بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ..
فرمضان بالفعل يجري بأسرع مما كنا نتصور ، وعلينا أن نبادر قبل أن يطوي الصحيفة ، وليت شعري من منّا المقبول فنهنئه ، ومن منّا المحروم فنعزيه ، لا والله لقد تعاهدنا على بذل الغالي والنفيس ، وعمل أقصى الممكن ، ولن نرضى بأن تفوتنا الفرصة " وكان عهد الله مسئولا " ، وإن شاء الله سنكون ممن مدحهم الباري فقال " صدقوا ما عاهدوا الله عليه " .
أحبتي ..
أصدق وصف لنا الآن " ملازم أول " ليس على معنى الرتب الشرطية المعروفة ، ولكن اقصد " ملازم للباب " وأنا " أول المؤمنين " ، الآن الزم الباب بالتضرع والتباكي حتى البكاء ، الزم الباب بالابتهال والدعاء ، الزم عتبة الباب ، وأنت على يقين أنها ستفتح أليس هو " الفتاح العليم " ن وأنت على يقين بأنه " الأعلى " وأنه " الأكرم " ففضله أعظم مما نتصور ، وظننا أنه سيتكرم علينا بالعتق والمغفرة والرضوان في عامنا هذا ، حتى وإن قصرنا فنحن نقدم عليك يا رب بتقصيرنا وتفريطنا وقد نكسنا رؤوسنا خجلا وحياء ، وهذه بضاعتنا المزجاة بين يديك ، وقرباننا حياؤنا منك ، وندمنا على ما فعلنا ، وليس لنا سواك ، وأنت " تجير ولا يجار عليك " وأنت " البر الوهاب " تعطي عبادك دون استحقاق ، ورحمتك وسعت كل شيء ونحن شيء فلتسعنا رحمتك يا أرحم الراحمين يا أهل التقوى وأهل المغفرة .
أحبتي ..
تحسسوا قلوبكم واستعينوا بالله ولا تتعجلوا ثمرة الخشوع ، فإن شاء الله نبلغها .
اعكف بقلبك على طاعة ربك ولا تلتفت عن ذلك .
أدمن الذكر لإحياء قلبك .
عش معنى الافتقار والانكسار فهو أسرع وسيلة للدخول على الله .
أحبتي ...
استعدوا فالليلة القادمة ليلة وترية ، وهن خمس ليالٍ ، فاستفرغ جهدك ووسعك فيها ، واجمع قلبك ، وعلى الله القبول .
حاولوا أن تختموا من الفجر للفجر ختمة كاملة ، وهكذا مع كل ليلة وترية .
السباق على أشده ، هنا في الحرم من ربما يصل لخمسة عشر ختمة فمن ينافس ؟؟؟
وهناك من سيختم كل يوم في العشر كما كان قتادة .
ومن سينافس في طول القيام ؟؟ هناك من يصلي بنصف القرآن في الصلاة ، وهناك من لا يدع لحظة من العشاء للفجر دون صلاة فمن ينافس ؟؟
ومن سيكتب في هذه الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ؟؟
ومن سيأتي لربه بقلب مخبت منيب ؟؟
لا تنسوا شعاراتنا :
محتاجلك " واقف ببابك "
لأرين الله ما أصنع
لن يسبقني إلى الله أحد
إذ جاء ربه بقلب سليم
الله أعتق رقابنا ، وتقبل توبتنا ، واغسل قلوبنا من الران والذنوب ، وبشرنا برضوانك وغفرانك يا أعظم من سئل ، ويا أكرم من أعطى
وكتبه
الشيخ /هاني حلمي
تعليق