصادفة أن يكون إسم الشخص الذي نتبأ عنه كإسم النبي العربي؟ الكلمة العبرية (محمد) تتألف من الحروف العبرية الأربعة (ميم حيت ميم داليت) و هي نفس الأحرف العربية (ميم حاء ميم دال). و الفرق الوحيد بين مَحَمَد و مُحُمَّد هو التشكيل. هذا التشكيل الذي لم يخترعه اليهود إلا في القرن الثامن الميلادي أي بعد حوالي مئة سنة من بدء الإسلام. و كلمة مُحُمَّد في العربية و العبرية لها معنى واحد هو صيغة التفضيل من الرجل المحمود. أما كلمة مَحَمَد فإن لها حسب قاموس "بن يهودا" أربعة معاني و هي: (المحبوب، المُشتهَى، النفيس، المحمّد). و بالطبع فإن المترجمين للكتاب المقدس يميلون لاختيار أول ثلاث كلمات لإبعاد القارئ المسيحي عن الكلمة الحقيقية.



    وفي النهاية فان إن أي رجل يؤمن بأن العهد القديم هو وحي من عند الله فعليه أن يؤمن بأن الجزء الخامس من نشيد الأناشيد كان يتحدث عن رسول الله محمد r و أن اليهود يعرفون ذلك حتى اليوم لكنهم يخفونه عن الناس. يقول الله القدوس عن هؤلاء في سورة البقرة:

    الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ {146} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {147}

    تعليق

    • zouhir
      0- عضو حديث
      • 9 ينا, 2007
      • 7

      #3
      المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم(3)



      (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ)

      إعداد/ وليد نور

      دلائل النبوة
      كما تقدم فإن للنبوة أهمية كبيرة في حياة البشر، فالنبوة واسطة بين الخالق والمخلوق في تبليغ شرعه وسفارة بين الملك وعبيده، ودعوة من الرحمن الرحيم - تبارك وتعالى - لخلقه ليُخرجهم من الظلمات إلى النور، وينقلهم من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

      فهي نعمة مهداة من الله - تبارك وتعالى - إلى عبيده، وفضل إلهيّ يتفضّل بها عليهم. هذا في حقّ المرسَل إليهم.

      ولما كانت النبوة بهذه المثابة ولما كان للأنبياء هذا الدور فإنه من رحمة الله عز وجل وعدله بعباده أن أرسل أنبيائه ورسله تترى إلى البشر، غير أنه كيف للبشر أن يعرفوا النبي الصادق من الدعي الكاذب، خاصة وأن الشيطان قد زين لكثيرين إدعاء دعوى النبوة والتزي بزي الرسل من أجل ضلال العباد، فإن الله عز وجل منح رسله وأنبيائه دلائل وعلامات هي من الكثرة بمكان ومن الوضوح بمحل تكفى الواحدة منها أن تكون سببًا ودافعًا لإيمان البشر بهذا النبي.

      يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ودلائل النبوّة من جنس دلائل الربوبية، فيها الظاهر والبيِّن لكلّ أحد؛ كالحوادث المشهودة؛ فإنّ الخلق كلّهم محتاجون إلى الإقرار بالخالق، والإقرار برسله".

      ولا شك أنّ معرفة الله، والإيمان به، وعبادته، ومعرفة رسوله، وطاعته، يحتاجها كلّ مخلوق مكلّف.

      ومن حكمة الله تعالى أنّه كلّما كان الناس إلى معرفة شيء أحوج، فإنّه - جلّ وعلا - يجعله سهلاً ميسّراً غير ذي عِوَج.

      ولحاجة الناس إلى معرفة النبوة، والإقرار بالرسول، فقد وضّحها المولى - جلّ وعلا - في كتابه توضيحاً أعظم من أن يُشرح في هذا المقام، إذ الشرح يطول.

      يقول شيخ الإسلام: "فتقرير النبوات من القرآن الكريم أعظم من أن يُشرح في هذا المقام، إذ ذلك هو عماد الدين، وأصل الدعوة النبوية، وينبوع كلّ خير، وجماع كلّ هدى".

      معني دلائل النبوة:

      الدّليل لغةً: هو المرشد والكاشف، من دللت على الشّيء ودللت إليه، والدّالّ وصف للفاعل.

      والدّليل ما يتوصّل بصحيح النّظر فيه إلى العلم بمطلوبٍ خبريٍّ ولو ظنّاً، وقد يخصّه بعضهم بالقطعيّ.

      وقال الجرجاني في التعريفات: الدليل في اللغة: هو المرشد، وما به الإرشاد، وفي الاصطلاح: هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر.

      ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن دلائل النبوة: "وهي الأدلة والعلامات المستلزمة لصدقهم، والدليل لا يكون إلاَّ مستلزما للمدلول عليه مختصاً به، لا يكون مشتركاً بينه وبين غيره؛ فإنّه يلزم من تحقّقه تحقّق المدلول.

      وإذا انتفى المدلول انتفى هو؛ فما يوجد مع وجود الشيء، ومع عدمه، لا يكون دليلاً عليه، بل الدليل ما لا يكون إلاَّ مع وجوده، فما وُجد مع النبوّة تارةً، ومع عدم النبوّة تارةً، لم يكن دليلاً على النبوّة، بل دليلها ما يلزم من وجوده وجودها".

      ودلائل النبوة من الكثرة والوضوح بدرجة لا تخفى إلا على من عميت بصيرته وضل سبيله في هذه الحياة،

      وقد حصر العلماء دلائل النبوة في خمسة محاور أساسية هي:

      1- بشارات الأنبياء السابقين بالنبي اللاحق.

      2- الآيات والمعجزات الخارقة للعادة التي يجريها الله على يد النبي.

      3- سيرة النبي وأخلاقه ودلائل صدقه.

      4- نصر الله وتأييده للنبي.

      5- النظر في مبادئ الرسالة ودعوتها إلى الصلاح والسعادة.

      هذه هي المحاور الأساسية لدلائل النبوة، وهي كما نرى قسمين، قسم يعتمد على الأخبار والوقائع المنقولة وهي البشارات والآيات، والقسم الثاني يعتمد على النظر في شخص النبي ودعوته ووقائع سيرته.

      لو عرفتموه لأحببتموه
      وفي هذه الرسالة سوف نحاول عرض وسرد دلائل نبوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشكل مختصر وجامع ، وذلك لأن دلائل النبوة لها فوائد كثيرة لعل من أولها الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والتصديق بخبره والطاعة لأمره، ومن فوائد دلائل النبوة كذلك محبته صلى الله عليه وسلم، حيث يجمع المنصفون من أهل الغرب والشرق أن من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا أحبه، وإن كان يعرفه من قبل فسوف يزداد له حبًا.

      وفي قلب كل مسلم توجد بذرة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه البذرة إذا نمت بالمعرفة والإيمان صارت شجرة تزيد الإيمان قوة وتزيد الإتباع هديًا واقتداء بفعل النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.

      روى الإمام البخاري عن عبد الله بن هشام قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ " لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ" فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ يَا عُمَرُ.

      يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "جواب عمر أولا كان بحسب الطبع ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى فأخبر بما اقتضاه الاختيار ولذلك حصل الجواب بقوله الآن يا عمر أي الآن عرفت فنطقت بما يجب".

      فمعرفة شمائل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفضائله العظيمة تزيد من محبة المسلم لنبيه، فكم يزداد محبة المسلم لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ عن النصوص التي بشرت به في كتب السابقين من الأنبياء والرسل المكرمين، كم تزداد محبتك أخي في الله وأنت تقرأ اعتراف أهل الكتاب في الماضي بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعترافات المنصفين في الحاضر بفضله وعظمته، كم تزداد محبتك وأنت ترى الجمادات والمخلوقات تحب نبيك صلى الله عليه وسلم وتقر بنبوته وفضله صلى الله عليه وسلم.

      كم تزداد محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو يعيش معه في طفولته وصباه، وهو يعيش معه وجبريل عليه السلام يحتضنه في غار حراء.

      كم تزداد محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو يراه يضحى بوقته وحياته وأمواله من أجل أن يصل إليه هذا الدين نقيًا، كم اضطهده المشركون، كم عذبه الكافرون، أفلا نحبه؟.

      عذراً رسولَ الله لم يعرفوا قـدرَك حيـن نـادَوا باسمِك وشوهوا رسمَــكْ

      هم لم يفعلوا ما فعـلوا إلا بجهـلٍ ولـو عـلموا الحقيقــةَ لقبّلوا قدمَـــكْ
      لو علمــوا أنّك المصباحُ المنـيرُ لمــا قبلـوا الاستضـاءةَ إلا بضوئـك

      لقد وبخ الله عز وجل المشركين لأنهم لم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعرفون أخلاقه وصدقه، فقال تعالي: (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) [المؤمنون:69].

      يقول البغوي في تفسيره:"(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ) محمدًا صلى الله عليه وسلم، (فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) قال ابن عباس: أليس قد عرفوا محمدا صلى الله عليه وسلم صغيرا وكبيرا، وعرفوا نسبه وصدقه وأمانته ووفاءه بالعهود، وهذا على سبيل التوبيخ لهم على الإعراض عنه بعدما عرفوه بالصدق والأمانة" .

      إن رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف بأخلاقه وأمانته قبل بعثته، وبعد البعثة عضده الله بالمعجزات الباهرة والآيات الدالة على صدقه ونبوته صلى الله عليه وسلم، فمن عرفه بحق وصدق أمن به وأحبه صلى الله عليه وسلم.

      إننا في هذا البحث لا نسعى إلا إن نقدم نبذة بسيطة في التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم وبدلائل نبوته وأمارات صدقه وبعثته، وإننا لنعلم أن هذه الدلائل والأمارات كفيلة بترسيخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب كل مسلم.

      غير أننا نوجه هذا الكتاب أيضًا لغير المسلم فسوف يرى فيه من البشارات التي تحويها الكتب السابقة (التوراة والإنجيل) ما لا يدع مجالاً للشك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم الذي كان ينتظره بنو إسرائيل كما كانوا ينتظرون المسيح عليه السلام، ومن قرأ بإنصاف وألق عنه تدليس السفهاء وشبهات الغوغاء لأمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبه.

      أولاً: البشارات الواضحات من الكتب السابقات:

      من أعظم دلائل نبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، تبشير الأنبياء السابقين به صلى الله عليه وسلم، ورغم أن البشارات في هذا الشأن تبلغ العشرات بل المئات إلا إن اكتفينا بأمثلة لها قليل، وذلك أنه إذا صحت بشارة واحدة وصدقت دلالتها فإنها كافية بل لازمة للإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، لهذا لم نرد الاستزادة من البشارات بل اكتفينا بتوضيح الأمثلة المختارة.

      مدخل إلى البشارات
      تعددت البشارات في الكتب السابقة بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بشر الأنبياء السابقون بقدومه وأمروا أتباعهم بالإيمان به صلى الله عليه وسلم وتصديقه إذا ظهر، ولولا ما أصاب هذه الكتب من تحريف وتزييف عن عمد أو غير عمد لكانت النصوص الدالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة وضوح الشمس في وسط النهار؛ وقبل أن نناقش تلك البشارات، نقدم لها بعدة نقاط حتى يكون تحليل هذه البشارات تحليل علميًا سليمًا:

      أولاً: هل بشرت الكتب السابقة برسول الله صلى الله عليه وسلم؟:

      يزعم أهل الكتاب اليوم أن كتبهم لم تبشر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن النصوص التي يستشهد بها المسلمون غير دالة على ذلك، والإجابة على هذا الزعم تنحصر في ثلاث نقاط:

      النقطة الأولى: إن وجود هذه البشارات أو عدمها في الكتب المشار إليها آنفا سواء، فرسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست في حاجة إلى دليل يقام عليها من خارجها، بحيث إذا لم يوجد ذلك الدليل الخارجي بطلت؛ إنها رسالة دليلها فيها، ووجود البشارات بها في الكتب السابقة عليها لا يضيف إليها جديداً، وعدم وجود تلك البشارات لا ينال منها شيئاً قط.

      فهي حقيقة قائمة بذاتها لها سلطانها الغنى عما سواها، ودليلها قائم خالد صالح للفحص في كل زمان ومكان، باق بقاء رسالته أبد الدهر أشرق ولم يغب، ظهر ولم يختف، قوى ولم يضعف.

      ودلائل النبوة لا تنحصر في وجود هذه البشارات بل إن دلائل صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تنحصر أو تحصر في البشارات.

      النقطة الثانية: إنه إن صح أن الكتب السابقة لم تخبر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأمر أمته سلبًا أو إيجابًا، فإن ذلك طعن في هذه الكتب وليس طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن من قرأ الكتب السابقة وجدها تخبر بأخبار الحوادث القادمة كحادثة بختنصر وقورش واسكندر وخلفائه وحوادث أرض أدوم ومصر ونينوى وبابل، ويبعد كل البعد أن لا يخبر أحد منهم عن خروج محمد صلى الله عليه وسلم الذي كسر الجبابرة والأكاسرة وبلغ دينه شرقاً وغرباً وغلب الأديان وامتد زمنًا طويلاً ويبقي إلى آخر الزمان، فهذه الحوادث ليست بأقل من حادثة أرض أدوم ونينوى وغيرهما فكيف يجوز العقل السليم أنهم أخبروا عن الحوادث الضعيفة وتركوا الإخبار عن الحادثة العظيمة.

      النقطة الثالثة: النصوص ذاتها التي سوف نوردها ترد على هذا الزعم وتنفى ذلك الوهم.

      ثانيًا: هل ختمت النبوات ببعثة عيسي عليه السلام؟:

      يزعم أهل الكتاب أن عيسي عليه السلام هو خاتم النبيين وأن الدنيا ليست في حاجة إلى نبي بعده، وهذا الزعم الباطل نرد عليه من نصوص أهل الكتاب أنفسهم التي تؤكد أنهم كانوا ينتظرون نبياً آخر غير المسيح وإيلياء، فقد جاء في إنجيل يوحنا (1: 19-25) أن علماء اليهود سألوا يحيي عليه السلام: أأنت المسيح ؟ فقال لهم: لا، فسألوه: أأنت إيلياء؟، فقال: لا، فسألوه : أأنت النبي؟ أي النبي المعهود الذي أخبر عنه موسى عليه السلام، فقال يحيي عليه السلام: لا".

      فهؤلاء ثلاثة أنبياء كان ينتظرهم بنو إسرائيل الأول المسيح عليه السلام والثاني إيلياء عليه السلام والثالث النبي الذي أخبر عنه موسي عليه السلام، فمن يكون هذا النبي إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان المسيح عليه السلام قد حذر من الكذابين الذين يأتون بعده كما جاء في إنجيل متى [7: 15]: (احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتوكم بثبات الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة)، فإنه لم يحذر من النبي الصادق محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك قيد بالكذبة.

      ويبقي أن نقول أنه كما أن اليهود لا يؤمنوا بعيسي عليه السلام غير أن هذا لا يطعن في نبوته، فكذلك الشأن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كذب اليهود والنصارى بنبوته صلى الله عليه وسلم فدلائل صدقه وثبوت بعثته صلى الله عليه وسلم أكثر من تحصر ولا مجال للطعن فيها.

      وسوف نورد في ثنايا هذه الرسالة من الأدلة والوقائع ما تشير إلى اعتراف أهل الكتاب بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

      ثالثًا: تنبيهات لفهم البشارات:

      حتى نستطيع التعامل وفهم النصوص التي حوتها الكتب السابقة والتي بشرت برسول الله صلى الله عليه وسلم، لابد من التقديم بعدة تنبيهات بشأن هذه البشارات.

      التنبيه الأول: أنه كما يزعم النصارى اليوم أن بشارات الكتب السابقة لا تصدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن اليهود قد سبقوا إلى ذلك ونفوا أن تصدق البشارات بعيسي عليه السلام على عيسي، غير أن النصارى لم يلتفتوا إلى تفاسير وتأويلات اليهود واعتبروها غير صحيحة، وكما أن تأويلات اليهود في البشارات السابقة مردودة غير صحيحة وغير لائقة عند النصارى كذلك تأويلات النصارى في البشارات التي هي في حق محمد صلى الله عليه وسلم مردودة وغير مقبولة، وسيظهر أن البشارات التي ننقلها في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم أظهر صدقاً من البشارات الواردة في حق عيسي عليه السلام، فلهذا فنحن لا نبالي بمخالفة النصارى في حق هذه البشارات بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أننا سنؤكد أن هذه البشارات أليق برسول الله صلى الله عليه وسلم.

      التنبيه الثاني: إذا أخبر النبي المتقدم عن النبي المتأخر، فلا يشترط في إخباره أن يخبر بالتفصيل التام بأنه يخرج من القبيلة الفلانية في السنة الفلانية في البلد الفلاني، وتكون صفته كيت وكيت، بل يكون هذا الإخبار في غالب الأوقات مجملاً عند العوام، وأما عند الخواص فقد يصير جلياً بواسطة القرائن، وقد يبقى خفياً عليهم أيضاً لا يعرفون مصداقه إلا بعد ادعاء النبي اللاحق أن النبي المتقدم أخبر عني وظهور صدق ادعائه بالمعجزات وعلامات النبوة، وبعد الادعاء وظهور صدقه يصير جلياً عندهم بلا ريب.

      ويدخل في هذا الإشارة إلى أن الكتاب المقدس كثير الاستعارات، تكثر فيه الرموز والإشارات خاصة فيما يتعلق بالمستقبل، يقول صاحب كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين": "وأما اصطلاح الكتاب المقدس فإنه ذو استعارات وافرة غامضة وخاصة العهد العتيق".

      ويقول أيضاً: " واصطلاح العهد الجديد أيضاً هو استعاري جداً، وخاصة مسامرات مخلصنا، وقد اشتهرت آراء كثيرة فاسدة لكون بعض معلمي النصارى شرحوها شرحاً حرفياً... ".

      وبإيضاح هذه النقطة يجب أن يكون واضحًا أن نصوص الكتب السابقة في حاجة إلى التعامل معها بشيء من الانفتاح الذهني الذي لا ينغلق على ظاهرية النص، بل إن نصوص الكتب السابقة وخاصة البشارات يجب دراستها في ضوء الأحداث التاريخية السابقة والمعاصرة، حتى تقع في موقعها الصحيح.

      التنبيه الثالث: من عادة أهل الكتاب سلفاً وخلفاً أنهم يترجمون غالباً الأسماء في تراجمهم ويوردون بدلها معانيها، وهذا خبط عظيم ومنشأ للفساد وأنهم يزيدون تارة شيئاً بطريق التفسير في الكلام الذي هو كلام اللّه في زعمهم، ولا يشيرون إلى الامتياز، وهذان الأمران بمنزلة الأمور العادية عندهم، ولكم ضاع بسبب هذا الصنيع من دلالات واضحات، منها نبوءة المسيح عن البارقليط، والذي تسميه التراجم الحديثة: المعزي، ومن الأمثلة قريبة العهد اختلاف الترجمة في النص الإنجليزي عن النص العربي، ففي المزامير (84 : 4-7) جاء تعبير "وادي البكاء"، وعند العودة إلى النص الإنجليزي وجدنها " valley of Baca " والاختلاف بين الأمرين أن النص الإنجليزي ليس المقصود منه وادي البكاء ولكن المقصود واد اسمه "بكة" أما كلمة "وادي البكاء" فهي من وضع مترجمي الإنجيل الذين ترجموه وفقًا لتفاسيرهم وتأويلاتهم، وسوف نناقش هذا النص بمزيد من التفصيل في هذه الرسالة.

      وقد أورد رحمة الله الهندي في كتابه "إظهار الحق" ثلاثة عشر مثالاً لهذا الصنيع من المترجمين قارن فيها بين طبعات مختلفة للكتاب المقدس، ليقف منها على أثر هذا الصنيع في ضياع دلالات النصوص، منها:

      أنه جاء في الطبعة العربية (1811م) " سمى إبراهيم اسم الموضع: مكان يرحم الله زائره " (انظر التكوين 22/14) فاسم المكان العبراني أبدله المترجم بمعناه، وفي طبعة (1844م) العربية قال: " دعا اسم ذلك الموضع:" الرب يرى"، وبذلك ضاع الاسم الصحيح، واختلفت المعاني، ومثله كثير....ثم يقول رحمة الله الهندي: "فهؤلاء المترجمون لو بدلوا في البشارات المحمدية لفظ رسول الله بلفظ آخر، فلا استبعاد منهم".

      ونقول زيادة على ذلك إن النية لدى النصارى في هذا العصر صارت واضحة على تغيير وتحريف كل ما يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إلى أمته، وإن عجزوا عن ذلك فإنهم يعمدون إلى تفسيرها بتفاسير لا يقبلها المنطق.

      لهذا فكلما كان الاعتماد على نصوص الكتب السابقة في النسخ القديمة وبلغاتها الأصلية كان أفضل، خاصة وأن علماء المسلمين أوردوا من الكتب السابقة ما فيها دلالة واضحة على التبشير برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الصدد نقل العلامة رحمة الله الهندي أيضاً عن حيدر القرشي صاحب كتاب "خلاصة سيف المسلمين" قوله: "إن القسيس أوسكان الأرمني ترجم كتاب إشعياء باللسان الأرمني في سنة ألف وستمائة وست وستين، وطبعت هذه الترجمة في سنة ألف وسبعمائة وثلاث وثلاثين في مطبعة أنتوني بورتولي، ويوجد في هذه الترجمة في الباب الثاني والأربعين هذه الفقرة: "سبحوا الله تسبيحاً جديداً، وأثر سلطنته على ظهره، واسمه أحمد" (إشعيا 42/10 – 11).

      تعليق

      • zouhir
        0- عضو حديث
        • 9 ينا, 2007
        • 7

        #4
        اللهم تقبل منا ومن كل من ينصرك وينصر نبيك

        تعليق

        • أبوصهيب
          0- عضو حديث
          • 19 ينا, 2007
          • 3

          #5
          جزاكم الله خيرا غلى هدا الكلام المبني على الحجج والأدلة.

          تعليق

          • ropert
            2- عضو مشارك
            • 26 فبر, 2007
            • 218

            #6
            تعرف انا كل يوم بتأكد ان الكلام الذى يقال فى سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى مظبوط
            انتم اتيتم بنبوات عن محمد فى التوراة وطبعا هذا غير صحيح
            فمحمد ذكر فى مكانين فقط فى الكتاب المقدس
            فى الاناجيل وفى رؤيا يوحنا اللاهوتى

            تعليق

            • الفيتوري
              مشرف النصرانية ومن لبنات التأسيس للمنتدى

              • 10 يون, 2006
              • 1422
              • مسلم

              #7
              طيب وين ذكر ؟؟

              تعليق

              • ropert
                2- عضو مشارك
                • 26 فبر, 2007
                • 218

                #8

                اخي العزيز :
                هل رأيت كيف تفسر آيات الانجيل و التوراه بشكل يخدم معتقداتك, ولكن ارجو لي بتعليق
                1) انت تقتبس من العهد القديم والجديد رغم عدم اعترافك بصحة كتابنا المقدس , فهل تقتبس مما تعتقد انه يؤيد رسالتك و الذي تعتقد انه لم يحرّف والباقي تم تحريفه ؟ اريد ان اعرف قناعتك قبل الاقتباس , فاذا انت مقتنع بآيه اوآيتين فكيف تأكد لك عدم تحريفها . هذا من ناحيه , ومن ناحيه اخرى تفسيرك للآيات و كأن اليهود والمسيحيين لم يعرفوا تفسيرها أو بالاحرى تركوا تفسيرها للمسلمين والا فلا تعترض على تفسيرنا للقران, بل ان من يفسره هو نخبه من رجال الدين والعلماء المسيحيين كما تفعلون بالضبط.
                اما بالنسبة لموضوع البارقليط
                2)" يثبت معكم الى الابد وهو الباراقليط"
                معناه كثير الحمد او احمد سمّها ما شئت فهذا المعنى وليس الاسم(للملاحظه فقط). هذا من ناحيه . من ناحيه اخرى : المسيح شمل جميع من يدّعون النبوّه بعده . فلماذا استثنيت محمد؟ بل ويثبت معكم الى الابد, فأين هو؟ ألم يمت؟ اأم مازال على قيد الحياه؟ أّمّا الهنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح فمازال على قيد الحياه بل هو واهب الحياه لانه قال ( انا هو الطريق والحق والحياه. ليس أحد يأتي الى الاب الا بي . لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رأيتموه) أيهما تختار؟

                تعليق

                • السائب
                  2- عضو مشارك
                  حارس من حراس العقيدة
                  • 22 أبر, 2007
                  • 156

                  #9
                  انت تقتبس من العهد القديم والجديد رغم عدم اعترافك بصحة كتابنا المقدس , فهل تقتبس مما تعتقد انه يؤيد رسالتك و الذي تعتقد انه لم يحرّف والباقي تم تحريفه ؟ اريد ان اعرف قناعتك قبل الاقتباس , فاذا انت مقتنع بآيه اوآيتين فكيف تأكد لك عدم تحريفها .
                  ببساطة : أنت تعلم أننا كمسلمين نؤمن بأن هناك بشارات على محمد صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل....وذلك هو منطوق القرآن الكريم كما قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }....ونعلم أيضا أن في التوراة والإنجيل حقّ وباطل.....

                  ثم نرى تصريح ذكر محمد - صلى الله عليه وسلم - في التوراة والإنجيل اللذين بين يديك....وما هو مغيب عنك.....

                  نؤمن بوجود ذكر رسول الله >>>نؤمن بوجود حقٍّ قليل باق حتى يومنا من التوراة والإنجيل>>> نجد ذكره فيما بين يدينا من كتب أهل الكتاب....إذا هذا من الحق الذي بقي في كتب أهل الكتاب...

                  أظن المعادلة بسيطة جدا...


                  ثم أريد منك أيها الزميل أن تكون دقيقا في كلامك....إذ أنني رأيت قولك :
                  والباقي تم تحريفه
                  لا أحد من المسلمين يقول أن كل ما عدا ذلك فهو محرّف....نحن نقول : معظم....وبين العبارتين فرق

                  تعليق

                  • محب المصطفى
                    مشرف عام

                    • 7 يول, 2006
                    • 17075
                    • مسلم

                    #10
                    بل ان من يفسره هو نخبه من رجال الدين والعلماء المسيحيين كما تفعلون بالضبط.
                    لو كان الموضوع علمي ولا تعارض فيه بين الفكرين لوافقتك واخذت بكلام علمائك ولكن لابد ان تلاحظ شيئين :
                    1- انه لابد من وجود الحق وعليه فلابد ان الحق مع احد الطرفين حصرا وليس كلاهما لأننا نتحدث عن دين الله .
                    2- علمائك انفسهم لم يجتمعوا على شئ الا خارج النص الكتابي من تثليث وغيره لدرجة ان بلغ بهم الفشل في تفسير النصوص ان جعلوا النصوص المفهومة والتى تخالف فكرهم وتنقضه رموزا لأشياء اخرى تخيلوها وكأن الانسان العادي القارئ للكتاب والعالم باللغة ومعانيها والظروف آن ذاك لن يتحقق له الدخول في دين الله الا عن طريق الكنيسة وعلمائها حصرا لأنهم هم الوحيدون المعنيون بالرموز وهذا خطأ شنيع وفاحش في اى كتاب مقدس , ناهيك عن ان هذه المعاني تختلف باختلاف المفسر .

                    ثم اننا كمسلمين لم نقحم فكرنا ونلوي اعناق الكلمات قسرا لأن ديننا من البداية يقرر وجود تحريف بكتابكم , وانما فقط اوضحنا وبيننا دلالات كلمات ونصوص لم تفهموها انتم وهمشتموها ولويتم اعناقها بحثا عن ضلالات خاطئة ظننتموها فيه والكتاب ونصه براء منها ونسبتوها له .

                    وما فهمناها ولا كنا لنستطيع ان نفهمها لولا نظرتنا الحيادية بأن كتابكم مازال به بعض الحق يشهد على صحة مصدره الحقيقي من انجيل وتوراة نزلا على عباد الله ورسله , وتصدح بالحق رغم قول المغرضين .


                    بل ويثبت معكم الى الابد, فأين هو؟ ألم يمت؟ اأم مازال على قيد الحياه؟
                    بل باقي معنا بدعوته وتشريع الله الى يوم القيامة يا روبرت لأنه الرسول الخاتم , لم اظنك لم تلاحظ ذلك يا عزيزي .
                    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                    ،،،
                    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                    أحمد .. مسلم

                    تعليق

                    • سيف الكلمة
                      إدارة المنتدى

                      • 13 يون, 2006
                      • 6036
                      • مسلم

                      #11
                      اما بالنسبة لموضوع البارقليط
                      2)" يثبت معكم الى الابد وهو الباراقليط"
                      معناه كثير الحمد او احمد سمّها ما شئت فهذا المعنى وليس الاسم(للملاحظه فقط). هذا من ناحيه . من ناحيه اخرى : المسيح شمل جميع من يدّعون النبوّه بعده . فلماذا استثنيت محمد؟ بل ويثبت معكم الى الابد, فأين هو؟ ألم يمت؟ اأم مازال على قيد الحياه؟ أّمّا الهنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح فمازال على قيد الحياه بل هو واهب الحياه لانه قال ( انا هو الطريق والحق والحياه. ليس أحد يأتي الى الاب الا بي . لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رأيتموه) أيهما تختار؟
                      الزميل الفاضل روبرت
                      تحيتى لك

                      كثيرا ما تحدث الكتاب المقدس عن الملك أو النبى وهو يقصد أمة هذا النبى أو مملكة هذا الملك
                      وموت محمد مع بقاء أمته وبقاء القرآن والسنة لا يفهم بحرفية تعبيرك
                      هو محمد وهو أحمد الذى بشر به النص وهو كثير الحمد إسما وسلوكا
                      وكتاب الله يبدأ بسورة الحمد وهى الفاتحة التى أولها
                      الحمد لله رب العالمين2 سورة الحمد
                      وهو الفارس الذى جمع تحت لواءه تيجان الأمم الكثيرة التى تحولت من الكفر للإسلام وهو الذى يخرج من فمه القرآن والسنة السيف ذو الحدين القرآن والسنة يحق الحق ويزهق الباطل
                      184598 - إني أوتيت القرآن ومثله معه
                      فالسنة وحى مثل القرآن وهى أحد حدى السيف
                      والفم لا يخرج منه السيوف وإنما هى كلمات الله التى أيد بها الله عبده كثير الحمد أحمد
                      الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 8/278
                      المسيح بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام حيا بروحه وجسده بسبب رفعه حيا لأن له مهمة قادمة فى نهاية الأيام وليس لأن له دولة
                      فالنصارى الأوائل تعرضوا لاضطعاد عظيم ولم تقم لأمتهم دولة
                      الأمة الحالية ليست أمة المسيح ولكنها أمة بولس الذى أضلها بعبادة المسيح
                      وأحب أن أسألك
                      لماذا عبد الأنبياء الله مباشرة هم وأممهم قبل المسيح دون عبادة المسيح منهم ابراهيم وإسحق ويعقوب و أنبياء الأسباط
                      عبادة المسيح تراها نشازا فى منظومة عبادة الله
                      ألا يحق لله أن يترك الأمة التى حاول قسم منها قتل المسيح بعد قتل يوحنا والقسم الآخر اتبع بولس وعبد عيسى نبى الله ألا يحق للخالق أن يرفضكم لخلطكم بينه وبين نبى كريم من أنبيائه وينزع عنكم ملكوت الله وهو النبوة ويعطيه لأمة تعمل أثماره ويعبدون الله وحده كما كان يعبده أسلافكم من بنى إسرائيل والأمم الأخرى التى عبدت الله وحده من قبل

                      أمرنا الله بترك طرق الأمم الملتوية وبعبادة الله وحده مباشرة دون وسطاء
                      إهدنا الصراط المستقيم 6سورة الحمد
                      أنتم عدتم إلى الطرق الملتوية فى عبادة الله بأفكار التجسد والحلول التى سبقتكم أليها أمم الكفر فى الهند وغيرها مما اقتبسه بولس وأضافه إلى دينكم
                      فإن كنت تحب الله حقا فاطلب منه أن ينير لك الطريق
                      فأنت تعبد المسيح وتظن أنه الله
                      ولذلك أرسل الله محمدا لأمة عملث أثمارها بعبادة الله وحده كما عبده موسى وغيسى والأسباط ومن قبلهم نوح وإبراهيم وغيرهم من عباد الله الصالحين

                      نحن نقترب من نهاية الأزمنة
                      وما كان الله يترك أخبابه من عباده يعبدونه على الباطل عبر آلاف السنين
                      عبادة المسيح هى النشاز فى تاريخ أديان التوحيد وهى الإرتداد الكبير الذى أخبركم به كتابكم
                      كتابكم ليس كله محرف وفيه حق وأدخل الكافرون عليه بعض ما لم يكن به من قبل مثل عبادة المسيح

                      ولذلك أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم من أمة أخرى عملت أثماره وعبدت الله وحده كما عبده إبونا إبراهيم إبو الأنبياء ونوح والنبيين
                      والحمد لله على نعمة الإسلام
                      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                      وينصر الله من ينصره

                      تعليق

                      • ropert
                        2- عضو مشارك
                        • 26 فبر, 2007
                        • 218

                        #12
                        الروح القدس تعنى المعزى باليونانية وليس الحمد كما تقولون رضيتم بهذا ام ابيتم
                        ودليل كلامى ان الروح القدس منبثق من عند الله فهل محمد منبثق من عند الله طبعا استحالة لان الانبثاق شيىء والنبوة شيىء اخر
                        والسيد المسيح قال عمدوهم بسم الاب والابن والروح القدس
                        اذا البارقليط المنبثق من الاب هو الروح القدس وليس محمد مش معقول تفصلوا الكلام على رسول المسلمين لمجرد اثبات كلامكم
                        لماذا تطلبوا من الله مباشرة ان يعلن لكم عن ذاته طالما مش قادرين ان تفهموا الثالوث اطلبوا منه
                        وصدقونى سوف يعلمكم بذاته طالما تطلبوه من كل قلوبكم

                        هو قال اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم قبل ما يفوت الاوان ولا يكون لكم عزر

                        فهو فاتح احضانه لكم ولكنكم تأبون ان تتعرفوا عليه انتم احرار

                        تعليق

                        • ندين الفيتوري
                          0- عضو حديث
                          • 29 أبر, 2007
                          • 20

                          #13
                          وطبعا هذا على اساس ان يسوع معكم الى الأبد
                          اذا يسوع سوف يأتي ويوم يأتي سوف تكون الدينونه يعني خلاص انتهى
                          يعني اللازم الليجي بعده يجي قبل القيامه
                          وطبعا هو محمد صلى الله عليه وسلم

                          تعليق

                          • ropert
                            2- عضو مشارك
                            • 26 فبر, 2007
                            • 218

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ندين الفيتوري
                            وطبعا هذا على اساس ان يسوع معكم الى الأبد
                            اذا يسوع سوف يأتي ويوم يأتي سوف تكون الدينونه يعني خلاص انتهى
                            يعني اللازم الليجي بعده يجي قبل القيامه
                            وطبعا هو محمد صلى الله عليه وسلم
                            هذا كلام خطأ فلم تكن البشرية محتاجة لنبى بعد السيد المسيح لان بمجيىء السيد المسيح تمت النبوات وخلصت البشرية بدم المسيح كفارة لخطايانا

                            لذلك قال سيأتى بعدى انبياء كذبة فلو كان رسول المسلمين من عند الله كان السيد المسيح قال ذلك

                            تعليق

                            • الفيتوري
                              مشرف النصرانية ومن لبنات التأسيس للمنتدى

                              • 10 يون, 2006
                              • 1422
                              • مسلم

                              #15
                              رجاء افهم ما تقصد

                              لذلك قال سيأتى بعدى انبياء كذبة فلو كان رسول المسلمين من عند الله كان السيد المسيح قال ذلك
                              البارقليط هو من تنبأ عنه المسيح عليه السلام
                              وهي تقصد ان السيد المسيح ليس المقصود بالبارقليط لأنه عندما يأتي المسيح سوف يأتي بالقيامه حسب فهمكم .
                              والنبؤة لا تتحدث عن شخص يأتي بالقيامه .

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 5 نوف, 2024, 03:54 م
                              ردود 0
                              154 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد الشامي1
                              بواسطة أحمد الشامي1
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 30 أكت, 2024, 08:43 م
                              ردود 0
                              37 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد الشامي1
                              بواسطة أحمد الشامي1
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 14 أكت, 2024, 04:41 ص
                              ردود 0
                              292 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد الشامي1
                              بواسطة أحمد الشامي1
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 سبت, 2024, 09:29 م
                              ردود 0
                              135 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد الشامي1
                              بواسطة أحمد الشامي1
                              ابتدأ بواسطة الشهاب_الثاقب, 13 أغس, 2024, 06:03 ص
                              ردود 3
                              152 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة الشهاب_الثاقب
                              يعمل...