السلام عليكم
فى الحقيقة لاأدرى من أين أبدأ
فهموم أمتنا الإسلامية كثيرة فلا نكاد نفيق من ضربة إلا وتلقينا ضربات.
بل إن هموم أمتنا ومشاكلها الآن لاتحويها كتب ولايستطيع التعبير عن شدتها وألمها أقلام.
وصدق فينا قول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم"ولكنكم غثاء كغثاء السيل.........."
نعم فنحن غثاء السيل أحببنا الدنيا ونسينا الآخرة , أحببنا شهواتنا ونسينا عقيدتنا وديننا.
هل أتحدث عن مئات المسلمين الذين يقتلون ويذبحون كل يوم فى فلسطين والعرق وأفغانستان والشيشان والصومال والسودان..............بينما العالم المتحضر يتفرج بل ويبارك تلك الأعمال بحق إخواننا!!!!
أم أتحدث عن آلاف المسلمين المستضعفين فى أفريقيا والذين لايجدون مايسد رمقهم ويحمى أجسادهم الهذيلة العارية من حر الشمس وقسوة الحياة!!!!
أليسوا إخوة لنا شهدوا الشهادتين وآمنوا بالإسلام دينا؟!
أليس لهم حق علينا؟
من سيتحمل ذنب هؤلاء المسلمين الذين يموت منهم كل يوم المئات من الجوع مستمسكين بدينهم بينما دولنا الإسلامية مشغولة بمساعدة أمريكا فى الحرب على مايسمى الإرهاب؟
ألا ننظر إلى أنفسنا نحن العرب المسلمين الذين تخلينا عن ديننا ولهثنا وراء الغرب بعدما أغرقونا بمئات القنوات الإباحية ومواقع الإنترنيت بل ونناديهم بلسان الحال وكأننا نقول لهم "هل من مزيد"!!
نعم لقد تخلى الشباب المسلم عن دينه فأصبح مسلما فى البطاقة فقط , لايؤدى فرض الله ولاينصر دين الله بل ويتبرأ منه أحيانا فكم ترى من شباب مسلم فى الغرب والشرق قد حرف اسمه من "محمد" إلى "مو" استحياءا من اسمه الأصلى!!
أين شباب الأمة وبناتها من دين الله , شباب لاهى يجلسون بالساعات الطويلة إما على المقاهى يتلهفون باشتياق بالغ إلى مباراة كرة قدم منتظرين ومترقبين أحداث المباراة باهتمام ولهفة وكأنهم سيحصلون على جائزة إذا فاز هذا الفريق أو ذاك وربما قامت مشاجرة بين مشجعى الفريقين , وإما فى صالات الانترنيت يقضون وقتهم فى مالا يفيد.
وأما البنات ,أمهات المستقبل ومربيات الأجيال فتجد كل اهتماماتهن فى الزينة وآخر صيحات الموضة وكيف تكون هى أجمل بنت فى الجامعة أو فى الحى حتى تجذب اهتمام الشباب .
وضاعت القيم واصبح الحياء كلمة تلقى فى الخطب والمحاضرات ولكن ليس لها وجود فى الواقع إلا قليلا.
سمعنا جميعا عن ماسمى ب"رابطة محبى ..... أحد المغنيين"ولكن للأسف الشديد لم نسمع عن شباب قرر إنشاء رابطة لمحبة النبى صلى الله عليه وسلم رغم أن النبى هو الأولى بالمحبة والدفاع عنه فهو شفيعنا يوم القيامة وهو الذى لن يرضى وواحد من أمته فى النار وهو الذى ادخر دعوته لأمته يوم القيامة وهو الذى اشتاق لنا وسمانا إخوانه.
ماذا قدم لنا هذا المغنى أو ذلك الفنان حتى نحبه ونهتم به أكثر من حبنا واهتمامنا بنبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام؟؟
وأمتنا تنام على سرير...
تهدهدها المفاتن والفسوق...
كتاب الله يدعوها ولكن...
أراها لاتحس ولاتفيق.
كل ذلك يحدث بينما دين الإسلام يحارب حربا لاهوادة فيها , حربا تديرها دول بأكملها ومؤسسات تنصيرية ضخمة تمتلك مليارات الدولارات وتحصل على دعم من كبريات دول العالم والمسلمون يقتلون كل يوم بالمئات وتغتصب النساء فلا عمر هناك ولامعتصم.
هل نتحدث عن تلك الحرب الصليبية الشرسة على المسلمين والتى تستهدفهم فى عقيدتهم ودينهم وانفاق المليارات على ذلك واطلاق يد المنصرين تعبث فى كل مكان من أرض الاسلام وانشاء عشرات القنوات وآلاف المواقع التنصيرية والإلحادية والتى هدفها الأساسى هو تشكيك المسلمين فى دينهم بعد أن جعلوا المسلم يعرف كل شىء عن أى شىء إلا عن دينه بينما تقلص دور الدعاة المسلمين حول العالم بذريعة محاربة الارهاب وتجفيف منابعه.
وكما قال أحد المنصرين "نحن لانهدف أساسا إلى تنصير المسلمين لأنهم لايستحقون شرف الانتساب الى المسيحية _على حد قوله_ ولكن هدفنا الاساسى هو هدم الاسلام فى قلوب المسلمين حتى يصبحون بلا إسلام ".
هل رأيتم تلك الحرب الشرسة على المسلمين وعلى دينهم فبينما يمارس الغرب دينه بشكل كامل وبحرية مطلقة بل ويساق الأطفال منذ نعومة أظفارهم إلى الكنيسة سوقا,تجد أن المسلمين يحاربون فى عباداتهم وشعائرهم فتارة حرب على الحجاب وتارة حرب على المساجد وأخرى على الصلاة!!
حتى عبثت أيدى العابثين فى مناهج التعليم فنحى الدين جانبا ووضعت مناهج أقرب إلى العلمانية منها إلى الإسلام.
نعم فالحرب على كل ماهو إسلامى بدءا من التضييق على العلماء والدعاة فى الدول العربية والغربية إلى حظر الحجاب فى بعض الدول ومراقبة رواد المساجد وعمارها من الشباب على قلة عددهم فى دول أخرى إلى الحد الذى أدى بأحد الشباب فى بلدنا الحبيبة المحروسة خلف القضبان بعد أن تم إلقاء القبض عليه من داخل إحدى قاعات امتحان شهادة الثانوية العامة وكانت التهمة الموجهة إليه بالحرف هى " إطلاق اللحية والانتظام فى اداء الصلوات فى المسجد"!!
فهل هذه تهمة ؟
وصدق فيهم قوله تعالى "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد".
سبحان الله , عدة شباب يرتادون المساجد لايتعدون أصابع اليد الواحدة يستهدفون ويحاربون ليل نهار بدعوى خطرهم على الأمن العام بينما آلاف الشباب الذين يسكرون ويتعاطون الممنوعات فى المقاهى وعلى أرصفة الشوارع ليس خطرا بل واحيانا تبارك الحكومات فعل هؤلاء الشباب!!
وأخيرا أقول إننى أحس بالكثير من الاحباط من الواقع الذى نعيشه كل يوم ولاأعرف هل كل هذا العبث وكل هذه الهجمات الشرسة على المسلمين حول الأرض هو خير أم أنه غير ذلك؟
هل أصبحت الأجيال المسلمة الموجودة الآن غير جديرة بحمل رسالة الإسلام؟
هل يتحقق فينا قول الله تعالى "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم"؟
أم أن ما يحدث هو تلك الساعات الحالكة السواد التى تسبق طلوع الشمس وبذوغ الفجر؟
إننى عادة أحاول أن أسترجع آيات النصرة كلما أصابنى هم أو حزن من هذا الواقع مثل قوله تعالى "ويمكرون ويمكر الله" أو " وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم" فأستريح وتهدأ أعصابى ولكن سرعان ما تتوالى الأخبار المفجعة عن انكسار آخر للمسلمين أو إساءة أخرى للإسلام فأعود ويصيبنى الاحباط واليأس مرة أخرى وربما أقعدنى ذلك عن فعل شىء لنصرة دينى.
أرجو أن تشاركونى همومى وعذرا على الإطالة.
والسلام عليكم.
تعليق