الإسلام والعلاقات الإنسانية
إن علاقة المسلم بغيره لها أهميتها في تأكيد الحقوق والواجبات, وفي توثيق عري الجهود والمعاملات.وإطار علاقة المسلم بالآخر إطار واسع, يشمل كثيرا من المعاملات والعلاقات
مثل البيع والشراء والشركة والوكالة والرهن وسائر وجوه العمل, بحيث يتسع إطار العلاقة ليضم الزوجة والأبناء والأصحاب والجيران وا...لأرحام والفقراء والمحتاجين, وهذه العلاقة بالآخر نوعان: علاقة المسلم بالمسلم, وعلاقة المسلم بغير المسلم.فأما النوع الأول: وهو علاقة المسلم بالمسلم.. فتقوم علي أساس أخوة الإسلام التي تقتضي الإصلاح والمودة إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون( الحجرات:10), وتقوم علي أساس التعاون علي البر والتقوي وعلي الجهاد بالأموال والأنفس إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون( الحجرات:15).
إن من أهم ما يجب الحرص عليه في علاقة المسلم مع المسلم الإصلاح والمودة والتعاون والتضامن والتناصر وإصلاح ذات البين, والذين يصلحون ذات بينهم في الدنيا يصلح رب العزة سبحانه ما لا يقدرون علي إصلاحه يوم القيامة, ويتولي عنهم التبعات التي لم يقدروا عليها.
أما النوع الثاني: فهو علاقة المسلم مع غير المسلم.. فتقوم علي أساس احترام الأديان والكتب السماوية والشرائع الإلهية وجميع رسل الله والإيمان بهم دون التفريق بين أحد منهم آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله( البقرة:285).
وشرع الإسلام حل طعام أهل الكتاب, وحل طعامنا لهم وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم( المائدة:5), كما سمح بالزواج منهم, وبالمعاملات المالية, حتي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم رهن درعه عند يهودي كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم.
ومما أثر أن وفد نصاري نجران دخلوا المسجد النبوي وسمح لهم الرسول صلي الله عليه وسلم بالدخول ولم يمنعهم من ممارسة عباداتهم.كما سمح الإسلام للمسلمين بدخول كنائسهم, وزيارة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاهد علي ذلك وكان يصلي في الكنيسة عندما حضرت الصلاة ولولا أنه خاف أن يقول المسلمون بعد ذلك هنا صلي عمر ويأخذونها منهم فصلي علي باب الكنيسة.
وشواهد العلاقات الوطيدة بين المسلمين وغير المسلمين من أهل الكتاب أكثر من أن تحصر لدرجة أن الرسول صلي الله عليه وسلم اتخذ خادما له يهوديا, وعندما مرض ذهب النبي صلي الله عليه وسلم ليزوره وليعوده, ووالده معه فعرض النبي علي الغلام الإسلام فإذا به يتوقف فقال له والده: أطع أبا القاسم يا بني, فأسلم الخادم اليهودي, فقال عليه الصلاة والسلام الحمد لله الذي أنقذه بي من النار( رواه البخاري وأحمد), بل إن رسول الله صلي الله عليه وسلم اتخذ دليله في الهجرة رجلا غير مسلم عندما ائتمنه علي أسرار هجرته.
ويعلن رسول الله صلي الله عليه وسلم خصومته لمن يؤذي أحدا من المعاهدين فيقول: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة( رواه أبو داود).
وتبلغ وصايا القرآن بغير المسلمين صيغتها النهائية حين يقول رب العزة سبحانه عن المشركين: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه( التوبة:6).
ومن نماذج علاقة المسلمين بغيرهم وقوف رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما مرت به جنازة, فلما قيل له إنها جنازة يهودي قال: أوليست نفسا؟
وإذا كانت تعاليم الإسلام تحث علي حسن علاقة المسلم بغير المسلم وتدعو إلي المعاملة الحسنة والعدالة والتعاون معه, فإن من الواجب أن تقابل هذه المعاملة بمثلها من غير المسلمين مع المسلمين, خاصة في البلاد التي بها أقليات إسلامية, فلا يصح أن يمنعوا من ممارسة شعائرهم ولا أن يضيق عليهم.
د. أحمد عمر هاشم
إن علاقة المسلم بغيره لها أهميتها في تأكيد الحقوق والواجبات, وفي توثيق عري الجهود والمعاملات.وإطار علاقة المسلم بالآخر إطار واسع, يشمل كثيرا من المعاملات والعلاقات
مثل البيع والشراء والشركة والوكالة والرهن وسائر وجوه العمل, بحيث يتسع إطار العلاقة ليضم الزوجة والأبناء والأصحاب والجيران وا...لأرحام والفقراء والمحتاجين, وهذه العلاقة بالآخر نوعان: علاقة المسلم بالمسلم, وعلاقة المسلم بغير المسلم.فأما النوع الأول: وهو علاقة المسلم بالمسلم.. فتقوم علي أساس أخوة الإسلام التي تقتضي الإصلاح والمودة إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون( الحجرات:10), وتقوم علي أساس التعاون علي البر والتقوي وعلي الجهاد بالأموال والأنفس إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون( الحجرات:15).
إن من أهم ما يجب الحرص عليه في علاقة المسلم مع المسلم الإصلاح والمودة والتعاون والتضامن والتناصر وإصلاح ذات البين, والذين يصلحون ذات بينهم في الدنيا يصلح رب العزة سبحانه ما لا يقدرون علي إصلاحه يوم القيامة, ويتولي عنهم التبعات التي لم يقدروا عليها.
أما النوع الثاني: فهو علاقة المسلم مع غير المسلم.. فتقوم علي أساس احترام الأديان والكتب السماوية والشرائع الإلهية وجميع رسل الله والإيمان بهم دون التفريق بين أحد منهم آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله( البقرة:285).
وشرع الإسلام حل طعام أهل الكتاب, وحل طعامنا لهم وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم( المائدة:5), كما سمح بالزواج منهم, وبالمعاملات المالية, حتي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم رهن درعه عند يهودي كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم.
ومما أثر أن وفد نصاري نجران دخلوا المسجد النبوي وسمح لهم الرسول صلي الله عليه وسلم بالدخول ولم يمنعهم من ممارسة عباداتهم.كما سمح الإسلام للمسلمين بدخول كنائسهم, وزيارة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاهد علي ذلك وكان يصلي في الكنيسة عندما حضرت الصلاة ولولا أنه خاف أن يقول المسلمون بعد ذلك هنا صلي عمر ويأخذونها منهم فصلي علي باب الكنيسة.
وشواهد العلاقات الوطيدة بين المسلمين وغير المسلمين من أهل الكتاب أكثر من أن تحصر لدرجة أن الرسول صلي الله عليه وسلم اتخذ خادما له يهوديا, وعندما مرض ذهب النبي صلي الله عليه وسلم ليزوره وليعوده, ووالده معه فعرض النبي علي الغلام الإسلام فإذا به يتوقف فقال له والده: أطع أبا القاسم يا بني, فأسلم الخادم اليهودي, فقال عليه الصلاة والسلام الحمد لله الذي أنقذه بي من النار( رواه البخاري وأحمد), بل إن رسول الله صلي الله عليه وسلم اتخذ دليله في الهجرة رجلا غير مسلم عندما ائتمنه علي أسرار هجرته.
ويعلن رسول الله صلي الله عليه وسلم خصومته لمن يؤذي أحدا من المعاهدين فيقول: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة( رواه أبو داود).
وتبلغ وصايا القرآن بغير المسلمين صيغتها النهائية حين يقول رب العزة سبحانه عن المشركين: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه( التوبة:6).
ومن نماذج علاقة المسلمين بغيرهم وقوف رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما مرت به جنازة, فلما قيل له إنها جنازة يهودي قال: أوليست نفسا؟
وإذا كانت تعاليم الإسلام تحث علي حسن علاقة المسلم بغير المسلم وتدعو إلي المعاملة الحسنة والعدالة والتعاون معه, فإن من الواجب أن تقابل هذه المعاملة بمثلها من غير المسلمين مع المسلمين, خاصة في البلاد التي بها أقليات إسلامية, فلا يصح أن يمنعوا من ممارسة شعائرهم ولا أن يضيق عليهم.
د. أحمد عمر هاشم