من يرد ويزود عن الإسلام ضد سيد القمني ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

almojahed مسلم اكتشف المزيد حول almojahed
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • almojahed
    0- عضو حديث
    • 20 ينا, 2009
    • 6
    • موظف
    • مسلم

    من يرد ويزود عن الإسلام ضد سيد القمني ؟





    سيد القمنى
    الحوار المتمدن - العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9
    المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




    حتى لا تتحول الثورة المصرية إلى كابوس مرعب يُديره الإسلاميون، لا يصح تجاوز الأحداث التي كانت و مازالت تحدث ضد المسيحيين المصريين، مع وجوب الامتناع عن صرف النظر عن الحقائق الماثلة على الأرض في ثقافة المصريين ال*****ة ، إلى الأيادي الخفية، بغرض عدم المُعالجة السليمة و عدم الرغبة في هذه المٌعالجة، بإحالتها إلى الأيدي الخفية، و مادامت خفية فمن الصعب تحديدها لإيقاف عملها ، و يظل الوضع كما هو عليه، و تظل الألغام مدفونة لتنفجر في وجوهنا كل يوم.
    في الأحداث الأخيرة بقرية إطفيح مركز صول بشرقي النيل، حدثت حالة حب بين شاب مسيحي و شابة مسلمة، و هو شأن طبيعي فالحب لا يعرف الأديان و العناصر، فهو حالة وجدانية خاصة بين طرفين بالتراضي بينهما، لكنه في بلادنا يكون كارثة كونية تقوم بسببها الحروب و تٌحرًق البلاد، فليس لدى المسلم مانعا من ركوب مسلم لمسيحية بحسبانها سبية، و لأن الإسلام هو الدين الأعلى ، يعلو و لا يُعلى عليه ،فهو يركب ولا يُركب ، و هي ثقافة الفاتح الغازي الذي يستولي على بلاد بكاملها بما عليها، و يحول أهلها إما أتباعا له يعتنقون عقيدته و لا يرتقوا بذلك لمستواه إنما يظلوا موالي، أي درجة من العبودية بين الأحرار وبين العبودية الكاملة، و إما عبيدا بالمعنى الكامل في حال بقائهم على دينهم و ثقافتهم المحلية الوطنية، و تكون أموالهم و أعراضهم عُرضة طوال الوقت للاغتصاب بالحكم الشرعي.
    و لعل شر أنواع الاستعمار طرا هو الاحتلال الاستيطاني الذي يُوًطن الغزاة سادة و يجعل المواطنين الأُصلاء عبيدا و يمحو ثقافة هذا الوطن بالتمام و يقضي على لٌغًته الوعاء الثقافي الحامل لتاريخه، و يستبدله بثقافة المستعمر لتُصبح ثقافة للوطن، ليُصبح الاستعمار ليس فقط للأرض أو الناس إنما يصل إلى الروح، و ما أبشع الاستعمار الروحي للشعوب بين كل أنواع الاستعمار.
    و في أحداث إطفيح جلس العقلاء من قسوس و كبار القرية لحل المشكلة ، و انتهت بتطبيق قانون الإذلال للأقلية، بنفي الشاب و أسرته من القرية و إعلان بيع بيتهم لمن يُريد، لكن المتشددين من أهل القرية رأوا أن ذلك أمر لم يرد بالشريعة الإسلامية، فقاموا بقتل و تصفية عناصر الجريمة بما فيهم أب الفتاة الذي وافق على هذا الاتفاق الغير شرعي، و قاموا بتطبيق الشرع بهدم الكنيسة و مطاردة ستة اّلاف أسرة مسيحية و نهب بيوتهم و إخراجهم من القرية بعد الاعتداء الوحشي عليهم.
    و رغم ما يعلمه المصريون عن أن هذا الشق من الوطن شرقي النيل يتعيش معظمه على تجارة المُخدرات تهريبا و توزيعا، فمن الغريب أن يقوم هؤلاء بتطبيق الشريعة الإسلامية على المسيحيين من مواطنيهم، ربما لأن المخدرات لا يوجد بشأنها تجريم في الشريعة كتحريم الخمر و الخنزير، و هي بذلك ليست مطعنا في صدق الإيمان ، و للحق فإن هدم الكنيسة حسب الشريعة عو أمر سليم مئة بالمئة حسب الوثيقة العُمَرية الشهيرة، بهدم ما يُستحدًث من كنائس و عدم تجديد القديم منها حتى يتهاوى و يزول مع الأيام ، لكن أهل إطفيح المسلمين الخلصاء رأوا أن يُقدموا للشريعة فضلا زائدا بعمل لم تُقٍره الشريعة و هو إخلاء القرية من المسيحيين، لأن هذا الأمر خاص فقط بجزيرة العرب و لا يسري على الأقطار المفتوحة، و بذلك أصبح تُجار المُخدرات يُشرعون للإسلام المزيد من الفضائل ، كالذين شرعوا النقاب كفضل زائد زايدوا به على الحجاب.
    أذكر هنا الثورة العارمة التي قامت بسبب رد الأنبا بيشوي على تحريض قناة الجزيرة و أحمد منصور و سليم العوا ضد المسيحيين و اتهامهم باستيراد أسلحة من إسرائيل و تكديسها بالأديرة، و هي التي لم نراها مرة واحدة و لو في حالة دفاع عن النفس بالكنائس التي تُحرًق و الأديرة التي تُهدًم. و من وجهة نظري فإن الأنبا بيشوي قد أخطأ في قوله مرتين، مرة عندما قال أن المسلمين المصريين هم ضيوف على المسيحيين المصريين، و مرة عندما تساءل عن اّية قتال أهل الكتاب هل كانت ضمن القراّن أم أُضيفت إليه.
    الخطأ الأول ، أنه إذا كان يقصد بالمسلمين الضيوف المُسلمين الفاتحين لمصر، فهو فادح الخطيئة، لأنهم لم يكونوا ضيوفا إنما كانوا غزوا عسكريا استيطانيا لم يتم بالمُطلق على دعوة من أقباط مصر كما يزعم المُفلسفون المسلمون، لأن قصة الفتح معروفة عن رغبة عمرو بن العاص فيها باعتبارها منجم و كنز مطلوب ، و عدم رغبة الخليفة عمر و كيف أخفى خطاب الخليفة حتى جاوز العريش ليفتحه و يُعلنه لجيشه و يدخل مصر غازيا. و إذا كان الأب بيشوي يقصد بالضيوف المسلمين الحاليين فهو خطأ لا يقل فداحة ، لأن هؤلاء مصريين تاريخيا سواء كانوا مسيحيين تأسلموا ، أو عرب غُزاة تمًصروا منذ ألف و اربعمائة عام.
    الخطأ الثاني أن الأب بيشوي تصور أنه مادام ممكنا أن يسمع يوميا عبر ميكروفونات المساجد التأكيد بالقراّن و الحديث أن تحريفا ما حصل بالإنجيل، أنه يجوز له أن يقول نفس الشئ بالنسبة للقراّن من باب تحسين الوضع لتبرئة القراّن من تهمة أن الله قادر على حفظ بعض كلامه(القراّن) و غير قادر على حفظ بعض كلامه (الإنجيل) ، لأنه نسي أنه من العبيد و أن تطاوله على قدس أقداس السادة هو الطريق إلى مجزرة دموية ضد العبيد . و أن عليه الاعتراف بتهمة تحريف الإنجيل، و كمال و صوابية القراّن، و هو ما يعني أن يُعلن إسلامه و إن ظل مسيحيا، بإعلان سلامة القراّن و اعتلال سلامة الإنجيل. الطريف في أمر الأنبا بيشوي أنه عندما تحدث صاحب هذا القلم عن وجوب الصدق مع أنفسنا وتسمية الأحداث بأسمائها الحقيقية وأن الفتح العربي كان غزوا استيطانيا ، وذلك منذ عدة سنوات عندما كان هو وامثاله صُم بُكم لايحيرون قولا ، تطوع نيافته للرد على ما كتبت بحسبانه بوابة للفتنة !!! أُسكت يا صاحب النيافة لأنك تتورط فيما لاتفهم وتورط الوطن في مصائب عبرت عنها المسيرات السلفية الألفية بالإسكندرية قبل الثورة بأسابيع ..ومن بيشوي إلى الإخوان و أذرعهم الضاربة سواء في جماعات متعددة الأسماء أو الأزهر أو دار الإفتاء احزن ياوطني ، فكلهم يُجمعون على التبعية لثقافة الفاتح التي تُقسم الناس إلى سادة و عبيد بنصوص مقدسة و أحاديث و تشريعات و أبواب طوال في فقهنا، بإصرارهم على عدم المساس بالمادة الثانية بالدستور.مع تأكيدهم أن الدين الإسلامي هو دين الحرية القائمة على المساواة بين الناس بالعدل حقوقا و واجبات، دون أن يُشيروا إلينا أين نجد هذه النصوص المُقدسة، فأي دين إسلاما كان أم دين اّخر، لا يساوي بين المؤمنين به و بين أصحاب الأديان الأخرى، و أن كل دين من الأديان الثلاثة يقسم ويمايز في داخله و يميز بين أتباعه، و كلها تعترف و تُقر و تٌقنن للقانون القديم اللإنساني بأن داخلها سادة و عبيد لا يتساويان أمام الشرائع الأرضية، و المساواة مؤجلة إلى ما بعد البعث في جميعها، بل أن بعض هذه الأديان يجعل المساواة بعد البعث شبه مستحيلة، فهناك فرق بين من رزقه الله في الدنيا واغناه فتصدق و زكى فيكون له المكان الرفيع في عالم الخلد، و بين العبد الذي لا يملك ما يتصدق به و يُزكي، فهناك أيضا لا يستويان، كذلك الذكر و الأنثى في اّخرة الرحمن لا يستويان، فمن حق الذكر ألوف الحور العين، و من حق الأنثى الصالحة أن تكون محظية ضمن محظيات الزوج السعيد.
    إن الإصرار على استدامة المادة الثانية بالدستور التي تُفرق بين المواطنين على أساس الدين، و ترفع شان طائفة من مواطنيها على شأن طائفة أخرى، و تدعم دينا من أديان مواطنيها ضد بقية الأديان، و لا تترك كل دين في الوطن يظهر بقوته الذاتية في منافسة متكافئة ، هي مادة ضد كل معاني الحريات، و تغتال أساس معنى الحريات الديمقراطية التي لا تقوم إلا على المساواة المطلقة بين المواطنين ، حتى أن عقيدة خاصة لمواطن واحدة تستحق من الوطن كله الدفاع عنها و عنه.إن الإصرار على بقاء هذه المادة هو هدم لكل مطالب الثورة بالحريات، و هدم لأساس أي دستور، و تكريس لعدم المساواة بين المواطنين الذي تنتفي معه فكرة المواطنة و الانتماء الوطني و تُغيب لصالح ثقافة الغازي المستوطن و العبد الوطني، وفق القاعدة الأموية الخليفة ردا على الوالي الذي ذهب من مصر الى دمشق يرجو تخفيف الجباية بعد أن نهكت الرعية و أفلست ، أن هؤلاء ليسوا رعية و "إن هم إلا عبيدا لنا نزيد عليهم كيفما شئنا".
    بقيت كلمة بشأن ما يكشف الاّن داخل مقار أمن الدولة ، فقد تعرض صاحب هذا القلم لحملات منظمة ومسعورة وكاذبة وخسيسة و مكثفة طوال عمره ككاتب ،وان الذين قادوا الحملة الأخيرة وهى اقساها جميعا هم السلفيون وموقعهم ( المصريون ) وهم الحلفاء الأول والشريك العلني دون حاجة لأي وثائق لأمن الدولة الراحل ، و كان مفترضا أن أفعل فعل مجدي الجلاد لأقدم بلاغا للنائب العام ليكشف عن هذا التنظيم المحكم لاغتيالي أدبيا و جماهيريا،وتشويه سمعتي وتبخيسي بالكذب الصريح وانعدام أي حس أو ضمير ، لكني أرى أن هذا الشأن هين بجوار قضايا وطن حزين يستكشف كل يوم حجم ما تعرض له من إهدار و انتهاك ما خطر على قلب بشر، لذلك لا أريد أن أشغل جهاز النيابة بهذه الشئون الشخصية و هو ما أطلبه من الاّخرين مثلي ، خاصة أن الجلاد نفسه لم يكن بريئا ولا بعيدا عن هذه الحملات المنظمة ضد أبرياء مثلي .
    أيضا أطلب من الجهات الحقوقية و منظمات حقوق الإنسان أن تتذكر الاّن دماء الراحل ممجدا فرج فودة و المطالبة بوضع عناصر جبهة علماء الأزهر الذين حرصوا على قتلٍه بفتاوى علنية وراء القضبان و محاسبتهم، حتى يرى المصريون أن العمامة الأزهرية ليست حصانة للقتلة و المجرمين، و أن يد القانون تطال الجميع دون تفرقة بسبب دين أو عمامة أو منصب أو جاه أو عنصر أو جنس. وأنه قد آن الأوان أن يوضع اسمه على شارع رئيسي عرفانا لضريبة الدم التي دفعها من أجل وطنه .
    -برقية:
    على المعترضين على تعديل الدستور بغرض وضع دستور جديد ألا يدعوا لمقاطعة التصويت بل أن يصروا على الحشد والذهاب للتصويت بالرفض، لان المقاطعة للاستفتاء ستصب في مصلحة التعديل الذي يُراد به الالتفاف على أهداف الثورة . اوان يعملوا على جمع كل القوى المعارضة للتعديل معاً لإسقاط تعديل الدستور ووضع دستور جديد يقوم على الشرعية الثورية.




    *******

    الرد على الهرطقة والفلسفة الكارهة للحقيقة والحاقدة على ثوابت الإسلام ومجريات الواقع الحالي

    *******


    ارجو الرد لأني مريض ومشتت نوعا ما ؟ ولا يجب أن نترك مثل هذا المخرب يسعى في العقول فسادا
    التعديل الأخير تم بواسطة نصرة الإسلام; 23 أغس, 2011, 11:54 م. سبب آخر: حذف رابط
  • السهم الثاقب
    حساب مهكر على صاحبه التواصل مع الادارة وسرعة فتح معرف جديد باسمه

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 21 ماي, 2010
    • 837
    • مهندس كهرباء تحكم
    • مسلم

    #2

    مقال مغلوط ومخلوط كالمعتاد من الجويهل القمني
    وصراحةً أنا لست من أنصار الرد علي الجهلاء !!! والمقال نفسه لا يتمحوّر حول قضية محدّدة ليتم الرد عليها هرفٌ فقط لخدمة مرض القمني المُستفحل وحقده علي الإسلام والمسلمين !!!

    علي العموم يبدو أن الجويهل يخلط بين العهدة العمرية وطبيعة شروطها وبين فتح مصر ! ووسط كل هذه اللجلجة اللا مفهومة تناسي أو جهل فعلاً أن أمير المؤمنين عمر الفاروق _رضي الله عنه_ إستقدم عمرو بن العاص من مصر إلي عاصمة الخلافة وبينهما مسيرة اسبوعين وفقط ليقتص للقبطي من والي مصر !

    sigpic


    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

    تعليق

    • أحمد.
      مشرف اللجنة العلمية

      حارس من حراس العقيدة
      • 30 يون, 2011
      • 6655
      • -
      • مسلم

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      أعدت قراءة المقال المنقول عاليه للمرة الثانية محاولا أن أتخير منه نقاطا للرد عليها ولكن غاية ما وصلت إليه هو ما سبق أن اطلعتُ عليه من أن هذا المقال لا يحتاج لِرَدٍّ عقلى بلغة العقلاء بقدر ما يحتاج لِمُطهر قوى من مُطهرات المراحيض

      الحق الذى أراه - دون تعرض لشخص الكاتب - أنه لا يملك عاقل منصف يقرأ هذا المقال إلا أن يصفه بأنه مصاب بحالة من الإسهال المزمن .. فالكاتب - هداه الله - تعرض فى مقال واحد لعدد كبير من القضايا الهامة فى حياة كل مصرى - إن لم تكن أهمها على الإطلاق - كل واحدة منها تحتاج لعرضها - عرضا منصفا - إلى كتب ومجلدات .. وقال فيها آراءا وأصدر فيها أحكاما لم يأت عليها بدليل واحد ولا بشئ يمكن الالتفات اليه حقيقة .. اللهم إلا غِلُّ القلب وبذاءةُ اللسان .

      وبرغم كل ما سبق فقد رأيت أنى بحاجة الى نقد بعض هذه الكلمات بمقياس العقل الذى هو سِرُّ وجود الإنسان ومناط تكريمه على جميع المخلوقات - احتراما لعقل القارئ لا لشخص الكاتب .. فالكاتب لا يستحق مِنَّا غير قول الله تبارك وتعالى ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) [ آل عمران من الآية 118 ]

      وعلى ذلك فإنى قد اخترت أن أناقش بعض القضايا التى تعرض لها الكاتب على الترتيب الآتى

      أولا : الشريعة الإسلامية ومنهاج العبودية

      ثانيا : الفاتحون العرب المسلمون

      ثالثا : مسلموا مصر

      رابعا : المادة الثانية من الدستور وتطبيق الشريعة الإسلامية

      وأما ما كان فى كل ذلك من خطأ فهو من الأمارة بالسوء ووسواسها الخناس - وأما ما كان فيه من صواب فهو من الحنان المنان الواحد الديان .. أسأله سبحانه السداد والرشاد وهو العالم بالحال وإليه المرجع والمآل وهو حسبنا ونعم الوكيل
      وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

      رحِمَ
      اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

      تعليق

      • أحمد.
        مشرف اللجنة العلمية

        حارس من حراس العقيدة
        • 30 يون, 2011
        • 6655
        • -
        • مسلم

        #4
        أولا : الشريعة الإسلامية ومنهاج العبودية

        يقول كاتب المقال
        ومن بيشوي إلى الإخوان و أذرعهم الضاربة سواء في جماعات متعددة الأسماء أو الأزهر أو دار الإفتاء احزن ياوطني ، فكلهم يُجمعون على التبعية لثقافة الفاتح التي تُقسم الناس إلى سادة و عبيد بنصوص مقدسة و أحاديث و تشريعات و أبواب طوال في فقهنا، بإصرارهم على عدم المساس بالمادة الثانية بالدستور.مع تأكيدهم أن الدين الإسلامي هو دين الحرية القائمة على المساواة بين الناس بالعدل حقوقا و واجبات، دون أن يُشيروا إلينا أين نجد هذه النصوص المُقدسة، فأي دين إسلاما كان أم دين اّخر، لا يساوي بين المؤمنين به و بين أصحاب الأديان الأخرى، و أن كل دين من الأديان الثلاثة يقسم ويمايز في داخله و يميز بين أتباعه، و كلها تعترف و تُقر و تٌقنن للقانون القديم اللإنساني بأن داخلها سادة و عبيد لا يتساويان أمام الشرائع الأرضية، و المساواة مؤجلة إلى ما بعد البعث في جميعها
        ..............................
        إن الإصرار على استدامة المادة الثانية بالدستور التي تُفرق بين المواطنين على أساس الدين، و ترفع شان طائفة من مواطنيها على شأن طائفة أخرى، و تدعم دينا من أديان مواطنيها ضد بقية الأديان، و لا تترك كل دين في الوطن يظهر بقوته الذاتية في منافسة متكافئة ، هي مادة ضد كل معاني الحريات، و تغتال أساس معنى الحريات الديمقراطية التي لا تقوم إلا على المساواة المطلقة بين المواطنين
        وفى طيات هذا القئ المتصل يمكننا أن نتلمس بعض النقاط التى تحتاج الى وقفة

        1) النصوص المقدسة

        2) التمييز بين الأتباع والمخالفين

        3) "المساواة المطلقة" بين الإسلام والديموقراطية

        ونقول والله تعالى المستعان


        1) النصوص المقدسة

        أشار الكاتب إلى النصوص المقدسة والأحاديث والتشريعات التى "تُقسم الناس الى سادة وعبيد" - دون أن يضرب لنا مثالا واحدا بنص واحد "يُقسِّم الناس إلى سادة وعبيد" .. وذلك فى نفس السطر الذى عاب فيه على المسلمين قولهم بأن الدين الإسلامى هو دين الحرية والمساواة "دون أن يشيروا إليه أين يجد هذه النصوص المقدسة" .. والحقيقة أن هذا التناقض البَيِّن فى كلام الكاتب هو عين ما يمكن وصفه بالقئ .. الذى لا يرقى إلى مرتبة كلام العقلاء
        فأما "النصوص المقدسة" التى لا يجدها الكاتب .. فقد استطاع كل باحث منصف أن يجد عشرات منها بمنتهى السهولة والبساطة .. وحتى لو لم يكن لها أى وجود فإن مجرد تأكيد المسلمين فى كل وقت وحين على أن دينهم هو دين الحرية والمساواة لهو دليل كاف بذاته على هذا الإدعاء .. أو إن شئنا الدقة فهو يعد قرينة على صحة هذا الادعاء .. وهذه القرينة تنقل عبء الإثبات على المخالف .. فعليه إذا قال المخالف أن الإسلام ليس بدين الحرية ولا المساواة - يتعين عليه أن يُثبت هذا الإدعاء .. وهو مالم يقدمه الكاتب فى هذا المقال ولو تلمحيا فعلى كثرة "النصوص المقدسة" التى تعد بالآلاف لم نجد فى مقاله - على طوله - "نصا مقدسا" واحدا "يُقسِّم الناس إلى سادة وعبيد" .


        2) التمييز بين الأتباع والمخالفين

        يرى الكاتب أن الدين الإسلامى يشبه الأديان الأخرى فى أنه لا يساوى بين أتباعه وبين منكريه .. والحقيقة أن هذا النقد تحديدا يدخل فى مجال مقارنة الأديان مع أننا لم نسمع يوما بمقارنة تتم بين الأديان لا تحتوى على نص واحد من الأديان محل المقارنة وإنما تقتصر المقارنة على قول "الثلاثة متشابهون - الثلاثة يُميزون" ألا فما أعجب هذا المنهج الصفيق فى النقد والتحليل .. وهو ما يمكن أن نسميه منهج "رخامه"

        أما التناقض الفج الثانى فى كلماته فهو قوله "كلها تعترف و تُقر و تٌقنن للقانون القديم اللإنساني بأن داخلها سادة و عبيد " وفيه مغالطتان
        الأولى / وصفه لهذا النظام "العبودية" بأنه نظام لا إنسانى .. على الرغم من اعترافه بنفسه بأنه "قانون قديم" - فهل يُمكننا أن نعتقد بناءا على كلامه أنه كان قانونا للقردة مثلا ؟ .. الأمر الذى يقره أى عاقل أنه لا يمكن الحكم على أى مجتمع بشرى بأنه مجتمع "لاإنسانى" وأن أى نظام يُقره مجتمع إنسانى فإنه يعتبر نظاما "إنسانيا" .. فما بالنا بنظام ساد جميع المجتمعات البشرية لفترة طويلة من الزمن .. كيف يمكن وصفه بأنه نظام "لاإنسانى" ؟ ومن الذى أعطى لإنسان مفرد أن يحكم على ملايين من البشر بعدم الإنسانية ؟ بل كيف يقول عاقل أن إنسانا ما "كالكاتب" أحق بالكلام عن عن غيره من البشر "كالعبيد" من أنفسهم .. وإذا كان نظام كهذا يسرى فى كل المجتمعات التى يسرى فيها برضا جميع أفرادها بمن فيهم العبيد والذين لو تغير بهم الحال "كأن كانوا هم المنتصرين فى الحرب مثلا" لكانوا هم الأسياد "للمهزومين" .. أما ما شهد به التاريخ من ثورات العبيد .. فقد سُجلت هذه الشهادة على ثورات ضد الاستبداد - لا ضد النظام .. أى أن العبيد لم يثوروا إلا ضد من استبدوا بهم وعاملوهم كالحيوانات .. فإذا عُلم ذلك فإنه يُعلم مدى ما تميزت به الشريعة الإسلامية فى تنظيمها لنظام "إنسانى" واقع سائر برضا المجتمع الإنسانى كله بطريقة راقية وسامية اتفق على روعتها جميع من درسوا أحكامها بإنصاف وتجرد حتى من غير المسلمين .

        الثانى / كلامه عن الشريعة الإسلامية كما لو كانت هى مصدر هذا النظام بإعتبار أنها تعترف به وتُقره وتُقننه .. والحقيقة انى أسأله إذا كان كذلك فلماذا لا نجد أى أثر لهذا النظام اليوم .. ولماذا لا يسعى أى مسلم من مسلمى اليوم إلى اتخاذ العبيد والإماء ؟ الحقيقة أن هذا لا يدل إلا على أن الشريعة الإسلامية لم تطلب من المجتمع الإنسانى أن يتخذ العبيد وإنما غاية ما طالبت به أن تُحترم حقوقهم وتُحفظ كرامتهم وإنسانيتهم .. فهل كان من ذلك خطأ ؟ أم كان من الواجب على تلك الشريعة أن تفرض على أتباعها تحرير العبيد ولو كان ذلك ضد رغبة المجتمع الإنسانى كله من أسياد وعبيد ؟

        أما التمييز بين المؤمنين وغيرهم فلكى أصدق بسوءه .. يتعين على الكاتب أن يأتى لى بمنهج واحد لا يُفضل أتباعه على غيرهم .. ولا أقصد المنهجيات الكبرى فحسب .. بل جميع منهجيات البشر مهما كبرت أو صغرت زادت اهميتها أو قلت .. هل وجدتم فى العالم كله حزبا يساوى بين أعضائه وغيرهم فى الامتيازات ؟ مع العلم أن الأحزاب غنما تُعبر عن أفكار ومناهج ورؤى معينة .. فهل يمكن القول بأن هناك صاحب منهج أو رؤية فى العالم كله يساوى بين المتفقين معه على منهجه ورؤيته وبين المخالفين ؟ .. ألا فإنا قد رأينا فى هذه المقالة نموذجا رائعا على التمييز فى تمييز الكاتب بين أتباع فكره وبين معارضيه وفى ذلك الكفاية عن كل مقال


        3) "المساواة المطلقة" بين الإسلام والديموقراطية

        فى مغالطة صفيقة لا تصدر إلا عن جاهل مُطبقٌ جَهْلهُ أو مدلس مُشرَعٌ تدليسُهُ يظهر علينا الكاتب بتعبير "المساواة المطلقة" بينما يعلم كل عاقل يقينا أنه لا يوجد فى أى مكان فى الدنيا ما يعرف ب "المساواة المطلقة" بل الصحيح أن المساواة فى أعلى صورها تكون مقيدة بحال كل شخص .. أما المساواة المطلقة فتعنى مثلا أنه يحق لكل مواطن أن يُشرع القوانين وأن يُصدر الأحكام وأن يُنفذها وأن يقوم بكل فعل يحق لأى إنسان غيره أن يقوم به أو يتمتع بأى امتياز يتمتع به أى إنسان غيره .
        فإن قلنا كما يعرف العقلاء أن المساواة "الحقة" تكون دائما مقيدة بأطر معينة كإطار الثقافة والمال والجنسية والمنصب إلى مئات الأطر التى تعرفها كل المجتمعات الإنسانية .. فما المانع إذا أن يكون الدين أحد هذه الأطر خاصة إذا ارتضى المجتمع بغالبية أفراده جعل هذا الإطار هو أحد الأطر التى تحدد مجال المساواة وقيودها ؟

        أما نكتة الحريات الديموقراطية التى تنسفها الشريعة الإسلامية نسفا فتحتاج إلى بحث مطول فى الديموقراطية ليس هذا محله لذا يكفينى فى هذا المقال التمثيل عليها بمثال واحد .

        عندما يُناقش أى قانون فى مجلس النواب "طبقا للنظام الديموقراطى" فإنه قد يُتفق عليه بالإجماع وهذا غير متصور إلا فى حالات نادرة فقط أما فى الأغلبية الساحقة من الحالات فإنه لا يحدث غير أمر من اثنين
        فإما أن تتفق الأغلبية على إقرار القانون الذى ترفضه الأقلية : فيُقرُّ القانون - رغما عن أنف الأقلية - وتلتزم الأقلية الرافضة بالنزول على حكم الأغلبية ويجب عليها قبول القانون والخضوع له - على رفضها إياه وعدم موافقتها عليه -
        فإما أن تتفق الأغلبية على رفض القانون الذى تحتاجه الأقلية : فيُرفض القانون - رغما عن أنف الأقلية - وتلتزم الأقلية الراغبة بالنزول على حكم الأغلبية ويجب عليها تقبل عدم وجود القانون - على رغبتها فيه واقتناعها به -
        هذا من ناحية مبدأ إقرار أو رفض القانون - وتسرى هذه القاعدة فى جميع تفاصيل القانون الداخلية فى جميع القوانين والتشريعات داخل الدولة .. ومع ذلك نجد حالة القئ الماثلة تتكلم عن "الحريات الديموقراطية التى تقوم على أساس المساواة المطلقة"
        قارنوا هذا المثال "التشريعى" بتشريع الإسلام أن يتحاكم أهل الكتاب إلى شرائعهم دون شرائع المسلمين لتعلموا حجم ما وصلت إليه تلك البركة من القئ العفن

        يُتبع

        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

        رحِمَ
        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

        تعليق

        • أحمد.
          مشرف اللجنة العلمية

          حارس من حراس العقيدة
          • 30 يون, 2011
          • 6655
          • -
          • مسلم

          #5
          ثانيا : الفاتحون العرب المسلمون

          يقول الكاتب
          و هي ثقافة الفاتح الغازي الذي يستولي على بلاد بكاملها بما عليها، و يحول أهلها إما أتباعا له يعتنقون عقيدته و لا يرتقوا بذلك لمستواه إنما يظلوا موالي، أي درجة من العبودية بين الأحرار وبين العبودية الكاملة، و إما عبيدا بالمعنى الكامل في حال بقائهم على دينهم و ثقافتهم المحلية الوطنية، و تكون أموالهم و أعراضهم عُرضة طوال الوقت للاغتصاب بالحكم الشرعي.
          و لعل شر أنواع الاستعمار طرا هو الاحتلال الاستيطاني الذي يُوًطن الغزاة سادة و يجعل المواطنين الأُصلاء عبيدا و يمحو ثقافة هذا الوطن بالتمام و يقضي على لٌغًته الوعاء الثقافي الحامل لتاريخه، و يستبدله بثقافة المستعمر لتُصبح ثقافة للوطن، ليُصبح الاستعمار ليس فقط للأرض أو الناس إنما يصل إلى الروح، و ما أبشع الاستعمار الروحي للشعوب بين كل أنواع الاستعمار.
          .................................
          الخطأ الأول ، أنه إذا كان يقصد بالمسلمين الضيوف المُسلمين الفاتحين لمصر، فهو فادح الخطيئة، لأنهم لم يكونوا ضيوفا إنما كانوا غزوا عسكريا استيطانيا لم يتم بالمُطلق على دعوة من أقباط مصر كما يزعم المُفلسفون المسلمون، لأن قصة الفتح معروفة عن رغبة عمرو بن العاص فيها باعتبارها منجم و كنز مطلوب ، و عدم رغبة الخليفة عمر و كيف أخفى خطاب الخليفة حتى جاوز العريش ليفتحه و يُعلنه لجيشه و يدخل مصر غازيا. و إذا كان الأب بيشوي يقصد بالضيوف المسلمين الحاليين فهو خطأ لا يقل فداحة ، لأن هؤلاء مصريين تاريخيا سواء كانوا مسيحيين تأسلموا ، أو عرب غُزاة تمًصروا منذ ألف و اربعمائة عام

          ساق الكاتب عددا كبيرا من الإتهامات للمسلمين الفاتحين انطلاقا من وصفه لهم بأنهم "غزو عسكرى استيطانى"

          المشكلة حقا أن الكاتب - كحال كل مقئ - فإنه لم يستطع أن يتحكم فى قيئه حتى انتشر فى كل مكان حتى أغرقه هو نفسه وبيان ذلك :

          أولا : اتهم الكاتب العرب الفاتحين بأنهم دخلوا الى مصر قاصدين احتلالها احتلالا استيطانيا .. وأنهم قسموا الناس الى موالى وعبيد .. ولم يذكر لنا دليلا واحدا على هذا الإتهام .. ولا حادثا واحدا موثقا يفيد أن المسلمين الأوائل عاملوا المصريين من هذا المنطلق .. متجاهلا فى نوبة قيئه ما تواتر عن المصريين الحاضرين فى هذا الزمان جيلا بعد جيل من حسن تعامل المسلمين وحسن خلقهم وعدلهم وفضلهم وإحسانهم - أما والله إن العالم كله ينسب الفضل فى تعليمه معنى الحرية والعدالة الى هؤلاء الفاتحين فى الوقت الذى يراهم عبقرينا "سادة" .. والحقيقة أنى لم أر فى حياتى سيِّدا يضرب عبدا فيُعاقَب بأن يضرب العبد أباه إلا أن يعفو العبد .. كما أنى لم أر فى حياتى غازيا استيطانيا يُقابَلُ من الشعب الذى احتله بمثل ما تواتر عن المصريين جيلا بعد جيل من ترحاب ومودة حتى وصل الأمر الى أن يصبح غالبية المصريين مسلمين .

          ثانيا : تكلم الكاتب عن العرب الفاتحين بوصفهم هم الذين حولوا المسلمين إلى الاسلام ليصبحوا أتباعا لا يرتقون لمستواه وإنما يظلوا موالى .. المشكلة أن الكاتب لم يذكر لنا دليلا واحدا على هذا الزعم الأرعن الذى يخالف التاريخ والواقع ولا يقبله عقل .. فالحقيقة أنى لم أسمع يوما عن بشر بهذه القدرات "السوبرمانية" التى يتكلم عنها الكاتب .. ففى الوقت الذى دخل فيه العربى الفاتح مصر غازيا عسكريا استيطانيا - استطاع بمعجزة ما أن يجعل أهل هذه الدولة يتحولون عن عقيدتهم الى عقيدته ويدعون ثقافتهم الى ثقافته ولغتهم الى لغته فيما يُشبه الحب الأفلاطونى برغم كونه "محتل عسكرى استيطانى"

          نعم نسمع فى كل احتلال عن بعض الخونة المحبين للمحتل .. لكننا أبدا لم نسمع يوما عن شعب يحب محتله ويدع أغلب أفراده عقيدتهم ليدخل فى عقيدته - خاصة إذا كان هذا الشعب هو الشعب المصرى الذى لا يتأقلم أبدا ولا يخنع قط لمحتل أجنبى فما هى القدرات الخارقة التى امتلكها الفاتح العربى حتى يفعل كل ذلك بالشعب المصرى من طمس للهوية وتدمير للثقافة واحتلال استيطانى ومن ثم يتحول هذا الشعب الى عقيدته مع أنه يعلم أيضا أنه بهذا لا يرتقى الى مرتبة "السادة" بل يظل فى مرتبة وسط "بين السادة والعبيد" - بل وما هى القدرات الخارقة التى امتكلها هذا الفاتح حتى يرتكب كل هذه الفظائع دون أن يستطيع التاريخ أن يُسجِّل عليه شيئا واحدا منها وهو التاريخ الذى لم يترك لغيره - حتى قبله بآلاف السنين - شاردة ولا واردة دون أن يُسجِّلها

          ثالثا : لم يذكر لنا الكاتب أوجه النفع العظيمة التى كان يبتغيها المستعمر العربى من هذا الاحتلال .. فهو فى طيات حديثه عن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه لم يوضح لنا أبدا سبب قناعة هؤلاء الفاتحين - من القادة والجنود - بعظمة ما يقومون به ونبله حتى أنهم ليُضحون بأرواحهم ذاتها فى هذا الطريق طامعين فى جنة ربهم الذى من أسمائه "العدل" و "السلام" .. كما لم يذكر لنا متى تحديدا قبل ظهور الإسلام كان من طباع العرب طبع "الغزاة العسكريين الاستيطانيين" وأين تعلموا مبادئ هذا الفن

          رابعا : قوله أن الفتح الاسلامى جعل أموال المسلمين وأعراضهم عرضة للاغتصاب بالحكم الشرعى - فلا يظنن أحد أنه من قبيل القئ الذى تعودناه من الكاتب .. وإنما الحقيقة أنه مما يمكن وصفه بأنه "طلق ولادة" لما فيه من تناقض صريح مع ما تكلم به الكاتب نفسه .. ولا عجب
          فهذا القول يناقض قوله بتحول المصريين الى عقيدة الفاتحين وما ساقه من تركهم لثقافتهم ولغتهم و... و ... حتى يصل الأمر إلى أن يتغلل حب الفاتحين فى قلوب المصريين وهو ما يصفه الطالق بأنه وصل الى مرحلة "استعمار الروح" .. هل يُعقل يا عقلاء أن يكون هذا تعامل المسلمين مع المصريين فيكون هذا رد فعل المصريين ؟ ألا فإنه ليس على المريض حرج .

          خامسا : ناقَضَ الكاتب نفسه مناقضة شديدة تُغنى عن أىِّ مقال بعدُ لَمَّا تكلم عن مسلمى اليوم وذكر أنهم
          * إما عرب غزاة تمصروا
          * أو مصريين تأسلموا

          فبعد وصلة "الطلق" السابقة عن الأسياد والعبيد يقول لنا الكاتب أن بعض هؤلاء الأسياد تركوا أوطانهم وتوطنوا فى مصر وعاشوا وسط العبيد على أنهم منهم لهم ما لهم وعليهم ما عليهم - حيث لم يُعرف على مَرِّ التاريخ أن تميزت طائفة من مواطنى مصر بكونها "غزاة متمصرين" وكانت لهم على باقى المواطنين سلطات الأسياد على العبيد - ألا فلو كان الأسياد كذلك فما الغضب إذن من وجود العبيد ؟
          يخبرنا الكاتب أيضا عن الحقيقة التى لا ينكرها إلا مريض وهى إسلام المصريين قبل ألف وأربعمائة عام - أى تركهم لدياناتهم - وكلنا نعلم مدى صعوبة ذلك عند المصرى - ودخولهم أفواجا فى دين الفاتحين .. ألا فلو كان دين الفاتحين مع ذلك ينظر اليهم على أنهم عبيد ويأمر العرب بغزوهم واحتلالهم واستيطان دولهم وطمس هوياتهم وثقافاتهم .. ألا فإنه لا يمكن أن يُعاب شئ من ذلك على هذا الدين بعدُ - لقبول الطرف المقابل لكل هذا بل واعتناقه أيضا لهذا الدين .. فإنى أسأل فما وجه اعتراض الكاتب على استعباد العرب للمصريين .. الذين رأوا الدين الإسلامى أحق الأديان بالاتباع .. هل هو أحق بالكلام عنهم من أنفسهم ؟ أم عاين حالهم بدلا منهم ؟ أم كان من أهل زمانهم ؟ أم يكون الأقرب للتصور أن نعتقد أنه ليس إلا "مريض نفسى" مصاب بالخيالات والوساوس والضلالات ؟


          يُتبع

          وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

          رحِمَ
          اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

          تعليق

          • ابنة صلاح الدين
            مشرفة قسم القضايا التاريخية

            • 14 أغس, 2006
            • 4619
            • مسلمة

            #6
            الفتـــــــــــــح الإسلامى لمصـــــــــــــــر كان تحريرا لهـــــــــا :


            http://www.altareekh.com:81/article/...ا-لها.html
            فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

            تعليق

            • أحمد.
              مشرف اللجنة العلمية

              حارس من حراس العقيدة
              • 30 يون, 2011
              • 6655
              • -
              • مسلم

              #7
              جزاكم الله خيرا على الإضافة الجميلة الأخت "@المهاجرة@"

              الحقيقة أن "تحرير المسلمين لمصر" لا يحتاج الى أى دليل على الإطلاق .. لا يحتاج فى حقيقة الأمر إلا الى عقل بشرى حقيقى .. لا عقل حيوانى بهيمى .. فإن الناظر فى حال دولتنا اليوم يجدها دولة حرة غير محتلة - على الرغم من بقاء الإسلام فيها وتدين غالبية سكانها به .. وعلى الرغم من أننا لم نسمع عن معركة واحدة أو محاولة يتيمة من المصريين لإخراج المسلمين العرب من مصر "باعتبارهم غزاة" كما سمعنا عن المعارك مع الإنجليز واليهود وغيرهم .. فالسؤال الحقيقى هنا هو "أين ذهب هذا الاحتلال المزعوم ؟" هل تبخر هكذا فى الهواء ؟ فلا دليل على حدوثه ولا دليل على انتهائه اللهم إلا بعض ما يتناثر هنا وهناك مما تنفثه بعض أفاعى بنى آدم من سموم
              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

              رحِمَ
              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

              تعليق

              • أحمد.
                مشرف اللجنة العلمية

                حارس من حراس العقيدة
                • 30 يون, 2011
                • 6655
                • -
                • مسلم

                #8
                ثالثا : مسلموا مصر

                يقول الكاتب
                في الأحداث الأخيرة بقرية إطفيح مركز صول بشرقي النيل، حدثت حالة حب بين شاب مسيحي و شابة مسلمة، و هو شأن طبيعي فالحب لا يعرف الأديان و العناصر، فهو حالة وجدانية خاصة بين طرفين بالتراضي بينهما، لكنه في بلادنا يكون كارثة كونية تقوم بسببها الحروب و تٌحرًق البلاد، فليس لدى المسلم مانعا من ركوب مسلم لمسيحية بحسبانها سبية، و لأن الإسلام هو الدين الأعلى ، يعلو و لا يُعلى عليه ،فهو يركب ولا يُركب
                .............................................
                لأنه نسي أنه من العبيد و أن تطاوله على قدس أقداس السادة هو الطريق إلى مجزرة دموية ضد العبيد . و أن عليه الاعتراف بتهمة تحريف الإنجيل، و كمال و صوابية القراّن، و هو ما يعني أن يُعلن إسلامه و إن ظل مسيحيا، بإعلان سلامة القراّن و اعتلال سلامة الإنجيل.
                ........................
                بقيت كلمة بشأن ما يكشف الاّن داخل مقار أمن الدولة ، فقد تعرض صاحب هذا القلم لحملات منظمة ومسعورة وكاذبة وخسيسة و مكثفة طوال عمره ككاتب ،وان الذين قادوا الحملة الأخيرة وهى اقساها جميعا هم السلفيون وموقعهم ( المصريون ) وهم الحلفاء الأول والشريك العلني دون حاجة لأي وثائق لأمن الدولة الراحل
                .......................................

                أيضا أطلب من الجهات الحقوقية و منظمات حقوق الإنسان أن تتذكر الاّن دماء الراحل ممجدا فرج فودة و المطالبة بوضع عناصر جبهة علماء الأزهر الذين حرصوا على قتلٍه بفتاوى علنية وراء القضبان و محاسبتهم
                والحقيقة أن كل هذا الهذيان لا يعنينى الرد عليه بشئ .. فغاية ما سأفعله أنى سأترك لعقل القارئ الكريم ليحكم عليه بحيدة وإنصاف حتى إذا ما تبين له قدر ما فى هذه الجزئيات من كذب وتدليس على الناس فى واقعهم المعاش - استطاع أن يتبين مدى سخف هذه المقالة بكاملها وضآلة قيمتها العلمية والعقلية والإنسانية جزى الله تعالى صاحبها بما يستحق وزيادة ..


                لذا فسيقتصر دورى فى هذه المسألة على عرض مقدمات الكاتب التى يتعامل معها على انها أشياء بديهية مسلمة مع بعض الإشارات من طرفى .. والله تعالى الموفق

                مقدمات الكاتب
                أولا : يرى الكاتب أن الحب فى بلاد المسلمين - بصورة مطلقة - "يكون كارثة كونية تقوم بسببها الحروب و تٌحرًق البلاد" .. وسبحان الله العظيم

                ثانيا : يرى الكاتب أن من حق أى فتاة مسلمة أن تحب شابا مسيحيا وأن تجعله "يركبها" لتصير "مركوبته" لأن الحب حالة وجدانية خاصة بين طرفين بالتراضى بينهما .. ونسى الكاتب العظيم أنه لا يوجد ما يسمى بالحرية المطلقة ؟ وأنه بهذا المنطلق يمكننا أن نتصور أن كاتبنا العزيز قد يبيح لنفسه التعامل مع جهات استخباراتية لأى دولة يحبها ضد مصلحة وطنه - باعتبار أنه حر -
                ولكن الحقيقة التى لا جدال فيها أن الفتاة المسلمة مثل أى مسلم ترتبط مع دينها بعقد .. وترتبط مع مجتمعها المسلم بعقد .. فهى بهذا الارتباط تُلزم نفسها بالقيود التى يفرضها هذا العقد ..وهذا العقد هو شهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"
                أيضا فإن الحقيقة أن المسيحى "اللى عايز يركب" ملتزم أيضا مع شركائه فى الوطن بعقد - هو العقد الاجتماعى .. وهو ملزم على أساس بعدم المساس بمقدساتهم - بغض النظر عن مدى موافقتها للعقل من عدمه - فالواقع أن هذه مسألة حساسة جدا لدى شركائك فى الوطن - ذمها كما تشاء ولا تقتنع بها أبدا ولكن .. لا يحق لك المساس بها
                المشكلة فى هذه المقدمة - أن الحب "حق خالص" باعتباره حاله وجدانية تتم بتراضى الطرفين "فقط" وتؤدى فى النهاية الى "ركوب" فإنى أعتقد أنه لن يحزن إذا وجد زوجته على هذه الصورة الوجدانية الراقية .. وأنه لن يحول حبها البرئ الطاهر هذا الى كارثة كونية .. بل أعتقد أنه بأخلاق الفرسان تلك سيقدم لهما التحايا والاحترام اللائق بهما باعتبارهما يمارسان حالة وجدانية راقية طبيعية

                اعتذار : عن ما اضطررت لاستخدامه من كلمات نابية .. ولكنى علمت من البداية أن عزمى على خوض هذه النفايات لن يجعلنى أخرج منها غير ملوث .. والله المستعان

                ثالثا : يرى الكاتب أن المسلم ينظر إلى المرأة المسيحية على أنها "سبية" .. وبغض النظر عن كون تلك الكلمة سبة لكل عائلة أساسها مسلم ومسيحية .. وبغض النظر عن احساس المسيحية المتزوجة برجل مسلم تعلم كم يحبها وتحبه بهذه الكلمات وهى تقرأها .. وبغض النظر عن إحساس أولادها تجاه هذه الكلمات حال قرائتها .. وبغض النظر عن وجهة نظر الإسلام من إباحة هذا الزواج - ولن أستخدم التعبير الساقط الذى استخدمه الكاتب "الركوب" - وبغض النظر عن إباحة الإسلام بالزواج من "المحصنـــات" من أهل الكتاب .. فإنى أترك هذا القئ الدافق أمام عين كل قارئ ليحكم عليه وعلى كاتبه .

                رابعا : يرى الكاتب - فى لفتة عبقرية - أن المسلمين اليوم يتعاملون مع المسيحيين تعامل السادة مع العبيد .. وأن تطاول العبيد لا يؤدى إلا إلى مجزرة دموية تجاههم .. وأن المسلمين يوجبون على الأب بيشوى إما أن يعتنق الإسلام أو أن يظل مسيحيا ولكن يعترف أن دينه خطأ ودين "السادة" هو الصواب بطريقة "يا تعترف يا تموت" .. وبغض النظر عن كون كل ذلك يتعارض تماما مع فكرة أن الأب المذكور قد "تطاول" بالفعل .. ولم يُصب بخدش واحد .. ولم يتعرض لمحاولة اعتداء واحدة .. فإنى حقيقة أعانى من حالة عدم قدرة مزمنة على إسقاط مقدمات الكاتب على الواقع المُعاش حتى الآن .. فهل تستطيعون أنتم ؟

                خامسا : علمنا من الكاتب فى هذا المقام أن السلفيين وموقع "المصريون" تحديدا .. يشنون عليه حملات "مســعورة" و "كاذبـــة" و "خسيســة" ورغم كل ذلك لن يتقدم ضدهم ببلاغ للنائب العام - لأنه "بحس وطنى مرهف" لا يريد أن يشغل بال النيابة العامة بقضية تافهة كهذه .. النيابة العامة يا أفاضل التى تحقق فى أشياء أتفه ألف ألف مرة مما يتكلم عنه الرجل .. بل والأدهى أنه وإن تنازل عن حقه فى البلاغ إلا أنه لم يتنازل عن حقه فى رمى الناس بالباطل ودون دليل لمجرد أنه وصف نفسه ب "صاحب القلم" بل الأدهى والأكثر عجبا أن يقول نصا عن علاقتهم بأمن الدولة "دون حاجة إلى وثائق" وإنى أسأل - من الذى نَصَّبَ المذكور إلها فى الأرض يصدر الأحكام ويلقى بالاتهامات دون وازع ضمير أو نصاحة عقل ؟

                سادسا : يطالب الكاتب بوضع عناصر جبهة علماء الأزهر خلف القضبان لأنهم هم قتلة فرج فودة - قتلوه بفتاواهم العلنية .. وإنى أسأل أليس ذلك الكلام من إنسان من المفترض أنه صاحب قلم يعد فتوى علنية ؟ ألا فملعون من أسماه صاحب القلم .. وملعون كل صاحب قلم لا يتقى الله تعالى فى قلمه بل يستغله فى إلقاء الاتهامات ورمى الشبه وكيل السباب للناس دون ضمير أو دليل

                يُتبع
                وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                رحِمَ
                اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                تعليق

                • أحمد.
                  مشرف اللجنة العلمية

                  حارس من حراس العقيدة
                  • 30 يون, 2011
                  • 6655
                  • -
                  • مسلم

                  #9
                  رابعا : المادة الثانية من الدستور وتطبيق الشريعة الإسلامية

                  يقول الكاتب

                  إن الإصرار على استدامة المادة الثانية بالدستور التي تُفرق بين المواطنين على أساس الدين، و ترفع شان طائفة من مواطنيها على شأن طائفة أخرى، و تدعم دينا من أديان مواطنيها ضد بقية الأديان، و لا تترك كل دين في الوطن يظهر بقوته الذاتية في منافسة متكافئة ، هي مادة ضد كل معاني الحريات، و تغتال أساس معنى الحريات الديمقراطية التي لا تقوم إلا على المساواة المطلقة بين المواطنين ، حتى أن عقيدة خاصة لمواطن واحدة تستحق من الوطن كله الدفاع عنها و عنه.إن الإصرار على بقاء هذه المادة هو هدم لكل مطالب الثورة بالحريات، و هدم لأساس أي دستور، و تكريس لعدم المساواة بين المواطنين الذي تنتفي معه فكرة المواطنة و الانتماء الوطني
                  [/quote]
                  هنا نصل معا إلى مرحلة الفهم .. هنا نفهم جميعا غرض هذه الحملة الدنيئة على الإسلام والمسلمين .. فأيا كان وصف هذا المقال ونقده لا يمكن غض النظر عما اشتمل عليه من تطاول على مقدسات المسلمين وثوابت عقائدهم .. وإذا كنا شبهنا المقال سابقا بحالة مزمنة من القئ الفكرى - إلا أن هذا التشبيه كان مقتصرا على أسلوب كتابة المقال وطريقة تناوله للقضايا .. ولا ينفى ذلك حقيقة الهدف الخبيث وراء هذا الأسلوب العقيم الذى يأنف بعض "غير المتعلمين" عن التكلم بنظيره .

                  الحقيقة أن الظاهر من وراء كل هذا التطاول هو كُرْهٌ شخصى متأصل لدى الكاتب تجاه الإسلام والمسلمين .. ظهر فى أكبر صوره عندما بدأ الدفعُ من جانب المسلمين باتجاه طلب إقامة الشريعة الإسلامية والمحافظة على المادة الثانية من الدستور وتفعيلها .. ولكن كعادة المثقفين فى لوك مشاعرهم الشخصية بأفكار إنسانية وأسس منهجية مختلفة جاء هذا المقال .. والفكرة التى اتخذها الكاتب فى هذا المقال ستارا لحقده على الإسلام وأهله - كما صار يحلو للبعض فى الآونة الأخيرة - هى فكرة الديمواقراطية باعتبارها أكثر الأفكار البشرية حظوا بالقبول لدى الناس عموما - والمسلمين تبعا

                  وكعادة الكاتب فى صوغ حقده الدفين هذا فى أسلوب القئ الفكرى يعدد الكاتب عددا كبيرا من مساوئ بقاء المادة الثانية من الدستور فهى "تفرق وترفع وتدعم ولا تترك وتغتال وتهدم وتكرس" حوالى ثمانية اتهامات متتابعة لا تترك للقارئ حتى فرصة التقاط الأنفاس ناهيك عن فرصة التفكير المتعقل المتوازن فى كل هذه الاتهامات التى لم يتحفنا الكاتب بدليل واحد على اتهام واحد منها .

                  عامة - ودون الخوض فى تفاصيل هذه الاتهامات التى يُردُّ عليها عندما تَرِدُ فى سياق يمكن أن يحظى ببعض الاحترام - فإن ما يعنينا الآن حقيقة هو البحث فى مدى تعارض تطبيق المادة الثانية من الدستور مع الديمواقراطية وحقوق الإنسان .. ومدى توافق فكر ومنهجية الكاتب مع الديموقراطية وحقوق الإنسان

                  أولا / المادة الثانية من الدستور وحقوق الإنسان
                  عندما ننظر فى واقع المجتمع المصرى نجد أن غالبية سكانه يدينون بالديانة الإسلامية .. بمعنى أن أكثر من 80% من الشعب المصرى يرون أن المنهج الإسلامى هو المنهج الأصلح والأوفق لهم فى حياتهم .. وإذا عُلم يقينا أن المجتمعات تقوم أساسا على عنصر الشعب وأنه لا توجد فكرة واحدة يُجمع عليها جميع أفراد الشعب وأن النظر إلى الأصلح بالنسبة للشعب يكون قائما على الأصلح بالنسبة لغالبية أفراد الشعب وتلتزم الأقلية الرافضة بالنزول على حكم الأغلبية ويصبح الأصلح بالنسبة للغالبية هو الأصلح بالنسبة للمجموع - فإن الناظر بداهة يدرك تماما أن ما يصلح لأكثر من 80% من أفراد الشعب لابد وأن يكون هو الأصلح لمجموع الشعب .. أما ما يمكن أن يُرَدَّ به هذا الإدعاء من أن بعض المسلمين يرفضون تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يعاب به على المطالبين بتنفيذها بل الأصح أن الذى يعاب على ذلك هو تلك الفئة الرافضة دون غيرها .. فكيف نقول فى لغة العقلاء أن فردا يرى منهجا ما هو الأصلح لأن ينتسب إليه وينطوى تحت لوائه ويأتمر بأوامره وينتهى بنواهيه ثم يرفض أن يكون هذا المنهج هو الحاكم للمجتمع ؟ هل رأيتم يوما شيوعيا يرفض إقامة النظام الشيوعى أو اشتراكيا يرفض إقامة النظام الاشتراكى أو رأسماليا يرفض إقامة النظام الرأسمالى أو ... أو ...... ؟ بل هل يمكن الوثوق بفرد خان دينه الذى يدين به وعقيدته التى يعتقدها وهى أهم مكون فى حياة الإنسان ؟ هل يمكن الوثوق بمنافق اعتنق ديانة ما ثم هاجمها وحاول حصرها وتحجيمها والتقليل من شأنها ؟ لماذا يعاب دائما على "المسلـــم" الذى يسعى الى تطبيق الشريعة الإسلامية التى يدين بها - بينما لا يعاب على "المسلـــم" الذى يخون الشريعة الإسلامية التى يدين بها ؟
                  بغض النظر عن البحث فى مدى صلاحية الشريعة الإسلامية للحكم من عدمها - حيث ذلك ليس مجال بحث ذلك - وحتى لو افترضنا - جدلا - عدم صلاحيتها لذلك .. إلا أن القواعد الصارمة للديموقراطية وحقوق الإنسان تقول بأنه إذا ارتضت غالبية أفراد الشعب هذا المنهج فى حياتهم فإنه يصير المنهج الأولى والأحقَّ بالتطبيق فى مجتمعهم
                  وكون الإنسان قد ارتضى أن يَتَسَمَّى مسلما وأن تُكتب فى خانة ديانته صفة "مسلم" فإنه لا يستطيع بعد ذلك رفض تطبيق الشريعة بأى وجه من الأوجه .. ليس تعنتا ولكن تعقلا وتوقفا على المبادئ والأسس الحاكمة .. فالشريعة الإسلامية ليست كلأً مباحا ولا هى سقط متاع يستطيع أيا كان أن ينتسب إليها دون أن يلتزم بما تفرضه عليه من واجبات وأن يقف بِحَدِّهِ على ما تعطيه إياه من حقوق .. فالشريعة الإسلامية هى نظام اجتماعى وروحى ودينى متكامل .. وهى عقد يدخل فيه المسلم بمجرد نطقه للشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" - عقد بين المسلم وبين خالقه "صاحب الشريعة" وبين المسلم والمنهج الإسلامى "الشريعة" وبين المسلم وجماعة المسلمين "أتباع الشريعة" .. فلا يُقبل من مسلم قط أن ينقض هذا العقد فى جانبه الاجتماعى مع جماعة المسلمين فيطلب منهم عدم تطبيق شريعتهم .. تماما كما لا يقبل من عضو فى حزب ما أن ينقض المبادئ التى انضم على أساسها إلى هذا الحزب وأن يطالب بعدم تطبيق الحزب لسياساته المتفق عليها حال وصوله إلى سدة الحكم .


                  يُتبع
                  وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                  رحِمَ
                  اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                  تعليق

                  • أحمد.
                    مشرف اللجنة العلمية

                    حارس من حراس العقيدة
                    • 30 يون, 2011
                    • 6655
                    • -
                    • مسلم

                    #10
                    رابعا : المادة الثانية من الدستور وتطبيق الشريعة الإسلامية

                    ثانيا / الكاتب وحقوق الإنسان
                    الحقيقة التى لا ينكرها عاقل بعد قراءة المقال محل النقد أن كاتب هذا المقال هو أبعد ما يكون فى واقع الحال عن الديمواقراطية وحقوق الإنسان .. بل أنه آخر شخص يمكنه أن يتكلم بلسان هاتين الفكرتين

                    فالكاتب المحترم فى سبيل الانتصار لوجهة نظره ومذهبه نَحَى بأخلاق المفكرين وآداب الكاتبين كل منحى حتى أبعد النجعة عمَّا يعرف فى زماننا بالديموقراطية وما يعرف بحقوق الإنسان

                    فبينما كان من أهم مبادئ الديموقراطية الأساسية احترام آراء المخالفين ولو كانوا قلة - نجد الكاتب فى سياق متصل من الإفك والبهتان يُسفه كل من يقولون بالحفاظ على المادة الثانية وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ويكيل لهم الاتهامات زورا وعدوانا ويتعدى على أشخاصهم ويهاجم أفكارهم هجوما عاريا عن أى شرف ينبغى أن يتقلد به من هو مثله فى هذا المقام .. فلم تردعه أمانة الكلمة ولا شرف القلم ولا حكمة الثقافة ولا مبادئ الديموقراطية .. وهو على طول مقاله لم يجنح مرة واحدة لتناول حجج المخالفين له بالنقد بالعقل أو التحليل بالمنطق أو المقارعة بالحجة

                    وبينما كان من أهم حقوق الإنسان حقه فى عدم مساس أحد بعقائده ومقدساته - نجد الكاتب فى سياق متصل من الإفك والبهتان يُهاجم لُبَّ عقائد المسلمين ومقدساتهم بدءا من صلب شريعتهم الغراء "قدس أقداسهم" مرورا بسلفهم الطاهر الطيب انتهاءا بأشخاصهم هم وبصفتهم الدينية والعقائدية .. فأخذ يكيل لكل ذلك السباب والاتهام زورا وعدوانا فى مخالفة صريحة فجة لحقوق الإنسان التى ما فتئ - على طول مقاله - ينتقد المسلمين لعدم احترامها .. وكأنه لا يعترف للمسلمين بصفة الإنسانية أساسا - اللهم إلا لو اقتنعوا بفكره وساروا على هواه وتنكروا لدينهم ليكسبوا رضاه .. فساعتها ترتفع قيمتهم لديه ليصبحوا بشرا مستحقين لاكتساب حقوق الإنسان

                    وإذا كان أحدنا يخالف كثيرين ويختلف معهم دون أن يفقد احترامه لهم أو تقديره لعقولهم - إلا أن الصياغة التى صاغ بها الكاتب مقاله والأسلوب الذى اتبعه فيه أسقط كل احترام لشخصه وعقله وفكره ربما من الأسطر الأولى فى مقاله .. حتى صار موسوما لدى القارئ بوسم الجهل والكذب والنفاق .. حيث لم يُقدِّر لحظة واحدة أمانة القلم الذى أمسك به حال كتابته تلك الأسطر حتى وهو يلقب نفسه بلقب "صاحب القلم" .. فكان الواضح من المقال أنه لم يفهم من هذا اللقب لا شرفه ولا أمانته ولا كرامته - بل لم يفهم منه حقيقة غير الغرور والكبر الذى تنتفخ بهما أوداجه فى كل كلمة فى مقاله وهو يهاجم الجميع ويسب الجميع ويتهم الجميع ولسان حاله "أنا بخير أنتم لستم بخير" أو "أنا جيد والجميع سيئون" .. هذا الكبر والغرور الذى أعمى عينيه عن النظر فى الأمور التى تناولها بحيدة ونزاهة - بل أعمى عينيه حتى عن فهم واحترام المبادئ التى نادى بها فى طول المقال وتحت ستارها قال كل ما قال .

                    الحقيقة أنه على الرغم من كل مساوئ وعيوب الديموقراطية وحقوق الإنسان - مثلهما مثل أى نظام بشرى فى التاريخ - إلا أنهما يتبرئان من هذا المقال براءة تامة - ليس تعنتا بل فهما لأسس ومبادئ هاتين الفكرتين كما أسلفت فى نقدى لهذا المقال
                    فأما الديموقراطية فلم تظهر أساسا إلا كمحاولة لاحترام إرادة الشعوب وجعلها أسمى من إرادات الأفراد - لا تسفيه تلك الإرادة وتحقيرها
                    وأما حقوق الإنسان فلم تظهر أساسا إلا كمحاولة لاحترام الإنسان من خلال الحفاظ على حقوقه اللصيقة به كإنسان - لا التطاول على هذه الحقوق وتسفيهها وتحقيرها

                    انتهى نقدى لهذا المقال .. وأعتذر عما كان فيه من إسهاب مُمِلٍّ مع ما فيه من إيجاز مُخِلٍّ - فكما أسلفت فى مقدمة النقد عاب المقالَ الأصلى تناولُهُ لعدد كبير من القضايا العظيمة الشأن فى أسلوب مُلتَفٍّ مُلتَوٍ لا يتناول الأمور بما تستحقه بل بما يناسب هوى الكاتب فى غرضه .

                    وأما ما كان فى كل ذلك من خطأ فهو من الأمارة بالسوء ووسواسها الخناس - وأما ما كان فيه من صواب فهو من الحنان المنان الواحد الديان .. أسأله سبحانه السداد والرشاد .. وهو العالم بالحال وإليه المرجع والمآل .. وهو حسبنا ونعم الوكيل
                    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                    رحِمَ
                    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                    تعليق

                    • في حب الله
                      المشرفة على أقسام
                      المذاهب الفكرية الهدامة

                      • 28 مار, 2007
                      • 8324
                      • باحث
                      • مسلم

                      #11
                      جزاكم الله كل الخير أخي الكريم على ردكم المبارك وتفنيدكم للمقال
                      اسمح لي فقط ببعض النقاش الذي ربما يكون فيه الفائدة .. بارك الله فيكم

                      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد.
                      أما التمييز بين المؤمنين وغيرهم فلكى أصدق بسوءه .. يتعين على الكاتب أن يأتى لى بمنهج واحد لا يُفضل أتباعه على غيرهم .. ولا أقصد المنهجيات الكبرى فحسب .. بل جميع منهجيات البشر مهما كبرت أو صغرت زادت اهميتها أو قلت .. هل وجدتم فى العالم كله حزبا يساوى بين أعضائه وغيرهم فى الامتيازات ؟ مع العلم أن الأحزاب غنما تُعبر عن أفكار ومناهج ورؤى معينة .. فهل يمكن القول بأن هناك صاحب منهج أو رؤية فى العالم كله يساوى بين المتفقين معه على منهجه ورؤيته وبين المخالفين ؟ .. ألا فإنا قد رأينا فى هذه المقالة نموذجا رائعا على التمييز فى تمييز الكاتب بين أتباع فكره وبين معارضيه وفى ذلك الكفاية عن كل مقال
                      ولكن أخي الكريم
                      التشريع الإسلامي كقانون منهجي فهو لجميع البشر لا يُفرق بين أتباعه وغيرهم
                      فحينما نتكلم عن دين الإسلام فمؤكد أن المؤمن ليس كالمنافق ليس كغير المؤمن ليس كالكافر .. فالحكم لله وحده في الدنيا والآخرة
                      أما حينما نتكلم عن تشريع إسلامي وقانون يحتكم إليه جميع البشر .. فهل يوجد تفريق بين مؤمن وكافر؟!
                      وهل يوجد أمام القضاء الإسلامي العادل ما يُسمى بتمييز التابعين
                      فلم نجد هذا في قصص الأولين حتى نوافقه على جُل ما يقوله في هذا .. بل تمييز الأتباع لم يكن يوماً في القانون الإسلامي التشريعي


                      فى مغالطة صفيقة لا تصدر إلا عن جاهل مُطبقٌ جَهْلهُ أو مدلس مُشرَعٌ تدليسُهُ يظهر علينا الكاتب بتعبير "المساواة المطلقة" بينما يعلم كل عاقل يقينا أنه لا يوجد فى أى مكان فى الدنيا ما يعرف ب "المساواة المطلقة" بل الصحيح أن المساواة فى أعلى صورها تكون مقيدة بحال كل شخص .. أما المساواة المطلقة فتعنى مثلا أنه يحق لكل مواطن أن يُشرع القوانين وأن يُصدر الأحكام وأن يُنفذها وأن يقوم بكل فعل يحق لأى إنسان غيره أن يقوم به أو يتمتع بأى امتياز يتمتع به أى إنسان غيره .

                      دعني أذهب بالحديث أخي إلى ما أبعد من ذلك
                      فالمساواة المطلقة .. ظلم مطلق
                      ثبت عن رب العزة سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا "
                      هناك فرق كبير بين المساواة والعدل
                      فحينما مثلاً آتي بشخص جاهل وآخر متعلم وأعقد بينهم مسابقة من باب المساواة في القراءة: فهذا عين الظلم
                      حينما آتي بطفل ومعه رجل وأساوي بينهم في قياس مدى القوة: فهذا عين الظلم
                      الحدود في الإسلام كان لها شروطاً: هذه الشروط إن لم تتوافر في شخص سقط عنه الحد .. فأين المساواة هنا؟
                      فمن باب المساواة ألا يوجد هذه الشروط .. ولكن من باب العدل أن تود هذه الشروط
                      فإذا لم يستطع الكاتب المفكر العبقري ألا يُفرق بين المساواة والعدل فالأولى له أن يصمت ولا يتكلم على ما لم يصل عقله البشري لفهمه واستيعابه بعد..

                      فإن قلنا كما يعرف العقلاء أن المساواة "الحقة" تكون دائما مقيدة بأطر معينة كإطار الثقافة والمال والجنسية والمنصب إلى مئات الأطر التى تعرفها كل المجتمعات الإنسانية .. فما المانع إذا أن يكون الدين أحد هذه الأطر خاصة إذا ارتضى المجتمع بغالبية أفراده جعل هذا الإطار هو أحد الأطر التى تحدد مجال المساواة وقيودها ؟

                      نعود أخي لنفس النقطة
                      هل التشريع الإسلامي وتطبيقه يُفرِق بين متبعيه وغيرهم؟


                      أما نكتة الحريات الديموقراطية التى تنسفها الشريعة الإسلامية نسفا فتحتاج إلى بحث مطول فى الديموقراطية ليس هذا محله لذا يكفينى فى هذا المقال التمثيل عليها بمثال واحد .

                      الديمقراطية بمفهومها هى الحرية وتقبل الرأي والرأي الآخر
                      لا يوجد ما يُسمى حرية مطلقة .. فدوماً الحرية مقيدة بقيود إما أخلاقية أو مجتمعية أو ثقافية أو حتى دينية
                      وحينما تُطلق الحريات فهذا يعني تزايد المفسدة والتعدي على الآخر .. ولنا في العمل على الاستنساخ البشري مثل وصورة .. فهناك القليل ممن قبِله بدعوى الحرية والكثير أو أغلبية المجتمعات رفضته
                      رضيَّ الغرب أن تكون هذه القيود متواجدة بكافة أشكالها بينما عابوا أن تكون مقيدة بالدين .. وهذا هو الخيط الرفيع الذي بيننا وبينهم فإن تقبلوا قيود الدين كنوع من الثقافة فسيعلمون أن الديمقراطية في الإسلام كانت في أعلى صورها وأرقاها


                      قارنوا هذا المثال "التشريعى" بتشريع الإسلام أن يتحاكم أهل الكتاب إلى شرائعهم دون شرائع المسلمين لتعلموا حجم ما وصلت إليه تلك البركة من القئ العفن

                      جزاكم الله كل الخير وأحسن إليكم على هذه الردود المتميزة

                      وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                      وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                      @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                      --------------------------------------
                      اللهم ارزقني الشهادة
                      اللهم اجعل همي الآخرة

                      تعليق

                      • أحمد.
                        مشرف اللجنة العلمية

                        حارس من حراس العقيدة
                        • 30 يون, 2011
                        • 6655
                        • -
                        • مسلم

                        #12
                        ولكن أخي الكريم
                        التشريع الإسلامي كقانون منهجي فهو لجميع البشر لا يُفرق بين أتباعه وغيرهم
                        فحينما نتكلم عن دين الإسلام فمؤكد أن المؤمن ليس كالمنافق ليس كغير المؤمن ليس كالكافر .. فالحكم لله وحده في الدنيا والآخرة
                        أما حينما نتكلم عن تشريع إسلامي وقانون يحتكم إليه جميع البشر .. فهل يوجد تفريق بين مؤمن وكافر؟!
                        وهل يوجد أمام القضاء الإسلامي العادل ما يُسمى بتمييز التابعين
                        فلم نجد هذا في قصص الأولين حتى نوافقه على جُل ما يقوله في هذا .. بل تمييز الأتباع لم يكن يوماً في القانون الإسلامي التشريعي
                        أنت تتكلمين عن الشريعة كقانون منهجى أختى .. ولكنه يتكلم عن الدين ككل .. يتكلم عن الشريعة كاعتقاد وعقيدة .. وهل تحسبين أن دينا يقسم الناس الى سادة وعبيد لن يفرق بين أتباعه وغيرهم فى تشريعاته وقوانينه ؟
                        المشكلة هنا أن المقال اشتمل على عدد كبير من القضايا كما قلت ولو ناقشنا كل قضية منها بالتفصيل الذى يناسبها لاحتجنا الى كتاب كامل .. لذا فلم يكن من الصواب تفنيد جميع الشبه التى تذكر بغرض القول بالتمييز والتعصب فى التشريعات الإسلامية - كالجزية وبناء دور العبادة والوظائف العامة إلى غير ذلك الكثير
                        لذا كان دورى فى المقال أن أقتصر على تبيان عوار منهج الكاتب فى التفكير والكتابة وبيان سوء مقصده وخبث نواياه .. فحتى لو افترضنا - جدلا - وقوع التمييز فلا تعاب الشريعة الاسلامية عليه إلا إذا عيبت عليه جميع منهجيات البشر

                        دعني أذهب بالحديث أخي إلى ما أبعد من ذلك
                        فالمساواة المطلقة .. ظلم مطلق
                        ثبت عن رب العزة سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا "
                        هناك فرق كبير بين المساواة والعدل
                        فحينما مثلاً آتي بشخص جاهل وآخر متعلم وأعقد بينهم مسابقة من باب المساواة في القراءة: فهذا عين الظلم
                        حينما آتي بطفل ومعه رجل وأساوي بينهم في قياس مدى القوة: فهذا عين الظلم
                        الحدود في الإسلام كان لها شروطاً: هذه الشروط إن لم تتوافر في شخص سقط عنه الحد .. فأين المساواة هنا؟
                        فمن باب المساواة ألا يوجد هذه الشروط .. ولكن من باب العدل أن تود هذه الشروط
                        فإذا لم يستطع الكاتب المفكر العبقري ألا يُفرق بين المساواة والعدل فالأولى له أن يصمت ولا يتكلم على ما لم يصل عقله البشري لفهمه واستيعابه بعد..
                        أوافقك تماما على أن المساواة المطلقة ظلم مطلق .. ولكنها تكون كذلك فى حالات معينة - كالحالات التى ذكرتيها .. أما كحالة عامة تعم مجتمعا بأسره فإنها لا تكون ظلما مطلقا لأنها لا تكون أصلا - فهى مستحيلة الوقوع ناهيك عن مدى عدالتها من عدمه فلا يمكنك مثلا أن تساوى بين الفقير والغنى فى دفع الضريبة .. لأن الفقير لن يجد مثل ما عند الغنى فهى مستحيلة الحدوث ناهيك عن ظلمها أو عدمه .. فالحقيقة أن الكاتب وهو فى تلك الحالة من القئ الفكرى أعماه كرهه وحقده على الإسلام والمسلمين حتى أوقعه فى أسوأ مطب يمكن ان يقع فيه كاتب أو مثقف أو عاقل حيث نسب الحريات "المطلقة" والمساواة "المطلقة" الى الديمواقراطية - محاولا كما ذكرت فى المقال جذب الناس لهذه الفكرة .. لمجرد إبعادهم عن الدين عامة والشريعة الإسلامية خاصة

                        نعود أخي لنفس النقطة
                        هل التشريع الإسلامي وتطبيقه يُفرِق بين متبعيه وغيرهم؟
                        على قوله بأنها تفرق .. أو على قولك بأنها لا تفرق - فى جميع الأحوال القاعدة الصارمة تقول أنه طالما ارتضاها الشعب كإطار لتحديد مجال وقيود المساواة فلا مناص من ذلك .. أما عن رأييى الشخصى فهو أنها تفرق التفريق الذى نعرفه جميعا "الأصلح لمن له يصلح"

                        الديمقراطية بمفهومها هى الحرية وتقبل الرأي والرأي الآخر
                        لا يوجد ما يُسمى حرية مطلقة .. فدوماً الحرية مقيدة بقيود إما أخلاقية أو مجتمعية أو ثقافية أو حتى دينية
                        وحينما تُطلق الحريات فهذا يعني تزايد المفسدة والتعدي على الآخر .. ولنا في العمل على الاستنساخ البشري مثل وصورة .. فهناك القليل ممن قبِله بدعوى الحرية والكثير أو أغلبية المجتمعات رفضته
                        رضيَّ الغرب أن تكون هذه القيود متواجدة بكافة أشكالها بينما عابوا أن تكون مقيدة بالدين .. وهذا هو الخيط الرفيع الذي بيننا وبينهم فإن تقبلوا قيود الدين كنوع من الثقافة فسيعلمون أن الديمقراطية في الإسلام كانت في أعلى صورها وأرقاها
                        يقال هنا ذات الكلام الذى قيل عن المساواة .. فالحرية المطلقة أراها مستحيلة الحدوث عامة - ممكنة فى حالات معينة وفى هذه الحالات تكون مفسدة - فمثلا إذا كنت أريد أن أقتل "نتنياهو" فمن حريتى "المطلقة" أن أفعل ولكن .. هل سأستطيع أن أمارس تلك الحرية المطلقة ؟ .. إذا كان من حريتى "المطلقة" أن آكل ما أشاء - فهل سأقدر أن آكل ما لا أملك "ثمنه" .


                        جزاكم الله كل الخير وأحسن إليكم على هذه الردود المتميزة
                        وأنتم بارك الله فيكم وأحسن إليكم وثبتكم على دربكم وصرف عنكم مكائد شياطين الإنس والجن .


                        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                        رحِمَ
                        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                        تعليق

                        • مشرف 1
                          مشرف عام

                          • 31 ماي, 2011
                          • 100
                          • مسلم

                          #13
                          بارك الله فيكم

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ 2 يوم
                          ردود 0
                          18 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
                          ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, منذ 3 أسابيع
                          ردود 0
                          15 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة أحمد الشامي1
                          بواسطة أحمد الشامي1
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
                          رد 1
                          12 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                          ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                          رد 1
                          36 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة الراجى رضا الله
                          ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 29 سبت, 2024, 08:36 م
                          ردود 0
                          383 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة أحمد الشامي1
                          بواسطة أحمد الشامي1
                          يعمل...