إذن فما سبب اختلاف أداة العطف بين قوله تعالى فى الآية الأولى ( فاتخذ سبيله ) وقوله تعالى فى الآية الثالثة ( واتخذ سبيله )
قوله تعالي : فاتخذ : هي من اخبار الله عن الامر
ان موسي عليه السلام مع فتاه .... ذاهبان للقاء عبد الله الصالح عند مجمع البحرين .... وعلامة لقائه ... ان تدب الحياة في الحوت .... فيتخذ سبيله في البحر
فلما حان الموعد ..... ووصلا الي الي مجمع البحرين ..... دبت الحياة في الحوت .... لانها علامة الله التي حددها .... ( ف ) تمت مشيئة الله ... ودبت الحياة في الحوت
( ف ) اتخذ سبيله في البحر .... اشارة الي قدرة الله وان الله لا يعجزه احياء الحوت .. والفاء تفيد السرعة ... وسرعة اتخاذ الحوت سبيلا في البحر .... دلالة طلاقة قدرة الله
وهي اشارة الي انه ... ما ان وصلا الي المكان المحدد حتي تحققت قدرة الله علي وجه السرعة ( ف ) دبت الحياة في الحوت بسرعة ( ف ) اتخذ سبيله في البحر ( سربا ) اي محدثا نفقا من شدة قوته
اذن :الله سبحانه ..القادر .. يروي ما تم : ما ان وصلا الي مجمع بينهما .... اتخذ الحوت سبيله في البحر منطلقا ... ولن يعجب الله من امر بسيط مثل هذا فهو عليه هين
وقوله تعالي : واتخذ سبيله في البحر
هي من إخبار فتي موسي عن الامر ( الذي راه )
أرأيت : تعني : يا عجبا ! مثل قوله تعالي : أرأيت الذي يكذب بالدين ! ...أرأيت من اتخذ الهه هواه !
اذ اوينا الي الصخرة : حين لجأنا الي الصخرة وانتظرنا عندها
فاني نسيت الحوت : اي نسيت ان ان اخبرك ما كان من امر الحوت وما رأيته من عجب !
وما انسانيه الا الشيطان : وقد انساني الشيطان ان اذكر ذلك الامر اليك .... فقد رايته تدب فيه الحياة ثم يقفز في الماء
ثم اتخذ لنفسه نفقا ومسلكا في البحر ..... دبت فيه الحياة ( و ) قفز الي الماء( و ) اتخذ سبيلا له في البحر
اذن ( الفاء) تفيد سرعة تحقق الامر .. لانها امر من عند الله ان يتخذ الحوت سبيله في الوقت المحدد ... فتم امر الله علي وجه السرعة
و( الواو) تفيد عطف الكلام عل بعضه وذكر ما حدث امام عين الفتي من امور تعجب لها وهو يحكيه علي الترتيب ...حدث من امر الحوت كذا .. وكذا .. وكذا
والله تعالي اعلي واعلم
ويأتي دوري في السؤال :
قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا : هل يعني انه كان وقت الظهيرة ؟
وما انسانيهُ : قرأحفص بمفرده بالضم .. لماذا ؟ مع ان الرواة الثلاثة عشر الباقين قرأوا بالكسر لتجانس الكسر مع الياء ( وما انسانيهِ )
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا : لماذا حذي الياء ( نبغي ) مع ان المفروض اثباتها وليس هناك اعرابا ما يدعو لحذفها
تقبلوا خالص تحياتي
تعليق