علم النقد الأعلى وأهميته

تقليص

عن الكاتب

تقليص

فتى يسوع مسلم اكتشف المزيد حول فتى يسوع
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 2 (0 أعضاء و 2 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتى يسوع
    2- عضو مشارك

    حارس من حراس العقيدة
    • 3 أبر, 2008
    • 156
    • مسلم

    #16
    أعتذر يا إخوتي على تأخري وسبب ذلك هو سفري ومازلت في سفر وكل عام وأنتم بخير وعيد سعيد

    تعليق

    • فتى يسوع
      2- عضو مشارك

      حارس من حراس العقيدة
      • 3 أبر, 2008
      • 156
      • مسلم

      #17
      والسؤال هنا: إذا لم يكن موسى هو مَن كتب أسفار التوراة الخمسة فمَن الذي كتبها؟


      أسفار التوراة الخمسة مثلها مثل غالبية أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس لا يُعرف من كتبها ، ولكن على الأقل توصل علماء النقد الأعلى إلى إدراك أن كاتب سفر التكوين ليس هو المؤلف الحقيقي للأسفار الخمسة وإنما هو شخص جمع نصوصاً مكتوبة قبله ، وهذه النصوص كانت مأخوذة من ثلاثة مصادر تقريباً ؛ نقرأ في دائرة المعارف الكتابية تحت عنوان "الأسفار الخمسة":


      "في القرن الثامن عشر ظهرت نظرية تدَّعي –بدرجات متفاوتة- أن الأسفار الخمسة ليست جميعها من عمل موسى. واتخذوا من أسماء وألقاب الله المختلفة فى سفر التكوين حجة على تعدد الكاتبين للسفر، وانتهوا إلى أن سفر التكوين يشتمل على ثلاث وثائق -على الأقل- قام أحد المحررين المتأخرين بضمها معاً. كما زعموا أن هذه الوثائق الثلاث أو أجزاء منها ، موجودة أيضاً فى سفر الخروج اللاويين والعدد. أما سفر التثنية فقد نسبوه إلى مصدر آخر من عصر متأخر في زمن حركة الإصلاح التي قام بها يوشيا ملك يهوذا. ولكن هذه النظرية التي تمسك بها بعض النقاد ، تهدم الوحدة الواضحة والتناسق الدقيق بين هذه الأسفار الخمسة، فهي نظرية لا سند لها إلا بعض المزاعم والأوهام."


      كما نرى هنا بأن دائرة المعارف الكتابية تتبع نفس الأسلوب الذي اتبعته حينما تحدثت عن النقد النصي وذلك حينما زعموا بأن المخطوطات متطابقة تماماً ثم اعترفوا بأن ثُمنها غير متطابق! فهاهي دائرة المعارف الكتابية تتبع نفس الأسلوب في اللف والدوران ، فالقول بأن الأسفار الخمسة بها وحدة واضحة وتناسق دقيق والذي في رأيهم يهدم نظرية اختلاف مؤلفي الأسفار الخمسة إنما هو قول مردود عليه ؛ وذلك لأن علماء النقد الأعلى لم يقولوا بتعدد المؤلفين والمصادر إلا حينما وجدوا تناقضات كثيرة ، منها تكرار لبعض القصص بشكل متناقض.


      إليك هنا أربعة أمثلة من تلك القصص المتكررة بشكل متناقض مما يدل على أن كاتب الأسفار الخمسة جمع تلك المعلومات من مصدرين مختلفين:

      1) قصة الخلق:

      النص الأول:

      "1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ . . . 11 وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الارْضُ عُشْبا وَبَقْلا يُبْزِرُ بِزْرا وَشَجَرا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرا كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الارْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 12فَاخْرَجَتِ الارْضُ عُشْبا وَبَقْلا يُبْزِرُ بِزْرا كَجِنْسِهِ وَشَجَرا يَعْمَلُ ثَمَرا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. 13وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَالِثا . . .20 وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الارْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ». 21 فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ وَكُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَاجْنَاسِهَا وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. 22 وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلا: «اثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلاي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الارْضِ».23 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما خَامِسا.24وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الارْضُ ذَوَاتِ انْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَوُحُوشَ ارْضٍ كَاجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذَلِكَ.25 فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الارْضِ كَاجْنَاسِهَا وَالْبَهَائِمَ كَاجْنَاسِهَا وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الارْضِ كَاجْنَاسِهَا. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ.26وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ».27 فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ . . . 31وَرَاى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَاذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما سَادِسا."
      (التكوين 1-31)

      النص الثاني المتكرر:
      "4 هَذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ حِينَ خُلِقَتْ يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الالَهُ الارْضَ وَالسَّمَاوَاتِ5 كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الارْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لانَّ الرَّبَّ الالَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ امْطَرَ عَلَى الارْضِ وَلا كَانَ انْسَانٌ لِيَعْمَلَ الارْضَ.6 ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الارْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الارْضِ.7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً.8 وَغَرَسَ الرَّبُّ الالَهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقا وَوَضَعَ هُنَاكَ ادَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.9 وَانْبَتَ الرَّبُّ الالَهُ مِنَ الارْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلاكْلِ وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.10 وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ ارْبَعَةَ رُؤُوسٍ:11اسْمُ الْوَاحِدِ فِيشُونُ وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ ارْضِ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ الذَّهَبُ.12 وَذَهَبُ تِلْكَ الارْضِ جَيِّدٌ. هُنَاكَ الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ.13وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّانِي جِيحُونُ. وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ ارْضِ كُوشٍ.14وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ. وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ اشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابِعُ الْفُرَاتُ.15 وَاخَذَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا.16 وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا 17 وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ». 18 وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: «لَيْسَ جَيِّدا انْ يَكُونَ ادَمُ وَحْدَهُ فَاصْنَعَ لَهُ مُعِينا نَظِيرَهُ». 19 وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ مِنَ الارْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَاحْضَرَهَا الَى ادَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ ادَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20 فَدَعَا ادَمُ بِاسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَامَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينا نَظِيرَهُ." (التكوين 2 : 4-20)

      نلاحظ بأن الفصل الأول من سفر التكوين يبدأ بـ"في البدء خلق الله السموات والأرض" ثم في الفصل الثاني يسرد قصة الخلق مرة ثانية مع بادئة جديدة: "هذه مبادئ السماوات والأرض حين خلقت يوم عمل الرب الإله الأرض والسماوات." ، ثم نلاحظ بأن ترتيب الخلق في الفصل الأول مختلف عن ترتيب الخلق في الفصل الثاني ، ففي القصة الأولى خلق الله النباتات ثم خلق الحيوانات والطيور ثم خلق الإنسان.
      وأما القصة الثانية فنجد الترتيب قد اختلف تماماً ، فقد خلق الله أولاً الإنسان ثم النباتات ثم الحيوانات والطيور.

      2) عدد الحيوانات الطاهرة التي أمر الله نوح أن يدخلها:

      النص الأول:
      "18 وَلَكِنْ أقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19 وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرا وَأنْثَى.20 مِنَ الطُّيُورِ كَأجْنَاسِهَا وَمِنَ الْبَهَائِمَ كَأجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ دَبابَاتِ الأرْضِ كَأجْنَاسِهِ. اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إلَيْكَ لِاسْتِبْقَائِهَا." (التكوين 6 : 18-20)


      "6 وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الارْضِ 7 فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ الَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ.8 وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأرْضِ:9 دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إلَى نُوحٍ إلَى الْفُلْكِ ذَكَرا وَأنْثَى. كَمَا أمَرَ اللهُ نُوحا." (التكوين 7 : 6-9)

      النص الثاني المتكرر:

      "1 وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إلَى الْفُلْكِ لأنِّي إيَّاكَ رَأيْتُ بَارّا لَدَيَّ فِي هَذَا الْجِيلِ. 2مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرا وَأنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرا وَأنْثَى. 3 وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أيْضا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرا وَأنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأرْضِ." (التكوين 7 : 1-3)

      هل أخذ سيدنا نوح عليه السلام اثنان من كل نوع من البهائم الطاهرة والطيور أم سبعة؟

      3) أسماء زوجات عيسو:

      النص الأول:
      "وَلَمَّا كَانَ عِيسُو ابْنَ أرْبَعِينَ سَنَةً اتَّخَذَ زَوْجَةً: يَهُودِيتَ ابْنَةَ بِيرِي الْحِثِّيِّ وَبَسْمَةَ ابْنَةَ ايلُونَ الْحِثِّيِّ." (سفر التكوين 26 : 34)


      "فَذَهَبَ عِيسُو إلَى إسْمَاعِيلَ وَأخَذَ مَحْلَةَ بِنْتَ إسْمَاعِيلَ بْنِ ابْرَاهِيمَ أخْتَ نَبَايُوتَ زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ." (سفر التكوين 28 : 9)

      النص الثاني المتكرر:

      "أخَذَ عِيسُو نِسَاءَهُ مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ: عَدَا بِنْتَ ايلُونَ الْحِثِّيِّ وَأهُولِيبَامَةَ بِنْتَ عَنَى بِنْتِ صِبْعُونَ الْحِوِّيِّوَبَسْمَةَ بِنْتَ اسْمَاعِيلَ اخْتَ نَبَايُوتَ.." (سفر التكوين 36 : 2-3)


      عيصو هو ابن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام وهو الأخ الأكبر لسيدنا يعقوب عليه السلام. تزوج عيصو ثلاث زوجات (اثنان كنعانيات أو حثّيّات والثالثة إسماعيلية) ولكن المشكلة تكمن في التحيّر والتناقض الواضح في أسمائهن، فهل كانت زوجته بسمة ابنة إيلون الحثي أم ابنة إسماعيل ابن الخليل إبراهيم عليهما السلام؟ وهل زوجته التي هي ابنة إسماعيل محلة أم بسمة؟ وهل كانت ابنة إيلون بسمة أم عدا؟ وهل كانت إحدى زوجاته الثلاث يهوديت أم أهوليبامة؟

      4) مكان وفاة هارون والأماكن التي مر عليها بنو إسرائيل بعد وفاته:

      النص الأول:
      "فصعد هارون الكاهن إلى جبل هور حسب قول الرب ومات هناك في السنة الأربعين لخروج بني إسرائيل من أرض مصر في الشهر الخامس في الأول من الشهر. وكان هارون ابن مئة وثلاث وعشرين سنة حين مات في جبل هور. وسمع الكنعاني ملك عراد وهو ساكن في الجنوب في أرض كنعان بمجيء بني إسرائيل ثم ارتحلوا من جبل هور ونزلوا في صلمونة. ثم ارتحلوا من صلمونة ونزلوا في فونون." (سفر الأرقام 33 : 38-42)

      النص الثاني المتكرر:


      "وبنو إسرائيل ارتحلوا من آبار بني يعقان إلى موسير. هناك مات هارون وهناك دفن. فكهن إلعازار ابنه عوضاً عنه. من هناك ارتحلوا إلى الجدجود ومن الجدجود إلى يطبات أرض أنهار ماء." (سفر التثنية 10 : 6-7)


      بحسب سفر الأرقام أن سيدنا هارون عليه السلام مات في جبل هور ولكن بحسب سفر التثنية مات في موسير، بل وحتى المدن التي رحل إليها بنو إسرائيل بعد وفاته أيضاً مختلفة.

      تعليق

      • فتى يسوع
        2- عضو مشارك

        حارس من حراس العقيدة
        • 3 أبر, 2008
        • 156
        • مسلم

        #18
        إن علماء النقد الأعلى لاحظوا أمراً آخر في الروايات المتكررة والمتناقضة ، فهذه الروايات تختلف فيما بينها غالباً في استخدام اسم الله ، فبعض الروايات تذكر اسم الله بـالعبرية "إلوهيم" (والتي تترجمها نسخة الفاندايك العربية إلى "الله") ، وبعض الروايات الأخرى تستخدم كلمة عبرية أخرى وهي "يهوه" (والتي تترجمها نسخة الفاندايك إلى "الرب") ، ويمكنك أن تلاحظ ذلك جلياً من خلال قصة الخلق ، فالرواية الأولى التي تقع في الفصل الأول من سفر التكوين يُستخدم فيها كلمة "إلوهيم" حينما يُذكر الله وأما الرواية الثانية والتي تقع في الفصل الثاني من سفر التكوين فيُستخدم فيها كلمة "يهوه" أو "يهوه إلوهيم" (الكلمتين مع بعض) تعبيراً عن الله ، فالرواية الأولى لقصة الخلق تبدأ هكذا:

        "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ ["إلوهيم" في العبرية] السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ." (التكوين 1 : 1)

        وأما الرواية الثانية فبدايتها هكذا:

        "هَذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ حِينَ خُلِقَتْ يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإلَهُ [يهوه إلوهيم] الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ." (التكوين 2 : 4) (فيترجم أصحاب الفاندايك كلمة "يهوه" إلى "الرب" ، وكلمة "إلوهيم" إلى "الإله" أو"الله")

        ونفس الشيء نلاحظه في قصة ركوب نوح السفينة فالنصوص التي تذكر بأن عدد الحيوانات الطاهرة اثنتين استخدم فيها "إلوهيم" وأما النصوص التي تذكر بأنها سبعة اُستخدِم فيها لفظة "يهوه".

        تذكر أشهر الموسوعات المسيحية الإنجليزية وهي الموسوعة العالمية القياسية للكتاب المقدس (International Standard Bible Encyclopedia) تحت عنوان "PENTATEUCH" (أي "الكتب الخمسة") بأن الأدلة التي تدل على أن موسى لم يكتب التوراة إلى جانب وجود التناقضات وأيضاً اختلاف أسلوب الكتابة جعلت علماء النقد الأعلى لأن يتوصلوا إلى الاستنتاج بأن هناك مصدرين (أو تراثين) أوليين لأسفار التوراة الخمسة ، فالمصدر الأول رُمز له بالحرف اللاتيني "J" (إشارة إلى استخدام لفظة "يهوه" على الله ، فالحرف "J" أُخِذ من كلمة جهوفا الإنجليزية التي هي من "يهوه" العبرية) ، وأما المصدر الثاني فيُرمز له بالحرف "E" (إشارة إلى لفظة "إلوهيم") ، ثم جمع شخص ما التراثين وجعلهما في كتاب ما ، ثم جاء شخص ثان وأضاف بعض الفصول في سفر اللاويين ، ويُرمز لإضافة هذا الشخص بالحرف "P" ، ثم متأخراً كتب شخص ما سفر التثنية والتي أضيفت إلى بقية الأسفار الأربعة ، ويُرمز له بالحرف "D" (مأخوذة من كلمة "Deuteronomy" والتي هي الاسم الإنجليزي لسفر التثنية) ، وبذلك فإن الأسفار الخمسة قد كُتبت على يد أربعة مؤلفين مجهولين يُرمز لهم بالـ"J" و الـ"E" و الـ"P" والـ"D" ، والتي تطورت في النهاية إلى ماهي عليها اليوم.

        تعليق

        • فتى يسوع
          2- عضو مشارك

          حارس من حراس العقيدة
          • 3 أبر, 2008
          • 156
          • مسلم

          #19
          إذن خلاصة القول في أسفار التوراة الخمسة:

          1) هناك خمسة أدلة رئيسية تبين بأن موسى لم يكتب هذه التوراة (1-خاتمة التوراة التي ذكرت وفاة موسى ، 2-بداية سفر التثنية التي تبين أن الكاتب شخص جمع أقوال موسى ، 3-الكاتب يصف موسى بأنه في الجهة المقابلة من نهر الأردن ، 4-الكاتب عاش بعد فتح فلسطين أرض الميراث ، 5-الكاتب عاش بعد تغيير اسم مدينة لايش إلى دان.)

          2) هناك تناقضات في التوراة تدل على أن الكاتب جمع كتابه من مصادر مختلفة.

          3) استخدام كلمة إلوهيم وكلمة يهوه تؤكد على اختلاف تلك المصادر.

          تعليق

          • فتى يسوع
            2- عضو مشارك

            حارس من حراس العقيدة
            • 3 أبر, 2008
            • 156
            • مسلم

            #20
            -- يُتبع --

            تعليق

            • أحمد.
              مشرف اللجنة العلمية

              حارس من حراس العقيدة
              • 30 يون, 2011
              • 6655
              • -
              • مسلم

              #21
              متابع أخى الكريم .. بارك الله فيك وأحسن إليك
              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

              رحِمَ
              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

              تعليق

              • فتى يسوع
                2- عضو مشارك

                حارس من حراس العقيدة
                • 3 أبر, 2008
                • 156
                • مسلم

                #22
                حياك الله أخونا أحمد وبارك الله فيك وكل عام وأنت بخير

                تعليق

                • فتى يسوع
                  2- عضو مشارك

                  حارس من حراس العقيدة
                  • 3 أبر, 2008
                  • 156
                  • مسلم

                  #23
                  على العموم . . ليست أسفار التوراة الخمسة وحدها كُتبت على يد أكثر من مؤلف ، وإنما هناك أسفار أخرى من الكتاب المقدس تطورت على مدى الزمن بمختلف الأيادي والمؤلفين بطريقة فيها من الشبه بما حصل لأسفار التوراة الخمسة وإنجيل يوحنا. أهم تلك الأسفار التي يتحدث العلماء عن وجود أكثر من مؤلف هي سفر المزامير وأشعياء وإرميا وزكريا.

                  فسفر المزامير معترف من قبل علماء الكتاب المقدس بأنه قد كُتِبت فصوله على يد مؤلفين عدة ؛ يعلق المفسر جون جيل (في مقدمة شرحه على سفر المزامير) بأن علماء اليهود اختلفوا في تحديد كتبة هذا السفر إلى عشرة آراء! ذكر جون جيل ثلاثة آراء منها:

                  1) رأي يقول بأن سفر المزامير كتبه ثلاثة عشر شخصاً! وهم: آدم أبو البشر وملكيصادق وإبراهيم عليه السلام وآساف وهيمان وإيدوثن (Jeduthun) و النبي موسى و أبناء قورح الثلاثة وآسر (Asir) وألقانة وأبياصاف.
                  2) ورأي يقول بأن كاتبها عشرة أشخاص وهم: آدم وملكيصادق وإبراهيم عليه السلام والنبي موسى وداود وسليمان وآساف وأولاد قورح الثلاثة.
                  3) ورأي يقول كُتبت على يد داود وحده.

                  وكما قلت بأن أغلب العلماء يؤيدون الرأي بأن الكتبة أكثر من داود ، بغض النظر عمن هم أولئك الكتبة ، فيشير المفسر آدم كلارك (في مقدمته على سفر المزامير) إلى وجود أدلة تدل على أن هناك من جاء بعد داود وأضاف فصولاً في سفر المزامير.

                  وعن سفر أشعياء تذكر الموسوعة العالمية القياسية للكتاب المقدس (International Standard Bible Encyclopedia) تحت عنوان "ISAIAH" (أي "أشعياء") بأن علماء النقد الأعلى اليوم توصلوا إلى أن الـ66 فصلاً في سفر أشعياء لم يكتب النبي أشعياء إلا الـ36 فصلاً الأولى منها ، ثم أضاف مؤلف آخر (أسموه بأشعياء الثاني) الفصول 40-55 ، ثم أضاف مؤلف ثالث (أسموه بأشعياء الثالث) الفصول 56-66 ، أي أن ما يقارب نصف سفر أشعياء أضيفت على كلام أشعياء الأصلي! وذلك إن كان فعلاً أشعياء قد كتب أي آية في هذا السفر.

                  والسبب الذي جعل علماء النقد الأعلى يستنتجون عدة مؤلفين لسفر أشعياء هو اختلاف الزمن والأحداث التي ذكرت فيها والتي تبين بأن الكتبة المختلفين تفصل بينهم قرون ، نقرأ في مقدمة سفر أشعياء في نسخة الآباء اليسوعيين وهي إحدى نسخ الكتاب المقدس العربية:

                  "وأوضح دلیل على تعدد المؤلفین یظھرفي مطلع الفصل الأربعین، حیث یبدأ مؤلف یقال له سفر أشعیاء الثاني. فبدون أي تمھید نرى أنفسنا منقولین من القرن الثامن [قبل الميلاد] إلى حقبة الجلاء (القرن السادس) ولم یعد یذكراسم أشعیاء، وأما أشور فقد حلت بابل محلھا وأخذ اسم بابل یرد كثیراً ، بالإضافة إلى اسم ملك المیدیین والفرس ، أيقورش."


                  وأما عن سفر زكريا فنقرأ مقدمته في نسخة الآباء اليسوعيين:


                  "إن سفرزكریا ،شأن سفر أشعیا ، لایمكن أن یُنسب إلى نبي واحد. فالفصول 1-8 تختلف كل الاختلاف عن الفصول ٩-14 وتكوّن كتاباً واضح الحدود یُنسب إلى النبي زكریا ، المعاصر لحجّاي ، في زمن العودة من الجلاء. وأما القسم الثاني فإنه من عمل كاتب جاء بعد زكریا ، ویسمى عادة زكرياالثاني . فلابد من درس میزات المؤلفین منفردة."


                  كما رأيت بأن حال هذه الأسفار يبين اشتراك أكثر من مؤلف لها والذي يخالف معتقدات المسيحيون الأوائل ، وهكذا هو الحال مع الكثير من أسفار العهد القديم الأخرى ، والمشكلة الكبرى هنا أن عوام المسيحيين لا يعلمون شيئاً عن هذه المكتشفات الهامة ، يقول البروفسور والقس البريطاني ج. و. روجرسون (J. W. Rogerson) (والذي شغل رئيساً لقسم الدراسات الإنجيلية بجامعة شيفيلد البريطانية) في كتابه "المدخل إلى الكتاب المقدس" (An Introduction to the Bible) (ص 27 ط 1999) مجيباً على سؤال "كيف كتب كتبة الكتاب المقدس؟":


                  "على العموم . . إن الكثير من الناس العاديين الغير متعصبين يقاومون النظريات العلمية ، فالقراء معتادون على أعمال كتبها مؤلف واحد. إن الفكرة (التي يقترحها علماء الكتاب المقدس المعاصرون بأن الكتاب المقدس يتكون من أسفار أُلّفت بعملية دمج بين مصادر منفصلة أصلاً أو عن طريق الإضافة إلى المصادر الأصلية وأن كل ذلك حصل على يد عدة أشخاص إن لم يكونوا كثيرين والتي تمت ربما على فترة طويلة) غريبة عن تجربة القارئ المعاصر وتحتاج إلى التبيين والتبرير."
                  "However, many ordinary people who have no religious axe to grind are resistant to the theories scholarship. Readers are most familiar with works that have been written by one author. The idea, proposed by modern biblical scholarship, that the Bible was composed by various processes of amalgamation of originally separate sources, or by the supplementation of original sources, and that all this was done by several if not many hands, perhaps over a long period, is alien to the experience of modern readers, and needs to be explained and justified."

                  تعليق

                  • فتى يسوع
                    2- عضو مشارك

                    حارس من حراس العقيدة
                    • 3 أبر, 2008
                    • 156
                    • مسلم

                    #24
                    -- يتبع --

                    تعليق

                    • فتى يسوع
                      2- عضو مشارك

                      حارس من حراس العقيدة
                      • 3 أبر, 2008
                      • 156
                      • مسلم

                      #25
                      سفري صموئيل

                      قد تحدثنا في موضوع سابق عن كون الكثير من أسفار الكتاب المقدس يجهل العلماء المسيحيين مؤلفها الحقيقي ، وقد رأينا كيف أن اليهود والمسيحيين السابقين قد ألصقوا أسماء أنبياء لتمويه المؤمن العادي لكي يثق في إلهامية تلك الأسفار.

                      وأما هنا فإننا سنسلط الضوء على سفري صموئيل الأول والثاني لنجيب على الأسئلة التالية: من هو مؤلف سفري صموئيل الأول والثاني؟ هل يتفق هذين السفرين مع بقية أسفار الكتاب المقدس؟ وبالتالي هل سفري صموئيل سفرين ملهمين من الله أم مجرد كتابين تاريخيين عاديين؟

                      في مقدمة كتابه "شبهات وهمية حول الكتاب المقدس" يقول القس منيس عبد النور محاولاً تثبيت مصداقية أسفار الكتاب المقدس:

                      "وصلت أسفار الكتاب المقدس إلينا بسند متصل وتواتر قوي."

                      هل كلام القس منيس صحيح؟ في الحقيقة لقد كان المسيحيون الأوائل ينسبون سفري صموئيل إلى النبي صموئيل ، وهو آخر قضاة بني إسرائيل والذي على يده تم اختيار أول ملك على بني إسرائيل وهو شاول ، بل ولو سألت أي مسيحي عن مؤلف سفري صموئيل لأجابك بأنه صموئيل ، فهذا هو الشائع في العالَم المسيحي ، ومادام أنّ صموئيل نبي فمن المؤكد أن كل ما يكتبه إنما هو بوحي من الله ، ولكن ماذا لو كان المؤلف في الحقيقة ليس صموئيل؟

                      في الواقع إن هناك نصوصاً تدل على أن صموئيل يستحيل أن يكون هو كاتب السفرين ، أهم تلك النصوص ذكر وفاة صموئيل نفسه!
                      "وَمَاتَ صَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ." (صموئيل الأول 25 : 1)

                      ليست المشكلة هنا محصورة في ذكر وفاة صموئيل ، وإنما أيضاً في كون سفر صموئيل الأول عبارة عن 31 إصحاحاً وقد رأينا بأن وفاة صموئيل ذُكِرت في بداية الفصل الخامس والعشرين ، فكل الفصول التي بعدها تتحدث عن الأحداث التي حصلت بعد زمن صموئيل (وهي من الفصل 25-31 أي 7 فصول)! ليس ذلك فقط وإنما سفر صموئيل الثاني (وهو عبارة عن 24 فصلاً) كله يتحدث عما حصل من أحداث بعد وفاة صموئيل! فهل كتب صموئيل وفاته والأحداث التي حصلت بعد وفاته؟!

                      في الحقيقة إن كاتب سفري صموئيل هو شخص غير صموئيل والذي كان يكتب عن حياة صموئيل والأحداث التي تلت وفاته ، فهو شخص آخر غير صموئيل كما قلنا ، ويتوضح لك من خلال قراءة سريعة لهذه النصوص:

                      "كَانَ رَجُلٌ مِنْ رَامَتَايِمِ صُوفِيمَ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ اسْمُهُ أَلْقَانَةُ بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ أَلِيهُوَ بْنِ تُوحُوَ بْنِ صُوفٍ. هُوَ أَفْرَايِمِيٌّ.وَلَهُ امْرَأَتَانِ, اسْمُ الْوَاحِدَةِ حَنَّةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فَنِنَّةُ. وَكَانَ لِفَنِنَّةَ أَوْلاَدٌ, وَأَمَّا حَنَّةُ فَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَوْلاَدٌ." (صموئيل الأول 1 : 1-2) . . . "وَكَانَ فِي مَدَارِ السَّنَةِ أَنَّ حَنَّةَ حَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ صَمُوئِيلَ قَائِلَةً: «لأَنِّي مِنَ الرَّبِّ سَأَلْتُهُ»." (صموئيل الأول 1 : 20) . . . "وَكَانَ صَمُوئِيلُ يَخْدِمُ أَمَامَ الرَّبِّ وَهُوَ صَبِيٌّ مُتَمَنْطِقٌ بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ.وَعَمِلَتْ لَهُ أُمُّهُ جُبَّةً صَغِيرَةً" (صموئيل الأول 2 : 18-19) . . . "وَكَبِرَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ عِنْدَ الرَّبِّ." (صموئيل الأول 2 : 21) . . . "وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوّاً وَصَلاَحاً لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضاً." (صموئيل الأول 2 : 26) . . . "وَقَضَى [أي حكم] صَمُوئِيلُ لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ." (صموئيل الأول 7 : 15) . . . "وَمَاتَ صَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ." (صموئيل الأول 25 : 1)

                      والسؤال هنا لماذا نسبَ الآباء المسيحيين الأولين كتابة سفري صموئيل إلى صموئيل نفسه؟ إنها لحقيقة مُرّة أن نعلم بأن الآباء المسيحيين وكذلك اليهود كانوا سطحيين فقد نسبوا هذين السفرين إلى صموئيل فقط لأنهم وجدوا اسم صموئيل عنواناً لها! يقول المفسر الكبير آدم كلارك في مقدمة تفسيره على سفري صموئيل (Adam Clarke’s Commentary on the Bible):

                      "لأن النُّسَخ العبرية تحمل اسم صموئيل كعنوان فإنه كان الافتراض الشائع بأن [صموئيل] هو المؤلف."
                      “Because, in most of the Hebrew copies, they bear the name of Samuel, as a running title, it has been generally supposed that he was the author.”

                      هذا الكلام خطير ، فإن كان كذلك فلماذا يُوضع اسم صموئيل على مخطوطات سفري صموئيل؟ يجيب على هذا السؤال المفسر هنري ماثيو (Henry Matthew) في مقدمة تفسيره على سفر صموئيل الأول ، حيث يقول:

                      "هذا السفر [أي صموئيل الأول] والذي يتبعه [أي صموئيل الثاني] يحمل اسم صموئيل فالعنوان ليس لأنه هو كاتبها . . . وإنما لأن السفر الأول يبدأ بتسجيل الأحداث الكبيرة له ، كولادته وطفولته وحياته وحكومته."
                      "This book, and that which follows it, bear the name of Samuel in the title, not because he was the penman of . . . but because the first book begins with a large account of him, his birth and childhood, his life and government"

                      وهذا ما يقره المفسر جون جل في مقدمته على تفسير سفر صموئيل الأول (John Gill’s Exposition of the Entire Bible) بقوله:

                      "جُعِل [سفر صموئيل الأول] باسم صموئيل لأنه يحتوي على تاريخ حياته وزمنه."
                      “It has the name of Samuel, because it contains an history of his life and times.”

                      فكيف يقول القس منيس عبدالنور: "وصلت أسفار الكتاب المقدس إلينا بسند متصل وتواتر قوي"؟ عن أي سند وتواتر يتحدث القس؟ أرجوا القس إذا أراد أن يكتب كتاباً في المرة القادمة أن يحترم عقولنا! بالطبع يحاول القس هنا تلفيق أيّ كلام كمحاولة منه لتأكيد مصداقية وحي أسفار الكتاب المقدس ، حتى وإن كان هذا الكلام غير صحيح ، ذلك لأن عدم معرفتنا بمؤلف سفري صموئيل يؤدي إلى هزّ مصداقية السفرين ونسبتهما إلى كلام الله ، لذلك ليس للقس سوى حث التراب على عيون القراء بأسلوب التدليس.

                      على العموم . . إذا لم يكن صموئيل هو مؤلف سفري صموئيل فمن الذي ألّفهما ياترى؟ لا أحد يعلم من هو المؤلف الحقيقي لسفري صموئيل وإنما على الأقل يمكن علماء النقد الأعلى للكتاب المقدس معرفة شيء بسيط عن زمن هذا المؤلف ، حيث نقرأ في سفر صموئيل الأول:

                      "فَأَعْطَاهُ أَخِيشُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ صِقْلَغَ. لِذَلِكَ صَارَتْ صِقْلَغُ لِمُلُوكِ يَهُوذَا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ." (1 صموئيل 27 : 6)

                      صارت مدينة صفلغ إلى أيام ملوك يهوذا . . ماذا تعني هذه العبارة؟ هذه العبارة تدل بأن المؤلف الحقيقي لسفري صموئيل عاش في زمن متأخر جداً ، يعلق على هذه الآية آدم كلارك في تفسيره قائلاً:

                      "هذه الآية هي دليل على أن هذا السفر كُتِب بعد أيام حياة صموئيل بفترة طويلة وأنها صيغت بيد [شخص] متأخر."
                      “This verse is a proof that this book was written long after the days of Samuel, and that it was formed by a later hand.”

                      كما هو معلوم بأن صموئيل عاش في القرن العاشر قبل الميلاد تقريباً ، والذي مات في فترة حكم شاول (أول ملوك مملكة إسرائيل) ، ولم يكن في ذلك الوقت إلا دولة واحدة للإسرائيليين حضر صموئيل بدايتها ، وهذه المملكة الواحدة لم تستمر إلا على يد ثلاثة ملوك: شاول ثم داود ثم سليمان ، ولكن بعد وفاة سليمان انقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين: مملكة شمالية وهي مملكة إسرائيل ومملكة جنوبية وهي مملكة يهوذا ، وبعد هذه الفترة تعاقب عدة ملوك على مملكة إسرائيل وتعاقب عدة ملوك آخرين على مملكة يهوذا ، وقد انتهت مملكة إسرائيل في القرن السابع قبل الميلاد على يد الآشوريين ، وأما مملكة يهوذا فقد انتهت في القرن السادس قبل الميلاد على يد نبوخذنصر البابلي (والذي يُعرف بفترة السبي).

                      إذن فمؤلف سفر صموئيل إنما هو مؤرخ مجهول عاش في زمن وجود مملكة يهوذا الجنوبية بين القرن التاسع والقرن السادس قبل الميلاد (أي أن هذا المؤلف عاش بعد صموئيل بقرن أو قرنين أو ثلاثة أو أربعة قرون!) ؛ يقول المفسران كيل و دِليتزتش في مقدمة تفسيرهما على سفر صموئيل الأول وذلك في تفسيرهما المسمى بـ"Keil & Delitzsch Commentary on the Old Testament":

                      "بالنظر إلى أصل كتابي صموئيل كل ما نستطيع التأكيد عليه هو أنهما لم يكتبا إلا بعد انقسام المملكة على يد خليفة الملك سليمان." ويكمل المفسران قولهما: "إن المؤلف نفسه مجهول تماماً."
                      “With regard to the origin of the books of Samuel, all that can be maintained with certainty is, that they were not written till after the division of the kingdom under Solomon's successor.” . . . “The author himself is quite unknown.”

                      فكم أنت ترى أيها القارئ سطحية قدماء اليهودية والمسيحية ، فإذا كانوا قد نسبوا سفري صموئيل إلى صموئيل لمجرد وجود اسم صموئيل كعنوان ، فهذا دليل على أنهم لم يستلموا هذين السفرين عمن سبقهم بسند ومعرفة وإنما ربما وجدوها في مكتبة من المكتبات القديمة ونسبوها إلى صموئيل ، بل والأشد من ذلك أنهم نسبوها إلى الله!! فكيف نستأمن أولئك القدماء الذين لم يعرفوا من هو مؤلف سفري صموئيل ونأخذ كلامهم على أنه ثقة في نسبة هذين السفرين إلى الله؟؟

                      إنها لإحدى غرائب الدنيا أن يأتينا أحد ويصرّ بأن هذين السفرين من الله! فالمفسر جون جل في مقدمة تفسيره على سفر صموئيل الأول:

                      "ليس هناك أي شك في الزعم بأن هذا الكتاب كُتب بإلهام إلهي."
                      “. . . there is no doubt to be made of it that this book was written by divine inspiration . . .

                      كيف عرفت يا جون جل بأن هذين السفرين موحين من الله؟ أنت بنفسك اعترفت بالجهل بكاتبها مع أن اليهود يقولون بذلك ، فكيف تتبع اليهود في الزعم بإلهاميتها؟ يجيب على هذا السؤال جون جل بطريقة مضحكة بأن هذين السفرين يتطابقان مع بقية نصوص الكتاب المقدس! حيث يقول:

                      "[بسبب] تتابع تاريخها وارتباطها وتوافقها مع أجزاء أخرى من الكتاب المقدس."
                      "[Because of] the series of its history, its connection and harmony with other parts of Scripture."

                      ماقصد جون جل هنا؟ هل مجرد تطابقها مع بقية نصوص وأخبار العهد القديم فإن ذلك دلالة على كونها وحياً من الله؟ يعني هل لو أنا شخصياً كتبت أي كتاب من أم رأسي ووضعت فيه أخباراً تتطابق مع أسفار الكتاب المقدس فهل كتابي يُعدّ من وحي الله؟! لا نعلم متى يكبر ويعقل أولئك العلماء والمفسرون ويكونون أكثر علمية ومنطقية. وفي الواقع إن ما يقوله المفسر جون جل إنما هو تدليس. فسفري صموئيل لا يتطابقان مع بقية أسفار الكتاب المقدس وإنما يتناقضان.

                      تعليق

                      • فتى يسوع
                        2- عضو مشارك

                        حارس من حراس العقيدة
                        • 3 أبر, 2008
                        • 156
                        • مسلم

                        #26
                        - - يُتبع - -

                        تعليق

                        • طالب علم مصري
                          مشرف قسم النصرانية

                          • 2 فبر, 2010
                          • 2491
                          • باشمهندس
                          • مسلم

                          #27
                          باركَ الله فيكُم أخي الحبيب
                          إضافة بسيطة إلى ما كتبتُم

                          يقول Guzik فى تفسيره تحت عنوان : صمويل الأول :: ميلاد صمويل

                          إنْ صَمويل الأول وصمويل الثاني كانا من كِتابٍ واحد , ولم يكونا مُقسمين إلى كتابين فى المخطوطات العبرية القديمة حتى تُرجم العهد القديم إلى اليونانية ,ونحنُ لا نعلمُ على وجهِ التحديد من كتبَ هذهِ الكُتب , ولكن كان صمويل مُساهم فيها بشكل رئيسي , ولكن كثير فى السِفر "الكتاب" حدث بعد وفاتِه راجع "صمويل 25"
                          وقد سُميا بصمويل الأول والثاني ليس لأنه قد كَتبَهم جميعاً , ولكِنه يصف فترة حكمه العظيم وميراثه.


                          1and 2 Samuel form one book in the ancient Hebrew manuscripts. They were not divided into two books until the Old Testament was translated into Greek. We don't know who wrote the books; certainly, Samuel was a major contributor, but much of the book takes place after his death in 1 Samuel 25. They are called the books of 1 and 2 Samuel, not because he wrote all of them, but because they describe his great ministry in Israel and the legacy of it.

                          المصدر : GUZIK COMMENTARAY


                          باركَ اللهُ فيكُم أخي الحَبيب
                          مُتابعين بشغف

                          سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

                          تعليق

                          • فتى يسوع
                            2- عضو مشارك

                            حارس من حراس العقيدة
                            • 3 أبر, 2008
                            • 156
                            • مسلم

                            #28
                            إليك هنا أمثلة تبين بعض تناقضات سفري صموئيل مع سفر أخبار الأيام الأول:

                            ألف وسبعمائة فارس أم سبعة آلاف فارس؟

                            "3 وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدَ عَزَرَ بْنَ رَحُوبَ مَلِكَ صُوبَةَ حِينَ ذَهَبَ لِيَرُدَّ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ.4فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفاً وَسَبْعَ مِئَةِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ. وَعَرْقَبَ دَاوُدُ جَمِيعَ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ."(2 صموئيل 8 : 3-4)

                            "3 وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكَ صُوبَةَ فِي حَمَاةَ حِينَ ذَهَبَ لِيُقِيمَ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ ,4 وَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ وَسَبْعَةَ آلاَفِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ, وَعَرْقَبَ دَاوُدُ كُلَّ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ." (1 أخبار الأيام الأول 18 : 3-4)


                            سبعمائة مركبة وأربعين ألف فارس (أي راكبين على فرس) أم سبعة آلاف مركبة وأربعين ألف راجل (أي مشاة)؟

                            "وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ." (2 صموئيل 10 : 18)

                            "وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ, وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ, وَقَتَلَ شُوبَكَ رَئِيسَ الْجَيْشِ." (1 أخبار الأيام 19 : 18)


                            يسّى (والد داود) له ثمانية أولاد أم سبعة أولاد؟

                            "10 وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أَمَامَ صَمُوئِيلَ, فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «الرَّبُّ لَمْ يَخْتَرْ هَؤُلاَءِ». 11 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى: «هَلْ كَمُلَ الْغِلْمَانُ؟» فَقَالَ: «بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ [داود] وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ»." (1 صموئيل 16 : 10-11)

                            "13 وَيَسَّى وَلَدَ: بِكْرَهُ أَلِيآبَ وَأَبِينَادَابَ الثَّانِي وَشَمْعَى الثَّالِثَ14 وَنَثْنِئِيلَ الرَّابِعَ وَرَدَّايَ الْخَامِسَ 15 وَأُوصَمَ السَّادِسَ وَدَاوُدَ السَّابِعَ." (1 أخبار الأيام 2 : 13-15)


                            مدة التجويع التي توعد الله بها داود لبني إسرائيل هي سبعة سنين أم ثلاثة سنين؟

                            "فَأَتَى جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «أَتَأْتِي عَلَيْكَ سَبْعُ سِنِي جُوعٍ فِي أَرْضِكَ، أَمْ تَهْرُبُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ أَمَامَ أَعْدَائِكَ وَهُمْ يَتْبَعُونَكَ، أَمْ يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَبَأٌ فِي أَرْضِكَ؟ فَالآنَ اعْرِفْ وَانْظُرْ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً عَلَى مُرْسِلِي»." (2 صموئيل 24 : 13)

                            "11 فَجَاءَ جَادُ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْبَلْ لِنَفْسِكَ12 إِمَّا ثَلاَثَ سِنِينَ جُوعٌ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ هَلاَكٌ أَمَامَ مُضَايِقِيكَ وَسَيْفُ أَعْدَائِكَ يُدْرِكُكَ, أَوْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَكُونُ فِيهَا سَيْفُ الرَّبِّ وَوَبَأٌ فِي الأَرْضِ, وَمَلاَكُ الرَّبِّ يَعْثُو فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ. فَانْظُرِ الآنَ مَاذَا أَرُدُّ جَوَاباً لِمُرْسِلِي»." (1 أخبار الأيام 21 : 11-12)


                            ابن صموئيل البكر (أي الكبير) اسمه يوئيل أم وشني؟

                            "1 وَكَانَ لَمَّا شَاخَ صَمُوئِيلُ أَنَّهُ جَعَلَ بَنِيهِ قُضَاةً لإِسْرَائِيلَ.2 وَكَانَ اسْمُ ابْنِهِ الْبِكْرِ يُوئِيلَ, وَاسْمُ ثَانِيهِ أَبِيَّا. كَانَا قَاضِيَيْنِ فِي بِئْرِ سَبْعٍ." (1 صموئيل 8 : 1-2)

                            "وَابْنَا صَمُوئِيلَ: الْبِكْرُ وَشْنِي ثُمَّ أَبِيَّا." (1 أخبار الأيام 6 : 28)


                            جد الملك شاول هو أبنيئيل أم نير؟

                            "وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ بِنْيَامِينَ اسْمُهُ قَيْسُ بْنُ أَبِيئِيلَ بْنِ صَرُورَ بْنِ بَكُورَةَ بْنِ أَفِيحَ, ابْنُ رَجُلٍ بِنْيَامِينِيٍّ جَبَّارَ بَأْسٍ." (1 صموئيل 9 : 1)

                            "وَنِيرُ وَلَدَ قَيْسَ, وَقَيْسُ وَلَدَ شَاوُلَ." (1 أخبار الأيام 8 : 33)


                            أم سليمان اسمها بثشبع بنت أليعام أم بثشوع بنت عميئيل؟

                            "فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟»" (2 صموئيل 11 : 13)
                            "وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْناً، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ." (2 صموئيل 12 : 24)

                            "وَهَؤُلاَءِ وُلِدُوا لَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. شَمْعَى وَشُوبَابُ وَنَاثَانُ وَسُلَيْمَانُ. أَرْبَعَةٌ مِنْ بَثْشُوعَ بِنْتِ عَمِّيئِيلَ." (1 أخبار الأيام 3 : 5)


                            يثرا إسرائيلي (أي من بني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) أم إسماعيلي (أي من بني إسماعيل بن إبراهيم)؟

                            "وَأَقَامَ أَبْشَالُومُ عَمَاسَا بَدَلَ يُوآبَ عَلَى الْجَيْشِ. وَكَانَ عَمَاسَا ابْنَ رَجُلٍ اسْمُهُ يِثْرَا الإِسْرَائِيلِيُّ الَّذِي دَخَلَ إِلَى أَبِيجَايِلَ بِنْتِ نَاحَاشَ أُخْتِ صَرُويَةَ أُمِّ يُوآبَ."
                            (2 صموئيل 17 : 25)

                            "وَأَبِيجَايِلُ وَلَدَتْ عَمَاسَا, وَأَبُو عَمَاسَا يَثْرُ الإِسْمَاعِيلِيُّ." (1 أخبار الأيام 2 : 17)



                            لا شك بأن الإنسان المنصف والعقلاني يجد من التناقضات بين سفري صموئيل وسفر أخبار الأيام الأول دليلاً صريحاً يفضي إلى أن كاتب سفري صموئيل الأول والثاني إنما هو مؤرخ كتب سفرين تاريخيين كأي مؤرخ ولم يكتب ما كتبه بوحي إلهي.

                            تعليق

                            • فتى يسوع
                              2- عضو مشارك

                              حارس من حراس العقيدة
                              • 3 أبر, 2008
                              • 156
                              • مسلم

                              #29
                              جزاكم الله خيرا أخونا طالب علم ونفعنا الله بعلمكم

                              تعليق

                              • فتى يسوع
                                2- عضو مشارك

                                حارس من حراس العقيدة
                                • 3 أبر, 2008
                                • 156
                                • مسلم

                                #30
                                وبالمناسبة إن سفري صموئيل لا يتناقضان فقط مع نصوص أخرى من الكتاب المقدس وإنما يتناقضان مع بعضهما البعض (ولا شك بأن الله لا يتناقض مع نفسه) ، إليك ثلاثة أمثلة من تلك التناقضات:


                                لم تنجب ميكال أي ولد طول عمرها أم أنها أنجبت خمسة أولاد؟

                                "وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا." (2 صموئيل 6 : 23)

                                "وَبَنِي مِيكَالَ ابْنَةِ شَاوُلَ الْخَمْسَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِعَدْرِئِيلَ بْنِ بَرْزِلاَّيَ الْمَحُولِيِّ." (2 صموئيل 21 : 8)


                                الذي قتل جليات قائد الفلسطينيين هو داود أم أحانان البيتلحمي؟

                                "50 فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ, وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ. وَلَمْ يَكُنْ سَيْفٌ بِيَدِ دَاوُدَ. 51 فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا." (1 صموئيل 17 : 50-51)

                                "ثُمَّ كَانَتْ أَيْضاً حَرْبٌ فِي جُوبَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. فَأَلْحَانَانُ بْنُ يَعْرِي أُرَجِيمَ الْبَيْتَلَحْمِيُّ قَتَلَ جُلْيَاتَ الْجَتِّيَّ، وَكَانَتْ قَنَاةُ رُمْحِهِ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ." (2 صموئيل 21 : 19)


                                حينما ذهب داود لقتل جليات الفلسطيني لم يكن الملك شاول يعرفه في ذلك الوقت أم كان يعرفه حق المعرفة حتى أنه ألبسه لباسه؟

                                "55 وَلَمَّا رَأَى شَاوُلُ دَاوُدَ خَارِجاً لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ قَالَ لأَبْنَيْرَ رَئِيسِ الْجَيْشِ: «ابْنُ مَنْ هَذَا الْغُلاَمُ يَا أَبْنَيْرُ؟» فَقَالَ أَبْنَيْرُ: «وَحَيَاتِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ لَسْتُ أَعْلَمُ!» 56 فَقَالَ الْمَلِكُ: «اسْأَلِ ابْنُ مَنْ هَذَا الْغُلاَمُ».57 وَلَمَّا رَجَعَ دَاوُدُ مِنْ قَتْلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أَخَذَهُ أَبْنَيْرُ وَأَحْضَرَهُ أَمَامَ شَاوُلَ وَرَأْسُ الْفِلِسْطِينِيِّ بِيَدِهِ.58 فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ: «ابْنُ مَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «ابْنُ عَبْدِكَ يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ». (1 صموئيل 17 : 55-58)

                                "38 وَأَلْبَسَ شَاوُلُ دَاوُدَ ثِيَابَهُ, وَجَعَلَ خُوذَةً مِنْ نُحَاسٍ عَلَى رَأْسِهِ وَأَلْبَسَهُ دِرْعاً. 39 فَتَقَلَّدَ دَاوُدُ بِسَيْفِهِ فَوْقَ ثِيَابِهِ وَعَزَمَ أَنْ يَمْشِيَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ جَرَّبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِهَذِهِ لأَنِّي لَمْ أُجَرِّبْهَا». وَنَزَعَهَا دَاوُدُ عَنْهُ. 40 وَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ, وَانْتَخَبَ لَهُ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مُلْسٍ مِنَ الْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي كِنْفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ (أَيْ فِي الْجِرَابِ) وَمِقْلاَعَهُ بِيَدِهِ وَتَقَدَّمَ نَحْوَ الْفِلِسْطِينِيِّ." (1 صموئيل 17 : 38-40)

                                بل وقد كان داود قبل ذلك الحارس الشخصي للملك شاول الذي كان يحبه كثيراً:

                                "19 فَأَرْسَلَ شَاوُلُ رُسُلاً إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ دَاوُدَ ابْنَكَ الَّذِي مَعَ الْغَنَمِ». 20 فَأَخَذَ يَسَّى حِمَاراً حَامِلاً خُبْزاً وَزِقَّ خَمْرٍ وَجَدْيَ مِعْزىً وَأَرْسَلَهَا بِيَدِ دَاوُدَ ابْنِهِ إِلَى شَاوُلَ. 21 فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى شَاوُلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ, فَأَحَبَّهُ جِدّاً وَكَانَ لَهُ حَامِلَ سِلاَحٍ. 22 فَأَرْسَلَ شَاوُلُ إِلَى يَسَّى يَقُولُ: «لِيَقِفْ دَاوُدُ أَمَامِي لأَنَّهُ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ»." (1 صموئيل 16 : 19-22)



                                إن الله تعالى لا يتناقض ، فالتناقضات الكثيرة الموجودة بسفري صموئيل (إلى جانب عدم معرفة المؤلف) لهي دلالة صريحة على أن سفري صموئيل ليسا من كلام الله.


                                وخذ هذه المشكلة العويصة . . هل من صفات الله الندم؟ بالطبع لا ، فالندم صفات البشر وهي منقصة في حق الله تعالى ، فالندم هو التأسف على قرار قد اتخذه الشخص لأنه اكتشف بأنه كان قراراً خاطئاً ، ذلك لأنه لم يكن يعرف في السابق بأن القرار الذي اتخذه سيؤدي إلى تلك النتيجة الخاطئة ، وبالتالي حينما يندم الشخص على فعل ما فإنه بسبب جهله المسبق ، والجهل لا يليق بالله تعالى ، لذلك لا يليق الندم بالله أيضاً ، وهذا ما يقرّه الكتاب المقدس:

                                "ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ." (الأرقام 23 : 19)

                                ولكن الفاجعة في سفري صموئيل هي الإقرار بندم الله! فالله يختار شاول كأول ملك على بني إسرائيل ولكن الله في النهاية يندم لفعله ذلك!

                                "10 وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ:11 نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً." (1 صموئيل 15 : 10-11)

                                "وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ." (1 صموئيل 15 : 35)

                                والأغرب والأعجب من ذلك كله هو أن سفر صموئيل الأول نفسه يتناقض مع نفسه فيذكر بأن الله لا يندم:

                                "وَأَيْضاً نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ [أي الله] لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَاناً لِيَنْدَمَ»." (1 صموئيل 15 : 29)

                                لا أعلم كيف قبِل اليهود والمسيحيون سفري صموئيل على أنهما كلام الله ، فليس هناك أي دليل على ذلك ، فكيف ننسب إلى الله كتاباً لا نعرف من كتبه وألّفه؟ كيف ننسب إلى الله كتاباً متناقضاً؟ سفري صموئيل الأول والثاني سفران يجهل العلماء المسيحيون مؤلفهما ، وهما سفران كما رأينا يتناقضان مع بقية أسفار الكتاب المقدس بل ويتناقضان مع بعضهما ، فكيف لنا أن ننسبهما إلى الله؟!

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 4 يوم
                                رد 1
                                66 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة هشام المسلم
                                بواسطة هشام المسلم
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
                                ردود 0
                                63 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة أحمد الشامي1
                                بواسطة أحمد الشامي1
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
                                ردود 0
                                16 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة أحمد الشامي1
                                بواسطة أحمد الشامي1
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 27 نوف, 2024, 05:55 ص
                                ردود 0
                                106 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة أحمد الشامي1
                                بواسطة أحمد الشامي1
                                ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 26 أغس, 2024, 04:22 م
                                ردود 0
                                53 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة أحمد الشامي1
                                بواسطة أحمد الشامي1
                                يعمل...