نعود إلى المقدمتين التين وصلنا إليهما
وسائل إدراك تنبئ أن الشمس موجودة >>> حكم عقلى بأن الشمس موجودة >>>> (1)
وسائل إدراك تنبئ أن الرسالة صحيحة >>> حكم عقلى بأن الرسالة صحيحة >>>> (2)
اتفقنا على أن العقل لا يستقل بإدراك الأمور .. لأن العقل لكى يحكم على مسألة ما فإنه بحاجة إلى "مدركــات" وهى ما عبرتَ عنه سابقا بقولك "معطيـات" والطريقة التى يحصل بها العقل على هذه ال"مدركات" هى "وسائل الإدراك" التى حبانا الله تعالى بها
فوسائل الإدراك تعمل على النحو الذى خلقها الله تعالى عليه فتنقل معلومات أو معطيات أو مدركات إلى المخ فيقوم بترجمتها وتحليلها وبناءا على ما يخرج به منها يحكم على المسألة
مثلا - عندما يشم الإنسان رائحة وردة - كنت عايز اقول بامية .. اللهم إنى صائم - فكيف يتعرف عليها
وسيلة الإدراك "الشم" تنقل إلى المخ هذه الرائحة "مدركات" فيقوم المخ بالتحليلها والتعرف عليها بسابق خبراته ومعلوماته عنها - بنفس نظام البحث فى قاعدة البيانات - فيجد أن هذا المُدرك مسجل لديه على أنه رائحة ورد فيحكم عليها بأنها رائحة ورد
إذن يمكننا أن نبسط الأمر أكثر ونقول أن العقل - كما قلنا سابقا - مثل القاضى .. يحكم على المسألة بناءا على المعطيات الموجودة "الأدلة" المعروضة عليه .. فحسبما قادته الأدلة انقاد
التطبيق
المقدمة الأولى
وسائل إدراك تنبئ أن الشمس موجودة >>> حكم عقلى بأن الشمس موجودة >>>> (1)
هنا المدركات الواصلة إلى العقل "الأدلة" تُجمع على وجود الشمس .. فالعين تراها أو ترى ضوئها والجلد يشعر بحرارتها .. وبترجمة هذه المدركات يصل العقل إلى أن الشمس موجودة .. حتى الآن الحكم صحيح 100%
المقدمة الثانية
وسائل إدراك تنبئ أن الرسالة صحيحة >>> حكم عقلى بأن الرسالة صحيحة >>>> (2)
هنا المدركات الواصلة إلى العقل "الأدلة" تُجمع على أن الرسالة صحيحة .. فالأذن تسمع القرآن والعين تقرأ السيرة .. والقلب يتفكر فى خلق الله .. وبترجمة هذه المدركات يصل العقل إلى أن الرسالة صحيحة .. حتى الآن الحكم صحيح 100%
الفرضية الأولى
الرسالة تقول أن الشمس غير موجودة
هنا تتعارض المدركات "الأدلة" الواصلة إلى العقل بين الإثبات والنفى
ننظر إلى مدركات الإثبات .. نجد أنها نتيجة وسائل إدراك الإنسان - العين والجلد
مدركات النفى .. صادرة من رب العباد جل وعلا
بترجيح الأدلة أيهما أولى بالقبول - مدركات وصلت إلى العقل عن طريق العين أم مدركات وصلت إلى العقل عن طريق الله تعالى ؟ .. الأدلة التى مصدرها الإنسان أم الأدلة التى مصدرها خالق الإنسان ؟
هنا العقل السوى يصدق الأدلة التى مصدرها الخالق جل وعلا
إذن فالنتيجة هنا لا تكون الحكم بأن العقل "غير سليم" بل الصحيح أن نقول أن العقل عندما أصدر حكما بوجود الشمس أصدر هذا الحكم بناءا على أدلة ناقصة .. ولكن لما ظهرت أدلة جديدة أقوى من سابقتها على أن الشمس غير موجودة .. حكم العقل بأنها غير موجودة .. فتكون النتيجة
حكم عقلى بأن الشمس غير موجودة
ولعلك لاحظت أننى والأخت "نصرة الإسلام" فى الموضوع السابق قلنا ما معناه "سنكذب أعيننا" ونصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أى أننا لا نكذب عقولنا بل إن عقولنا هى التى تكذب أعيننا .. فالعيب ليس فى العقل بل فى وسيلة الإدراك التى نقلت إلى العقل
هل لديك إشكالية فى ذلك ؟
تعليق