ثانيا : من أخطاء أرسطو في علم الجغرافيا :
تكلم أرسطو في الجغرافيا الطبيعة بتوسع في كتابه الآثار العلوية ، فوقع في أخطاء كثيرة جدا ، نذكر منها النماذج الآتية :
الأول مفاده أن أرسطو ذكر أن البحر المحيط ليس بعده أرض ،و أنه يُوجد جبل عظيم يطل على هذا المحيط ، فإذا صعدناه ظهر لنا منه البحر المحيط . و ذكر أيضا أن (( جميع الأنهار العظيمة تسيل من هذا الجبل ، كما أن سائر البحار تمر من هذا البحر المحيط ))[1] .
و أقول: إن قوله هذا مملوء بالأخطاء الجغرافية و المنهجية . فمن الناحية المنهجية فنفس منهج الاستدلال الذي مارسه في علم الفلك طبقه على الظواهر الجغرافية ، فهو هنا تكلم بلا دليل صحيح، و خاض في أمور لم يرها ،و اتخذ منها مواقف أكد صحتها ، مع أنها في الحقيقة غير صحيحة . و من المفروض أنه كان عليه أن يتحفظ و لا يُعمم ، و لا يقطع بصحة مواقفه . فهذه من أبجديات البحث العلمي التي لا يصح أن يتجاوزها أهل العلم في بحوثهم . لكن أرسطو ضرب بذلك عرض الحائط ، و جعله وراء ظهره ، و أطلق العنان لظنونه و رغباته ، و تحكماته و اجتهاداته بأن تعمل بلا ضوابط علمية في كثير من المواقف التي تبناها .
و أما من الناحية العلمية فإن قوله بأن البحر المحيط ليس من بعده أرض ، هو قول باطل أصلا، لأن هذا البحر المحيط الذي وصفه لا وجود له على الأرض مُطلقا ، و يبدو أنه كان يقصد المحيط الأطلسي الذي هو قريب من بلاد اليونان بالمقارنة إلى المحيطات الأخرى . و الحقيقة هي أنه توجد عدة محيطات- كالأطلسي و الهادي- مُتصلة فيما بينها ،و متداخلة مع اليابس في شكل كروي ، فمن وراء كل محيط يابس،و من وراء كل يابس مُحيط ، و كل تلك المحيطات تطل عليها جبال كثيرة و عالية كما تشهد به خريطة العالم الطبيعية[2] ؛ و لا يُوجد مُحيط ليس من بعده أرض كما زعم أرسطو .
و أما قوله بأن جميع الأنهار العظيمة تخرج من ذلك الجبل العظيم المُطل على البحر المحيط المزعوم ، فهو زعم ظاهر البطلان بما ذكرناه عن المحيطات و جبالها . و إذا فرضنا جدلا أنه يقصد المحيط الأطلسي ،و تصدق عليه الأوصاف التي وصفه بها أرسطو ، فإن قوله لا يصح أيضا . لأن الأنهار العظيمة التي تجري في الهند ،و الصين، و اليابان، و في غرب كندا و الولايات المتحدة ، لا يُمكنها أبدا أن تخرج من ذلك الجبل الذي يطل على المحيط الأطلسي ، لأنها بعيدة عنه ،و لها مصادرها و محيطاتها التي تصب فيها . و كل ذلك يشهد بأن أرسطو لم يكن على علم بما قاله . فكيف سمح لنفسه بأن يصدر ذلك الحكم العام المخالف للحقيقة ؟ ! و لماذا تكلم بلا علم ؟ ! .
و نفس الأمر ينطبق على زعمه بأن سائر البحار تمر بالبحر المحيط الذي وصفه . فهذا زعم ظاهر البطلان ، لأنه من الثابت قطعاً أن هذا البحر المحيط المزعوم غير موجود أصلا ، و بذلك يسقط زعمه كلية . و هو و إن كان قد فسّر قوله السابق بأن البحر المحيط (( يتحرك من وسطه إلى جميع البحار ،و تتحرك جميع البحار إليه ))[3] . فهذا تفسير لا يصح ، لأن المحيط نفسه غير موجود فكيف يحدث ما ذكره ؟ ! .
علماً بأن الواقع يشهد بأنه توجد بحار كثيرة لها اتجاهات مختلفة ،و لا تصب في محيط واحد، و لا في المحيط الأطلسي فقط . فمنها ما يصب المحيط الهادي، منها ما يصب المحيط الهندي،و منها ما يصب المحيط المتجمد الشمالي ،و الخريطة الطبيعية للعالم تشهد بذلك بجلاء . لكن أخطاء أرسطو الفادحة جعلتنا نبحث عن الأدلة و الشواهد لإثبات ما هو ثابت و معروف لدى الخاص و العام ، و لا يحتاج إلى شواهد لإثباته أصلا .
و النموذج الثاني – من أخطاء أرسطو- أنه زعم أن الماء العذب خفيف ،و هو الذي يتبخر، و أما الماء المالح فهو ماء ثقيل بسيط أزلي ، و يترسب لثقله ،و لا يتبخر كالأول . و موضعه الطبيعي في البحر عامة،و البحر المحيط أساسا ، فهو مصدر جميع البحار و الأنهار. و البحار حسب زعمه أزلية و ليست مُكونة [4] .
و أقول : أولا إن قوله هذا باطل جملة و تفصيلا ، و فيه انحراف كبير عن منهج الاستدلال العلمي . فهو قد بنى زعمه انطلاقا من إلهياته الدهرية الخرافية القائلة بأزلية العالم و مكوناته ، كأزلية البحر المحيط حسب زعمه . و بما أن قوله بأزلية العالم باطل ، فإن قوله السابق باطل بالضرورة أيضا . فهو لم يقم بمشاهدات و تجارب ليُثبت زعمه ،و إنما قاله انطلاقا من إلهياته ،و هذا لا يصح لأنه احتج بدليل باطل .
علماً بأنه كان في مقدور أرسطو إجراء تجارب على مياه البحار عامة،و البحر المحيط خاصة ، فيُغليها ليتأكد هل تتبخر أم لا ؟ ، أو أن يذهب إلى البحر المحيط نفسه ، ليرى هل مياهه تتبخر بفعل الحرارة أم لا ؟ . فهو إما أنه يعرف ذلك و جربه ،و أخفاه و لم يُقر به بسبب التزامه بإلهياته ،و هذا موقف مرفوض و لا يصح . و إما أنه لم يقم برحلات و لا أجرى تجارب ،و إنما قال بذلك الزعم انطلاقا من إلهياته . و هذا أيضا لا يصح ،و غير مقبول عقلا و لا علما . فالرجل في الحالتين قد انحرف عن منهج الاستدلال العلمي الصحيح .
و ثانيا إن قوله يتضمن خطأين واضحين ، الأول قوله بأزلية البحار و المحيطات ،و هذا غير صحيح ،و قد سبق أن أثبتنا بطلان زعم أرسطو بأزلية العالم في الفصل الأول . و الثاني هو زعمه بأن ماء البحر المحيط ثقيل لا يتبخر بسيط التركيب . و هذا زعم باطل مردود عليه، لأن المشاهدة العيانية تُثبت أن مياه المحيطات تتبخر،و هي المصدر الأساسي للأمطار على وجه الأرض . كما أن التجربة العملية تُثبت قطعا أن مياه المحيطات تتبخر كما تتبخر المياه العذبة ،و إن كانت أثقل منها كثافة بسبب ما تحمله من أملاح . و ماء البحار مركبة أساسا من عنصري الأكسجين و الهيدروجين ، كالمياه العذبة ، و ليست أزلية بسيطة التكوين لا تقبل التحلل كما زعم أرسطو . و مثال ذلك أيضا أن البحر الميت أكبر ملوحة و كثافة من المحيط ،و مع ذلك فهو يتبخر[5] .
و ثالثا إن قوله المزعوم يتضمن تناقضا صارخا مع الحقيقة الجغرافية للمحيطات و الأنهار . و مفاده أنه زعم أن جميع الأنهار مصدرها البحر المحيط ، فكيف يحدث ذلك ،و لا توجد وسيلة لحدوثه ؟ ، لأن الثابت أن الأنهار تصب في المحيطات و البحار و لا تخرج منها . و بما أن مياه البحر المحيط لا تتبخر حسب زعم أرسطو ، فكيف تصل مياهه إلى الأنهار ؟ ! ،و بما أن الكون أزلي حسب زعمه ، فهذا يعني أن الأنهار أزلية بطبعها و لا يمكن أن يكون البحر المحيط مصدرها !! . و بما أن مصادر مياه الأنهار التي هي من الثلوج و الأمطار و الينابيع ، أصلها في الأساس من تبخر مياه المحيطات . فكيف يكون البحر المحيط المزعوم هو مصدر جميع الأنهار ، مع أن مياهه لا تتبخر حسب زعمه ، و الأنهار تصب فيه و لا تخرج منه ؟؟!! .
و إن قيل : إن أرسطو ذكر سبب كون البحر المحيط هو ابتداء جميع الأنهار ، ذكره عندما قال : (( و أما الأنهار فلموضع الرطوبة الصاعدة منها إلى الهواء ، ثم يعود مطرا ))[6] . فنقول : هذا لا يصح تعليلا لما انتقدناه فيه، لأن كلامه هذا ليس فيه تصريح واضح بأن ذلك التبخر يحدث للبحر المحيط، لأن الضمير الوارد فيه جاء بصيغة الجمع المؤنث ،و لم يأت بصيغة المذكر المفرد من جهة . و لأن الرجل كان قد نصّ صراحة على أن مياه البحر المحيط ثقيلة أزلية لا تتبخر ، فإن قصده فهذا تناقض من جهة أخرى .
و إذا قيل أن أرسطو قال بذلك لأنه كان يعتقد بأن البحر المحيط (( يتحرك من وسطه إلى جميع البحار ،و تتحرك جميع البحار إليه ))[7] . فنقول: هذا تفسير صحيح لو كان هذا البحر المحيط المزعوم موجودا، و بما أنه غير موجود أصلا ، فلا يصح . و نحن أشرنا إلى أن كلامه هذا يتناقض مع الحقيقة الواقعية ،و ليس مع كلامه الذي توهّمه .
و النموذج الثالث يتعلق بمصدر تولد ملوحة مياه البحار ، فيرى أرسطو أن مصدر ملوحتها لا يعود إلى تبخير الشمس لمياه البحار و ترسب الملح فيها ، كما يقول بعض الناس . و لا كما قال آخرون بأن مصدرها مياه مالحة خارجية خالطت مياه البحار ،و هذا عنده غير صحيح لأن هذه المياه هي مياه الأنهار ،و هي مياه عذبة و ليست مالحة، فمن أين لها الملوحة ؟ !. و الصحيح عنده أن أصل الملوحة أنها تتولد من جسم أرضي مُحترق[8] .
و أقول : إن قوله هذا غير صحيح في معظمه، و ليس فيه إلا قليل من الصواب ، و قد خَطّأ رأيين صحيحين من دون دليل صحيح كعادته . و الصحيح في مصدر ملوحة مياه البحار ، أنه ليس لها مصدر واحد ، كما قال أرسطو، و ليس تفسيره هو المصدر الأساسي لمصدر ملوحتها ، فهو إن صح فقد يصدق كعامل من العوامل الأخرى المساهمة في ملوحتها.
و أهم مصادر ملوحتها خمسة : أولها يتمثل فيما تجلبه الأنهار من أملاح و معادن و مواد عضوية إلى البحار . و الثاني هو عملية التبخر التي تحدث لمياه البحار بسبب حرارة الشمس ، فيصعد البخار إلى أعلى ،و يبقى الملح في البحار. و ثالثها هو تحلل الكائنات العضوية النباتية و الحيوانية الميتة التي تعيش في البحار[9] .
و الرابع يتمثل في ما تُخرجه و تُلقيه البراكين الثائرة داخل البحار ، من حمم و صهارات مليئة بالأملاح المعدنية . و آخرها-المصدر الخامس- فيتمثل في أملاح النشأة الأولى عندما تكوّنت البحار . و ذلك أن القشرة الأرضية عندما كانت مُنصهرة ،و تفاعلت مع الأمطار المتهاطلة-عبر عصور الأرض الأولى- كانت الحياة-مع ارتفاع درجة الحرارة- أكثر قابلية لإذابة الأملاح ،و تنشيط التفاعلات الكيميائية ، فكانت مياه البحار مُشبعة بالأملاح عند النشأة الأولى[10] .
و النموذج الرابع يتعلق بمصدر نهر النيل ، ذكرنا سابقا أن أرسطو نص صراحة على أن البحر المحيط هو مصدر جميع الأنهار ، و أن الجبل العظيم المطل عليه تصدر منه جميع الأنهار العظيمة . لكنه أشار أيضا إلى أنه توجد جبال أخرى تصدر منها أنهار معروفة ، مثل الجبل الذي يصدر منه نهر النيل[11] .
و أقول: أولا إن كلام الرجل فيه تناقضان ، الأول قوله بأن البحر المحيط هو مصدر جميع الأنهار من حيث مصدرها المائي[12] . و الثاني قوله بأن الجبل العظيم المطل على البحر المحيط تصدر منه جميع الأنهار العظيمة . ثم ناقض ذلك بما قاله عن مصدر نهر النيل . فكان عليه أن يستثني الأنهار العظيمة التي لا يصدق عليها الحُكمان السابقان.
فإن قيل : إن أرسطو أشار إلى أن نهر النيل مصدره جبل آخر . فنقول : إن هذه الإشارة ليست من الاستثناء ،و إنما هي نقض للموقفين السابقين . لأن الأسلوب العلمي الصحيح يُحتم عليه أن لا يُعمم حكمه ، ثم يستثني منه مالا يندرج تحته ، في نفس الموضع ،و أو موضع آخر عند الضرورة مع الربط بينهما. كأن يقول: الغالب كذا ، أو معظمهم قالوا كذا ، أو الغالبية الساحقة ، أو الغالبية العظمى ، أو لا يكاد يُخالفه شيء ، أو لا نكاد نعثر على خلافه ، و هكذا . و إذا تراجع عن موقف قاله سابقا ، عليه إن يُشير إلى ذلك ، كأن يقول: كنا ذكرنا كذا ،و الآن نرى خلافه ، أو كنا قلنا كذا ،و الآن نستثني منه هذا الأمر ، و هكذا . و إذا لم يفعل ذلك يكون قد تناقض مع نفسه، سواء عن قصد ، أو عن غير قصد .
و ثانيا ليس صحيحا أن النيل بنبع من جبل ، و إنما الصحيح هو أن مصادره كثيرة بسبب كثرة روافده التي تصب فيه مُكونة نهر النيل . و هي تنبع من المنطقة الاستوائية الكثيرة الأمطار ، كما في الهضبة الحبشية و بحيرة فيكتوريا . لكن مع تعدد مصادره فإن له مصدرين أساسيين : الأول بحيرة فيكتوريا ،و الثاني نهر روفيرونزا الواقع في بورندي[13] . فليس مصدر نهر النيل جبل ، و لا له مصدر واحد ينبع منه، كما زعم أرسطو .
و النموذج الخامس يتعلق بالرياح : مصدرها ،و أنواعها . يرى أرسطو أن مصدر الرياح هو البخار الحار اليابس ، و بمعنى آخر هو الدخان الذي يتولد بسبب حرارة الشمس . و هي – أي الشمس- تُولّد بخارين حارين ، هما : الحار الرطب المُكون للأمطار ، و الحار اليابس- الدخان- المُكون للرياح . و أنكر على من قال بأن طبيعة الرياح و المطر واحدة ، و نصّ على أن طبيعة الماء تختلف عن طبيعة الهواء . و قال أيضاً : (( إن الريح ليست هي هواء متحركا ،و أن طبيعته غير طبيعة الهواء . فبيّن أنه لو كان الأمر كذلك لما كان للريح مبدأ و طبيعة بها تتحرك من ذاتها . و معلوم أنه ليس في الهواء بما هو هواء مبدأ لحركة الرياح ، فإن الريح بيّن من أمرها أنها مُتحركة، من تلقائها ، و لذلك كانت أحد الموجودات الطبيعية المركبة ، لا البسيطة . و أيضا فإن الرياح مختلفة الأنواع بالمزاج ،و الموضع الذي منه تهب ، و لو كانت الريح هو الهواء المُحرك لما اختلف باختلاف المواضع و الجهات ))[14] .
و أما من جهة أنواع الرياح فمجموع عددها على وجه الأرض يبلغ 11 أو 12 نوعا من الرياح ، لأن النقل عن أرسطو اُختلف فيه ، فقيل 11 ، و قيل 12 [15] .
و أقول : إن قوله هذا مملوء بالأخطاء ، و ربما كان معذورا في بعضها ، لكنه غير معذور في معظمها لأنه أكد على صحتها من دون دليل يقيني ، و رد بعض الأقوال الصحيحة برد غير مقنع من جهة ؛ و هو في كل الحالات يتحمل تبعات كلامه كله ، و مسئول عنه من جهة أخرى .
و ليس صحيحا قوله بأن طبيعة الرياح تختلف عن طبيعة الهواء ، فهذا كلام بلا علم . لأن كلا منهما هواء ، و الهواء هو خليط من الغازات المُكونة للغلاف الغازي المحيط بالأرض ،و الرياح هي هواء يتحرك أفقيا على الأرض لا غير. و ليست الشمس هي المكونة للرياح و لا للهواء ، لأن الغلاف الغازي المحيط بالأرض ليس من تكوين حرارة الشمس[16] .
و حركة الرياح ليس مصدرها الرياح ذاتها، و لا هذه الخاصية تجعلها من طبيعة مغايرة للهواء كما زعم أرسطو . و سبب تحركها هو الحرارة ، بناء على قاعدتي الضغط المرتفع و المنخفض . فتتحرك من المرتفع البارد إلى المنخفض الساخن ،و تكون قوتها حسب الفارق بين المنطقتين[17] .
و فيما يخص عدد أنواعها ، فالأمر ليس كما ذكره أرسطو ، لأن عددها أكثر من ذلك بكثير ، فقد أحصيتُ منها أكثر من 28 نوعا من الرياح ، منها الدائمة ، و الموسمية ، و المحلية . و من تلك الرياح : التجارية ، و العكسية ، و القطبية ، و الخماسين ، و السموم ، و السيروكو ، و الهرمتان ، و البورا[18] .
و خلاصة ذلك هو أن تحرك الرياح، و اختلاف درجات حرارتها ،و تنوّعها عددا و اتجاهاً ، كل ذلك لا دخل له في أن يُكوّن طبيعة خاصة للرياح ، و لا يجعلها مُخالفة لطبيعة الهواء ،و إنما هي هواء مُتحرك على وجه الأرض ، و هذا خلاف ما قاله أرسطو .
و النموذج السادس يتعلق بالفرق بين المطر و الندي ، يرى أرسطو أن كلا منهما يتكون من بخار الماء في السماء ، ثم ينزلان إلى الأسفل حيث الأرض . فإذا كانت كمية البخار المتحولة قليلة و بطيئة الهبوط تكوّن منها الندى ،و هذا يحدث ليلا في حالة الصحو ؛ و إذا كانت الكمية الهابطة كبيرة و سريعة تكوّن منها المطر . فالندى مطر قليل ، و المطر ندى كثير . و علل سبب ظهور الندى صحوا لا في وقت الغيوم، علله بأن (( البخار الذي يكون منه إنما يعلو عند الصحو ، لبرد هذا الوقت و موافقته لصعود هذا البخار و تولّده ، و ذلك من قِبل قلة حرارته ))[19] .
و قوله المتعلق بالندى غير صحيح ، لأنه أولا إن الندى لا يتكون في الطبقات العليا،و لا يسقط منها كالمطر ،و لا أحد منا سمعه يسقط ، و لا أحس بسقوطه . و إنما هو يتشكل في سطح الأرض ، فعندما يبرد الهواء القريب منها ، يتكاثف بخار الماء الذي يحمله ، و يتحول إلى سائل يظهر على الأجسام القريبة من الأرض[20] .
و ثانيا إن أرسطو أخطأ في طريقة الاستدلال ، لأنه قال بأن الندى يتكون في السماء كالمطر ، من دون أي دليل صحيح يُثبته ، أو يُرجحه، و ليس في إمكانه رؤيته ،و لا بيده آثار و شواهد صحيحة تُؤيده . و إنما الشواهد المتوفرة تدل على خلاف زعمه ، منها أن الندى لا نحس بسقوطه باللمس و لا بالسمع . و أنه يظهر من دون سحاب ، في أيام الصحو . و هذا يعني أنه لا يسقط من السماء، لأنه لا سقوط للمطر القليل و لا الكثير من دون سحاب . و من كل ذلك يتبين أن الشواهد تدل على أن الندى لا يسقط من السماء،و إنما يتكون على سطح الأرض ،و من دون سحاب . و هذا خلاف ما قاله أرسطو ، فأخطأ في النتيجة و منهج الاستدلال .
و النموذج السابع – من أخطاء أرسطو- مفاده أن الرجل زعم أن هواء الجبال الشاهقة حار جدا ، لأنه (( مُتحرك و قريب من حركة النجوم ))[21].
و قوله هذا باطل جملة و تفصيلا ، و فيه انحراف كبير عن منهج الاستدلال العلمي الصحيح . و تفصيل ذلك أولا إنه ليس صحيحا أن هواء الجبال الشاهقة حار جدا ، لأن الثابت علما و مشاهدة أن قمم الجبال العالية أكثر برودة من سفوحها ، لأنه كلما ارتفعنا إلى أعلى قلت درجة الحرارة ، بمعدل درجة مئوية واحدة لكل 1000 متر نقُصت الحرارة بنحو 6،5 درجة مئوية . و الشاهد على ذلك أيضا أن قمم الجبال العالية مكسوة بالثلوج كما في جبال الألب في أوربا ، التي تصل أعلى قمة فيها نحو 5000 متر ،و جبال الهيملايا على حدود النيبال و التبت ، تصل أعلى قمة فيها إلى نحو 9000 متر( 9 كم )[22] .
و ثانيا ليس صحيحا أن الجبال العالية جدا هي قريبة من حركة النجوم ، لذلك هي حارة جدا ، فهذا ظن و تخمين ،و قول بلا علم ،و رجم بالغيب . لأن الحقيقة أن النجوم بعيدة جدا جدا عن جبال الأرض ، التي هي نفسها تقع ضمن الطبقة الأولى من الغلاف الجوي الملاصقة لسطح الأرض . و قد قَدر العلماء سمك الغلاف الغازي- بطبقاته الأربع- من سطح الأرض إلى نهايته بنحو : 250 ميلا [23] . فماذا تُمثل أعلى قمة جبل في الأرض المقدرة بنحو 9 كم ، بالنسبة إلى سمك الغلاف الغازي المُقدر بنحو 250 ميلا ؟؟!! . فهل بعد هذا يصح قول أرسطو بأن الجبال الشاهقة قريبة من حركة النجوم ؟؟؟!!! . وأما إذا قسنا المسافة التي تفصل بين الأرض و بين أقرب نجم إلينا و هو الشمس فلا مجال للكلام في ذلك أبدأ ،و لا يصح الخوض فيه أصلا . و قد قدّرها العلماء بنحو 93 مليون ميل في المتوسط[24] .
و أما قوله بأن حركة هواء الجبال الشاهقة ساهمت أيضا في شدة حرارته . فهذا لا يصح أيضا لأمرين أساسيين : الأول هو أنه سبق أن بينا أن قمم الجبال العالية باردة و ليست شديدة الحرارة . و الثاني هو أنه ليس صحيحا أن الحركة تولد بالضرورة الحرارة الشديدة ، فهي قد تولد برودة شديد . و هذا سبق أن بينا بطلانه في أخطاء أرسطو الفلكية من جهة ،و نحن نعلم كلنا أن الجسم قد يكون متحركا و هو بارد ، كما هو حال الرياح الباردة من جهة أخرى .
و أخيرا- ثالثا – إن سبب خطأ أرسطو ذلك الخطأ الفاحش ، يعود إلى أمرين أساسيين : الأول تأثره بإلهياته الزائفة في قوله بأن هواء الجبال الشاهقة شديدة الحرارة ، فهو قد زعم فيها أن عنصر النار يُوجد في آخر طبقات العالم الأرضي ،و بما أنه قال بأن تلك الجبال قريبة من حركة النجوم، فهذا يعنى أنها من باب أولى أنها قريبة جدا من طبقة النار ، و هذا هو الذي جعلها شديدة الحرارة على حد زعم أرسطو[25] .
و الأمر الثاني هو إهماله لمنهج البحث و الاستدلال العلميين ، فقد أهمل السعي للمعاينة و التجربة و سؤال أهل الخبرة ، و اكتفى بالتأمل النظري ،و القول بالظن و التخمين ،و الاعتماد على إلهياته الزائفة . فلماذا لم يذهب مثلا إلى قمم جبال الألب العالية – و هي قريبة من بلاد اليونان- ليتأكد مما قاله ؟! ، و لماذا لم يسأل أهل الخبرة من الرحالين و غيرهم من العارفين بالظروف السائدة في قمم الجبال ؟ ! . إنه لم يفعل ذلك ، و بمثل هذه الانحرافات القاتلة هي التي جنى بها أرسطو على نفسه و أتباعه ،و على العقل و العلم معا.
و النموذج الأخير- الثامن من أخطاء أرسطو الجغرافية- يتعلق بالمذنبات و الشهب ، و مفاده أن الرجل يرى أن ظاهرة الكواكب المذنبات ليست جزءا من الجرم السماوي، و إنما هي هواء ملتهب بسبب حرارة الشمس و الكواكب الأخرى . و زعم أيضا أنه إذا ظهرت تلك المذنبات فذلك يدل على (( الرياح الكثيرة ، و الاحتراق ، و اليبس في ذلك الوقت . لأنها تعرض إذا كان مزاج الهواء حارا يابسا ، إذ كان ليس يُمكن أن يعرض الالتهاب في الهواء الرطب )) . و في أي سنة ظهرت فيها الكواكب المذنبات كان ذلك دليلا على أنها ستكون يابسة كثيرة الرياح[26] .
و أيد ذلك بحوادث حكاها عن غيره ، منها أنه قال : ذُكر أن الكواكب المذنبات ظهرت يوما ، فرمى (( رامٍ في ذلك الوقت بحجر في نهر يُسمى أجريس ، فلم تزل الريح تدفعه النهار كله إلى الغد )) . و منها أيضا أنه ذُكر أن كوكبا مُذنبا ظهر في زمن الملك نيقوماخوس في موضع استواء الليل و النهار الكروي ، فهاجت (( بعد ظهوره ريح عاصف على الفور ))[27] .
و تلك الظاهرة – حسب أرسطو - قليلة الظهور بسبب (( ما يعرض في الأكثر من قلة حرارة الشمس و الكواكب . أعني أنه ليس في طبيعتها ، و ذلك في الأكثر أن تلهب الهواء إلهابا يكون منه هذا النوع من الكواكب إلا في الفرط من السنين ))[28] .
و أما الشُهب ، فهي- حسب أرسطو- تتكون من النار التي تُولدها حركة الجسم المستدير الدائري الحركة . و تفصيل ذلك هو أنه عندما يتحرك يُولد لهب يلهب به الأجسام ،و منها تتكون النار التي هي بدورها تتكون منها الشُهب . و هذه الشُهب توجد تحت فلك القمر لا في النجوم حسب رأي أرسطو[29] .
و قوله هذا غير صحيح ، و مملوء بالأخطاء ، و فيه انحراف كبير عن منهج البحث العلمي الصحيح . و تفصيل ذلك: أولا إنه ليس صحيحا أن المذنبات ليست من الجرم السماوي،و أنها هواء مُلتهب . و إنما الصحيح هو أنها-أي المذنبات – أجسام صلبة من طبيعة الأجرام السماوية نفسها ،و هي ذات أحجام و أشكال و أنواع ، تسبح في أعماق الفضاء ،و قد تقترب من الشمس و الأرض . و عندما تقترب من الشمس أو من أي كوكب كبير فإنها تتمزق إلى أسراب من أجسام صغيرة[30] .
و ليس صحيحا أيضا ما قاله أرسطو عن الشُهب ، فهي لم تتكون كما ذكر ، من أنها تولّدت من النار التي كونتها حركة الجسم المستدير ،و إنما الصحيح هو أن أصلها من المذنبات السابق ذكرها . و ذلك أنها عندما تتمزق إلى أجسام صغيرة و تقترب من الأرض و تدخل الغلاف الغازي تنصهر و تلتهب فتُكوّن الشُهب[31] . فهي ليست من عالم الكون و الفساد كما زعم أرسطو ، و إنما مادتها من الأجرام السماوية،و مصدرها من خارج كوكب الأرض .
و ثانيا ليس صحيحا قوله بأن المذنبات قليلة الحدوث و الظهور بسبب قلة حرارة الشمس و الكواكب التي تُلهب الهواء المُكوّن لها . فهذا زعم باطل، و الصحيح هو أن درجة حرارة الشمس لا تقل، و لا دخل لها في تكوين المذنبات . و هي – أي المذنبات – ليست قليلة الحدوث، و إنما هي كثيرة الحدوث ، و تحدث بآلاف المرات في السنة الواحدة ، و ليس أنها لا تحدث إلا نادرا في عدة سنيين كما زعم أرسطو . لكن لا نرى معظمها إلا بالمنظار الفلكي لبعدها الشاسع عنا [32].
و رابعا إن قوله بأن السنة التي تظهر فيها المذنبات تكون إشارة على أنها ستكون سنة كثيرة الرياح ،و الاحتراق و اليُبس . فهو زعم باطل ، لأمرين أساسيين : الأول أن كثرة الرياح من قلتها لا تتحكم فيها ظاهرة المذنبات،و إنما هي تخضع لنظام خاص بها داخل كوكب الأرض أساسا[33]. و الثاني أن المذنبات تحدث بآلاف المرات في السنة الواحدة ، على امتداد فصولها ، و لا يحدث ما أشار إليه أرسطو ، من كثرة الرياح ، و الاحتراق ، و اليبوسة !! . فلا نرى لذلك أثراً ، إلا ما هو عادي معروف .
و أما الخبران اللذان حكاهما أرسطو كشاهدين على صحة قوله بأن ظهور المذنبات يتسبب في كثرة الحرارة و الإحراق و اليبوسة . فهما غير صحيحين بالضرورة ، لأنهما نتيجتان لمقدمة غير صحيحة . و بمعنى آخر أنه بما أن المذنبات لا تُسبب الرياح القوية التي أشار إليها أرسطو، فإن الخبرين اللذين ذكرهما كشاهدين على صحة رأيه ، غير صحيحين بالضرورة .
و أخيرا – خامسا – إن السبب الأساسي في خطأ أرسطو يتمثل في انحرافه عن المنهج العلمي الصحيح في البحث و الاستدلال ، و قد تمثل ذلك في أمرين : الأول هو تأثره بإلهياته الزائفة في موقفه من المذنبات و الشهب ، فبسببها استبعد أن تكون المذنبات و الشُهب أجزاءً منفصلة عن الأجرام السماوي ، لأنه كان يعتقد أن الأجرام السماوية هي أجسام أزلية إلهية مقدسة . و بسببها زعم أن الشهب تتكون من النار ما تحت فلك القمر ، لأنه كان يعتقد أن تلك الطبقة هي طبقة نارية حسب وتوزيعه للعناصر الأربعة، و من ثم فهي تتكون هناك[34] . فواضح من ذلك أن تأثره بإلهياته الزائفة أوقعه في الخطأ من جهة ،و أن تأثيراتها فيه ما تزال تُلاحقه حتى في مواقفه الجزئية في كثير من الظواهر الطبيعية من جهة أخرى .
و أما الأمر الثاني ، فهو عدم التزام أرسطو بالمنهج العلمي الصحيح في مجال علوم الطبيعة ، فهو قد تكلم بالظن و التخمين ، و الرغبات و التحكّمات في أمور لا يصح فيها ذلك ، و أكد على صحة أمور من دون دليل قطعي . و أخذ ببعض أخبار الآحاد و استعان بها لتأييد ما ذهب إليه ، من دون نقد و لا تمحيص ، مع أن الخبر الأول ظاهر عليه أنه مكذوب مُختلق ، لأنه لا يتفق مع ما نراه من آثار الرياح على الطبيعة.
و من تلك النماذج تبيّن جليا أن أرسطو وقع في أخطاء و انحرافات منهجية كثيرة تتعلق بعلم الجغرافيا ، زاد عددها عن 30 خطأ و انحرافا منهجيا من جهة .و أظهرت مدى إهماله و إخلاله بالمنهج العلمي في البحث و الاستدلال من جهة أخرى .
[1] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 76 .
[2] أنظر : الأطلس العالمي ، المعهد التربوي الوطني، الجزائر ، ص: 64 -65 .
[3] ابن رشد : المصدر السابق ، ص: 89 .
[4] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 86 و ما بعدها .
[5] الموسوعة العربية العالمية ، مادة : البحر الميت .
[6] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 89 .
[7] نفسه ، ص: 89 .
[8] نفس المصدر ، ص: 90 ، 93 ، 95 .
[9] حسن أبو العينين : جغرافية البحار و المحيطات ، ط6 ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، مصر ، 1982 ، ص: 165 ، 168 . و جمال الدين أفندي : طبيعيات البحر و ظواهره ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1960 ، ص: 50 ، 51 ، 52 ، 53 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : المحيط .
[10] نفس المراجع .
[11] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 76 .
[12] سبق أن ناقشنا أرسطو في مقصوده من ذلك .
[13] أنظر : الأطلس العالمي ، ص: 36 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : النيل .
[14] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 98 .
[15] ابن رشد : الآثار العلوية ، ص: 33 .
[16] الموسوعة العربية العالمية ، مادة : الرياح ، الهواء ، الغلاف الحراري .، الغلاف الأوسط .
[17] حسن سيد أبو العينين : أصول الجغرافيا المناخية ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص: 176 . و عبد الحليم خضر : المنهج الإيماني ، ص: 15 .
[18] أنظر : حسن سيد أبو العينين : نفس المرجع ، ص: 192، 200 ، 201 ، 204، 205 ، 213، 214 و ما بعدها ، و 221 و ما بعدها ، و 230 و ما بعدها .
[19] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 64 ، 66 .
[20] حسن أبو العينيين : أصول الجغرافية المناخية ، ص: 325 و ما بعدها . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : الندى .
[21] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 66 .
[22] حسن أبو العينين : أصول الجغرافيا المناخية ، ص: 65 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : الهواء، الجبل ، الألب ، إيفرست .
[23] حسن أبو العينين : نفس المرجع ، ص: 69 .
[24] عبد الحميد سماحة : في أعماق الفضاء ، ص: 47 .
[25] سبق الرد على قول أرسطو بعنصر النار و العناصر الأخرى ، فلا نعيده هنا .
[26] ابن رشد تلخيص الآثار العلوية ، ص: 50 .
[27] نفسه ، ص: 50 .
[28] نفسه ، ص: 50 ، 51 .
[29] نفس المصدر ، 24، 37 ، 40 .
[30] عبد الحميد سماحة : في أعماق الفضاء ، ص: 33 ، 43 . و آن هوايت : النجوم ، ص: 74 ، 75 .
[31] نفسه ، ص: 33 ، 34 . و نفسه ، 74 و ما بعدها .
[32] آن هوايت : نفس المرجع ، ص: 73 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : المذنب .
[33] أنظر : حسن أبو العينين : أصول الجغرافيا المناخية ، ص: 158، 159 .
[34] سبق توثيق ذلك في الفصل الأول .
[2] أنظر : الأطلس العالمي ، المعهد التربوي الوطني، الجزائر ، ص: 64 -65 .
[3] ابن رشد : المصدر السابق ، ص: 89 .
[4] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 86 و ما بعدها .
[5] الموسوعة العربية العالمية ، مادة : البحر الميت .
[6] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 89 .
[7] نفسه ، ص: 89 .
[8] نفس المصدر ، ص: 90 ، 93 ، 95 .
[9] حسن أبو العينين : جغرافية البحار و المحيطات ، ط6 ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، مصر ، 1982 ، ص: 165 ، 168 . و جمال الدين أفندي : طبيعيات البحر و ظواهره ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 1960 ، ص: 50 ، 51 ، 52 ، 53 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : المحيط .
[10] نفس المراجع .
[11] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 76 .
[12] سبق أن ناقشنا أرسطو في مقصوده من ذلك .
[13] أنظر : الأطلس العالمي ، ص: 36 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : النيل .
[14] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 98 .
[15] ابن رشد : الآثار العلوية ، ص: 33 .
[16] الموسوعة العربية العالمية ، مادة : الرياح ، الهواء ، الغلاف الحراري .، الغلاف الأوسط .
[17] حسن سيد أبو العينين : أصول الجغرافيا المناخية ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص: 176 . و عبد الحليم خضر : المنهج الإيماني ، ص: 15 .
[18] أنظر : حسن سيد أبو العينين : نفس المرجع ، ص: 192، 200 ، 201 ، 204، 205 ، 213، 214 و ما بعدها ، و 221 و ما بعدها ، و 230 و ما بعدها .
[19] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 64 ، 66 .
[20] حسن أبو العينيين : أصول الجغرافية المناخية ، ص: 325 و ما بعدها . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : الندى .
[21] ابن رشد : تلخيص الآثار العلوية ، ص: 66 .
[22] حسن أبو العينين : أصول الجغرافيا المناخية ، ص: 65 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : الهواء، الجبل ، الألب ، إيفرست .
[23] حسن أبو العينين : نفس المرجع ، ص: 69 .
[24] عبد الحميد سماحة : في أعماق الفضاء ، ص: 47 .
[25] سبق الرد على قول أرسطو بعنصر النار و العناصر الأخرى ، فلا نعيده هنا .
[26] ابن رشد تلخيص الآثار العلوية ، ص: 50 .
[27] نفسه ، ص: 50 .
[28] نفسه ، ص: 50 ، 51 .
[29] نفس المصدر ، 24، 37 ، 40 .
[30] عبد الحميد سماحة : في أعماق الفضاء ، ص: 33 ، 43 . و آن هوايت : النجوم ، ص: 74 ، 75 .
[31] نفسه ، ص: 33 ، 34 . و نفسه ، 74 و ما بعدها .
[32] آن هوايت : نفس المرجع ، ص: 73 . و الموسوعة العربية العالمية ، مادة : المذنب .
[33] أنظر : حسن أبو العينين : أصول الجغرافيا المناخية ، ص: 158، 159 .
[34] سبق توثيق ذلك في الفصل الأول .
تعليق