تقرير عن حملات التنصير في مصر
التاريخ: 18/8/1432 الموافق 20-07-2011 |
المختصر/ " إنها حرب صليبية جديدة " هكذا تفوه بها الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" عندما حرك جيوشه لضرب العراق وأفغانستان قبل أن يتدارك أمره ويقول أنها زلة لسان ، ليكشف للعالم أجمع وللمسلمين- خاصة- ماهية الصراع بين الغرب الصليبي والشرق الإسلامي، وليؤكد على حقيقة واحدة وهي أنه لا اجتماع لقوى الغرب المتنافرة المتناحرة، إلا على الإسلام، ولا وحدة بينهم ولا راية جامعة لهم إلا راية الصليب؛ تلك الراية التي تسع تحتها كل التيارات المعادية للإسلام والمسلمين.
ولا عجب من هذا الاتحاد فالنصرانية اليوم ديانة علمانية تعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، تجمع تحت لوائها جميع الرموز والأفكار الشركية المنتشرة بين الأمم، وهي –اليوم- ديانة تطلق العنان لشهوات أتباعها طالما يجلس ويعترف بين يدي القس أو يؤكد إيمانه بالإله المتجسد المصلوب الذي حمل خطاياهم.
ولقد أدرك ساسة الغرب ورجالاته بعد صراع دام لقرون أن الحرب مع الإسلام تختلف عن باقي الحروب، ومواجهته تختلف عن مواجهة غيره من الأعداء، ولذا فقد عدّلوا من أساليبهم وتخلوا عن كثير من أفكارهم لخوض تلك المعركة.
فهذه الحرب تختلف عن سابقاتها كليا، وإن كنا لا نشك أن الإسلام سيخرج منها منتصرًا قويًا؛ لأنه قدر الله الغالب على أمره.
فالحرب تتم دائما على ثلاثة جوانب: الجانب الفكري الثقافي، والجانب السياسي، والجانب العسكري، لكننا نلاحظ أن هذه الحرب قد اختفى منها الجانب السياسي مما يعني أنها حرب إبادة وصراع بقاء لا غير، وأنها لن تهدأ أو تنتهي إلا بنهاية أحد الأطراف.
وعلينا أن ندرك أن ما يتعرض له المسلمون اليوم ليست حربا عادية، بل هي حرب كونية، مما يعني أن الاشتباك حادث على كل صعيد، والقتال في كل الجبهات، فالكاتب يحارب بقلمه، والفنان بفنه، والمفكر بفكره، والتاجر بتجارته، والعسكري بسلاحه، والسياسي بسياسته، وهكذا من كل موقع ومن كل صعيد، وهذا ما نراه اليوم في أرض الإسلام؛ حتى أنه ليصعب على المرء أن يحصي سهام الكفر الطائشة بأرضنا.
وهذا التقرير هو خلاصة بحث أعدته مجموعة "المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير" بعنوان"التنصير في مصر"، إضافة إلى عدة أبحاث حول الموضوع ذاته ونعرض تلخيصا له في تلك السطور
- واقع التنصير في مصر:
في يوم 24 / 5 / 1426 نشر موقع المسلم خبرا بعنوان ( مسئول كنسي: نتائج التنصير في مصر مرضية للغاية )، وتحت العنوان جاء في الخبر على لسان هذا المسئول: أن عملية التنصير تتم بمنهجية دقيقة، ويقوم عليها خلايا مدربه تدريبا مكثفا، وأن هناك موارد ضخمة تم رصدها لهذا الغرض مؤكدا على أنه ليس هناك أية مشكلة مالية على الإطلاق، وأن هناك رضى تاما عن نتائج عملية التنصير في مصر من قبل رجال الكنيسة.
إن لمصر أهمية كبري بين دول العالم الإسلامي والعربي، وهي أيضا المقياس لتقدم هذه الدول أو تأخرها، وكذلك تعد مقياسا للحالة الدينية التي يمر بها المسلمون، ولمصر دورها الرائد على كافة الأصعدة، السياسية والاقتصادية والعلمية، ولقد أدرك الغرب هذه الحقيقة، فعملوا عليها، وكثفوا جهودهم في مصر منذ القدوم البونابرتي عبر الحملة الفرنسية وحتى يومنا هذا عبر الحملات التنصيرية، والأنشطة الكنسية في طول البلاد وعرضها.
وعليه فقد وعى المنصِّرون هذه الحقيقة وجعلوا من مصر مركزا لنشاطهم التنصيري في الشرق. وإضافة لما سبق فإن هناك أسبابا أخرى، تم التخطيط لها من قبل الغرب الصليبي، أو وقعت نتيجة لجهل المسلمين وبعدهم عن دينهم، أو لكلا السببين السابقين، منها:
* ازدياد قوة الكنيسة المصرية السياسية والدينية والاقتصادية؛ فهي ثاني أكبر الكنائس في التاريخ المسيحي بعد الكنيسة الرومانية, وقد تمكنت هذه الكنيسة من ترؤس كنائس الشرق جميعًا، حتى بدء النشاط البروتستانتي في إضعاف دورها، لكنها ما لبثت أن عادت إلى قوتها بعد سيطرة تنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه "البابا شنودة" ومجموعة رهبان الستينات والسبعينات لها.
* المطاردة الأمنية من قبل جهاز أمن الدولة- المنحل- للعلماء والدعاة، سواء من الأزهر أو خارجه، وقصر الإمامة والخطابة على المرضِي عنهم من قبل الأمن.
* تشجيع الدولة للتيارات العلمانية والليبرالية، وتعاون هذه التيارات مع الكنيسة ضد كل ما هو إسلامي.
* الانحطاط الإعلامي والحرب الموجهة لزرع الدياثة وحب الفواحش في نفوس العامة، حتى صار الناس لا يبالون إلا ببطونهم وفروجهم.
* انتشار الجهل بين المسلمين بصورة لم تحدث من قبل في تاريخ الأمة.
* حالة الفقر المدقع والغلاء الفاحش والبطالة التي تخنق المسلمين في مصر، حتى أصبح لا هم للناس إلا جمع المال بكل وسلية ممكنة دون النظر إلى عواقبها.
- شبهات النصارى حول الإسلام:
أكد الباحث محمد جلال القصاص أن أكثر شبهات النصارى تدور حول الرسول- صلى الله عليه وسلم- ولهم أيضا شبهات حول القرآن، وأخرى حول بعض أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالأسرة والجهاد وأهل الذمة، وما إلى ذلك. إلا أن محورهم الرئيس الآن هو شخص الرسول صلى الله عليه وسلم .
وأضاف أن:" كل الحالات التي تنصرت حين عرضت عليها شبهات النصارى ذهبت إلى(شيوخ) المساجد في مصر تسألهم...تطلب منهم إجابة على هذه الشبهات، ولم يجدوا ردا، بل وجدوا زجرا وأمرا بالسكوت وعدم الخوض في مثل هذه الأمور، لأن هذا نوع من السياسة وإثارة الفتنة الطائفية في البلاد،على حد قول (أئمة المساجد).
وأشار-القصاص- إلى أن النصارى كانوا حريصين على توجيه الشباب إلى(أئمة المساجد) لسؤالهم عن هذه الشبهات لما يعلمونه من جهل هؤلاء(الأئمة)، وعدم قدرتهم على الرد، بل وخوفهم من اتخاذ أي خطوة عملية تجاه هذا الأمر حتى لا يرموا بتهمة إثارة الفتنة الطائفية.
- محاور التنصير في مصر:
يتم توزيع الأدوار التنصيرية على الكنائس، اعتمادا على الخصائص المختلفة لتلك الكنائس، كل حسب عناصر قوته، بحيث تتحد تلك الجهود في آخر الأمر، ولذلك يتم تقسيم الحملة التنصيرية إلى قسمين:
- القسم الأول، وهو القسم السياسي:
وتتولاه الكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها أقلية أصلية، ويتم ذلك عن طريق مجموعة من الرهبان والكهنة المشبعين بالتعصب، وكذلك عبر التنظيم الدولي المتمثل في أقباط المهجر.
- أهداف هذا القسم إلى :
* تدويل قضية نصارى مصر سياسيًا على المستوى الدولي، وتهيئتهم للانفصال عن الدولة.
* انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات من الحكومة.
* الوقيعة المستمرة بين المسلمين والأقباط؛ ليصبح الانفصال حلاً مريحًا للجميع.
* استقطاب الشخصيات العامة عن طريق الرشوة، والمصالح المتبادلة، أو إرهابها وتحيديها.
* تحييد المؤسسات الدينية الرسمية "الأزهر ـ الأوقاف"، عن طريق الترهيب والترغيب والتنادي بمسميات الوحدة الوطنية ووأد الفتنة الطائفية ونزع أسباب التوتر.
ويتزعم هذه الحملة السياسية داخليًا القمص "مرقس عزيز" كاهن الكنيسة المعلقة والمستشار "نجيب جبرائيل" المستشار القانوني للبابا شنودة، وخارجيًا تنظيم "عدلي أبادير".
- القسم الثاني هو القسم العلمي:
وتتزعمه بالأساس الكنيسة البروتستانتية باعتبارها الأكثر تعلماً وثقافة وقدرة على الجدل مع المسلمين، وكذلك لارتباطها مع المؤسسات التنصيرية العالمية، وهي في أغلبها مؤسسات بروتستانتية تتمتع بسند أمريكي وبريطاني باعتبار رابط المذهب الديني.
- أهداف هذا القسم إلى:
* تشويه صورة الإسلام لإقامة حائط صد يمنع المسيحيين من اعتناقه أو حتى التفكير فيه.
* تشكيك المسلمين في دينهم وهزيمتهم نفسيًا.
* استفزاز المسلمين للقيام بأحداث ثأرية تصب في صالح الشق السياسي وتزيد الضغوط على الدولة، وتتزعم هذا القسم داخليًا كنيسة "قصر الدوبارة" برئاسة القس "منيس عبد النور" و الدكتور "داود رياض" وجمعية خلاص النفوس الإنجيلية، والقس "عبد المسيح بسيط" وهو كاهن كنيسة العذراء الأرثوذكسية، ويتزعمه خارجيًا القمص "زكريا بطرس" وتنظيمه.
- المنابر الإعلامية والوسائل التنصيرية في مصر:
يمتلك المنصرون عددا من القنوات الفضائية مثل: و"الحياة", و"سات7", و"النور", و"السريانية", و"أغابي"، و"المعجزة"، و"الكرامة"، والمسيح للجميع "ctv"
و يشار إلى أن هناك أكثر من أربعين قناة فضائية ومحطة إذاعة تنصيرية ناطقة فقط باللغة العربية وموجهة للمسلمين، منها ما هو تابع للكنيسة المصرية ومنها ما هو تابع للفاتيكان ومنها ما هو تابع لمجلس الكنائس العالمي، فضلاً عن المملوك لأشخاص.
وأكثر من خمسمائة موقع إلكتروني مثل : "صوت المسيحي الحر"، و"الكلمة", و"النور والظلمة", و"فازر زكريا", و"فازر بسيط ", و"الأقباط متحدون" , و"مسيحيو الشرق الأوسط "...الخ.
ولديهم أكثر من عشر مجلات متخصصة مثل "الكتيبة الطيبية", و"الطريق" , و"الأخبار السارة", و"أخبار المشاهير"...الخ.
إضافة إلى أكثر من مائتي غرفة حوارية على برامج المحادثة الإلكترونية مثل "البالتوك"، و"الماسنجر"، و"الياهو"، و"سكاي بي".
ويعمل بهذه الحملات مجموعة كبيرة من المنصرين والمتنصرين الذين يقودون الحرب على الإسلام؛ باعتبارهم أصحاب تجربة، وهؤلاء ينشطون داخل شبكات تنصير منظمة وممولة من الخارج.
- شبكات التنصير في مصر:
* شبكة قمح مصر، وهي تنشط في أكثر من محافظة لاسيما القاهرة والمنيا وبني سويف.
* جمعية أرض الكتاب المقدس، ومقرها الرسمي "بكينجهام شاير" ويرأسها شخص اسمه"موبير نلي" وتنشط في الريف المصري.
* الجمعية الإنجيلية للخدمات الإنسانية وهي جمعية تقوم بإقامة مشروعات صغيرة لفقراء المسلمين عن طريق القروض الميسرة، وتنشط في القاهرة الكبرى بوجه خاص.
* الجمعية الصحية المسيحية وهي جمعية ممولة من السفارة الأمريكية، وتدير عدة مدارس ومستشفيات وتقدم الخدمات المجانية لعدد كبير من المسلمين.
* مؤسسة "دير مريم" وهي مؤسسة قديمة تقدم الدعم المادي والقروض الحسنة وتعرض خدمات الهجرة والسفر للمتنصرين.
* مؤسسة "بيلان" وهي أيضًا مؤسسة عريقة في التنصير، وبجانب ما توفره من دعم مادي تقوم بإقامة حفلات عامة يوم الأحد وتدير شبكة مراسلة وتعارف بين الشباب من سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة سنة بين مصر والبلاد الأوربية.
* مؤسسة حماية البيئة ومقرها الأساسي في منشية ناصر أحد أفقر أحياء القاهرة، ولها فروع في العديد من المناطق الشعبية.
* جمعية "الكورسات" بالإسكندرية، وهي جمعية إنجيلية تقوم برعاية أطفال الشوارع، حيث توفر لهم ثلاث وجبات يومية ومدرسة لمحو الأمية وورش لتعلم الحرف.
- المال الغربي ودوره في حملات التنصير:
ذكرت مجلة “العالم الإسلامي” الإيرانية- في نهاية عام 2006م- أن مجلس الكنائس العالمي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، رصد 25 مليار دولار لتنصير المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ووضع في أولوية اهتماماته دول مناطق الصراع والدول الفقيرة.
وأشارت المجلة إلى أن العراق وفلسطين والسودان ومصر والصومال والهند وأفغانستان من بين الدول التي تتصدر اهتمامات المجلس، وأكدت أن ميزانية مجلس الكنائس العالمي في العام الماضي كانت 19 مليار دولار.
كما تحدثت عن وجود عمليات تنصير بمصر، رصد لها مجمع الكنائس العالمي ميزانية خاصة تقدر بحوالي مليار دولار، لفشلها في تنصير ما خططت له منذ سنوات طويلة، وكذلك محاربة الأزهر الذي تعتبره العائق الأساسي أمام عمليات التنصير بالعالم الإسلامي.
وأوضحت أن القائمين على عمليات التنصير يستغلون حالة الفقر في مصر لإغراء الفقراء الذين لديهم استجابة في دخول النصرانية بالإنفاق عليهم، لكنها أشارت إلى أن العمليات التبشيرية في مصر القائمة على أشدها منذ 20 عامًا لم تؤت ثمارها حتى الآن.
- النشاط التنصيري والعرقيات في مصر:
ومن الملاحظات التي رصدتها مجموعة "المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير" في الفترة الأخيرة، هو انتشار النشاط التنصيري إلى أماكن التوتر العرقي في مصر، فقد رصدت عدة عمليات تنصير تجري في النوبة وهي تقوم بالأساس على استغلال مشاكل النوبة الاقتصادية والسياسة، وتقوم جمعيات تنصيرية أمريكية بمشروع يسمي "الوعي القومي" في هذه المناطق، وهو يهدف إلى عزلهم كمجموعة مستقلة لغة وثقافة وعرقًا، وقد نجحت هذه المجموعات التنصيرية في تنصير الكثير من هؤلاء مطبقة بذلك نموذج "أمازيغ" الجزائر ويساعدهم في ذلك أحد كبار مثقفيهم وهو "حجاج أدول"، وقد حصل على عدة جوائز أدبية وشارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بالأقباط في أمريكا.
كذلك رصدت مجموعة من المنصرين تنتشر بين بدو سيناء مستغلة مشاكلهم الاقتصادية والأمنية مع الدولة، وتدير هذه المجموعة نشاطها من بعض الفنادق والأديرة، ويشاركها مجموعة من جمعية المعونة الأمريكية، وقد حققت نجاحات على مستوى الأطفال والنساء وإقامة علاقات وثيقة مع شيوخ بعض القبائل.
كذلك انتشر التنصير في صعيد مصر الذي يعاني من التهميش والإهمال والفقر، وبينما توفر الكنيسة للنصارى فيه الدعم والسند المالي الكبير؛ والذي جعلهم أقلية منعمة ومرفهة.
- النشاط التنصيري والشرائح المستهدفة:
يتم تدريب الشباب المسيحي للعمل في مجال التنصير، ويتركز نشاطهم في عدة جبهات أساسية وهي:
* المراكز التعليمية: الجامعات والمدارس والمدن الطلابية...
* المراكز الاجتماعية: النوادي والتجمعات الليلية وأماكن تجمع الشباب بصفة خاصة.
* المراكز الطبية: مستشفيات وجمعيات مرضى الكلي والسرطان، فهناك رحلات تنظمها الكنائس إلى هذه الأماكن، وتقوم بتوزيع الهدايا والأموال والتعرف على احتياجات المرضى، وقيام صداقات بينهم وبين المنصرين.
* التجمعات الفقيرة : مثل منطقة "الكيلو أربعة ونصف" و"منشية ناصر" و"عزبة الهجانة" و"الدويقة" و"البساتين" و"مصر القديمة"...
* مراكز الإيداع الخاصة: السجون وملاجئ الأطفال ودور المسنين...
- حملات التنصير العامة:
وهي حملات معلنة، وتكون عن طريق توزيع اسطوانات مدمجة cd على شباب الجامعات للتشكيك في الإسلام والتبشير بالنصرانية، أو تنظيم العروض الفنية الدينية، كفيلم آلام المسيح الذي عرض ببعض الكنائس، ودعي إلي مشاهدته بعض المسلمين ووزعت عليهم الهدايا، كما يتم عمل رحلات لبعض الأديرة الأثرية والشواطئ.
كذلك يتم هذه الحملات عن طريق معرض القاهرة الدولي للكتاب عبر المئات من دور العرض النصرانية، وهو من أخطر مواسم التنصير إن لم يكن أخطرها على الإطلاق، ويعد أكثر مواسم التنصير خصوبة؛ حيث يتم توزيع ملايين الكتب المجانية، وعرض الأفلام التنصيرية، وإقامة الحوارات مع رواد المعرض.
- الطبقات الأكثر استهدافا من قبل المنصرين:
في تصريح لجريدة "المصريون" أشار مسئول كنسي كبير إلى" أن المستهدفين من التنصير غالباً ما يكونون من الفئات ضحلة الثقافة وضعيفة الوعي الديني"، وهذا بالفعل ما يركز عليه كثير من المنصرين نظرنا لجهل تلك الطبقة بكثير من الأمور الدينية، كما أكد الباحث محمد جلال القصاص على أن للنصارى فِرَقٌ منظمة تعمل بين الشباب في الجامعات، وفي المدارس الفنية المتوسطة( الدبلومات )، تستهدف هذه الفرق نوعية معينة من الشباب المتذبذب دينيا...كثير الأسئلة في أمور الدين، كما تستهدف الشباب المنحرف.
- دعاة مصر ومعركة التنصير:
الواقع أن شيوخ الصحوة في مصر- حفظهم الله- لم يعطوا هذا الأمر- أعني التنصير- أهمية كبيرة، حيث انشغلوا بدعوة العامة، وبمجالس الوعظ، أو بالدروس المنهجية العلمية لطلبة العلم، وأغفلوا هذا الجانب.
ولا يوجد لغالبيتهم أي نشاط في هذا الجانب، كما أن الطرح الموجود لبعض المشايخ لهذا الموضوع بعيد كل البعد عما يردده النصارى في مصر.
- كيف يواجه التنصير في مصر:
- مواجهة التنصير ينبغي أن تكون مواجهة علمية عملية ولا يمكن أن تقوم بأحدهما فقط.
- المواجهة تستلزم الدفاع والهجوم معًا ولن تنجح بغير ذلك .
- لن تنجح أي مواجهة مع التنصير سوى المواجهة القائمة على الالتزام بمنهج السلف في الفهم والتصور والاعتقاد والحركة.
- أن نفهم جيدًا أن هدف المنصرين الأساسي ليس إدخال المسلمين في النصرانية، ولكن إخراجهم عن الإسلام.
- أن العلاقة بين معركة التنصير والمعارك الأخرى الدائرة بين الإسلام وأعدائه علاقة وثيقة ومترابطة، باعتبار وحدة الصراع ووحدة القيادة في معسكر الكفر، وبغياب هذا المفهوم يصبح التنصير ثقبًا أسود يبتلع جهود المسلمين و أموالهم ليشغلهم عن المعركة الكبرى في ديارهم.
الخطة العامة لمواجهة التنصير:
تقوم هذه الخطة – كما تشير مجموعة المرصد- على ثلاثة عناصر أساسية هي "الكوادر" و"الإمكانيات" و"الوسائل"
أولاً: الكوادر: ويقصد بها الأفراد الذين يملكون العلم الشرعي السلفي، العلم بالنصرانية من مصادرها وكتبها، القدرة على التواصل مع العامة والحوار مع الآخرين .
ثانياً: الوسائل: وهنا ينبغي لنا أن نرصد أساليب المنصرين ووسائلهم، فالتنصير يستخدم جميع الوسائل الإعلامية لنشر سمومه.
ولا يصح لنا إلا أن نستخدم الوسائل الإعلامية نفسها " مرئية ومسموعة ومقروءة" في نشر جهودنا وبصورة تناسب جميع المستويات الثقافية، وذلك لخلق ثقافة عامة لدي جميع المسلمين حول حقيقة النصرانية، وتناقضاتها وتحريفها .
ثالثاً: الإمكانيات: إن عدم توفر الإمكانيات كلها لا يعني أن يهمل الأمر برمته، فعلينا العمل بما هو تحت أيدينا ومحاولة الاستفادة منها إلى الحد الأقصى , فإن الله سبحانه تعبدنا بالاستطاعة، وأن ما نحتاجه بالدرجة الأولى هو شباب مؤمن ومضحٍ ومستعد للبذل والتضحية للدفاع عن هذا الدين.
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
التاريخ: 18/8/1432 الموافق 20-07-2011 |
المختصر/ " إنها حرب صليبية جديدة " هكذا تفوه بها الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" عندما حرك جيوشه لضرب العراق وأفغانستان قبل أن يتدارك أمره ويقول أنها زلة لسان ، ليكشف للعالم أجمع وللمسلمين- خاصة- ماهية الصراع بين الغرب الصليبي والشرق الإسلامي، وليؤكد على حقيقة واحدة وهي أنه لا اجتماع لقوى الغرب المتنافرة المتناحرة، إلا على الإسلام، ولا وحدة بينهم ولا راية جامعة لهم إلا راية الصليب؛ تلك الراية التي تسع تحتها كل التيارات المعادية للإسلام والمسلمين.
ولا عجب من هذا الاتحاد فالنصرانية اليوم ديانة علمانية تعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، تجمع تحت لوائها جميع الرموز والأفكار الشركية المنتشرة بين الأمم، وهي –اليوم- ديانة تطلق العنان لشهوات أتباعها طالما يجلس ويعترف بين يدي القس أو يؤكد إيمانه بالإله المتجسد المصلوب الذي حمل خطاياهم.
ولقد أدرك ساسة الغرب ورجالاته بعد صراع دام لقرون أن الحرب مع الإسلام تختلف عن باقي الحروب، ومواجهته تختلف عن مواجهة غيره من الأعداء، ولذا فقد عدّلوا من أساليبهم وتخلوا عن كثير من أفكارهم لخوض تلك المعركة.
فهذه الحرب تختلف عن سابقاتها كليا، وإن كنا لا نشك أن الإسلام سيخرج منها منتصرًا قويًا؛ لأنه قدر الله الغالب على أمره.
فالحرب تتم دائما على ثلاثة جوانب: الجانب الفكري الثقافي، والجانب السياسي، والجانب العسكري، لكننا نلاحظ أن هذه الحرب قد اختفى منها الجانب السياسي مما يعني أنها حرب إبادة وصراع بقاء لا غير، وأنها لن تهدأ أو تنتهي إلا بنهاية أحد الأطراف.
وعلينا أن ندرك أن ما يتعرض له المسلمون اليوم ليست حربا عادية، بل هي حرب كونية، مما يعني أن الاشتباك حادث على كل صعيد، والقتال في كل الجبهات، فالكاتب يحارب بقلمه، والفنان بفنه، والمفكر بفكره، والتاجر بتجارته، والعسكري بسلاحه، والسياسي بسياسته، وهكذا من كل موقع ومن كل صعيد، وهذا ما نراه اليوم في أرض الإسلام؛ حتى أنه ليصعب على المرء أن يحصي سهام الكفر الطائشة بأرضنا.
وهذا التقرير هو خلاصة بحث أعدته مجموعة "المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير" بعنوان"التنصير في مصر"، إضافة إلى عدة أبحاث حول الموضوع ذاته ونعرض تلخيصا له في تلك السطور
- واقع التنصير في مصر:
في يوم 24 / 5 / 1426 نشر موقع المسلم خبرا بعنوان ( مسئول كنسي: نتائج التنصير في مصر مرضية للغاية )، وتحت العنوان جاء في الخبر على لسان هذا المسئول: أن عملية التنصير تتم بمنهجية دقيقة، ويقوم عليها خلايا مدربه تدريبا مكثفا، وأن هناك موارد ضخمة تم رصدها لهذا الغرض مؤكدا على أنه ليس هناك أية مشكلة مالية على الإطلاق، وأن هناك رضى تاما عن نتائج عملية التنصير في مصر من قبل رجال الكنيسة.
إن لمصر أهمية كبري بين دول العالم الإسلامي والعربي، وهي أيضا المقياس لتقدم هذه الدول أو تأخرها، وكذلك تعد مقياسا للحالة الدينية التي يمر بها المسلمون، ولمصر دورها الرائد على كافة الأصعدة، السياسية والاقتصادية والعلمية، ولقد أدرك الغرب هذه الحقيقة، فعملوا عليها، وكثفوا جهودهم في مصر منذ القدوم البونابرتي عبر الحملة الفرنسية وحتى يومنا هذا عبر الحملات التنصيرية، والأنشطة الكنسية في طول البلاد وعرضها.
وعليه فقد وعى المنصِّرون هذه الحقيقة وجعلوا من مصر مركزا لنشاطهم التنصيري في الشرق. وإضافة لما سبق فإن هناك أسبابا أخرى، تم التخطيط لها من قبل الغرب الصليبي، أو وقعت نتيجة لجهل المسلمين وبعدهم عن دينهم، أو لكلا السببين السابقين، منها:
* ازدياد قوة الكنيسة المصرية السياسية والدينية والاقتصادية؛ فهي ثاني أكبر الكنائس في التاريخ المسيحي بعد الكنيسة الرومانية, وقد تمكنت هذه الكنيسة من ترؤس كنائس الشرق جميعًا، حتى بدء النشاط البروتستانتي في إضعاف دورها، لكنها ما لبثت أن عادت إلى قوتها بعد سيطرة تنظيم الأمة القبطية الذي يتزعمه "البابا شنودة" ومجموعة رهبان الستينات والسبعينات لها.
* المطاردة الأمنية من قبل جهاز أمن الدولة- المنحل- للعلماء والدعاة، سواء من الأزهر أو خارجه، وقصر الإمامة والخطابة على المرضِي عنهم من قبل الأمن.
* تشجيع الدولة للتيارات العلمانية والليبرالية، وتعاون هذه التيارات مع الكنيسة ضد كل ما هو إسلامي.
* الانحطاط الإعلامي والحرب الموجهة لزرع الدياثة وحب الفواحش في نفوس العامة، حتى صار الناس لا يبالون إلا ببطونهم وفروجهم.
* انتشار الجهل بين المسلمين بصورة لم تحدث من قبل في تاريخ الأمة.
* حالة الفقر المدقع والغلاء الفاحش والبطالة التي تخنق المسلمين في مصر، حتى أصبح لا هم للناس إلا جمع المال بكل وسلية ممكنة دون النظر إلى عواقبها.
- شبهات النصارى حول الإسلام:
أكد الباحث محمد جلال القصاص أن أكثر شبهات النصارى تدور حول الرسول- صلى الله عليه وسلم- ولهم أيضا شبهات حول القرآن، وأخرى حول بعض أحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بالأسرة والجهاد وأهل الذمة، وما إلى ذلك. إلا أن محورهم الرئيس الآن هو شخص الرسول صلى الله عليه وسلم .
وأضاف أن:" كل الحالات التي تنصرت حين عرضت عليها شبهات النصارى ذهبت إلى(شيوخ) المساجد في مصر تسألهم...تطلب منهم إجابة على هذه الشبهات، ولم يجدوا ردا، بل وجدوا زجرا وأمرا بالسكوت وعدم الخوض في مثل هذه الأمور، لأن هذا نوع من السياسة وإثارة الفتنة الطائفية في البلاد،على حد قول (أئمة المساجد).
وأشار-القصاص- إلى أن النصارى كانوا حريصين على توجيه الشباب إلى(أئمة المساجد) لسؤالهم عن هذه الشبهات لما يعلمونه من جهل هؤلاء(الأئمة)، وعدم قدرتهم على الرد، بل وخوفهم من اتخاذ أي خطوة عملية تجاه هذا الأمر حتى لا يرموا بتهمة إثارة الفتنة الطائفية.
- محاور التنصير في مصر:
يتم توزيع الأدوار التنصيرية على الكنائس، اعتمادا على الخصائص المختلفة لتلك الكنائس، كل حسب عناصر قوته، بحيث تتحد تلك الجهود في آخر الأمر، ولذلك يتم تقسيم الحملة التنصيرية إلى قسمين:
- القسم الأول، وهو القسم السياسي:
وتتولاه الكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها أقلية أصلية، ويتم ذلك عن طريق مجموعة من الرهبان والكهنة المشبعين بالتعصب، وكذلك عبر التنظيم الدولي المتمثل في أقباط المهجر.
- أهداف هذا القسم إلى :
* تدويل قضية نصارى مصر سياسيًا على المستوى الدولي، وتهيئتهم للانفصال عن الدولة.
* انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات من الحكومة.
* الوقيعة المستمرة بين المسلمين والأقباط؛ ليصبح الانفصال حلاً مريحًا للجميع.
* استقطاب الشخصيات العامة عن طريق الرشوة، والمصالح المتبادلة، أو إرهابها وتحيديها.
* تحييد المؤسسات الدينية الرسمية "الأزهر ـ الأوقاف"، عن طريق الترهيب والترغيب والتنادي بمسميات الوحدة الوطنية ووأد الفتنة الطائفية ونزع أسباب التوتر.
ويتزعم هذه الحملة السياسية داخليًا القمص "مرقس عزيز" كاهن الكنيسة المعلقة والمستشار "نجيب جبرائيل" المستشار القانوني للبابا شنودة، وخارجيًا تنظيم "عدلي أبادير".
- القسم الثاني هو القسم العلمي:
وتتزعمه بالأساس الكنيسة البروتستانتية باعتبارها الأكثر تعلماً وثقافة وقدرة على الجدل مع المسلمين، وكذلك لارتباطها مع المؤسسات التنصيرية العالمية، وهي في أغلبها مؤسسات بروتستانتية تتمتع بسند أمريكي وبريطاني باعتبار رابط المذهب الديني.
- أهداف هذا القسم إلى:
* تشويه صورة الإسلام لإقامة حائط صد يمنع المسيحيين من اعتناقه أو حتى التفكير فيه.
* تشكيك المسلمين في دينهم وهزيمتهم نفسيًا.
* استفزاز المسلمين للقيام بأحداث ثأرية تصب في صالح الشق السياسي وتزيد الضغوط على الدولة، وتتزعم هذا القسم داخليًا كنيسة "قصر الدوبارة" برئاسة القس "منيس عبد النور" و الدكتور "داود رياض" وجمعية خلاص النفوس الإنجيلية، والقس "عبد المسيح بسيط" وهو كاهن كنيسة العذراء الأرثوذكسية، ويتزعمه خارجيًا القمص "زكريا بطرس" وتنظيمه.
- المنابر الإعلامية والوسائل التنصيرية في مصر:
يمتلك المنصرون عددا من القنوات الفضائية مثل: و"الحياة", و"سات7", و"النور", و"السريانية", و"أغابي"، و"المعجزة"، و"الكرامة"، والمسيح للجميع "ctv"
و يشار إلى أن هناك أكثر من أربعين قناة فضائية ومحطة إذاعة تنصيرية ناطقة فقط باللغة العربية وموجهة للمسلمين، منها ما هو تابع للكنيسة المصرية ومنها ما هو تابع للفاتيكان ومنها ما هو تابع لمجلس الكنائس العالمي، فضلاً عن المملوك لأشخاص.
وأكثر من خمسمائة موقع إلكتروني مثل : "صوت المسيحي الحر"، و"الكلمة", و"النور والظلمة", و"فازر زكريا", و"فازر بسيط ", و"الأقباط متحدون" , و"مسيحيو الشرق الأوسط "...الخ.
ولديهم أكثر من عشر مجلات متخصصة مثل "الكتيبة الطيبية", و"الطريق" , و"الأخبار السارة", و"أخبار المشاهير"...الخ.
إضافة إلى أكثر من مائتي غرفة حوارية على برامج المحادثة الإلكترونية مثل "البالتوك"، و"الماسنجر"، و"الياهو"، و"سكاي بي".
ويعمل بهذه الحملات مجموعة كبيرة من المنصرين والمتنصرين الذين يقودون الحرب على الإسلام؛ باعتبارهم أصحاب تجربة، وهؤلاء ينشطون داخل شبكات تنصير منظمة وممولة من الخارج.
- شبكات التنصير في مصر:
* شبكة قمح مصر، وهي تنشط في أكثر من محافظة لاسيما القاهرة والمنيا وبني سويف.
* جمعية أرض الكتاب المقدس، ومقرها الرسمي "بكينجهام شاير" ويرأسها شخص اسمه"موبير نلي" وتنشط في الريف المصري.
* الجمعية الإنجيلية للخدمات الإنسانية وهي جمعية تقوم بإقامة مشروعات صغيرة لفقراء المسلمين عن طريق القروض الميسرة، وتنشط في القاهرة الكبرى بوجه خاص.
* الجمعية الصحية المسيحية وهي جمعية ممولة من السفارة الأمريكية، وتدير عدة مدارس ومستشفيات وتقدم الخدمات المجانية لعدد كبير من المسلمين.
* مؤسسة "دير مريم" وهي مؤسسة قديمة تقدم الدعم المادي والقروض الحسنة وتعرض خدمات الهجرة والسفر للمتنصرين.
* مؤسسة "بيلان" وهي أيضًا مؤسسة عريقة في التنصير، وبجانب ما توفره من دعم مادي تقوم بإقامة حفلات عامة يوم الأحد وتدير شبكة مراسلة وتعارف بين الشباب من سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة سنة بين مصر والبلاد الأوربية.
* مؤسسة حماية البيئة ومقرها الأساسي في منشية ناصر أحد أفقر أحياء القاهرة، ولها فروع في العديد من المناطق الشعبية.
* جمعية "الكورسات" بالإسكندرية، وهي جمعية إنجيلية تقوم برعاية أطفال الشوارع، حيث توفر لهم ثلاث وجبات يومية ومدرسة لمحو الأمية وورش لتعلم الحرف.
- المال الغربي ودوره في حملات التنصير:
ذكرت مجلة “العالم الإسلامي” الإيرانية- في نهاية عام 2006م- أن مجلس الكنائس العالمي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، رصد 25 مليار دولار لتنصير المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ووضع في أولوية اهتماماته دول مناطق الصراع والدول الفقيرة.
وأشارت المجلة إلى أن العراق وفلسطين والسودان ومصر والصومال والهند وأفغانستان من بين الدول التي تتصدر اهتمامات المجلس، وأكدت أن ميزانية مجلس الكنائس العالمي في العام الماضي كانت 19 مليار دولار.
كما تحدثت عن وجود عمليات تنصير بمصر، رصد لها مجمع الكنائس العالمي ميزانية خاصة تقدر بحوالي مليار دولار، لفشلها في تنصير ما خططت له منذ سنوات طويلة، وكذلك محاربة الأزهر الذي تعتبره العائق الأساسي أمام عمليات التنصير بالعالم الإسلامي.
وأوضحت أن القائمين على عمليات التنصير يستغلون حالة الفقر في مصر لإغراء الفقراء الذين لديهم استجابة في دخول النصرانية بالإنفاق عليهم، لكنها أشارت إلى أن العمليات التبشيرية في مصر القائمة على أشدها منذ 20 عامًا لم تؤت ثمارها حتى الآن.
- النشاط التنصيري والعرقيات في مصر:
ومن الملاحظات التي رصدتها مجموعة "المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير" في الفترة الأخيرة، هو انتشار النشاط التنصيري إلى أماكن التوتر العرقي في مصر، فقد رصدت عدة عمليات تنصير تجري في النوبة وهي تقوم بالأساس على استغلال مشاكل النوبة الاقتصادية والسياسة، وتقوم جمعيات تنصيرية أمريكية بمشروع يسمي "الوعي القومي" في هذه المناطق، وهو يهدف إلى عزلهم كمجموعة مستقلة لغة وثقافة وعرقًا، وقد نجحت هذه المجموعات التنصيرية في تنصير الكثير من هؤلاء مطبقة بذلك نموذج "أمازيغ" الجزائر ويساعدهم في ذلك أحد كبار مثقفيهم وهو "حجاج أدول"، وقد حصل على عدة جوائز أدبية وشارك في العديد من المؤتمرات الخاصة بالأقباط في أمريكا.
كذلك رصدت مجموعة من المنصرين تنتشر بين بدو سيناء مستغلة مشاكلهم الاقتصادية والأمنية مع الدولة، وتدير هذه المجموعة نشاطها من بعض الفنادق والأديرة، ويشاركها مجموعة من جمعية المعونة الأمريكية، وقد حققت نجاحات على مستوى الأطفال والنساء وإقامة علاقات وثيقة مع شيوخ بعض القبائل.
كذلك انتشر التنصير في صعيد مصر الذي يعاني من التهميش والإهمال والفقر، وبينما توفر الكنيسة للنصارى فيه الدعم والسند المالي الكبير؛ والذي جعلهم أقلية منعمة ومرفهة.
- النشاط التنصيري والشرائح المستهدفة:
يتم تدريب الشباب المسيحي للعمل في مجال التنصير، ويتركز نشاطهم في عدة جبهات أساسية وهي:
* المراكز التعليمية: الجامعات والمدارس والمدن الطلابية...
* المراكز الاجتماعية: النوادي والتجمعات الليلية وأماكن تجمع الشباب بصفة خاصة.
* المراكز الطبية: مستشفيات وجمعيات مرضى الكلي والسرطان، فهناك رحلات تنظمها الكنائس إلى هذه الأماكن، وتقوم بتوزيع الهدايا والأموال والتعرف على احتياجات المرضى، وقيام صداقات بينهم وبين المنصرين.
* التجمعات الفقيرة : مثل منطقة "الكيلو أربعة ونصف" و"منشية ناصر" و"عزبة الهجانة" و"الدويقة" و"البساتين" و"مصر القديمة"...
* مراكز الإيداع الخاصة: السجون وملاجئ الأطفال ودور المسنين...
- حملات التنصير العامة:
وهي حملات معلنة، وتكون عن طريق توزيع اسطوانات مدمجة cd على شباب الجامعات للتشكيك في الإسلام والتبشير بالنصرانية، أو تنظيم العروض الفنية الدينية، كفيلم آلام المسيح الذي عرض ببعض الكنائس، ودعي إلي مشاهدته بعض المسلمين ووزعت عليهم الهدايا، كما يتم عمل رحلات لبعض الأديرة الأثرية والشواطئ.
كذلك يتم هذه الحملات عن طريق معرض القاهرة الدولي للكتاب عبر المئات من دور العرض النصرانية، وهو من أخطر مواسم التنصير إن لم يكن أخطرها على الإطلاق، ويعد أكثر مواسم التنصير خصوبة؛ حيث يتم توزيع ملايين الكتب المجانية، وعرض الأفلام التنصيرية، وإقامة الحوارات مع رواد المعرض.
- الطبقات الأكثر استهدافا من قبل المنصرين:
في تصريح لجريدة "المصريون" أشار مسئول كنسي كبير إلى" أن المستهدفين من التنصير غالباً ما يكونون من الفئات ضحلة الثقافة وضعيفة الوعي الديني"، وهذا بالفعل ما يركز عليه كثير من المنصرين نظرنا لجهل تلك الطبقة بكثير من الأمور الدينية، كما أكد الباحث محمد جلال القصاص على أن للنصارى فِرَقٌ منظمة تعمل بين الشباب في الجامعات، وفي المدارس الفنية المتوسطة( الدبلومات )، تستهدف هذه الفرق نوعية معينة من الشباب المتذبذب دينيا...كثير الأسئلة في أمور الدين، كما تستهدف الشباب المنحرف.
- دعاة مصر ومعركة التنصير:
الواقع أن شيوخ الصحوة في مصر- حفظهم الله- لم يعطوا هذا الأمر- أعني التنصير- أهمية كبيرة، حيث انشغلوا بدعوة العامة، وبمجالس الوعظ، أو بالدروس المنهجية العلمية لطلبة العلم، وأغفلوا هذا الجانب.
ولا يوجد لغالبيتهم أي نشاط في هذا الجانب، كما أن الطرح الموجود لبعض المشايخ لهذا الموضوع بعيد كل البعد عما يردده النصارى في مصر.
- كيف يواجه التنصير في مصر:
- مواجهة التنصير ينبغي أن تكون مواجهة علمية عملية ولا يمكن أن تقوم بأحدهما فقط.
- المواجهة تستلزم الدفاع والهجوم معًا ولن تنجح بغير ذلك .
- لن تنجح أي مواجهة مع التنصير سوى المواجهة القائمة على الالتزام بمنهج السلف في الفهم والتصور والاعتقاد والحركة.
- أن نفهم جيدًا أن هدف المنصرين الأساسي ليس إدخال المسلمين في النصرانية، ولكن إخراجهم عن الإسلام.
- أن العلاقة بين معركة التنصير والمعارك الأخرى الدائرة بين الإسلام وأعدائه علاقة وثيقة ومترابطة، باعتبار وحدة الصراع ووحدة القيادة في معسكر الكفر، وبغياب هذا المفهوم يصبح التنصير ثقبًا أسود يبتلع جهود المسلمين و أموالهم ليشغلهم عن المعركة الكبرى في ديارهم.
الخطة العامة لمواجهة التنصير:
تقوم هذه الخطة – كما تشير مجموعة المرصد- على ثلاثة عناصر أساسية هي "الكوادر" و"الإمكانيات" و"الوسائل"
أولاً: الكوادر: ويقصد بها الأفراد الذين يملكون العلم الشرعي السلفي، العلم بالنصرانية من مصادرها وكتبها، القدرة على التواصل مع العامة والحوار مع الآخرين .
ثانياً: الوسائل: وهنا ينبغي لنا أن نرصد أساليب المنصرين ووسائلهم، فالتنصير يستخدم جميع الوسائل الإعلامية لنشر سمومه.
ولا يصح لنا إلا أن نستخدم الوسائل الإعلامية نفسها " مرئية ومسموعة ومقروءة" في نشر جهودنا وبصورة تناسب جميع المستويات الثقافية، وذلك لخلق ثقافة عامة لدي جميع المسلمين حول حقيقة النصرانية، وتناقضاتها وتحريفها .
ثالثاً: الإمكانيات: إن عدم توفر الإمكانيات كلها لا يعني أن يهمل الأمر برمته، فعلينا العمل بما هو تحت أيدينا ومحاولة الاستفادة منها إلى الحد الأقصى , فإن الله سبحانه تعبدنا بالاستطاعة، وأن ما نحتاجه بالدرجة الأولى هو شباب مؤمن ومضحٍ ومستعد للبذل والتضحية للدفاع عن هذا الدين.
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
تعليق