تفنيد جميع الشبهات المتعلقة بفتنة الصحابة الكرام !!!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

السهم الثاقب مسلم اكتشف المزيد حول السهم الثاقب
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • السهم الثاقب
    حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 21 ماي, 2010
    • 837
    • مهندس كهرباء تحكم
    • مسلم

    تفنيد جميع الشبهات المتعلقة بفتنة الصحابة الكرام !!!






    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    يقول الله عزوجل: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [آل عمران : 7].

    ويقول عز من قائل: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} [النجم : 28].

    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات : 6].

    لعل مسألة إثارة الشبهات والظنون من أقدم الوسائل التي لجأ إليها أعداء الأنبياء والرسل ومن سار على نهجهم وفي ركابهم من الأتباع، وستظل هذه المعركة قائمة بين أصحاب الحق والباطل، ولعلها لن ترفع إلى قيام الساعة.وكم هي تلك الأخبار التي تلقيناها دون تدبر وتمحيص وعلى ضوئها رمينا الآخرين بالتهم، جازمين بإرتكابهم لها، ثم تبين لنا أن قبولنا لها لم يكن سوى أنها صادفت هوى في نفوسنا، ضاربين عرض الحائط مناهج الكتاب والسنة من قول الله عزوجل {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. وقوله وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء : 36]. وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: بئس مطية الرجل زعموا. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إيّاكم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث.

    وأول مصائد الشيطان من ترك التثبت هو سوء الظن. ثم يستدرج الظان إلى نشر ظنه. حتى يخرجه عن أهم أصول التثبت فيما يُنقل من أخبار وهو السماع من الطرفين.

    يقول الإمام الغزالي: ليس لك أنتعتقد في غيرك سوءًا إلا إذا انكشف لك بعيان لا يقبل التأويل. ويقول: اعلم أن سوء الظن حرام،مثل سوء القول.. فلا يستباح ظن السوء إلا بما يستباح به المال، وهو بعين مشاهدة أوبينة عادلة.[1]

    وقال مقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان : هو أن يظن بأخيه المسلم سوءا ، ولا بأس به ما لم يتكلم به ، فإن تكلم بذلك الظن وأبداه أثم.[2]

    وحكى القرطبي عن أكثر العلماء: أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز.[3]


    وفي الحديث أن الله تعالى حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به ظن السوء " وعن عائشة مرفوعا من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه الظن إن الله تعالى يقول : ( اجتنبوا كثيرا من الظن )[4]

    قال ابن قدامة المقدسيّ- رحمه اللّه-:فليس لك أن تظنّ بالمسلم شرّا، إلّا إذا انكشف أمر لا يحتمل التّأويل، فإن أخبرك بذلك عدل. فمال قلبك إلى تصديقه، كنت معذورا، لأنّك لو كذّبته كنت قد أسأت الظّنّ بالمخبر، فلا ينبغي أن تحسن الظّنّ بواحد وتسيئه بآخر، بل ينبغي أن تبحث هل بينهما عداوة وحسد؟ فتتطرّق التّهمة حينئذ بسبب ذلك.[5]


    ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل: بلغني أنك وقعت فيَّ وقلت كذا وكذا. فقال الرجل: ما فعلت. فقال سليمان: إن الذي أخبرني صادق. فقال الرجل: لايكون النمام صادقًا. فقال سليمان: صدقت.. اذهب بسلام.[6]


    والشبهات كما قال ابن فارس رحمه الله : " الشين والباء والهاء أصل واحد يدل على تشابه الشيء وتشاكله لوناً ووصفاً ، يقال شِبْه وشَبَه والشبَهُ من الجواهر الذي يشبه الذهب ، والمشبهات من الأمور المشكلات ، واشتبه الأمران إذا أشكلا "[7] .

    وقال ابن منظور : ( الشبه : الالتباس ، وأمور مُشْتَبِهةٌ : مشكلة يشبه بعضها بعضاً .. "[8].

    قال أحمد الفيومي : " الشبهة في العقيدة المأخذ الملبس ؛ سميت شبهة لأنها تشبه الحق "[9] .

    وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: وإنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق ، فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين ، ودليلهم سمت الهدى ، وأما أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال ، ودليلهم العمى.[10]

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ((( الشُّبه التي يضل بها بعض الناس وهي ما يشتبه فيها الحق والباطل ))) [11] .

    وقال أيضاً : (( لا يشتبه على الناس الباطل المحض بل لا بد أن يشاب بشيء من الحق ))[12]

    وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : (( الشبهة إذا كانت واضحة البطلان لا عذر لصاحبها فإن الخوض معه في إبطالها تضييع للزمان وإتعاب للحيوان ))[13]

    ومن أعظم الوسائل التي إنتهجها أصحاب إثارة الشبهات والظنون في تلبيسهم الأمور على العوام، اللجوء إلى المتشابهات من المسائل، وإن لم يجدوا في هذا ما يغني، عمدوا إلى آيات الكتاب وما صح من روايات فحملوها على محامل بعيده وصرفوها عن ظاهرها، وإن أعياهم ذلك كله، عمدوا إلى وضع الأحاديث بما تهواه أنفسهم إنتصاراً لباطلهم.

    وهذا الأخير من أعظم الوسائل التي لجأ إليه هؤلاء، خصوصاً وأن الكثير من رواياتهم الموضوعة هذه قد تسربت إلى كتب المسلمين. ولا شك أن هناك آلاف الروايات حوتها مصادر المسلمين في شتى العلوم، كلها موضوعة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنسوبة اليه وإلى صحابته رضوان الله عليهم وإلى الأئمة رحمهم الله.

    ووضع الحديث عادة قديمة، وقد اختلفت أسباب هؤلاء الوضاعين بين زنادقة أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر ووضعوا الأحاديث استخفافاً بالدين وتلبيساً على المسلمين، وبين أصحاب أهواء وعصبيات ومذاهب، يضعون ما ينتصرون به لمذاهبهم، وبين من وضع ذلك ترغيباً في فضائل الأعمال وترهيباً من النار .. إلى غير ذلك من أسباب ذكرها واتفق عليها كل من تكلم في هذا الباب.

    وكان لانتشار هذه الروايات في كتب الفقه والتفسير والتاريخ والسير والمغازي وغيرها أثراً سيئاً في نشوء عقائد ما أنزل الله بها من سلطان، أدت بدورها إلى ظهور فرق ومذاهب باطلة جل بنيانها على هذه الموضوعات، ولم يكن يتورع أصحابها في أن يصيروا كل ما هوته قلوبهم وأنفسهم حديثاً.

    وكان المسلمون الأوائل لا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتن بينهم، فكان أن سألوا عن الرجل، فإن كان من أهل السُنة أخذوا حديثه وإن كان من أهل البدعة فلا يؤخذ حديثه.

    فصار الإسناد المتصل إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو الأئمة رحمهم الله عند الإمامية هو السبيل إلى معرفة الشرايع والأحكام، فتشددوا في معرفة حال كل من وقع في إسناد حديث حتى قيل لهم: أتريدون أن تزوجوه؟

    وكان ابن سيرين رحمه الله يقول: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم»([14]).

    وكان من هدي الرعيل الأول أن يأتوا بالإسناد قبل الحديث.

    قال الزهري: «لا يصلح أن يرقى السطح إلا بدرجة»([15]).

    قال الأوزاعي: «ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد»([16]).

    وقال شعبة: «وإنما يعلم صحة الحديث من الإسناد»([17]).

    وقال سفيان الثوري: «الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن سلاح فبم شيء يقاتل»([18]).

    وقال ابن المبارك: «الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء»([19])، وقال أيضًا: «مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم»([20]).

    وقال الشافعي رحمه الله: «مثل الذي يطلب العلم بلا إسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري»([21]).

    وغيرها من أقوال بينوا فيها أهمية الإسناد.

    فكان أن ظهر علم الرجال، الذي يبحث في أحوال رجال الأسانيد المنتهية إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو الصحابة رضي الله عنهم أو الأئمة رحمهم الله لمعرفة صحة نسبة هذا الحديث أو ذاك إليهم من حيث خلو إسنادها من وضاعين إلى غيرها من علل وشذوذ.

    وقد أورد الإمامية أيضاً من طرقهم حث الأئمة رحمهم الله على التثبت في نقل الأخبار بعد أن هالهم حجم الكذب عليهم.

    فعن الصادق رحمه الله قال: «إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس»([22]).

    وقال رحمه الله: «إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا، وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم كانوا لا يطلبون بأحاديثنا ما عند الله، وإنما يطلبون الدنيا وكل يحب أن يدعى رأساً»([23]).

    وقال: «لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق الكتاب والسنة، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد دسَّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنة نبينا محمد، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»([24]).

    وعن يونس بن عبد الرحمن قال: «وافيت العراق فوجدت جماعة من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله متوافرين، فسمعت منهم، وأخذت كتبهم، وعرضتها من بعد على أبي الحسن، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أصحاب أبي عبد الله، وقال: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله، لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون من هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله فلا تقبلوا علينا خلاف القــرآن»([25]).

    وعنه أيضاً قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكل ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم»([26]).

    وعن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا: «يا بن رسول الله! إن عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم أفندين بها؟ فقال: يا ابن أبي محمود أن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عز وجل: ((وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ))[الأنعام: 108] يا ابن أبي محمود! إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه، إن أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرء ممن خالفه، يا بن أبي محمود! احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة»([27]).

    وقد اتفق المسلمون على حرمة نقل الحديث إذا كان موضوعاً لكونها إعانة على الإثم وإشاعة للفاحشة وإضلالاً للمسلمين، وأن من أراد أن يروي حديثاً ضعيفاً أو مشكوكاً في صحته بغير إسناد، يقول: روي، أو بلغنا، أو ورد، أو جاء، أو نقل، ونحوه من صيغ التمريض، ولا يذكره بصيغة الجزم، كقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولو أتى بالإسناد مع المتن لم يجب عليه بيان الحال، لأنه قد أتى به عند أهل الاعتبار([28]).

    ولا شك أن قولهم: «إن الإتيان بالخبر مع الإسناد يغني عن بيان الحال» صحيح على نحو ما، فإن كثيراً من كتب المسلمين مليئة بالروايات الموضوعه بأسانيدها، ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن علماءنا الأوائل رحمهم الله كانوا يمرون بمراحل في التأليف، بدءاً بالجمع والذكر لكل ما سمعوه في المقام، وانتهاءً بتحقيق الروايات لتمييز الغث من السمين، وقد يقتصر أكثرهم على الأول، أي: الجمع والذكر لكل ما سمعوه، معتقدين براءة ذمتهم ما داموا قد ذكروا الإسناد الذي يمكن من خلاله معرفة صدق الخبر من كذبه، وذلك لاستحالة تحقيق كل خبر في حينه، لاعتبارات عدة؛ كأن يكون للحديث المذكور طرق أخرى ينجبر به، أو أن ضعف بعض الرواة لم يثبت عنده، وغيرها، وأضف إلى ذلك عدم اشتراطهم لذكر الحديث أن يكون صحيحاً، كما صرحوا بذلك في مقدمة مصنفاتهم، مع هذا فلم يجز العلماء رواية أمثال هذه الموضوعات دون بيان وضعه، وعدوا من فعل ذلك مذنب عليه التوبة.

    وأخطر ما يستغله هؤلاء هو جهل الكثير من العوام بالفرق بين مجرد الإيعاز وبين التخريج.

    فالإيعاز هو مجرد ذكر المصدر الذي وردت فيه الرواية، وقد تكون هذه الرواية موضوعة وقد بين المصنف وضعها، ولكن أصحاب الشبهات لا يبيّنون هذه الحقيقة عند نقلهم للرواية. وربما ذكرها المصنف للرد عليها، فيستغل هؤلاء ورودها في الكتاب فيلبسون الأمر على العوام بأن هذه المسألة من المسلمات، حيث أوردها المخالفين في مصنفاتهم.

    وأكثر الشبهات من هذين الصنفين.

    والأمر الآخر هو التخريج، وهو دراسة سند الرواية ومتنها لبيان صحتها من ضعفها. وهذا علة ترديد الكثير من العلماء مقوله: المطالبة بصحة النقل، وأن مجرد العزو إلى فلان أو علان لا تقوم به حجّة باتّفاق أهل العلم.

    وفي هذا يقول ابن خلدون رحمه الله : ( وكثيراً ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل ، من المغالط في الحكايات والوقائع ، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثاً أو سميناً).

    ونحن إن شاء الله تعالى سنورد خلاصة أقوال العلماء في هذه الشبهات، ومن أراد الإستزادة فعليه بطلبها في مظانها.

    ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    (((مقدمة الموضوع نقلاً عن موقع فيصل نور)))

    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

    المصادر:

    [1] - فيض القدير، 3/ 157
    [2] - نيل الأوطار، للشوكاني، 5/ 64
    [3] - المصدر السابق.
    [4] - سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني، 3420
    [5] - مختصر منهاج القاصدين، لإبن قدامة المقدسي
    [6] - المصدر السابق، وانظر أيضاً، إحياء علوم الدين، للغزالي، 4/ 268
    [7] - مقاييس اللغة ( 3/243)
    [8] - لسان العرب ( 13/504)
    [9] - الصباح المنير ( 1/304)
    [10] - نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 1 /89 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 67 /181 ، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 5 /271
    [11] - التدمرية ص 106
    [12] - مجموع الفتاوى 8/37
    [13] - مؤلفات الشيخ 4/ 93
    ([14]) مقدمة صحيح مسلم (1/14).
    ([15]) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/16).
    ([16]) التمهيد لابن عبد البر (1/57)، طبقات الشافعية الكبرى (1/314).
    ([17]) التمهيد لابن عبد البر (1/57).
    ([18]) شرف أصحاب الحديث (42)، جامع التحصيل (59).
    ([19]) مقدمة صحيح مسلم (1/15).
    ([20]) شرف أصحاب الحديث (42).
    ([21]) المدخل إلى السنن الكبرى (211).
    ([22]) أعيان الشيعة لمحسن الأمين (3/564)، بحار الأنوار، للمجلسي (2/217) و(25/263).
    ([23]) بحار الأنوار، للمجلسي (2/246)، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي (1/226)، فرائد الأصول، للأنصاري (1/326)، تاريخ آل زرارة، لأبي غالب الزراري (51)، اختيار معرفة الرجال، للطوسي (1/347)، إكليل المنهج في تحقيق المطلب، للكرباسي (50)، معجم رجال الحديث، للخوئي (8/232)، أعيان الشيعة، لمحسن الأمين (7/48)، موسوعة المصطفى والعترة (ع)، لحسين الشاكري (8/429).
    ([24]) مستدرك الوسائل، للميرزا للنوري (10/48)(ه‍(، بحار الأنوار، للمجلسي (2/250) (69/211)(ه‍( )84/101)(ه‍( (96/262)(ه‍(، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي (1/262)، رسائل في دراية الحديث، للبابلي (2/237،253)، أصول الحديث، لعبد الهادي الفضلي (147)، اختيار معرفة الرجال، للطوسي (2/489)، معجم رجال الحديث، للخوئي (19/300)، قاموس الرجال، للتستري (10/188) (11/181).
    ([25]) رجال الكشي (195)، بحار الأنوار، للمجلسي (2/250)، خاتمة المستدرك للميرزا النوري (4/177) (هـ)، اختيار معرفة الرجال للطوسي (2/490)، معجم رجال الحديث للخوئي (18/276) (20/208).
    ([26]) تحف العقول، لابن شعبة الحراني (310) (ه‍(، بحار الأنوار، للمجلسي (2/250) (46/332)(ه‍( (64/202)(ه‍(، رسائل في دراية الحديث، للبابلي (2/253، 528) (ه‍(، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)، لهادي النجفي (8/163)، أصول الحديث، لعبد الهادي الفضلي (143)، اختيار معرفة الرجال، للطوسي (2/491)، معجم رجال الحديث، للخوئي (19/300)، قاموس الرجال، للتستري (10/189).
    ([27]) عيون أخبار الرضا (ع)، للصدوق (2/272)، من لا يحضره الفقيه، للصدوق (4/502)(ه‍(، بحار الأنوار، للمجلسي (26/239)، مستدرك سفينة البحار، للمجلسي، للنمازي (8/223)، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)، لهادي النجفي (8/159)، مستدركات علم رجال الحديث، للنمازي (1/111).
    ([28]) مقباس الهداية (1/417)، دراسات في علم الدراية، لعلي أكبر غفاري (77)، رسائل في دراية الحديث، لأبي الفضل حافظيان البابلي (1/210)، الرعاية في علم الدراية، للشهيد الثاني (165).

    ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

    يتبع باذن الله تفنيد جميع الشبهات المتعلقة بـ أحداث الفتنة والشبهات المُثارة حولها والطعن الأجوف في من خاضوا فيها من كبار الصحابة الأكارم _رضوان الله عليهم_ وتوضيح التضخيم والتشويه الذي طال تاريخ الإسلام الناصع ...

    وفي خاتمة الموضوع (((أتحدي كل ناعق)))
    _من غير المسلمين_ من الذين يثيرون هذه الشبهات ويتولون كِبر نشرها وإلصاق إعلاناتها رديئة الصنع ومفضوحة الكذب علي جدرانهم القذرة أن يأتي لهذه الساحة ليثبت كذبه وتدليس قومه ... و ... أتحدي !!

    فليقبِل الناعقون برجلهم وخيلهم !!

    يتبع باذن الله ...

    sigpic


    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...
  • السهم الثاقب
    حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 21 ماي, 2010
    • 837
    • مهندس كهرباء تحكم
    • مسلم

    #2

    لم أعد الموضوع سابق إعداد, فقد أضفتهُ ونيّتي تفنيد الشُبهات المُثارة حول بعض الصحابة _رضوان الله عليهم_ الذين اُبتلوا بفتنة القتال والإلتقاء بالسيوف وجهاً لوجه
    , ورأيت أن ذلك ينقص من فائدة الموضوع فبيان أصل شبهةٍ معيّنة وتفنيدها بما فيه من فائدة, إلّا أنه سيظل وجود بعض الشبهات التاريخية متروكاً علي قارعة الطريق دون الإلتفات إليها أمراً واقعاً.

    فرأيتُ لتمامِ الفائدة, أن الأفضل بعد تخصيص بعض الشبهات بالتفنيد وبيان عوّجها وعوّج صاحبها الجهول, أن أعرِج علي منظورٍ أشمل للشبهات التاريخية عموماً ونصحي للاخوة الكرام بكيفية التعامل معها, وهذا ما أراهُ قد غاب عن الكثيرين فمن يعثر علي شبهة تاريخية وتفنيدها لا يري أن في ذلك تفنيداً لبقيّة الشبهات المتعلقة بتاريخ الإسلام الناصع وخاصةً صدرهُ الأول, وهذا يعودُ إلي خبث قائليها وتنوّع أساليب تدليسهُم _أخزاهُم الله_. وهذا جهد المقل المُقّصر والله المستعان.

    قسمتُ الموضوع متناولاً كل جزءٍ منه بما وسعته حيلتي وأدركهُ قليلَ علمي وإطلاعي, فلا يعني حصري قلة الشبهات التي اُلصقت بتاريخنا, وبيانُ أسبابها كفاني عناء تقصيّها واحدةً وراء اُختها علي تهافتها وتفاهتها وسقامة حجتهّا, وهذه محاور الموضوع :


    [frame="10 98"]

    • عدالة الصحابة الأخيار الأكارم _رضوان الله عليهم_
    • عدالة الصحابي الجليل الفقيه خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان _رضوان الله عليه_
    • تفنيد شبهة مُسمي (الفتنة الكبري) المُغرِض وتوضيح الهدف منه !!
    • تفنيد عِدة شُبهات مُثارة حول معاوية _رضوان الله عليه_ وغيره من خلفاء بني اُمية
    • تفنيد شبهة (قتل معاوية للحسن بدس السم) وتوضيح الهدف منها !!
    • تفنيد شبهة (لعن علي بن أبي طالب) علي منابر بني اُمية
    • بيان أسباب الشبهات التاريخية عموماً في حق دولتي بني اُمية وبني العباس
    • الحبل السري بين شبهات الروافض وشبهات النصاري
    • نصيحتي للمسلمين لدحض الشبهات التاريخية المُراد بها تشويه تاريخ الإسلام
    • صفع الجهلاء الكذابين من الروافض والنصاري صفعة أخيرة !!

    [/frame]
    التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 12 أغس, 2011, 02:59 ص.

    sigpic


    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

    تعليق

    • نصرة الإسلام
      المشرفة العامة
      على الأقسام الإسلامية

      • 17 مار, 2008
      • 14565
      • عبادة الله
      • مسلمة ولله الحمد

      #3

      متابـِعة جداً إن شاء الله تعالى
      فهذا الموضوع ومثله مما يستحوذ على اهتمامي للغاية

      فالصحابة الأكابر لهم علينا يد نعجز عن مكافأتهم بها
      وليس أقل من الذب عن أعراضهم وقطع ألسنة الأراذل الذين أرادوا بالكرام سوءاً

      وما هي في حقيقتها إلا لعبة دنيئة للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم
      فما العيب على التلاميذ إلا انتقاص من معلمهم الأعظم لو كانوا يعلمون ..

      بل وما الطعن في الصحابة الأبرار إلا باب شؤم للطعن في الدين - الذي نقلوه إلينا - بأكمله
      شُلـَّت أيدي الطاعنين من الروافض والنصارى ... وسدد الله رميك يا أخي ..
      فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
      شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
      مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
      لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
      إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
      أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
      خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
      الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

      أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
      <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
      ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

      تعليق

      • ظل ظليل
        مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

        • 26 أغس, 2008
        • 3506
        • باحث
        • مسلم

        #4
        الأخ الفاضل / السهم الثاقب

        متابع معك ... أكمل علي بركة الله وبتوفيق الله وفضله , أسأل الله لك التوفيق والسداد .

        تعليق

        • السهم الثاقب
          حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 21 ماي, 2010
          • 837
          • مهندس كهرباء تحكم
          • مسلم

          #5

          جزاكما الله خيراً اُختي الكريمة نصرة الإسلام وأخي الحبيب ظل ظليل وأحسن إليكما ... للأسف _الأسيف_ قابلتُ كثيراً من أهل السنة والجماعة يطعنون بالصحابة _وأخصهّم معاوية_ لغفلتهم عن خطورة هذا الأمر وجهلهم بتنبيه أئمة السلف الصالح علي أنهُ مخرجٌ من المِلة ولو صام الطاعن وصلّي, ومنهم من ناظرتهُم من زملاء الدراسة بالجامعة, بعضهم من بني علمان الذين يحملون أفكار طائفة أهل القرآن المُغرّر بهم, بل والأدهي أن بعضهم من المنتسبين إلي التيار الإسلامي !! وأتحدث هنا عن نُخب وكوادر ناشطة في الأركان والمنابر السياسية, إذا كان هذا حال المُثقفين الذين يُناط بهم الأمر, فكيف يكون العوام ؟!!

          وأحسنتي اُختي الكريمة فهُم تلاميذ الرسول وقد إصطفاهُم الله إصطفاءً من بين البشر فهذبهم ورباهُم بالآيات الكريمات وهم بانتظارها عند مجلس الرسول
          . ذكر البغوي في تفسيره أن عبد الله بن مسعود قال :ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " إلا أربع سنين. يقصد الآية أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16].عاتبهم الله _عزّ وجل_ !! وهل يُعاتب الله إلّا أهلهُ وخاصته الذين يحبونه ويحبهم ؟!!

          وقال الامام ابي زرعة الرازي رحمه الله : (( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة ))

          ورحم الله شيخ المدينة وإمام الأئمة مالك بن أنس ...
          روى عنه هذا ابوعروة الزبيري فقال: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } حتى بلغ { يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ }. فقال مالك: مَن أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية.

          وذكر هذا الامام البغوي وابن الجوزي والقرطبي وقال رحمه
          الله بعد ان ذكر هذا الاثر عن الامام مالك: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله. فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رَبِّ العالمين، وأبطل شرائع المسلمين؛ قال الله تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ}الآية. وقال ابن ادريس رحمه الله: لا آمن ان يكونوا قد ضارعوا الكفار يعني الرافضة لان الله تعالى يقول: ليغيظ بهم الكفار.

          ومن يجد في نفسه غيظاً من احد الصحابة الكرام _رضوان الله عليهم_ فليلحق نفسهُ بالتوبة والتقرب إلي الله بحب أهله وخاصته, وأن يحرص أن لا يقابل الله _عزّ وجل_ وهو يبغض صحابياً, فالموضوع وإن كنتُ أسعي به لتنبيه أخٍ غافل عن خطورة الشبهات وما فعلته بقلبه, فصفع الكذابين المدلسين من أذيال المجوس والنصاري وأذيالهم من بني علمان واجبٌ أيضاً, وبقدر ما سأجتهد في دحض الشبه القبيحة التي يدلسون بها تاريخ الإسلام العظيم, فباذن الله أُذكرهم بقباحة تاريخهم وحثالته بين الاُمم, سبحان الله عندهم (زبالة تاريخية) ويتحدثون عن تاريخ الإسلام ...

          يتبع باذن الله, ترقبوا الصفعات ...

          (وليديروا خدهم الأيسر بعدها)



          sigpic


          يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

          تعليق

          • السهم الثاقب
            حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى
            • 21 ماي, 2010
            • 837
            • مهندس كهرباء تحكم
            • مسلم

            #6

            عدالة الصحابة الأخيار الأكارم _رضوان الله عليهم_

            اتخذ الطعن في السنة أشكالاً متعددة ، وطرقاً متنوعة ، فتارة عن طريق الطعن في حجيتها ومكانتها ، وتارة عن طريق الطعن في الأسانيد والتقليل من شأنها ، وتارة عن طريق الطعن في منهج المحدثين في النقد والجرح والتعديل ، وتارة عن طريق الطعن في المرويات بالتشكيك فيها وادعاء التناقض والتعارض بينها ، إلى غير ذلك من مطاعن سبق الحديث عنها في مواضيع سابقة .

            ومن تلك الوسائل التي اتخذها أعداء الإسلام للطعن في السنة وإسقاط الثقة بها ، الطعن في حَملة الأحاديث ورواة السنن من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حتى شككوا في عدالة الصحابة عموماً ، وكالوا التهم والافتراءات لبعضهم على وجه الخصوص ، وغرضهم من ذلك تقويض صرح الإسلام ، وزعزعة الثقة بأصوله ، فإن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين أبلغونا هذا الدين ، وإذا زالت الثقة عنهم أصبح كل الذي بين أيدينا مشكوكاً فيه ، ورحم الله الإمام
            أبا زرعة الرازي حين قال : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، , وهم الزنادقة " أهـ .

            فقد نسب المستشرقون الوضع في الأحاديث إلى رجال الإسلام القدامى ، ويعنون بذلك جيل الصحابة ، يقول المستشرق اليهودي " جولد زيهر " : " ولا نستطيع أن نعزو الأحاديث الموضوعة للأجيال المتأخرة وحدها ، بل هناك أحاديث عليها طابع القدم ، وهذه إما قالها الرسول أو هي من عمل رجال الإسلام القدامى " ، ثم قال : " وقد اعترف
            أنس بن مالك الذي صاحب الرسول عن قرب عشر سنوات ، عندما سئل عما يحدث عن النبي هل حدثه به فعلاً فقال : " ليس كل ما حدثنا به سمعناه عن النبي ولكننا لا نكذب بعضنا " .

            وطالب من تبعهم من المستغربين بعدم تمييز الصحابة عن غيرهم ، ووضعهم في ميزان النقد والجرح والتعديل كما يوضع غيرهم .
            فقال " أبو رية " في كتابه " أضواء على السنة المحمدية " : إنهم - أي العلماء - قد جعلوا جرح الرواة وتعديلهم واجباً تطبيقه على كل راوٍ مهما كان قدره - فإنهم قد وقفوا دون عتبة الصحابة فلم يتجاوزوها ، إذ اعتبروهم جميعاً عدولاً لا يجوز عليهم نقد ، ولا يتجه إليهم تجريح ، ومن قولهم في ذلك : " إن بساطهم قد طوي " ، ومن العجيب أنهم يقفون هذا الموقف على حين أن الصحابة أنفسهم قد انتقد بعضهم بعضاً " .

            وقال أيضاً : " إذا كان الجمهور على أن الصحابة كلهم عدول ، ولم يقبلوا الجرح والتعديل فيهم كما قبلوه في سائر الرواة ، واعتبروهم جميعاً معصومين من الخطأ والسهو والنسيان ، فإن هناك كثيراً من المحققين لم يأخذوا بهذه العدالة المطلقة ، وإنما قالوا كما قال العلامة المقبلي : إنها أغلبية لا عامة ، وأنه يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من الغلط والنسيان والسهو ، بل والهوى ، ويؤيدون رأيهم بأن الصحابة إن هم إلا بشر يقع منهم ما يقع من غيرهم ، مما يرجع إلى الطبيعة البشرية ، وأن سيدهم الذي اصطفاه الله صلوات الله عليه - والله أعلم حيث يجعل رسالته - قد قال : ((إنما أنا بشر أصيب وأخطئ )) ، ويعززون حكمهم بمن كان منهم في عهده صلوات الله عليه من المنافقين والكاذبين ، وبأن كثيراً منهم قد ارتد عن دينه بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى ، بله ما وقع من الحروب والفتن التي أهلكت الحرث والنسل ، ولا تزال آثارها ولن تزال إلى اليوم وما بعد اليوم ، وكأن الرسول صلوات الله عليه قد رأى بعيني بصيرته النافذة ما سيقع من أصحابه بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، فقال في حجة الوداع : " ((
            لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )) ، وروى البخاري عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنكم تحشرون حفاة عراة ، وإن ناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : أصحابي ، أصحابي ، فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح :{وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم }(المائدة 117) .

            وقال " أحمد أمين " في " فجر الإسلام " : " وأكثر هؤلاء النقاد - أي نقاد الحديث - عدلوا الصحابة كلهم إجمالا وتفصيلاً ، فلم يتعرضوا لأحد منهم بسوء ، ولم ينسبوا لأحد منهم كذباً ، وقليل منهم من أجرى على الصحابة ما أجرى على غيرهم ...... إلى أن قال : وعلى كلٍّ فالذي جرى عليه العمل من أكثر نقاد الحديث - وخاصة المتأخرين - على أنهم عدلوا كل صحابي ، ولم يرموا أحداً منهم بكذب ، ولا وضع ، وإنما جرحوا من بعدهم " ، وقال في موضع آخر : " ويظهر أن الصحابة أنفسهم في زمنهم كان يضع بعضهم بعضاً موضع النقد ، وينزلون بعضاً منزلة أسمى من بعض ، فقد رأيت قبل أن منهم من كان إذا روي له حديث طلب من المحدثين برهاناً " أهـ .


            وللجواب على هذه الشبهة نقول :

            إن تعديل الصحابة رضي الله عنهم وتنزيههم عن الكذب والوضع ، هو مما اتفق عليه أئمة الإسلام ونقاد الحديث من أهل السنة والجماعة ، ولا يعرف من طعن فيهم وشكك في عدالتهم إلا الشذاذ من أصحاب الأهواء والفرق الضالة المنحرفة ممن لا يلتفت إلى أقوالهم ، ولا يعتد بها في خلاف ولا وفاق .


            كيف وقد عدلهم الله في كتابه ، وأثنى عليهم ومدحهم في غير ما آية فقال جل وعلا : {
            محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود .....الآية }(الفتح 29) ، وقال سبحانه : {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }( التوبة 100) ، وقال : { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون }( التوبة 88) ، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تزكيهم ، وتشيد بفضلهم ومآثرهم ، وصدق إيمانهم وإخلاصهم ، وأي تزكية بعد تزكية الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ؟! .

            كما عدلهم رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبين منزلتهم ، ودعا إلى حفظ حقهم وإكرامهم ، وعدم إيذائهم بقول أو فعل ، فقال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : (
            خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ، وقال : ( لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) أخرجاه في الصحيحين ، وقال أيضاً : ( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه ) ، رواه الترمذي .

            وأجمع المسلمون من أهل السنة والجماعة على عدالتهم وفضلهم وشرفهم ، وإليك طرفاً من أقوال أئمة الإسلام وجهابذة النقاد فيهم ، قال
            ابن عبد البر رحمه الله كما في الاستيعاب : " قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول " .

            وقال
            ابن الصلاح في مقدمته : " ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ، ومن لابس الفتنة منهم فكذلك ، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحساناً للظن بهم ، ونظراً إلى ما تمهد لهم من المآثر ، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة " أهـ .

            وقال الإمام
            الذهبي : " فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي ، وإن جرى ما جرى ..... ، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل ، وبه ندين الله تعالى " .

            وقال
            ابن كثير : " والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة " ثم قال : " وقول المعتزلة : الصحابة كلهم عدول إلا من قاتل علياً قول باطل مردود " ، ثم قال : " وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم ، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابياً - وسموهم- فهذا من الهذيان بلا دليل " .

            على أنه - كما قال
            الخطيب في الكفاية - لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكر لأوجب الحال التي كانوا عليها - من الهجرة ، وترك الأهل والمال والولد ، والجهاد ونصرة الإسلام ، وبذل المهج وقتل الآباء والأبناء في سبيل الله - القطع بتعديلهم واعتقاد نزاهتهم وأمانتهم ، وأنهم كانوا أفضل من كل من جاء بعدهم .

            والطعن في الصحابة رضي الله عنهم طعن في مقام النبوة والرسالة ، فإن كل مسلم يجب أن يعتقد بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أدى الأمانة وبلغ الرسالة ، وقام بما أمره الله به ، ومن ذلك أنه بلغ أصحابه العلم وزكاهم ورباهم على عينه ، قال عز وجل:
            {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } (الجمعة:2) ، والحكم بعدالتهم من الدين ، ومن الشهادة بأن - الرسول صلى الله عليه وسلم - قام بما أمره الله به ، والطعن فيهم يعني الطعن بإمامهم ومربيهم ومعلمهم صلى الله عليه وسلم ، كما أن الطعن فيهم مدخل للطعن في القرآن الكريم ، فأين التواتر في تبليغه ؟ وكيف نقطع بذلك إذا كانت عدالة حملته ونقلته مشكوكاً فيها ؟!.

            وأما الزعم بأن أكثر النقاد عدَّلوا الصحابة مغالطة وتلبيس ، لأن النقاد كلهم قالوا بتعديل الصحابة وليس أكثرهم ، والذين تكلموا في الصحابة ليسوا من نقاد الحديث ، بل من أصحاب الميول المعروفة في التاريخ الإسلامي بالتعصب والهوى والابتداع في الدين ، لتمرير بدعهم وترويج انحرافهم ، حيث لم يجدوا لذلك سبيلاً إلا بالطعن في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .


            صحيح أن الصحابة رضي الله عنه كانوا بشراً ، وليسوا بالمعصومين ، لكنهم كانوا في القمة ديناً وخلقاً ، وصدقاً وأمانة ، والذين قالوا : إن الصحابة عدول ، لم يقولوا قط إنهم معصومون من المعاصي ، ولا من الخطأ والسهو والنسيان ، وإنما أثبتوا لهم حالة من الاستقامة في الدين تمنعهم من تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .


            حتى الذين أقيم عليهم حدُُّ أو قارفوا ذنباً وتابوا منه ، لا يمكن أن يتعمدوا الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهؤلاء قلة نادرة لا ينبغي أن يغلب شأنهم وحالهم على حال الألوف المؤلفة من الصحابة ، الذين جانبوا المآثم والمعاصي لا سيما الكبائر منها .


            وأما الذين لابسوا الفتن فكانوا مجتهدين يعتقد كل منهم أن الحق معه ، وعليه أن يدافع عنه ، والمجتهد مأجور على اجتهاده أخطأ أم أصاب ، ومع ذلك فهم قليل جداً بالنسبة لأكثر الصحابة الذين اعتزلوا هذه الفتن ، كما قال
            محمد بن سيرين : " هاجت الفتن وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف فما خف لها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين " .

            ولا يلتفت إلى استشهاد أبي رية بكلام " المقبلي " لأن " المقبلي " نشأ في بيئة اعتزالية المعتقد ، هادوية الفقه ، شيعية تشيعاً مختلفاً ، يغلظ فيه أناس ويخف آخرون ، فجاء حكمه متأثراً بتلك الأجواء التي عاشها ، والبيئة التي تربى فيها ، وقد بين ذلك العلامة
            المعلمي رحمه الله في الأنوار الكاشفة .

            ونحن حينما نصف صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما هم له أهل ، فإنما نريد صحابته المخلصين الذين أخلصوا دينهم ، وثبتوا على إيمانهم ، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق ، فالمنافقون الذين كشف الله سترهم ، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم ، والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعده ، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام ، وماتوا على ردتهم ، هؤلاء وأولئك لا يدخلون في هذا الوصف إطلاقاً ، ولا تنطبق عليهم هذه الشروط أبداً ، وهم بمعزل عن شرف الصحبة ، وبالتالي هم بمعزل عن أن يكونوا من المرادين بقول العلماء والأئمة : " إنهم عدول " ، وفي تعريف العلماء للصحابي ما يبين ذلك بجلاء ، حيث عرفوه بأنه من لقي - النبي صلى الله عليه وسلم - مؤمناً به ومات على ذلك .


            وأما الزعم بأن الصحابة - أنفسهم في زمنهم - كان يضع بعضهم بعضاً موضع النقد ، وينزلون بعضاً منزلة أسمى من بعض ، وهو يعني بعض المراجعات التي كانت تدور بينهم حول بعض الأحاديث ، فلم يكن ذلك عن تكذيب منهم للآخر كما جاء عن أنس رضي الله عنه : " لم يكن يكذب بعضنا بعضاً " ، بل كانت الثقة متوفرة بينهم ، ولكنهم بشر لم يخرجوا عن بشريتهم ، فلا يمنع أن يراجع بعضهم بعضاً في بعض الأمور والأحكام ، إما للتثبت والتأكد ، لأن الإنسان قد ينسى أو يسهو أو يغلط عن غير قصد ، ومن ذلك ما ثبت من مراجعة الخليفتين
            أبي بكر و عمر لبعض الصحابة في بعض مروياتهم ، وطلبهم شاهداً ثانياً ، فلم يكن ذلك منهم عن تهمة ولا تجريح ، وإنما هو لزيادة اليقين والتثبت في الرواية ، وليقتدي بهم في ذلك من بعدهم ، وليس أدل على ذلك من قول عمر رضي الله عنه ، لأبي موسى الأشعري - وقد طلب منه أن يأتي بمن يشهد معه على سماعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما إني لم أتهمك ولكنه الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

            وقد تكون هذه المراجعة لأنه ثبت عند الصحابي ما يخالف الحديث ، أو ما يخصصه أو يقيده ، أو لأنه رأى مخالفته لظاهر القرآن ، أو لظاهر ما حفظه من سنة إلى غير ذلك ، وما دار بينهم من مراجعات مدون ومحصور في كتب الحديث ، ومشفوع بأجوبته ، وهم فيها بين مصيب له أجران ، ومخطئ له أجر واحد .
            فليس من الإنصاف إذاً ، أن تُجعل هذه المراجعات دليلاً على اتهام الصحابة بعضهم لبعض ، وتكذيب بعضهم لبعض كما يزعم المرجفون .

            إذاً فتعديل الصحابة رضي الله عنهم أمر متفق عليه بين المسلمين ، ولا يطعن فيهم إلا من غُمص في دينه وعقيدته ، ورضي بأن يسلم عقله وفكره لأعدائه ، معرضاً عن كلام الله وكلام رسوله وإجماع أئمة الإسلام .


            _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

            المراجع :
            - دفاع عن السنة د. محمد أبو شهبة .
            - منهج المدرسة العقلية الأمين الصادق الأمين .
            - السنة ومكانتها في التشريع د.مصطفى السباعي .
            - الحديث والمحدثون محمد أبو زهو .





            يتبع باذن الله ...
            ((( عدالة معاوية رضي الله عنه بنص الكتاب والسنة )))


            sigpic


            يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

            تعليق

            • ظل ظليل
              مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

              • 26 أغس, 2008
              • 3506
              • باحث
              • مسلم

              #7
              بارك الله فيك أخانا / السهم الثاقب

              ومن يريد الإستزادة حول عدالة الصحابة يرجي مراجعة هذا الموضع القيّم للدكتور أمير عبد الله

              عدالة الصحابة - ورد الشبهات حولها

              تعليق

              • السهم الثاقب
                حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

                حارس من حراس العقيدة
                عضو شرف المنتدى
                • 21 ماي, 2010
                • 837
                • مهندس كهرباء تحكم
                • مسلم

                #8
                من أراد معاوية رضي الله عنه فانما أراد الصحابة ...

                عدالة الصحابي الجليل الفقيه خال المؤمنين وأميرهم
                معاوية بن أبي سفيان _رضوان الله عليه_

                قال رسول الله : « إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم »
                وقال الآجري : « لقد خاب وخسر من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه خالف الله ورسوله ، ولحقته اللعنة من الله عز وجل ومن رسوله ومن الملائكة ومن جميع المؤمنين ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا لا فريضة ولا تطوعا ، وهو ذليل في الدنيا ، وضيع القدر ، كثر الله بهم القبور ، وأخلى منهم الدور » وقال مجاهد في قوله تعالى {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} ، قال: مصاهرة النبي أبا سفيان بن حرب.



                تاريخ الصحابة -رضوان الله عليهم- شابه الكثير من الشبهات والتهم التي أُثيرَت حولهم ، سواءٌ من المستشرقين أو المستغربين الذين فُتِنُوا بالغرب وصاروا لسانًا له يروجون أقواله وأفكاره، طاعنين في صحابة رسول الله
                ورضي الله عنهم أجمعين.

                فهؤلاء الطاعنون في صحابة رسول الله إنما يريدون بطعنهم هذا رسول الله
                ذاته، ولكنهم لا يتمكنون من ذلك فيطعنون في أصحابه فإن فسد الأصحاب فسد الرجل، وإن صلح الأصحاب صلح الرجل. فالطعن في الصحابة طعن في الدين؛ لأن الدين أتانا عن طريقهم، كما يقول ابن تيمية رحمه الله.

                وما أعتقد أن شخصية في تاريخنا الإسلامي من الرعيل الأول من الصحابة الذين تربوا على يدي رسول الله
                ، قد نالها من التشويه والدس والافتراء والظلم ما نال معاوية بن أبي سفيان -- سوى سيدنا عمرو بن العاص ؛ حيث امتلأت معظم المصادر التاريخية بالكثير من الروايات الضعيفة أو المكذوبة على هذا الصحابي الكريم معاوية بن أبي سفيان ؛ فكان لزامًا علينا الحديث والكتابة عنه، والذَّبُّ عن عرضه وفق المنهج الصحيح، فمعاوية أحد الصحابة الذين كَثُرَ الطعنُ فيهم، والافتراء عليهم والظلم والتشويه لهم، وربما يرجع ذلك إلى أن معاوية صِهْرُ -رسول الله - وخال المسلمين وأمير المؤمنين، وكاتب وحي رب العالمين، فإذا طعن فيه أصبح من اليسر الطعن فيما سواه من صحابة رسول الله ، هذا بالإضافة إلى ما شابه من أحداث الفتنة، فهذا وغيره سمح لهؤلاء الجهلة بالطعن فيه.

                أما جمهور الأمة الإسلامية فقد أجمع على عدالة جميع الصحابة، سواءٌ من لابس الفتنة منهم في كلا الفريقين، أو الفريق الثالث الذي اعتزلها، وفيه يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله: معاوية عندنا محنة (اختبار)؛ فمن رأيناه ينظر إليه شَزَرًا اتهمناه على القوم (يعني الصحابة).

                وقد حذَّرَ رسولنا الكريم
                من الطعن في صحابته الأخيار، وأوجب على جميع المسلمين أن يعرفوا لصحابته قدرهم وحقهم، فهم في منزلتهم كالنجوم العوالي، فهيهات هيهات أن يبلغ أحد من العالمين مِن بعدِهِم منزلتهم، فمن طعن في صحابة رسول الله فقد آذى رسول الله ، ومن آذى رسول الله فقد آذى رب العالمين. روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله : "اللهَ اللهَ في أصحابي، اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببُغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى، ومن آذى اللهَ فيوشك أن يأخذه".

                وانظر أيضًا إلى هذا الحديث الشريف الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
                : "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه". ومعنى قوله (نصيفه) أي: نصف المد.

                صحبة معاوية لرسول الله

                رُوي في إسلام معاوية رضي الله عنه أنه كان قبل الفتح
                6 هـ وكتمه ورُوي غير ذلك أنه كان بعد فتح مكة 8 هـ وكان عمره حين أسلم 18 عاماً. ويعد معاوية من أكابر الصحابة -رضوان الله عليهم- فهو أحد كُتَّاب الوحي، ورواة الحديث, العاملين بكتاب ربهم، المحافظين على سنة نبيهم، الذَّابِّين عن شريعته، القائمين بحدوده، المجاهدين في سبيله.

                روى الترمذي وصححه الألباني أن النبي
                قال "اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به "وقوله "اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ". رواه الطبراني في الكبير وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما وأبو نعيم في معرفة الصحابة وصححه الألباني.


                وقد صحب معاوية رسول الله وكتب له وشهد معه حنينًا والطائف وأعطاه رسول الله من غنائم حنين مائة من الإبل وأربعين أوقية، وهاجر إلى المدينة فأخفى رسول الله بينه وبين أحد أصحابه. وكان زيد بن ثابت الأنصاري من بني النجار ألزم الناس للقيام بواجب الكتابة للنبي ثم تلاه معاوية بعد الفتح، فكانا ملازمين للكتابة بين يديه في الوحي وغير ذلك، لا عمل لهما غير ذلك. ولقد نال معاوية شرف الصحبة، وشرف الجهاد تحت لواء الرسول .

                وكان معاوية موضع ثقة النبي
                فلذلك جعله من جملة الكتاب بين يديه الذين يكتبون الوحي له، فقد روى هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "لما كان يوم أم حبيبة من النبي دقَّ الباب دَاقٌّ؛ فقال النبي : انظروا من هذا؟ قالوا: معاوية. قال: ائذنوا له. فدخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال: ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟ قال: قلم أعددته لله ولرسوله. فقال: جزاك الله عن نبيك خيرًا، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله، وما أفعل صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله".

                معاوية مع أبي بكر وعمر وعثمان

                وقد نال معاوية ثقة الخلفاء الراشدين ففي خلافة أبي بكر سير الخليفة أبو بكر الصديق أربعة جيوش إلى الشام بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وكان كل جيش منها يضم سبعة آلاف مقاتل تقريبًا، واجتمع إلى أبي بكر بعدها أناس؛ فوجههم إلى الشام وأمَّر عليهم معاوية ، وأَمَرَه باللحاق بأخيه يزيد، فخرج معاوية حتى لحق به، وكانت هذه أول مهمة قيادية يتولاها معاوية في الفتوح وشهد معاوية اليرموك وفتح دمشق تحت راية أخيه يزيد. وفي عهد عمر بن الخطاب أرسل يزيد بن أبي سفيان حملة بإمرة أخيه معاوية إلى سواحل الشام، ففتحها.

                وفي سنة 15هـ أَمَّر عمر معاوية بن أبي سفيان على قيسارية وكتب إليه: "أمَّا بعد، فقد وَلَّيتُك قيسارية؛ فسِرْ إليها واستنصِرِ اللهَ عليهم، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهُ ربُّنا وثقتُنا ورجاؤُنا ومولانا فنعم المولى ونعم النصير". فسار إليها فحاصرها وزاحفه أهلها مراتٍ عديدة، فاقتتلوا قتالاً عظيمًا، فاجتهد معاوية في القتال حتى فتح الله عليه، وقتل منهم نحوًا من مائة ألف، وبعث بالفتح والأخماس إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .

                وذكر الطبراني في تاريخه، والبلاذري في أنساب الأشراف، والذهبي في السير أنه لما قدم عمر الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم وهيئة، فلما دنا منه قال: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم. قال: هذا حالك مع ما بلغني عنك من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك! قال: نعم. قال: ولمَ تفعل ذلك؟ قال: نحن بأرضٍ جواسيسُ العدوِّ بها كثير، فيجب أن نظهر من عزِّ السلطان ما يرهبهم، فإن نهيتني انتهيت. قال: يا معاوية، ما أسألك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس، لئن كان ما قلتَ حقًّا إنه لرأى أريب، وإن كان باطلاً، فإنه لخدعة أديب. قال: فمُرْني. قال: لا آمرك ولا أنهاك. فقيل: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ما صدر عما أوردته.

                ويُروى أيضًا أن معاوية دخل على عمر بن الخطاب -- وعليه حُلَّة خضراء، فنظر إليها الصحابة، فوثب إليه عمر بالدرة، فجعل يقول: اللهَ اللهَ يا أميرَ المؤمنين، فيمَ فيم؟ فلم يكلمه حتى رجع، فقالوا: لمَ ضربته، وما في قومك مثله؟! قال:ما رأيت وما بلغني إلا خيرًا، ولكني رأيته وأشار بيده، فأحببت أن أضع منه ما شمخ.

                وفي عام 18هـ حدث طاعون عمواس، فذهب بكثير من رجالات المسلمين منهم: أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وكان يزيد قد أقام أخاه معاوية مكانه في دمشق، فلما هلك يزيد أمَّر عمر بن الخطاب معاوية على دمشق ثم أضاف له الأردن وفلسطين وحمص إذ توفي شرحبيل بن حسنة بطاعون عمواس وهو على الأردن، وسار عمرو بن العاص لفتح مصر وكان على فلسطين، ومات عمير بن سعد الذي كان واليًا على حمص بعد وفاة عياض بن غنم.

                وقد لاحظ معاوية وهو ينازل الروم باستمرار أن قوتهم في البحر هي العامل الأساسي في بقائهم، وأن التهديدات البرية للروم لا قيمة لها إذ إن المدن الساحلية في الشام معرضة باستمرار للتهديد؛ لذا فلابد من إقامة قوة إسلامية بحرية توقف سلطان الروم البحري عند حده، وأحب قبل القيام بهذا المشروع استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ فكتب له:"يا أمير المؤمنين، إن بالشام قرية يسمع أهلُها نباحَ كلاب الروم وصياح ديوكهم، وهم تلقاء ساحل من سواحل حمص، فإن أذنت بركوب البحر".

                فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص -- ليصف له البحر، فأجابه: "إني رأيت خلقًا عظيمًا يركبه خلق صغير ليس إلا السماء والماء، إِنْ ركن خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، إن مال غرق، وإن نجا برق". فلما قرأ عمر هذا الوصف كتب إلى معاوية: "لا والذي بعث محمدًا بالحق، لا أحمل فيه مسلمًا أبدًا.. وتاللهِ لمسلمٌ أحبُّ إليَّ مما حَوَتِ الروم، فإياك أن تعرض لي، وقد تقدمت إليك، وقد علمت ما لقي العلاء مني، ولم أتقدم إليه في مثل ذلك".



                فلمَّا تولى عثمان بن عفان الخلافة أعاد معاوية طلب بناء قوة بحرية للمسلمين من الخليفة الجديد فلم يزل به معاوية حتى عزم على ذلك، ولكن قال له: "لا تنتخب الناس ولا تُقْرِعْ بينهم، خيِّرهم فمن اختار الغزو طائعًا فاحمله وأعنه". ففعل واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الحارثي حليف بني فزارة، وأصبحت السفن تُبنى في عكَّا وصور وطرابلس على سواحل بلاد الشام".

                وغزا معاوية جزيرة قبرص، وصالح أهها على سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين كل سنة، وذلك في عام 27هـ، وساعد أهل مصر في تلك الغزوة بإمرة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان معاوية على الناس جميعًا، وكان بين الغزاة من صحابة رسول الله
                أبو ذر الغفاري وعبادة بن الصامت وكانت معه زوجته أم حرام، فكان معاوية أول من ركب البحر كما أخبر رسول الله بذلك في الحديث الذي روته أم حرام بنت ملحان.

                ثم نقض أهل قبرص عهدهم فأرسل إليهم حملة مؤلَّفةً من اثني عشر ألفًا، ونقلها إلى الجزيرة بمهمة حمايتها، فأقامت المساجد هناك، وبقيت الحامية هناك حتى أيام يزيد بن معاوية.

                ولقد كان معاوية موضع ثقة الخلفاء الراشدين من بعد رسول الله
                ، والحق أن معاوية كان أهلاً لهذه الثقة؛ فلذلك ولاه عمر بن الخطاب الشام بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان، ثم جاء بعد عمر عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- فجعل معاوية واليًا على الشام كله، وحسبك بمن ولاه عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ؛ فقد كان معاوية أهلاً للإمارة والخلافة معًا، ومن أجل هذه الأهلية ظل أميرًا على الشام عشرين سنة، وخليفة للمسلمين ما يقرب من عشرين سنة، فلم يهجه أحد في دولته بل دانت له الأمم، وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك.

                قال عنه علي بن أبي طالب بعد رجوعه من صفين: أيها الناس، لا تكرهوا إمارة معاوية؛ فإنكم لو فقدتموها رأيتم الرءوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل. وقد حزن معاوية لمقتل علي بن أبي طالب حزنًا شديدًا، فيروى أنه عندما جاءه خبر قتله بكى بكاءً شديدًا، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك! إنكِ لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم.

                أما الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص فقد قال عنه: ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب. يعني معاوية. وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكًا ورحمة.

                مما سبق نتأكد من مكانة معاوية عند رسول الله
                وخلفائه الراشدين وبقية الصحابة الذين أثنوا عليه ثناءً عظيمًا، ولقد كان خليقًا بهذه المنزلة الرفيعة تبعًا لما مرّ بنا من سيرته وعمله الدءوب.

                عام الجماعة وخلافة معاوية

                بعد استشهاد الإمام علي رضي الله عنه سنة 40هـ تم الصلح بين معاوية والحسن بن علي سنة 41هـ، حيث تنازل بمقتضاه الحسن عن الخلافة وبويع معاوية، ودخل الكوفة وبايعه الحسن والحسين سنة 41هـ، واستبشر المسلمون بهذه المصالحة التي وضعت حدًا لسفك الدماء والفتن، وسموا هذا العام عام الجماعة. وهذه إشارة واضحة لرضا الناس عن خلافة معاوية واستقبالها استقبالاً حسنًا، فقد تولى الخلافة ووراءه تجربة طويلة في الحكم والإدارة وسياسة الناس، فولايته على الشام قبل الخلافة لمدة تزيد على العشرين عامًا، أكسبته خبرة كبيرة هيأت له النجاح في خلافته. والحقيقة أن معاوية كان يتمتع بصفات عالية ترشحه لأن يكون رجل الدولة الأول، وتجعله خليقًا بهذا المنصب الخطير.

                المناوئون يشهدون لمعاوية

                يقول ابن الطقطقا: وأما معاوية كان عاقلاً في دنياه، لبيبًا عالمًا حاكمًا ملكًا قويًّا جيد السياسة، حسن التدبير لأمور الدنيا عاقلاً حكيمًا فصيحًا بليغًا، يحلم في موضع الحلم، ويشتد في موضع الشدة إلا أن الحلم كان أغلب عليه، وكان كريمًا باذلاً للمال محبًّا للرياسة شغوفًا بها، كان يَفْضُلُ على أشراف رعيته كثيرًا، فلا يزال أشراف قريش مثل: عبد الله بن العباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر الطيار، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وأبان بن عثمان بن عفان، وناس من آل أبي طالب يفدون عليه بدمشق، فيكرم مثواهم، ويحسن قِرَاهم ويقضي حوائجهم، ولا يزالون يحدثونه أغلظ الحديث ويجبهونه أقبح الجَبَه، وهو يداعبهم تارة، ويتغافل عنهم أخرى، ولا يعدهم إلا بالجوائز السَّنِيَّة، والصلات الجمَّة... إلى أن يقول: واعلم أن معاوية كان مربي دول وسائس أمم، راعي ممالك، ابتكر في الدولة أشياء لم يسبقه إليها أحد.

                وأما اليعقوبي والمسعودي فقالا: "وكان لمعاوية حلم ودهاء ومكر ورأي وحزم في أمر دنياه، وجود بالمال".

                وثناء هؤلاء الثلاثة من المؤرخين على معاوية وحسن سياسته وإدارته لشئون الدولة، أمر له مغزاه وأهميته لما عُرِف عنهم جميعًا من ميول شيعية ملموسة. وأما إعجاب ابن خلدون به فيتمثل في قوله: "وأقام في سلطانه وخلافته عشرين سنة ينفق من بضاعة السياسة، التي لم يكن أحد من قومه أوفر فيها منه يدًا، من أهل الترشيح من وَلَدِ فاطمة وبني هاشم، وآل الزبير وأمثالهم".

                علم غزير وقيادة حكيمة

                ويروي ابن الأثير في أسد الغابة عن عبد الله بن عمر -- أنه قال: "ما رأيت أحدًا بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم أسود من معاوية. فقيل له: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ فقال: كانوا -والله- خيرًا من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود".

                ويروي الطبري مرفوعًا إلى عبد الله بن عباس قوله: "ما رأيت أحدًا أخلق للملك من معاوية، إن كان ليرد الناس منه على أرجاء وادٍ رَحْب".

                ويقول ابن تيمية: "فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خيرًا من معاوية، إذا نُسِبَتْ أيامه إلى أيام من بعده، أما إذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل".

                وذُكِرَ عمر بن عبد العزيز عند الأعمش فقال:" فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه، قال: لا والله، في عدله". وإليك شهادة الذهبي له، حيث يقول: "وحَسْبُك بمن يؤمِّره عمر ثم عثمان على إقليم فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويُرضي الناس بسخائه وحلمه، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفَرْط حلمه وسعة نفسه، وقوه دهائه ورأيه".

                وسُئِل عنه عبد الله بن المبارك ذات مرة أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟ وبلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة.

                وقد قال أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي: قال: أدركت خلافة معاوية عدة من الصحابة منهم أسامة وسعد وجابر وابن عمر وزيد بن ثابت وسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن حديج وأبو إمامة وأنس بن مالك، ورجال أكثر وأطيب ممن سمينا بأضعاف مضاعفة كانوا مصابيح الهدى وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله ومن الدين جديده، وعرفوا من الإسلام ما لم يعرفه غيرهم وأخذوا عن رسول الله تأويل القرآن، ومن التابعين لهم بإحسان ما شاء الله، منهم المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريز، وفي أشباه لمن لم ينزعوا يدًا من جماعة في أمة محمد .

                وقال عبد الملك بن مروان يومًا وذكر معاوية فقال:ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه. وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا ولا أكثر سؤددًا ولا أبعد أناة -أي حلم ورفق- ولا ألين مخرجًا ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية.

                وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلامًا سيئًا شديدًا، فقيل: لو سطوت عليه؟ فقال: إن لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي. وفي رواية قال الرجل: يا أمير المؤمنين، ما أحلمك!! فقال: إني لأستحيي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي. وقال الأصمعي عن الثوري: قال معاوية: إن لأستحيي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أكبر من حلمي، أو تكون عورة لا أوريها بستري.

                وهكذا يكاد ينعقد إجماع علماء الأمة من الصحابة والتابعين ومن تلاهم على الثناء على معاوية وجدارته بالخلافة، وحُسْنِ سياسته وعدله؛ مما مكَّن له في قلوب الناس، وجعلهم يجمعون على محبته، يقول ابن تيمية رحمه الله: "وكانت سيرة معاوية في رعيته من خيار سير الولاة، وكانت رعيته تحبه". وقد ثبت في الصحيحين عن النبي
                أنه قال : "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتُصلُّون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم".

                وقد ورد كثير من الأخبار بدعاء النبي
                لمعاوية فقد روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه؛ فقالوا: كيف يتولى معاوية وفي الناس من هو خير مثل الحسن والحسين؟! فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة -هو أحد الصحابة-: لا تذكروه إلا بخير؛ فإني سمعت رسول الله يقول: "اللهم اجعله هاديًا مهديًا وَاهْدِ به".

                وكانت صلاته أشبه بصلاة رسول الله
                ، فرُوي عن أبي الدرداء أنه قال: "ما رأيت أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا"؛ يعني معاوية.

                كما ثبت في الصحيح أنه كان فقيهًا يعتد الصحابة بفقهه واجتهاده؛ فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب المناقب عن أبي مليكة قال: "أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس؛ فأتى ابن عباس فأخبره، فقال: دعه؛ فإنه قد صحب رسول الله
                . وفي رواية أخرى قيل لابن عباس: "هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة. قال: أصاب، إنه فقيه".

                وهكذا يتبين لنا عظمة معاوية ؛ فقد كان جديرًا بالخلافة، قادرًا على تحمل تبعاتها، فقد شهد له القريب والبعيد، والأصدقاء والأعداء، والعلماء والحكماء، شهدوا بمكانته وجدارته وعلمه. رضي الله عنه وأرضاه


                منقول
                (بتصرف)
                موقع قصة الإسلام د. راغب السرجاني

                التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 13 أغس, 2011, 11:50 ص.

                sigpic


                يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                تعليق

                • ظل ظليل
                  مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

                  • 26 أغس, 2008
                  • 3506
                  • باحث
                  • مسلم

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة السهم الثاقب
                  وكان معاوية موضع ثقة النبي فلذلك جعله من جملة الكتاب بين يديه الذين يكتبون الوحي له، فقد روى هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "لما كان يوم أم حبيبة من النبي دقَّ الباب دَاقٌّ؛ فقال النبي : انظروا من هذا؟ قالوا: معاوية. قال: ائذنوا له. فدخل وعلى أذنه قلم يخط به، فقال: ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟ قال: قلم أعددته لله ولرسوله. فقال: جزاك الله عن نبيك خيرًا، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله، وما أفعل صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله".
                  هذا الحديث ضعيف‏‏ فيه السري بن عاصم

                  تعليق

                  • امجد
                    4- عضو فعال
                    • 15 أبر, 2010
                    • 556
                    • اعمال حره
                    • مسلم

                    #10
                    أخي الكريم السهم الثاقب حياكم الله
                    أحببتً أن أذكرك ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
                    أن الاعداء لم يستطيعوا ان يزيدوا في القرآن الكريم فلجئوا الى الزيادة في الحديث وخاصة أيام الفتنة
                    ومعظم أو جميع الأحاديث التي وضعت في تلك الفترة مع أو ضد معاوية لا يصح ولم يثبت منها شيء

                    تعليق

                    • السهم الثاقب
                      حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

                      حارس من حراس العقيدة
                      عضو شرف المنتدى
                      • 21 ماي, 2010
                      • 837
                      • مهندس كهرباء تحكم
                      • مسلم

                      #11

                      المشاركة الأصلية بواسطة ظل ظليل
                      هذا الحديث ضعيف‏‏ فيه السري بن عاصم

                      أخي الكريم السهم الثاقب حياكم الله
                      أحببتً أن أذكرك ( فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
                      أن الاعداء لم يستطيعوا ان يزيدوا في القرآن الكريم فلجئوا الى الزيادة في الحديث وخاصة أيام الفتنة
                      ومعظم أو جميع الأحاديث التي وضعت في تلك الفترة مع أو ضد معاوية لا يصح ولم يثبت منها شيء

                      جزاكما الله كل خير وأكثر من أمثالكما يا أحبة ... هذه ثاني مرة أنقل المقالة عن خال المؤمنين رضي الله عنه عن موقع قصة الإسلام لصاحبه _حفظه الله_ دكتور راغب السرجاني. سلمتْ في نقلي الأول من الفحص والتمحيص وفي هذه لا تفوت علي من كان مثلكم _ما شاء الله_ يبدو علي المتن ظاهر الوضع لما يحويه من غلو فحسب علمي لم يوحِ الله _سبحانه وتعالي_ بما ثبت في صحيح السنة إلّا في أمر القلائل من الصحابة الكرام _رضوان الله عليهم_ وتصرفي بالمقالة لزيادة الآية الكريمة والحديث وقول الآجري بمقدمة المقالة. هذا مصدر النقل :(http://www.islamstory.com/%D9%85%D9%...84%D8%A7%D9%85)

                      تابع : أفضال معاوية رضي الله عنه

                      معاوية - رضي الله عنه - قد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 163 حديثا وخصص له الإمام أحمد في كتابه مسندا خاصا وروى له أكثر من مائة حديث . وكذا أبو يعلى الموصلي في مسنده والحميدي في مسنده . والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم .


                      ((( قال الذهبي : مسنده في مسند بقي - يعني ابن مخلد - مئة وثلاثة وستون حديثا وقد عمل الأهوازي مسنده في مجلد واتفق له البخاري ومسلم على أربعة وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة . أخرج له أصحاب الكتب الستة ستين حديثا ))) من سب الصحابة ص80 .

                      قال الإمام النووي : ((( وأما معاوية - رضي الله عنه - فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء - رضي الله عنه - ))) شرح النووي على صحيح مسلم 4/530 .


                      يتبع باذن الله ...
                      تفنيد شبهة مُسمي (الفتنة الكبري) المُغرِض وتوضيح الهدف منه !!

                      التعديل الأخير تم بواسطة ظل ظليل; 14 أغس, 2011, 11:57 م. سبب آخر: تعديل مكان الإقتباس

                      sigpic


                      يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                      تعليق

                      • السهم الثاقب
                        حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

                        حارس من حراس العقيدة
                        عضو شرف المنتدى
                        • 21 ماي, 2010
                        • 837
                        • مهندس كهرباء تحكم
                        • مسلم

                        #12
                        تفنيد شبهة مُسمي (الفتنة الكبري) المُغرِض وتوضيح الهدف منه !!

                        لا بُد للباحث تحت هذا العنوان من بعض السرد _المُختصر_ للأحداث التاريخية المُتعلقة بفتنة إقتتال المؤمنين التي تم تهويلها وتضخيمها في أذهان الناس بالشائعات رديئة الصنع والإنتاج وساعد كثيرٌ من الكُتاب والمؤرخون علي مدي القرون وتتابُع الأجيال علي ترسيخ ثقافة عامة بمدي قتامة هذه الفتنة في قرنٍ وصفهُ الرسول بانهُ خير القرون التي مرت علي البشرية !! وإن كانوا قد سوّدوا الصفحات وسوّدوا بها تاريخاً عظيماً بحسن نية ... فقد فعلوا !!

                        سأضيف إن شاء الله عدة محاور للبحث والله الموّفق :


                        • الأيدي الخفية التي أدارت أحداث الفتنة

                        (قتل عثمان رضي الله عنه ومعركتي الجمل وصفين)
                        • الصحابة الكرام _رضوان الله عليهم_ المعتزلون لفتنة إقتتال المؤمنين
                        • تسلسل الأحداث بعد إنتهاء أحداث الفتنة مؤكداً تجاوزها وطي صفحتها
                        • أصل التهويل والتضخيم من وراءه ؟؟ وأغراضه ؟؟ ولماذا خُدعنا ؟؟
                        • قائمة بالمراجع والمصادر

                        التعديل الأخير تم بواسطة السهم الثاقب; 16 أغس, 2011, 03:19 ص.

                        sigpic


                        يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                        تعليق

                        • الشرقاوى
                          حارس مؤسس

                          • 9 يون, 2006
                          • 5442
                          • مدير نفسي
                          • مسلم

                          #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم



                          الفتن وقت الصحابة من برنامج ليطمئن قلبي للدكتور راغب السرجاني على قناة التحرير



                          http://www.youtube.com/watch?v=D2fgF...layer_embedded
                          الـ SHARKـاوي
                          إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
                          ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
                          فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
                          فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
                          ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

                          تعليق

                          • السهم الثاقب
                            حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

                            حارس من حراس العقيدة
                            عضو شرف المنتدى
                            • 21 ماي, 2010
                            • 837
                            • مهندس كهرباء تحكم
                            • مسلم

                            #14

                            إن التاريخ الإسلامي لم يبدأ تدوينه إلا بعد زوال دولة بني أمية وقيام دول لا يسر رجالها التحدث بمفاخر ذلك الماضي و محاسن أهله .
                            فتولى تدوين تاريخ الإسلام ثلاث طوائف :-

                            1 - طائفة كانت تنشد العيش والجدة من التقرب إلى مبغضي بني أمية بما تكتبه وتؤلفه .
                            2 - وطائفة ظنت أن التدين لا يتم، و لا يكون التقرب إلى الله إلا بتشويه سمعة أبي بكر وعمر عثمان _رضوان الله عليهم_ وبني عبد شمس جميعاً .
                            3 - وطائفة ثالثة من أهل الإنصاف والدين - كالطبري و ابن عساكر و ابن الأثير، و ابن كثير - رأت أن من الإنصاف أن تجمع أخبار الإخباريين من كل المذاهب و المشارب ، كلوط بن يحي الشيعي المحترق ، و سيف بن عمر العراقي المعتدل ، - و لعل بعضهم اضطر إرضاءً لجهات كان يشعر بقوتها ومكانتها - ، فتجعل العهدة بعد ذلك على القارئ . و قد أثبت أكثر هؤلاء أسماء رواة الأخبار التي أوردوها ليكون الباحث على بصيرة من كل خبر بالبحث عن حال راويه .

                            و قد وصلت إلينا هذه التركة لا على أنها هي تاريخنا ، بل على أنها مادة غزيرة للدرس و البحث يستخرج منها تاريخنا ، و هذا ممكن و ميسور إذا تولاه من يلاحظ مواطن القوة و الضعف في هذه المراجع ، وله من الألمعية ما يستخلص به حقيقة ما و قع و يجرّدها عن الذي لم يقع ، مكتفياً بأصول الأخبار الصحيحة مجردة عن الزيادات الطارئة عليها . [العواصم من القواصم] (ص 179) .

                            ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

                            أشكرك علي الإضافة الماتعة اُستاذنا الكبير الشرقاوي والعذر منكم لتأخري فالبحث مُرهق بتعدد المصادر التي يجب الرجوع إليها إضافةً إلي غلاء الوقت في هذه الأيام (إبتسامة), باذن الله أفرغ قريباً وأضيف ما عندي تباعاً ... شاكرٌ لك مرورك العاطر.

                            sigpic


                            يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                            تعليق

                            • امجد
                              4- عضو فعال
                              • 15 أبر, 2010
                              • 556
                              • اعمال حره
                              • مسلم

                              #15
                              أخي الكريم السهم الثاقب -- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              الصحابة رضي الله عنهم هم المهاجرين والأنصار الذين آمنوا واتبعوا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ساعة العسرة
                              الذين لا يرقى الشك الى أحد منهم في الإيمان والصدق
                              أما من أسلم بعد ذالك فمنهم الصالحون ومنهم غير ذالك
                              ففي معركة أحد رجع إبن أُبي رأس النفاق بثلث الجيش وكانوا منافقين
                              وقد قال صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد ( دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم )
                              فإذا كان هذا الكلام يقوله صلى الله عليه وسلم لسيف الله المسلول الذي أسلم قبل الفتح فما بالك بمن هم دون ذالك
                              وأهل مكة الذين أسلموا بعد الفتح إسمهم الطلقاء وليسوا صحابة
                              والأعراب الذين شاهدوا رسول الله مرة أو مرتين وعادوا الى البادية هم أعراب وليسوا صحابة
                              وذالك لنحفظ للصحابة مكانتهم وقدرهم #####
                              التعديل الأخير تم بواسطة (عبد الرحمن); 19 أغس, 2011, 06:04 ص. سبب آخر: حذف كلام لا يليق

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 6 يوم
                              ردود 0
                              13 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
                              ابتدأ بواسطة عبدالحميد حسين سيد أحمد, منذ 4 أسابيع
                              ردود 0
                              34 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة عبدالحميد حسين سيد أحمد
                              ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, 19 نوف, 2024, 11:57 ص
                              ردود 0
                              32 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
                              ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 25 أكت, 2024, 09:42 م
                              ردود 0
                              22 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة أحمد الشامي1
                              بواسطة أحمد الشامي1
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أكت, 2024, 01:29 ص
                              رد 1
                              16 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              يعمل...