خاتمة
أخى الحبيب / مسلم
أعتقد هذا آخر ما عندى فى هذا الموضوع ولما راجعت ما كتبته وجدت أنى أيضا عرضت لمسألة التعارض والتناقض فيه فى أكثر من موضع - تلميحا وتصريحا - ولكن يبقى لى كلمتان أهمس بهما لك
لم يحدث - وأكرر لم يحدث فى شرع الله تبارك وتعالى أن وجه إلينا أمرا - أى تكليف - يتعارض مع بدهيات العقل الصريح .. وذلك من حكمته سبحانه ورفقه بالنفس الإنسانية التى أحيطت بالشهوات والوساوس فى كل حين .. ومن رحمته سبحانه فى أنه قضى بألا يُكلف نفسا إلا وسعها .. فتلك قضية لم تُوجد أخى .. وإنما كان غاية كلامنا فى الفرض الجدلى والمقصود منه إنما هو فهم حقيقة اليقين الواجب ترسخه فى القلب - انظر جيدا "فى القلب وليس العقل" - هذا اليقين الذى يجعل لا شئ فى الكون كله مقدما على الله تبارك وتعالى ولا حتى ندا له .. لا عقله ولا نفسه ولا حواسه ولا أناسه .. نعم عقلك هو القاضى فى كل أمر وإليه تخضع كل تصرفاتك ولكن .... يجب أن يتعلم عقلك أن يخضع لبارئه وأن يسمع له ويطيع .. ويأخذ منه ويصدق .. يجب أن تدرب عقلك على هذا القبول المطلق لحقيقة أن الله تعالى أعلم منه وأحكم منه وأجل منه وأعظم منه وأنه ليس بعده بعد .. وهو الملك لكل مُلْك .. وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم .
هو ربى وربك ورب كل شئ ومليكه سبحانه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير
اللهم إنى أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنى بك مؤمن وبكلامك مصدق .. ولا يسعنى وأنا أمامك إلا أن أطأطئ رأسى وأقول سبحانك
كان هذا ما كان .. وما كان مما كان من خطأ فهو من الأمارة بالسوء ووسواسها الخناس .. وما كان منه من صواب فهو من الواحد الديان .. الرحيم الرحمن .. وهو العالم بالحال .. وإليه المرجع والمآل .. وهو حسبنا ونعم الوكيل
تعليق