بسم الله الرحمن الرحيم
دخل الضيف إلينا سابا هازئا ساخرا ناقلا إلينا بعض كذب أهل ملته وتدليسهم عليه قبلنا .. وشك فى أن يجد أى إجابة "موضوعية" على أسئلته .. وبرغم ذلك قابلناه بالحسنى فعلمناه كيف يكون أدب الحوار وأخلاق الضيف عندما يحل على أهل بيت .. ثم شرعنا بغير توان عن إضافة الإجابات "الموضوعية" على ما نقله عن أهل ملته من تدليس وكذب - وربما كان هذا خطأنا أننا فهمنا طلب الضيف على غير مقصوده .. فظهر لنا أن "الموضوعية" عند الضيف لا تعنى الأدلة والبراهين والحجج الظواهر وإنما تعنى - وتعنى فقط - السمع والطاعة لكل ما يلقيه أهل ملته من كذب وبهتان دون نظر ودون إعمال عقل فى حقيقة أمر .. ولكننا فندنا ادعاءات الضيف وبل وأوضحنا له أن ما جائنا به قد تم تفنيده من سنوات بعشرات الأدلة والبراهين وأعطيناه روابط لذلك كما أوضحنا له أن ربنا تبارك وتعالى قد أبطل - بنفسه - ادعائاته تلك قبل أن يولد هو - شخصيا - بأربعة عشر قرنا .. وبالرغم من كل هذه الردود "الموضوعية" لم نجد من الضيف كلمة واحدة "موضوعية" يعضد بها أى ادعاءا من ادعائاته ولو كان للضيف ذرة عقل لسأل نفسه لماذا لا يجد أهل ملته فى ديانتهم كلها حججا "موضوعية" تثبت لهم حقا أو تدفع عنهم باطلا ؟ .. لماذا لا يجدون - فى كل مرة - غير التدليس والكذب على أتباعهم حتى يُظهروهم - فى كل مرة - بالمظهر الذى ظهر به الضيف بيننا ؟ ألا فإننى - شخصيا - لا أتهم الناقل بالتدليس ولكنى أعتب عليه - وأشفق - لإغلاقه عقله الذى هو مناط تكريمه على سائر مخلوقات الله واتباعه لأهواء البشر كما تتبع البهائم صاحبها فلا ينوء بنفسه دونهم عن موقع هلكة أو طريق فتنة .. ومن يبحث عن الهدى بين البشر فلا يجد غير الضلال .
عامة أضع هنا بعض الفوارق بين القصتين القرآنية والتلمودية ليعلم كل عاقل الفرق الشاسع بين وبين .. وليدرك كل ناصح أنه ليس بعد كتاب الله تعالى بعد
وقبل البدء فى التفنيد والتحليل ألمح إلى شيئين
الأول / أن الناظر بصدق بين القصتين يلاحظ أن القصة التلمودية يغلب عليها الطابع "الطفولى" فى العرض حتى أنها لتكون أشبه بقصص الأطفال .. فعرى محتواها عن العبر والفوائد التى امتلأت بها القصة القرآنية - وهذا من أعظم أوجه بلاغة القرآن الكريم الذى جمع قصة كهذه فى سياق ملئ بالدروس والعبر مصداقا لقول الله تعالى فى بداية السورة ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) ) فوصفها الخالق العظيم جل وعلا قبل الشروع فيها بأنها من "أحسن القصص" .. ثم بعد أن انتهى من قصها ختم سبحانه وتعالى السورة بقوله ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) ) فنبه على ما احتوته "أحسن القصص" من "عبر" عظيمة "لأولى الألباب" .. ناهيكم عن ذكره سبحانه وتعالى أن هذه القصص ..... مصدقة لما جاء فى الكتب السماوية السابقة مما أوحى به الله تعالى إلى رسل بنى إسرائيل و .......... مفصلة ومبينة لما يحتاج إلى تفصيل وتبيان و ......... مليئة - بما فيها من عبر وأحكام - بالهدى والرحمة لمن آمنوا بهذا الكتاب العزيز
الأول / أن الناظر بصدق بين القصتين يلاحظ أن القصة التلمودية يغلب عليها الطابع "الطفولى" فى العرض حتى أنها لتكون أشبه بقصص الأطفال .. فعرى محتواها عن العبر والفوائد التى امتلأت بها القصة القرآنية - وهذا من أعظم أوجه بلاغة القرآن الكريم الذى جمع قصة كهذه فى سياق ملئ بالدروس والعبر مصداقا لقول الله تعالى فى بداية السورة ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) ) فوصفها الخالق العظيم جل وعلا قبل الشروع فيها بأنها من "أحسن القصص" .. ثم بعد أن انتهى من قصها ختم سبحانه وتعالى السورة بقوله ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) ) فنبه على ما احتوته "أحسن القصص" من "عبر" عظيمة "لأولى الألباب" .. ناهيكم عن ذكره سبحانه وتعالى أن هذه القصص ..... مصدقة لما جاء فى الكتب السماوية السابقة مما أوحى به الله تعالى إلى رسل بنى إسرائيل و .......... مفصلة ومبينة لما يحتاج إلى تفصيل وتبيان و ......... مليئة - بما فيها من عبر وأحكام - بالهدى والرحمة لمن آمنوا بهذا الكتاب العزيز
الثانى / تدليس الكاتب وكذبه على أهل ملته فى وصفه أن كتاب الله تعالى قد نقل عن "الأساطيـــر" من "كتب الأساطيـــر" ألا فليخبرنا أى عاقل ما وجه الشبه بين "وقطعن أيديهن" و "وشهد شاهد من أهلها" و "وراودته التى هو فى بيتها" - ما وجه الشبه بين القصص القرآنى فى هذه المسائل وبين الأساطير .. وهل يعلم أى نصرانى عاقل ممن قرأوا هذا المقال معنى كلمة "أسطورة" ؟ وإذا كان النصارى متفقون على سير أحداث هذه القصة كما جاءت فى كتاب الله تعالى وهى مذكورة فى كتابهم المقدس على أنها حقيقة يقينية عن نبى من أنبياء الله تعالى بل وقد فُصِّلت فى هذا الكتاب فى اثنى عشر اصحاحا من سفر التكوين .. فما وجه الشبه إذن بين المسائل المذكورة فى النقل - العقيم - وبين الأساطير ؟ .. ألهذه الدرجة أغلقتم عقولكم يا أتباع بولس ؟ ألهذه الدرجة أعميتم عقولكم عن رؤية ما تمتلئ به صدور أكابركم من قيح تجاه هذا الدين العظيم لهزال حجتهم وضعف منطقهم ؟!!! ... أسأل الله الهداية لى ولكم
يُتبع بإذن الله تعالى
تعليق