المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (1)
(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ)
إعداد/ وليد نور
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:10].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن الله عز وجل لم يخلق البشر في هذا الكون عبثًا، إنما خلقهم لغاية وهدف أوضحه في كتابه العزيز فقال جل وعلا: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:56-58]؛ ووعد الله عز وجل مطيعيه الذين يسعون إلى تحقيق هذه الغاية بالسعادة في الدنيا والجنة في الآخرة، أما المعارضين والمخالفين فإن نصيبهم النكد في الدنيا ونار الجحيم في الآخرة.
ولما كانت الغاية من خلق الإنسان وإنشاء الأكوان بهذه المثابة والدرجة الهامة، فإن الله تبارك وتعالى وهو أرحم الراحمين لم يترك خلقه هملاً دون دليل على الطريق إليه وعلى السبيل المؤدى إلى هذه الغاية، فكان أن أرسل الله رسله وأنبيائه إلى الأمم يدعون الناس إلى دين الله ويبينوا لهم الحق ويوضحوا لهم السبل إلى طاعة الله ورضاه، وإلى ما به سعادتهم في الدنيا والآخرة.
وبهذا يتضح بجلاء أن لأنبياء الله ورسله دور في الحياة أهم من كل الأدوار، فحاجة البشرية إليهم أهم وأعظم من الحاجة إلى الأطباء، بل وأهم من الحاجة إلى الغذاء والهواء لما للإيمان من الأنبياء من دور في تحقيق الغاية التي خلق الإنسان من أجلها.
ولما كان شأن الرسل بهذه المثابة فإن الله عز وجل مدهم من دلائل النبوة بالشيء الكثير والمقصود بدلائل النبوة الإمارات والعلامات التي تثبت نبوة الأنبياء وتؤكد صحة ما يبلغونه عن رب العالمين، ومن رحمة الرب الرحيم بعباده الضعفاء أن جعل دلائل النبوة من الوضوح والكثرة بحيث لا يعمي عنها إلا من فقد البصر والبصيرة.
ولقد سعينا في تلك الرسالة وهذا الكتاب إلى تبيان دلائل نبوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشكل مختصر وبأسلوب معاصر يفهمه المسلم وغير المسلم، مما يجعل المؤمن والمعاند يقر بنبوة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم بإذن الله رب العالمين.
وقبل الحديث عن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، بدأنا حديثنا بمقدمة عن حاجة البشر والإنسانية إلى الدين، ردًا على الملحدين من أهل الغرب، وثنينا بمقدمة عرفنا فيها بدلائل النبوة وآثارها، ثم كان الحديث عن محاور دلائل نبوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى أتينا عليها، ولله الفضل والمنة.
يتبع:
حاجة البشر إلى الدين ..
المصدر:
http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=2739
(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ)
إعداد/ وليد نور
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:10].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن الله عز وجل لم يخلق البشر في هذا الكون عبثًا، إنما خلقهم لغاية وهدف أوضحه في كتابه العزيز فقال جل وعلا: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:56-58]؛ ووعد الله عز وجل مطيعيه الذين يسعون إلى تحقيق هذه الغاية بالسعادة في الدنيا والجنة في الآخرة، أما المعارضين والمخالفين فإن نصيبهم النكد في الدنيا ونار الجحيم في الآخرة.
ولما كانت الغاية من خلق الإنسان وإنشاء الأكوان بهذه المثابة والدرجة الهامة، فإن الله تبارك وتعالى وهو أرحم الراحمين لم يترك خلقه هملاً دون دليل على الطريق إليه وعلى السبيل المؤدى إلى هذه الغاية، فكان أن أرسل الله رسله وأنبيائه إلى الأمم يدعون الناس إلى دين الله ويبينوا لهم الحق ويوضحوا لهم السبل إلى طاعة الله ورضاه، وإلى ما به سعادتهم في الدنيا والآخرة.
وبهذا يتضح بجلاء أن لأنبياء الله ورسله دور في الحياة أهم من كل الأدوار، فحاجة البشرية إليهم أهم وأعظم من الحاجة إلى الأطباء، بل وأهم من الحاجة إلى الغذاء والهواء لما للإيمان من الأنبياء من دور في تحقيق الغاية التي خلق الإنسان من أجلها.
ولما كان شأن الرسل بهذه المثابة فإن الله عز وجل مدهم من دلائل النبوة بالشيء الكثير والمقصود بدلائل النبوة الإمارات والعلامات التي تثبت نبوة الأنبياء وتؤكد صحة ما يبلغونه عن رب العالمين، ومن رحمة الرب الرحيم بعباده الضعفاء أن جعل دلائل النبوة من الوضوح والكثرة بحيث لا يعمي عنها إلا من فقد البصر والبصيرة.
ولقد سعينا في تلك الرسالة وهذا الكتاب إلى تبيان دلائل نبوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشكل مختصر وبأسلوب معاصر يفهمه المسلم وغير المسلم، مما يجعل المؤمن والمعاند يقر بنبوة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم بإذن الله رب العالمين.
وقبل الحديث عن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، بدأنا حديثنا بمقدمة عن حاجة البشر والإنسانية إلى الدين، ردًا على الملحدين من أهل الغرب، وثنينا بمقدمة عرفنا فيها بدلائل النبوة وآثارها، ثم كان الحديث عن محاور دلائل نبوة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حتى أتينا عليها، ولله الفضل والمنة.
يتبع:
حاجة البشر إلى الدين ..
المصدر:
http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=2739
تعليق