أفلا يتدبرون القرآن ؟ ...... ج2
تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
-
-
والسؤال تدبر عام في القرآن وليس في هذه الامثلة فقط
يقول تعالي في كتابه الكريم
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟
.. أما ما أتكلم عنه فهو مسألة أعمق وهى تداخل هذه المسائل فى الآية الواحدة
ملحوظة / كنت قد أشرت الى الآية الثالثة فى أول مداخلة "قال ألقها .. قال خذها .. سنعيدها .. لنريك" كان الأسلوب الأقرب للسان البشر فى آية كهذه
إما .... قال ألقها .. قال خذها .. سأعيدها .. لأريك
أو .... قلنا ألقها .. قلنا خذها .. سنعيدها .. لنريك
فلنبدأ من هذه الآية .. ما سبب الاختلاف فيها ؟
فمعلوم أن موسى كان خائفاً ليس فقط من الحية وإنما من جبروت فرعون ومن محاولة قتل فرعون له إزاء قتل موسى للقبطي ، فأسند الله تعالى الفعلين إلى نون العظمة كمزيد من الطمأنة لموسى ليقبل على مهمته بقلب قوي وإيمان راسخ أن الله بذاته وعظمته ناصره ...
ولعلنا نلاحظ حالة اليقين التي وصل إليها موسى عليه السلام بنهاية قصته مع فرعون حيث قال تعالى { فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فكان رد موسى الفوري الواثق { قال كلا إن معي ربي سيهدين} بخلاف ما كان يحدث قبل ذلك في مواقف مختلفة ذكِرت فيها مسألة خوف موسى ..
كذلك استخدام نون العظمة مع الفعلين الخاصين بالمعجزتيْن يوحي بعِظم قدرهما ، مما يوحي بدوره بشدة كفران وحجود فرعون الذي رأى آيات بينات لا يختلف عليها اثنان على كونها حق من عند الله تعالى وعلى الرغم من ذلك { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً }
أما استخدام الفعل "قال" دون نون العظمة في مقابل استخدام الفعلين المسندين إلى نون العظمة ... فسأفكر فيه بإذن الله تعالى
فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .
أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
<<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))تعليق
-
أرسل أصلا بواسطة أحمد.;
ملحوظة / كنت قد أشرت الى الآية الثالثة فى أول مداخلة "قال ألقها .. قال خذها .. سنعيدها .. لنريك" كان الأسلوب الأقرب للسان البشر فى آية كهذه
إما .... قال ألقها .. قال خذها .. سأعيدها .. لأريك
أو .... قلنا ألقها .. قلنا خذها .. سنعيدها .. لنريك
فلنبدأ من هذه الآية .. ما سبب الاختلاف فيها ؟
جزاكم الله خيراً .. مدارسة جميلة ..
ربما أتعصب قليلاً لفكرتي .. تعصباً غير أعمى بطبيعة الحال .. فأقول:
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19)
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ (20)
قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21)
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (22)
لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)
كل ( قال ) هي محاورة منذ البداية بين الله تعالى وكليمه موسى عليه السلام .. والله خاطب موسى بنفسه مرات وعن طريق الوحي مرات ..
وهذا الموقف خاطبه سبحانه بذاته الشريفة بدون حجاب أو ناقل للقول من ملك أو غيره .. فكانت كلمة قال المفردة هي أدق وصف للواقع ..
أما الأفعال مثل: سنعيدها - لنريك فهي أفعال .. قد - ربما - يجوز - يحتمل أن يفعلها الملك بإذن رب العالمين أو أن تصنعها الحية بنفسها من ذاتها بإذن رب العالمين أو أن تسببها أسباب رب العالمين ..
........................................
وأقول: بالتأكيد تتوافق نون الجمع مع فكرة التعظيم لأن هذه الأفعال ..
(التحول الحقيقي بين الجماد والحيوان) - (المعجزات الكبرى) .. تستلزم أسلوباً يوحي بعظمة هذا الفعل وأنه ليس بالأمر الذي يمكن أن تجد له علة أو تحليلاً .. فهو فعل عظيم لا يفعله إلا عظيم لذا ناسبه أسلوب تعظيم ..
سبحان الله العظيم ..
تعليق
-
والسؤال تدبر عام في القرآن وليس في هذه الامثلة فقط
يقول تعالي في كتابه الكريم
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) )
الآن أنا أعتقد أننا لو نظرنا الى تسلسل وتبادل الحديث بالإفراد والتعظيم بالطريقة التى ذكرتها سابقا فسنفهم حكما كثيرة فى هذا الخصوص والله تعالى أعلم
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
يقول تعالي في كتابه الكريم
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟
لقد راجعت الايات فوجدت اكثر من فائدة
الفائدة الاولي :ان كلام الله ( الي) الناس ... يختلف عن كلامه ( الي ) الانبياء
وكلامه ( الي) الانبياء يختلف عن كلامه ( عن ) الانبياء
الله سبحانه وتعالي حين يخاطب الناس ... يتحدث بأسلوب العظمة فهو سبحانه صاحب الكبرياء في السموات والارض ...
وينبغي لصاحب الكبرياء ان يتحدث بما يليق بكبريائه
لم يقتصر الامر علي ان يتكلم الله سبحانه وتعالي عن نفسه ب ( نا ) العظمة فقط ولكن كان من العظمة ان يتكلم الله سبحانه عن نفسه بكل مترادفات العظمة
( نا ... انا ... نحن )
تكلم ب ( نا ) العظمة في معظم ايات القران .. وكان من نماذجها هذه الاية الكريمة التي تحكي خلق ادم ... ولا يخفي ان الكلام لكل الناس
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ... البقرة : 34نحن ...
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ...الأعراف : 10
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ... الحجر : 85
والكثير من الايات في هذا السياق
نحن نقص عليك احسن القصص .....يوسف :3
وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً ... الإسراء : 31ثم تكلم الله عن نفسه سبحانه بتعبير ( إنا ) .. وهي ايضا للعظمة
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ... الكهف : 13
وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ... الإسراء : 58
وغيرها كثير
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ... الكهف : 7بينما في معرض كلام الله سبحانه ( الي ) الانبياء عليهم السلام
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ... البقرة : 119
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ... النساء : 105
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ... الحجر : 9
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ [مريم : 40]
اقول .... الي وليس عن ... أي اثناء الحوار المباشر من الله الي النبي .... في خطابه المباشر اليه نجد
كلام الله سبحانه وتعالي( الي ) ابراهيم عليه السلام :
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
لاحظ : اني جاعلك ... خطاب مباشر
وعهدنا .... حديث الي الناس كافة ... وليس خطابا لابراهيم عليه السلام
وفي كلامه ( عن ) ابراهيم عليه السلام قال
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام : 83]فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ ... الأنبياء : 51
ولما تكلم ( الي) نوح عليه السلام قال
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود : 46
ولما تكلم ( عن ) نوح عليه السلام قال
وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [الأنبياء : 76]
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ... الصافات : 75
فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64) الأعراف : 64
و لما تكلم ( الي ) موسي عليه السلام قال :
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) طه : 12
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) طه : 13 – 14
ماذا عن قول : لنريك ... سنعيدها
هذه لا بد وان تكون بصيغة العظمة حتي ولو كانت في الخطاب لماذا
لان المعجزة التي يراها موسي عليه السلام تبعث في نفسه الرهبة
وقد اتضح ذلك في موضع اخر حين قال :
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ... القصص : 31
فكان ينبغي الخطاب بصيغة الكبرياء والعظمة...وهذا تصوير لحاجة الانسان الي ( القوي ) الذي يعضد من امره
فمع ان موسي عليه السلام معه معجزة قاهرة من الله سبحانه الا انه خاف من اعمال السحرة
راقب قوله تعالي في سورة طه :
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) ..... موسي عليه السلام ... اوجس خيفة من السحر ما بالك من المعجزة ؟
راجع خطاب الله اليه في هذه المرة :
قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) .... بصيغة العظمة ... ليطمئن الي العظيم القوي الجبار .... فهو ليس من الخطاب المباشر انه من ( الدعم ) المباشر
ولما تكلم ( عن ) موسي عليه السلام قال :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (96) هود : 96
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ .... الأعراف : 117
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ... البقرة : 51
الي اخر الايات
كلام الله سبحانه وتعالي ( الي ) زكريا عليه السلام
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) ....خطاب الدعم وبيان القوة وقدرة خلق المعجزة ليطمئن الي قدرة الله ... بصيغة العظمة
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)
قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) ....
الخطاب المباشر اليه ...
ولما تكلم ( عن ) زكريا عليه السلام قال
كلام الله سبحانه وتعالي( الي ) عيسي عليه السلام
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ..... آل عمران : 55
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي
وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ .... المائدة :110
قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115) المائدة : 114 – 115
ولما تكلم ( عن ) عيسي عليه السلام قال :
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ .... البقرة : 87
وقال سبحانه :
ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ
فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ .... الحديد : 27
يتبع ان شاء الله
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125]
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة مسلمة بكل فخر
لأنه تعالي يؤكد انه واحد أحد هو الصانع والقائل
فقال
ألقها .... خذها ..... سأعيدها
أما عند ما يري موسي فعل الله (لنريك) فينبهه الله علي
لكن الله تعالى لم يقل سأعيدها
هذه هي الآية أختي الحبيبة
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
أما سنعيدها لنريك أضاف النون لنسب الفعل لله عز وجل وحده
كقوله تعالى قلنا يا ءادم اسكن انت وزوجك الجنة فهومع كون قلنا اخبار فهي أيضا حكم باقدرة المطلقة
كقوله تعالى (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) ص 96
فهو سبحانه تعالى يقول كن للشيء ( كن هنا فعل لكن غير محدد بالشيء الذي سوف يُفعل )
أيضا و إذ قلنا لآدم فالقول هنا والله أعلم في ذاته أمر دال على فعل السكن في الجنة
فهو سبحانه و تعالى إذا أورد نون التعظيم فهو بذلك يورد الفعل لنفسه سبحانه و تعالى و هي اظهار لقدرته المطلقة على عباده
أما إذا لم يورد نون التعظيم فهي خبر أو أن الآية في هذا الوضع لا تحتاج لنون التعظيم ككلامه تعالى للكفار و هم في جهنم
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلمتعليق
-
يقول تعالي في كتابه الكريم
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟لقد راجعت الايات فوجدت اكثر من فائدة
الفائدة الاولي :ان كلام الله ( الي) الناس ... يختلف عن كلامه ( الي ) الانبياء
وكلامه ( الي) الانبياء يختلف عن كلامه ( عن ) الانبياء
الله سبحانه وتعالي حين يخاطب الناس ... يتحدث بأسلوب العظمة فهو سبحانه صاحب الكبرياء في السموات والارض ... له
مشاركة أكثر من رائعة أخى الحبيب كنز العلم
وفائدة أيضا أكثر من رائعة
فهذه فائدة جديدة تضاف الى ما جاء به إخواننا .. ولكن كان الأصوب من وجهة نظرى أن نقول - ان الغالب أن يكلم الله تعالى الناس بالعظمة .. ويكلم الأنبياء بالإفراد .. ويتكلم عنهم بالعظمة ... أو شئ من هذا القبيل
فمرة أخرى أقول لا يمكننا فى هذا الأمر تحديدا أن نعمم .. ولكن ما تفضلت به صحيح باعتبار الغالب .. بل وعظيم فى مضمونه أيضا
اقتصرت فى مشاركتك على ذكر سبب كلام الله تعالى الى الناس بالعظمة .. ولم تبين سبب كلامه الى الأنبياء بالإفراد أو كلامه عنهم بالعظمة .. فأرجو أن تبين ذلك فى مشاركتك القادمة فأحسب أن فيه فوائد جمة .. والله تعالى أعلموَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
يقول تعالي في كتابه الكريم
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)أما عن الايتين والله اعلي واعلم
(قال يا ءادم) (وقلنا يا ءادم )
لان في الاية الاولي الله يقر انه هو العالم ولا احد غيره يعلم ويُعلم ويعلم السر وأخفي
أما في الاية الثانيه فالاية بها امر ونهي كما بها إظهار لنعمة الله عليه بسكنه في الجنة
وكأن الله ينبهه ان عليه ان يسمع ويطيع ويجعل أمر الله له عظيما فيقول (قلنا)
فلا تنظر الي حجم المعصية ولكن أنظر من عصيت
الآية الأولى تأتى فى سياق الإخبار البسيط .. الذى ابتدأ الله تعالى به القصة بقوله سبحانه ( وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ) ... ثم ... ( قال إنى أعلم مالا تعلمون ) ... ثم ... ( فقال أنبئونى ) ثم يأتى إخبار الله تعالى فى ذات السياق ( قال يا آدم أنبئهم ) ... ثم ... ( قال ألم أقل لكم )
فقد كان الموقف كله دائرا بين الله تعالى وبين الملائكة وبين آدم عليه السلام .. وجميعهم يعرفون لله تعالى قدره ومنزلته - على قدرهم - فلم يكن ثمة مبرر أن يتكلم الله تعالى بالعظمة فقال سبحانه "إنى جاعل" وقال "إنى أعلم" وقال "وعلَّم آدم" وقال "ثم عرضهم" وقال " أنبئونى" وقال "ألم أقل لكم" وقال "إنى أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم" ثم انظروا كيف يتغير الأسلوب تماما بمجرد بداية دخول ابليس اللعين الى المشهد
أرى أن أضع الآيات من سورة البقرة أمامكم حتى تتضح الصورة أكثر
اللون الأحمر للإفراد والأزرق للعظمة
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35)فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍفَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) )هنا نجد الله تعالى يبتدئ القصة بالافراد حتى يأتى الى الإخبار عن موقف السجود وهو الموقف الذى عُصى فيه ربنا تبارك وتعالى ومن هنا حتى نهاية القصة لا يستخدم ربنا غير الفعل "قلنا" لم يستخدم "قال" مرة واحدة
ومع ذلك يظهر عد توبة آدم الى ربه تعالى افرادات مثل "فتاب" و "هداى" وذلك لأن المقام مقام خضوع وذلة من آدم عليه السلام فى مقابله مغفرة وعفو من ربنا تبارك وتعالى
ثم وفى مقابلة عظيمة نجد ربنا عندما يتحدث عن هداه وعن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستخدم الإفراد فيقول "يأتينكم منى هدى" ويقول "فمن تبع هداى" ولكن عندما يتحدث عن المكذبين فإنه يتحدث بالعظمة فيقول "وكذبوا بآياتنــا" ( فمن تبع هداى .. وكذبوا بآياتنا ) ..... والله تعالى أعلموَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35)فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍفَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) )هنا نجد الله تعالى يبتدئ القصة بالافراد حتى يأتى الى الإخبار عن موقف السجود وهو الموقف الذى عُصى فيه ربنا تبارك وتعالى ومن هنا حتى نهاية القصة لا يستخدم ربنا غير الفعل "قلنا" لم يستخدم "قال" مرة واحدة
هنا امر اخر ... اخي الحبيب
حيث توجد ملحوظة لطيفة
في الايات الثلاثة الاولي بدات بقوله تعالي ( و إذ ) ثم كان الحديث بصيغة المفرد ....لماذا ...؟ !
لأنه سبق الي ذكر القائل وهو( ربك ) .. فكان الحديث .. وبدأ يحكي ما قاله الرب سبحانه ... ولانه بدأ بالإفراد ( ربك ) ....
وليس ربكم ...استمر علي الإفراد ... ولأن الحديث بصيغة الماضي استمر علي صيغة الماضي
لاحظ ان تبدل الحديث الي ..( قلنا )...سبقه ....( واذ ) وهذه في غاية الأهمية اذ ان الله سبحانه حين يلفت الانتباه من حال الي اخر ... ومن قصة ... انتهت ..الي قصة بدأت ... يبدأ بقوله تعالي ...( وإذ )
وَإِذْقَالَرَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِإِنِّيجَاعِلٌفِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً : بدأ الحديث عن قصة الخلق ....سيخلق مخلوقا يجعله خليفة في الارض ...
وَإِذْقُلْنَالِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ ... انتقل الحال ... تم خلق ادم فعلا ... وطلب منهم سبحانه السجود له تكريما ...
ولكن ...( قلنا ) التي بعدها استكمال لما حدث ... بعد السجود ادخلناه الجنة ...وفي الجنة ...ازلهما الشيطان ... وقلنا لهم اهبطوا ... لم تظهر ( وإذ )
وقد ظهرت اعتبار ( وإذ ... ك ( فاصل ) بين حدث وحدث جليا ...في الاخبار عن افعال الله سبحانه وتعالي مع بني اسرائيل ...في سورة البقرة
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
ففي كل مرة ظهرت فيها ( وإذ ) كان موقفا جديدا منفصلا عن سابقه ... ولما لا تظهر صار استكمال الحديث عن نفس الموقف بكل سلاسة ومنطقية
والشاهد ان الله سبحانه .... وهذه هي
الفائدة الثانية
الله سبحانه حين يسبق الحديث عن نفسه بقوله .... قال ربك ... جل شأنه وتقدست اسماؤه .... يأتي الحديث بعدها بصيغة المفرد ...
ولا يحتاج الامر ان ياتي بصيغة العظمة ... لأنه معلوم سلفا من المتحدث
راقب بعض الايات
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 30]وكذلك اذا قال ... انا الله
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ [الحجر : 28]
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر : 60]
وكذلك اذا قال ... وقال الله
وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْوَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ [المائدة : 12]
قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ [المائدة : 115]
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي [طه : 14]
والله تعالي اعلي واعلم
وتبقي لنا فائدة اخري
في سورة الاعراف قال تعالي
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [الأعراف : 19]
لماذا صار الحديث الي ادم هنا مباشرة
ولم نجد وقلنا يا ادم
ولا يزال القران يبهرنا ... علي مر الدهور
لنتدبر جميعا
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل : 125]
تعليق
-
لكن الله تعالى لم يقل سأعيدها
هذه هي الآية أختي الحبيبة
أعتقد و الله أعلم أن قال تذكر في الإخبار وفي الأمور التي ليس فيها
أما سنعيدها لنريك أضاف النون لنسب الفعل لله عز وجل وحده
كقوله تعالى قلنا يا ءادم اسكن انت وزوجك الجنة فهومع كون قلنا اخبار فهي أيضا حكم باقدرة المطلقة
كقوله تعالى (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) ص 96
فهو سبحانه تعالى يقول كن للشيء ( كن هنا فعل لكن غير محدد بالشيء الذي سوف يُفعل )
أيضا و إذ قلنا لآدم فالقول هنا والله أعلم في ذاته أمر دال على فعل السكن في الجنة
فهو سبحانه و تعالى إذا أورد نون التعظيم فهو بذلك يورد الفعل لنفسه سبحانه و تعالى و هي اظهار لقدرته المطلقة على عباده
أما إذا لم يورد نون التعظيم فهي خبر أو أن الآية في هذا الوضع لا تحتاج لنون التعظيم ككلامه تعالى للكفار و هم في جهنم
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم
شكرا للتصويب اختي منورة الموضوع
وشكرا للاخوة : نصرة الاسلام ..... أحمد ...... الساجد ....... كنز العلوم
إضافات قيمة وجميلة جدا
احببت ان أوضح هدف السؤال والمغزي منه باختصار حتي إن تطرقتم الي سؤال اخر
أكون أوضحت الهدف
لقد طرحت هذا السؤال كما قلت لان ليس هناك اعظم من الله ان نبدأ بالكلام عنه
ولاني احببت ان يكون بداية الموضوع تتحدث عن الاخلاص لله وان يجعل عملنا خالصا لله
وان نستشعر بعظمه الله في كل شئ في كتابه وقدرته فينعكس ذلك علي اعمالنا وتصرفاتنا
ما سمعته وفهمته من الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله فجعلني اطرح هذا السؤال هو
لو لاحظنا في كتاب الله اي خبر من الله لرسوله عن عبوديته يتحدث بالافراد
إنني أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري
وإلاهكم أله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم
وفي سورة الاعراف في قصة سيدنا ،نــوح وهود وصالح ولوط
نجد اشتراك هذه الجملة
قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
لان الرسل جميعا وان اختلف المنهج ولكنهم موحـــديـن
ثم يأتي بنون العظمة ليتحدث عن فعله او علمه هو
فيقول أنزلنا ..... أرسلنا ...... قلنا
وإن افردها مرة آخري ليؤكد علي وحدانيته وعظمته
فإن تدبرنا في القرآن وجدنا ان مهمة اي رسول الانذار والتبليغ (لا اله الا الله ) وتعظيم الله (تكبيره)
ياأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر
اي قم انذر الناس ان لا اله الا الله وان لا يشركوا به شئيا وكبر الله في قلبك وقلوبهم وعظمه
إنا أرسلنا نوحا الي قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال ياقوم إني لكم نذير مبين
أن اعبدوا الله وأتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الي أجل مسمي إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون
ثم بعدها في نفس القصة
ما لكم لا ترجون لله وقارا
فأساس العبودية لله هي التوحيد والتعظيم
وان فهمت خطأ منه فليسامحني الله فهذا الخطأ مني
أما عن ان الافعال أنزلنا ...... اوحينا ....... ارسلنا فهذه نون تعظيم ولم يقل احـد أنها نون جماعه
فالفعل وان كان في ظاهره ان الرسل او الملائكة فعلته فهو في الحقيقة فعل الله
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي
فالله نهي عن الرسول الفعل بالرغم من انه فعله لان الذي جعل التراب يصل الي اعين الكفار هو الله وليس رميته
فالله هو الفاعل والقادر والاول والآخر
هذا والله تعالي أعلي وأعلم
هذه مشاركة للتوضيح وحتي ان اردتم فتح موضوع جديد اكون قد اوضحت هدفي والله المستعان
واتابع معكم النقاش بإذن اللهتعليق
-
يقول تعالي في كتابه الكريم قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟
الآن أبدأ الإجابة على السؤال الذى طرحته سابقا
بسم الله الرحمن الرحيم
( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى )
ملحوظة : اللون الأحمر فى الآيات يعبر عن الإفراد والأزرق يعبر عن التعظيم
وأنا اخترتك : لم يقل الله تعالى "وإنا اخترناك" ولا مانع من استخدامها ولكن كما سبق وتفضلتم إخوانى فهى خطاب من الله تعالى ( مع ) نبى من أنبيائه .. وأنتهز هذه الفرصة لأخبركم لماذا يخاطب الله تعالى أنبيائه بالإفراد
أنبياء الله تعالى هم أكثر الناس خضوعا له سبحانه لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .. إضافة الى حب الله تعالى لهم .. وإضافة أيضا الى التأكيد على وحدانية الله تعالى لحاملى رسالته .. فهو الذى اختار هؤلاء لحمل رسالته ولم يشاركه أحد فى اختياره هذا .. ولعلنا نذكر كيف كان حديث الله تعالى فى سورة البقرة مع الملائكة وآدم بالإفراد فما إن جاء ذكر إبليس حتى تحول الأسلوب الى التعظيم
إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى : شهادة التوحيد يشهد بها الله تعالى لنفسه .. ولا أجرؤ على التكلم عنها فى عجالة لذا أتوقف عن الخوض فيها حتى يقدر الله تعالى لمجالها
أكاد أخفيها : لم يقل الله تعالى "نكاد نخفيها" والملاحظ هناأن الحديث كان مع "موسى" عليه السلام فينطبق عليه ما سبق .. ولكن هنا فائدة أخرى .. أن الله تعالى عندما يتكلم عن "عندياته" أو ما اختص الله تعالى ذاته العلية بعلمه فإنه غالبا - إن لم يكن دائما - ما يتكلم بالإفراد ومن ذلك قول الله تعالى فى سورة الأنعام ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) ) وقوله سبحانه فى شأن الساعة فى سورة فصلت ( إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) ) وفى المحل الذى نحن بصدده .. وفى آخر آية من لقمان ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ) .
قال ألقها .. قال خذها : نفس الكلام
سنعيدها .. لنريك .. آياتنا : هنا المقام هو مقام إشعار بالعظمة ولذلك عدة أسباب
* فالله تبارك وتعالى أمر موسى عليه السلام أن يلقى عصاه فتحولت حية عظيمة فأراد الله تعالى أن يشعره بعظمته سبحانه فى عملية التحويل هذه ليعرف أن هذا ليس سحرا وإنما هو فعل عظيم من رب قادر حكيم فنحن يا موسى من حولها ونحن من سنعيدها .. ونفس الكلام يقال فى "لنريك من آياتنا"
* أيضا كانت تلك المعجزات مقدمة لأمر صعب سيأمر الله تعالى به موسى عليه السلام ( اذهب الى فرعون إنه طغى ) .. المشكلة فعلا أن كثيرين لا يتخيلون صعوبة هذا الأمر .. فى الوقت الذى هو فيه عندهم قاتل .. وكما قالوا عنه لا يكاد يبيبن .. ومحمل بفضل تربيتهم له .. وكان قد بدأ يستشعر الراحة لتوه بعد سنوات الأجرة .. أضيفوا الى ذلك طغيان فرعون وتجبره .. لتعلموا مدى صعوبة هذا الأمر
لكل ذلك نجد الله تعالى قبل الأمر يشعره بعظمته وقدرته وتعاليه على كل شئ .. فيكلمه بصيغة العظمة "سنعيدها .. لنريك .. آياتنا"
يتبع بالجزء الثانى من الشرح - والدروس المستفادة فى محل المسألةوَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
[QUOTE]
بسم الله الرحمن الرحيم
الآية الأولى تأتى فى سياق الإخبار البسيط .. الذى ابتدأ الله تعالى به القصة بقوله سبحانه ( وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ) ... ثم ... ( قال إنى أعلم مالا تعلمون ) ... ثم ... ( فقال أنبئونى ) ثم يأتى إخبار الله تعالى فى ذات السياق ( قال يا آدم أنبئهم ) ... ثم ... ( قال ألم أقل لكم )
فقد كان الموقف كله دائرا بين الله تعالى وبين الملائكة وبين آدم عليه السلام .. وجميعهم يعرفون لله تعالى قدره ومنزلته - على قدرهم - فلم يكن ثمة مبرر أن يتكلم الله تعالى بالعظمة فقال سبحانه "إنى جاعل" وقال "إنى أعلم" وقال "وعلَّم آدم" وقال "ثم عرضهم" وقال " أنبئونى" وقال "ألم أقل لكم" وقال "إنى أعلم غيب السماوات والأرض "أعلم[color=blue]
[size=4][font=traditional arabic][color=blue]وأنا اخترتك : لم يقل الله تعالى "وإنا اخترناك" ولا مانع من استخدامها ولكن كما سبق وتفضلتم إخوانى فهى خطاب من الله تعالى ( مع ) نبى من أنبيائه .. وأنتهز هذه الفرصة لأخبركم لماذا يخاطب الله تعالى أنبيائه بالإفراد
أنبياء الله تعالى هم أكثر الناس خضوعا له سبحانه لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .. إضافة الى حب الله تعالى لهم .. وإضافة أيضا الى التأكيد على وحدانية الله تعالى لحاملى رسالته .. فهو الذى اختار هؤلاء لحمل رسالته ولم يشاركه أحد فى اختياره هذا .. ولعلنا نذكر كيف كان حديث الله تعالى فى سورة البقرة مع الملائكة وآدم بالإفراد فما إن جاء ذكر إبليس حتى تحول الأسلوب الى التعظيم
إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى : شهادة التوحيد يشهد بها الله تعالى لنفسه .. ولا أجرؤ على التكلم عنها فى عجالة لذا أتوقف عن الخوض فيها حتى يقدر الله تعالى لمجالها
أكاد أخفيها : لم يقل الله تعالى "نكاد نخفيها" والملاحظ هناأن الحديث كان مع "موسى" عليه السلام فينطبق عليه ما سبق .. ولكن هنا فائدة أخرى .. أن الله تعالى عندما يتكلم عن "عندياته" أو ما اختص الله تعالى ذاته العلية بعلمه فإنه غالبا - إن لم يكن دائما - ما يتكلم بالإفراد ومن ذلك قول الله تعالى فى سورة الأنعام ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) ) وقوله سبحانه فى شأن الساعة فى سورة فصلت ( إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) ) وفى المحل الذى نحن بصدده .. وفى آخر آية من لقمان ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ) .
[font=traditional arabic]
[size=4]
كأن مثلا تقول لا أحد يعلم هذا غيري
فانت تريد تأكيد الافراد وليس العظمة
فلو تتبعنا القصة في سورة البقرة
وإذ قـال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليــفة قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدمـأء ونحن نـسبح بحمـدك ونـقدس لك
قال إنـي أعـلم ما لا تعلـمون وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين
قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (فردوا العلم الي الله انه هو المعلم وهو العليم )
قال يا ءادم انبئهم باسمائهم فلما أنبئهم باسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض وأعلم ما تبدون وما تكتمون
ثم فُصلت الايات ب أذ كما شرحها كنز العلوم وجاءت بصيغة التعظيم
فقال (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس أبي واستكبر وكان من الكافرين )
فكان هذا موضع تعظيم كان لابد من ابليس ان يستمع لله لانه عظيم وهو العليم الحكيم كما اقرت بذلك الملائكة
ولكننا نجد في سورة الاعراف
يتم شرح (أبي واستكبر وكان من الكافرين )
وعندما نقرأ الايات
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين قال أنظرني الي يوم يبعثون قال إنك من المنظرين
ففي هذه الايات نجد ان ابليس عليه لعنه الله تكبر (بأن رأي انه خير من ادم ) فلم يقر بان الله هو الاعلم بل رد حكم وامر الله له بالسجود
وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
انظرني فلم يسبح الله او يقر له بعلمه عليه لعنه الله
وكأنه جعل نفسه أعلم من الله فرد عليه الحكم
فكأن الايات تأتي لتقر بعدم أدب ابليس وجهله مع الله وعدم تعظيمه لامر الله هو الذي جعله كافرا وليس النقاش فالملائكة ناقشت الله ايضا ولكن هي مؤمنة
متيقنة بحكمة الله فقالت (سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )
متابعة معكم جزاكم الله خيرا
تعليق
-
السؤال بصورة عامة عن آيات القرآن وهذا لا يُحصر
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟
أعتقد أن كل آية يكون لها سبباً خاصاً بها للتعظيم أو الإفراد ... والله أعلم
وهذه ملحوظة هامة حتي لا نُعمم فنقول إذا جاءت الصيغة كذا في القرآن فهذا يعني كذا ... يا أخوة لو كان القرآن تنقضي عجائبه بهذه البساطة لما أعجز ! ... نقول أن الآية رقم كذا جاء فيها التعظيم لاجل كذا وكذا ... أتمني أن تكون الفكرة وصلت وإن أخطأت فمن نفسي !
كل عام وانتم بخير والي الله أقرب
فكرت في اسئلة كثيرة
فما وجدت اجمل من ان نبدأ بالكلام عن الله عز وجل
والسؤال تدبر عام في القرآن وليس في هذه الامثلة فقط
يقول تعالي في كتابه الكريم
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟
تعليق
-
يقول تعالي في كتابه الكريم قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ البقرة (33)
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَي قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى طه (18- 23)
متي يتحدث الله عز وجل بنون التعظيم ومتي يتحدث بالافراد ؟ ولمــاذا ؟
وهذا ما أقوله أخى الحبيب وربما ما سأخلص اليه فى نهاية هذه المشاركة
( قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) )
ملحوظة : اللون الأحمر فى الآيات يعبر عن الإفراد والأزرق يعبر عن التعظيم
مننا .. أوحينا : لما أمر الله تعالى موسى أن يذهب الى فرعون .. خاف موسى عليه السلام .. ودارت فى ذهنه كل المسائل التى ذكرتها فى المشاركة السابقة .. ولكنه قبل المهمة التى كلفه بها ربه .. ومع ذلك أخذ يدعوه .. فأخبره الله أنه قد استجاب له .. ثم ولزيادة طمأنته ذكَّره بأول مرة أنجاه فيها من فرعون على الرغم من أنه وقتها كان رضيعا ليس له حول ولا قوة .. فكأن الله تعالى يقول له "من أنجاك وقتها يستطيع أن ينجيك اليوم" .. فالحاصل هنا أن المقام مقام إشعار بعظمة الله تعالى فيما فعله لموسى عليه السلام وهو رضيع .. ولأن الفعل الذى ذكره الله تعالى مشترك بين الله وأم موسى .. أى أنها هى التى ألقته فى اليم .. كان الإشعار بعظمة الله تعالى فى أنه هو مصدر هذا الفعل بما أوحى به اليها
لى .. وألقيت .. عينى : لما ذكَّر الله تعالى موسى بنعمته عليه وهو رضيع - ذاكرا الفعل المشترك بينه تعالى وبين أم موسى - عرج سبحانه الى وصف ما فعله الله تعالى لموسى ولم يشاركه فيه أحد فتحول الأسلوب الى الكلام بالإفراد ليشعر موسى عليه السلام بعظيم نعمة الله تعالى عليه اذ فعل له ما لم يكن أحد يستطيع أن يفعله من أجله .. وكأن الله تعالى يقول له "أنا الذى فعلت لك ذلك يا موسى" .. وهذا بخلاف ما سبق .. فكان من الممكن فى الموقف الأول أن يقول موسى "أمى هى التى ألقتنى فى اليم" فكأن رد الله تعالى "نحن الذين أوحينا لها بذلك يا موسى"
هنا وفى مقام تذكيره سبحانه لموسى بالفعل الذى لم يشاركه فيه أحد ولم يكن أحد يستطيع أن يفعله غيره سبحانه .. تكلم الله تعالى عن نفسه بالإفراد فقال ( وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى )
فرجعناك .. فنجيناك .. وفتناك : هذا موقف آخر - أو نعمة أخرى أنعم الله تعالى بها على موسى وهو صغير .. فبعد أن ألقته أمه فى اليم لينجو من آل فرعون .. التقطه آل فرعون من اليم وأعادوه الى أمه .. فسبحان الله كيف يدبر ويصرف شئون خلقه .. هنا يذكره الله تعالى بهذه النعمة العظيمة ويتكلم أيضا بصيغة العظمة .. لأن الفعل الذى عاد به موسى الى أمه تدخلت فيه أخته إذ مشت وقالت هل أدلكم .. ومثل ذلك يقال فى .. فنجيناك .. و .. فتناك .
واصطنعتك لنفسى : اضافة الى ما سبق فى ( لى .. ألقيت .. عينى ) يظهر فى هاتين الكلمتين الواجب على موسى عليه السلام تجاه ربه .. فهو عابد لمعبود واحد .. رسول لمرسل واحد .. التوحيد والملكية يظهران بقوة فى هاتين الكلمتين .. فيتكلم الله تعالى بالافراد وكأنه يقول لموسى "أنت لى وحدى .. لأنى اصطنعتك لنفسى"
تنيا .. ذكرى : هنا أيضا يكلمهما ربنا تبارك وتعالى ويأمرهما بالذهاب الى فرعون بما أيدهما به من معجزات وما أمرهما به من أوامر فهما أنبيائه فيكلمهم بصيغة الإفراد وهى الأصلية فى هذا المقام لعدم وجود دافع يدفع الى استخدام صيغة العظمة
يتبع بالفائدة
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
مواضيع ذات صلة
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 14 أكت, 2024, 04:59 ص
|
ردود 0
29 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة الفقير لله 3
|
||
تفسير جديد للحروف المقطعه في القرآن (اجتهاد في التأويل بأدلة من الأحاديث النبويه ) موضوع للمناقشة
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 3 أكت, 2024, 11:34 م
|
رد 1
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة الفقير لله 3
|
||
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 02:37 م
|
رد 1
27 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة الفقير لله 3
|
||
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 12:04 م
|
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة الفقير لله 3
|
||
•• وَقَفات مع تدبّر سُورَة (مَريم): الجُزء [01]: مَتن السّورة. ← يتبع بإذن الله تعالى.
بواسطة مُسلِمَة
ابتدأ بواسطة مُسلِمَة, 5 يون, 2024, 04:11 ص
|
ردود 0
63 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة مُسلِمَة
|
تعليق