معاذ عليان يكتب : رسالة إلى الدكتور نبيل العربي ... وهل الإنجيل غير قابل للتعديل ؟
نقلت الصحف والجرائد على لسان الدكتور نبيل العربي " وزير خارجية مصر سابقاً " ورئيس جامعة الدول العربية حالياً تعليقاً على معاهدات السلام بيننا وبين الصهاينة , وأشار إلى كونها قابلة للتعديل وأنها ليست وحياً معصوماً !
وهذا لا خلاف بيننا وبينه فيما قاله ولكنه أعطى مثالاً غير صحيحاً وهو قوله (إن جميع المعاهدات قابلة للتعديل لأنها ليست قرآنا أو إنجيلا.)
وهنا نتوقف في قوله ( ليست قرآنا أو إنجيلا ) فالقرآن قد حفظه الله تعالى وهذا واضح وضوح الشمس في قوله تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر 9 , ولكن هل الإنجيل غير قابل للتعديل ؟
هل الإنجيل لا يقبل التجديد ؟ هل الإنجيل لا يقبل الإضافة ؟ وهل لا يقبل الحذف منه ؟
هذا الكلام حقيقة راسخة يعلمها كل دارس للإنجيل الذي بين أيدينا , ومنهم المدافعين عن هذا الكتاب ولكننا يجب أولاً أن نعرف اننا لا نؤمن بما بين أيدي النصارى الآن لأننا نؤمن ان الله عز وجل قد ذكر الإنجيل مقترن بالمسيح صلى الله عليه وسلم أي ان المسيح كان معاه كتاب يسمى الإنجيل وقد أنزله الله على المسيح وبه بشارات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم !
وهذا لا يعتقد به النصارى الآن على الإطلاق فهم مؤمنون بان الأناجيل كُتبت من أشخاص مجهولون وقد تحدثت عن هذا الأمر في كتاب " نظرة موضوعية في الكتب المسيحية " وبعضهم نسب هذه الأناجيل إلى أشخاص معينين " متى , مرقس , لوقا , يوحنا " ومتى ويوحنا تلميذين للمسيح أما مرقس ولوقا لم يرو المسيح قط .
وهنا تظهر المشكلة الحقيقية في صلب مسألة الإيمان بالإنجيل في الإسلام والمسيحية
• فالمسلم يؤمن بإنجيل نزل على المسيح صلى الله عليه وسلم وفيه بشارات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
• والمسيحي يؤمن بإنجيل كتبه أشخاص ليس من بينهم المسيح ولا يوجد فيه بشارات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى أشخاص آخرين قد كتبوا في هذا الكتاب " وهم يسموه الآن الإنجيل " مثل " بولس , بطرس , يهوذا ( اخو الرب ! ) , يعقوب , يوحنا الشيخ "
فالنتيجة الطبيعية ان إيمان المسلم يختلف اختلاف جذرياً مع الإيمان المسيحي ! وإن كان بعض الحق نقله هؤلاء الكتبة فيما كتبوا ولكن الأصل أن هذه الكتابات كتابات بشرية .
نعود ونقول أننا كدارسين للكتاب الذي يؤمن به النصارى الآن وقد درسناه من مصادر أصحاب الكتاب أي النصارى نعرض بعض الحقائق حتى لا يدعي أحد أننا نتهم الإنجيل الذي يؤمنون به زوراً بل ننقل ما يقوله علماء النصارى ان الكتاب يتم تعديله والإضافة عليه والحذف منه والتغير فيه! وان الكتاب المقدس ليس كما قال الدكتور نبيل العربي انه معصوم مثلا ... ونأخذ على سبيل المثال :
• ترجمة الآباء اليسوعين صفحة 268 : ( أما رواية المرأة الزانية ( 7 / 53 إلى 8 / 11 ) فهناك إجماع على انها من مرجع مجهول فأدخلت في زمن لاحق ... )
• دائرة المعارف الكتابية الجزء الثالث صفحة 295 : ( وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي كما حدث في إضافة عبارة ( والذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس ) رسالة يوحنا الأولى 5 / 7 حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر ...)
بالإضافة إلى العديد من الترجمات المختلفة اختلافات عقائدية فمثلا
رسالة بولس إلى أهل كولوسي 1/ 15 :
• حسب ترجمة الفانديك : ( الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة )
أي ان يسوع بكر الخليقة وبكر تعني أول الخليقة وبالتالي يسوع من الخليقة فيكون من المخلوقات .
• حسب ترجمة بور سعيد" 2006 ": (الذي هو صورة الله غير المنظور المولود قبل كل خليقة)
تم تغيرها من أول الخليقة إلى المولود قبل كل خليقة وبالتالي " حسب علماء النصارى خرج عن نطاق المخلوقات إذن ليس مخلوق !
رسالة تيموثاوس الأولى 3 / 16 :
• ترجمة الفانديك : (وبالاجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم أومن به في العالم رفع في المجد )
حسب النص وتفسير علماء النصارى بان النص يقول الله ظهر في الجسد وهذا اثبات للتجسد الذي يؤمن به النصارى ! ولكن للنظر إلى الترجمات الآخرى سنرى التحريف الصريح
• العربية المشتركة : (ولا خلاف أن سر التقوى عظيم-- الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح، شاهدته الملائكة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم ورفعه الله في المجد--.)
• الأخبارة السارة : ( ولا خلاف أن سر التقوى عظيم -- الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح، شاهدته الملائكة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم ورفعه الله في المجد--. )
• البوليسية : (وإنه لعظيم، ولا مراء، سر التقوى، الذي تجلى في الجسد، وشهد له الروح، وشاهدته الملائكة، وبشر به في الأمم، وآمن به العالم وارتفع في مجد...)
• الدومنيكان : ( ويقيناً عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح وترآءي للملائكة وأنذرت به الأمام
• وآمن به العالم ورُفع بالمجد
• الكاثوليكية : (ولا خلاف أن سر التقوى عظيم:-- قد أظهر في الجسد وأعلن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبشر به عند الوثنيين وأومن به في العالم ورفع في المجد --.)
• اليسوعية : ( ولا خلاف أن سر التقوى عظيم: -- قد أظهر في الجسد وأعلن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبشر به عند الوثنيين وأومن به في العالم ورفع في المجد --. )
وبهذه الصورة يكون " ولا خلاف ان سر التقوى عظيم الذي ظهر في الجسد " فيكون سر التقوى هو الذي ظهر في الجسد وليس الله كما ذكرت ترجمة الفانديك ! أهذا ليس تعديل ؟!
الأمثلة كثيرة جداً على التعديل والتحريف ويكفينا ان القرآن أشار إلى إنجيل غير موجود الآن أصلاً فنتمني من الدكتور نبيل العربي الرجوع عن هذه الكلمة , فهذه الكلمات تنتشر بين العوام بدون فهم ووعي , ولذلك كتبنا هذا المقال والله من وراء القصد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى جميع الرسل والأنبياء وعلى آل محمد وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
http://elmokhalestv.com/index/details/id/7109
وهذا لا خلاف بيننا وبينه فيما قاله ولكنه أعطى مثالاً غير صحيحاً وهو قوله (إن جميع المعاهدات قابلة للتعديل لأنها ليست قرآنا أو إنجيلا.)
وهنا نتوقف في قوله ( ليست قرآنا أو إنجيلا ) فالقرآن قد حفظه الله تعالى وهذا واضح وضوح الشمس في قوله تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر 9 , ولكن هل الإنجيل غير قابل للتعديل ؟
هل الإنجيل لا يقبل التجديد ؟ هل الإنجيل لا يقبل الإضافة ؟ وهل لا يقبل الحذف منه ؟
هذا الكلام حقيقة راسخة يعلمها كل دارس للإنجيل الذي بين أيدينا , ومنهم المدافعين عن هذا الكتاب ولكننا يجب أولاً أن نعرف اننا لا نؤمن بما بين أيدي النصارى الآن لأننا نؤمن ان الله عز وجل قد ذكر الإنجيل مقترن بالمسيح صلى الله عليه وسلم أي ان المسيح كان معاه كتاب يسمى الإنجيل وقد أنزله الله على المسيح وبه بشارات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم !
وهذا لا يعتقد به النصارى الآن على الإطلاق فهم مؤمنون بان الأناجيل كُتبت من أشخاص مجهولون وقد تحدثت عن هذا الأمر في كتاب " نظرة موضوعية في الكتب المسيحية " وبعضهم نسب هذه الأناجيل إلى أشخاص معينين " متى , مرقس , لوقا , يوحنا " ومتى ويوحنا تلميذين للمسيح أما مرقس ولوقا لم يرو المسيح قط .
وهنا تظهر المشكلة الحقيقية في صلب مسألة الإيمان بالإنجيل في الإسلام والمسيحية
• فالمسلم يؤمن بإنجيل نزل على المسيح صلى الله عليه وسلم وفيه بشارات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
• والمسيحي يؤمن بإنجيل كتبه أشخاص ليس من بينهم المسيح ولا يوجد فيه بشارات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى أشخاص آخرين قد كتبوا في هذا الكتاب " وهم يسموه الآن الإنجيل " مثل " بولس , بطرس , يهوذا ( اخو الرب ! ) , يعقوب , يوحنا الشيخ "
فالنتيجة الطبيعية ان إيمان المسلم يختلف اختلاف جذرياً مع الإيمان المسيحي ! وإن كان بعض الحق نقله هؤلاء الكتبة فيما كتبوا ولكن الأصل أن هذه الكتابات كتابات بشرية .
نعود ونقول أننا كدارسين للكتاب الذي يؤمن به النصارى الآن وقد درسناه من مصادر أصحاب الكتاب أي النصارى نعرض بعض الحقائق حتى لا يدعي أحد أننا نتهم الإنجيل الذي يؤمنون به زوراً بل ننقل ما يقوله علماء النصارى ان الكتاب يتم تعديله والإضافة عليه والحذف منه والتغير فيه! وان الكتاب المقدس ليس كما قال الدكتور نبيل العربي انه معصوم مثلا ... ونأخذ على سبيل المثال :
• ترجمة الآباء اليسوعين صفحة 268 : ( أما رواية المرأة الزانية ( 7 / 53 إلى 8 / 11 ) فهناك إجماع على انها من مرجع مجهول فأدخلت في زمن لاحق ... )
• دائرة المعارف الكتابية الجزء الثالث صفحة 295 : ( وقد حدثت أحياناً بعض الإضافات لتدعيم فكر لاهوتي كما حدث في إضافة عبارة ( والذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس ) رسالة يوحنا الأولى 5 / 7 حيث أن هذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة يونانية ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر ...)
بالإضافة إلى العديد من الترجمات المختلفة اختلافات عقائدية فمثلا
رسالة بولس إلى أهل كولوسي 1/ 15 :
• حسب ترجمة الفانديك : ( الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة )
أي ان يسوع بكر الخليقة وبكر تعني أول الخليقة وبالتالي يسوع من الخليقة فيكون من المخلوقات .
• حسب ترجمة بور سعيد" 2006 ": (الذي هو صورة الله غير المنظور المولود قبل كل خليقة)
تم تغيرها من أول الخليقة إلى المولود قبل كل خليقة وبالتالي " حسب علماء النصارى خرج عن نطاق المخلوقات إذن ليس مخلوق !
رسالة تيموثاوس الأولى 3 / 16 :
• ترجمة الفانديك : (وبالاجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم أومن به في العالم رفع في المجد )
حسب النص وتفسير علماء النصارى بان النص يقول الله ظهر في الجسد وهذا اثبات للتجسد الذي يؤمن به النصارى ! ولكن للنظر إلى الترجمات الآخرى سنرى التحريف الصريح
• العربية المشتركة : (ولا خلاف أن سر التقوى عظيم-- الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح، شاهدته الملائكة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم ورفعه الله في المجد--.)
• الأخبارة السارة : ( ولا خلاف أن سر التقوى عظيم -- الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح، شاهدته الملائكة، كان بشارة للأمم، آمن به العالم ورفعه الله في المجد--. )
• البوليسية : (وإنه لعظيم، ولا مراء، سر التقوى، الذي تجلى في الجسد، وشهد له الروح، وشاهدته الملائكة، وبشر به في الأمم، وآمن به العالم وارتفع في مجد...)
• الدومنيكان : ( ويقيناً عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد وتبرر في الروح وترآءي للملائكة وأنذرت به الأمام
• وآمن به العالم ورُفع بالمجد
• الكاثوليكية : (ولا خلاف أن سر التقوى عظيم:-- قد أظهر في الجسد وأعلن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبشر به عند الوثنيين وأومن به في العالم ورفع في المجد --.)
• اليسوعية : ( ولا خلاف أن سر التقوى عظيم: -- قد أظهر في الجسد وأعلن بارا في الروح وتراءى للملائكة وبشر به عند الوثنيين وأومن به في العالم ورفع في المجد --. )
وبهذه الصورة يكون " ولا خلاف ان سر التقوى عظيم الذي ظهر في الجسد " فيكون سر التقوى هو الذي ظهر في الجسد وليس الله كما ذكرت ترجمة الفانديك ! أهذا ليس تعديل ؟!
الأمثلة كثيرة جداً على التعديل والتحريف ويكفينا ان القرآن أشار إلى إنجيل غير موجود الآن أصلاً فنتمني من الدكتور نبيل العربي الرجوع عن هذه الكلمة , فهذه الكلمات تنتشر بين العوام بدون فهم ووعي , ولذلك كتبنا هذا المقال والله من وراء القصد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى جميع الرسل والأنبياء وعلى آل محمد وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
http://elmokhalestv.com/index/details/id/7109
تعليق