قوله تعالي : فاتخذ : هي من اخبار الله عن الامر

ان موسي عليه السلام مع فتاه .... ذاهبان للقاء عبد الله الصالح عند مجمع البحرين .... وعلامة لقائه ... ان تدب الحياة في الحوت .... فيتخذ سبيله في البحر

فلما حان الموعد ..... ووصلا الي الي مجمع البحرين ..... دبت الحياة في الحوت .... لانها علامة الله التي حددها .... ( ف ) تمت مشيئة الله ... ودبت الحياة في الحوت

( ف ) اتخذ سبيله في البحر .... اشارة الي قدرة الله وان الله لا يعجزه احياء الحوت .. والفاء تفيد السرعة ... وسرعة اتخاذ الحوت سبيلا في البحر .... دلالة طلاقة قدرة الله

وهي اشارة الي انه ... ما ان وصلا الي المكان المحدد حتي تحققت قدرة الله علي وجه السرعة ( ف ) دبت الحياة في الحوت بسرعة ( ف ) اتخذ سبيله في البحر ( سربا ) اي محدثا نفقا من شدة قوته

اذن :الله سبحانه ..القادر .. يروي ما تم : ما ان وصلا الي مجمع بينهما .... اتخذ الحوت سبيله في البحر منطلقا ... ولن يعجب الله من امر بسيط مثل هذا فهو عليه هين


وقوله تعالي : واتخذ سبيله في البحر

هي من إخبار فتي موسي عن الامر ( الذي راه )

أرأيت : تعني : يا عجبا ! مثل قوله تعالي : أرأيت الذي يكذب بالدين ! ...أرأيت من اتخذ الهه هواه !

اذ اوينا الي الصخرة : حين لجأنا الي الصخرة وانتظرنا عندها

فاني نسيت الحوت : اي نسيت ان ان اخبرك ما كان من امر الحوت وما رأيته من عجب !

وما انسانيه الا الشيطان : وقد انساني الشيطان ان اذكر ذلك الامر اليك .... فقد رايته تدب فيه الحياة ثم يقفز في الماء

ثم اتخذ لنفسه نفقا ومسلكا في البحر ..... دبت فيه الحياة ( و ) قفز الي الماء( و ) اتخذ سبيلا له في البحر

اذن ( الفاء) تفيد سرعة تحقق الامر .. لانها امر من عند الله ان يتخذ الحوت سبيله في الوقت المحدد ... فتم امر الله علي وجه السرعة

و( الواو) تفيد عطف الكلام عل بعضه وذكر ما حدث امام عين الفتي من امور تعجب لها وهو يحكيه علي الترتيب ...حدث من امر الحوت كذا .. وكذا .. وكذا


والله تعالي اعلي واعلم

ويأتي دوري في السؤال :


قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا : هل يعني انه كان وقت الظهيرة ؟

وما انسانيهُ : قرأحفص بمفرده بالضم .. لماذا ؟ مع ان الرواة الثلاثة عشر الباقين قرأوا بالكسر لتجانس الكسر مع الياء ( وما انسانيهِ )

قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا : لماذا حذي الياء ( نبغي ) مع ان المفروض اثباتها وليس هناك اعرابا ما يدعو لحذفها

تقبلوا خالص تحياتي

أرى والله تعالى أعلم أن الله سبحانه لما فصَّل أحكام الإستئذان أخبرنا أنه كذلك يبين لنا آياته "فى الآية الثانية" فهو سبحانه عندما يبين لنا آية من آياته فلا يترك شيئا للسؤال عنه وإنما يتناول الآية من جميع جوانبها
فبعد أن تناول ربنا أحكام الإستئذان كاملة ( ملك اليمين والأطفال والبالغين والذين من قبلهم ) يخبرنا أنه هكذا يُفصِّل آياته
أما فى الآية الأولى فكان ربنا تبارك وتعالى قد بين جزءا واحدا من الآية وهو حكم استئذان الأطفال وملك اليمين فقال ( كذلك يبين الله لكم الآيات ) أى الأحكام
فكأن الله تعالى قد فرق بين كيفية تفصيله لحكم خاص فى مسألة خاصة بأنه يتناول المسألة من جميع جوانبها ( ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ) وبين كيفية تفصيله لحكم عام شامل كيف يرتبه وينسقه ويبين كل جزء فيه ( ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ..................... فإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا ) والطريقتان فيهما علم وحكمة عظيمان لو تدبرناهما لذا ففى الطريقتين يقول ربنا "والله عليم حكيم" فإن أردتم أيها المؤمنون حكما خاصا فى مسألة خاصة "استئذان الأطفال مثلا" فلن تجدوا أعلم من الله ولا أحكم فى تبيينه لكم وإن أردتم حكما عاما شاملا "حكم الاستئذان مثلا" فلن تجدوا اعلم من الله ولا أحكم فى تبيينه لكم

والله تعالى أعلم

(نسيا حوتهما ) (أنسانيه الشيطان)

لماذا نُسب النسيان الي موسي في البداية ثم نسبه يوشع الي نفسه في الاية الثانية ؟؟؟؟

إنما ذكر الله نسيانهما عند بلوغ مجمع البحرين وهو الصخرة

فقد كان موسى شريكا في النسيان لأن النسيان التأخير ; من ذلك قولهم في الدعاء : أنسأ الله في أجلك .

فلما مضيا من الصخرة أخرا حوتهما عن حمله فلم يحمله

واحد منهما فجاز أن ينسب إليهما لأنهما مضيا وتركا الحوت .

قال الإمامُ ابن القيِّم -رحمهُ الله-:

لما سافرَ موسَى إلى الخضِر وجدَ في طريقِه مسَّ الجوعِ والنَّصَب؛ فقال لِفتاهُ: {آتِنا غداءَنا لقدْ لَقِينا مِن سفرِنا هذا نَصَبًا}؛ فإنَّه سفرٌ إلى مخلوقٍ.

ولما واعدهُ ربُّه ثلاثين ليلةً وأتمَّها بعشرٍ فلم يأكلْ فيها؛ لم يجدْ مسَّ الجوع ولا النَّصب؛ فإنَّه سفرٌ إلى ربِّه -تَعالى-.

وهكذا سفرُ القلبِ وسَيرُه إلى ربِّه؛ لا يجدُ فيه من الشَّقاء والنَّصب ما يجدهُ في سفرِه إلى بعضِ المخلوقين .

اعتذر لم اري السؤال





بالنسبة لنبغ ونبغي

نبغِ ونبغي:قال تعالى في سورة يوسف: " وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا

وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ(65)".

ولكنه قال في سورة الكهف: " قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا(63)قَالَ ذَلِكَ مَا

كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا(64)فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا ءَاتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا(65)".

فما الحكمة من إثبات ياء نبغي في سورة يوسف وحذفها في سورة الكهف ؟؟

في سورة يوسف جاء إثباتها على الأصل.. وذلك لبيان أن ذلك هو غاية ما يريدونه ويطلبونه.. فالطعام الذي أحضروه من مصر هو المُراد لذاته... كمال تمام

الحرف ناسب كمال تمام الغاية.

( ما ) هنا استفهامية ... و ( ما ) في سورة الكهف اسم موصول.

أما في سورة الكهف فلم يكن فقدان الحوت هو الغاية والهدف الرئيس ، لأن غايته هي الالتقاء بالخضر فكان الفقدان وسيلة وليس غاية... فناسب نقصان تمام

الحرف نقصان تمام الغاية.




وقع في تفسير اللباب لابن عادل

قوله : { نَبْغِى } : حذف نافع وأبو عمرو والكسائي ياء « نَبْغِي » وقفاً ، وأثبتوها وصلاً ، وابن كثير أثبتها في الحالين ، والباقون حذفوها في الحالين؛ اتِّباعاً

للرسم ، وكان من حقِّها الثبوتُ ، وإنما حذفت تشبيهاً بالفواصل ، أو لأنَّ الحذف يؤنس بالحذف ، فإن « ما » موصولة حذف عائدها.

وفي تفسير الرازي

{ قَالَ ذلك مَا كُنَّا نَبْغِ } وقوله نبغ أصله نبغي فحذفت الياء طلباً للتخفيف لدلالة الكسرة عليه ، وكان القياس أن لا يحذف لأنهم إنما يحذفون الياء في الأسماء وهذا

فعل إلا أنه قد يجوز على ضعف القياس حذفها لأنها تحذف مع الساكن الذي يكون بعدها كقولك ما نبغي اليوم؟ فلما حذفت مع الساكن حذفت أيضاً مع غير الساكن.

شكرا للتوضيح

يعني ممكن نقول في الاية الاولي الامر كان لغير مكلف لأنهم لم يبلغوا الحلم

الصلاة يكون الامر بها من الوالدين والعقاب ايضا من الوالدين لانه لم يبلغ بعد

فلم يضف الله الايات له

ولكن عندما بلغوا الحلم اصبحوا مكلفين والاية تخاطبهم (اياته )

والله أعلم

ممتاز أختي نصرة .. ..
بالتأكيد نحن متفقون جميعاً أن المعنى الراجح الظاهر الذي يجمع عليه أغلب المفسرون هو الأولى بالاتخاذ ..
مافي هذا شك ..
إنما نحن نتدارس ونتدبر ..

أخي أحمد جزاك الله خيراً .. بالنسبة للتقديم والتأخير: فإن لم يكن له قرينة يعتمد عليها فلا يصح .. وإلا قدمنا وأخرنا ما شئنا من كلام رب العالمين ..

قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا : لماذا حذي الياء ( نبغي ) مع ان المفروض اثباتها وليس هناك اعرابا ما يدعو لحذفها

"الانتقاص" من المبنى يدل على "الانتقاص" في المعنى
لأن الآية تشير إلى اكتفاء موسى وفتاه بالمكان الذي وصلا إليه وعدم إكمالهما الطريق - الذي كانا يمضيان فيه - لنهايته بل عادا يقتفيان الأثر للعودة ... فناسب عدم إكمال السير النقص في مبنى كلمة "نبغ"

قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا : هل يعني انه كان وقت الظهيرة ؟

لا بل معناه أنهما كانا في الصباح
والله أعلم

أرى أنه لا يمكن القول بذلك أختى لأن المراد من الآية الأولى الأطفال وملك اليمين - وملك اليمين من المكلفين
كما أن الخطاب كان موجها للمؤمنين والأمر لهم لأنهم القوامون على أمر هؤلاء ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم )

ولكن سبحان الله أختى ردك لفت نظرى الى دقيقة أخرى من دقائق هاتين الآيتين فانظرى

لما كانت الآية الأولى متعلقة بملك اليمين والأطفال خاطب الله تعالى القوامين عليهم وهم الأسياد والآباء فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم ) ولما كانت الثانية متعلقة بالبالغين الأحرار خاطبهم الله تعالى بالأمر مباشرة فقال ( فليستأذنوا ) وهذا أمر مباشر لهم ولكنه مع ذلك فيه أيضا خطاب للآباء والأهل فى بداية الآية بقول الله تعالى ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ) والله تعالى أعلم

سبحان الله كيف تفصل يا رب آياتك

الفرق بين الغداء والغذاء


الغداء هو الوجبة من الطعام نتناولها وقت الظهيرة

مثلما نتناول وجبة الفطور في الصباح ووجبة العشاء في المساء

أما الغذاء فهو المواد الغذائية التي نتناولها فتساعد أجسادنا على العيش والعمل والنمو.

فهم يكونوا وقت الظهيرة والله أعلم

كلام سليم أخى ولكن عندى سؤال
هل احتمال كونها منادى قال به أحد من علمائنا أم أنه اجتهاد شخصى ؟
بارك الله فيك

فكرت ولم أجد اجابة أطمئن اليها فأختار التوقف حتى ينفعنى الله تعالى بما علمك أخى

ولأجل أن الكلمة بـ "الدال" ، فقد رجحتُ أن يكون الوقت صباحاً ... لأن "الغدو" يشير إلى فترة باكر
على العموم ننتظر أخانا كنز العلوم ... بارك الله فيكِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد سمعت تفسير لذلك الترتيب في احدى الخطب .. فالفرار يكون من الشخص الابعد قربا .. فيكون الاخ ثم الام ثم الاب ثم الصاحبة ثم الولد .. لان الولد هو اعز الناس ..

اما الفداء فيكون باغلى شئ .. فعندما اريد ان افتدي نفسي سأحضر أهم شئ عندي .. فيكون الابن ثم الصاحبة ثم الاخ ثم الفصيلة وهم الاقارب ...

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

وَقْعُ الصوت في القرآن يعطي أبعاداً نفسية شديدة الوضوح لمن يتدبر ..
فقوله تعالى في سورة يوسف : ما نبغي .. نطق اليــاء يعطي طولاً للكلمة مما يوحي بوجود حوار ومجادلة ووقت ونفس ..
أما ما كنا نبغ فارتدا .. "خطفت" الكلمة خطفاً .. وحذف الياء صوتياً يلصق الكلمة بكلمة فارتدا بطريقة توحي بأنهما رجعا على الفور وأسرعا لا يلويان على شيء ..