اسخروا من شنودة مرة
بقلم / محمود القاعود
بين الحين والآخر يطل علينا أحد السفهاء الجبناء ، من خلال وسائل الإعلام ليطعن في الشريعة الإسلامية أو يسخر من رسول الله أو يزدري الأحاديث النبوية أو يتهكم علي المحجبات والمنتقبات والملتحين ، وإن اعترض أحد علي هذا الإسفاف وتلك الدعارة ببلاغ أو مقال .. قامت الدنيا ولم تقعد .. وخرجت خفافيش الكنيسة من جحورها لتتحدث عن حرية الإبداع والتنوير والليبرالية والحداثة .. وكُتبت المقالات الطويلة العريضة التي ترفض المؤامرة الصحراوية الوهابـية البدوية الإمبريالية الممولة من دول عربية مجاورة .. وخرج أعضاء حزب الكاتدرائية بيتنا في برامج التوك شو للحديث عن ” طلبنة ” و ” أفغنة ” المجتمع المصري ، وأسلمة الدولة !
ما يفعله هؤلاء الرقعاء الذين يحيون علي أجهزة التنفس الساويرسية ، لا يمت بأية صلة للحرية أو الإبداع أو الاستنارة .. إنما هو دعارة وشذوذ ، وإعلان حرب علي الله ورسوله والإسلام والمسلمين ..
ما معني أن يصف أحدهم الله تعالي وحاشاه بأنه – فنان فاشل ؟
ما معني أن يسخر أحدهم من الله تعالي ويقول أنه ” شرطي مرور ” و ” يقوم بتزغيط البط ” و ” يكتب سورة البقرة ” ؟
ما معني أن يدعى أحدهم أن السيدة خديجة بنت خويلد سقت والدها خمرا حتي تتزوج من الرسول ؟
ما معني سب السيدة عائشة رضي الله عنها والقول بأنها – وحاشاها – من أسوأ عشر شخصيات في تاريخ الإسلام ؟
ما معني سب الصحابي عمرو بن العاص والطعن في نسبه وقذف أمه والقول أنه ” حقير ” و ” إرهابي ” ؟
ما معني صدور كتاب بعنوان ” الحب والجنس في حياة النبي ” ؟
ما معني صدرو رواية بعنوان ” محاكمة النبي محمد ” بها فصول حقيرة من عينة ” الأسرار الحمراء لعلاقة محمد بالنساء ” ؟
ما معني سب سيدنا عثمان بن عفان و ” أبو هريرة ” و حسان بن ثابت وقذف البخاري ومسلم ؟
ما معني أن تصدر جريدة ملحقا للحديث أن غلمان الجنة لممارسة اللواط ؟
ما معني تصوير المسلم الملتحي في الأفلام السينمائية أنه إرهابي يرتدي جلبابا فوق الركبة ويتتبع عورات النساء ويذهب للكباريهات ؟
ما معني أن يقوم سفيه في جريدة حكومية كبري بازدراء الملتحين والمنتقبات ، والادعاء بعد ذلك أن ما يفعله ” إبداع ” ورد علي لسان شخص يُدعي ” كمبورة ” ؟
ما معني أن تقوم مذيعة رقيعة متهتكة بالسخرية من ضيفها الشيخ ومخاطبته بلغة سوقية فجّة ؟؟
ما معني …. وما معني …. وما معني … ؟؟؟؟
أين الإبداع في هذه الحرب الإجرامية القذرة التي يعلنها صبيان وجواري ساويرس ضد الإسلام ؟؟
ولماذا لا يظهر إبداعهم المزعوم ولو مرة واحدة تجاه شنودة الثالث ؟؟ وهل يجرؤ خنزير منهم أن يصف شنودة بأنه شرطي مرور يزغط البط أو أنه فنان فاشل أو أنه حقير وإرهابي أو يتحدث عن الأسرار الحمراء لعلاقة شنودة بالرجال والغلمان ؟؟
لماذا لا يسخر السخيف السمج أحمد رجب من الراهبات وملابسهن ويكتب علي لسان ” كمبورة “في أخبار اليوم ما يسيئ إليهن مثلما سخر من المنتقبات ؟؟
لماذا لا يكتب وحيد حامد عميل المباحث وأمن الدولة ، سيناريو يسخر فيه من القساوسة ويظهرهم في صورة المصابين بالشبق الجنسي وانفصام الشخصية ؟؟
لماذا لا يظهر الإبداع ناحية الأناجيل وكتب آباء الكنيسة المرقصية ؟؟
لماذا لا تقوم مذيعة باستضافة أحد القساوسة ، وإرهابه وتخويفه والحديث معه بقلة ذوق وقلة أدب مثلما يحدث مع الشيوخ ؟؟
لماذا يتجاهل الإبداع الكنيسة وكل ما يمت لها بصلة .. هل البطولة هي في سب وازدراء الإسلام والانبطاح أمام شنودة ؟؟
يوم أن قام الكاتب عبدالناصر سلامة في ديسمبر 2010م بانتقاد شنودة في الأهرام ، والتلميح إلي أنه سبب الفتنة الطائفية في مصر .. قام الموقع الإليكتروني للأهرام بحذف المقال ومنع سلامة من الكتابة لمدة شهر ، وكتب أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام المخلوع مقالا يلعق فيه حذاء شنودة ، ويدعي أنه – شنودة – لا يخضع للتقيم أو التاريخ والجغرافيا ! وتقدم العديد من المحامين النصاري ببلاغات للنائب العام ضد الأهرام وضد الكاتب ..
كل هذا من أجل مقال لم يقل فيه الكاتب سوي جزء يسير من الحقيقة ، ولم يسب فيه الأناجيل أو يسوع أو يسخر من أسرار الكنيسة السبعة .. ووقتها لم يتحدث أى خنزير ديوث من الذين يدعون أنهم أنصار الليبرالية وحرية الفكر والإبداع .. ولم تستضف برامج التوك شو الكاتب ولم تقم ” مذيعات الليل ” بعمل مندبة كبرى وحفلة تطبير عظمي من أجل الاعتداء الصارخ علي حرية الرأي والتعبير .. ذلك أن عبدالناصر سلامة لم يسب الله تعالي .. بل تجاوز وهرطق في حق ” صاحب القداسة جلالة الأنبا شنودة الثالث ” الوثن الذي يعبده أدعياء الليبرالية والعلمانية من دون الله ..
صارت معادلة أدعياء الليبرالية والعلمانية هي .. سب الله ورسوله والقرآن الكريم والإسلام ، حرية إبداع وفكر واستنارة وحداثة .. أما انتقاد شنودة أو أي قس فهو كفر صريح وهرطقة وزندقة وازدراء للآخر وتهميش للأشقاء الأقباط ودولة دينية واضطهاد وعودة 1400 سنة إلي الوراء !
إن ازدواجية أدعياء الليبرالية والعلمانية تدل بما لا يدع مجلا للشك علي شذوذ نفوسهم وسلوكهم وأنهم علي استعداد لقبول فعل الفاحشة في أهل بيتهم ، وأنهم لا دين لهم ولا يعلنون عن تنصرهم حتى لا يُفتضح أمرهم .. فالخطة المرسومة لهم هي ألا يعلنوا عن نصرانيتهم وأن يستمروا في ادعاء أنهم ” مستنيرون ” و ” ليبراليون ” وأنهم ” مسلمون معتدلون ” حتي لا ينفر منهم القارئ ، بل ليجدوا بعض السذّج الذين يدعون لهم بالهداية كونهم يعتقدون أنهم يدينون بالإسلام ..
إن المطلوب الآن من أدعياء العلمانية والليبرالية الذين يسمون البذاءة وقلة الأدب والردح والكفر ، طالما كانت ضد الإسلام ” حرية إبداع وتنوير ” أن يمارسوا حرية الإبداع والتنوير مرة واحدة فقط مع شنودة .. ليسخروا منه في رواية أو قصيدة أو مسلسل أو فيلم .. ولن يفعلوا .
::: منقول من (فرسان الحق) :::
تعليق