بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
رمضان مبارك للجميع، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته..
أرجو منكم أن تعذروني بسبب عدم مشاركتي الأيام الماضية وتقديم التهنئة لكم بمناسبة حلول شهر رمضان،
فقد توفيت والدة صديقتي وكذلك جارتنا، وإني لن أستطيع التواصل معكم اليومان القادمان، لأن زوجة جدي قد توفيت البارحة، فأرجو منكم الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، وأن يجعل الله قبورهم روضة من رياض الجنة، وأن يتجاوز عن سيئاتهم إنه هو الغفور الرحيم..
لقد كنّ يعانين مع الأمراض فأسأل الله تعالى ان يكون ذلك كفارة لسيئاتهم ورفعة لدرجاتهم..
إن هذا الداء (مرض السرطان) قد انتشر بكثرة رهيبة عافانا الله وإياكم، فقد عانت منه زوجة جدي ولكن الحمد لله لم تدم معاناتها كثيرا، وإن شاء الله تكون الآن قد انتقلت إلى رحمة الله الواسعة التي وسعت كل شيء..
أما والدة صديقتي فما شاء الله، إنها أول ميت أراه والحمد لله لم أرى إلا ما يسر القلب، لقد كانت تعاني من المرض من عامان، وأصابتها هشاشة عظام قبل شهور، وما اصعب هذا الداء أيضا، وقبلها لها ابنان شهيدان وجميع ابنائها وزوجها قد سجنهم الاحتلال فما إن يخرج هذا من السجن حتى يأخذوا الآخر وهكذا دواليك، ولا ترى عليها إلا علامات الصبر والرضا والابتسامة لا تفارق وجهها، حتى عندما مَرِضَت لم تكن تُظهر أي تعب ومن يراها لا يصدق أن هذه مريضة، فقد كانت تحسن استقبال الضيوف ولا يتوقف لسانها عن ذكر الله وحمده وشكره، ولا تفارق الابتسامة وجهها،
أما ابنها الذي لم تراه مما يقرب من العام وهو المحكوم تسع سنين في سجن الاحتلال وقد اقترب انتهاء محكوميته فهو الآخر لم يرى والدته ولم يستطع توديعها، أسأل الله أن يرزقهم الصبر ويعينهم على طاعته..
أما عنها فإني أول ما علمت الخبر ذهبت لأقف بجانب صديقتي الصابرة، فهي ما شاء الله هي التي تصبّر النساء من أهلها، إنني قد دخلت إلى غرفة أمها كي أراها وهي أول ميت أراه في حياتي، لقد كانت ابتسامة جميلة ترتسم على وجهها ، ليست أي ابتسامة بل ابتسامة تدل على أنها الآن سعيدة جدا، أطراف أسنانها كانت تظهر من شدة الابتسامة ووجهها صاف وفيه نور، وهذا كله ليس شيء،
فقد وقفت خلفها بجانب صديقتي وكانت المروحة شغالة في الغرفة، وما إن أتت المروحة على جهتها إذا بالهواء يهُبّ ناحيتها ثم ناحيتي وإذا برائحة عطر قوية جميلة جدا أشمّها، نظرت كي أرى من هذه التي رشّت عطر، فإذا بي لم أجد أحد، لقد كانت رائحة تشبه المسك ولكنها أجمل من رائحته، وبقيت تلك الرائحة تعطر الغرفة طوال الوقت، فقد كنت أخرج من الغرفة واعود إليها، وفعلا عندما أدخل للغرفة أجد رائحة طيبة تختلف عن رائحة باقي المنزل...
أسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا جميعا، وأن يتقبلها بقبول حسن،
إن مرضها هذا لابد أنه من الله حتى يرفع درجتها في الجنان، إن الله عز وجل يحبنا ويختار لنا الخير ولكن نحن الجاحدين، فهل كان يجب على هذه المرأة أن تقول يا رب لم فعلت بي كذا ألا يكفي ما أصابني من استشهاد أبنائي الاثنان والفقر الشديد الذي نعيشه وسجن أبنائي وزوجي، ألا يكفي ذلك حتى أعاني أيضا من هذا المرض وليس أي مرض فوق كل تلك العذابات بل وفوقها هشاشة العظام،
فماذا لو قالت هي ذلك؟؟؟
لكان المصير غير، ولكن الله لأنه هو العالِم ولأنه اصطفاها اختار لها أن يكفر عن ذنوبها ويرفع درجتها بابتلائها بهذا المرض، عافانا الله وإياكم..
لا تنسونا من دعائكم، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واغفر لهن وارحمهن يا رب العالمين..
وصلى الله على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
رمضان مبارك للجميع، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته..
أرجو منكم أن تعذروني بسبب عدم مشاركتي الأيام الماضية وتقديم التهنئة لكم بمناسبة حلول شهر رمضان،
فقد توفيت والدة صديقتي وكذلك جارتنا، وإني لن أستطيع التواصل معكم اليومان القادمان، لأن زوجة جدي قد توفيت البارحة، فأرجو منكم الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، وأن يجعل الله قبورهم روضة من رياض الجنة، وأن يتجاوز عن سيئاتهم إنه هو الغفور الرحيم..
لقد كنّ يعانين مع الأمراض فأسأل الله تعالى ان يكون ذلك كفارة لسيئاتهم ورفعة لدرجاتهم..
إن هذا الداء (مرض السرطان) قد انتشر بكثرة رهيبة عافانا الله وإياكم، فقد عانت منه زوجة جدي ولكن الحمد لله لم تدم معاناتها كثيرا، وإن شاء الله تكون الآن قد انتقلت إلى رحمة الله الواسعة التي وسعت كل شيء..
أما والدة صديقتي فما شاء الله، إنها أول ميت أراه والحمد لله لم أرى إلا ما يسر القلب، لقد كانت تعاني من المرض من عامان، وأصابتها هشاشة عظام قبل شهور، وما اصعب هذا الداء أيضا، وقبلها لها ابنان شهيدان وجميع ابنائها وزوجها قد سجنهم الاحتلال فما إن يخرج هذا من السجن حتى يأخذوا الآخر وهكذا دواليك، ولا ترى عليها إلا علامات الصبر والرضا والابتسامة لا تفارق وجهها، حتى عندما مَرِضَت لم تكن تُظهر أي تعب ومن يراها لا يصدق أن هذه مريضة، فقد كانت تحسن استقبال الضيوف ولا يتوقف لسانها عن ذكر الله وحمده وشكره، ولا تفارق الابتسامة وجهها،
أما ابنها الذي لم تراه مما يقرب من العام وهو المحكوم تسع سنين في سجن الاحتلال وقد اقترب انتهاء محكوميته فهو الآخر لم يرى والدته ولم يستطع توديعها، أسأل الله أن يرزقهم الصبر ويعينهم على طاعته..
أما عنها فإني أول ما علمت الخبر ذهبت لأقف بجانب صديقتي الصابرة، فهي ما شاء الله هي التي تصبّر النساء من أهلها، إنني قد دخلت إلى غرفة أمها كي أراها وهي أول ميت أراه في حياتي، لقد كانت ابتسامة جميلة ترتسم على وجهها ، ليست أي ابتسامة بل ابتسامة تدل على أنها الآن سعيدة جدا، أطراف أسنانها كانت تظهر من شدة الابتسامة ووجهها صاف وفيه نور، وهذا كله ليس شيء،
فقد وقفت خلفها بجانب صديقتي وكانت المروحة شغالة في الغرفة، وما إن أتت المروحة على جهتها إذا بالهواء يهُبّ ناحيتها ثم ناحيتي وإذا برائحة عطر قوية جميلة جدا أشمّها، نظرت كي أرى من هذه التي رشّت عطر، فإذا بي لم أجد أحد، لقد كانت رائحة تشبه المسك ولكنها أجمل من رائحته، وبقيت تلك الرائحة تعطر الغرفة طوال الوقت، فقد كنت أخرج من الغرفة واعود إليها، وفعلا عندما أدخل للغرفة أجد رائحة طيبة تختلف عن رائحة باقي المنزل...
أسأل الله تعالى أن يحسن خاتمتنا جميعا، وأن يتقبلها بقبول حسن،
إن مرضها هذا لابد أنه من الله حتى يرفع درجتها في الجنان، إن الله عز وجل يحبنا ويختار لنا الخير ولكن نحن الجاحدين، فهل كان يجب على هذه المرأة أن تقول يا رب لم فعلت بي كذا ألا يكفي ما أصابني من استشهاد أبنائي الاثنان والفقر الشديد الذي نعيشه وسجن أبنائي وزوجي، ألا يكفي ذلك حتى أعاني أيضا من هذا المرض وليس أي مرض فوق كل تلك العذابات بل وفوقها هشاشة العظام،
فماذا لو قالت هي ذلك؟؟؟
لكان المصير غير، ولكن الله لأنه هو العالِم ولأنه اصطفاها اختار لها أن يكفر عن ذنوبها ويرفع درجتها بابتلائها بهذا المرض، عافانا الله وإياكم..
لا تنسونا من دعائكم، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة واغفر لهن وارحمهن يا رب العالمين..
وصلى الله على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين..
تعليق