السلام عليكم ورحمه من الله تعالي وبركاته
النقطة الثانية في خلاف المسلمون مع المسيحيون
في حقيقة صلب المسيح .. وهل حقا صلب المسيح ؟!
قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـَكِن شُبّهَ لَهُمْ وَإِنّ الّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّ مّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتّبَاعَ الظّنّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) [سورة: النساء - الأية: 157]
فالمسلمون يؤمنون بأن المسيح بن مريم رسول الله لم يقتل ولم يصلب ولهذا تظهر ثاني نقاط الإختلاف بين المسلمون والمسيحيون...
من وجهة نظر المسيحيون ان المسيح مات من أجل تكفير الخطايا
ولذلك يجب ان يبرهن المسيحيون عن صدق هذا الكلام
لذلك لنلجأ للكتاب المقدس
رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس
الإصحاح الخامس عشر (15)
في الفقرة الثالثة والرابعة (3،4)
(3 فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب.)
(4 وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.)
وفي الفقرة الرابعة عشر (14) من نفس الإصحاح
( 14 وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.)
إذا فإن صلب المسيح وتكفيره للخطايا وفدائة للبشرية هو العقيدة المسيحية
التي قالها بولس بصراحه لا تحتاج لتفسير
( 14 وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.)
اذا اتفق مع بولس والمسيحيون في ذلك وموافق عليه تماما
لذا دعونا نعرف كيف يقام الاموات
في نفس الإصحاح الفقرة (35)
(35 لكن يقول قائل كيف يقام الاموات وباي جسم ياتون.)
سؤال اسأله الآن كيف يقام الاموات
اجاب بولس علي هذا السؤال في نفس الإصحاح الفقرة من 42 إلي 44
(42 هكذا ايضا قيامة الاموات.يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.)
(43 يزرع في هوان ويقام في مجد.يزرع في ضعف ويقام في قوة.)
(44 يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا.يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.)
إذا هكذا بعث المسيح من الموت ولا اعتقد ان هذا يحتاج لتفسير او تأويل
ولكن يجب ان نتأكد من موضوع جسم روحاني فما هو تعريف الجسم الروحاني
لنعلم اكثر عن ذلك سنسأل البشير لوقا عن ما قول المسيح في ذلك
سنجد في انجيل لوقا الإصحاح (20) الفقرات من (27) وحتي (36)
(27 وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون امر القيامة وسالوه.)
(28 قائلين يا معلم كتب لنا موسى ان مات لاحد اخ وله امراة ومات بغير ولد ياخذ اخوه المراة ويقيم نسلا لاخيه.)
(29 فكان سبعة اخوة.واخذ الاول امراة ومات بغير ولد.)
(30 فاخذ الثاني المراة ومات بغير ولد.)
(31 ثم اخذها الثالث وهكذا السبعة.ولم يتركوا ولدا وماتوا.)
(32 واخر الكل ماتت المراة ايضا.)
(33 ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة.لانها كانت زوجة للسبعة.)
(34 فاجاب وقال لهم يسوع ابناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون.)
(35 ولكن الذين حسبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الاموات لا يزوجون ولا يزوجون.)
(36 اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة.)
فهنا توضيح ان الجسم الروحاني الذي يقوم بعد الموت لا يحتاج للاشياء المادية ليتمكنوا من الحياة
مثل الجسم الحيواني واقصد بالأشياء الماديه هنا (الجنس، الأكل، الشرب، التنفس، التغوط، ...الخ)
فهم لا يموتون لانهم مثل الملائكة
إذا القيامة ستكون بالروح وليس بالجسد
وهذه هي عقيدة المسيحيون، دعونا نطبق ذلك علي المسيح سنجد حدث العكس تماما
ففي انجيل لوقا الإصحاح (24) الفقرات من (36) وحتي (43) تقول
(36 وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم.)
(37 فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا.)
(38 فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم.)
(39 انظروا يدي ورجلي اني انا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.)
(40 وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه.)
(41 وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم اعندكم ههنا طعام.)
(42 فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل.)
(43 فاخذ واكل قدامهم.)
هنا يريد المسيح ان يثبت لتلاميذه انه ليس روحا وانه جسدا كاملا مثلهم يأكل ويشرب ويمكنهم
تحسسه، يريد ان يثبت لهم ذلك يقينا، ولكن لماذا اراد ذلك وهو من قال لهم ان البعث سيكون
روحانيا اقوي وبغير فساد ولا يموت ولا يحتاج لاكل وشرب
حسنا هلا نفتح عقولا قليلا المسيح يريد ان يثبت انه لم يقتل يقول لهم (انظروا يدي ورجلي...)
(اني انا هو) انا شخص المسيح وليس روحه لاني لم اقتل كما سمعتم فانا لي لحم ودم
(ما سمعه تلاميذه) كيف ذلك ؟ هل تلاميذ المسيح سمعوا بصلبه وقتله ولم يشاهدوه ؟
نعم بالفعل هذا بالضبط ما حدث، لقد سمع تلاميذ المسيح ان المسيح قبض عليه وصلب وقتل
فلما عاد لهم جزعوا ظنوا انه روح وليس المسيح الحقيقي في جسد انسان ولذلك اراد ان يطمئنهم
انه هو هو المسيح انسان في جسد يأكل ويشرب ويمكنهم تحسسه فكيف بعث إذا وهو لم يمت فهو
لا يزال في جسده الحقيقي ويأكل ويشرب ويتحسسه تلاميذه وله لحم ودم ويقول لهم قول لا شك فيه
(...اني انا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.)
دليل قاطع علي انه جسد حقيقي فهل جدال بعد ذلك يثبت انه كان روحا بعثت
كما ظن تلاميذه الذين سمعوا بقتله وصلبه ولم يروه بعيونهم/ نعم سمعوا به ولم يشاهدوا الحدث ابدا
فما دليلي علي ان تلاميذه لم يشاهدوا الصلب والقتل ؟
يخبرني انجيل مرقس في الإصحاح (14) الفقرة (50) إلي (52)
(50 فتركه الجميع وهربوا.)
(51 وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان.)
(52 فترك الازار وهرب منهم عريانا.)
اي ان تلاميذ المسيح هربوا جميعا في هذا الوقت منه لانهم كانوا يخافون اليهود ويخافون ان يقتلوا او يصلبوا
هربوا حتي ان بطرس بعدما تبعه ليشاهد وليحكي وقائع المحاكمه هرب بعدما اتهموه انه منهم
نعود لموضوعنا الاصلي في كيفيه قيامة المسيح...
وفي انجيل يوحنا الإصحاح (20) الفقرة (15)
(15 قال لها يسوع يا امراة لماذا تبكين.من تطلبين.فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا اخذه.)
كان ذلك لما ذهبت للقبر ولم تجده في صباح الاحد
وانا اتسائل لماذا اعتقدت ان المسيح بستاني؟
بالطبع الجواب لانه كان متنكر في زي بستاني
واتسائل لماذا تنكر في زي بستاني؟
اليس هو بعث من الموت حسب اعتقادكم ومن بعث من الموت لا يموت مره اخري
فلماذا يخاف ويتنكر بزي البستاني لدرجة ان مريم لم تعرفه حتي عندما تكلم
فإذا كان بعث من موته ولم يمت فعلا فلما يخاف ويتنكر
حسنا يقول المسيحيون ان المسيح نفسه توقع واخبر عن صلبه ودفنه في معجزة رائعة
تهدم اي رأي اي مشكك في موضوع بعثه وصلبه فحين طلب منه معجزة
في انجيل متي الإصحاح (12) الفقرات من (38) وحتي (40) يقول
(38 حينئذ اجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد ان نرى منك اية.)
(39 فاجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي.)
(40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.)
طبعا الجميع يعرف قصه يونان علي السلام
فقد ارسله الله الي قوم ومدينة نيونيه فهرب وركب السفينه الي مدينه جوبا
لان قوم القريه الاولي من القوم الشريرين الفاسدين فهرب وخاف منهم ولانهم كانوا يؤمنون بالخرفات في ذلك الوقت
وان اي شخص يهرب من سيده يلقي في البحر ، فلما هاج البحر وذاد الموج فعرف انه اخطأ فطلب منهم
ان يلقوه في البحر حتي لا يموت الابرياء معه ولكنهم رفضوا وقالوا انك رجل صالح وقاموا بعمل قرعه فاختارت يونان
فالقوه في البحر
اذا هذا هو التشبيه بين القصتين يكون ابن الانسان مثل يونان
حسنا
اولا يونان قال لهم ارموني فهو لم يقاوم (اولا)
ثانيا يونان القي حيا وظل حيا في بطن الحوت فكان يصلي في بطن الحوت (ثانيا)
ثالثا ظل في بطن الحوت ثلاث ليال وثلاث ايام حتي قذفه الحوت حيا علي الشاطئ (ثالثا)
حسنا (40 ... كما كان يونان.........يكون ابن الانسان........)
اين المعجزة في هذه الفقرة
هل سيكون المسيح مثل يونان؟ وكيف وفي اي جزء من اجزاء القصة؟
فدعونا نأخذ القصه جزء جزء ونبدأ من الجزء الثاني والثالث مباشرة لانهم
الاقرب للتشبيه الخاص بالمسيح
يونان القي حيا في بطن الحوت التي تمثل الارض في تشبية المسيح ولا مشكله عندي في ذلك
ولكن يونان القي حيا وظل حيا في بطن الحوت
اما المسيحيون يقولون انه قتل وصلب والقي ميتا في بطن الارض ثلاث ايام
فأسأل المسيحيون الان انتم تقولون (انه قتل) والمسيح يقول العكس (حيا) من منكم الصادق؟
وهذا اول اختلاف لذلك قد تكون هذه ليست المعجزة وقد تكون المعجزة في
الوقت ثلاث هنا وثلاث هنا فقد اكد ووضح الوقت اذا دعونا نعرف هل هذه هي المعجزة (في الوقت)
لذا دعونا نسأل:
متي قتل وصلب المسيح؟
سيجيب المسيحيون جميعا انه قتل وصلب في يومالجمعة العظيمة
وبالتحديد بعد الظهر وقد كان اليهود متعجلين جدا في صلبه وقتله لعدة اسباب
اولا انه بطل جماهيري كبير اطعم الالاف وشفي الكثير واقام الموتي فقد تم محاكمته في منتصف الليل
في الخفاء واخذوه في الصباح إلي بيلاطوس فقال بيلاطوس لا شأن لي به خذوه إلي هيرودوس فقال
لا يهمني امره فاعيدوه إلي بيلاطوس وفي النهاية تم وضعه علي الصليب
والسبب الاخر في استعجالهم انهم ارادوا ان يصلبوه وينزلوه قبل غروب الشمس لانه سيكون السبت
ووفقا لسفر التثنية فهم لا يصلبون احدا يوم السبت لذا فانزلوه
يقول البعض انه ظل علي الصليب 3 ساعات والبعض يقول هي 6 ساعات وانا اسأل وهل 6 ساعات كافيه لقتل
شخص معلق علي الصليب من يديه فالامر يحتاج في معظم الاحوال لعدة ايام ليقتل شخص علي الصليب
ورغم ان هذا غير مقبول وغير معقول سأسلم بكلامكم جدلا انه حدث وقتل لانه اراد ذلك كما تقولون
فنزلوه وغسلوه ودفنوه وسيتطلب ذلك لمنتصف الليل في الجمعه
ولكن دعونا نحسب ليلة الجمعة
ليلة الجمعة (الليلة الاولي في القبر)
نهار السبت (اليوم الاول في القبر)
ليلة السبت (الليلة الثانية في القبر)
صباح الاحد (تذهب مريم المجدلية وتجد القبر خاليا)
إذا فقد مكث في القبر لو ان كل هذا حدث فعلا فقد مكث فقط ليلتان ويوم واحد فقط
وليس كما قال ثلاث ليال وثلاث ايام وكانت هذه اية المسيح الوحيده التي اعطاها لهم
اذا فالمعجزة ليست في الوقت إذا فأين المعجزة فيجب ان يكون هناك شيئ في كلام
المسيح يدل علي المعجزة فهو لن يقول معجزة غير حقيقيه ابدا، ولكن لو اخذت بمنظور
انه فعلا لم يصلب فستكون معجزة فعلا، فالمعجزة ان يتوقع الجميع انك تموت ولا تموت
كما حدث مع يونان فتوقع الجميع موته ولكن هذا لم يحدث فهذه معجزة يونان انه لم يمت
وليست في الوقت او الحوت بل في عدم الموت لان الجميع يستطيع ان يلقي بنفسه
في البحر وان ياكله الحوت ولكن المعجزة انك بعد ان تلقي في البحر ويبتلعك الحوت لا تموت
وهو ما حدث مع المسيح فظن الجميع انه مات كلهم صدقوا ذلك ولكنه في الحقيقة لم يمت
وهذا ما اكد عليه حينما رجع لتلاميذه وقال لهم (اني انا هو) مؤكدا انه لم يقتل وانه لا يزال
جسدا وليس روحا واكل السمك معهم وشرب العسل معهم وتحسسوا جسده ليتأكدوا انه
من لحم وعظام، فهو انسان لم يمت، وهو التفسير الوحيد المقبول
لكن ايمان المسيحيون معرض للخطر الان فإن لم يكن صلب المسيح وان لم يكن قد مات
فكيف هو خلاصهم من الخطية؟ وهو ما يطرح السؤال الاتي:
هل اساسا كان المسيح سيصلب من اجل خلاص البشريه ؟
حسنا دعونا اولا نسأل:
هل مات المسيح كإله ام كإنسان؟، هل صلب المسيح كإله ام كإنسان؟
لو كان كإنسان فلا يمكن لانسان ان يخلص البشريه كلها بموته وحده فلا يمكن ان يحمل خطايا
البشريه رجل واحد فقد قتل اليهود عشرات الرسل من قبله ولم يخلصوا البشريه من الخطايا
ولو كان كإله كيف يقتل الإله هل اساسا الإله يموت فالله لا يموت مهما فعلت له وحتي لو صلبته
وطعنته وذبحته (حاشا لله ان يحدث هذا او حتي يفكر فيه بشر ولا غير بشر)
دعونا من هذه النقطة لنقطة اكثر خطورة
فالمسيحيون يقولون انه اتي لخلاص البشرية من خطية ادم وهذا غير مقبول لان الله غفر لأدم
قبل ان يكون المسيح فهل ينتظر الله 2000 عام او اكثر ليكون المسيح ليخلص البشريه من خطايا ادم
حسنا ماذا يقول الانجيل في ذلك
فكما جاء في سفر الحكمة الإصحاح (9) الفقرة (19)
(19 و الحكمة هي التي خلصت كل من ارضاك يا رب منذ البدء.)
فالحكمة تخلص كل من اذنب وعصي الله
وفي سفر الحكمة الإصحاح العاشر الفقرات (1) و (2)
الاصحاح العاشر
(1 هي التي حفظت اول من جبل ابا للعالم لما خلق وحده.)
(2 و انقذته من زلته واتته قوة ليتسلط على الجميع.)
فالحكمة خلصت ادام من خطيئته منذ قدم الازل ولم ينتظر ادم 2000 عام ليكون يسوع ليخلصه منها
وليس هذا فقط بل اعطته قوة ليتسلط علي الجميع وها دليل قاطع ان الله غفر له مغفره كبيره جدا
حتي انه وهبه سلطه اخري علي الجميع كبيره جدا، وهو دليل كما قلت عن مغفره مطلقه
فكيف يأتي المسيح ليكفر عن هذه الزله بعد 2000 عام
والشيئ الأكثر خطورة هنا، ان خلاص الخطية يكون بخطيه اكبر
اعني ادم يعصي الله ويأكل من الشجرة (يغضب الله عليه)
يأتي بني أدم (فيصلبوا ويقتلوا الله ويلطموا ويضربوا) فتكفر خطيتهم وخطيه ابوهم ادم (ويرضي الله عنهم)
سبحان الله - تفكير عجيب
لما وضعت هذه الرسالة لاحد المسيحيون ترك كل ما فيها وذهب ان الكتاب المقدس كتب كل شيئ عن الصلب
فكيف يكذب الكتاب المقدس، فتجدهم دائما عند عدم وجود ردي منطقي عقلي يذهب بك لمكان اخر تماما
معظم الاناجيل وصفت الصلب بكل احداثة وكيفيه المحاكمة وهذا قد يشكك فيما جاء
ولكن هذا هو اكبر دليل فعلا علي ان المسيح لم يصلب
فاحداث المحاكمة والصلب كما جائت في الكتاب المقدس تؤكد علي ان المسيح لم يصلب مطلقا
كيف ذلك؟
دعونا نبدأ القصة من البداية
علم المسيح بانه سيسلم لليهود ليقتلوه فيطلب من الرب حمايته من هذا
فكيف يطلب من الرب ذلك لو كان اتي اساسا في الدنيا لاجل الصلب
ففي انجيل لوقا الاصحاح (22) الفقرات (40) الي (42)
(40 ولما صار الى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة.)
(41 وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى.)
(42 قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس.ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.)
فكيف يصلي ويتضرع لربه ليزيح عنه هذا إذا كان حضورة للبشريه اساسا لهذا
ثم لو كان عنده اي شك في انه صلبه هو خلاص البشريه كيف يهرب لوادي قدرون
في احد بساتينه ويضع رجال علي اول البستان وياخذ معه رجال لداخل البستان
فإذا سألتني عن هذا فهو بالفعل خطة شخص لا ينوي تسليم نفسه للقتل بسهولة مطلقا
ثم يأتي شيئ غريب جدا يحدث لا يوجد له تفسير مقنع حين ذهب يهوذا بجنود الكهنة
للبستان يروي لنا يوحنا شيئ غريب جدا حصل
في انجيل يوحنا الإصحاح (18) الفقرات من (1) الي (9)
(1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه.)
(2 وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع.لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه.)
(3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.)
(4 فخرج يسوع وهو عالم بكل ما ياتي عليه وقال لهم من تطلبون.)
(5 اجابوه يسوع الناصري.قال لهم يسوع انا هو.وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم.)
(6 فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض.)
(7 فسالهم ايضا من تطلبون.فقالوا يسوع الناصري.)
(8 اجاب يسوع قد قلت لكم اني انا هو.فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون.)
( 9 ليتم القول الذي قاله ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا)
سؤال يطرح نفسه لماذا وقعوا عندما قال لهم هذا ؟
لابد من وجود شيئ ارعبهم إما في الصوت او شاهدوا شيئ عجيب لدرجه ان معه وقعوا علي الارض
من الصدمة والدهشة، فما هذا الشيئ
اذا ما هو هذا الشيئ هذا الشيئ ذكرة القرآن في الاية الاولي التي ذكرتها (...وَلَـَكِن شُبّهَ لَهُمْ...)
ولكن سيقولون لا نؤمن بالقرآن نريد دليل مسيحي، سأقول يابشر اخواني لم يكن القرآن الكريم اول من قال بذلك
بل انتم ففي القرن الاول كان الجميع يعتقد بان من قتل هو يهوذا (سمعان القيرواني) وليس المسيح لان المسيح
القي بالشبه عليه طبعا اين دليلي؟
ففي كتابه " الأرطقات مع دحضها " ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري:
(إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي،
وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء.)
ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى:
( إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع.)
حسنا سيكون التفسير الوحيد المقنع(... رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض.)
سيكون ان هناك شيئ عجيب حدث امامهم لم يصدقوه، وهو القاء الشبه علي يهوذا (سمعان القيرواني)
ولكن ليس هذا الدليل الوحيد الذي يقول بهذا الرأي بل عندما نكمل القصه نجد القصه تؤكد ذلك تماما
انجيل متي اللإصحاح(26) الفقرات من (62) و(63)
(62 فقام رئيس الكهنة، و قال له : أما تجيب بشيء ؟ ماذا يشهد به هذان عليك ؟)
(63 و أما يسوع فكان ساكتا...)
لماذا يسكت المسيح لماذا لا يرد علي الإتهامات والتهم التي قيلت فيه ليبرأ نفسه قبل ان يخلص البشريه
اعتقد ان البعض سيقول انه يعلم انه مهما تكلم سيقتل سيقتل فلماذا يتكلم؟
ولكن هذا سبب قوي ليتكلم ويبرء نفسه حتي يخلص البشريه ولا يشك الناس فيه بعد موته
ويعتقدوا اعتقاد خاطأ فيه فهو يثبت علي نفسه الهرطقه والكفر، وهو يتنافي تماما مع كونه ، اتي لينقذ الجميع
ثم نستمر في سرد القصة
بنفس الإصحاح
( 63....فأجاب رئيس الكهنة،وقال له : أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا : هل أنت المسيح ابن الله ؟)
(64 قال له يسوع : أنت قلت، و أيضا أقول لكم : من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة و آتيا على سحاب السماء )
فيأتي تأكيد علي لسنه انه ليس المسيح، ولكنه يعلم انهم لن يصدقوه فإن يهوذا كان من تلاميذ المسيح ويعلم مدي قوته
وعندما القي عليه الشبه وتم الامساك به شعر بالندم وهو حال كل عاصي ومذنب ولكنه لم يجد مجال للهروب فقد القي القبض عليه وهو يشبه
المسيح فكيف له الهروب، فرد قائلا:(انت قلت) انت من قلت اني المسيح وطبعا لو قلت لك من انا لن تصدقني
ولكني اقول لك:(من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة و آتيا على سحاب السماء)
تأكيد آخر ان ابن الانسان الان فوق السحاب اي صعد للسماء لان هذا ما رأه يهوذا فعلا عندما القي الشبه عليه
وصعد المسيح للسماء وتم القبض علي يهوذا
ففي المحاكمه طلب منه ان يتنبئ بمن لطمه ولم يستطع فكيف ذلك وهو ليس المسيح
ثم يسأل هل انت ملك اليهود فيرد انت قلت
انتم من تقولون اني هو ذلك ولست انا من اقول
القصه من الانجيل
انجيل البشير متي الإصحاح (26) الفقرات من(57) إلي (67)
( 57 والذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ.)
( 58 واما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية.)
( 59 وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه.)
( 60 فلم يجدوا.ومع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا.ولكن اخيرا تقدم شاهدا زور)
( 61 وقالا.هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه. )
(62 فقام رئيس الكهنة وقال له اما تجيب بشيء.ماذا يشهد به هذان عليك.)
( 63 واما يسوع فكان ساكتا.فاجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله.)
( 64 قال له يسوع انت قلت.وايضا اقول لكم من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء.)
( 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدف.ما حاجتنا بعد الى شهود.ها قد سمعتم تجديفه.)
( 66 ماذا ترون.فاجابوا وقالوا انه مستوجب الموت.)
( 67 حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه.واخرون لطموه )
( 68 قائلين تنبا لنا ايها المسيح من ضربك)
انجيل البشير متي الإصحاح (27) الفقرات من(12) إلي (26)
(12 وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء.)
( 13 فقال له بيلاطس اما تسمع كم يشهدون عليك.)
( 14 فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا)
(15 وكان الوالي معتادا في العيد ان يطلق للجمع اسيرا واحدا من ارادوه.)
( 16 وكان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى باراباس.)
( 17 ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس من تريدون ان اطلق لكم.باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح.)
( 18 لانه علم انهم اسلموه حسدا.)
( 19 واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امراته قائلة اياك وذلك البار.لاني تالمت اليوم كثيرا في حلم من اجله.)
( 20 ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع.)
( 21 فاجاب الوالي وقال لهم من من الاثنين تريدون ان اطلق لكم.فقالوا باراباس.)
( 22 قال لهم بيلاطس فماذا افعل بيسوع الذي يدعى المسيح.قال له الجميع ليصلب.)
( 23 فقال الوالي واي شر عمل.فكانوا يزدادون صراخا قائلين ليصلب.)
( 24 فلما راى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار.ابصروا انتم.)
( 25 فاجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى اولادنا.)
( 26 حينئذ اطلق لهم باراباس.واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب)
وفي القصه بعض الشك في ان الكهنه نفسهم كانوا يشكون به وهو سبب تردد الكهنه في قتله ولكن
خوفهم من اثاره شغب الناس جعلهم يكملوا ما كان
ويؤكد ذلك حقيقه الاقوال المتضاربه الكثيره عن مقتل يهوذا الذي لم يظهر منذ حادثه الصلب وقيل انه ذهب وقتل نفسه
ثم هل كان اليهود انفسهم من الكرم بأن يدفنوا يغسلوا المسيح ويكفنوه ويدفنوه في قبر به بستان كبير..مجرد سؤال؟
فالموضوع واضح الان وضوح الشمس في وسط النهار فكيف لا تراه اعينهم
رغم ان اوائل القرون الاولي كان منهم كثيرين يؤمنون بعدم صلب المسيح وعدم قتله فلما تجاهلتم هذا واخذتم بقتله
والدلائل السابقه تؤيد وتؤكد الرأي الآخر
وليس هذا فقط بل سأذكر لكم معظم وما استطعت جمعه من الفرق المسيحية التي تؤيد كلامي وتؤكد عدم صلب المسيح
وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية
والبولسية والماينسية والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.
ويقول باسيليوس الباسليدي:
( إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح)
ويقول ملمن في كتابه (تاريخ الديانة النصرانية) :
(إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في
سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن )
المؤرخ اليهودي يوسيفوس المعاصر للمسيح والذي كتب تاريخه سنة 71م أمام طيطوس لم يذكر شيئاً عن قتل المسيح وصلبه.
أما تلك السطور القليلة التي تحدثت عن قتل المسيح وصلبه، فهي إلحاقات نصرانية كما جزم بذلك المحققون وقالوا: بأنها ترجع للقرن السادس عشر، وأنها لم تكن في النسخ القديمة.
ولو صح أنها أصلية فإن الخلاف بيننا وبين النصارى وغيرهم قائم في تحقيق شخصية المصلوب، وليس في وقوع حادثة الصلب [ وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ]
وهذا حال اليهود والنصارى فيه.
وانا اكتفي بهذا القدر الان حتي لا اطيل الموضوع علي القارئ وسأضيف جزء آخر وبه ادله اخري كثيره من كتبهم ومن مفكريهم ومفكرين في نفس القرون
بل وكتب اقدم من مخطوطات الكتاب المقدس نفسه ولكن ننتظر لنري الرد علي ما سبق ونأخذ قسطا من الراحه ونعود مره اخري بإذن الله
(الموضوع عبارة عن مقتطفات ببعض التعديلات والإضافات ولا انسب هذا المجهود لنفسي مطلقا،
فقد قمت فقط باقتباسات من شيوخنا واخواننا وقمت بتعديلات عليها وإضافات بسيطه
فإن كنت قد وفقت فمن الله وإن كنت قصرت فمن نفسي ومن الشيطان اعذانا الله واياكم)
(انتظروا الجزء الثاني قريباً)
النقطة الثانية في خلاف المسلمون مع المسيحيون
في حقيقة صلب المسيح .. وهل حقا صلب المسيح ؟!
قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـَكِن شُبّهَ لَهُمْ وَإِنّ الّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّ مّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاّ اتّبَاعَ الظّنّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) [سورة: النساء - الأية: 157]
فالمسلمون يؤمنون بأن المسيح بن مريم رسول الله لم يقتل ولم يصلب ولهذا تظهر ثاني نقاط الإختلاف بين المسلمون والمسيحيون...
من وجهة نظر المسيحيون ان المسيح مات من أجل تكفير الخطايا
ولذلك يجب ان يبرهن المسيحيون عن صدق هذا الكلام
لذلك لنلجأ للكتاب المقدس
رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس
الإصحاح الخامس عشر (15)
في الفقرة الثالثة والرابعة (3،4)
(3 فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب.)
(4 وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.)
وفي الفقرة الرابعة عشر (14) من نفس الإصحاح
( 14 وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.)
إذا فإن صلب المسيح وتكفيره للخطايا وفدائة للبشرية هو العقيدة المسيحية
التي قالها بولس بصراحه لا تحتاج لتفسير
( 14 وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.)
اذا اتفق مع بولس والمسيحيون في ذلك وموافق عليه تماما
لذا دعونا نعرف كيف يقام الاموات
في نفس الإصحاح الفقرة (35)
(35 لكن يقول قائل كيف يقام الاموات وباي جسم ياتون.)
سؤال اسأله الآن كيف يقام الاموات
اجاب بولس علي هذا السؤال في نفس الإصحاح الفقرة من 42 إلي 44
(42 هكذا ايضا قيامة الاموات.يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.)
(43 يزرع في هوان ويقام في مجد.يزرع في ضعف ويقام في قوة.)
(44 يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا.يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.)
إذا هكذا بعث المسيح من الموت ولا اعتقد ان هذا يحتاج لتفسير او تأويل
ولكن يجب ان نتأكد من موضوع جسم روحاني فما هو تعريف الجسم الروحاني
لنعلم اكثر عن ذلك سنسأل البشير لوقا عن ما قول المسيح في ذلك
سنجد في انجيل لوقا الإصحاح (20) الفقرات من (27) وحتي (36)
(27 وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون امر القيامة وسالوه.)
(28 قائلين يا معلم كتب لنا موسى ان مات لاحد اخ وله امراة ومات بغير ولد ياخذ اخوه المراة ويقيم نسلا لاخيه.)
(29 فكان سبعة اخوة.واخذ الاول امراة ومات بغير ولد.)
(30 فاخذ الثاني المراة ومات بغير ولد.)
(31 ثم اخذها الثالث وهكذا السبعة.ولم يتركوا ولدا وماتوا.)
(32 واخر الكل ماتت المراة ايضا.)
(33 ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة.لانها كانت زوجة للسبعة.)
(34 فاجاب وقال لهم يسوع ابناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون.)
(35 ولكن الذين حسبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الاموات لا يزوجون ولا يزوجون.)
(36 اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة.)
فهنا توضيح ان الجسم الروحاني الذي يقوم بعد الموت لا يحتاج للاشياء المادية ليتمكنوا من الحياة
مثل الجسم الحيواني واقصد بالأشياء الماديه هنا (الجنس، الأكل، الشرب، التنفس، التغوط، ...الخ)
فهم لا يموتون لانهم مثل الملائكة
إذا القيامة ستكون بالروح وليس بالجسد
وهذه هي عقيدة المسيحيون، دعونا نطبق ذلك علي المسيح سنجد حدث العكس تماما
ففي انجيل لوقا الإصحاح (24) الفقرات من (36) وحتي (43) تقول
(36 وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم.)
(37 فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا.)
(38 فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم.)
(39 انظروا يدي ورجلي اني انا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.)
(40 وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه.)
(41 وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم اعندكم ههنا طعام.)
(42 فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل.)
(43 فاخذ واكل قدامهم.)
هنا يريد المسيح ان يثبت لتلاميذه انه ليس روحا وانه جسدا كاملا مثلهم يأكل ويشرب ويمكنهم
تحسسه، يريد ان يثبت لهم ذلك يقينا، ولكن لماذا اراد ذلك وهو من قال لهم ان البعث سيكون
روحانيا اقوي وبغير فساد ولا يموت ولا يحتاج لاكل وشرب
حسنا هلا نفتح عقولا قليلا المسيح يريد ان يثبت انه لم يقتل يقول لهم (انظروا يدي ورجلي...)
(اني انا هو) انا شخص المسيح وليس روحه لاني لم اقتل كما سمعتم فانا لي لحم ودم
(ما سمعه تلاميذه) كيف ذلك ؟ هل تلاميذ المسيح سمعوا بصلبه وقتله ولم يشاهدوه ؟
نعم بالفعل هذا بالضبط ما حدث، لقد سمع تلاميذ المسيح ان المسيح قبض عليه وصلب وقتل
فلما عاد لهم جزعوا ظنوا انه روح وليس المسيح الحقيقي في جسد انسان ولذلك اراد ان يطمئنهم
انه هو هو المسيح انسان في جسد يأكل ويشرب ويمكنهم تحسسه فكيف بعث إذا وهو لم يمت فهو
لا يزال في جسده الحقيقي ويأكل ويشرب ويتحسسه تلاميذه وله لحم ودم ويقول لهم قول لا شك فيه
(...اني انا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي.)
دليل قاطع علي انه جسد حقيقي فهل جدال بعد ذلك يثبت انه كان روحا بعثت
كما ظن تلاميذه الذين سمعوا بقتله وصلبه ولم يروه بعيونهم/ نعم سمعوا به ولم يشاهدوا الحدث ابدا
فما دليلي علي ان تلاميذه لم يشاهدوا الصلب والقتل ؟
يخبرني انجيل مرقس في الإصحاح (14) الفقرة (50) إلي (52)
(50 فتركه الجميع وهربوا.)
(51 وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان.)
(52 فترك الازار وهرب منهم عريانا.)
اي ان تلاميذ المسيح هربوا جميعا في هذا الوقت منه لانهم كانوا يخافون اليهود ويخافون ان يقتلوا او يصلبوا
هربوا حتي ان بطرس بعدما تبعه ليشاهد وليحكي وقائع المحاكمه هرب بعدما اتهموه انه منهم
نعود لموضوعنا الاصلي في كيفيه قيامة المسيح...
وفي انجيل يوحنا الإصحاح (20) الفقرة (15)
(15 قال لها يسوع يا امراة لماذا تبكين.من تطلبين.فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا اخذه.)
كان ذلك لما ذهبت للقبر ولم تجده في صباح الاحد
وانا اتسائل لماذا اعتقدت ان المسيح بستاني؟
بالطبع الجواب لانه كان متنكر في زي بستاني
واتسائل لماذا تنكر في زي بستاني؟
اليس هو بعث من الموت حسب اعتقادكم ومن بعث من الموت لا يموت مره اخري
فلماذا يخاف ويتنكر بزي البستاني لدرجة ان مريم لم تعرفه حتي عندما تكلم
فإذا كان بعث من موته ولم يمت فعلا فلما يخاف ويتنكر
حسنا يقول المسيحيون ان المسيح نفسه توقع واخبر عن صلبه ودفنه في معجزة رائعة
تهدم اي رأي اي مشكك في موضوع بعثه وصلبه فحين طلب منه معجزة
في انجيل متي الإصحاح (12) الفقرات من (38) وحتي (40) يقول
(38 حينئذ اجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد ان نرى منك اية.)
(39 فاجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي.)
(40 لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.)
طبعا الجميع يعرف قصه يونان علي السلام
فقد ارسله الله الي قوم ومدينة نيونيه فهرب وركب السفينه الي مدينه جوبا
لان قوم القريه الاولي من القوم الشريرين الفاسدين فهرب وخاف منهم ولانهم كانوا يؤمنون بالخرفات في ذلك الوقت
وان اي شخص يهرب من سيده يلقي في البحر ، فلما هاج البحر وذاد الموج فعرف انه اخطأ فطلب منهم
ان يلقوه في البحر حتي لا يموت الابرياء معه ولكنهم رفضوا وقالوا انك رجل صالح وقاموا بعمل قرعه فاختارت يونان
فالقوه في البحر
اذا هذا هو التشبيه بين القصتين يكون ابن الانسان مثل يونان
حسنا
اولا يونان قال لهم ارموني فهو لم يقاوم (اولا)
ثانيا يونان القي حيا وظل حيا في بطن الحوت فكان يصلي في بطن الحوت (ثانيا)
ثالثا ظل في بطن الحوت ثلاث ليال وثلاث ايام حتي قذفه الحوت حيا علي الشاطئ (ثالثا)
حسنا (40 ... كما كان يونان.........يكون ابن الانسان........)
اين المعجزة في هذه الفقرة
هل سيكون المسيح مثل يونان؟ وكيف وفي اي جزء من اجزاء القصة؟
فدعونا نأخذ القصه جزء جزء ونبدأ من الجزء الثاني والثالث مباشرة لانهم
الاقرب للتشبيه الخاص بالمسيح
يونان القي حيا في بطن الحوت التي تمثل الارض في تشبية المسيح ولا مشكله عندي في ذلك
ولكن يونان القي حيا وظل حيا في بطن الحوت
اما المسيحيون يقولون انه قتل وصلب والقي ميتا في بطن الارض ثلاث ايام
فأسأل المسيحيون الان انتم تقولون (انه قتل) والمسيح يقول العكس (حيا) من منكم الصادق؟
وهذا اول اختلاف لذلك قد تكون هذه ليست المعجزة وقد تكون المعجزة في
الوقت ثلاث هنا وثلاث هنا فقد اكد ووضح الوقت اذا دعونا نعرف هل هذه هي المعجزة (في الوقت)
لذا دعونا نسأل:
متي قتل وصلب المسيح؟
سيجيب المسيحيون جميعا انه قتل وصلب في يومالجمعة العظيمة
وبالتحديد بعد الظهر وقد كان اليهود متعجلين جدا في صلبه وقتله لعدة اسباب
اولا انه بطل جماهيري كبير اطعم الالاف وشفي الكثير واقام الموتي فقد تم محاكمته في منتصف الليل
في الخفاء واخذوه في الصباح إلي بيلاطوس فقال بيلاطوس لا شأن لي به خذوه إلي هيرودوس فقال
لا يهمني امره فاعيدوه إلي بيلاطوس وفي النهاية تم وضعه علي الصليب
والسبب الاخر في استعجالهم انهم ارادوا ان يصلبوه وينزلوه قبل غروب الشمس لانه سيكون السبت
ووفقا لسفر التثنية فهم لا يصلبون احدا يوم السبت لذا فانزلوه
يقول البعض انه ظل علي الصليب 3 ساعات والبعض يقول هي 6 ساعات وانا اسأل وهل 6 ساعات كافيه لقتل
شخص معلق علي الصليب من يديه فالامر يحتاج في معظم الاحوال لعدة ايام ليقتل شخص علي الصليب
ورغم ان هذا غير مقبول وغير معقول سأسلم بكلامكم جدلا انه حدث وقتل لانه اراد ذلك كما تقولون
فنزلوه وغسلوه ودفنوه وسيتطلب ذلك لمنتصف الليل في الجمعه
ولكن دعونا نحسب ليلة الجمعة
ليلة الجمعة (الليلة الاولي في القبر)
نهار السبت (اليوم الاول في القبر)
ليلة السبت (الليلة الثانية في القبر)
صباح الاحد (تذهب مريم المجدلية وتجد القبر خاليا)
إذا فقد مكث في القبر لو ان كل هذا حدث فعلا فقد مكث فقط ليلتان ويوم واحد فقط
وليس كما قال ثلاث ليال وثلاث ايام وكانت هذه اية المسيح الوحيده التي اعطاها لهم
اذا فالمعجزة ليست في الوقت إذا فأين المعجزة فيجب ان يكون هناك شيئ في كلام
المسيح يدل علي المعجزة فهو لن يقول معجزة غير حقيقيه ابدا، ولكن لو اخذت بمنظور
انه فعلا لم يصلب فستكون معجزة فعلا، فالمعجزة ان يتوقع الجميع انك تموت ولا تموت
كما حدث مع يونان فتوقع الجميع موته ولكن هذا لم يحدث فهذه معجزة يونان انه لم يمت
وليست في الوقت او الحوت بل في عدم الموت لان الجميع يستطيع ان يلقي بنفسه
في البحر وان ياكله الحوت ولكن المعجزة انك بعد ان تلقي في البحر ويبتلعك الحوت لا تموت
وهو ما حدث مع المسيح فظن الجميع انه مات كلهم صدقوا ذلك ولكنه في الحقيقة لم يمت
وهذا ما اكد عليه حينما رجع لتلاميذه وقال لهم (اني انا هو) مؤكدا انه لم يقتل وانه لا يزال
جسدا وليس روحا واكل السمك معهم وشرب العسل معهم وتحسسوا جسده ليتأكدوا انه
من لحم وعظام، فهو انسان لم يمت، وهو التفسير الوحيد المقبول
لكن ايمان المسيحيون معرض للخطر الان فإن لم يكن صلب المسيح وان لم يكن قد مات
فكيف هو خلاصهم من الخطية؟ وهو ما يطرح السؤال الاتي:
هل اساسا كان المسيح سيصلب من اجل خلاص البشريه ؟
حسنا دعونا اولا نسأل:
هل مات المسيح كإله ام كإنسان؟، هل صلب المسيح كإله ام كإنسان؟
لو كان كإنسان فلا يمكن لانسان ان يخلص البشريه كلها بموته وحده فلا يمكن ان يحمل خطايا
البشريه رجل واحد فقد قتل اليهود عشرات الرسل من قبله ولم يخلصوا البشريه من الخطايا
ولو كان كإله كيف يقتل الإله هل اساسا الإله يموت فالله لا يموت مهما فعلت له وحتي لو صلبته
وطعنته وذبحته (حاشا لله ان يحدث هذا او حتي يفكر فيه بشر ولا غير بشر)
دعونا من هذه النقطة لنقطة اكثر خطورة
فالمسيحيون يقولون انه اتي لخلاص البشرية من خطية ادم وهذا غير مقبول لان الله غفر لأدم
قبل ان يكون المسيح فهل ينتظر الله 2000 عام او اكثر ليكون المسيح ليخلص البشريه من خطايا ادم
حسنا ماذا يقول الانجيل في ذلك
فكما جاء في سفر الحكمة الإصحاح (9) الفقرة (19)
(19 و الحكمة هي التي خلصت كل من ارضاك يا رب منذ البدء.)
فالحكمة تخلص كل من اذنب وعصي الله
وفي سفر الحكمة الإصحاح العاشر الفقرات (1) و (2)
الاصحاح العاشر
(1 هي التي حفظت اول من جبل ابا للعالم لما خلق وحده.)
(2 و انقذته من زلته واتته قوة ليتسلط على الجميع.)
فالحكمة خلصت ادام من خطيئته منذ قدم الازل ولم ينتظر ادم 2000 عام ليكون يسوع ليخلصه منها
وليس هذا فقط بل اعطته قوة ليتسلط علي الجميع وها دليل قاطع ان الله غفر له مغفره كبيره جدا
حتي انه وهبه سلطه اخري علي الجميع كبيره جدا، وهو دليل كما قلت عن مغفره مطلقه
فكيف يأتي المسيح ليكفر عن هذه الزله بعد 2000 عام
والشيئ الأكثر خطورة هنا، ان خلاص الخطية يكون بخطيه اكبر
اعني ادم يعصي الله ويأكل من الشجرة (يغضب الله عليه)
يأتي بني أدم (فيصلبوا ويقتلوا الله ويلطموا ويضربوا) فتكفر خطيتهم وخطيه ابوهم ادم (ويرضي الله عنهم)
سبحان الله - تفكير عجيب
لما وضعت هذه الرسالة لاحد المسيحيون ترك كل ما فيها وذهب ان الكتاب المقدس كتب كل شيئ عن الصلب
فكيف يكذب الكتاب المقدس، فتجدهم دائما عند عدم وجود ردي منطقي عقلي يذهب بك لمكان اخر تماما
معظم الاناجيل وصفت الصلب بكل احداثة وكيفيه المحاكمة وهذا قد يشكك فيما جاء
ولكن هذا هو اكبر دليل فعلا علي ان المسيح لم يصلب
فاحداث المحاكمة والصلب كما جائت في الكتاب المقدس تؤكد علي ان المسيح لم يصلب مطلقا
كيف ذلك؟
دعونا نبدأ القصة من البداية
علم المسيح بانه سيسلم لليهود ليقتلوه فيطلب من الرب حمايته من هذا
فكيف يطلب من الرب ذلك لو كان اتي اساسا في الدنيا لاجل الصلب
ففي انجيل لوقا الاصحاح (22) الفقرات (40) الي (42)
(40 ولما صار الى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة.)
(41 وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى.)
(42 قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس.ولكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك.)
فكيف يصلي ويتضرع لربه ليزيح عنه هذا إذا كان حضورة للبشريه اساسا لهذا
ثم لو كان عنده اي شك في انه صلبه هو خلاص البشريه كيف يهرب لوادي قدرون
في احد بساتينه ويضع رجال علي اول البستان وياخذ معه رجال لداخل البستان
فإذا سألتني عن هذا فهو بالفعل خطة شخص لا ينوي تسليم نفسه للقتل بسهولة مطلقا
ثم يأتي شيئ غريب جدا يحدث لا يوجد له تفسير مقنع حين ذهب يهوذا بجنود الكهنة
للبستان يروي لنا يوحنا شيئ غريب جدا حصل
في انجيل يوحنا الإصحاح (18) الفقرات من (1) الي (9)
(1 قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه.)
(2 وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع.لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه.)
(3 فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.)
(4 فخرج يسوع وهو عالم بكل ما ياتي عليه وقال لهم من تطلبون.)
(5 اجابوه يسوع الناصري.قال لهم يسوع انا هو.وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم.)
(6 فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض.)
(7 فسالهم ايضا من تطلبون.فقالوا يسوع الناصري.)
(8 اجاب يسوع قد قلت لكم اني انا هو.فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون.)
( 9 ليتم القول الذي قاله ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا)
سؤال يطرح نفسه لماذا وقعوا عندما قال لهم هذا ؟
لابد من وجود شيئ ارعبهم إما في الصوت او شاهدوا شيئ عجيب لدرجه ان معه وقعوا علي الارض
من الصدمة والدهشة، فما هذا الشيئ
اذا ما هو هذا الشيئ هذا الشيئ ذكرة القرآن في الاية الاولي التي ذكرتها (...وَلَـَكِن شُبّهَ لَهُمْ...)
ولكن سيقولون لا نؤمن بالقرآن نريد دليل مسيحي، سأقول يابشر اخواني لم يكن القرآن الكريم اول من قال بذلك
بل انتم ففي القرن الاول كان الجميع يعتقد بان من قتل هو يهوذا (سمعان القيرواني) وليس المسيح لان المسيح
القي بالشبه عليه طبعا اين دليلي؟
ففي كتابه " الأرطقات مع دحضها " ذكر القديس الفونسوس ماريا دي ليكوري أن من بدع القرن الأول قول فلوري:
(إن المسيح قوة غير هيولية، وكان يتشح ما شاء من الهيئات، ولذا لما أراد اليهود صلبه؛ أخذ صورة سمعان القروي،
وأعطاه صورته، فصلب سمعان، بينما كان يسوع يسخر باليهود، ثم عاد غير منظور، وصعد إلى السماء.)
ويبدو أن هذا القول استمر في القرن الثاني، حيث يقول فنتون شارح متى:
( إن إحدى الطوائف الغنوسطية التي عاشت في القرن الثاني قالت بأن سمعان القيرواني قد صلب بدلاً من يسوع.)
حسنا سيكون التفسير الوحيد المقنع(... رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض.)
سيكون ان هناك شيئ عجيب حدث امامهم لم يصدقوه، وهو القاء الشبه علي يهوذا (سمعان القيرواني)
ولكن ليس هذا الدليل الوحيد الذي يقول بهذا الرأي بل عندما نكمل القصه نجد القصه تؤكد ذلك تماما
انجيل متي اللإصحاح(26) الفقرات من (62) و(63)
(62 فقام رئيس الكهنة، و قال له : أما تجيب بشيء ؟ ماذا يشهد به هذان عليك ؟)
(63 و أما يسوع فكان ساكتا...)
لماذا يسكت المسيح لماذا لا يرد علي الإتهامات والتهم التي قيلت فيه ليبرأ نفسه قبل ان يخلص البشريه
اعتقد ان البعض سيقول انه يعلم انه مهما تكلم سيقتل سيقتل فلماذا يتكلم؟
ولكن هذا سبب قوي ليتكلم ويبرء نفسه حتي يخلص البشريه ولا يشك الناس فيه بعد موته
ويعتقدوا اعتقاد خاطأ فيه فهو يثبت علي نفسه الهرطقه والكفر، وهو يتنافي تماما مع كونه ، اتي لينقذ الجميع
ثم نستمر في سرد القصة
بنفس الإصحاح
( 63....فأجاب رئيس الكهنة،وقال له : أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا : هل أنت المسيح ابن الله ؟)
(64 قال له يسوع : أنت قلت، و أيضا أقول لكم : من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة و آتيا على سحاب السماء )
فيأتي تأكيد علي لسنه انه ليس المسيح، ولكنه يعلم انهم لن يصدقوه فإن يهوذا كان من تلاميذ المسيح ويعلم مدي قوته
وعندما القي عليه الشبه وتم الامساك به شعر بالندم وهو حال كل عاصي ومذنب ولكنه لم يجد مجال للهروب فقد القي القبض عليه وهو يشبه
المسيح فكيف له الهروب، فرد قائلا:(انت قلت) انت من قلت اني المسيح وطبعا لو قلت لك من انا لن تصدقني
ولكني اقول لك:(من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة و آتيا على سحاب السماء)
تأكيد آخر ان ابن الانسان الان فوق السحاب اي صعد للسماء لان هذا ما رأه يهوذا فعلا عندما القي الشبه عليه
وصعد المسيح للسماء وتم القبض علي يهوذا
ففي المحاكمه طلب منه ان يتنبئ بمن لطمه ولم يستطع فكيف ذلك وهو ليس المسيح
ثم يسأل هل انت ملك اليهود فيرد انت قلت
انتم من تقولون اني هو ذلك ولست انا من اقول
القصه من الانجيل
انجيل البشير متي الإصحاح (26) الفقرات من(57) إلي (67)
( 57 والذين امسكوا يسوع مضوا به الى قيافا رئيس الكهنة حيث اجتمع الكتبة والشيوخ.)
( 58 واما بطرس فتبعه من بعيد الى دار رئيس الكهنة فدخل الى داخل وجلس بين الخدام لينظر النهاية.)
( 59 وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه.)
( 60 فلم يجدوا.ومع انه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا.ولكن اخيرا تقدم شاهدا زور)
( 61 وقالا.هذا قال اني اقدر ان انقض هيكل الله وفي ثلاثة ايام ابنيه. )
(62 فقام رئيس الكهنة وقال له اما تجيب بشيء.ماذا يشهد به هذان عليك.)
( 63 واما يسوع فكان ساكتا.فاجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله.)
( 64 قال له يسوع انت قلت.وايضا اقول لكم من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء.)
( 65 فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدف.ما حاجتنا بعد الى شهود.ها قد سمعتم تجديفه.)
( 66 ماذا ترون.فاجابوا وقالوا انه مستوجب الموت.)
( 67 حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه.واخرون لطموه )
( 68 قائلين تنبا لنا ايها المسيح من ضربك)
انجيل البشير متي الإصحاح (27) الفقرات من(12) إلي (26)
(12 وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء.)
( 13 فقال له بيلاطس اما تسمع كم يشهدون عليك.)
( 14 فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا)
(15 وكان الوالي معتادا في العيد ان يطلق للجمع اسيرا واحدا من ارادوه.)
( 16 وكان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى باراباس.)
( 17 ففيما هم مجتمعون قال لهم بيلاطس من تريدون ان اطلق لكم.باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح.)
( 18 لانه علم انهم اسلموه حسدا.)
( 19 واذ كان جالسا على كرسي الولاية ارسلت اليه امراته قائلة اياك وذلك البار.لاني تالمت اليوم كثيرا في حلم من اجله.)
( 20 ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع.)
( 21 فاجاب الوالي وقال لهم من من الاثنين تريدون ان اطلق لكم.فقالوا باراباس.)
( 22 قال لهم بيلاطس فماذا افعل بيسوع الذي يدعى المسيح.قال له الجميع ليصلب.)
( 23 فقال الوالي واي شر عمل.فكانوا يزدادون صراخا قائلين ليصلب.)
( 24 فلما راى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار.ابصروا انتم.)
( 25 فاجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى اولادنا.)
( 26 حينئذ اطلق لهم باراباس.واما يسوع فجلده واسلمه ليصلب)
وفي القصه بعض الشك في ان الكهنه نفسهم كانوا يشكون به وهو سبب تردد الكهنه في قتله ولكن
خوفهم من اثاره شغب الناس جعلهم يكملوا ما كان
ويؤكد ذلك حقيقه الاقوال المتضاربه الكثيره عن مقتل يهوذا الذي لم يظهر منذ حادثه الصلب وقيل انه ذهب وقتل نفسه
ثم هل كان اليهود انفسهم من الكرم بأن يدفنوا يغسلوا المسيح ويكفنوه ويدفنوه في قبر به بستان كبير..مجرد سؤال؟
فالموضوع واضح الان وضوح الشمس في وسط النهار فكيف لا تراه اعينهم
رغم ان اوائل القرون الاولي كان منهم كثيرين يؤمنون بعدم صلب المسيح وعدم قتله فلما تجاهلتم هذا واخذتم بقتله
والدلائل السابقه تؤيد وتؤكد الرأي الآخر
وليس هذا فقط بل سأذكر لكم معظم وما استطعت جمعه من الفرق المسيحية التي تؤيد كلامي وتؤكد عدم صلب المسيح
وهذه الفرق هي: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية
والبولسية والماينسية والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون.
ويقول باسيليوس الباسليدي:
( إن نفس حادثة القيامة المدعى بها بعد الصلب الموهوم هي من ضمن البراهين الدالة على عدم حصول الصلب على ذات المسيح)
ويقول ملمن في كتابه (تاريخ الديانة النصرانية) :
(إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في
سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن )
المؤرخ اليهودي يوسيفوس المعاصر للمسيح والذي كتب تاريخه سنة 71م أمام طيطوس لم يذكر شيئاً عن قتل المسيح وصلبه.
أما تلك السطور القليلة التي تحدثت عن قتل المسيح وصلبه، فهي إلحاقات نصرانية كما جزم بذلك المحققون وقالوا: بأنها ترجع للقرن السادس عشر، وأنها لم تكن في النسخ القديمة.
ولو صح أنها أصلية فإن الخلاف بيننا وبين النصارى وغيرهم قائم في تحقيق شخصية المصلوب، وليس في وقوع حادثة الصلب [ وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ]
وهذا حال اليهود والنصارى فيه.
وانا اكتفي بهذا القدر الان حتي لا اطيل الموضوع علي القارئ وسأضيف جزء آخر وبه ادله اخري كثيره من كتبهم ومن مفكريهم ومفكرين في نفس القرون
بل وكتب اقدم من مخطوطات الكتاب المقدس نفسه ولكن ننتظر لنري الرد علي ما سبق ونأخذ قسطا من الراحه ونعود مره اخري بإذن الله
(الموضوع عبارة عن مقتطفات ببعض التعديلات والإضافات ولا انسب هذا المجهود لنفسي مطلقا،
فقد قمت فقط باقتباسات من شيوخنا واخواننا وقمت بتعديلات عليها وإضافات بسيطه
فإن كنت قد وفقت فمن الله وإن كنت قصرت فمن نفسي ومن الشيطان اعذانا الله واياكم)
(انتظروا الجزء الثاني قريباً)
تعليق