فضل شهر شعبان

تقليص

عن الكاتب

تقليص

فارس التوحيد مسلم اكتشف المزيد حول فارس التوحيد
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فارس التوحيد
    2- عضو مشارك
    • 23 مار, 2011
    • 190
    • محاسب
    • مسلم

    فضل شهر شعبان

    فضل شهر شعبان

    الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه ..

    اللّهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..

    أما بعد أوصيكم ونفسي بتقوى الله..

    اتقوا الله عباد الله .. اتقوا الله حق التقوى فإنَّ بتقوى الله تتنزل البركات وتعم الرحمات ..

    عباد الله ..

    امتدح الله تعالى في كتابه شهر رمضان بقوله : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ}[البقرة:185] .. وبيَّن أنَّ فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، فاهتمَّ المسلمون بهذا الشهر العظيم واجتهدوا فيه بالعبادة من صلاة، وصيام، وصدقات، وعمرة إلى بيت الله الحرام وغير ذلك من أعمال البر والصلاح ..

    ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم انتباه النّاس إلى شهر رجب في الجاهلية، وتعظيمه وتفضيله على بقية أشهر السنة ورأى المسلمين حريصين على تعظيم شهر القرآن أراد أن يبين لهم فضيلة بقية الأشهر والأيام ..

    عن أسامة بن زيد أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صلى الله عليه وسلم :

    «ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» ..

    وسؤال أسامة رضي الله عنه يدل على مدى اهتمام الصحابة الكرام وتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..

    وبالفعل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلاّ قليلاً كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المتفق على صحته ..

    ولا بدَّ من وجود أمر هام وراء هذا التخصيص من الصيام في مثل هذا الشهر وهذا ما نبَّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :

    «إنّه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى» .

    فإذاً أعمال العباد ترفع في هذا الشهر من كل عام، وتعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن ترفع أعماله إلى ربّ العالمين وهو صائم لأنَّ الصيام من الصبر وهو يقول: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10]

    فشهر شعبان شهر عظيم عظمَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحري بنا أن نعظمه وأن يكثر من العبادة والاستغفار فيه تماماً كما جاء وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .

    في هذا الشهر ليلة عظيمة أيضاً هي ليلة النصف من شعبان عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله :

    «يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن» ..

    فمن دعا غير الله تعالى فقد أشرك، ومن سأل غير الله فقد أشرك، ومن زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأله قضاء الحاجات فقد أشرك، ومن ذبح لغير الله فقد أشرك، ومن قرأ المولد عند قبر الحسين أو المرغلي أو سيدتهم زينب أو الشعراني أو ابن العربي أو أبو عبيدة أو إلى غير ذلك من الأضرحة فمن فعل ذلك وسألهم الحاجات فقد كفر وأشرك، ومن حكَّم غير شرع الله وارتضى ذلك فقد أشرك ..
    والمشرك لا يطّلع الله عليه ولا يغفر له الذنوب..

    وكذلك من كانت بينهما شحناء وعداوة لا يغفر الله لهما حتى يصطلحا ..

    سبحان الله يستصغر النّاس مثل هذه الأمور .. يستصغر النّاس مثل هذه الأمور .. لذلك ترى اليوم في مجتمعنا ظهور هذه الصفات الذميمة بين أفراده.. وخصوصاً الذي يعمرون المساجد يبغض بعضهم لمجرد أمر حقير لا يستحق أن يذكر.

    وإنّي لأذكرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا .. والمطلوب منهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ..
    وليكن الذين هم على شحناء وعداوه على علم ودراية بخطورة هذا الأمر وأنَّ الشحناء والبغضاء بين أخوة الإيمان سبب في عدم قبول صلاتهم، وعدم قبول أعمالهم، وعدم تطلع ربّ العزة والجلال إليهم في ليلة النصف من شعبان ..

    {يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88)إلاَّ مَن أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلَيمٍ(89)} [الشعراء88-89].. قلب لا يحمل حقداً ولا حسداً ولا غشاً على أحد من المسلمين ..

    عباد الله..

    قبل أن نأتي على نهاية الكلام أود عرض بعض البدع والأحاديث الواهية عن ليلة النصف من شعبان ..

    أولها بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.. وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر وإنّما حديثها موضوع مكذوب فلا أصل لهذا فتنبهوا عباد الله من البدع والضلالات ..

    من ذلك أيضاً تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة ونهارها بصيام لحديث : إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها .. هذا حديث لا أصل له .. هذا حديث لا أصل له ..فتنبهوا عباد الله ..

    من البدع أيضاً صلاة الست ركعات في ليلة النصف من شعبان بنية دفع البلاء، وطول العمر، والاستثناء عن النّاس، وقراءة سورة يس والدعاء ..فذلك من البدع والمحدثات المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .

    قال الإمام الغزالي في الأحياء : " وهذه الصلاة مشهورة في كتب المتأخرين من السادة الصوفية التي لم أرَ لها ولا لدعائها مستنداً صحيحاً من السنة إلاَّ أنه من عمل المبتدعة ".

    وقد قال أصحابنا أنه يُكره الاجتماع على إحياء ليلة من مثل هذه الليالي في المساجد أوفي غيرها .

    قال الإمام النووي رحمه الله : " صلاة رجب - صلاة الرغائب - وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان ".

    وعلى هذا يجب عليك عبد الله أن تعبد الله بما شرع لك في كتابه أو جاء مبنياً في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ..

    وإياكم عباد الله ومضلات الأمور فإنَّ البدع ضلالات وطامات ولا يستفيد العبد من عملها إلاَّ البعد من الله تبارك وتعالى ..

    فتفقهوا عباد الله في دينكم ..

    فيوم الجمعة هو أفضل الأيام ..

    وشهر رمضان هو أفضل الشهور ..

    وليلة القدر أفضل الليالي ..

    والمسجد الحرام أفضل المساجد ..

    وجبريل أفضل الملائكة ..

    ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء والمرسلين بل هو سيد ولد آدم أجمعين ولا فخر
    وقد أمركم الله بالصلاة عليه فقال عز من قائل : {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].

    اللّهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
    وارضى اللهم عن صحابته أجمعين عن الأربعة والعشرة والمبشرين وسائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك ولطفك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين .

    عباد الله ..

    {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90 ] .

    فاذكروا الله عباد الله يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون..


  • فارس التوحيد
    2- عضو مشارك
    • 23 مار, 2011
    • 190
    • محاسب
    • مسلم

    #2



    الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله. أمابعد،

    أخي الحبيب: اعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة عند الله -تبارك وتعالى- لاشتغال الناس بالعاداتِ والشهواتِ، وإذا ثابر عليها طالب الفلاح دل على حرصهِ على الخيرِ، قال -صلى الله عليه وسلم-:«عبادة في الهرج كهجرة إليّ» (رواه مسلم)، أي: وقت غفلات الناس.

    وقال -صلى لله عليه وسلم-: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة بالليل»، لأنهُ وقت نزول الرب -تعالى-، وغالب الناس عن هذا الوقت غافلون.


    وقد كان سلف الأمة -رضي الله عنهم- يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان، فعن لؤلؤة -مولاة عمار- قال: "كان عمار -رضي الله عنه- يتهيأُ لصوم شعبان كما يتهيأ لصوم رمضان."

    وكان عمرو بن قيس الملائي -رحمه الله- إذا دخل شعبان أغلق حانوته، وتفرغ لقراءة القرآن في شعبان ورمضان.


    أخي: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم الليل حتى تتورم قدماه، وهو الذي غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان الصحابة يصبحون شعثًا غبرًا صفرًا، قد باتوا سجدًا وقيامًا.

    وكان الواحد من سلف الأمة يقيم الليل، ولا يستطيع أن يأتي فراشه إلا حبوًا ويقول: سبقني العابدون.


    كان سفيان الثوري -رحمه الله- ينام أول الليل، ثم يقوم فزعًا، وينادي: النار،النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات، ثم يتوضأ ويصلي، ويقول: إلهي إنك علام بحاجتي غير معلم، ما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.

    قالت امرأة لعامر بن عبد قيس -رحمه الله-: ما لي أرى الناس ينامون، وأنت لا تنام؟

    قال: ذكر النار لا يدعني أنام.‍‍

    كان الأحنف بن قيس شيخًا كبيرًا، وكان يصوم، فقيل له: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك.

    قال: إني أعده لسفر طويل.

    قالت ابنة الربيع بن خيثم لأبيها: يا أبتاه، ألا تنام؟

    قال: يا بنية، كيف ينام من يخاف البيات؟

    ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود بكى، فقيل: ما يبكيك؟

    قال: أسفًا على الصلاة والصوم، ولم يزل يقرأ القرآن، حتى مات.


    كان العلاء بن زياد يصوم حتى يخضر، ويصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس والحسن فقالا: إن الله لم يأمرك بهذا كله، فقال كلمات تستحق أن تكتب بماء الذهب، وتنقش في قلب كل مؤمن:

    "إنما أنا عبد مملوك، لا أدع من الاستكانة شيئاً إلا جئته"

    وتعبد وبالغ، فكلم في ذلك، فقال: إنما أتذلل لله لعله يرحمني.

    والأخبار عنهم -رحمهم الله- كثيرة طيبة، ولا يظنن ظانٌّ أن هؤلاء قوم مضوا، لا بل ما زالت قافلة الصالحين تسير بخير، والحمد الله، فلست وحدك، بل على الدرب كثيرون.


    فنسأل الله أن يرحمنا، وأن يحشرنا في زمرة الصالحين، وأن يعيننا على طاعته، وذكره، وشكره، وحسن عبادته.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



    تعليق

    • محبة الاسلام
      6- عضو متقدم

      حارس من حراس العقيدة
      • 12 يول, 2008
      • 1048

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
      بارك الله فيك على هذه التذكرة وجزاك كل خير..
      سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
      عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
      ردود 0
      31 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة وداد رجائي
      بواسطة وداد رجائي
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
      ردود 0
      28 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
      ردود 0
      53 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة عاشق طيبة
      بواسطة عاشق طيبة
      ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
      ردود 0
      85 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة عطيه الدماطى
      ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
      رد 1
      86 مشاهدات
      0 ردود الفعل
      آخر مشاركة د. نيو
      بواسطة د. نيو
      يعمل...