الطب العلمانى المفروض بالإكراه والإجبار والقسر على البشر// تقرير فلكنسر الشهير ؛؛؛

تقليص

عن الكاتب

تقليص

قاهر سدنة الظلام مسلم اكتشف المزيد حول قاهر سدنة الظلام
هذا الموضوع مغلق.
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قاهر سدنة الظلام
    1- عضو جديد
    • 23 يون, 2011
    • 37
    • باحث
    • مسلم

    الطب العلمانى المفروض بالإكراه والإجبار والقسر على البشر// تقرير فلكنسر الشهير ؛؛؛

    تقرير "فلكسنر" المشهور
    نقطة التحوّل الحاسمة في مسيرة الطب الغربي ؛؛



    إن الامتيازات التي تقدمها المدارس الطبية لا يمكن إعطاءَها للمتسكعين القادمين من الشارع أو المشعوذين الآتين من الأدغال... من الآن فصاعداً، وجب تعيين بواب أو حارس مهمته هي التدقيق في مدى أهلية ومصداقية الداخلين إلى هذه المهنة الشريفة..."

    هذه مقتطفات من تقرير "فلكسنر" المقدم إلى الكونغرس عام 1910م، والذي أصدر بدوره قرار على أساس ما ورد فيه، واضعاً حدّ حاسم للعلاجات الخارجة عن المذهب العلمي المنهجي. وبمعنى آخر: "أصبح أي نظام علاجي لا يستخدم الأدوية الكيماوية في معالجة المرضى يعتبر شعوذة طبية غير قانونية، مهما أظهرت من فعاليَّة، لأنها لا تستند على أي أساس علمي ثابت".

    من هو الدكتور فلكسنر؟!
    الدكتور سايمون أبراهام فلكسنر هو صاحب التقرير المشهور الذي تقدم به باسم مؤسسة "كارنيغي" حول التعليم الطبّي. كما أنه كان مؤسّس وأوّل مدير عام لبرامج "مؤسسة روكفيللر للأبحاث الطبية" العلاجية بالكيماويات في التعليم الطبي الرسمي.


    فلكسنر وسيّده فردريك غيتس


    أوّل مجلس مدراء "مؤسسة روكفيللر للأبحاث الطبية"، ويبدو "فلكسنر" (المدير العام) على اليسار


    دعونا الآن نتعرّف على حقيقة تاريخية أخرى لم يعرفها احد، ولا حتى "المتخصصين الرسميين" في مجال الطب المنهجي، لأنهم بكل بساطة لم يتعرفوا عليها خلال مرحلتهم التخصصية:

    نهاية لجميع الأمراض
    في العام 1931م !!!


    في 20 / تشرين ثاني / 1931م، كرّم 44 طبيب من أبرز الأطباء في الولايات المتحدة، الدكتور "رويال ريموند رايف" بمأدبة عشاء احتفالية عنوانها "نهاية لكل الأمراض". لقد تمكن الدكتور رايف من إيجاد وسيلة فعالة للقضاء على السرطان والأوبئة والأمراض البكتيرية إلى الأبد.
    لكن بعد 75 عام على مرور هذه المناسبة، اعتقد أنه بإمكاننا طرح السؤال:
    أين هي وسيلة رايف العلاجية اليوم؟!!


    يقولون لنا أن الدواء الذي نتناوله هو آمن وفعّال حيث تم اختباره على الحيوانات لإثبات ذلك. دعونا الآن نتعرّف على بعض الحقائق عن الحيوانات، والتي ربما لا يعرفها "المتخصصين الرسميين":

    اختبار الأدوية على الحيوانات للتأكّد من جدواها،
    هل هي وسيلة علميّة مجدية؟

    يعتبر مجال "التجارب على الحيوانات" حجر الزاوية التي تستند عليه الصناعة الدوائيّة. يستخدمونها لدعم ادعاءاتهم بأنّ أدويتهم هي آمنة وسليمة ومناسبة للاستخدام البشري. هناك عدد لا يحصى من المحاكمات القضائية التي أقيمت ضد الشركات الدوائيّة التي سبّبت أضراراً وضحايا كبيرة، كان الدفاع الأكثر فعّاليّة المستخدم بين الحين والآخر هو: أجريت كل الاختبارات العاديّة والمطلوبة على الحيوانات من أجل التأكّد من سلامة الدواء المشكوك فيه. لكن هل البنية الجسدية عند الحيوانات متطابقة تماماً للبنية البشرية ؟. الحقائق التالية قد تحمل الجواب:

    ".... إن كمية 2غرام من السكوبولامين scopolamine (مادّة شبه قلويّة سامّة) تقتل إنساناً، لكن يمكن للكلاب والقطط أن تتحمّل جرعات أعلى بمئات المرّات!. يمكن لفطر سام أن يقضي على عائلة بكاملها ولكنّه يعتبر طعام صحي للأرنب!. يستطيع الشيهم (حيوان شائك من القوارض) أن يلتهم دون تعب كمية أفيون تعادل الكمية التي يدخنها المدمن في أسبوعين، ويهضمها في معدته مستخدماً كمية إفرازات حامض البروسيك تستطيع تسميم فوج كامل من الجيش... تستطيع الأغنام أن تبتلع كميّات ضخمة من الزرنيخ، هذه المادة التي تستعمل بكميات قليلة لتسميم البشر. المورفين الذي يهدِّئ ويُخدِّر الإنسان، يسبب استثارة جنونيّة لدى القطط والفئران. ومن ناحية أخرى يمكن لحبة لوز أن تقتل الثعلب! والبقدونس الشائع لدينا يعتبر سام لطير الببّغاء، والبنسلين الذي يشفينا من الأوبئة، يقتل حيوان آخر مفضّل في المختبرات هو الخنزير الهندي guineapig..."
    من كتاب "الإمبراطورة العارية"، للدكتور هانز رويش


    بعد أن تعرفنا على حقيقة أن اقتصاد صناعة الدواء يعتبر ثاني أكبر صناعة في العالم بعد صناعة الأسلحة، سوف نستنتج مباشرة بأن هذا الوحش الاقتصادي العملاق لا يستطيع البقاء دون أن يحافظ على سبب وجوده، وسبب وجوده هو سوء الصحّة. وكما يعمل مصنعي الأسلحة بإثارة النزاعات واختلاق الحروب بأساليب خسيسة لكي يحافظوا على بقائهم واستمرارهم من خلال بيع الأسلحة، نرى أن مصنعي الدواء وأسياد النظام الطبّي الرسمي يتبعون نفس الإستراتيجية. فالسبب الرئيسي لانتشار الأوبئة والأمراض العصرية إذاً قد يعود لشركات صناعة الأدوية. لكن الحقيقة الأكثر رعباً هي التالية:

    شركات صناعة الأدوية ومؤامرة الحد من تزايد السكان

    جميع القائمين على شركات صناعة الأدوية والمواد الغذائية (خصوصاً عائلة روكفيلر) متورطين في نشاطات وإجراءات خفيّة تقرّها المؤتمرات السنوية المنعقدة بهدف تحديد النسل وتحسينه eugenics. هذه الاجتماعات الدورية تعقد أمام عيوننا دون أن نلقي لها بالاً. وإحدى أهدافها هي إيجاد وسائل فعّالة للحد من الزيادة السكانية دون اللجوء للحروب، لكن بتحكّم كامل ومباشر واصطناعي بعملية التكاثر والإنجاب!! تذكّر أن شركات صناعة الأغذية متورطة في هذه اللعبة الخطيرة أيضاً. مع العلم بأن 90% من تجارة المواد الغذائية تتركز بيد خمس شركات عملاقة متعددة الجنسيّات! وتخضع 50 % منها لسيطرة شركتي يوني ليفر Unilever ونستله Nestle وحدهما. هل لازال لدينا فرصة للعيش في هذا العالم المحكوم تماماً من قبل هؤلاء الأبالسة الماليين؟.


    مصادفات فاضحة
    بعدما أضرب الأطباء عن العمل، انخفض معدل الوفيات!

    في عام 1978و في الولايات المتحدة دخل مليون ونصف شخص المستشفيات بسبب التأثيرات الجانبية للدواء فقط. وفي عام 1991، قتل 72.000 شخص في الولايات المتحدة بسبب سوء التشخيص ووصف الأدوية من قبل الأطباء. بينما مات ما قدره 24.073 ضحايا أسلحة ناريّة، مما جعل الأطباء أخطر من الأسلحة بنسبة تفوق ثلاثة مرات تقريباً. ولهذا تبعات خطيرة وتأثيرات هامّة على باقي دول العالم. ففي الولايات المتحدة يعتبرون الرواد الأوائل في مجال الرعاية الصحيّة على المستوى العالمي، وما يحصل في عالم الرعاية الصحيّة في الولايات المتحدة ينفّذ عادةً في باقي دول العالم بعد عقود من الزمن.

    في فلسطين المحتلة، بعد إضراب الأطباء اليهود في كامل البلاد لمدة شهر كامل في العام 1973م، انخفضت معدلات الوفيات إلى أدنى مستوياتها. ووفق إحصاءات أقامتها جمعية "جيروسيلوم" لدفن الموتى Jerusalem Burial Society، انخفض عدد المآتم إلى النصف. ظروف مشابهة حصلت في بوغوتا عاصمة كولومبيا في العام 1976م، حيث أضرب الأطباء هناك لمدة 52 يوماً، وكما أشارت صحيفة "كاثوليك ريبورتر":
    "خلال فترة الإضراب، انخفض مستوى الوفيات إلى 35%." وقد تم التحقق من ذلك من قبل إتحاد الحانوتيين الوطني في كولومبيا National Morticians Association of Columbia.. وقد تكررت هذه المصادفة بعد سنوات في كاليفورنيا، وكذلك خلال إضراب الأطباء في المملكة المتحدة عام 1978م.

    أرجو عدم اعتبار ذكر هذه الحقائق هو بهدف الإهانة أو التجريح، خاصة العاملين في هذه المهنة الشريفة، لكنها وقائع لا يمكن نكرانها، والكثير من الأطباء الشرفاء انتقدوا هذا التوجه الطبي الملتوي، وعارضوا القائمين عليه في الكثير من المسائل المصيرية، لكن دون جدوى، وإليكم بعض الأمثلة:


    شهادات أطباء بارزين

    الرشوة الدوليّة والفساد، والخداع الجاري في عملية اختيار الأدوية، والإهمال في التصنيع غير الآمن للدواء – كل هذا وأكثر يجعل من إمبراطورية صناعة الأدوية تملك أسوأ سجل في خرق القوانين والخروج عنها.
    الدكتور جون بيرث ويت John Braithwaite عضو لجنة العمليّات التجاريّة، خلال فضحه للجريمة المنظمة القائمة في مجال صناعة الأدوية

    "إنّ الإمبراطورية الاحتكارية الطبية، والتي تسمي نفسها الاتحاد الطبي الأمريكي AMA، هي ليست أكثر الاحتكارات لؤماً فقط بل أكثرها تعجرفاً وخطراً يمكن أن تدير شؤون شعب من الأحرار في أي عصر من العصور. إنّ الوسائل العلاجية التي تستخدم أساليب آمنة وبسيطة وطبيعية سوف تُهاجم بعنف من قبل القادة المغرورين في الإتحاد الطبي الأمريكي AMA الذين يلجؤون إلى التزييف والخداع ووالاحتيال للوصول إلى مآربهم. إنّ كل طبيب لا يتحالف مع الإتحاد الطبي سوف يُتّهم بكونه دجّال خطير ومُدّعي من قبل أطباء هذا الإتحاد المفترس. إنّ كل اختصاصي في علم الصحّة والذي يريد أن يشفي مرضاً ما، مستخدماً وسائل طبيعية دون اللجوء إلى الأدوية السامّة أو مصل أو حتى لقاح، سوف تتمّ مهاجمته فوراً من قبل هؤلاء الأطباء المتعصبون حيث يتهمونه بشكل جارح ومهين، فيشوهون اسم وسمعة الطبيب بالإضافة إلى ملاحقته قانونياً بحيث يدفع الثمن غالياً."
    ج.و. يوهودج J. W. Hodge، دكتوراه في الطب من نياغارا فولز – نيويورك

    "إن حملات الملاحقة والتطهير التي تمارسها مؤسسات صناعة الدواء، الممولة من قبل دافعي الضّرائب، لا توفر جهداً في تدمير ضحيتها بالكامل. وإذا كان باحثاً أو طبيباً بسيطاً (فقيراً) سيتم تدميره بالكامل وإخراجه من السوق نتيجة نفقات المحاكمة وأتعاب المحامين التي تترتب عليه".
    موريس. أي. بيل،محرر سابق لصحيفتي واشنطن تايمز وهيرالد

    " لقد تمّ قمع الحقيقة حول العلاج الذي لا يستخدم الأدوية، إلا إذا كانت تناسب أهداف المتحكمين اللذين يقومون بتحريفها. سواء كانت هذه الطرق العلاجية تمارس من قبل المعالجين الطبيعيين أو المعالجين عن طريق تقويم العظام أو المعالجين بالإيمان أو الروحانيين أو المعالجين بالأعشاب أو من قبل الأطباء الحكماء اللذين يستخدمون عقولهم، فإنّك لم ولن تقرأ عنها أبداً في الصحف الكبرى".
    موريس. أي. بيل، محرر سابق لصحيفتي واشنطن تايمز وهيرالد

    الحقيقة المثيرة





    الحقيقة التي وجب علينا معرفتها هي أن مؤسس هذه الإمبراطورية الطبّية السائدة في جميع أنحاء العالم اليوم، وتعتبر الجهة الرسمية الوحيدة في مجال الصحة الدولية، وهو جون د.روكفيلر، عاش أكثر من 98 سنة متمتعاً بصحة جيدة. وكذلك وريثه جون د.الصغير، الذي عاش 86 سنة مفعمة بالصحة والحيوية أيضاً. وسرّ هذه الصحة الممتازة هي أن كلاهما لم يتناولا أي من الأغذية أو المشروبات التي كانا يصنّعانها، بالإضافة إلى تجنب الأدوية الكيماوية، والطبيب الاستشاري المسؤول عن صحتهما كان معالجاً هوموباثياًhomeopathic وليس له أي علاقة بالنظام الطبي الذي عملوا على ترسيخه بين شعوب العالم.



    أندرو كارنيغي


    بعد العام 1890م، لم يعد هناك أي وجود لسوق المنافسة أو النظام الرأسمالي
    في الولايات المتحدة

    في العام 1890م، كتب أندرو كارنيغي (الوحش الاقتصادي الأمريكي) سلسلة مؤلفة من 11 مقالة بعنوان "إنجيل الثراء". عبارة عن رسالة يذكر فيها بأن سوق المنافسة والنظام الرأسمالي لم يعد لهما مكان في الولايات المتحدة، لأن هو وروكفيلر أصبحا يملكان كل شيء، بما في ذلك الحكومة! وأن المنافسة مستحيلة إلا إذا سمحا بذلك.


    يضيف كارنيغي: "لكن في النهاية، سوف يكبر الأطفال ويعرفون بهذا الوضع وسيشكلون منظمات سرّية لمقاومته". يقترح كارنيغي على الأثرياء (أتباعه) أن يخلقوا نظاماً اصطناعياً فيه سوق للمنافسة، ويتم تكريس هذا النظام المزوّر من خلال السيطرة على التعليم والمدارس التي تدرّب الأجيال الصاعدة على التعامل مع هكذا نظام. والعمل على ترسيخ الاعتقاد بأن كل من يتقدم في التعليم ونيل الشهادات سوف يكون ناجحاً في حياته المهنية. وجعل الحكومات لا تمنح تراخيص العمل سوى بالاعتماد على هذه الشهادات العلمية. بهذه الطريقة، يمكن السيطرة بالكامل على النظام الاقتصادي في البلاد، و"سيضطرّ الناس لتعلّم ما نريد تعليمهم، بالإضافة إلى أن هذه الوسيلة تضع عقول الأطفال في أيدي مجموعة صغيرة من المهندسين الاجتماعيين الذين يمكنهم قولبة المجتمع كما نشاء وجعله يتوجه حسب ما نرغب".



    ج.ب.مورغان



    أوّل إمبراطور مطلق للصحافة الأمريكية







    منذ العام 1915م، تم السيطرة بالكامل على الصحافة الأمريكية الساحرة، حاملة شعار الرأي الحرّ، من قبل الإمبراطور المالي ج.ب.مورغان. لكن بعد موته وتفتّت إمبراطوريته، ورث روكفيلر وكارنيغي أجزائها المفتتة وكانت مملكة الإعلام مننصيب روكفيلر. إن كل ما تشاهدونه اليوم من تعدد الآراء الصحفية والتناقض في المواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية هو عبارة عن خداع بصري.


    المجلس التعليمي العام

    "... سوف لن نجعل من هؤلاء الناس أو أولادهم فلاسفة أو مثقفين، أو رجال علم. سوف لن ننشئ من بينهم كتّاب، محرّرين، شعراء، أو أدباء. سوف لن نبحث عن موهوبين يافعين من الفنانين، الرسامين، موسيقيين، محامين، أطباء، واعظين، سياسيين، رجال دولة، بحيث لدينا الكثير منهم... المهمّة التي وجب وضعها نصب أعيننا هي بسيطة كما أنها جميلة، وهي تدريب هؤلاء الناس لعيش حياتهم كما هي الآن لكن بجودة أكبر. لذلك سوف نقوم بتنظيم أطفالنا ونعلّمهم كيف يمارسون الأعمال بطريقة أكثر كمالاً واتقاناً مما يقوم به آبائهم وأمهاتهم في المنزل، الدكّان، والحقل..."
    أوّل رسالة موجّهة من القسّ "فريدريك غيتس" إلى المجلس التعليمي العام في 1904م




    القسّ المعمداني الموقّر "فريدريك غيتس" Frederick Gates هو المسؤول الأوّل عن إدارة امبراطورية روكفيللر المالية،
    ومهندس توزيع الهبات الخيرية (الرشاوى)، والمستشار الإعلامي العام لمؤسسات روكفيللر.







    أعضاء المجلس التعليمي العام، في إحدى منتجعات روكفيلر. 1915

    تم تأسيس وتمويل المجلس التعليمي العام من قبل جون.دي.روكفيللر وأندرو كارنيغي لتوجيه الثقافة الأمريكية حسب الرغبة وتحويلها إلى ثقافة استهلاكية بحيث الهدف الأساسي هو تسويق منتجاتهم الصناعية المختلفة. قام هذا المجلس التعليمي بدعم الجامعات والكليات بملايين الدولارات بشرط التحكم بمناهجها التعليمية (أهمها تكريس طريقة العلاج بالأدوية الكيماوية). أما المؤسسات التعليمية التي رفضت الرشاوى المقدّمة لها، فكان مصيرها هو السحق والتدمير والاندثار.




    الحقيقة التي لا يريدونا معرفتها

    لقد نجحت شركات صناعة الأدوية، في معظم أنحاء العالم، بنشر فكرة أنّ المرض هو جزء محتوم من الحياة البشرية، خاصّة في العقود الأخيرة. ومن خلال الشخصيات العلمية البارزة التي تمثله، قام النظام الطبيّ وبشكل حاسم وفعّال بالحدّ من مدى خيارات العلاج والرعاية الصحيّة التي يدركها العامّة من الناس، وتم توجيههم نحو خيار واحد: "العقاقير الكيماوية الجاهزة".

    القسم الأكبر من البشر يولدون بصحّة طبيعية. وإن لم يتم التلاعب بها، فهي مجهّزة بشكل طبيعي للمحافظة على الصحّة الجيدة مدى العمر. نادراً ما تتطلّب صحتنا أي تدخّل في حال أصيبت بمرض، لأن الجسم، وكذلك العقل، لديه قدرة طبيعية على الشفاء ضد المرض. لكن السؤال هو: هل يوجد كائن بشري واحد على سطح هذه المعمورة، والذي لم يتم التلاعب بصحته وطريقة حياته منذ أن يولد، من خلال التلقيح والتطعيم، وتناول المواد الغذائية المصنّعة والمنتجات الزراعية الملعوب بها والخالية من عناصر التغذية، والمشروبات الغازية والسكاكر والتدخين والمواد المضافة إلى مياه الشرب، وطريقة العيش وسط نظام استهلاكي مادي استعبادي يضغط بقوة على نفسية الشخص وتفكيره ووجدانه ؟!!

    الحقيقة هي العلاج لكل الأمراض



    الحقائق التي ستتعرفون عليها في الكتاب هي ضرورية لأنها أساسية في سبيل التوصل للحقيقة ... هذا السرد للحقائق ليس بهدف الإهانة أو التهجّم على جهة من الجهات، إنها محاولة منا لتحديد مكان الخطأ ... من خلال سرد تاريخ هذا المنهج الطبي والإشارة إلى المسؤولين عن تأسيسه ودعمه وتكريسه. سوف نحاول التعرّف على جذور هذا النظام الطبي والسبب الذي جعله يبرز بهذه الصيغة وهذه المبادئ وهذه الطريقة في العلاج. ربما بعدها سوف نعرف أن الدواء لم يعد ضرورياً للمحافظة على الصحة، إلا في حال حصول الحوادث أو العمليات الجراحية الطارئة. بعد قراءة تاريخ هذا النظام الطبي، سوف نعرف أن التقدم الصحي للبشرية وارتفاع معدّل الأعمار (طول العمر) هي ليست بفضل هذا النظام بل بفضل تقدّم طريقة الحياة الصحية النظيفة التي طرأت على البشرية في القرن الماضي.

    ملاحظة: إن الفكرة السائدة التي تربط بينطول العمروالطب الحديث هي عبارة عن أكذوبة كبرى ليس لها أي أساس من الصحة. فلازال هناك الكثير من القبائل البدائية التي تعيش في المناطقالنائية والتي لم تسمع عن هذا المنهج الطبي الحديث، لازال شائعاًبين أفرادها أشخاص يعيشون بين 100 و150 سنة. فالسر هنا هو طريقةحياة هؤلاء بالإضافة إلى منظومتهم الغذائية.

    فالمياه المعقّمة والتمديدات الصحية التي نظمت خروج المجاري من البيوت والمدن هي التي ساهمت في القضاء على التيفؤيد والكوليرا مثلاً. صحيح أنهم أوجدوا الأدوية التي قضت على الأمراض، مثل البنسلين وعقاقير السولفا وغيرها، لكنها ساهمت بنفس الوقت في القضاء على عناصر كثيرة في أجسادنا كانت تعمل لصالحنا، ومنها ما كان ضرورياً وأساسياً. ومن ناحية أخرى، فقد قمعوا علاجات وأدوية أكثر أمناً وسلامة على صحة الإنسان. والذي تبين مؤخراً أن سبب أمراضه الرئيسي هو طريقة الحياة التي صممت له من قبل أسياد العالم الكبار. التلاعب به غذائياً ودوائياً ونفسياً ومادياً .. إلى آخره. شبكة معقدة من الارتباطات والالتزامات والفرائض والواجبات وغيرها من عوامل صنعت خصيصاً لتقييده واستعباده.

    وقد تحوّل إلى مستهلك صغير في ماكينة الاستهلاك العالمية العملاقة التي تقودها المصارف والشركات الغربية والمتعددة الجنسيات. رقم صغير من بين قوائم الأرقام الطويلة المخزّنة في حواسيبهم ودفاتر حساباتهم. نعم يا سيدي، فالقصة كبيرة جداً.. أكبر من مجرّد نقد عابر أو تهجّم مقصود على هذه المهنة الشريفة. الوسيلة الوحيدة التي تحررنا من هذه الشبكة المعقّدة التي نتخبّط بها هي معرفة الحقيقة. التعرّف على الحقيقة ثم التحرّر... فالمعرفة دائماً هي القوة.

    أرجو أن تساهم المعلومات في هذا الكتاب بزيادة المعرفة، ومن ثم حسن الاستنتاج، ويمكن بعدها اتخاذ الإجراءات المناسبة بخصوص صحتك. هذا هو هدفنا في المقام الأوّل.

    إمبراطورية اقتصاد الأدوية



    في النصف الأوّل من القرن العشرين نظّم عمالقة صناعة المواد الكيميائيّة انقلاباً على مجال البحث الطبي المتمثل بمؤسسات الصحة والمستشفيات والجامعات الطبيّة. وحققت عائلة روكفلرز Rockefellers هذا الإنجاز الشيطاني الكبير بواسطة تمويل ورعاية البحوث ومنح هدايا ماليّة للجامعات والكليّات الطبيّة في الولايات المتحدة، حيث كان البحث مبنياً على أساس العقار (الدواء الكيماوي المخدّر) ثم وُسِّعت هذه السياسة لتشمل المؤسسات الطبيّة العالمية عن طريق مجلس التعليم الدولي. أمّا تلك البحوث غير المبنيّة على أساس العقار الكيماوي المخدّر فكان تمويلها مرفوض، فتلاشت مع مرور الزمن حيث توجهت الجهود نحو المشاريع الدوائية الأكثر ربحاً ذات الأساس الكيماوي.

    في عام 1939، تم إنشاء "اتّحاد احتكاري دوائي" بين إمبراطورية روكفلر الأمريكية وإمبراطورية أي. ج. فاربن I. G. Farben الألمانية. بعد الحرب العالمية تم تفكيك شركة فاربن، لكنّها ظهرت فيما بعد على شكل شركات عديدة يجمع بينها اتفاق "الاتحاد الاحتكاري الدوائي"، وتتضمّن هذه الشركات: شركة الصناعات الكيميائيّة الإمبريالية ICI، وشركة بوردن Borden، وشركة كارنيشن Carnation، جنرال ميلز General Mills، شركة أم دبل يو كيلوغ M. W. Kellogg، نستله Nestle، بت ميلك Pet Milk، سكويب وأولاده Squib and Sons، بريستول ميارز Bristol Meyers، مختبرات وايت هول Whitehall، بروكتر وغامبل Procter and Gamble، روش Roche، هويتشت وبيير Hoechst and Beyer، ( شركتان دوائيّتان وظّفتا في البداية مجرمي الحرب المحكومين فريد ريتش جيهنFredrich Jaehne وفرتز تيرمير Fritz ter Meer كرؤساء مجلس إدارة). تمتلك شركة روكفيلر الآن بالتعاون مع مصرف تشيز منهاتن Chase Manhattan Bank ما يزيد عن نصف الأسهم الدوائيّة للولايات المتحدة وهي أكبر مجمّع لتصنيع الدواء في العالم. منذ الحرب كسبت صناعة الدواء أرباحاً خيالية من جراء مبيعات الدواء، لتصبح ثاني أضخم صناعة في العالم بعد صناعة الأسلحة.



    مركز شركة أي.جي.فاربن في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية

    أما اليوم، في القرن الواحد والعشرين، فتتعلّق العناية الصحيّة للكائن البشري بمجال صناعة عملاقة تدرّ مئات المليارات من الدولارات على أصحابها، وهي ذات انتشار واسع في كل العالم (جميع سكان العالم تحولوا إلى استخدام الدواء الكيماوي) مع إنفاق متزايد من قبل المواطنين مما يزيد من الأرباح الخيالية بأيدي مصنّعي الدواء.

    تسيطر هذه الشركات الآن على أغلبيّة مؤسسات الرعاية الصحيّة وهي التي تحدّد معايير ممارسة الطب في كل الدول المتطوّرة. لم يعد الأطباء أحراراً في اختيار الصيّغ العلاجية الأكثر أماناً ووثوقاً، لكنّهم أصبحوا تحت رحمة اعتمادهم المالي التام على شركات الدواء الراعية والممولة لأبحاثهم (غالباً ما تأتي الأموال على شكل رشاوى). بعد تخرّج الأطباء من المعاهد والكليات الطبية الممولة من قبل شركات الأدوية، يواجهون صعوبة في استيعاب الكم الهائل من الأدوية والعقاقير والمنتجات الصيدليّة التي تطرحها الشركات في الأسواق، والتي وجب على الطبيب فهمها ودراستها ثم استخدامها في علاجاته. إن الكم الهائل من المعلومات التي يحصل عليها الطبيب العام تأتي أساساً من بائعي الأدوية، وهذا ما أدى إلى الوضع الحالي حيث أن ثقافة هؤلاء الأطباء ضعيفة عن المواد الكيميائيّة التي يعطوها لمرضاهم، ويجمعون المعلومات بشكل أساسي بعد التخرّج من بائعي تلك الأدوية. أما نتائج هذا الوضع من الناحية الصحية، فهي مرعبة.

    أصبح عدد المستحضرات الطبيّة المتوفرة في الأسواق ما يزيد عن 200.000 مستحضر. في عام 1980، أكّدت منظّمة الصحّة العالميّة أنَّ 240 نوع من الأدوية هي ضروريّة من أجل توفير رعاية صحيّة جيّدة في العالم الثالث. بينما في عام 1981 صرّحت منظّمة التطوير الصناعي التابعة للأمم المتحدة بأنَّ مجرّد 26 من هذه الأنواع تعتبر "ضروريات لا يستغنى عنها".

    تعتمد الشركات الدوائيّة على سوء الصحة المنتشرة بين السكان لتحصد أرباحها. لا توجد لدى أي شركة دوائيّة اهتمام بشفاء المرضى. لدى الشركات اهتمام راسخ وواسع في الحفاظ على سوء الصحة وخلق أمراض جديدة وتصنيع المواد الكيميائيّة التي سوف تشجّع انتشار سوء الصحة تحت قناع "معالجة أعراض المرض" ونادراً ما يكون هو السبب الحقيقي للمرض. يقول الدكتور جون بيرث ويت John Braithwaite عضو لجنة العمليّات التجاريّة، خلال فضحه للجريمة المنظمة القائمة في مجال صناعة الأدوية:

    الرشوة الدوليّة والفساد، والخداع الجاري في عملية اختيار الأدوية، والإهمال في التصنيع غير الآمن للدواء – كل هذا وأكثر يجعل من إمبراطوريات صناعة الأدوية تملك أسوأ سجل في خرق القوانين والخروج عنها .

    في عام 1978و في الولايات المتحدة دخل مليون ونصف شخص المستشفيات بسبب التأثيرات الجانبية للدواء فقط. وفي عام 1991، قتل 72.000 شخص في الولايات المتحدة بسبب سوء التشخيص ووصف الأدوية من قبل الأطباء. بينما مات ما قدره 24.073 ضحايا أسلحة ناريّة. مما جعل الأطباء أخطر من الأسلحة بنسبة تفوق ثلاثة مرات تقريباً. ولهذا تبعات خطيرة وتأثيرات هامّة على دول أخرى بما فيها بريطانيا لأنَّ أطباء الولايات المتحدة يعتبرون الرواد الأوائل في مجال الرعاية الصحيّة على المستوى العالمي، وما يحصل في عالم الرعاية الصحيّة في الولايات المتحدة ينفّذ عادةً في بريطانيا بعد عقد من الزمن.

    لقد نجحت شركات صناعة الأدوية، في معظم أنحاء العالم، بنشر فكرة أنّ المرض هو جزء محتوم من الحياة، خاصّة في العقود الأخيرة. من خلال الشخصيات العلمية البارزة التي تمثله، قام النظام الطبيّ، وبشكل حاسم وفعّال، بالحدّ من مدى خيارات العلاج والرعاية الصحيّة التي يدركها العامّة من الناس، وتم توجههم نحو خيار واحد: "العقاقير الكيماوية الجاهزة".

    من خلال التحكّم التام بالمنهج العلمي والتمويل ألحصري للأكاديميات الطبية الرسمية، تبيّن في النهاية أن الصيغ والوسائل الطبيعيّة للعلاج قد تمَّ تجاهلها تماماً وجرّدت من حقها في البحث العلمي كما غيرها من الصيغ العلاجية الأخرى.

    أما العلاجات التي تُظهر الأسباب الحقيقيّة للمرض وتبحث في تحسين صيغ فعّالة لمنع المرض مثل الطب الغذائي والمعالجة الطبيعيّة فتمّت مهاجمتها بشكل مستمرٍ في وسائل الإعلام، وصُنِّفت من قبل المنظّمات الدوائيّة على أنّها ضرباً من ضروب الشعوذة، وتم تكذيبها ودحرها من الساحة على يد حملات منظمة ممولة من قبل شركات الأدوية، كالحملة ضدَّ الاحتيال الصحيّ Campaign Against Health Fraud التي أصبحت تسمى الآن بمنظمة المراقبة الصحيّة Healthwatch.

    وقد سوّقوا أيضاً فكرة أنَّ الشفاء نتيجة العلاجات الطبيعية التي استخدمت بشكلٍ ناجحٍ طوال قرون من الزمن هي عبارة عن "بدائل" ويجب أن تُعامل بشكٍ وحذر كبيرين. وغالباً ما يتم إبلاغنا (بواسطة أجهزة الإعلام المشبوهة بالإضافة إلى مصادر تعتبر نزيهة ورسمية) كيف تَضرّر أو قُتل شخص أو شخصان بسبب سوء تطبيق العلاج بالأعشاب من قبل أطباء مشكوك بأمرهم، ولكنّنا لم نعلم في نفس الوقت عن الآلاف الذين يتضرّروا بالأدوية التقليديّة التي تُوزَّع كالحلوى من قبل الأطباء. "الإعلام الموجّه" الداعم للدواء العقاري هو العنصر الفعال في هذه اللعبة.

    بعد انتمائهم إلى الحقل الطبيِّ ذات التوجه الغربي، يتم تعليم الأطباء اليافعين الشباب على يد رؤسائهم "الحكماء" أنَّ العلاجات البديلة للطبِّ الغربي التقليدي هي مخادعة وشبيهة بالشعوذة. يعلمّوهم بأنّه لا يوجد دليل علمي يدعم أيًّ من العلاجات الروحية المختلفة، كالعلاج بالطاقة الحيوية مثلاً، وغالباّ ما ينتهي الحديث عن هذا المجال بضحكة وإشارة باليد تسخيفاً بالموضوع. وبعد ذلك يبدأ الطلاب بتلقي تلك الكميات الهائلة من الدراسات والأبحاث والمعلومات المصممة خصيصاً لصالح شركات الأدوية، ثم الدروس العملية "اللاإنسانية" التي يطبقونها على جثث الأموات، حيث يستوعبون من خلال هذا كله وجهة النظر المتحيّزة لمعلميهم الأطباء الروّاد.

    ليس للطبيب الشاب أي وقت للخروج عن حالة الأرق التي يعاني منها خلال مرحلة التعلّم الصعبة والمرهقة، فماذا لو قلنا محاولته البحث عن أساليب بديلة للعلاجات التي يتعلمها؟. هذه الطريقة في غسيل الدماغ متبعة في معظم المنظمات العقائدية التي تعمل على قولبة عقول أتباعها إلى نظام اعتقادي وحيد ليس له بديل. التكتيكات الرئيسية هي: المحافظة على حالة قلة النوم والتي تقلل من مقاومة الفرد للتعاليم، الانعزال عن العالم الخارجي إلى درجة يصبح فيها الشخص يأكل، يتنفس، وينام على التعاليم. بالإضافة إلى عامل مساعد يتمثّل بحالة الخوف من الفشل، وهذه الحالة تتفاقم عندما تكثر فترات الامتحانات والفحوص التي تتخلل مرحلة التعليم.

    يبدو واضحاً أن النظام الطبي الغربي أصبح عبارة عن نظام عقائدي متزمّت مشابه تماماً للأديان المنظمة. هذا النظام ينشئ المنتمين إليه على عقيدة موجّهة ومحددة بحيث يتم انتزاع التفكير الحر والمنطقي من جوهر الفرد ويستبدله بأفكار موجّهة تخدم مصالح النظام لتساعده على البقاء. فهذا النوع من الأنظمة يعمل على غرس "الخوف من الفشل" في أتباعه، وبالمقابل، يستفيد من الميول الطبيعية لـ "عمل الخير ومساعدة الآخرين " الكامنة في جوهرهم. وبنفس الوقت، نرى أن الذي يقبع على قمة هرم هذا النظام الصحي ليس أطباء أو معالجين، بل شركات صناعة الأدوية المتعددة الجنسيات، والتي هي ليست موجودة من أجل خدمة الإنسانية بل من أجل المال والسلطة. وخلفهم، وراء الستار، تقبع المنظمات والمجموعات والمحافل السرّية المسيطرة على العالم.

    يعتبر النظام الطبي بين الشعوب رمزاً للخير والإنسانية في الوقت الذي يمارس فيه القائمين عليه (الذين في قمة الهرم) كل أساليب الشعوذة والمكر والخديعة من أجل المال والسلطة والنفوذ، ولا يهمهم كم من الضحايا التي خلفوها خلال سيرهم نحو تحقيق أهدافهم.

    المثال الواضح والصريح على الخداع الكبير الذي تمارسه شركات الأدوية هو ما ستستعرضه الصفحات القادمة، حيث سنلقي نظرة دقيقة على فضيحة الإيدز AIDS، والتي تكشف عن مدى اختراق هذه الشركات وتسرّب عملائها إلى جميع زوايا وأقسام وفروع نظام الرعاية الصحيّة، وهدفهم الأساسي هو تعريض الناس للخطر، وتدعهم يُقتلون، كل ذلك من أجل تحقيق منافعها عبر الأداة الفتاكة المتمثلة بالفساد والرشوة، والمنظّمة الأماميّة التي أنشأتها كواجهات إنسانية، المتمثلة بنظامنا الطبي الرسمي.
    روكفيللر وإمبراطورية الطبّ المنهجي
    بعض المقاطع المفقودة من تاريخ المنهج الطبّي العصري
    من كتاب قصة عن الأدوية
    للمؤلّف "موريس. أي. بيل"

    في الثلاثينيات من القرن الماضي، كان "موريس. أي. بيل" Morris.A.Bealle (وهو محرر سابق لصحيفتي واشنطن تايمز وهيرالد) يدير صحيفة محلّية في إحدى المقاطعات، والتي كانت شركة الكهرباء المحليّة تشتري فيها مساحة إعلانية ضخمة كل أسبوع. هذا الأمر كان يساعد في تغطية نسبة كبيرة من الفواتير المستحقة على "بيل" Bealle حيث كانت دائماً مصدر قلق كبير. لكن في إحدى الأيام، وتبعاً لرواية "بيل" Bealle، نشرت الصحيفة مقالاً يدافع عن بعض قرّائها اللذين ينالون خدمة سيئة من قبل شركة الكهرباء، فتلقى "موريس بيل" اكبر إهانة في حياته من قبل الوكيل الاستشاري الذي يدير حسابات شركة الكهرباء لدى الصحيفة. وأخبروه بأن أي "تجاوز للخطوط الحمر" سيؤدي إلى إلغاء مباشر لعقد استثمار الشركة في الجريدة المعلنة وكذلك إلغاء عقود كل من شركتي الغاز والهاتف الإعلانية في نفس الجريدة.

    عندها أدرك "بيل" الحقيقة الكامنة وراء ما يسمى بالصّحافة "الحرّة "، وقرّر بعدها أن يترك العمل الصحفي. وكان بإمكانه تحمل ذلك لأنّه ينتمي إلى الطبقة الأرستقراطية مالكة الأراضي في ميريلاند، ولكن للأسف الشديد، فإن محرري الصحف الآخرين لا يملكون هذا الحظ من الحياة الميسورة.

    استعان "بيل" بخبرته المهنيّة ليجري بحثاً استقصائياً معمّقاً حول ما يسمى بمجال "الصحافة الحرّة" وخرج بعدها بقصتين تمثلان فضيحتان مدويتان، هما بعنوان: قصة الأدوية، ومنزل روكفيللر Rockefeller. وعلى الرغم من أنه كان معروف جيداً في عالم الصحافة والمحررين، بالإضافة إلى صلاته الوثيقة بشخصيات مهمة، إلا أنه لم يتمكن من طباعة أو نشر تلك القصص إلا بعد ما أنشأ شركته الخاصة، دار كولومبيا للنشر The Columbia Publishing House، في العاصمة واشنطن عام 1949. كان هذا مثالاً رئيسيّاً على حالة الصمت المطبق وفرض الرّقابة المتسلطة في "بلاد الأحرار ووطن الشجعان"، أليس هذا ما توصف فيه أمريكا ؟. وعلى الرّغم من أنّ كتاب " قصة الأدوية " هو أحد أهم الكتب حول الصّحة والسياسة في تاريخ الولايات المتحدة، فلم يتم الاعتراف به من قبل المكتبات الكبيرة ولم يتم الحديث عنه من قبل أي صحيفة، وكان يباع حصريّاً بالبريد. ومع ذلك، عندما قرأناه في السبعينيات كان في طبعته الثالثة والثّلاثين وبأسماء دور نشر مختلفة- ناشرو بيورلد Biworld Publishers، أورم Orem، يوتاه Utah.

    وكما أشار بيل Bealle، فإن العمل الذي يعطي مردود 6% من رأس المال المستثمر يعتبر مصدراً جيّداً للمال. شركة ستيرلنغ للأدوية Sterling Drug, Inc، وهي أكبر وأقوى شركة مسيطرة في إمبراطورية روكفيللر الدوائية، بفروعها الثمانية والستين، كانت فوائدها الجارية لعام 1961 قد بلغت 23.463.719 دولاراً بعد اقتطاع الضرائب، عن أصول صافية بلغت 43.108.106 دولاراً، أي بفائدة نسبتها 54%. أما "سكويب" Squibb وهي شركة أخرى تسيطر عليها روكفيللر، فقد حققت ليس فقط 6% وإنّما 576% من القيمة الفعلية لممتلكاتها.

    أما خلال سنوات الحرب المترفة، فكان مكتب الضباط الجراحين في الجيش ومكتب الأدوية والجراحة التابع للبحرية لم يلعبا دور المسوّق والمقنع الإعلاني الذي يعزّز الثقة بتلك الأدوية، بل قاموا بحقن هذه السموم فعلاً في دماء الجنود ورجال البحريّة الأمريكيين، حتى تم حقن 200 مليون جرعة. هل هناك من لازال يتساءل لماذا تشترك شركات روكفيللر، وعملاؤهم في إدارة الأغذية والأدوية الفدرالية ومكتب الصحة العامة الأمريكي ولجنة التجارة الفيدرالية ومكتب العمل والفيالق الطبيّة التابعة للجيش ومكتب الأدوية التابع للبحرية، والآلاف من المسؤولين الصحفيين في مختلف أنحاء البلاد، لإيقاف وقمع ومحاربة جميع أشكال العلاج التي تشجع على عدم استخدام الأدوية ؟!!! يقول بيل Beale:" آخر تقرير سنوي صادر عن مؤسسة روكفيللر يعدد الهبات التي قدمتها المؤسسة للكليات والمدارس والجامعات والوكالات والمؤسسات الحكومية خلال الـ44 عاماً الماضية، وقد بلغت بمجموعها ما يزيد على نصف مليار دولار!. وبالطبع فإن هذه المؤسسات التعليمية تحقن طلابها بجميع المعلومات التي يريد روكفيلر تعليمها حول الدواء، وإلا فلن يكن هناك هبات أخرى، وهذا ما حصل بالفعل مع بعض الجامعات والكليات التي تمرّدت على روكفلر وامتنعت عن تعليم الأكاذيب، فقطع عنها الهبات فوراً.

    أما جامعة هارفارد Harvard، مع كليتها الطبية ذائعة الصيت، فقد تلقّت مبلغ 433 764 8 دولاراً، من نفقات الترويج التي تدفعها شركة روكفيللر للأدوية. وجامعة يال Yale حصلت على 800 927 7 دولاراً، وجامعة جون هوبكنز Johns Hopkins حصلت على 531 418 10 دولاراً، وتلقّت جامعة واشنطن في سانت لويس Washington University in St. Louis مبلغ 172 842 2 دولاراً، وجامعة كولومبيا Columbia في نيويورك تلقّت مبلغ 371 424 5 دولاراً, وجامعة كورنيل Cornell تلقّت مبلغ 072 709 1 دولاراً..... إلى آخره... إلى آخره...

    وبينما كانت مؤسسة روكفيللر توزّع هذه المبالغ لعملائها اللذين يقومون بترويج أدويتها، كانت اهتماماتها تتجه نحو شبكة عالمية تفوق أي تصور. وكانت الثلاثين سنة السابقة لأبحاث لبيل Bealle كافية لاستنتاج حقيقة أنّ شركة روكفيللر قد أسّست وطوَّرت أكبر إمبراطورية صناعيّة يمكن أن يستوعبها عقل بشري. وبالطبع كانت شركة "ستاندرد أويل" النفطية هي الأساس الذي بنيت عليه إمبراطورية روكفيللر الصناعيّة. وقصة جون. دي روكفلر John. D Rockefeller التي جعلته أكبر القراصنة الصناعيين اللذين بلغوا القمة، وأكثرهم شراسةً، معروفة لدى الجميع، ولكن تم الآن نسيانها أو حتى تجاهلها قسراً. وكان أساس إمبراطوريته الصناعية الهائلة هو بنك "تشيس الوطني" Chase NationaI Bank، والمعروف الآن باسم بنك "تشيس مانهاتن" Chase Manhattan Bank.

    لا تتوقف أسهم روكفيللر على تجارة الأدوية فقط، بل يملك روكفيللر أكبر مجموعة شركات لتصنيع الأدوية في العالم ويستخدم كل إمكاناته وأساليبه الملتوية لزيادة مبيعات هذه الأدوية. أما حقيقة أنّ هناك أكثر من 12000 عقاراً مختلفاً في الأسواق، وتعتبر من العقاقير المضرَّة، فهذا أمر لا يعني شركات روكفلر.

    تم تأسيس مؤسسة روكفيللر عام 1904، ودعيت باسم صندوق معونة التعليم العام. ثم في عام 1910 تأسست منظمة دعيت باسم مؤسسة روكفيللر، بحجة أنها ملحقة بصندوق معونة التعليم العام، ومن خلال الطرق الملتوية والخداع والكثير من الأموال التي دفعها روكفيللر تمكن من الحصول على حصانة من الهيئة التّشريعية في نيويورك في 14، أيار، 1913.

    لذلك، ليس من المفاجئ أن مجموعة روكفيللر لديها العديد من العملاء المختصين بأمور الصّحة المنتشرين في جميع الولايات. وتم تخصيص هذه المرحلة " لتثقيف "الرأي العام الأمريكي، بهدف تحويلهم إلى شعب يعتمد كلياً على الأدوية العقارية، ويبدأ ذلك في سن مبكّرة عن طريق الأهل والمدرسة ثمّ عن طريق الإعلان الموجه، وأخيراً وليس آخراً، عن طريق التأثير الذي تملكه المؤسسات على وسائل الإعلام العملاقة التي تنشر إعلاناتها.

    وقد أظهر بحث في مجلة تسمى "عصر الإعلان" Advertising Age أن الشركات الكبرى في الولايات المتحدة أنفقت منذ عام 1948 مبالغ طائلة على الإعلان تصل إلى 374 224 104 1 دولاراً، وذلك عندما كان للدولار القيمة معتبرة. ومن هذه المبالغ الهائلة، تنفرد شركتا روكفيللر ومورغن، ذات المصالح المشتركة (والتي ذهبت جميعها إلى روكفيللر بعد وفاة مورغان ) بثمانين بالمئة من هذه المبالغ، وكانت توظفها للتّلاعب بالرّأي العام في مسائل الصحة والأدوية، هذا التلاعب الذي أصبح اليوم أكثر وحشية من أي وقت سابق رغم مظهره الخارجي الجميل والبراق.

    ويشير "بيل" Bealle إلى حقيقة أن:"حتى أكثر الصحف استقلالية تعتمد على وكالات الأنباء (التابعة لتلك الشركات الشيطانية الكبرى) للحصول على أخبارها، وليس هناك سبب يدعو المحررين الإخباريين للشّك بأن هذه الأخبار القادمة من الأسوشياتيد بريس Associated Press أو اليونايتد برس United Press, أو International Press Service قد خضعت للرّقابة والتحريف طالما أنها تهتم بأمور الصحة، ولكن هذا ما يحدث باستمرار". وفي الحقيقة، كان أحد مدراء حملات التّرويج في الخمسينيات محرراً في الأسوشياتيد بريس Associated Pres وكان آرثرهيز سيلزبرغر Arthur Hays Sulzberger ناشر جريدة نيويورك تايمز New York Times، وكان أحد أهم وأقوى محرري الأسوشياتيد بريس.

    وكان من السّهل لشركة روكفيللر إقناع المحرر العلمي في الأسوشياتيد بريس بتبني سياسة لا تسمح بظهور أي معلومات تتعلق بالأدوية إلا إذا كانت مثبتة من قبل خبرائها التابعين لروكفلر. وهؤلاء الخبراء بدورهم لن يسمحوا بترخيص نشر حول أي منتج يمكن أن يعرقل مبيعات أدويتهم العقارية. وهذا يفسر القصص الزّائفة عن اللقاحات والأدوية العقارية والانتصارات المستقبلية على السرطان والإيدز والسكري والتّصلب العصبي وغيرها من الأكاذيب التي يتم بثها بكل وقاحة في جميع الصحف اليومية في الولايات المتحدة وخارجها.

    وقد أشار الدكتور إيمانويل. أم. جوزيفسون Emanuel M .Josephon، والذي فشل أبالسة ترويج الدواء العقاري في إرهابه وإخضاعه بعد محاولات عديدة، أشار إلى أن شركات الدواء تمكنوا من إقناع أعضاء الجمعية الوطنية للكتاب والمحررين العلميين، وبناء على أخلاقيات العمل التي يلتزمون بها، بأن يتبنوا الشعار التالي :"المحررون العلميون غير قادرين على تقييم حقيقة أو إثبات مصداقية الظّواهر المتعلقة بالأدوية والاكتشافات العلمية التي ينشرونها. ولهذا، فهم يوردون فقط الاكتشافات المرخص لها من قبل السلطات الطبيّة أو تلك التي تم عرضها أمام هيئة طبية متخصصة.

    وهذا يفسر لماذا ارتكبت دار "بانتام" للنشر Bantam Books، إحدى أكبر دور النشر في أمريكا – خطأً فادحاً بإرسالها نسخاً من كتاب بعنوان "ذبح الأبرياء"Slaughter of the innocent إلى 3500 كاتب ومحرر علمي منهجي مدرجين على قوائمها، بدل أن ترسله إلى محررين وكتاب غير خاضعين للرقابة الطبيّة الرسمية (غير خاضعين لسيطرة روكفلر)، وكانت النتيجة إصدار مرسوم يرفض نشر الكتاب ! وقد أختفى الكتاب فعلاً من السوق وذهب إلى غياهب النسيان.

    وبقيت الصحف تغذّى بالدعاية عن الأدوية وأهميتها المزعومة، مع أنّه، حسب إدارة الأدوية والأغذية (FDA)، كان هناك ما عدده مليون ونصف مريض يرقدون في المشافي عام 1978 بسبب التأثيرات الجانبيّة للأدوية في الولايات المتحدة وحدها، ذلك رغم التصريحات المستمرة لرجال الطب المثقفين والشجعان بأنّ معظم الأصناف الدوائية التي تباع في الأسواق لا فائدة منها، وأكثر من ذلك أنها أدوية مؤذيّة ومميتة على المدى الطويل.

    "لقد تمّ قمع الحقيقة حول العلاج الذي لا يستخدم الأدوية، إلا إذا كانت تناسب أهداف المتحكمين اللذين يقومون بتحريفها. سواء كانت هذه الطرق العلاجية تمارس من قبل المعالجين الطبيعيين أو المعالجين عن طريق تقويم العظام أو المعالجين بالإيمان أو الروحانيين أو المعالجين بالأعشاب أو من قبل الأطباء الحكماء اللذين يستخدمون عقولهم، فإنّك لم ولن تقرأ عنها أبداً في الصحف الكبرى".

    لكي تقوم بتعليم أيديولوجية مؤسسات روكفيلر لصناعة الأدوية، فمن الضّروري أن تعلّم بأن الطّبيعة الأم لم تكن تعلم ماذا تفعل عندما صنعت الجسم البشري. لكن الإحصاءات الخارجة من مكتب رعاية الطفل التابع لوكالة الأمن الفيدرالية أظهرت أن صحة الأمة الأمريكية، منذ أن خرجت حملات الترويج للأدوية واللقاحات عن السيطرة النزيهة والعادلة، تراجعت بشكل كبير خصوصاً بين الأطفال. ويعطي الأطفال الآن "جرعات" من اللقاح لكل الأمراض مع أن الوقاية الوحيدة المعروفة علمياً هي "دورة دموية نقية" والتي يمكن اكتسابها عن طريق الهواء النقي والغذاء الصحي. أي بوسائل طبيعية وغير مكلفة، وهو أكثر ما تعارضه مؤسسات صناعة الدواء.

    عندما كانت تقوم إدارة الأدوية والأغذية FDA (و التي يتطلب تعيين أي من أعضائها على موافقة روكفيللر) بمحاربة أحد الأطباء المستقلّين ومنعه من العمل، فكانت تعمل حينها على تنفيذ الأوامر دون تفكير. وهذه الأوامر لم تكن تأتي مباشرة من مدير شركة الأدوية أو شركة "ستاندرد أويل" للنفط الخام (صاحبها روكفيللر)، فكانت الأوامر، كما يشير موريس بيل Moriss Bealle، تأتي من الجمعية الأمريكية للأدوية AMA التي هي الواجهة الرسمية لمؤسسة روكفلر لصناعة الدواء، والتي تعتمد على آراء أطباء دجّالين في تقرير مصير وسائل العلاج الأخرى إن كانت نافعة أم غير ذلك، فيتم بعدها ترخيصها أو منعها حسب ما يتماشى مع مصالح مؤسسة روكفلر. مع العلم أن معظم وسائل العلاج البديلة قد حرمت من الترخيص لأن الأطباء المزعومين في الجمعية الأمريكية للأدوية قرروا أن هذه الوسائل لا تملك أية قيمة علاجية، رغم عدم معرفتهم أو إلمامهم بتلك الوسائل أصلاً .

    كتب بيل Bealle يقول:
    "إن حملات الملاحقة والتطهير التي تمارسها مؤسسات صناعة الدواء، الممولة من قبل دافعي الضّرائب، لا توفر جهداً في تدمير ضحيتها بالكامل. وإذا كان باحثاً أو طبيباً بسيطاً (فقيراً) سيتم تدميره بالكامل وإخراجه من السوق نتيجة نفقات المحاكمة وأتعاب المحامين التي تترتب عليه".

    في إحدى القضايا، تمّت محاكمة الطبيب أدولفوس هوهنسي Adolphus Hohensee من سكرانتون فيلادلفيا، لأنه صرح بأن الفيتامينات الطبيعية مفيدة لصحة الجسم على منتوجه من الفيتامين الطبيعي. وكانت الجمعية الأمريكية للأدوية AMA قد دعمت عشرة أطباء دجّالين قاموا بنقض النظريات الطبية المعروفة وصرّحوا أن " الفيتامينات ليست ضرورية للجسم البشري". وعند مواجهتهم بنشرات حكومية تقول عكس ما ادعوه، تهرّب الأطباء العشرة من ذلك بقولهم أن هذه النشرات قد مرّ عليها الزمن وأصبحت بالية ".

    وإضافة إلى إدارة الأدوية والأغذية FDA. أورد بيل Bealle قائمة بالهيئات التالية التي تعمل في المجال الصحي والمعتمدة على شركة روكفيللر: مكتب الصحة العامة الأمريكي، إدارة المحاربين القدماء الأمريكية، المكتب العام للجراحة التابع للجيش الأمريكي، لجنة التجارة الفيدرالية، مكتب الأدوية والجراحة التابع للبحرية، جمعية البحوث الوطنية، الأكاديمية الوطنية للعلوم....

    تعتبر الأكاديمية الوطنية للعلوم في واشنطن العضو الأكثر حكمة، فهي تحقق في كل شيء على مرآى ومسمع من الجميع، خاصة في مجال الصحة، وتعطي الجمهور المتلهف الكلمة الأخيرة في المجال الطبّي. وتملك مؤسسة صناعة الدواء أحد أتباعها في رئاسة هذه الأكاديمية. وهو ألفرد. أن. ريتشارد Alfred.N.Richards أحد المدراء وأكبر المساهمين في شركة ميرك وشركاه Merck & Company، والتي كانت تحقق فوائد ضخمة من جرّاء تسويق الأدوية.

    وعندما فضح بيل Bealle هذه الحقيقة، قدم ريتشاردز Richards استقالته، وعين روكفيللر مكانه رئيس مؤسسة روكفيللر بذاته، وهو ديتليف. دبليو. برونك Detlev.W.Bronk. وقد لخّص اتحاد الأدوية الطبية ممثلاً ب جي. دبليو. هودج J.W.Hodge من شلالات نياغارا في نيويورك، رأيّه بالكلمات التاليّة:" إن احتكار الأدوية والترويج لها، والذي يسمى- تخفيفاً- الجمعية الأمريكية للأدوية، ليس فقط أكثر أنواع الاحتكار المنظم وضاعةً، وإنما أكثر المنظمات غروراً وخطورة واستبداديةً ليس في هذا العصر فقط وإنّما في جميع العصور. وإنّ أي طريقة لمعالجة المرضى بوسائل آمنة وطبيعية، تلقى هجوماً شرساً وتشجب من قبل قادة هذه الجمعية بحجّة أنّها كاذبة ومزيّفة ومخادعة ولا تعدو كونها مجرد هراء.

    وكل من يمتهن فن العلاج دون أن يتحالف مع حملات الترويج يتهم بأنه " مشعوذ خطر " ودجال من قبل أطباء الترويج المفترسين. وكل مصحة تحاول إعادة مرضاها إلى الحالة السليمة بوسائل طبيعية دون الاستعانة بالأدوية السّامة، واللقاحات التي تنشر الأوبئة، والأمصال القاتلة، يتم الانقضاض عليها من هؤلاء الطغاة المتعصبين للأدوية حيث تهاجم وتتعرض للمضايقة إلى أقصى درجة ممكنة".

    تستغرق الدراسة في كلية لنكولن للعلاج التصحيحي 4496 حصّة دراسيّة، وفي معهد بالمر للعلاج التصحيحي في دافينبورت يوجد على الأقل 4000 حصّة دراسية، وفي جامعة دنفر المتخصصة في العلاج الطبيعي ومدة الدراسة فيها خمس سنوات مقسمة على ألف حصة دراسية لكل سنة حتى يصبح الطالب مؤهلاً للحصول على الشهادة، والكليّة الوطنية للعلاج التصحيحي في شيكاغو تتطلب حضور 4326 حصة دراسية للتّخرج. ومع ذلك فإن مؤسسة صناعة واحتكار الأدوية تقوم بنشر الدعاية التي تزعم أن هؤلاء المتدربين في هذه المؤسسات العلمية لا يملكون الأهلية والتدريب الكافي، أو حتى أنهم غير مدربين إطلاقاً، وذلك فقط لأنهم يقومون بعلاج مرضاهم دون استخدام الأدوية.

    وفي عام 1958، قام أحد هؤلاء الأطباء الطبيعيين المتهمين بقلّة الخبرة، وهو الطبيب نيكولاس بي. ( غريمالدي Nicholas.P.Gremaldi والذي تخرج من كلية لنكولن للعلاج التصحيحي، بخوض الامتحان الأساسي للانتماء للمجلس الطبي في ولاية كونكتيكت مع 63 طبيباً ومعالجاً طبيعياً وحصل على درجة (91،6) وهي أعلى درجة تم الحصول عليها في امتحان الهيئة الطبية لولاية كونكيتكت.

    لقد أثبتت نشاطات روكفللر في المجال التعليمي في الولايات المتحدة بأنها مربحة جداً. حيث تم في عام 1927 تأسيس الهيئة الوطنية للتعليم، بصفتها مؤسسة خيرية، وتم تمويلها بمبلغ 000 000 21 دولاراً كرأس مال ابتدائي، ولكي تنفق على المؤسسات والجامعات الأجنبية وحتى على السياسيين الأجانب وراء البحار. أخذت هذه الهيئة على عاتقها مهمة " تصدير " الصورة الجديدة لشركة روكفيللر على أنها فاعل الخير الأهم للجنس البشري، إضافة إلى كونها تعود بفائدة قصوى على عالم التجارة والأعمال. ولم يعلم المنتفعون أن كل بنس تلقيه روكفيللر، كهبات ومنح، سيعود عليها في النهاية بفوائد كبيرة.

    كان دائماً لروكفيللر اهتمام خاص بالصّين، كون شركة النفط التي يملكها تعتبر المزوِّد الوحيد بالبنزين والكيروسين في الصين. فقام بتأسيس الهيئة الطبية الصينية، وبناء كلية بكين الطبية المتحدة، آخذاً دور الأب الحنون الذي جاء ليوزع المعرفة على أبنائه البسطاء. وقد استثمرت شركة روكفيللر مبلغ 45 مليون دولار في عملية خسيسة لإفساد الطب الأصيل في الصين.

    وتمّ تأسيس هذه الكليات على أساس أنها ستستفيد من هبات روكفيللر إذا تمكنت من إقناع 500 مليون مواطن صيني أن يرمي في النفاية جميع الطرق العلاجية الآمنة والمفيدة المستندة على الأعشاب التي يصفها أطبائهم الشعبيين الحكماء، اللذين يحملون خبرة قرون من الزّمن والتي تفوق منفعتها تلك العقاقير والأدوية المسرطنة المصنوعة في الولايات المتحدة. هذه الأدوية السامة التي يتم استبدالها بأدوية جديدة أخرى بمجرد ظهور الأعراض الجانبية المميتة بعد أن يعجزوا عن التستّر على هذه العيوب. وإذا لم يتمكن هؤلاء الأطباء الصينيين الحكماء من إثبات فعالية علاجاتهم الأصيلة كالوخز بالإبر عن طريق التجارب على كم هائل من الحيوانات المخبرية، فستعتبر أنها ليست ذات قيمة علميّة، ولن تعتبر نتائجها الإيجابية ذات أهمية بالنسبة لهؤلاء السّحرة والمشعوذين الغربيين. وعندما استلمت الشيوعية زمام الأمور في الصين ولم تعد التجارة أمراً ممكناً، لم تعد روكفيللر مهتمة بصحة الشعب الصيني ونقلت اهتمامها إلى دول أخرى مثل اليابان والهند ودول أميركا اللاتينية.

    ".. لا يمكن أن تقود أية دراسة صادقة لحياته المهنية إلا إلى نتيجة واحدة وهي أنه كان ضحية لأبشع العواطف، حب المال، حيث يعتبر المال هو الغاية. وكان هذا المهووس بالمال يخطط بصبر وبسريّة تامّة لزيادة ثروته .... وقد حول التجارة إلى حرب ودمّرها بأساليبه القاسية والفاسدة .... وأطلق على منظمته العظيمة اسم المنظمة الخيريّة، وأشار إلى ذهابه المستمر إلى الكنيسة والصدقات التي يقدمها كدليل على استقامته، وهذا ليس إلا تستراً بالدّين. ليس هناك سوى كلمة واحدة يمكن أن ننسبها إلى كل هذا النفـاق..."

    هذا هو الوصف الذي أطلقته أيدا تاربل Ida Tarbell على جون. دي. روكفيللر Joh.D.Rockefeller في كتابها "تاريخ شركة"'History of the Standard Oil Company' والذي نشرته مجلة "مكلور" Mc,Clure على شكل حلقات عام 1905، وكان هذا قبل " مذبحة ليدلو " بعدة سنوات، حيث كان روكفيللر عندها لم يصل بعد إلى قمة الشرّ الذي حققه بعدها. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية كان من الصعب أن يقرأ أحد، سواء في أميركا أو خارجها، نقداً أو أي كلام سلبي عن روكفيللر أو عن روكفيللر الابن الذي سار على خطى والده، ولا عن أحفاد روكفيللر الأربعة اللذين حاولوا منافسة أسلافهم المؤسّسين. ولا تحوي الموسوعات المتنوعة المنتشرة في مكتبات العالم الغربي سوى المديح لهذه الأسرة، ولكن كيف حصل هذا؟

    من السخرية أن يكون الحدثان الأكثر سلبية في حياة روكفيللر المهنية قد سببا بحصول تغيراً إيجابياً في حياته، إلى درجة لم يتصورها هو بنفسه. وهما:
    تبعاً للموسوعة البريطانية (هذه الموسوعة أصبحت فيما بعد ملكاً له بعد أنتقالها من جامعة أكسفورد إلى شيكاغو) ففي السنة التي تقاعد فيها روكفيللر من العمل "الفعلي" وهي سنة 1911، تمت إدانته من المحكمة الأمريكية بسبب ممارساته غير المشروعة وأصدرت أمراً بحل مجموعة شركات النفط المكونة من 40 شركة.

    هذا القرار بحلِّّّّ الشركة منحه إمبراطورية متزايدة العظمة، لدرجة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث. حتى ذلك الوقت، كانت مجموعة الشركات تعمل على مرأى من الجميع ولذلك كانت مستهدفة على الدوام من قبل الشرفاء العاملين في قطاعات مختلفة لها علاقة بأفرع هذه الإمبراطورية، وبعد هذا القرار، أصبحت تعمل في الخفاء واستمرت بالتوسع خفية ودون أن تكون عرضة للهجوم، وبقي الأمر على هذه الحال إلى أن أصبحت أعظم وأوسع امبراطورية مالية في التاريخ.

    الحدث السلبي الثاني حدث في عام 1914 أجبر روكفيللر على تحسين صورته، والتي كانت حتى ذلك الوقت سيئة تماماً في نظر الرأي العام. فقد طالب اتحاد عمّال المناجمUnited Mine Workers برفع أجور العمّال العاملين في شركة كولورادو للوقود وفي شركة الحديد الصلب، إحدى شركات روكفيللر، وتحسين ظروف معيشتهم. وكان عمّال المناجم في معظمهم مهاجرين من البلدان الفقيرة في أوربا وهم يقيمون في أكواخ أعطتهم إياها الشركة مقابل أجر مرتفع. وكانت أجورهم المنخفضة تبلغ (1.68 دولاراً في اليوم) تدفع على شكل سندات لا تصرف إلاّ في المخازن التابعة للشركة ويذهبون إلى كنائس عبادة تابعة للشركة والقساوسة هم عبارة عن موظفين في الشركة، ويعلّمون أولادهم في مدارس تسيطر عليها الشركة، وكانت مكتبات الشركة تستبعد الكتب التي تناقض الإنجيل والتي يعتبرها روكفيللر ذات آثار تخريبيّة مثل: أصل الأنواع لدارون Darwin. وكانت الشركة تمتلك العديد من المحققين وحرّاس المناجم والجواسيس الذين كانت مهمتهم الحفاظ على المخيم بعيداً عن خطر التكتّل وو تنظيم الاتحادات والتمرّد.

    عندما قام عمّال المناجم بالاضطراب رفض وركفيللر الابن والذي كان حينها مديراً للشركة، والموقّر فريدريك. تي. غيتس الذي كان مديراً لمؤسسة روكفيللر، التفاوض مع هؤلاء العمّال، وقاموا بطردهم من الشركة، حيث استأجروا ألف عنصر من قوّات كسر الاضراب من وكالة Baldwin – Felts للتحقيقات، وأقنعوا الحاكم أمونز Ammons باستدعاء الحرس الوطني لفض الاضطراب.

    وقد أدّى ذلك إلى معركة دامية بين الحرس وعمّال المناجم الذين قتلت عائلاتهم التي كانت تقيم في مخيّمات مزرية منذ طردهم – بوحشيّة منقطعة النظير، فاتصل الحاكم المرتبك بالرئيس ويلسن لإمداده بقوّات فدرالية والتي تمكنت أخيراً من القضاء على الاضراب بوحشية لا توصف.

    وقد ورد في صحيفة نيويورك تاميز، والتي لم تكن في حينها جيدة الصلة (على علاقة) بمصالح روكفيللر، في عددها الصادر في 21، نيسان، 1914:
    ".. جرت اليوم معركة دامية استمرت لمدّة 14 ساعة في جادة ليدلو بين عمّال مناجم الفحم المضربين عن العمل وعناصر من الحرس الوطني في كولورادو, والتي نتج عنها مقتل لويس تيكاس Louis Tikas، قائد المضربين اليونانيين، وتدمير مخيم ليدلو.."

    وفي اليوم التالي ذكرت الصحيفة:
    ".. مقتل 45 شخصاً (32 منهم من النساء والأطفال)، وهناك نفس العدد من المفقودين إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وهي حصيلة المعركة التي استمرت 14 ساعة والتي نشبت بين قوّات الولاية وعمّال مناجم الفحم في جادة ليدلو ضمن أراضي شركة كولورادو للوقود وشركة الحديد، التابعتين لشركات روكفيللر. تحوّلت ليدلو إلى كتلة من الجثث المتفحمة والمدفونة تحت الأنقاض. إنّها قصّة مرعبة لم يشهد تاريخ الحرب الصناعيّة مثيلاً لها. وكان النساء والأطفال يسقطون كالفئران في الحفر التي حفروها لحمايتهم من نيران البنادق حيث امتدت إليهم النيران وحرقتهم. وقد كشفت إحدى هذه الحفر التي تمَّ نبشها ظُهر هذا اليوم عن جثث عشرة أطفال وامرأتين.."

    أدّى التنديد الواسع بهذه الحادثة إلى قيام روكفيللر باستئجار أحد الإعلاميين موهبة في البلاد، وهو أيفي لي Ivy Lee الذي تولى المهمّة الصعبة بتبييض صورة الزعيم الملطخة بالدماء. عندما علم لي Lee أنَّ مؤسسة روكفيللر المنظمة حديثاًَ قد خصصت مبلغ مئة مليون دولار لأغراض دعائية لكنّها لم تحدد ما ستفعل بها، أقترح أن تتبرع الشركة بمبالغ ضخمة (لا تقلّ عن مليون دولار) إلى كلّيات، وجامعات ،ومستشفيات وكنائس وجمعيّات خيرية معروفة. وهكذا تمت الموافقة على هذه الخطّة، وبدأت أخبار توزيع الملايين تحتل العناوين الرئيسيّة في الصحف.

    كانت هذه بداية التقارير الطبيّة الكاذبة والمصاغة بذكاء حول العقاقير "ذات التأثيرات العجيبة" والتي نشرت في العناوين الرئيسية للصحف والتي لازالت قائمة حتى يومنا هذا. وقد نسي الرأي العام المتقلب، أو ربما أنّه قد غفر المذبحة التي حصلت بحقِّ المهاجرين الأجانب بسبب الكرم والعطف الباهرين الذين قدّمتهما شركة روكفيللر – بالاستعانة بأبواق الصحافة المدوّية – والذين طالا مؤسسات عديدة .

    وفي السنوات اللاحقة، تمَّ شراء رجال الصحافة، إضافة إلى شراء جميع الصحف سواء عن طريق التمويل أو عن طريق تأسيس هذه الصحف بأموال روكفيللر. وهكذا، فإنَّ مجلة Time التي أسسها هنري لوسي Henry Luce عام 1923 قد تمّ السيطرة عليها من قبل جي. بي. موغان. J. P. Morgan عندما واجهت مشاكل مالية. بعد موت مورغان وتفتت إمبراطوريته المالية، لم تضيّع روكفيللر الفرصة وقامت بالاستيلاء على هذه الغنيمة الإعلانية الثمينة النتمثلة بمجلة Time، إضافة إلى شقيقاتها مجلة Fortune ومجلة Life وبنت لها مبنى مكلفاً مؤلفاً من 14 طابقاً بحيث يكون مخصصاً لهذه الصحف في مركز روكفلر Rockefeller Center وأطلقت عليه اسم مبنى Time & Life.

    وكان روكفيللر مشاركاً أيضاًَ في ملكية المجلة المنافسة لمجلة Time وهي Newsweek والتي تمّ تأسيسها في أوائل أيام الشراكة الجديدة بين روكفيللر، وفنسنت أستور Vincent Astor، وعائلة هاريمان Harriman، وأعضاء آخرين وأصدقاء لعائلة روكفيللر. بالإضافة إلى كل ما أصبح يملكه، فقد دهش روكفيللر من السهولة التي يمكن بها شراء من يدعون أنفسهم بـ "المثقفين" و"المتعلّمين" و"الأكاديميين"و "المفكرين" !. وفي الواقع، فقد تحوّلوا ليصبحوا أحد أهمِّ استثماراته المالية.

    وبتأسيس ودعم "هيئاته التعليمية" في داخل البلاد وخارجها، لم يحقق روكفيللر السيطرة على الحكومات والسياسات فقط وإنّما السيطرة على المثقفين والعلماء والأكاديميين، مبتدءاً بـ "القوة الطبية" Medical Power، هذه المنظمة التي تنتج كهنة الدين الجديد والذين يعتبرون من أبرز رجال الطبِّ الحديث اليوم.

    هناك حقيقة وجب معرفتها جيداً: لم يحصل أي من خصوم نظام روكفيللر التعليمي على أي جائزة من جوائز نوبل أو بلتزار أو غيرها من جوائز عالمية. هنري لوسي Henry Luce المؤسس الرسمي والمحرر لمجلة Time، والمعتمد حالياً على إعلانات روكفيللر، حظي بمركز مرموق بسبب تملقه. وقد كان أبن روكفيللر مسؤولاً عن مذبحة ليدلو وشريكاً مطيعاً في معظم أعمال والده الدنيئة. على أية حال، في عام 1956، وضع هنري لوسي صورة روكفيللر الابن على غلاف مجلة الـ Time بعنوان "الرجل الطيب"، وقد تضمنت عبارات تملّق مثل:

    ".. لأن حياة روكفيللر الابن مُفعم بالنشاطات الاجتماعية البنّاءة فقد صُنِّف كبطل أمريكي حقيقي، تماماً مثل أي ضابط يحقق نصراً للجيش الأمريكي أو أي سياسي يحقق نصراً في المجال الدبلوماسي..".

    من الواضح، أنَّ هيئة تحرير المجلة لم تكن تملك الخيار لتغيير لهجتها حتى بعد رحيل روكفيللر الابن وكذلك المتملّق لوسي، لأنّها بقيت معتمدة على إعلانات روكفيللر.

    وهكذا، فعندما توفي أحد أبناء روكفيللر الابن وهو نيلسون. أي. روكفيللر Nilson. A. Rockefeller عام 1979 الذي كان أحد أبرز الصقور المنظرين لحرب فيتنام والحروب الأخرى التي خاضتها أمريكا – والذي كان مسؤولاً شخصياً عن مجزرة سجن أتيكا – وقد كتبت عنه الـ Time في نعيها له، ودون سخرية:
    ".. لقد كان يؤدي واجبه في خدمة بلاده والرفع من شأنها.."
    ربما كان البروفيسور بيتر سينغر Peter Singer يعرف كلّ هذا عندما أخبر القضاة في إيطاليا أنَّ مؤسسة روكفيللر هي مشروع إنساني يهدف إلى الأعمال الخيرية.

    أحد أهمِّ أعمالهم كانت تقوم بتمويل البروفيسور سينغر Singer الذي هو أحد أهمِّ المدافعين عن الحيوان، حيث صرّح أن تشريح الحيوانات وإقامة الاختبارات عليها ضروري للتقدّم الطبي، وقد رفض لمدّة عشرين عاماً أن يعترف بأنَّ معظم الأطباء يخالفونه الرأي تماماً.

    أصبحنا الآن نستوعب الحقيقة وراء تبني المثقفين والمفكرين وتمويلهم. إنّها لا تعني دائماً أموالاً نقديّة فوريّة، بل الأكثر أهميّة هو فوائدها طويلة الأمد وتدوم عبر أجيال طويلة .. الفائدة هي تكريس ثقافة معيّنة يمكنها أن تدرّ اموال طائلو على مرّ الأجيال.

    منذ عدّة عقود انتقلت الموسوعة البريطانية من أكسفورد إلى شيكاغو لأنّ روكفيللر قام بشرائها لإضفاء المزيد من البريق على جامعة شيكاغو ومدرستها الطبيّة، التي بدأ إمبراطوريته التعليمية منها. بيتر سينغر Peter Singer– أهمّ المدافعين عن الحيوان – والذي ترك الباب مفتوحاً للتشريح والاختبار الطبّي على الحيوان وبالتالي تكريس الاحتيال الطبي المربح، حصل على ملايين الدولارات كشكر على الانتشار العالمي الواسع لشركة روكفيللر، وصانعي وسائل الإعلام الذين لا يستطيعون الوقوف في وجهها فتماشوا معها.

    من المقالة الموجودة في الـ Time نعرف أيضاً أنّ والدة سينغر Singer كانت طبيبة بحيث يمكننا القول أنَّ سينغر قد رضع جميع خرافات (مزاعم) روكفيللر عن تشريح الحيوان مع حليب أمّه.



    التعديل الأخير تم بواسطة نصرة الإسلام; 28 يون, 2011, 08:43 ص. سبب آخر: تعديل نوع الخط
  • د.أمير عبدالله
    حارس مؤسِّس

    • 10 يون, 2006
    • 11248
    • طبيب
    • مسلم

    #2

    لا حول ولا قوة إلا بالله .. من تكلم في غيرِ فنِّهِ أتى بالعجائِب .. مقال فائِدتثه هي الشهرة بالتشغيب ورمي الشكوك والظنون !!


    حشو وتخييط لمعلومات وصبغها برؤية جهولة تخُص وجهة نظر صاحبها , مع عنوانٍ رنان .. والموضوع كله ممتلىء بالمغالطات وغير صحيح بالمرة .. لا يوجد شيء اسمُه مفروض بالإكراه , ومن يتكلم بهذا الفكر وهذه المنهجية لا يُفرق بين العلم والجهل .. ولا يعرف أي شيء عن أسس البحث العلمي.

    ولو أن هناك علاج أو نظرية مفروضة فرضًا , فهل الأطباء مطالبين بالموافقة عليها والبصمة بالعشرة وبالإكراه لتنفيذِها ؟! .. أم أطباء العالم مسلوبي الإرادة ؟! .. ومن يُفرق بين الوقاية وبين العلاج ويجعل الطب والعلاج في جهة والوقاية في جهةٍ أخرى فهو يعيش في كوكب آخر لا يمت للطب القديم ولا الحديث ..

    ومن ينشر فكر المؤامرات هذا ويُصيغه بهذه الطريقة , فهو يحتاج إلى أن يعيد النظر في منهجيته الفكرية أولًا , ثم يذهب ويسأل أهل التخصُص ثانيًا .. ثم ليتقِ الله فيما يكتُب .. وليُوثق ما يقول وما يستنتجه .. لا أن يضع القصة مغلوطة لتناسب هدفه ثم يُسمي ذلِك استنتاجًا .!
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق

    • ali_ali
      مشرف قسم التتبع و التحقيقات

      • 22 فبر, 2009
      • 4080
      • مهندس
      • muslim

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله

      لا حول ولا قوة إلا بالله .. من تكلم في غيرِ فنِّهِ أتى بالعجائِب
      حياكم الله أخى الحبيب د.أمير

      صدقت أخى، نشر هذه الأنواع من المغالطات شاع و انتشر فى مواقع الانترنت العربية و رسائل المجموعات البريدية.

      تعليق

      • prayer_06
        3- عضو نشيط

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 10 يول, 2006
        • 425
        • مسلم

        #4
        لا حول ولا قوة الا بالله.............لا تعليق!!!!!!!!!!!!!!
        وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ

        تعليق

        • قاهر سدنة الظلام
          1- عضو جديد
          • 23 يون, 2011
          • 37
          • باحث
          • مسلم

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله

          لا حول ولا قوة إلا بالله .. من تكلم في غيرِ فنِّهِ أتى بالعجائِب .. مقال فائِدتثه هي الشهرة بالتشغيب ورمي الشكوك والظنون !!


          حشو وتخييط لمعلومات وصبغها برؤية جهولة تخُص وجهة نظر صاحبها , مع عنوانٍ رنان .. والموضوع كله ممتلىء بالمغالطات وغير صحيح بالمرة .. لا يوجد شيء اسمُه مفروض بالإكراه , ومن يتكلم بهذا الفكر وهذه المنهجية لا يُفرق بين العلم والجهل .. ولا يعرف أي شيء عن أسس البحث العلمي.

          ولو أن هناك علاج أو نظرية مفروضة فرضًا , فهل الأطباء مطالبين بالموافقة عليها والبصمة بالعشرة وبالإكراه لتنفيذِها ؟! .. أم أطباء العالم مسلوبي الإرادة ؟! .. ومن يُفرق بين الوقاية وبين العلاج ويجعل الطب والعلاج في جهة والوقاية في جهةٍ أخرى فهو يعيش في كوكب آخر لا يمت للطب القديم ولا الحديث ..

          ومن ينشر فكر المؤامرات هذا ويُصيغه بهذه الطريقة , فهو يحتاج إلى أن يعيد النظر في منهجيته الفكرية أولًا , ثم يذهب ويسأل أهل التخصُص ثانيًا .. ثم ليتقِ الله فيما يكتُب .. وليُوثق ما يقول وما يستنتجه .. لا أن يضع القصة مغلوطة لتناسب هدفه ثم يُسمي ذلِك استنتاجًا .!

          أخى الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...



          أولا: اللهم أجعلنا من المتقين..

          ثانيا: فيما يخص منهج البحث العلمى ومنطق البحث المستخدم وأسس التوصيف وعدم تفريقى بين الجهل والعلم، فأنا قد كتبت بعون الله وريقات بسيطة فى هذا الصدد فسأعرضها عليك إبتداءاً للرد على مدخلك النقدى ثم بعد ذلك سأترك لك إن أردت فرصة الرد على تلك الأبحاث بما تريد، وإذا لم ترد على أبحاث منهج العلم فسأعتبر ذلك إقرارا أو على الأقل تمريرا منك لها سواء بالقبول أو بالتحفظ مع التمرير، مما يعنى أننى إذا لم أجد رد منك على البحوث سأقوم بعد ذلك بالرد على باقى ما طرحته فى مشاركتك بحسب المتاح لنا من عمر ووقت وجهد... ونسأل الله تعالى أن ينزل كلامى إليك منزلاً طيبا آمين.

          الرد على قضية مناهج العلم والبحث العلمى// من بحوثى الخاصة :



          بفأس الخليل...
          نقد بنائية وهوية


          العقل الإنسانى المعاصر

          و

          بتناول العقل العربى



          بفأس الخليل
          دراسة نقدية حول : بنائية وهوية العقل الإنسانى المعاصر
          وبتناول العقل العربى .

          بقلم الأخ / مُتبر الخرافات والأساطير تتبيرا ؛

          الإهداء

          لو كان فى هذا الكتاب حسنة واحدة فقط لا غير فهى ترجع من بعد توفيق الله تعالى كثمرة بسيطة من آلاف الثمار لمسيرة حياة رجل من رجالات الله وعالم ربانى موفق ومسدد، إنه شمس الزمان وقمر الإسلام ومجدد الأمة الوالد الكريم الشيخ / أبى عبدالله أسامة بن محمد بن عوض بن لادن قدس الله سره... فأرجوا من الله أن يتقبل هذا العمل منى عنى وعن والدنا الجليل مجدد الأمة وعن والدى وعن كل أبائى جميعا وأن يهدينى الصواب والحق ويجنبنى الهوى والزيغ .

          مُتبر الخرافات والأساطير تتبيرا ؛؛؛


          المقدمة

          إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
          {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران:102]؛
          {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا} [النساء:1]؛
          {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71] ... أما بعد :
          فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد.. :

          تقديم بين يدى القراء الكرام :
          من الطريف حين تلج إلى بحث يحاول كاتبه اظهاره فى ثوب علمى مبديا فى ذلك بعض التكلف لرفع وثوقية النص وتوثيقه وصولا للمستوى العلمى والمنهجى والمعرفى والثقافوى والتوثيقى المطلوب للخروج بشكل عام مقبول ذاتيا للنص سواء كان دراسة أو بحث أو مقال أو تعليق أوتعقيب أو تحليل أو غير ذلك.
          حين تجد هذا النص الذى يحاول كاتبه وساطره أن يظهره فى هذا الثوب المعرفى الدقيق والعلمى الرفيع والثقافوى الواسع فمن العادة أن لا يبدأ النص منذ بدايته بداية أدبية أو سردية لاذعة فهذا عادة ينافى بنيوية النص العلمى والتوثيقى الذى أراد له كاتبه أن يظهر فى هذا الشكل العلمى التوثيقى والمعرفى الممنهج والمؤطر ببنية منطقية قوية تنسجه ألفاظ وكلمات وعبارات أقرب إلى المحتوى الذهنى البديهى والمنطقى وفقا لما تواضعت عامة العقول من بنى البشر على الإقرار له والتسليم به فى حده الأدنى على كونه هياكل منطقية عامة صحيحة ومحققة ومقبولة على كونها توفر الحد الأدنى من درجة الوثوقية العلمية والمنهجية بعيدا عن المحتوى الذهنى العاطفى أو الشاعرى أوالأدبى قدر المستطاع ...
          ولكنك حين تعلم أن موضوعنا ومقدمتنا وبرغم ما يريد كاتبه مما سبق بيانه من إلباسه الثوب العلمى المنهجى الملتزم بمنهج 1- بحث 2- ودراسة 3- وعرض. مهيكل وصفيا منطقيا، ومبنى تحقيقيا، ومجرد عاطفيا، ومدقق لفظيا، بحيث تحمل العبارات محتويات وأوعية منهجية تحقيقية صارمة بحيث تتواصل المرادات ووظيفة وجوهر ووجدان أمانة العقل ومقتضى التكليف التى حملها عامة بنو الإنسان بما لا يسع هذا العقل إنكاره حسيا ووجدانيا معا.
          إلا أنه ؛
          وعادة ما تؤدى حروف الإعتراض والإستثناء دور بلاغى يحمل ثوب علمى فيزيائى ربما يوازى التركيبة الأساسية أو بنية المحتوى للعبارة محل الإرسال والتحبير وهذا شأن أخر لكن الإشارة لدور إلا المحورى هنا كان واجب التنبيه والتبيان لأهميته.
          وإلا هنا دورها بيانى للغاية فهى تعنى علة الكاتب فيما قد يظنه البعض إبتعاد قليلا عن التقاليد المنهجية الصارمة من علمية منهج البحث والدراسة والتحليل وصولا لخروجها فى ثياب منهاجية علمية وتحقيقية ومرورا بهيكلية وبنيوية منطقية قوية لمنهج العرض داخل البحث ؛
          هذا الإبتعاد الظنى عن التقاليد والمنهجية العلمية الدقيقة فى بعض المواضع يرى الكاتب إنه ليس إبتعاد عنها بقدر كونه يقع جزء لا يتجزأ من هذه المنهاجية العلمية الثاقبة والصارمة ويأتى مكملا وخادما لها وليشكل ذلك بذاته آداة خدمية ومنهجية لازمة ومطلوبة بشدة فى منهج البحث.
          فهذة الآداة لم يستخدمها الكاتب بمراده بقدر ما جاء موازيا لحقيقة موضوع البحث وما يتعرض له من تناقضات ومفارقات وخرافات سطحية وساذجة للغاية تدعو للتعجب والدهشة البالغين بل وتتخطى التعجب والدهشة بكثير لتصل إلى التسخيف والسخرية.
          ومثل هذة التناقضات والمفارقات توقع الكاتب فى إشكالية كبرى يعرفها جيدا المدققون والمحققون من أرباب العلم والقلم.
          وهذة الإشكالية ضخمة للغاية فالكاتب فى هذه المواضع يقع بين أن يوضح الواضحات ويسهب فى البديهيات ويستطرد فى المسلمات وما يصاحب ذلك من جهد جهيد للخروج من حلقاتها الفراغية المتهافتة، أو يستعيض عن ذلك كله بآداة تمثل أسلوب بحثى مختلط فى عرض نصه ليحمل الأسلوب فى طياته لذعة ساخرة وتعبيرات بلاغية نقدية شديدة ليختزل ويختصر تلك المفارقات والعجائب والطرائف فيأتى منهج البحث العلمى حاملا بعضا من روح السخرية اللاذعة والتقريعات الشديدة برغم ما تعهد الكاتب لقلمه من منهاجية وصرامة فى البحث والعرض العلمى المحقق والموثق. ولكن وكما سبق يرى الكاتب ذلك الأسلوب وتلك الآداة فى ذاتهما ضرورة علمية وبحثية ملحة ليستطيع الكاتب بهذه الآداة المركبة علميا ولغويا معا تجاوز عقبات البحث من مفارقات وتناقضات تصل بأبسط العقول المنهجية والسوية الى حد السخرية من مثل هذا الكم الوافر من التناقضات والمفارقات والخرافات التى يدركها عقول ووعى الأطفال فى طور نشأة وتكوين العقل المدرك، ناهيك عن العقول الواعية الناضجة، مما أوجد لزوما منهجيا ودورا علميا بحثيا على تخطى التعجب والدهشة إلى السخرية اللاذعة والتقريع الشديد فى ثنايا بعض السطور، ويظهر هنا للقارئ أن الكاتب يرى فى هذه السخرية ضرورة ملحة وآداة بحثية وعلمية موائمة لإستكمال منهج البحث العلمى نفسه لموضوع يحتوى فى صلب محاوره مثل ما يحمل موضوعنا من مفارقات سطحية للغاية وعجائب تمتد لتجعل نفسها أقرب للطرائف ؛

          ربما قد ينظر البعض لهذة المقدمة على كونها مقدمة تبريرية ليرفع الكاتب مطارق الإستخفاف والسخرية على مخالفيه.
          لكننا نؤكد هنا ونقول أن هناك لا شك حدا فاصلا بين التبرير والتوضيح وأن ما سقناه فى المقدمة يقع على كونه توضيحا منهجيا لازما، لا تبريرا محضا.
          وقد يرى بعض المحققون أن هناك بالفعل قدر محدد من المفارقات من الممكن تجاوزها وتفنيدها بيسرعند التحقيق العلمى. وهذا حق لا خلاف فيه ولكن حين يتجاوز هذا القدر من المفارقات الحد المشار إليه، ويتجاوزه لدرجة العبثية المفرطة فنجد أننا هنا أمام تلك الإشكالية مضطرين إضطرارا لإستخدام وإجترار تلك الآداة البحثية المشار لها، وأننا بذلك نتقيد ونلتزم بالأصول المنهجية والبحثية الدقيقة وما يتماشى ويتماهى مع أخلاقية النص العلمى المنهجى ويتداخل معها ليصبح جزء واجب وملزم فى المنهج الأخلاقى للنص عندما يتطلب الأمر ذلك فمن باب الحفاظ على الأمانة العلمية والأخلاقية ومن دقة منهج التحقيق العلمى ولتحقيق التجرد على وجه الحقيقة وجوب إعطاء المحتويات مسمياتها الصحيحة التى تستحقها ويجب توقيف القارئ على موضوعية توجيه المصطلحات إلى حقيقة محتوياتها وكذلك توجيه المحتويات إلى إطلاق المصطلحات والمسميات المناسبة لجوهر تلك المحتويات ؛

          من هنا نجد أن المقدمة توضيحا لا تبريرا وان إشكالية عرض ونقد المادة العلمية الواسعة و الغزيرة موضع البحث وما يصاحب هذه المادة من صعوبات بالغة ومتنوعة فى كثير من تلك المادة أوجدت لنفسها الآدوات المناسبة لكل منها وتستصحب هذه الصعوبة منهج البحث فى كل مراحله وقد فضلت طرح بعض صعوبات البحث قبل تحديد موضوعه ونطاقه على خلاف عادة المحققين لأهداف عدة وأهمها تجاوز تلك الجدلية أخلاقيا فى مراحل البحث المختلفة .
          كما أن هناك صعوبات أخرى كثيرة إذ إن هذا البحث بالأصل يتناول فيوضات وأطياف الصعوبات والإشكالات التى واجهت مختلف الدارسين والمحققين وحتى الأصوليين وفى مجالات متنوعة نتناولها فى حينها.
          وبذلك فقد تم المراد من التقديم ويتبعه عرض تمهيدى سريع ومختصر لموضوع البحث وروافد طيفه العريض والمتعدى زمانيا ومكانيا لمديات أدت بها لتلك الوفرة والغزرة فى المادة التى يتناولها الموضوع وأبعادها المتفاوتة ثم نتبع ذلك بتدقيق الفواصل والأطر المختلفة لنصل بالقارئ الفاضل إلى الإسترسال حول تكوينية وأبعاد وبنائية الهوية الإنسانية الحقيقية الدقيقة الذى هو محور ذلك كله والإشكالية الكبرى الرئيسية التى يتناولها البحث بدرجة من الإسهاب المقتصد لكل بعد من أبعادها وجدنا أن له الدرجة المطلوبة من الأهمية لمعالجته وتحقيق موارده والبت قدرنا فى ذلك بما يناسبه ؛
          ولقد كان من فوائد التقديم أن أتينا بذكر وتمهيد لمنهج البحث المستخدم وأيضا تناولنا لمنهج العرض داخل البحث وهو منهج وصفى تحليلى بالمقام الأول يستخدم الوصف وفقا للمحتوى ولمنطق المسلمات المعرفية فى حدها الأدنى المقبول لما يتواضع على الإقرار به عامة عقلاء الجنس البشرى وسنشرح ذلك بنوع من التفصيل لاحقا ونقدم للآداة الأنموذجية القياسية المناسبة له ؛
          وسيلاحظ الدارس للبحث أن من منهج البحث إستخدام آداة وقاعدة خاصة ربما تكون على خلاف عادة المحققيين الأكاديميين إلا النوادر منهم وهى أن التوصيف الدقيق سابق على التحقيق ومن ثم التأصيل وهذة الآداة غاية الأهمية فالبحث هنا كما سبق يتخذ طريق التقرير والتسليم للمادة العلمية وتحليلها الوصفى ومن ثم تحقيقها ونتائجها العلمية والبحثية من كافة القراء ليتدرج ليصل معهم إلى الإتفاق والإقرار على صحة وتوافق المحتويات للمادة العلمية وتحليلها وعرضها للوصول بها إلى المراد منها وهو أن تكون على درجة الإقرار التى ترفعها إلى درجة أقرب ما تكون للمسلمات، ولا عصمة فى هذا كله ولا ندعى ولا ينبغى لنا فالبشر بين الخطأ والصواب وإحاطة العلم لا تكون لغير الله تعالى بلا مراء ؛
          وسنراعى فى جميع مراحل العرض للبحث القاعدة والآداة المناسبة من حيث السعى الدؤوب لسهولة ويسر وصول البيان والمحتوى المراد لكافة فئات القراء الكرام وبحيث ينتقل القارئ الكريم مع كافة مراحل العرض بيسر بالغ وإستيعاب للمحتوى العلمى بدرجة مناسبة وسنقوم بعرض تبسيطى لبعض المفاهيم المرادة وسنتدرج فى طريقة عرضها لنحاول أن نصل معها إلى درجة الوضوح التى ترفعها لمرتبة أقرب إلى البديهيات والمسلمات والتى لا يمارى فيها إنسان عاقل من بنى البشر والله الموفق لكل خير بفضله ؛
          كما سنراعى مع هذا كله بذل الوسع والجهد الممكن فى عدم التكرار والإسهاب الزائد عن الحد لكن بشريطة الوصول لدرجة الوضوح التى تفى بالإقرار المطلوب وقد يظن القارئ أن هناك تكرار فى أجزاء من المادة العلمية المطروحة وهى فى الحقيقة ليست تكرار ولكنها عملية تحقيق وتأطير وعبور للفواصل الدقيقة بين ثنايا المادة العلمية وإظهار للزوايا المختلفة فيها وتقييد وتقعيد أطرها بشكل سلس ومنضبط وتعميق لما تحمله من محتويات وصفية ومعلوماتية حتى يكون القارئ وكأنه متوقف بحواسه الشاملة على المادة المعلوماتية العامة المقدمة بين يديه وحتى لا يطالبه النص فى الدخول إلى ذهن الكاتب أو إلى ثنايا السطور لمحاولة فكها وإستيعاب مرادها كما يفعل كثير من المتصدرين من الدارسين والمتخصصين، بل سيسعى الكاتب باذلا للممكن من وسعه وجهده لأن يصل النص بنفسه واضحا سهلا مسترسلا إلى ذهن القارئ الكريم والحمد لله رب العالمين ؛
          وكتبه...
          مُتبر الخرافات والأساطير تتبيرا ؛؛؛


          تمهيد لازم لمنهجية تحقيق وسرد وعرض الموضوع
          يجدر بنا فى هذا التمهيد أن نشير لقارئنا الكريم بأن الموضوع الرئيسى الذى نعالجه ونتناول مادته العلمية والمعرفية هنا هو بنائية وهوية وتبعية العقل الإنسانى عامة والعربى منه خاصة، وهو موضوع يلامس جوهر وصلب الوجود الإنسانى نفسه عبر مختلف أحقاب التاريخ وحقول الجغرافيا بمفهومهما الكونى بل وتتعدى العلاقة ذلك لتمر بأحقاب وحقول وأزمنة وأمكنة أخرى غير معلومة لنا على وجه الدقة والتحديد لكن سبيل علمنا عنها هو التوصيف الخبرى المطلق العام بها.
          وهذة العلاقة ليست ثانوية ولكنها أساسية للغاية ووجودية جوهرية وهذا من المسلمات التى لا يختلف فيها مسلم أو حتى كافر أو يختلف فيها عاقل حكيم وذو عقل بسيط وكما يقال فمن المعضلات توضيح الواضحات وبالإمكان الإسهاب وزيادة التبيان، لكن وفينا بالقدر الملزم وهذا سيكون المحل المراد لنا فى عامة عرض بحثنا القادم.
          وكون العلاقة المشار لها تصل لهذه الدرجة فهذا يعنى بشكل مباشر ان المادة المتوفرة والتى تشكل فيوض وأطياف نطاق المحتوى البحثى لموضوعنا هنا هى فى غاية الإتساع ولدرجة بالفعل لا تصدق فهى تشمل حقول المعرفة والمعلوماتية البشرية كافة ومجرد حصر هذه الحقول بذاته يشكل صعوبة بالغة، فما بالنا بمعالجتها؟.
          فنحن هنا بشكل إفتراضى بصدد معالجة وتناول كافة أشكال الإنتاج المعلوماتى والمعرفى البشرى، من الأصولى المبدئى وحتى النوعى منه والمتراكم عبر التاريخ وصولا لعلوم المقارنات بين تنظيرات البنائيات المختلفة ونماذجها المتعددة لجوهر الوجود البشرى ومآلاته ونطاقاته المختلفة وليس هذا فحسب بل سيكون هناك حاجة لتخطى الإنتاج البشرى المعرفى فى شتى العلوم الكونية والإعتقادية الوضعية للدخول إلى معارف أخرى تتخطى الإنتاج والتراكم البشرى نفسه لتتناول علاقة الإنسان بالمعرفة المتلقاة عن رسالات السماء وعلوم الوحى ؛
          فى هذا الإطار المعرفى المرعب والمخيف بحق لأعتى المحققين نظرا لإتساعه الفائق، سنبدأ كما أوضحنا فى بداية الكلام بتوضيح وتبيان وتأصيل وتطبيق منهجنا فى البحث والدراسة والتحليل والعرض كما ذكرنا، وبدايتنا من نقاط الإلتقاء التى لا يسع عاقل يحمل توصيفية العقل بأدنى درجاتها أن يخالف فيه أو يتعارض مع الأسس البنائية له، ومن ما يجمع عليه بنى البشر عامة بلا خلاف مما يشكل فى وجدانهم الجمعى مفاهيم مسلم بها ولها بشكل أقرب إلى البديهيات العمومية لكافة البشرية والنوع الإنسانى، وحتى لا ننجرف فى بحثنا بطريقة تُدخل صعوبة فى متابعته للقراء الكرام وحتى يصبغ برغم خصوصيته البالغة فى صبغة الثوب المراد له من حيث سهولة إمكانية متابعته وإستفادة المتخصصين منه بدرجة متقاربة من اليسر والسهولة مع القراء العاديين غير المتخصصين ويجدون مادته مستساغة فهمها وإدارك محتواها برغم ما يمر به من صعوبات وتداخلات وعلوم مقارنة عديدة.
          سنتوجه فى بحثنا بداية لإيجاد وتأصيل البنائية الصحيحة لآلية منهجية علمية ثاقبة وعميقة تصلح كنموذج منهجى تجريدى متكامل وأولى بديهى، ولتشكل بذلك غاية مفهوم الإعقال وآلية التلقى فائقة الدقة والتى توضح كيفية تلقى الحقائق المختلفة بشكل علمى فائق المنهجية والصحة وتصلح لفض مختلف الإستشكالات اللفظية والأهم أيضا تصلح لفض مختلف الإشكاليات الفيزيائية العلمية والتحقيقية والتجريبية والمنطقية الكبرى بين كافة أطياف البشر على إختلافاتهم الشتى، لتمثل تلك البنائية الشكل الصحيح لمفهوم العقل وحقيقة المراد بالمحتوى الوصفى الدقيق والمؤسس لعملية الإعقال داخل العقل البشرى والبداية والأرضية التى لا يمكن الخلاف فيها لكيفية التلقى الصحيح لمختلف العلوم والمعارف داخل العقل البشرى بحيث نضبط لقواعد فائقة الدقة ونضع مسار منهجى ثاقب للغاية لبنائية أساسية لمفهوم العقل لدى البشرية ولنلج سويا للأفاق الواسعة الحقيقية للعقل البشرى وقدراته الشاسعة فى التلقى،
          وسنتاول خلال هذا العرض تدقيق وتحقيق لمحتوى المصطلحات ومحاولة الوصول إلى المحتوى والتعريف المتوافق المدقق والمحقق للمحتوى اللغوى الإصطلاحى بصدق بحيث نقارب بين الحقيقة الوصفية الواقعية للمصطلح ومحتواها التوصيفى التحقيقى وبين وعائه اللغوى أو مسماه ولفظته للوصول إلى أقرب وأدق تعريف إصطلاحى متوافق تدقيقيا وتحقيقيا للمحتوى الفيزيائى والواقعى للمصطلح وبشكل توافقى بين المصطلح اللغوى وواقعه الفيزيائى للخروج بمنطق البديهيات والمسلمات المنطقية المشار لها فى السابق،
          وسنتناول هنا إلى معنى قولنا المحتوى الفيزيائى للمصطلح ونسهب فى تلك الآلية المعرفية الفائقة وتأصيلها ونسعى لإستخراج ما ذكرناه سلفا حول آدواتنا البحثية ومنهجنا البنائى للعقل البشرى الصحيح السوى وما هو الشكل الذى يجب على العقل تبنيه بنائيا كمفردات وآدوات بنائية أولية تسعى لتحصيل الحقائق الكونية الفائقة فى مراحل وصفية دقيقة، ثم لنسترسل بعدها فى تناول الهوية وتحقيق أصوليات ومقارنات تناولها البنائى والعقدى، ولنضع بعض المتفرقات اليسيرة والإشارات اللطيفة فى ختامنا لهذا الجزء من دراستنا للعقل والهوية الإنسانية المعاصرة ولنترك مساحة مقبولة من الأخذ والرد والشد والجذب العلمى والتحقيقى ..
          ولله الحمد رب السموات والأرض ؛؛؛



          بنائية العقل الإنسانى الصحيحة و طريقها العلمى الفائق
          مدخل عام نحو علوم المنطق الوصفى [ علوم فيزياء اللغة ]

          لقد تواضعت شتى معارف البشر على أن اللغة هى حاضنة المعنى وحاويته ووعائه وهى معيار تصديق وتمرير وتلقى للعلم وليست فى ذاتها معيار صدق للعلم ولكنها شطر لمعيار وميزان العلم بما تمثله من أداء ذهنى للمحتويات والمعانى وشطر العلم الأخر يقع عند التحقيق الوصفى للمحتوى اللغوى ومفهوم العلم، ومعياره ومقياسه الجوهرى يقع عند موائمة وتطابق المحتوى اللغوى للمصطلح مع المحتوى الفيزيائى له وهذة الآداة بالغة الخصوصية تمثل جوهر ميزان العلم والمعلومات المختلفة ونموذجه القياسى فى شكله الأقصى والمثالى الدقيق وعندما نقول التحقيق الوصفى فإننا بهذا نضع معيار متناهى الدقة لأننا هنا لا نعتمد على نظرتنا الخاصة للحقائق والظواهر والسلوكيات المختلفة مع ما تحمله نظرتنا من تفاوت كبير بين كل إنسان وقدرته العقلية مع باقى البشر ,هذا بخلاف التحيز الذى لا يمكن الهروب منه أبدا فالهروب التام من التحيز يقابله التحيز التام للحقيقة وبدون هذا المفهوم تتساقط المعانى وتتداعى على بعضها محطمة للدلالات والمناهج البحثية والعلمية نفسها. فكيف سيكون الحال مع محتويات تلك المناهج والعلوم فى خضم ذلك التداعى والتساقط إذا لم يكن هناك تحيز تام للحقيقة.
          كما أن مفهوم التحقيق الوصفى للمصطلح الذى يوازى لدينا مفهوم علم فيزياء اللغة ميزان متناهى الحساسية ضد أى تضليل وهذا يساوى فى بداهته بداهة جوهر الحقائق العلمية لمختلف المعلومات نفسها لأننا كما أظهرنا ننطلق إلى تحقيق هذة المعلومات وتدقيقها من حيث تقع هى فى جوهرها وحقيقتها وبشكل يجعلنا نصب جهودنا فى التحقيق الفيزيائى أو الوصفى لتلك المعلومات أى أننا نحض على بذل الفكر والتدبر والنظر فى الحقائق الكونية المكينة ودراستها المتعمقة وفقا لمنهج غاية الدقة يتمثل فى جوهر تلك الحقائق نفسها بشكل يجعل مناط التحقيق والجوهر العلمى فى القدرة الدقيقة على التوصيف المحكم للحقيقة الكونية التى يتم تناولها وتأصيل سلوكها التجريبى للإستفادة منه معرفيا وتطبيقيا فى شتى نواحى الحياة البشرية على كوكب الأرض، وهذا ما نسعى لتحقيقه وتقعيده ووضع آلية دقيقة وصارمة لتكون ممثلة لمنهج ونموذج قياسى عام فى آلية تخريج وتحقيق علوم فيزياء اللغة والمنطق الوصفى.
          ومن الأهمية الإشارة إلى كون فيزياء اللغة تهدف بشكل محورى إلى الهروب من الخرافات والمغالطات المعرفية التى أنتشرت فى البشرية وأيضا للهروب من تضليلات الإصطلاحات الإسطورية المغلوطة الكثيرة المنتشرة، فترد فيزياء اللغة الإصطلاحات المختلفة إلى معانيها الوصفية الدقيقة للغاية، وعلم فيزياء اللغة علم تحليلى وإجرائى وتوفيقى يعيد النظر إلى التراكم المعرفى فى شتى المجالات لتدقيق الإصطلاح المستخدم ليتوافق المصطلح مع المحتوى المحمول على اللفظ وعملية التوفيق الدقيق هذة عملية مناطقية وفقا لأسس التوصيف الدقيق للظاهرة أو السلوك محل الدراسة وبتبعية أصولية لسلطان التسميات والمسميات والأسماء وفقا لسلطان كل باب منها.
          وفيزياء اللغة تتخطى تحقيق وتدقيق التعريفات الإصطلاحية لمحتوى الألفاظ إلى إجراء تحقيق وتدقيق وصفى شامل للمحتوى نفسه فى محاولة لتأكيد الوصف الأدق والأعمق للمحتوى ثم إجراء التوافقية التحقيقية بين المحتوى الوصفى وإصطلاحه المتعارف عليه ليتم بذلك جرحه ثم تعديله ثم الإستقرار على النتائج البحثية التى تم التوصل إليها.

          تقعيد وتأصيل لآليات علم فيزياء اللغة
          تحقيق النموذج المنهجى العام لعلوم المنطق الوصفى

          عند التحقيق الأدق سنجد بالإمكان تعريف علوم المنطق الوصفى (فيزياء اللغة) ومصطلحاتها كالتالى :

          هى ميزان دقيق متجرد ومانع لمنهج معرفى معلوماتى شامل والذى يؤدى وظيفة محتوى المنطق الوصفى لمحتوى مختلف الحقائق والظواهر الكونية بمفهومها الواسع والمطلوب 1- توافق محتواه الوصفى 2- وتوافق محتواه اللفظى 3- وتوافق محتواه الإصطلاحى .

          وقولنا فى التعريف أن علوم فيزياء اللغة أو علوم المنطقى الوصفى هى ميزان دقيق لأنها كما أوضحنا تنطلق نحو جوهر الظواهر والمعارف الكونية من حيث تقع هذة الظواهر فى نفسها وفى حقيقتها وجوهرها لا من حيث يريد أن يراها كل ناظر فيضع لها الإفتراضات المتفاوتة ومن ثم التفسيرات التى تتوافق وهواه الشخصى أو معتقده الخاص أو خياله الفضفاض، وقد يغالى البعض فى تصوراته للظواهر والمعارف الكونية فتحمل فى طياتها هلاوس وخرافات تخيلية لا يوجد لها أى أصل من قريب أو من بعيد فى الوجود الكونى لها، من هنا سنرى أن دقة علوم المنطق الوصفى وفيزياء اللغة توازى دقة الحقائق والظواهر والتى تخبرنا بها وتكشفه لنا تلك الحقائق عن نفسها.
          وهذا الميزان غاية التجرد الممكن الوصول لها فنحن نتواضع هنا على دراسة وتناول الحقائق بشكل أبعد ما يكون عن الأهواء والتحيزات العقلية والشخصية أو المذهبية الضيقة وهذة الخاصية ميزة من الصعب للغاية الوصول لها وفق كافة المعارف البشرية الوضعية. وهى آداة صالحة للفصل الدقيق بين الأهواء والتخيلات والخرافات وبين الحقائق التجريدية الكونية ويعلم الدارسون فى مختلف المجالات أن تحقيق التجرد الحقيقى أقرب للمستحيل وهذا لأن مناهجهم الدراسية نفسها على إختلافها لا تستطيع تحقيق التجرد لهم وهذا ما حاولنا معالجته بهذة الآداة لتكون آداة متجردة مبتعدة عن المناهج والآدوات المختلفة المستخدمة حاليا والتى تجبر باحثيها على درجة مفرطة من التحيز الأعمى لآدوات مختلفة غير دقيقة وغير متجردة فى تناولها لشتى الظواهر والحقائق ومن المهم الإشارة إلى أن تجرد الآداة المختارة تجرد تام فهى لا تتحيز لشيئ مطلقا سوى الحقائق فى ذاتها وما تخبرنا به الحقائق بنفسها عن نفسها.
          لذلك فقد أشرنا فى تعريفها إلى أنها آداة مانعة فهى تمنع إختلاط الحقائق والظواهر الكونية المختلفة بالأهواء والخرافات البشرية التى لا تعد ولا تحصى كما أنها تمنع التعارض الظنى فى الحقائق و الظواهر الكونية فى ذاتها ولكن تصرف الظنية أو النسبية لتقع فى عقولنا وأفهامنا وإكتشافتنا نحن كبشر لهذة الحقائق لا فى جوهر تلك الحقائق والظواهر ومما لاشك فيه أن الحقائق مطلقة فى نفسها وفى جوهرها ومهما بدت لنا الحقائق الكونية فى ظننا وكأنها عشوائية أو غير مفهومة فإن القصور والعشوائية بالتأكيد وعلى التحقيق فى معرفتنا نحن بالنظام فائق الدقة فى جوهر تلك الحقائق، فبكل بساطة متناهية فان الحقائق تقع كما هى فى جوهرها وهذا ما يجعلها فى نفسها حقائق راسخة للغاية. وهذا أمر متناهى فى البداهة والبساطة والوضوح فالحقيقة العلمية مهما كانت ومهما كانت خواصها ومفرداتها فهذة الخصائص والمفردات العلمية لا يستطيع عاقل أو حتى غير عاقل أن ينكر أن هذة الخصائص والمفردات تمثل جوهرية الحقيقة أو الظاهرة محل الدراسة وهى المقصودة بالدراسة وهى تمثل جوهرية الظواهر المعلوماتية المختلفة. وإذا ظن ظان في هذا أى نوع من التعارض أو الإمتناع فمثل هذا الكائن ذو الإحتياجات التأهيلية شديدة الخصوصية لا يحسب على عامة بنى البشر وبشكل عام ودقيق فإن النسبية والظنية تقع فى درجة معرفتنا بهذة الحقائق والظواهر وهى على صنفان صنف كانت النسبية والظنية فيه ناتجة من قصور فى إكتشافنا لمدى عمق الظواهر والعلاقات والروابط والحقائق الكونية ووقع الصنف الأخر فى النسبية والظنية من المحاولات العبثية لخلط الحقائق والظواهر الكونية بالخرافات والأوهام والنماذج النظرية الأساطيرية الوضعية الشتى.
          وعرفنا علوم فيزياء اللغة بكونها منهج معلوماتى شامل نظرا لصلاحيتها كطريق علمى ومنهجى فى تحقيق مختلف الظواهر والحقائق الكونية الشتى ولها صلاحية واسعة فى تناولها من منطلقاتها التحقيقية بإتساع هذة الحقائق والظواهر الكونية والعلمية البشرية المختلفة.
          وزدنا فى تفسير وشرح التعريف بالقول حول علم فيزياء اللغة بأنه الذى يؤدى وظيفة المنطق الوصفى لمختلف الظواهر الكونية وهذا كى ندخل مفهوم علوم فيزياء اللغة بشكل وظيفى مواز ومتقارب للغاية ولكن بداخل إطار مفهوم المنطق الوصفى لأن مفهوم المنطق الوصفى أوسع عندنا من مفهوم فيزياء اللغة لأن المنطق الوصفى يتناول الظواهر المعلوماتية فى ذاتها وجوهرها وكذلك فى خواصها وأثارها وعلاقاتها وهذا يؤدى لأمران الأول أنه لن تخرج ظاهرة أو حقيقة علمية عن نطاق المنطق الوصفى والأمر الثانى يقع فى إستحالة تحقيق الأمر الأول بشكل علمى تجريبى على البشر جميعا أيا كان النطاق المعلوماتى والمعرفى الممكن للبشر الوصول له ولو بعد ملايين السنين لأن معرفة البشرية التراكمية الوضعية مهما توصلت لآفاق جديدة فستظل محدودة بالنظر لتراكبية العلوم المختلفة داخل الكون بشكل عام ولنزيد الأمر وضوحا فإن هناك حقائق كثيرة ملموسة فقط بأثرها والتوصيف الفيزيائى لهذة الحقائق لا يتناول سوى أثرها فقط لكنه لا يستطيع تناول جوهر تلك الحقائق وأبسط مثال على هذة الوضعية التقليدية فى علوم المنطق الوصفى ولكنها وضعية تتميز بالخصوصية فى فيزياء اللغة سنجد مثال كالروح البشرية فمختلف العلوم والمعارف البشرية بشكل شامل تعلم تمام العلم اليقينى وتقربأن هناك شئ ما إسمه الروح وهم لا يعلمون عنها أى شئ من خواصها أو ظواهرها العلمية سوى ما يعرف منه فقط بأثرها الإجمالى وليس بجوهرها وعلم جوهر الروح منقطع عن البشر مهما توصلوا إلى معارف وعلوم وأيضا هناك مثال من نوع أخر فمثلا سلوك الإلكترونات داخل الذرات فى دورانها حول النواة فنحن لا نعلم حقيقة جوهر ذلك السلوك وكيفيته حتى وصل الأمر بعلماء الفيزياء أن يوصفوا هذا السلوك بالعشوائى، ومما لا يحتاج للتدليل أن العشوائية والعبثية هنا تقع فقط فى فهم علماء الفيزياء وليس فى طبيعة وجوهر سلوك الإلكترونات حول النواة فهذا مستحيل بالقطع التام لأنه ببساطة متناهية مهما كان هذا السلوك عشوائى فهذة العشوائية والعبثية الظنية حاليا ستمثل مستقبلا إكتشاف علمى مذهل يمثل معرفة جديدة تماما حول حقيقة وكيفية سلوك الإلكترونات حول النواة وأن ما ظنه العلماء فى مرحلة ما عشوائية وعبثية كانت على العكس تماما فتمثل فى نفسها جوهر حقيقة سلوك الإلكترونات وهو الغاية فى الدقة والمتناهى فى النظام لدرجة جعلت صعوبة إكتشافه على جيل علماء الفيزياء السابقين على الجيل المكتشف للحقيقة يوصفونها بالعشوائية. وببساطة وبداهة متناهية فبطبيعة الحال فإن الخلل هنا لا يقع فى ظاهرة سلوك الإلكترونات حول النواة ولكن الخلل جاء فى فهمنا وقصورنا فى تلقى تلك المعرفة الفائقة وإدراك مدى عمقها وعمق محتواها العلمى والسلوكى الغاية فى الدقة والنظام. وأيضا حقيقة معرفية أخرى كظاهرة الكهرباء فنحن إلى الأن لا نعلم عن حقيقة وجوهر الكهرباء شيئا على الرغم أننا إستطعنا إكتشاف الكهرباء بل وأيضا إستطعنا تطويعها لخدمة الحياة البشرية بشكل كثيف واستعملناها فى تطبيقات لا حصر لها ووجودها اليوم فى حياة البشر أصبح جزء أساسى من حياتهم اليومية ومخترعاتهم التطبيقية ولكن وإلى الأن وبرغم كل هذا وبإستخدام كافة المعارف والعلوم الشاملة التى توصلت لها البشرية فنحن لا نعرف بالضبط ما هى الكهرباء ولا نستطيع إيجاد المحتوى الوصفى المدقق لظاهرة الكهرباء نفسها ولكننا نستطيع إيجاد محتوى وصفى لأثر الكهرباء وبعض صفاتها وخواصها وأثرها وقياس أثرها وتطويعها وتجربتها وتطبيقها فى مختلف جوانب الحياة البشرية.
          وبالنظر للأمثلة السابقة فسنقول أن توصيفنا لمفاهيم مثل الكهرباء أو سلوك الإلكترونات حول النواة أو الروح وفق لعلوم المنطق الوصفى ينبغى أن يتناول الظاهرة نفسها وجوهرها ومكتفيا بالقدر الذى تكشفه لنا الظاهرة عن نفسها وبالقدر الداخل فى إمكانية معرفتنا البشرية من حقيقة الظاهرة وهذا حتى لا تختلط الظواهر فى حقيقتها بأى نوع من الخرافات البشرية الشتى ولكن توصيف هذة المفاهيم والظواهر وفقا لعلوم فيزياء اللغة فقد نقبل فيه بالإنتقال من توصيف الحقائق بنفسها وجوهرها إلى توصيف أثار وتطبيقات وخواص ما يدخل فى معرفتنا البشرية من هذة المفاهيم والظواهر الكونية وهذا التفريق بين علوم فيزياء اللغة وعلوم المنطق الوصفى هو تفريق خاص وإجرائى بالمقام الأول، ولكن فى الإجمال فالإثنان يقعان على درجة تقاربية واحدة فى المعنى والتأصيل العام ويشتركان فى التعريف ولكن يختلفان عند تناول المحتوى الذى يعالجه ويقبل بتناوله كل منهما لذا فعند ذكر أى منهما بشكل عام فهما يجريان نفس المجرى ولكن عند تخصيص القضايا والمحتويات سنجد أن هناك فارق تخصصى وهذا الفارق سينتج عنه تقسيمات وأنواع جديدة من العلوم والمعارف الفائقة وبتصنيفات جديدة مختلفة لأبواب العلوم وحتى أسمائها ستخضع لمراجعة تدقيقية شاملة للمحتوى والمعارف الشتى وستكون عملية تدقيق ومراجعة محتوى الإنتاج المعرفى البشرى فى كافة الحقول محدثا فرزا واسع النطاق مما أختلط داخل هذة العلوم والمعارف بأنواع الخرافات البشرية الشتى والأمر يحتاج لتفصيل كبير وواسع بقدر المعارف البشرية المختلفة ولكن حسبنا أننا لم نخصص بحثنا فى علوم المنطق الوصفى وتطبيقاتها المعرفية والمعلوماتية الشاملة وإنما تقديمنا له وعروجنا عليه فى عجالة شديدة تفى بالغرض منه داخل موضوعنا التخصصى والتعريف به وإستيراده كآداة ومنهج علمى شامل صالح للإرتكاز عليه وتصدره للفصل بين ما هو علمى ومنطقى ويمثل حقيقة راسخة وبين ما أختلط بهذا من خرافات وأساطير بشرية شتى.
          ثم أكملنا التعريف بالقول "محتوى مختلف الحقائق والظواهر الكونية بمفهومها الواسع " وهذا يحمل أنواع شتى من المحتوى المعلوماتى المتباين فقد يتناول المحتوى أنواع ظواهر مادية تركيبية أو تحليلية وهى علاقات تخص سلوك المواد الطبيعية وتركيبها وخواصها وظواهرها العلمية المختلفة سواء بشكل منفرد أو فيما بينها وبعضها البعض.
          أو قد تكون محتويات الظواهر الكونية محل الدراسة والتحليل الوصفى لها تحمل سلوكيات توصيفية خاصة بمختلف أنواع النشاط الحيوى الشامل الخاص بالكائنات الحية وكذلك النشاط السلوكى الفائق لما نسميه جمادات فتلك الجمادات نفسها تتخذ شكل من أشكال السلوك الحى فى وضعيات معرفية فائقة ومنها كثير تكلم عنه بعض المتخصصون فالكون الذى يوجد فيه المخلوقات عامة أقرب ما يكون لكائن حى فى نفسه فهو دائم السلوك والتغيير وفقا لمنظومة فائقة الدقة كما أن بعض معايير توصيف الحياة للكائنات المختلفة سنجد كثيرا منها يتوافق مع الطبيعة السلوكية للكون الذى يعيش المخلوقات بداخله.
          وقد تحمل المحتويات الوصيفة للمفردة اللغوية نوع معقد من العلاقات الكونية المعلوماتية يوازى درجة تطور العلاقات السلوكية للحقائق العلمية بداخل الكائنات الحية وبعضها البعض وبين سلوك وخواص المواد الطبيعية المختلفة وبعضها البعض هى الأخرى ولتصل فى حالتهم القصوى تلك التى تحمل تشابك بين كلا الحزمتين من العلاقات الكونية العلمية معا وتصل فى تعقدها إلى الدرجة التى تحمل معها علاقات حيوية غاية فى التشابك كتلك النوعية التى يسعى بحثنا لتناولها كقضية عامة رئيسية بداخله وهى طيف علاقات الإنسان المعلوماتية الكونية ومختلف أنواع الحقائق والظواهر المعلوماتية المرتبطة بها والهوية التى ينبغى أن يتطبع بها العقل البشرى وفقا لتحيزه البالغ للحقائق المجردة عن الخرافات والأهواء.
          ومراحل التحقيق الفيزيائى للمصطلح تمر بثلاث مراحل وهذة المراحل الثلاث تشمل:
          1- التوافق للمحتوى الوصفى : وهو محاولة فك الإشتباك القائم فى علاقات الظواهر المعلوماتية محل الدراسة ومن المهم للغاية علميا عزل الظاهرة المعلوماتية عن مختلف المؤثرات المتنوعة المحيطة بها للإنطلاق لدراسة الظاهرة أو السلوك من جوهره ثم نعمل على الدراسة بإدخال المؤثرات المختلفة تباعا على نموذج الدراسة بشرط هام وهو أن تكون المؤثرات بالفعل موجودة فى الطبيعة الكونية للظاهرة المعرفية المعلوماتية أو للنموذج الدراسى ثم فى مرحلة ثالثة يكون تحليل النموذج الدراسى مرتبط بقياساته وخواصه القصوى فى علاقاته بالحقائق ونماذج الظواهر الكونية الأخرى للوصول إلى أقرب وأشمل وأجمع تدقيق وصفى لتلك العلاقات المشتبكة ليخرج التوصيف اللغوى الخاص لتلك العلاقة فى الشكل المعبر عن أقرب مدى جامع وشامل ممكن توصيفه من حقيقة ومحتوى الظاهرة المعلوماتية محل الدراسة فى جوهرها ومفهومها الذاتى، ثم يتتبع منهج النموذج الدراسى تلك الحقيقة فى علاقاتها بالمؤثرات المختلفة ليصل أيضا إلى دراستها من وضعيات ركيزية مختلفة وبناء النموذج القياسى لتلك الظاهرة المعلوماتية بوضعية وصفية جديدة إن إحتملت تلك الظاهرة المعلوماتية هذة البنائية القصوى بشكل وجودى فى الكون وهنا يمثل التوصيف اللغوى للظاهرة توصيف فى العلاقة البنائية المشتبكة لكل ظاهرة مع مختلف الظواهر الكونية الأخرى مع شرطية الحفاظ على جوهر النموذج القياسى العام للمنطق الوصفى الذى يحافظ على المقاربة الوصفية القياسية بدون إدخال إفتراضات نظرية وتخيلية تفشل النموذج الدراسى لمختلف أنواع محتويات الظواهر المعلوماتية الكونية ولذلك فقد عرفنا المرحلة الأولى للنموذج القياسى للمنطق الوصفى بتوافق المحتوى الوصفى والمقصود منه أن تتوافق دراستنا الوصفية فى كل مراحلها مع شرطية رئيسية وهى الحفاظ على التوصيف للظواهر المعلوماتية دون إدخال لأى إفتراضات توهمية داخل النموذج القياسى أو داخل النموذج الدراسى ومرحلة توافق المحتوى الوصفى تسعى جاهدة لمطابقة النماذج الدراسية لمختلف الظواهر المعلوماتية مع النموذج القياسى العام للمنطق الوصفى فى مرحلته الوصفية التى تعتمد على التوصيف من خلال واقع الظواهر المعلوماتية الكونية بدون خلطها بتوصيفات أو افتراضات نظرية.
          2- التوافق للمحتوى اللفظى : وهو مرحلة صياغة وبلورة وصقل وترسيخ للمفرادت اللغوية المستخدمة داخل النموذج القياسى العام للمنطق الوصفى وموافقة النماذج الدراسية لمختلف الظواهر المعلوماتية مع النموذج القياسى العام فى تحقيقها اللفظى وينقسم إلى:
          أ- تحقيق لفظى عام وهو أن يكون اللفظ أو المفردة المستخدمة للتعبير عن العلاقة التوصيفية قيد الدراسة والتحليل محل القبول والإقرار والإتفاق من عموم أهل اللسان واللغة المستخدمة بداخل النموذج وكذلك أن يحظى اللفظ بدرجة الشيوع التى تفى بنفى غموضه عن عموم أهل المستخدمين للمفردات اللغوية محل الإستعمال.
          ب- تحقيق لفظى خاص وهذا النوع من التحقيق اللفظى شائك ومعقد نوعا ما ويحتاج إلى دراسة خاصة به لأنه يتناول بداخله سلطان التشريع اللفظى الخاص وهو ينقسم بشكل عام إلى نوعان رئيسيان: الأول: ويتناول تحقيق المحتوى اللفظى الخاص هنا بمستجدات الظواهر المعلوماتية والمعرفية والتطبيقية التى تكشف اللثام عن نفسها بنمو التراكم المعرفى البشرى فى النطاق المعرفى التقليدى الذى يتناول حتى مستوى المعلوماتية الكونية المتراكبة ومن ثم يعمل التحقيق اللفظى فى تلك المرحلة المخصصة بصياغة وضبط وبلورة المفردات التى تفى بتوفير محتوى لغوى متوائم ومتوافق للظاهرة المعلوماتية الجديدة لتتوافق وتتوائم مع النسيج اللغوى العام فى اللغة التى يتم إستحداث المصطلح بداخلها. والنوع الثانى من التحقيق اللفظى الخاص هو ما قمنا بإستثنائه فيما بين الأقواس وهو حالة متوغلة فى الخصوصية وتتناول معتقدات الإنسان الفكرية والعقدية بشكل فردى أو إجتماعى وأبعاده المختلفة وهذه تحتاج تفصيل كبير ولكن وجب الإشارة بتخصيص نوع منفرد من التحقيق اللفظى لها كما أنها فى حالات كثيرة تحتاج لمراحل أكثر من التحقيق الفيزيائى للمصطلح فتحتاج لمنهج خاص لتوقيع الإصطلاح الخاص بها وقد تتاح لنا مناسبة نفرد بها مساحة مناسبة لهذا الباب عظيم الأهمية.
          3- توافق المحتوى المنطقى : وهذة المرحلة تهتم بتحقيق التوافق البنيوى العام للمصطلح للموائمة بين التحقيق الوصفى إلى التحقيق اللفظى، ويعتبرمنهح التوافق المنطقى هو الوسيط القياسى النموذجى بين المحتوى الوصفى لواقع الظاهرة أو النموذج التحقيقى محل الدراسة وبين محتوى النسيج والحقل اللغوى العام وهو يمثل مرحلة تدشين الإصطلاح والإقرار به والتسليم له ونفى أى تعارض قد ينشأ بين المحتوى الوصفى وبين المحتوى اللفظى، ومما لا شك فيه أن الإصطلاح الفيزيائى للغة هو وسيط بين محتوى الواقع الكونى الوصفى للظاهرة أو السلوك محل الدراسة والتوصيف وبين الحقل اللغوى بشكل عام والتوافق المنطقى هنا يهتم بتحقيق دور الإصطلاح الفيزيائى داخل الحقل اللغوى بشكل عام والمضمون والمدلول الذى سيؤديه الإصطلاح داخل هذا الحقل اللغوى ومدى موافقة المضمون والمحتوى الوصفى الفيزيائى مع محتوى الإصطلاح اللغوى المختار ونموذج الموائمة المنطقى المستخدم فى هذا القياس التوافقى ليس هو المنطق النظرى الأعرج بل كما وضحنا فعامود المنطق هنا هو المنطق الوصفى والذى يعد هو المنطق التحقيقى الصحيح وهو عليه التعويل فى درء التعارض وسنتناول هذا فى شكل فوائد منفصلة ملحقة بنهاية كلامنا عن علم فيزياء اللغة أو علوم المنطق الوصفى.
          وبهذا يتحقق التدقيق الجمعى لعملية التوصيف الفيزيائى الإصطلاحى للفظ أو المفردة اللغوية مع محتواها ليتم تمريره وقبوله فى إطاره الإصطلاحى قيد الإستخدام.
          وهذه هى الوظيفة الأم والرئيسية للغة والتى تسبق مهمة اللغة كما يشاع عنها كمجرد آداة تواصل بمعنى أن التواصل اللغوى نفسه مبنى على الآداة الفيزيقية للتحقيق اللغوى أى أن علم فيزياء اللغة سابق على كل علوم اللغة المختلفة فهى تأتى جميعا بشكل بنيوى ومؤصل قائم على التحقيق الوصفى الفيزيقى لمختلف الآدوات والوظائف اللغوية الأخرى وهذا ربما تجاهلته أغلب الكتابات التأصيلية فى ما يسمى بــ " الفيلولوجيا " والتى يقال عنها أنها " علم اللغات " والأمر يحتاج مزيد بيان وإسهاب ولكن حسبى أن البحث ليس مخصص لتناول القضية بالتخصيص ولكن فى هذا المرور السريع عليها سنكتفى منها بالقدر الذى يفى بتوضيحها وتأصيل فواصلها وخطوطها وأطرها العامة كمبادئ غاية الوضوح لمن أراد سلوك السبيل وزيادة التأصيل والتفصيل فيه من بعدنا كما نرجوا.
          وعلم فيزياء اللغة يهتم بشكل خاص بآلية التدقيق الوصفى وآلية التحقيق الإصطلاحى المشار لها ليضع الأطر اللغوية والإصطلاحية الدقيقة للظواهر السلوكية المختلفة سواء تعلقت الظواهر السلوكية بالعلوم التكوينية الكونية التجريبية وسلوكيات المواد وخواصها فيما بينها أو الظواهر السلوكية التوصيفية للنشاطات الحيوية لمختلف المخلوقات الحية.
          لقد كان هدفنا من الشرح المبسط للمبادئ الأصولية والجذرية لعلوم المنطق الوصفى هو وضع القارئ الكريم على منهجنا العلمى الشامل للعلوم الكونية ومنطقها الوصفى والذى يعد بنظرنا أدق الطرق والمناهج العلمية التحقيقية الفائقة الممكن أن يصل لها العلم البشرى فى تحقيقه لأى مادة علمية من أى نوع وليتواكب القارئ مع طريقة عرض وتحليل باقى المادة العلمية القادمة وكيف يسعى البحث لتحقيقها وفقا لقواعد غاية التجرد وأبعد ما تكون عن التحيز ولنسهم بذلك فى تشكيل وعى نقدى وتحليلى ونوعى وفائق بشكل جديد لدى القراء الأفاضل والله وحده هو من وراء القصد ؛
          وبعد أن تناولنا بشئ من التفصيل محاولة الوصول إلى أدق آداة معرفية قد نستطيع الوصول لها وفقا للمعارف البشرية المتواضع على القبول بها والإقرار لها ومتحرين فى ذلك قدر من التجرد يظهر للقراء جميعا مدى صعوبة الوصول له وتحقيق مناطه ودرء المتعارض، والتجرد هنا أهميته تمثل مطلب محورى ألا نكون كغيرنا ممن أدعى التجرد الذى كان عند تحقيقه عليه هو التحيز التام .
          وبعد هذا الإسهاب فى علم فيزياء اللغة كآداة معرفية هامة ودقيقة فسوف نستوردها كآداة بحثية ومنهجية دقيقة فى مراحل دراستنا وتحليلنا للمادة العلمية والمعرفية التالية وسنلتزم معها أيضا بمراجعة منهجية لمنهجنا وآدواتنا فى مراحل العرض والتحليل حتى يظهر للقارئ مدى حرصنا على تحقيق التجرد بما لا يطيقه أ ى منهج علمى تحقيقى أخر ؛؛

          فائدة ضرورية وهامة للغاية :-
          جرح ونقد بنائية المنطق النظرى لأرسطو وجرح ونقد بنائية المنطق النسبى لإينشتاين:
          أولا نقد وجرح بنائية المنطق النظرى لأرسطو :

          مما لا شك فيه أنه يجب أن يستقر فى أفهامنا ومناهجنا وعلومنا ومعارفنا أن قضية المنطق قضية علمية بحتة ومعنى ذلك أنها تقع تماما على النقيض من الخرافة والعبثية والجدلية اللفظية الفارغة من المحتوى العلمى.
          وأساس بنائية نموذج المنطق الأرسطى قائم على خرافة كبرى تسمى المنطق النظرى الذى يقوم على أساس بناء نماذج دراسة نظرية ويقوم بإفتراض العناصر والظواهر داخل النموذج النظرى ثم يقوم بعد هذة العملية بدراسة وتوصيف وإستقراء لهذا النموذج النظرى الإفتراضى.
          بالطبع فمن المفترض ألا يخفى لعاقل كم الخرافات والسخافات التى يحملها هذا المنطق النظرى ولن نسهب كثيرا فى تهشيم المنطق النظرى لأنه يحمل كم مغالطات لا تحتاج لعناء فى تفكيكها وإظهارها فيكفى أن نشير إلى أنه منطق معكوس يقوم بتوصيف إفتراضى وإستقراء نتائج وحقائق علمية غير موجودة أصلا فى الواقع التحقيقى والكونى نفسه.
          أى أنه يقوم بدراسة غير واقعية لظواهر غير موجودة إلا فى ذهن بانى النموذج ومؤطره وللأسف الكبير ومن المغالطة العظمى فإنك تجد هذا المنطق المخزى للعقل الإنسانى عامة بات هو أساس ما يسمى بعلم المنطق عند الأصوليين والمحققين لعلوم المنطق عامة وحقيقة هذا النموذج تقع فى جوهرها على كونه علم أقرب إلى الوساوس والهلاوس وليس علم للمنطق السوى الصحيح الموافق للحقائق والظواهر الكونية المختلفة المفترض بالأصل أنها وظيفة المنطق كعلم وهذا ظاهر للغاية فمناط المنطق هنا هو الإفتراض التخيلى.
          أى منهج سوى أو أى عقلية سوية سوف ترى أن عملية التفكير والتدبر والبحث والإستقراء والدراسات المعلوماتية والإنسانية عامة مؤصلة على الجوهر الواقعى لمختلف أنواع السلوك والظواهر والعلاقات والمعلومات الكونية.
          وحين تصبح عملية التفكير والتدبر والبحث والدراسة مجرد نماذج نظرية تحوى آلية تخيلية بحتة لا تستند إلى الواقع الكونى والتوصيف الدقيق فى تناول هذا الواقع الكونى ودراسته وتحقيقه وتستند فى هذا على تلك الآلية النظرية المحضة والقائمة على قدرة كل عقل على إفتراض وبناء حزمة من الإفتراضات والتخيلات والهلاوس والوساوس المختلفة فإنها تصبح عبثية فارغة وخرافة كبيرة تجلب الويلات والعبثية المتساخفة على بنى البشر، ونكون بصدد منهج مناقض للمنهج العلمى الصحيح وليس أن يذهب الناس ليقولوا بأن هذا المنهج الأساطيرى الخرافى هو المنهج المعبر عن علم المنطق.
          كما أن عملية البناء النظرى الإفتراضى للنماذج الدراسية تتخطى الواقع لتطيح بالعقل فى دروب التشتت وحلقات مفرغة من الهلوسات والوساوس والتخيلات ويكون حينها المنطق الأقوى والأكثر منهجية وعلمية وفقا لهذا النموذج النظرى الخرافى هو الأكثر قدرة على بناء نموذج إفتراضى يبتعد أكثر وأكثر عن التوصيف الفيزيائى الصحيح لمختلف السلوكيات والظواهر فى الواقع الكونى.
          أى كلما كان نموذج العلم والمنطق خرافيا هلوسيا أكثر وأكثر أصبح وفقا للمنطق الأرسطى النظرى هو الأكثر قدرة على فهم وإستيعاب وتدريس العلم والمنطق ولا يخفى على عاقل ما يحمله هذا النموذج من سخافة وسماجة وإستهانة وإستخفاف بقيمة الواقع العلمى للكون ناهيك عن إستخفافه بالعقل البشرى السوى الذى يفترض به أن يتناول الظواهر والنماذج الدراسية من حيث تقع هى على حقيقتها لا من حيث يريدها كل دراس بحسب هواه الشخصى. وهذه مسائل ظاهرة للغاية لا تحتاج لمزيد من الإسهاب أو التوضيح.
          ولقد كان للنموذج النظرى لأرسطو أكبر وأعظم الأثر فى سخافة العقل الإنسانى المعاصر وبخاصة ما يسمى بالعقل الجماعى الغربى.
          فقد أصل وأسس المنطق الأرسطى النظرى للخرافات العديدة المسيطرة على العقل الغربى وطيف أوهامه وخرافاته الشتى.
          وبناءا على هذا النموذج النظرى الخرافى المتهافت فقد أسس أرسطو لواحدة من أكبر الأساطير والسخافات عبر مختلف العصور، وهى خرافة ومغالطة ما سماه بالقانون العقلى أو القانون العقلى المطلق أو قانون العقل الطبيعى الذى أسست بنائيته على منهج ومنطق العلم الإفتراضى الخرافى والنماذج التخيلية التى ذكرناها سلفا، وهى خرافة تقع بالشكل الموازى أو المساوى عند أرسطو لخرافة أخرى أكبر هى ما يسمى بقانون العدل الطبيعى الذى جعله أرسطو بمعنى العدل المطلق أى العدل فى ذاته كما يقول بإصطلاحه.
          وخرافة أرسطو لقانون العدل والعقل الطبيعى المطلق تلك ومنهجها العلمى الخرافى ومنطقها الإفتراضى التوهمى تعتبر المخزون العقائدى والإيدولوجى الرئيس والمؤسس الذى استخدمه الغرب فى محاولة التأصيل لما يسمى بنهضة الغرب العلمية والحضارية الحديثة وتعد هى أيضا المغالطة الرئيسية المؤسسة لما يسمى بفكرة العقد الإجتماعى عند جان جاك روسو التى تعتمد على فكرة بنائية القانون الطبيعى المطلق المؤسسة على فرضية القانون العقلى. وهى مغالطات متراكبة بعضها فوق، وبناء على أفكار ومغالطات العقد الإجتماعى تم التأسيس فيما بعد لما أعتبره الغرب " مبادئ القوانين والأعراف الدولية " وبطبيعة الحال لم ينتهى بنا المطاف لهذا فنفس المخزون العقائدى يمثل الرصيد الأساسى والفروض التأسيسية لمفاهيم وعقائد كثيرة مثل الدستور ومثل " إعلانات حقوق الإنسان ". ومؤخرا ظهرت ما يسمى بعقيدة " الشرعية الدولية " و" النظام العالمى الجديد " وتلك العقائد والأفكار والخواطر وتنظيماتها وتحديثاتها ومسمياتها تعود بالإجمال فى منشأها جميعا إلى الخواطر الأرسطية الشاردة ومنهجه العلمى الخرافى وآلة منطقه الساقطة ونماذجه الإفتراضية التراكبية. كما مثلت فكرة القانون والعقل الطبيعى إلى جوار فكرة العقد الإجتماعى والدستور الأسس والأصول والجذورالإعتقادية والبنيوية لما يسمى حاليا " بالدولة العقلية " أو " الدولة المدنية " أو " الدولة الطبيعية " ولا يخفى على عاقل كم المغالطات والتناقضات والخرافات الموجودة فى تلك المسميات وكذب المضمون عن المسمى وتنافر تنظيراتها فى ذاتها ناهيك عن تنافر تنظيراتها مع الواقع الكونى ناهيك عن تناقض الأصول البنائية نفسها لهذا المنهج النظرى المؤسس لكل تلك التنظيرات التى سقط العقل الغربى الجماعى فيها بتلك النماذج النظرية الخرافية المتراكبة بعضها فوق بعض وكلما ازدادت الحمولة وزدت بتركيب نموذج على أخر كلما زادت الخرافات والأساطير التى تم إدراجها فى عقيلة الإنسان الغربى المعاصر.
          ولا يخفى على عاقل هنا أن الغرب أعطى لنفسه حق التشريع المطلق على كافة الخلق وفقا لتلك النماذج الخرافية والأسطورية.
          بل تمادى الغرب فى تطرفه الضلالى الوسواسى حتى وصل لتكفير من يقول بخرافة تلك النماذج النظرية ولا يؤمن بها ويفضح حقيقتها المريضة المتهافتة وينادى بحقوق المجتمعات المختلفة وفقا لأسس وعلوم المنطق الوصفى الفيزيائى وحقائقه الشرعية فى إحترام حقوق كل منها فى إعتناق وتطبيق ما تؤمن به من عقائد وتشريعات.
          ومما لا شك فيه ولا يتمارى فيه عاقلان أن منطق آلة العلم الصحيح والفائق هى منطق آلة العلم الوصفى وعلومه وهى منطق لآلة أقرب ما يمكن تحقيقه إلى الدقة والتجرد وأبعد ما يكون عن التحيز فيقوم على إحترام أسس الواقع العلمى والحقائق الكونية وتدقيق المحتويات لموافقة الإصطلاح ويتيح مراحل وفواصل من العلم وتدقيقه ومراجعته ويتيح بناء مجتمع دولى وإنسانى على أسس العدل الواقعى وليس أسس العدل الإفتراضى والتخيلى التوهمى.
          (( ولمن أراد التوسع والإستزادة فى النقد المقارن للمنطق الأرسطى خاصة وعامة منطق اللاتينيين واليونانيين القائم على بنائية النماذج النظرية, فيرجى الرجوع بهذا الصدد إلى المرجع النفيس لشيخ الإسلام أبى العباس أحمد بن تيمية الممهور بـ " نصيحة أهل الإيمان بالرد على منطق اليونان " وهو نفسه المشهور تحت اسم " الرد على المنطقيين " أو " نقد المنطق " ففى هذا السفر الجليل ستجد نفائس معرفية وعلمية مقارنة لا تحصى فعليك بإقتنائه والعناية بمجمله فى بابه. )).




          تمت الحلقة الأولى بفضل الله وحده ...
          أخوكم..
          مُتبر الخرافات والأساطير تتبيرا ؛؛؛

          تعليق

          • prayer_06
            3- عضو نشيط

            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى
            • 10 يول, 2006
            • 425
            • مسلم

            #6
            بسم الله الرحمـــــــــــــــــــــــــــن الرحيم

            صدق د.أمير حينما قال من تكلم في غير فنه اتى بالعجائب!!!

            بادىء ذي بدء هذا الكلام و المسمى بحثا ليس بكلام جديد بل طرح عده مرات وبأساليب مختلفه

            الكاتب متأثر بنفس الغلط الذي وقع فيه كثير من الكتاب والمؤلفين عندما ظنوا أن المنطق هو صورة للغة، وبالتالي فمنطق أرسطو يدل فقط على النحو الحاكم للغة اليونان، ولعل أشهر من قال بذلك الشيخ السيرافي ولذلك كان يرفض استعمال المنطق. والبعض كالمذهب الوضعي لا يتعاملون مع الأفكار والمعاني بل مع الألفاظ والمباني ودلالاتها، لقد غفل الكاتب عن وجه الفرق بين المنطق واللغة، حيث إن المنطق يتعامل مع ترتيبات الذهن البشري للمعاني وكيفية توليه للأفكار منها، واللغة تعامل أصالة مع الألفاظ من حيث دلالتها على المعاني، فتعامل المنطق مع اللفظ عارض وليس أصيلاً بخلاف اللغة فإن اللفظ جزء من ماهيتها، كما هو المعنى. ولكن اللغة تهتم باللفظ من حيث دلالته على المعنى، ولا تهتم أساساً بكيفية الوصول إلى هذا المعنى في نفس الإنسان، فإن هذه وظيفة نظرية المعرفة ومنها المنطق مثلاً.

            وأنا أتعجب أشد العجب لهذا الشرح الالمعى لمنطق أرسطو وأظن ان الكاتب ما قرأ لارسطو ولو سطر واحد لانه لو كان قرأ له ما كان كتب هذا الكلام واني أظنه مجرد قارىء متأثر بكتب قرأها ولم يبحث ورائها وانما أخذ ما قرأ على انه مسلمات فوقع فيما حذر منه بفمه وشر البليه ما يضحك

            كما انه من السهل استنتاج باقي مقالته وأقول لك قبل ان تستطرد لكي أوفر عليك عناء الكتابه ان أردت

            1-ألا تعلم أن الأوروبيين كانوا متأثرين بالمنطق الصوري طوال تاريخهم الفكري إلى ما قبل قرنين فقط،و أن اليونان هم الذين اشتهروا بالمنطق،


            2- أنه يوجد وجه تشابه بين المنطق واللغة من جهة اهتمام الاثنين بالمعاني ولكن من جهتين مختلفتين، واختلاف الجهة يستلزم قطعاً اختلاف حقيقة علم المنطق عن اللغة. وبناءٌ عليه فادعاء أن المنطق الأرسطي كان عبارة عن تحليل للغة اليونانية ونحوها العام، قول باطل وغير صحيح وإلا لما قبله سائر الشعوب غير اليونان.

            3-يظهر انك لا تفرق مطلقاً بين ثبات القانون وتغير المصاديق، فإذا ثبت القانون الفكري والطبيعي، فهذا لا يستلزم ثبوت وسكون مصاديق مطلقاً، فقوانين الجاذبية بين الكواكب مع ثبوتها إلا أن الكواكب دائماً تتحرك، وقوانين الضغط الجوي الثابتة دائماً، لا تستلزم سكون الغيوم والرياح المؤثرة في الطقس.

            4-هل تعتقد أن العلماء كانوا ساذجين، فقد قررت أنهم ينظرون لنظريه أرسطونظرة تقديسية على اعتبار أنه قانون العقل البشري الكامل،وقلت انهم وصلوا لدرجه تكفير من خالفهم!!! وبالتالي فقد تم تخدير أجيال من العلماء بهذه النظرة حتى جاءت كتب المنطق المتأخرة التي وضعها بعض المفكرين المسلمين ترديداً ببغائياً لما جاء في كتب أوائل المفكرين المسلمين الذين تبنوا هذا المنطق.فهل هذه هي الصورة التي تتصورها عن سيرة علماء المسلمين أولهم مدهوش وأخرهم مقلد ببغائي! هل فعلاً كانوا كذلك؟! ألا تعرف أنهم نقدوا المنطق وعدلوا عليه وفسروه وزادوا عليه ما لم يكن يخطر لأرسطو وأتباعه على بال. إن هذه الصورة التي تعرضها لا تختلف مطلقاً عن الصورة التي في أذهان كثير من الكتاب المعاصرين عن طريقة وتطور العلوم الإسلامية، إنهم يدعون دائماً أن بدايتها تقليد وانبهار بالآخرين وأخرها تقليد للأوائل، فالحاصل عندك أنه لا توجد شخصية حقيقية لعلماء الإسلام، كانوا مقلدين لليونان وللغرب، وهذه هي نفس نظرة المستشرقين وبعض متحجري العقول من المسلمين
            وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ

            تعليق

            • د.أمير عبدالله
              حارس مؤسِّس

              • 10 يون, 2006
              • 11248
              • طبيب
              • مسلم

              #7
              أولًا : لن أتناول باقي المبحث , لأني كما قلت أنه لا يستحق الإلتفات إليه لأن فيه أغلاط في ألف, باء الطب التي يستطيع أن يفندها كل طبيب, بل كل قارىء واعٍ مثقف ..

              ثانيًا : سأبين حقيقة ومغزى هذا البحث وأصله ومن أين نُقِل , لأنهي به النقاش .. معتمدا على مقدمة هذا الباحِث .!!


              فأقول أن هذا المبحث برُمّتِهِ ماهو إلا ترجمة وإعادة صياغة لكتاب "The Cancer cure that worked" , لكاتبه باري لينز , يدور في نفس مداره وفلكه ويترعرع على نفس نظرياته .. فهذا الكاتِبُ - باري لاينز- يؤمن ويعتقد في الخرافات وما وراء الطبيعة الى الدرجة التي تجعله يُصور كل شيء على أنها مؤامرة .. فهو منجم يعتمد على التنجيم في تفسير كثيرٍ من الأمراض وعلاجها , ولِذا لا غضاضة أن يتولى الدفاع عن الطب التقليدي والبديل ويعلن حرب شرِسة على الطب الحديث , وساعده اقترابه من الدكتور الأمريكي رويال رايف في ان يتبنى الإهتمام بعلاج السرطان والطرق البديلة في العلاج .. وقد اهتم باري لينز بالعلاج البديل لمرض السرطان , وروّج لنظرية المؤامرة القائِلة بأن علاج السرطان قد خرج للوجود بالفعل على يد رويال رايف متمثلًا في الميكرسكوب الذي اخترعه !! .. وهذا الأمر غير صحيح باعتراف رايف نفسه عام 1938 كما سنبين فيما بعد.

              المهم أنه بعد وفاة رايف بعشر سنوات أخرج باري لاينز الكتابَ في الثمانينيات من القرن المنصرِم , وصوّر فيه الطب الحديث وكأنه لعبة كبرى تحول دون علاج المرضى حتى تستمر الأمراض فيستمر الدخل القومي وغيره من المكاسِب .. واعتمد الكاتب على التهويل والمغالطة في سرْد الوقائع .. ويدور الكتاب كله حول العالم الامريكي رايف السابق الذكر , فصور المؤلف جهاز الميكرسكوب الذي اخترعه رايف على أنه العلاج الحقيقي لمرض السرطان وأن رابطة الأطباء الأمريكيين هي التي عمدت على اخفاء الحقائِق وترك السرطان بلا علاج في حين أن الميكرسكوب اثبت فاعليته وعالج السرطان فعلًا ..!! ( وعجز باري عن اثبات ولو حالة واحدة تؤكد زعمه ويقينه)!!

              وعلى هذا مدار الكِتاب كله محاولة تخييط أحداث من الشرق والغرب وصياغتها في نظريات بروح المؤامرة والمغالطة في الوقائِع ليوهم القارىء بأن الطب والأطباء أعداء البشر وهم الناشرون الحقيقيون للمرض ..


              أما الأخ الكريم الباحِث وكاتب المقال أعلاه .. فهو في الحقيقة ما هو إلا مترجِم وناقل لفكر هذا الكاتِب, فنقله بالعربية وأعاد الصياغة وغير في طريقة السرد مع بعض الحبكة, لكنه استخدم نفس النظرية ونفس القرائِن المتهافتة ولم ياتِ بجدبد , وقدم البحث على انه حقائِق تُنْشر لأول مرة .. وعلى نفْس المنوال في نسخة هذا الكتاب العربية المتمثلة في مقال الباحِثِ هنا يُصور الأخ الكريم أن الطب على أنه ماهو إلا مؤامرة علمانية لأغراض أفصح عن أكثرها في مقاله .. وعلى نفس الدرب والمنهجية : اعتمد الكاتب في المقال على التهويل والمغالطات وقلب الحقائِق .. لتصوير الأمر وكأنه مؤامرةٌ كبرى .!!



              في مقدمة موضوعه بدأها بتهيئة عقل القارىء لمؤامرة كبرى .. وذكر مثالين كبيرين ليوضح لقراءِهِ هذه المؤامرة .. فذكر تقرير فلكسنر, ليستشهد به على أنه البروتوكول أو المبدا الذي على اساسه تم الإتفاق على وأد كل أنواع الطب البديل , ثم دلّل على ذلِك بأن الطب العلماني أخفى عن الناس علاج السرطان الذي اكتشه رويال ريمون رايف !!

              فقال فيه :

              دعونا الآن نتعرّف على حقيقة تاريخية أخرى لم يعرفها احد، ولا حتى "المتخصصين الرسميين" في مجال الطب المنهجي، لأنهم بكل بساطة لم يتعرفوا عليها خلال مرحلتهم التخصصية:
              نهاية لجميع الأمراض
              في العام 1931م !!!


              في 20 / تشرين ثاني / 1931م، كرّم 44 طبيب من أبرز الأطباء في الولايات المتحدة، الدكتور "رويال ريموند رايف" بمأدبة عشاء احتفالية عنوانها "نهاية لكل الأمراض". لقد تمكن الدكتور رايف من إيجاد وسيلة فعالة للقضاء على السرطان والأوبئة والأمراض البكتيرية إلى الأبد.
              لكن بعد 75 عام على مرور هذه المناسبة، اعتقد أنه بإمكاننا طرح السؤال:
              أين هي وسيلة رايف العلاجية اليوم؟!!



              فمن هم أصحاب المؤامرة الحقيقية؟ ..

              الكاتِب الإنجليزي , ومن سار على دربه ونقل عنه "كاتبنا العربي" زعموا أن الطب ماهو إلا مؤامرة ضد المرضى .. وزعموا أن علاج السرطان موجود بالفعل وقد اخترعه رايف عام 1931 .. وصوّر لنا الباحِث أنها عملية منظمة من الطب العلماني لخداع الناس .. هي التي أجبرت رايف على أن لا يرى جهازه النور .. لكِن هذا التهويل وهذا التصريح لا صحة له .. فهو مؤامرة في عقل الكاتب الباحِث وحده .. ومن يؤمن بنظريته من الإخوة المتحفزين العرب الذين ياخذون كل شيء بلا تثبُت أو بينةٍ أو برهان.

              الحقيقة أخي الحبيب الباحِث أن رايف حين اخترع جهازه الميكرسكوبي "ميكروسكوب رايف" قال أنه يمكنه اكتشاف الجراثيم الدقيقة به ويمكنه من قتلها او على الاقل إضعافها .. وقال ربما يقضي ذلِك على كل الأمراض .. حيث كان يُعتقدُ وقتها أن السرطان سببه الفيروسات والجراثيم .. ولم يقدمها هو ولا الطب العلماني - كما يحلو للباحث تسميته – على أنها حقيقة مطلقة لا تقبل التفاوُض ..


              المفاجأة أن رايف قدم جهازه للأطباء للبحث والتأكد من جدوى ما اكتشفه واخترعه وهو نفسه بعد 8 سنوات أقرّ أنه لا يمكن علاج السرطان بهذا الجهاز .. ولم يستطع أن يُقدم حالة سرطان واحدة شُفيت من المرض .. فأين الخداع والفرض القسري على العالم؟! ..

              المُدهِش أن الطب العلماني ليْس وحده هو من أكد أن اختراع رايف لا قيمة له وأنه خداع وأنه لا يُمكِنه أصلًا من اختراق الجلد فضلًا عن أن يخترق ما دونه .. بل إن رايف نفسه عجز عن اثبات حالة شفاء واحدة لمرض السرطان .. إلى أن أعلن بنفسه عام 1938 ان جهازه قد لا يكون علاجاً للسرطان لكن ربما يكون علاجا للأمراض الجرثومية الأخرى !! ..

              وبالتالي فالطب والأطباء براء من هذه المؤامرة المعششة في عقول المؤامراتية !



              لكن تعالى نرى حقيقة المؤامرة .. فبعد وفاة رايف بعشر سنوات , جاء كاتب في الثمانينات من القرن المنصرم وهو معلمك الأول واستاذك الأول لهذه النظرية .. هذا الأستاذ والمعلم مثلك لا علاقة له بالطب .. لكنه منجم ماهر .. مولع بما وراء العقول .. فلا عجب أن يكون مولعًا بنظريات المؤامرة .. لقد زعم هذا الكاتب أن جهاز رايف هذا يُعالج السرطان وأن رابطة الأطباء الأمريكيين هي التي شوشت عليه حتى لا يُكتب له النجاح .. وعلى إثر هذه النظرية المؤامراتية التي خرجت ممن لا علاقة لهم بالطب , خرجت الكثير من شركات النصب واخرجت في الأسواق ميكروسكوبات باسم ميكرروسكوب رايف للتجارة والمكسب والضحك على المساكين الآملين في بارقة أمل في الشفاء من السرطان , ونتج عن ذلِك أن تأثر بعد الأطباء بهذه الخدعة وقام بعض المرضى بترك الأدوية التقليدية والعلاج الكيماوي , واستخدموا هذه الأجهزة , فكانت النتيجة موت كثيرٍ من المرضى .. إلى أن خرج الكاتب أخيرًا بعد ان ضيّع الكثير والكثير , وغرّر بالمرضى والغلابة الذين تركوا العلاج بحثًا عن ميكرسكوب وهمي .. خرج وحذر من جميع الشركات التي استغلت كتابه لصنع ميكرسكوبات وهمية لعلاج السرطان .. والنتيجة الحقيقية أنه لا هو ولا غيره يملك ميكرسكوب او أداة واحدة قادرة على علاج حالة سرطان واحدة.



              فياترى من الذي خدع وضلل .. ومن يعتمد على الحجة والدليل والبرهان , ومن الذي يعتمد على الدجل والشعوذة والمؤامرة؟!
              "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
              رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
              *******************
              موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
              ********************
              "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
              وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
              والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
              (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

              تعليق

              • طالب علم مصري
                مشرف قسم النصرانية

                • 2 فبر, 2010
                • 2491
                • باشمهندس
                • مسلم

                #8
                بارك الله فيكُم جميعاً , وفى الرجل الذى إذا تَكلمَ فى مجال ظننا أنهُ لا يحسن غيره ...
                سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

                تعليق

                • قاهر سدنة الظلام
                  1- عضو جديد
                  • 23 يون, 2011
                  • 37
                  • باحث
                  • مسلم

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة prayer_06
                  بسم الله الرحمـــــــــــــــــــــــــــن الرحيم

                  صدق د.أمير حينما قال من تكلم في غير فنه اتى بالعجائب!!!

                  بادىء ذي بدء هذا الكلام و المسمى بحثا ليس بكلام جديد بل طرح عده مرات وبأساليب مختلفه

                  الكاتب متأثر بنفس الغلط الذي وقع فيه كثير من الكتاب والمؤلفين عندما ظنوا أن المنطق هو صورة للغة، وبالتالي فمنطق أرسطو يدل فقط على النحو الحاكم للغة اليونان، ولعل أشهر من قال بذلك الشيخ السيرافي ولذلك كان يرفض استعمال المنطق. والبعض كالمذهب الوضعي لا يتعاملون مع الأفكار والمعاني بل مع الألفاظ والمباني ودلالاتها، لقد غفل الكاتب عن وجه الفرق بين المنطق واللغة، حيث إن المنطق يتعامل مع ترتيبات الذهن البشري للمعاني وكيفية توليه للأفكار منها، واللغة تعامل أصالة مع الألفاظ من حيث دلالتها على المعاني، فتعامل المنطق مع اللفظ عارض وليس أصيلاً بخلاف اللغة فإن اللفظ جزء من ماهيتها، كما هو المعنى. ولكن اللغة تهتم باللفظ من حيث دلالته على المعنى، ولا تهتم أساساً بكيفية الوصول إلى هذا المعنى في نفس الإنسان، فإن هذه وظيفة نظرية المعرفة ومنها المنطق مثلاً.

                  وأنا أتعجب أشد العجب لهذا الشرح الالمعى لمنطق أرسطو وأظن ان الكاتب ما قرأ لارسطو ولو سطر واحد لانه لو كان قرأ له ما كان كتب هذا الكلام واني أظنه مجرد قارىء متأثر بكتب قرأها ولم يبحث ورائها وانما أخذ ما قرأ على انه مسلمات فوقع فيما حذر منه بفمه وشر البليه ما يضحك

                  كما انه من السهل استنتاج باقي مقالته وأقول لك قبل ان تستطرد لكي أوفر عليك عناء الكتابه ان أردت

                  1-ألا تعلم أن الأوروبيين كانوا متأثرين بالمنطق الصوري طوال تاريخهم الفكري إلى ما قبل قرنين فقط،و أن اليونان هم الذين اشتهروا بالمنطق،


                  2- أنه يوجد وجه تشابه بين المنطق واللغة من جهة اهتمام الاثنين بالمعاني ولكن من جهتين مختلفتين، واختلاف الجهة يستلزم قطعاً اختلاف حقيقة علم المنطق عن اللغة. وبناءٌ عليه فادعاء أن المنطق الأرسطي كان عبارة عن تحليل للغة اليونانية ونحوها العام، قول باطل وغير صحيح وإلا لما قبله سائر الشعوب غير اليونان.

                  3-يظهر انك لا تفرق مطلقاً بين ثبات القانون وتغير المصاديق، فإذا ثبت القانون الفكري والطبيعي، فهذا لا يستلزم ثبوت وسكون مصاديق مطلقاً، فقوانين الجاذبية بين الكواكب مع ثبوتها إلا أن الكواكب دائماً تتحرك، وقوانين الضغط الجوي الثابتة دائماً، لا تستلزم سكون الغيوم والرياح المؤثرة في الطقس.

                  4-هل تعتقد أن العلماء كانوا ساذجين، فقد قررت أنهم ينظرون لنظريه أرسطونظرة تقديسية على اعتبار أنه قانون العقل البشري الكامل،وقلت انهم وصلوا لدرجه تكفير من خالفهم!!! وبالتالي فقد تم تخدير أجيال من العلماء بهذه النظرة حتى جاءت كتب المنطق المتأخرة التي وضعها بعض المفكرين المسلمين ترديداً ببغائياً لما جاء في كتب أوائل المفكرين المسلمين الذين تبنوا هذا المنطق.فهل هذه هي الصورة التي تتصورها عن سيرة علماء المسلمين أولهم مدهوش وأخرهم مقلد ببغائي! هل فعلاً كانوا كذلك؟! ألا تعرف أنهم نقدوا المنطق وعدلوا عليه وفسروه وزادوا عليه ما لم يكن يخطر لأرسطو وأتباعه على بال. إن هذه الصورة التي تعرضها لا تختلف مطلقاً عن الصورة التي في أذهان كثير من الكتاب المعاصرين عن طريقة وتطور العلوم الإسلامية، إنهم يدعون دائماً أن بدايتها تقليد وانبهار بالآخرين وأخرها تقليد للأوائل، فالحاصل عندك أنه لا توجد شخصية حقيقية لعلماء الإسلام، كانوا مقلدين لليونان وللغرب، وهذه هي نفس نظرة المستشرقين وبعض متحجري العقول من المسلمين
                  #بفأس الخليل# الحلقة الثانية: نقد بنائية وهوية العقل الإنسانى المعاصر وبتناول العقل العربى..!!
                  بفأس الخليل...
                  نقد بنائية وهوية
                  العقل الإنسانى المعاصر
                  و
                  بتناول العقل العربى




                  بفأس الخليل
                  دراسة نقدية حول : بنائية وهوية العقل الإنسانى المعاصر
                  وبتناول العقل العربى .
                  بقلم الأخ / مُتبر الخرافات والأساطير تتبيرا ؛





                  الحلقة الثانية



                  بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
                  وبعد..


                  ثانيا: جرح ونقد بنائية نموذج وآلة المنطق النسبى لاينشتاين:


                  تفكيك بنائية منهج وآلة منطق العلم النسبى ونموذجها المتجسد فى النظرية النسبية لإينشتاين يحتاج فقط لقليل من صفاء الذهن من القراء الكرام، وذلك حتى يواكب القارئ الكريم تفكيك وجرح وتحطيم وتهشيم التركيب الفاسد المختلط لهذا النموذج المنطقى المعتل للنسبية وآلته مفرطة العبثية وما يمثله من درجة توحش المعارف السوفزيائية الأساطيرية الخرافية ونمو التراكم فى منهج التلقى المعرفى النظرى الخرافى عند البشر عامة والغرب بالتخصيص، وتبنيه لمنهج منطقى وآلة علمية جديدة تتمثل فى الخلط الغريب والشاذ بين الآلات والمناهج المختلفة والمتناقضة لمنطق العلم، والتى إستخدمت فى بنائية وتركيب وهيكلة منهج وآلة منطق العلم النسبى لاينشتاين.
                  كما أشرنا بالسابق فإن عموم مناهج منطق العلم وآلاته تتبنى وتقدم بداخل كل منها بشكل أو بآخر نموذج قياسى عام يصلح كنموذج معيارى عام للمنهج المتبع فى البحث والدراسة، والتقرير، والأهم أنه يصلح فى تحديد نوعية منهج التلقى المعرفى الذى يقدمه كل منهج وآلة منطق للعلم كمنهج تلقى صحيح ومعتمد بداخله، وكذلك فهذا النموذج القياسى العام يكون صالح أيضا كنموذج تفسيرى لبنائية منهج ومنطق آلة العلم المتبعة، وفى عمومه يصلح كآداة عامة للقياس عليه ومقاربة وقياس باقى النماذج والدراسات والمجالات الثانوية على إختلافها على هذا النموذج القياسى العام ليستطيع الباحث أو الدراس معرفة مدى موافقة ومطابقة منهجه العلمى للنموذج القياسى العام فى نظريات آلات العلم التى يؤمن بها ويتبعها، ولمطابقة وقياس شتى مجالات المواضيع المعلوماتية العامة أو التخصصية المختلفة الذى يقوم ببحثها ودراستها على هذا النموذج التفسيرى والقياسى العام لمنهج منطق آلة العلم المستخدمة ونموذجه العام.

                  وبالنظر إلى النموذج القياسى والمعيارى العام الذى تقدمه لنا آلة المنطق النسبى للعلم، والذى جسدت ومثلت نظرية النسبية نموذجها القياسى والتفسيرى العام لمنطقها العلمى ومنهجها المعرفى فى التلقى، وسنجد أن النموذج القياسى النسبى ممثلا فى النسبية قام بإعتماد منهجية مختلطة بين المنطق الوصفى للعلم كمدخل بنائى وأولى داخل نموذج النظرية النسبية، فأدى به ذلك إلى تقديم توصيفات حقيقة علمية بشكل دقيق فى هذا المدخل الوصفى، وذلك حين قدم مدخل توصيفى ومنطقى صحيح ودقيق لواحدة من الظواهر الكونية التكوينية –ولفظة الظواهر التكوينية ترلدف لفظة الظواهر الطبيعية لكنها لفظة أحق وأصدق منها بكثير لذلك فإستخدامها له محتوى ومدلول علمى أصح وأدق من لفظة ظواهر طبيعية– ثم أتبعت نظرية النسبية هذا المدخل البنائى الوصفى الأولى فى تركيبها بتركيب بنائى جديد، ومن آلية منطق مخالفة بل ومناقضة تماما للمدخل الأولى الوصفى السابق، ومن خلال منهج وآلة منطق علم إفتراضى أخر إستكملت النسبية بنائيتها لنموذجها القياسى العام، فأدخلت النسبية فى تركيبها الثانوى نموذج المنطق النظرى الأرسطى العقيم والموهوم وهذا تكفل ذاتيا بإسقاط النسبية إجمالا كنظرية لمنهج منطق العلم نظرا لتعارض وتناقض المبادئ الأساسية المستخدمة فى تركيب بنائيتها النموذجية العامة.
                  إختلاف منظومة وآلة المنطق العلمى المستخدم فى التركيب الإجمالى لهيكلية النموذج النسبى سنرى كيف دفع بإتجاه إسقاط النموذج النسبى وصفيا ومنطقيا وعلميا جملة واحدة، ناهيك عن توابع غير محصورة لذلك بتوابع بنائيات وتركيبات نظرية النسبية نفسها، وما دفع النسبية لتلك التركيبة المتناقضة ذاتيا هو مرحلة البناء والتحليل الثانوية التى حين إستنفذت فيها النسبية قدرتها على إستخدام نموذج المنطق الوصفى عند تحليل وإستقراء القياسات والمشاهدات المبدئية التى توصلت لها، فقامت النسبية بإستيراد نموذج علمى ومعرفى أخر مناقض تماما لنموذج المنطق الوصفى وهو نموذج المنطق النظرى التخيلى لتقوم النسبية بإعتماده كمنهج تحليلى للحقائق المبدئية التى توصلت لها بإستخدام المنطق الوصفى وركبت النموذجان على بعضهما البعض فى آلة المنطق النسبى بطريقة متنافرة فى لبنات بنيتها وهيكلتها الأساسية فسقطت بتمام معنى السقوط. كما كانت مرحلة السقوط تعبير عن إختلال بنائية النسبية وتنافرها فى تركيب نموذجها المعرفى نفسه كآلة لمنطق العلم، المفترض ان تقوم النسبية بتحليلها للمشاهدات والقراءات الأولية وفقا لنفس منهج آلة ونموذج المنطق الوصفى الدقيق للعلم والذى إستخدمته للتوصل لهذة الحقائق المبدئية ومدخلها الوصفى البنائى الأولى. ولكنها عمدت لنموذج المنطق النظرى الأرسطى فحللت من خلاله القراءات أو القياسات أو الحقائق المبدئية التى أثبتت نجاح فى توصيفها المبدئى، ثم إستكملت بنائيتها لنموذجها القياسى بناء على هذا المنطق النظرى الموهوم العقيم والذى لا يقدم أى تفسير علمى تحقيقى لإفتراضاته التخيلية مما يبعدها حتى عن الشكل السوى للتصور العلمى والذى يبنى فى أساسه على تقديم تفسير على أساس وصفى وتكوينى مناسب للنموذج الدراسى فى صورته الإفتراضية، فتجاوزت النسبية حتى ذلك المستوى من التصور الدراسى النظرى المؤسس على نماذج وصفية سابقة تستند لتكوينيات كونية ثابتة إلى مستوى أخر تماما من الإفتراضات التوهمية البحتة لمحتويات الظواهر الكونية بإستخدام آلة نموذج منطق العلم النظرى الخرافى.
                  وتجسدت نتائج تركيب نموذج المنطق النظرى على المدخل الوصفى داخل النسبية إلى نتيجة غاية فى الشذوذ والإنحراف والتهتك العلمى وهو أن النسبية فى قياسات التكوينيات الكونية والظواهر الطبيعية والمعرفية بشكل بينى لا ترجع فقط إلى إختلاف ظرفية المنصة المستخدمة فى الوصف والقياس، ولكنها ترجع إلى أن الظواهر المعلوماتية داخل الكون نسبية فى ذاتها وفى سيرورتها وديمومة حركيتها فى أو نسبية فى تكوينيتها الكونية والوصفية، وهذا يناقض تماما فطرة الكون التركيبية نفسها بشكل صارخ جدا.!!
                  مع التوضيح للمراد والتفكيك للنسبية سنقول: لقد ذهب نموذج آلة المنطق النسبى لمحاولة جعل النسبية فى شكلها المركب محاولة تبريرية سخيفة تسلب وتسترق لمفهوم الحقائق الوصفية لتعيد تدويره فى إطار سخيف من منطق العلم التخيلى النظرى الأرسطى الخرافى المريض، وعند مستوى أعمق وأوضح وأبسط ستجد أن نموذج منطق العلم النسبى عبارة عن مجرد محاولة تبريرية سخيفة للمنطق النظرى المريض تتغطى زورا بثوب من آلة علم المنطق الوصفى الفيزيائى وذلك فى محاولة إجرائية للإثبات التقويمى الملفق للمنطق النظرى الأرسطى الخرافى والسخيف. لتصبح حقيقتها فى النهاية مجرد مغالطات لغوية سخيفة جدا مركبة فى ثوب تحقيق وصفى وفيزيائى مزيف وملفق أى أنها مجرد مغالطة سوفزيائية سخفية ؛ فتحولت تلك الإشكالية من إشكالية وصفية فيزيائية إلى إشكالية لفظية عبثية غاية فى السخافة ومفرغة من المحتوى الوصفى الفيزيائى والتكوينى الحقيقى ومن المناسب معرفة أن مشكلة المنطق الأرسطى أنه لا يقدم أى مسوغات علمية لإفتراضاته وتصوراته وأن آلة العلم فى نموذج المنطق النظرى الأرسطى هى آلة منطق اللامنطق ومنطق المحتويات الخرافية والتخيلية والهلوسية الفارغة من المحتويات التجريبية الدقيقة مما تسبب فى سقوط مدوى لنموذج المنطق النسبى وفشله، وهذا يمثل نقض النسبية لنفسها فحين انقلبت النسبية على أسس نموذج المنطق الوصفى نقضت غزلها ونقضت ما أعطاها زخمها بشكل مبدئى فى مدخلها الأولى.
                  وتجسد النجاح النسبى لنموذج المنطق النسبى للعلم عند بناء نظريته النسبية لمدخلها ومقدماتها، وفى الإستخدام الإنتهازى لآلة المنطق الوصفى للعلم كبناء أولى ومدخل أساسى لتوصيف وإستقراء وقياس جوانب من الظواهر محل الدراسة، وكما ظهر لنا فالمنطق الوصفى للعلم نظرا لإعتماده على دراسة الحقائق والواقائع كما هى وليس كما قد يتخيله أو يتوهمه الباحث، فلا شك أن هذا النموذج المعرفى الدقيق لمنطق آلة العلم سيحقق مقدمات مقبولة وصحيحة بدرجة ما فى بنائية مقدمات النسبية، ولأن صلب آلته توصيفية فتجعل الباحث يتوافق مع الحقائق من حيث تقع على حقيقتها وجوهرها الواقعى ومن حيث تخبرنا الحقيقة بنفسها عن نفسها لا كما قد يتوهمها الباحث بإتباع النموذج النظرى التخيلى العقور والذى تغلب عليه المحتويات الخرافية أكثر من المحتويات العلمية الدقيقة.
                  فقدم النموذج النسبى لاينشتاين فى بنائه الأولى مقدمة الإثبات الوصفى الدقيق لقاعدة معرفية نوعية، وهى تفاوت القياسات الوصفية لنفس الظاهرة التكوينية من حيث إختلاف ظرفية الوسيلة المستخدمة فى قياس نفس الظاهرة، بحيث تتقيد القياسات فى علاقة بينية مبنية فى الأساس على محكومية منصة القياس المستخدمة، فيختلف بالتالى القياس الوصفى لنفس الظاهرة بإختلاف المنصات المستخدمة للتوصيف وظرفية كل منصة منها، فتصبح مقدمة القياسات النسبية هنا مؤسسة على بنائية وصفية دقيقة، ولكن نظرية النسبية فى تحليلها لهذة المقدمة النسبية فى قياسات الظواهر التكوينية إستخدمت نموذج منطق العلم النظرى كنموذج تركيبى ثانوى جديد داخلها. مما أدى بها إلى إفتراض مغالطة سخيفة وساذجة للغاية، وهى أن النتيجة فى نسبية القياسات لنفس الظاهرة لم تكن نتيجة لإختلاف المنصات المستخدمة فى الوصف والقياس وتعددها وتعدد القيود المرتبطة بكل منها، ولكن النسبية فى القياسات نتجت من إمكانية وجود إنحراف وإختلاف للظاهرة فى ذاتها وهو ما يظهر مدى سذاجته كمجرد إفتراض بحثى علمى، إذ تنسف تلك السخافة عندما تختفى المنصات المختلفة المستخدمة فى القياس فستختفى كذلك النسبية فى القياسات للظاهرة العلمية، إذ وجود النسبية فى القياسات ليست مرتبطة بالظاهرة التكوينية أو الظاهرة العلمية فى نفسها ولكنها مرتبطة بالنسبية الواقعة فى ظرفية منصات القياس وبإختفاء تعدد المناصات وتعدد القيود تختفى تعدد القراءات القياسية الوصفية لنفس الظاهرة مما ينسف النسبية كنظرية مزعومة من جذورها البنائية كنموذج معرفى أو كمنهج وآلة لمنطق العلم.
                  مثال وصفى هام :
                  مثال مطابق تقريبا للمثال الذى أسست عليه النسبية مع زيادة بعض التبسيط : ببحث مفهوم ومصطلح فيزيائى وصفى كالسرعة أو عندما نتناول السرعة كواحدة من الظواهر التكوينية وعنصر من عناصر التكوين الكونى فهذا مجرد مثال عن الظواهر التكوينية والكونية عامة، وبشكل أوضح هو ما يعنى أن المثال سيؤسس لنموذج معرفى يتم من خلاله تناول الظواهر التكوينية وتأصيل لآلة ومنهج التلقى العلمى والمعرفى عن الواقع العلمى والتكوينى للكون الذى نعيش فيه وإختيار منطق العلم المثالى وفقا للنموج محل الدراسة. وقد تناول اينشتاين آلته ومنهجه فى التلقى المعرفى والعلمى عن الكون ومختلف تكويناته فى تناوله لتكوينية مثال السرعة، وبإثبات إختلاف قراءة سرعة نفس الشئ الواحد بمرجعية وركيزة الآداة الوصفية المستخدمة فى القراءة أى ما نطلق عليه ظرفية منصة القياس التى تحكم كل منصة وتتقيد بها فى حالها الوصفى، وتوصل اينشتاين لقراءاته وقم ببنائية نموذجه النسبى من خلال توصيف تكوينية السرعة, فسأعيد عرض نفس مثال السرعة لاينشتاين لكن مع مزيد من التبسيط فى العرض والتحليل عما فعلته النسبية حتى تكون أوضح وأقرب للقارئ الكريم.

                  مثال السرعة :
                  عند قراءة وقياس سرعة طائرة ما من خلال عدة وسائل قراءة مختلفة أو من خلال عدة منصات مختلفة للقياس، فسنعطى سرعة الطائرة رمزا وليكن (س ط)، وهناك عدة منصات للقراءة وتسجيل سرعة الطائرة، ولتكن منصات القياس مثلا ثلاث منصات بالرموز م1؛ م2؛ م3؛ على التوالى وحيث م1 عبارة عن برج مراقبة ثابت على الأرض، سنجد أن قراءة سرعة الطائرة (س ط) من توصيف م1 ستعطى قياس وقراءة محددة لـ(س ط) ولتكن س1.
                  وكذلك إذا قمنا بقياس سرعة نفس الطائرة (س ط) ولكن بإستخدام وسيلة توصيف وقراءة مغايرة لوسيلة ومنصة القياس الأولى، ولتكن هنا منصة القياس طائرة أخرى تطير إلى جوارها فى إتجاه واحد موازى سنجد أن قراءة وقياس (س ط) هنا وبحسب توصيف م2 مختلفة تماما عن س1 ولتكن القراءة هنا س2.
                  وإذا قمنا بتكرار قياس سرعة الطائرة (س ط) بالنسبة إلى ظرفية وصفية أخرى م3؛ ولتكن م3 منصة توصيف وقياس مركبة على عربة سريعة تسير أسفل الطائرة وفى إتجاه موازى لها سنجد هنا أن لدينا سرعة جديدة مختلفة تماما لـ(س ط) سرعة مختلفة عن س1 وس2 ولتكن قراءة السرعة من م3 هى س3 ,
                  وهكذا بالإستمرارية كلما قمت بالتغير فى ظرفية منصة القياس م فسوف تحصل على قراءة س جديدة مختلفة فى كل مرة لسرعة الطائرة (س ط) وبحسب ظرفية ووصفية المنصة أو الوسيلة المستخدمة فى القياس. ويظهر هنا للقارئ بكل وضوح أننا نقيس سرعة الطائرة (س ط) فى كل مرة من خلال م منصة بظرفية محددة تقيس السرعة وفقا لظرفيتها الخاصة. أى أن تغير قراءة السرعة لا يعود لإختلاف السرعة (س ط) فى نفسها ولكن الإختلاف وجد بالنسبة لإختلاف ظرفية المنصة التى تقيس السرعة فاختلف القياس ولو توحدت ظرفية المنصات لتوحدت قراءة السرعة ولصارت س1 وس2 وس3 جميعها بقيمة قراءة واحدة.
                  هذا المثال مركب حتى الأن بمنهج آلة المنطق الوصفى للعلم، وهذا ظاهر جدا.
                  مما جعل الحقيقة العلمية المتمثلة فى إختلاف القراءات الوصفية للسرعة (س ط) عند كل قياساتها تختلف بإختلاف المرجعية لكل منصة أو وسيلة مستخدمة فى الوصف والقياس، وهذا أمر بديهى تماما لأننى هنا لا أقوم فقط بقياس وتوصيف س نفسها كظاهرة تكوينية منفردة بتوصيفها ذاتيا ولكن أقوم بقياس وتوصيف س من خلال ظرفيات منصات ووسائل قياس وتوصيف مختلفة، وبالتالى فإن مفهوم ومصطلح السرعة كوحدة قياسية هنا سيتحول لقياس نسبى بحسب توصيفية القيود أى بحسب ظرفية الأحوال التى تتحكم فى وسيلة ومنصة التوصيف والقياس المستخدمة وقدرتها الذاتية على قياس وتوصيف وقراءة (س ط) ونظرا للتقيد بظرفيات كل منصة قياس فمن الطبيعى جدا أن تختلف نتائج القياسات وهذا بالقياس لمنطق العلم الوصفى أمر ثابت علميا وتحقيقيا صحته وبداهته، فكلما عدلت القيود تعدلت الأحكام، وإدخال العلة على الوصف ناقله له أو لأحد جوانبه بحسب العلمة، ومن الأصول أن تصور الشئ يدور مع علة الوصف والحكم فرع عن التصور، مما جعل نسبية صحة مدخل نظرية النسبية هنا صحيحة تماما وأن تعدد قياسات (س ط) لتعطينا س1 وس2 وس3 نتيجة منطقية للتعدد فى ظرفيات منصات القياس م1 وم2 وم3 وبإمكاننا القول أن تمايز ظرفيات م إلى ظرفية م1 وم2 وم3 لا يرجع لمجرد تعدد المنصات فقط ولكن بالتحديد يرجع لتفاوت وإختلاف ظرفية كل منصة منها وبالتالى فكل منها يعطى قراءة للحدث بحسب تموضعه الذاتى وتكوينيته الخاصة وقدرته الذاتية على إستشعار الحدث.
                  إلى الأن لا شك أن مرحلية نموذج المنطق وآلة العلم المستخدم فى بناء مدخل نموذج المنطق النسبى صحيح تماما وناجح فى تحقيق قياسات وصفية وتجريبية دقيقة على صعيد مبدأ تعدد القراءة والقياس بحسب تعدد مرجعية وظرفية منصات القياس.
                  السقوط المروع :
                  ولكن جاء تحليل وإستنباط وبناء نظرية المنطق النسبى لمبدأها الرئيس والجذرى " نسبية السرعة بحسب نسبية وسيلة القياس " بشكل عجيب غاية الشذوذ والإنحراف، فأنقلبت فيه النسبية على مدخلها البنائى الوصفى، ونقضت غزلها، ولم تستكمل فيه النسبية تحليلها ودراستها بواسطة علوم المنطق الوصفى كما إستخدمته فى مدخلها البنائى؛
                  ولكن نظرية النسبية ذهبت للتحليل وبناء الإستدلال والإستنتاج بواسطة نموذج منطقى وعلمى أخر مخالف ومناقض تماما للمنطق الوصفى وهو نموذج المنطق النظرى الأرسطى الخرافى، فأدى بها ذلك المنطق النظرى الخرافى الموهوم للإنحراف الشديد والشذوذ العلمى والمغالاة والقول بأن تعدد قياسات السرعة فى المثال السابق لا يرجع لتعدد ظرفيات المنصات، وأن قياس وقراءة السرعة تم تمريرها لتعود لظرفية كل منصة مستخدمة، ولكن وصلت النسبية للقول بأن إختلاف قياسات السرعة ناتج من وجود قابلية فى مفهوم السرعة ذاته إلى الإختلاف فى ذاته أى قابلية مفهوم السرعة كظاهرة تكوينية وصفية للنسبية فى ذاته.!! والإختلاف فى نفسه.!! ووجود سرعات داخلية متنافرة وموازية.!! ممكن تحميل تلك السرعات على أو داخل السرعة كمفهوم وصفى وفيزيائى مستقل!!!! أى وبحسب المثال السابق ووفقا لقراءة وتحليل النسبية للمدخل الوصفى بإستخدام المنطق النظرى فإن النسبية تذهب بأن الإختلافات فى س1 وس2 وس3 ليست ناتجة من تعدد ظرفيات المنصات م1 وم2 وم3 ولكن تلك الإختلافات وتعدد قياسات السرعة كان وفقا للنموذج النظرى الخرافى نتيجة بلا علة أى أن إختلافات س1 وس2 وس3 جاء كنتيجة لتطبيق منهج منطق العلم النظرى الخرافى الذى لا يقدم توصيفات تكوينية لنتائجه وإفتراضاته ولكنه يكتفى بكونها رفاهة نظرية وترف عقلى تخيلى وهذا يجعلها نظر علمى معتبر وفقا للنموذج الأرسطى المريض.!!!!
                  وهذه نتائج شاذة ومغالاة شديدة جدا وحماقة بالغة نتجت من إستخدام نموذج المنطق النظرى الخرافى فى تحليل النتائج الأولية التى إستخرجت بالأصل وفقا للمنطق الوصفى للعلم.
                  فناهيك إن القاعدة الشرعية الذهبية للحقيقة تنص: إستحالة إرتفاع أو تحقيق النقيضين معا سواء فى الخطأ أو فى الصواب.
                  فهذا عين الإستحالة التى بتحققها تهدم أسس نظام الإتساق البنائى للكون نفسه، والذى يسمح بوجود أى نوع من الإستقرار التكوينى لمادة الكون داخله ناهيك أصلا عن إستحالة خروجه للوجود عند القول بتحقيق النقيضين معا.
                  مع التبسيط أكثر نوضح بالقول أنه مما لاشك فيه أيضا وعلى نفس البداهة العلمية أن السرعة كمفهوم وصفى وتكوينى وفيزيائى ليست مفهوم نسبى فى ذاتها مطلقا، فهذا عين المستحيل وفقا لمنهج الحقيقة الخالصة ولا سبيل حتى لوجود أى تفسير فيزيائى أو وصفى منطقى له بأى طريق من أى نوع إلا إذا كان بالمنطق النظرى الخرافى الأخرق الأحمق، ولا يخفى على عاقل فإن مفهوم السرعة وفقا لأى شكل سيتخذه فسيكون هذا الشكل يمثل الثبات النوعى الفائق فى نفسه الذى يمنع تحقيق النقيضين معا، بل إن مفهوم العقل نفسه مؤسس على نفس القاعدة التى تمثل بديهية البديهيات الأصولية وهى منع تحقيق أو رفع النقيضين معا سواء فى الخطأ أو الصواب. ولكن قصور بعضهم عن إدراك هذة الأبعاد الكونية التكوينية الراسخة فى أسس بناء وإستقرار النظام الوجودى للكون وجهلهم بها يجعله يلقى تبعية هذا القصور العقلى والمعرفى على مفهوم السرعة نفسه لنتهمه بتهمه كونية فيزيائية شاذة وخطرة للغاية تناقض مفهوم الوجود نفسه لكل الظواهر العلمية المختلفة وهى تهمة النسبية المزعومة وعبثيتها المفرطة. بل وسيذهب لجعل تنظيره لمفهوم السرعة نموذج بنائى لآلة ومنهج منطق علمى ومعرفى جديد فى تبجح ووقاحة وقصور عقلى شديد.!!
                  فمن البديهيات والمسلمات بل هى أس مختلف أنواع البديهيات والمسلمات نفسها وبلا حاجة للشك فيها أو التدليل عليها بأى نوع من التدليل أو البرهنة أو الإثبات أن النسبية يستحيل تماما أن تقع فى جوهر الحقائق، ولكنها قد تقع فى معرفتنا نحن بتلك الحقائق والظواهر الكونية المختلفة وهذا لا يمارى فيه عاقل أبدا، وحتى فى حالة وقعت النسبية فى أفهامنا فهذا لا يحولها لمسلمة كونية تصح بالتحقيق فهذا عين المحال، ويكفينا هنا فقط أن نشير إلى أن أى نوع من التراكبية للحقائق داخل الكون ومهما كان الشكل الذى تتخذه هذه التراكبية ومفرداتها، ومهما وصلت من تعقد وتشابك فهذا فى نفسه وفى حده الذاتى يمثل حد العلم والمعرفة المطلقة الممكن الوصول لها حول نفس التراكبية، ببساطة أكثر سنقول أن الحقائق مهما كان الشكل الذى تتخذه بشكلها البنائى المتكامل داخل الكون فهذا فى نفسه يكون حدها الثابت بما يمثل حد العلم والمعرفة الممكن الوصول لها، وليس الجهل بهذه الحقائق ذريعة مناسبة ليجعلنا ننجرف عن متابعة تراكبية هذه الحقائق ومفرداتها المختلفة بمنهج وصفى دقيق فنحيد عن متابعة الحقائق كما تخبرنا بنفسها عن نفسها فننتكس ثانية إلى منطق نظرى تخيلى يمثل فى أصل بنائه تعارض بالغ مع بنية مفهوم الحقائق الوصفية بشكل ذاتى تحقيقى فائق الدقة فهذا سخف لا مثيل له.
                  لنبسط الأمور بشكل غاية فى السهولة سنقول إذا تمتع أى شئ فى مفاهيم البشرية الوضعية الإجمالية بشئ ولو قليل من الثبات أو التقديس فإن هذا التقديس فى أدنى حدوده أو أقصاها يجب أن يصرف بداية لمفهوم الحقائق فى نفسه؛ وبشكل أبسط فيجب أن تصرف المعارف التراكمية البشرية الوضعية مجتمعة تقديسها نحو مفهوم الحقائق نفسه كمفهوم بديهى للتعبير عن الحقيقة ولثبات المعنى وإلا أصبح المجادل فى ذلك كائن غير عاقل بالمرة، فإذا كانت نظرة الإحترام فى المعرفة البشرية الوضعية فى جملتها تعنى أى درجة ما من الثبات أو التقديس فمن غاية ومنتهى البداهة أن تصرف نظرة الإحترام أو القداسة تلك إلى مفهوم القداسة نفسه أى مفهوم الحقائق فى ذاته، لإنه لو راود أحد البشر فى ذلك أى درجة من الشك فهذا يصرفه مباشرة لعبثية مفرطة وبالغة وعشوائية غاية السذاجة وشذوذ فى منهج التلقى الكونى إذ هى تناقض مفهوم الوجود على أى مستوى من مستوياته وحتى لو كان مستوى إفتراضى تخيلى مفرط.
                  هذه الأمور تقع فى منتهى البداهة التى لا يمارى فيها كائن بشرى شبه عاقل فلا يستحق هذا التوصيف البشرى المتدنى بأن يكون شبه عاقل، الذى يمارى فى مفهوم الحقيقة أو قداسة الحقيقة كمفهوم مستقل فى المعنى، وهذا المستوى البدائى والأولى لمعنى ومفهوم الحقيقة هو الذى يحفظ المعانى نفسها من التساقط و التداعى وهو الذى يعطى العقل نفسه تعريفه كعقل وهو الذى يضبط آلية تلقى المعرفة عن الكون وحقائق تكوينياته وبدون التسليم التام لتلك الأصولية بعدم تعارض الحقيقة فى ذاتها، أو بشكلها الأخر كقاعدة عدم جواز تحقيق النقيضين معا. ينفك مفهوم الكون ومفهوم الحقيقة ومفهوم العقل.
                  وببساطة أكثر وأكثر فالسرعة فى ذاتها كمفهوم وصفى فيزيائى تكوينى فهو مطلق ثابت وهذا الثبات المطلق كيفما يتخذ الشكل الذى يتموضعه ويقيد نفسه وصفيا وفيزيائيا وتكوينيا بقيوده فهكذا تماما ستكون حقيقته وبقدر زيادة عدد القيود التى يفرضها مفهوم السرعة على نفسه، والذى يمثل التعقد والتشابك النوعى داخله والذى تعجر قدراتنا عن الوصول له فإن هذة القيود مهما زادت من عددها وتشبكت وتعقدت ففى النهاية ستمثل الشكل الثابت وصفيا وبشكل كونى مطلق لمفهوم السرعة فى نفسه كمفهوم وصفى مجرد بل ومعرفتنا بهذه القيود تمثل فى نفسها مفهوم العلم، فمعرفتنا بالقيود الوصفية لمختلف التكوينيات الكونية يمثل التراكم العلمى والمعرفى الصحيح المعبر عن منهج التلقى المعرفى عن حقائق الكون التكوينية، ومن هنا نرى أن نسبية السرعة أو نسبية أى مفهوم تكوينى وصفى بشكل عام أمر تماما مستحيل، ولكن النسبية قد تقع فى فهمنا أو علمنا أو ظننا نحن أو زاوية تناولنا للمفهوم ولكن ليس للمفهوم فى نفسه، وبحسب معرفتنا وعلمنا بعدد وشكل القيود التى تحويها السرعة وتفرضها فى علاقاتها الداخلية البينية بشكل وصفى فستقع لنا النسبية فى معرفتنا بمفهوم السرعة أو المفاهيم الوصفية المعلوماتية بشكل عام وبالتالى فإن نسبية أى مفهوم وصفى معلوماتى من أى نوع هى أمر مستحيل تحقيقيا وبأى حال.
                  وبناءا على كل ما سبق فنحن نعلم أن س1 ، س2 ، س3 فى المثال السابق ليست قياسات مختلفة لـ( س ط) التى تمثل سرعة الطائرة فى المثال السابق. ولكنها على وجه الدقة الفائقة تمثل الإختلاف فى ظرفية المنصة المستخدمة فى القياس أو لنقل أن الإختلاف هو إختلاف حادث فى زاوية التوصيف للحدث وليس إختلاف فى عين الحدث. لكن تظل فى النهاية (س ط) التى هى سرعة الطائرة هى سرعة واحدة ثابتة فى نفسها قد تزيد أو تقل بحسب معايير العزم والدفع وغيرها من معايير الطيران المعروفة ولكنها أبدا لا تحتمل أن تكون متنافرة أو مختلفة فى ذاتها.
                  النسبية ذهبت لنتيجة عكس النتيجة السابقة، فالنسبية قامت بإدخال نموذج المنطق النظرى عند تحليل القياسات السابقة فإفترضت وتخيلت النسبية ونموذجها البنائى والقياسى العام أن إختلاف السرعة لا يرجع لإختلاف المنصات ولكن يرجع لإحتمالية وجود لحظة إنحراف فيزيائى فى مفهوم السرعة يسمح له بالإختلاف فى ذاته، يؤدى لقدرة المفهوم الفيزيائى والوصفى على تحمله إفتراضات متنافرة أو متضاربة فى ذاته، بحيث تكون س1و2و3 مجرد تعبيرات ذاتية خالصة ومختلفة عن السرعة (س ط) أى تعبيرات ذاتية مختلفة لنفس الحدث الواحد أو تعبيرات مختلفة متنافرة عن التكوينية الواحدة. بشكل أخر أعتبرت النسبية أن س1و2و3 مجرد أقانيم مختلفة فى أقنوم الأصل (س ط) فأعتبرت النسبية أن السرعات الثلاث أقانيم تعبيرية للسرعة الواحدة وبالأمكان تعدد الإتصال فى الأقانيم فى الأقنوم الواحد إلى ما لا نهاية له من الأقانيم فى الأقنوم، أو بالإمكان إنفصال الأقنوم الواحد إلى ما لا نهاية له من الأقانيم (وهذا ليس إسقاط حول تبريرات لوثنية التثليث فالنسبية تذهب لما هو أبعد من ذلك بكثير جدا فى الوثنية والخرافية الظلامية)، أى أن النسبية تجيز الإتصال بين المتناقضات لتشكيل حدث واحد مستقل فى وحدته ؛ وكذلك تجيز الإنفصال فى عين الحدث الواحد لينفصل عنه أحداث متعارضة مستقلة فى حدوثها ؛ وتجويز النسبية للإنفصال أو الإتصال فى الأحداث التكوينية لا غبار عليه ولكن تجويز الجمع أو الطرح مع الإحتفاظ بالإستقلالية وبلا ضابط لدرجة إرتفاع النقيضين أو إنخافضهما معا.!!! فهذه عقيدة وثنية خرقاء شاذة غاية الشذوذ تعبر عن عقليات مختلة لا تفقه واقعا ولا تعرف للحقيقة مفهوما ولا تأبه للعلم أو المنهج العلمى والبحثى الصحيح. فلا يجوز بأى حال إتصال النقيضين معا مع الإحتفاظ بإستقلالهما فلو أجزنا إتصالهما لوجب علينا إزالة معنى إستقلالهما بعد الإتصال وهو ما ينطبق أيضا على العكس من المعنى السابق فالداعى بالقول بإستقلالية إتصال ظاهرة فى ذاتها فتكون متسقة فى ذاتها يجعل المحال بإستقلال إنفصالها إلى عدة ظواهر مع الإحتفاظ بإستقلال إتصالهم بالأصل.!! فمثل تلك الدوعاى تعد تعبير غاية الصراحة عن إختلال وقصور شديد فى وظائف العقل عند من ينادى بها!! ثم دعنا نقول هاتوا برهانكم؟؟ فالأدهى أن تسمح النسبية بوجود حزمة شديدة التنافر فى الحدث الواحد فتسمح بالإنفصال فى جزء ليصبح لدينا س1و2و3 ولكنها تسمح فى نفس الوقت بالإتصال فى النهاية لتقول إنها مجرد تعبيرات عن (س ط). ولا يوجد برهان تكوينى أو علمى على صحة الإتصال أو الإنفصال أو على جواز عقيدة الأقانيم السخيفة تلك، فإن س1و2و3 ليس تعبيرات مختلفة عن (س ط) ولكنها تعبيرات متعددة لظرفية القراء أو المنصات ولو رفع الإختلاف فى ظرفية القارئ لإرتفع التعدد فى القراءة حتى ولو كان عندك ملايين المنصات ولكنها تستخدم ظرفيات وصفية واحدة فستكون س1و2و3 وإلى ما لانهاية هى نفسها بنفس قيمة (س ط).
                  منطق إفتراضى أرسطى خرافى ساذج وسخيف يتعاطى مع التلاعب اللفظى بأكثر ما يتعاطى مع الواقع العلمى والظواهر التكوينية والكونية المكينة، ويؤسس على التلاعب اللفظى لمفاهيم فيزيائية وكونية يستحيل القبول بها ولو نظريا حتى ناهيك عن إستحالة وجودها وصفيا أو تحقيقيا فى الكون، منطق سوفزيائى سخيف وبليد. وتحولت الأرسطية النظرية إلى خرافة أشد وسخافة بلا حدود فى طورها النسبى المريض، فحولت المنطق النظرى المغلق على إطاره النظرى إلى منطق مغالطات لا يقتصر على المغالطات اللفظية فحسب ويكتفى، بل يتخطى ذلك بوقاحة شديدة إلى الظواهر العلمية والتكوينية ليجعل مرجعية الظواهر التكوينية فى الكون مردها إلى التلاعبات والمغالطات اللفظية السخيفة المريضة فى النسبية الخرافية. وهو سخف بلا حدود ووثنية بلا سقف.
                  وكما ذهبت النسبية فإن مفهوم السرعة بما كونه مفهوم نسبى وثباته المطلق يقع فى نسبيته العبثية تلك فقد تبنت نتائج وإستدلالات مفرطة العبثية والغباء والسخافة والحماقة والخرافة أيضا، وبنفس طريقة المنطق النظرى المعتمد على التوليد اللفظى المستمر والمفرغ من المحتوى الوصفى الحقيقى لتكوينيات الكون فإفتراض وجود السرعة كحدث نسبى يعنى أنه الحدث ليس واحد فى نفسه ولكنه مختلف فى نفسه وذاته، وجود هذا الإختلاف فى نفس المفهوم يعنى وجود طبقات داخلية للمفهوم الواحد أو الحدث الواحد، أو بشكل أخر يوجد مساحة للأمام أو للخلف يمكن الإنتقال من خلالها فى نفس المفهوم أو فى نفس الحدث. (ويالها من وقاحة وتبجح وحماقة).
                  فالنسبية كنظرية تتيح للسرعة بجمع النقيضين معا كأن تكون ظاهرة السرعة متصلة فى ذاتها أو منفصلة فى ذاتها أو تصل بها لدرجة الجمع بين مجموع النقيضين فى نقيض واحد، أى أن مفهوم الحدث الواحد كالسرعة مثلا سيتسع فى ذاته للإنتقال عبر مساحة الإختلافات الموجوده بداخله. فأتاح هذا -وفقا للنسبية المريضة- إمكانية الإنتقال عبر السرعة والإنتقال داخل السرعة نفسها -أو يمكنك أن تقول لفظة السفربدلا من لفظة الإنتقال -. مما يعنى هنا أن السرعة ليست نهر يجرى فى إتجاه واحد ولكنها أشبه بطريق من عدة خانات يسمح بمرور الإتجاهات المتضاربة بداخله.
                  هذا التوسع فى المفهوم الوصفى والفيزيائى للحدث الواحد وكمثال السرعة هنا فيعبر بشكل أخر عن التوسع فى مفهوم الحدث عموما وبالأخص فى مفهوم الحركة. لأن السرعة هى صورة تعبير وصفى عن مفهوم الحركة كما نعلم، فبناءا عليه فيمكن الإنتقال أو السفر عبر مفهوم الحركة نفسه.
                  ومفهوم الحركة هو أساس مفهوم الزمن أخى القارئ الكريم. وهذا الأمر سأفرد له بمشيئة الله تعالى ملحق خاص لأقوم بتبسيطه وشرحه بأيسر الطرق، لكن ما يعنينا هنا أن مفهوم السرعة هو نفسه تعبير وصفى لمفهوم الحركة ومفهوم الحركة له وجه تعبير أخر وصفى ومعنوى فى آن واحد وهو مفهوم الزمن،
                  وبناءا على إمكانية الإتصال أو الإنفصال أو الإنتقال عبر الإختلافات الموجودة فى مفهوم السرعة فى نفسه أو فى ذاته -بحسب النسبية المريضة- فيمكن الإنتقال عبر تلك الإختلافات.
                  وهو ما يعنى إمكانية الإنتقال عبر مفهوم الحركة فى نفسه، وهو ما يعنى إمكانية الإنتقال عبر مفهوم الزمن فى نفسه. أى أصبح لدينا تأصيل لفظى جديد كتعبير عن ما يسمى بالإنتقال عبر الزمن أو السفر عبر الزمن. وهو ما أدى بالنسبية لأن تذهب للقول بان مفهوم الزمن ليس مفهوم معنوى للتعبير عن حالات وصفية ولكنها وصلت للقول بأن مفهوم الزمن مفهوم وصفى وتكوينى فى نفسه بل ويمكن الإنتقال أو السفر عبره. ما يعنى أن الزمن أصبح مفهوم تكوينى موجود فى نسيج الظواهر التكوينية الملموسة فى الكون. أى بات الزمن هو ما يعرف بالبُعد الرابع لمادة الكون. فمادة الكون لها ثلاث أبعاد معروفة هى الطول والعرض والإرتفاع . ولكن اينشتاين الأحمق أضاف بُعد رابع وجعله بُعد حقيقى وثابت وراسخ فى مادة الكون وهو البعد الزمنى. فصار الكون مكون من أربعة أبعاد للمادة هى الطول والعرض والإرتفاع والزمن.
                  وبالرغم من أن مفهوم الزمن أو الزمان بالأصل هو مجرد مفهوم معنوى بحت للتعبير عن معدلات وأحداث حركية مخصوصة لوحدات وأجسام مخصوصة داخل الكون وليس مفهوم للتعبير عن أى حدث ذاتى منفرد مستقل بأى شكل أى أن الزمن ليس تعبير عن أى تكوينية مستقلة من أى نوع داخل الكون، بشكل أبسط ومباشر فالزمن لا يمثل أى مادة بنائية من أى نوع أيا كان داخل الكون ولا يمكن بأى حال أن يكون كذلك
                  ، ومفهوم المكان هو مفهوم مادى بحت. لكن نموذج منطق وآلة العلم النسبى وبناءا على منهجها اللفظى السخيف المغلوط وتأسيسا على نتائجها السابقة فقد ذهبت النسبية إلى القول بالوحدة الفيزيائية للأبعاد الأربعة أى الوحدة فى مفهومى الزمان والمكان وأعطته مسمى مفهوم الزمكان، وجعلته مفهوم ذاتى مستقل جديد لمادة الكون، ومؤداه أن السرعة بما كونها نسبية فأنت بالإمكان أن تخرج من بيتك لتصل لمكان عملك لكن نظرا لتفاوت ونسبية مفهوم السرعة فأنت ستصل بسرعتك مثلا إلى مقر عملك بعد عشر دقائق ولكنك إذا قمت بالمشى ستصل خلال نصف ساعة مثلا وإذا أسرعت قليلا فقد تخفض عدد الدقائق ونظرا لنسبية مفهوم السرعة فأنت ووفقا للتفسير النسبى وبسبب إختلاف مفهوم السرعة فى ذاته وبإختلاف القدرة على التواجد والتحرك بداخله فأنت بالأمكان أن تكون موجود فى نفس المكان ولكن فى سرعات مختلفة أى فى أزمنة مختلفة، أى أنك موجود فى مكان واحد لكن فى عدة طبقات زمنية إفتراضية مختلفة ومتعددة، وبالتتالى فإنك أيضا بالأمكان أن تتواجد فى زمان واحد ولكن فى عدة أمكنة (أى أن هناك إمكانية تحقيقية وفقا للنسبية لوجود نسخ لا نهائية منك أنت وغير محصورة لا فى زمان ولا فى مكان!!!) .
                  وبالتتالى سنجد أن الزمان والمكان يشكلان معا بُعد واحد ولكنه متعدد الطبقات (كلها توابع للمغالطات اللفظية لنفس فكرة الأقانيم وجواز إتصال الأقانيم المتعارضة أو إنفصالها أو فكرة تحقيق النقيضين معا فى الصحة أو الخطأ وتوابعهما الوثنية الفلكلورية المريضة) هذا البُعد الواحد متعدد الطبقات يشكل نسيج مادى واحد ومفهوم وصفى متحد فى ذاته فلذلك ينتج لدينا مفهوم لفظى جديد ليعبر عن تلك الحقيقة العلمية النسبية الخرافية الجديدة، وهو مفهوم الزمكان ونظرا لأن مفهوم الزمكان يشكل نسيج واحد مستقل فهناك أيضا قبول لإستنساخ وتوليد إمكانية الإتصال أو الإنفصال أو الإنتقال فيه أو منه بما يسمح بإمكانية وجود عدد لا محدود من الظواهر الخرقاء الشاذة داخل بنية الكون، وهذا أيضا قابل فيزيائيا (كل هذا وفقا للنسبية المريضة) للتطبيق على أى شئ يتعاطى مع مفهوم السرعة أو الحدث أومفهوم الزمكان وبطبيعة الحال فلا يوجد شئ تكوينى ساكن فى تركيبه أو على الأقل فهكذا هو الكون الذى نعرفه بكل بساطة، فجميع ذرات الكون نفسها توجد فى حالة حركة وسيرورة مستمرة فسيحدث تداخل بين مفهوم السرعة بشكل زمانى وأيضا بشكل مكانى بالتالى سينتج لدينا ما يسمى بالنسيج الزمكانى المتحد للكون كله ولكن المشكلة إن قابلية الإستنساخ الزمكانى للإشياء وفقا لنفس المنطق فستكون غير محدودة وغير مقيدة، وسنجد بالتالى أن الكون نفسه بشكله المجمل لديه قابلية للسفر الزمكانى وبالتالى فالكون نفسه موجود فى عدة أزمنة لكن فى مكان واحد؛ وموجود أيضا فى عدة أمكنة لكن فى زمان واحد؛ وبالتتالى فالزمكان الواحد موجود فى عدة زمكانات أو فى نقيض الزمكانات لكن فى زمكان واحد ولكنه مختلف فهو كثير فى واحد وواحد فى كثير(يا للتفاهة والسخافة)...!!!
                  وبالتتالى كذلك نستطيع القول بأن الكون موجود فى عدة زمكانات لكن على أوتار زمان واحد، وموجود فى عدة زمكانات لكن على أوتار مكان واحد، وكذلك اللاكون أو مضاد الكون أو مضاد المادة فهو موجود داخل المادة ولكنه خارجها وموجود أيضا خارج المادة ولكنه داخلها، وهذا ينتج لدينا عدد لا نهائى أبدا من الزمكانات واللازمكانات وما هو خارجها وما هو داخلها، وكذلك ينتج لدينا عدد من الأوتار لا يصح أن يتم تحديده وقصره على عدد محدد كما يذهب بعض أتباع النسبية، فنفس شروط وقيود التوليد اللفظى الأجوف لا تنتهى أبدا وتستمر فى رفع البناءات الخرافية المريضة والسخفية فى دائرة توليد لفظى مغلقة لا يمكن الخروج منها بأى حال إلا بضبط أسس المنهج ونموذج منطق التوليد العلمى نفسه أى يجب هدم النسبية من جذورها بالكلية، فوفقا للنسبية فإن الأكوان المستنسخة زمكانيا من كوننا تستمر قابليتها للإستنساخ اللفظى وبطبيعة الحال فإستمرار التوليد اللفظى لا ينقطع فى لفظة الزمكان مما يعنى إستمرار التوليد مما يعنى إستمرار الإستنساخ مما يعنى أيضا قابلية ما هو مستنسخ لإعادة إستنساخه هو الأخر من جديد ثم تتداخل المستنسخات لتولد مضادات للمستنسخات ثم تتداخل المضادات والمستنسخات معا لتولد مضادات ومستنسخات ومسوخ ومسوخ جديدة والتى تتداخل أيضا معكوساتها فتصبح خارج المضادات ثم تتداخل لتصبح خارج المستنسخات أى أنها ستكون وفقا لمفهوم مضاد الزمكان اللازمكانى النسبى موجودة داخل مفهوم اللازمكان الموجود فى اللاوجود (نرجو من القارئ عدم السخرية أو الضحك فالأمر جد لا لعب-مع إبتسامة لن أستطع كتمها أبدا-) وبالتالى فإن مفهوم الطاقة كذلك كمفهوم أقرب ما يكون كنظير متقابل لمفهوم المادة ووفقا للنسبية فسيحوى بداخله مفهوم الطاقة المضادة التى هى لا تقع داخل الطاقة أو خارجها ولكنها تقع بشكل وترى حوافى لازمكانى فى النسيج الزمكانى اللاوجودى أو تتحد الطاقة المضادة مع المادة المضادة ليقعان فى النسيج اللازمكانى المستنسخ للمرة برقم ألف وبالتأكيد سيتخذان شكل معكوسات إستنساخية متعددة أو متضافرة أو متناقضة أو متهافتة ولا نهائية مريضة سخيفة وحقيرة...
                  ببساطة شديد فالنسبية تقول: هناك الكون الذى نقع داخله وهناك عدد مستنسخ لا نهائى منه كما أن هناك معكوس أو مضاد الكون أيضا أو مضاد المادة أو مضاد الوجود وهناك أيضا عدد لا نهائى من مضاد الكون وهناك عدد لا نهائى من الكون الذى نقع خارجه وكذلك أيضا عدد لا نهائى من مضاد الكون الذى لا نقع بداخله ولا حتى بخارجه ولكنه موجود بشكل وترى إتحادى على حواف الزمكان بشكل متقابل تماما مع حواف اللازمكان وبالتبعية فهو موجد بشكل تنافرى لا إتحادى على حواف الزمكان وبشكل متقابل تنافرى أيضا لا إتحادى فهو موجود على اللازمكان وبالتبعية وبالتتالى أيضا فمفهوم الوجود الكونى نفسه هناك المضاد له وهو مفهوم اللاوجود ومفهوم اللاوجود ليس محصور فى الوجود ولكنه متماهى الوجودات الموجودة داخل أو خارج الوجود الواحد بالتقابل على أوتار اللاوجود الموازى له كما أن مفهوم اللاوجود غير محصور بمفهوم أو حواف أو أوتارمفهوم الوجود فلا هو خارجه ولا هو داخله ولكنه يقع بالتوازى مع اللاحواف اللاوترية لمفهوم اللاوجود بشكل لا زمكانى ولا منتهى وبالتالى فالوجود ليس مهما أن يكون موجود ولكن اللاوجود ربما يعطينا الإنطباع أو التأكيد بأن الوجود فى حقيقته لا موجود أو ربما موجود لا يهم بالمرة ... إلخ ... إلخ ... إلخ .!!!
                  ببساطة بالغة لقد تحولت الفيزياء والعلوم التكوينية الكونية الوصفية فى نموذج آلة العلم والمنطق النسبى فى مراحل إستخدامه للمنطق النظرى الأرسطى بشكل تراكبى سخيف إلى مجرد إشكاليات لفظية عبثية فارغة غاية فى التخلف والجهل والسخف والتفاهة.
                  وتصل إلى أن تتطور فتصبح كل مناطاتها السخيفة فى القدرة على التوليد المستمر للمغالطات اللفظية المتوالية الأقرب ما تكون لسوفزيائية جدلية فارغة (سوفزيائية أعنى بها سوفسطائية لفظية نظرية تطورت لتصبح سوفسطائية فيزيائية نظرية وقحة) فى غاية السخافة والتفاهة ولكن المغالطة الرئيسة والأساسية والأصلية التى ولدت كل تلك المغالطات والإشكاليات اللفظية الفارغة هى كما شرحنا من قبل تتمثل فى المغالطة اللفظية فى توصيف تكوينية السرعة أو توصيف حدوثها لتنتقل المغالطة اللفظية لمفهوم الحدث نفسه وتحورت لمغالطة سوفزيائية لفظية ساذجة ومفادها أن إختلاف منصات القياس للظاهرة الواحدة يؤدى بنظر آلة المنطق النسبى السوفيزيائى العقيم إلى توليد النسبية السخيفة ليس فى ظرفيات قياستها فقط ولكن يتخطى ذلك فى مغالطة ساذجة للغاية ليقول بورود النسبية على الظاهرة بشكل ذاتى ولا يتوقف هنا فحسب ولكنه يصعد بنائيته بشكل نظرى فى إشكالية سوفزيائية لفظية فارغة وسخيفة لا يمكن أبدا توقيف دائرة توليد المغالطات اللفظية وسخافاتها عند حد معين، لأن شروط تطابق توليد المغالطة اللفظية على مفهوم السرعة صالحة للإنسحاب على مفهوم الحدث نفسه كمفهوم معبر عن سيرورة الكون وديمومته الحركية (وهذا بهتان عظيم)، مما يعنى أن شروط التوليد اللفظى مجبرة بشكل قسرى على تخطى حدود الكون الوصفية المعروفة لنا، وكذلك عليها عدم التوقف أيضا أى مستوى لأن نفس شروط إسقاط المعانى الوصفية وإعتماد المعانى اللفظية الفارغة لا تتوقف، لأنها وبكل بساطة تؤسس على القول بصحة إمكانية إرتفاع النقيضين فى الخطأ أو الصواب معا وهو ما فندناه بعدة طرق سابقا وصفيا وتتبعناه لفظيا لتحطيم تلك السخافة والتهافت الفيزيائى الوثنى الفلكلورى للنسبية.
                  ولا معنى ولا طعم ولا رائحة ولا قيمة لتلك الخزعبلات المريضة التى ببساطة بالغة يرفضها ويلفظها حتى الوجود اللفظى المنضبط بأى معنى للكون نفسه، وببساطة بالغة أيضا فالكون مهما كان ملامح توصفيه بشكل أولى أو غاية فى التعقيد الوصفى فستلفظ وترفض تلك الخزعبلات والأساطير السوفزيائية النسبية المتهافتة السمجة والقبيحة.
                  وبالطبع فالكون ليس قطعة مصمتة جامدة سابحة فى الفضاء فالكون أقرب ما يكون لكائن حى دائم السيرورة والحركية ولكن فض العلاقات التركيبية والتراكبية داخل الكون التى تكون حركة السيرورة المستمرة وهذة الديمومة الحركية والحيوية لتكوينيات الكون بمجمل ما نعرفه منها لا تنبأ بأى حال من الأحوال بأن الكون نسبى، فالقول بنسبية الكون يناقض مفهوم الوجود الكونى نفسه فى أدنى حدوده وتعريفاته أو أقصاها، مما يجعل نسبية الظواهر المعلوماتية والتكوينيات العلمية فى ذاتها مستحيل، ولكن حيوية الكون الشاملة وتعقد وتشابك علاقات الظواهر المعلوماتية المختلفة بداخله تؤدى لإختلاف وصفية الظواهر التكوينية وإختلاف قيودها وعلاقتها وروابطها بشكل بينى بينها وبين بعضها البعض وبحسب الظرفية المرجعية التى تقوم على قياس عملية الوصف الفيزيائى أو الوصف التحليلى للظاهرة، ولا يمثل هذا بحال من الأحوال إختلاف فى ظرفية الظاهرة بشكل ذاتى بل على العكس تماما فمن دواعى ثبات الظواهر التكوينية فى ذاتها إختلافها عن غيرها، فتلك النسبية والإختلاف فى البينية بين العلاقات فى الظواهر والتكوينيات هى فى حد ذاتها التى تؤكد ثبات وإستقرار كل ظاهرة معلوماتية بشكل داخلى وذاتى منفرد وثباتها المطلق بشكل ذاتى هذا نفسه فسوف يؤدى إلى وجود الدور النسبى فيما بينها وبين مختلف الظواهر الكونية الأخرى وبحسب نوعية القيود فى العلاقات بينها أى أن الظواهر المعلوماتية الكونية حين تعمد إلى شئ من النسبية البينية فهى تعمد لها لكى تؤكد على ثباتها الذاتى وليس العكس كما يذهب منطوق النسبية وتلك حقيقة كونية نفيسة، ومما هو نفيس وفريد وجدير بالتوضيح أن تعدد هذه القيود والعلاقات البينية بين الظواهر الكونية التكوينية والمعلوماتية هى التى تشكل المحتوى المستقل وصفيا للعلم والمعرفة وتجعل البحث والتقصى والدراسة خلف تلك القيود والعلاقات الكونية الشاملة تمثل الآلية التى تعمل على توليد المفاهيم اللفظية الشتى المعبرة عن محتوى العلم والمعرفة ومع تطابق منهج تلقيها الوصفى مع منهج توصيفها اللفظى يتولد لدينا مفهوم العلم والمعرفة بشكل أقرب للإستقلال وتلك قواعد مجملات من أنفس ما تكون، وهذه المفاهيم التى ربما ينظر لها البعض على كونها معقدة نوعا ما لا تحتاج منا فقط إلا للصبر الجميل على الدراسة والبحث والتقصى والتجريب فلا نتعجل بإتهام فيزياء الكون أو وصفية الكون الشاملة بتهمة غاية الخطورة والقبح وهى تهمة العبثية المفرطة التى لا محل وصفى أو حتى لفظى لها من الوجود بالأصل، كما أن قصور أداوتنا المعرفية المختلفة والحاجة المستمرة لمراجعتها وتطويرها وفقا للتراكمات المعرفية التى تكشف لنا عن نفسها تباعا تجعلنا فى حالة إدراكية عميقة لمدى القصور فى ثبات معرفتنا بالكون، وبلا شك فالقصور المعرفى هنا يستحيل نسبته أو وقوعه فى حقيقة الكون نفسه لأنه ببساطة بالغة فالكون كما يكون فهكذا سيكون العلم به، والإتهام بلا شك واقع فى معرفتنا وعلومنا نحن، كما أن قصورنا العلمى والمعرفى هذا فليس مبررا لنجعل النسبية وعبثيتها صفة الوجود الكونى نفسه فهذا معكوس ساذج تماما وسخيف لأبسط العقول البشرية الواعية لذلك سنجد أن المنطق الوصفى للعلم وعلوم فيزياء اللغة هى أرقى معرفة وضعية بشرية ممكن الحصول عليها فى أى مرحلة تاريخية من التراكم المعرفى الوضعى الشمولى للبشرية مهما تصل إليه من تقدم فستظل منهجية تصديق الحقيقة كما تخبرنا الحقيقة بنفسها عن نفسها هى منهجية ورسالة غاية الوضوح والبساطة وأيضا غاية العمق ومنتهى منتهى العلم الممكن.
                  وأما بخصوص البناء الرياضى للنسبية فأعتقد أن لم يعد بنا حاجة لإضاعة مزيد من الوقت فى نظرية النسبية أو بنائها الرياضى الأجوف، كما سنجد عند كلامنا القادم عن معادلاتنا الخاصة بالبناء الرياضى لآلة منطق العلم الوصفى سيجد القراء أو المتخصصون أن معادلاتنا تفى بضبط تلك الخرافات وإعادتها لمكانها التقليدى كتراث فلكلورى أسطورى أو خرافى فى حياة البشرية.
                  وأما فيما يخص ما يسمى بتطبيقات نظرية النسبية أو التجارب التى أثبتت صحة النسبية ومحاولتها العبثية فقد أطلعت عليها فلم أجد واحدة منها تفى بالحد الأدنى من الإتساق الذى يدفعنا لنقضها أو ردها، ولكن معظم تلك التلفقيات أو التوهمات لم أجد ما يرقى منها لمستوى التدليل أو الإتساق مع النسبية فى بنائيتها أو مدلولاتها، لذلك فأظن توفير الوقت والجهد عنها أولى بكثير من تناولها.

                  وعند دراسة تأثيرات وأبعاد نموذج منطق العلم النسبى ونظريته النسبية على طبيعة العقل الإنسانى المعاصر وأنماط التفكير والسلوك البشرى فمن المناسب أن نشير هنا أن مناهج منطق آلة العلم ليست فقط تمثيل لحزمة ضوابط منهجية وآليات بحثية منطقية ولكنها تتعدى ذلك بكثير فهى تمثل نمط وآلية التفكير الإنسانى المتبع بشكل عام فى تلقى مختلف الحقائق والعلوم الكونية وكيفية التعامل مع مفردات الحياة وإعتقاد الحالة الإنسانية الواسعة لذلك فإننا عند نقد أحد مناهج منطق آلة العلم فنحن بصدد التحدث عن طيف واسع من التأثيرات والأبعاد المختلفة التى تطبعها وتصبغها تلك المناهج ليس على الإعتقاد والتفكير الإنسانى فقط، ولكنها بالطبع تتخطاه لتطبع وتصبغ السلوك البشرى بأنماط سلوكية وأخلاقية وعقدية تتوافق مع آلية العلم المعقود عليها قبول البشر وإقرارهم لها، بل إن آلة منطق العلم تتخطى ذلك لتتلاقى وتتماهى مع الحالة الدينية الإنسانية المباشرة للإنسان، لذلك سنجد أن تأثيرآلة العلم النسبية ومنطقها الأعوج العبثى السوفيزيائى تخطى بكثير جدا تأثيرها العلمى والمنطقى والفيزيائى فى مرحلته السلبية، وهذا التأثير يستحق بجدارة أن يجعلنا نكيل للنسبية الذم والقدح والتقبيح بشكل لا مثيل له وهذا ليس تحاملا ولكنه تعامل موضوعى للغاية مع تلك التأثيرات الوقحة والقبيحة للغاية التى صبغت بها النسبية طبيعة العقل الإنسانى المعاصرومناهج التلقى والتفكير والإعتقاد الإنسانى الشامل ومنطق آلة العلم ولكى نكون منصفين فسنسعى جاهدين لإبراز جوانب بسيطة للغاية من تلك التأثيرات السلبية على الأبعاد والأنماط الفكرية وإنطباعتها السلوكية ولك عزيزى القارئ أن تحكم على مدى تأثيراتها المذموم والقبيح على العقل البشرى وسنجد أن النسبية تسببت فى واحدة من أكبر النكسات والإنتكاسات التى تعرضت لها الإنسانية عبر مختلف العصور.
                  لقد كانت النسبية بمثابة محاولة التبرير الفيزيائى الساذج والسخيف لترسيخ منهج ومنطق آلة العلم النظرى لأرسطو بل لزم للنسبية لتذهب بهذة الآلة النظرية السخيفة لمنطق العلم إلى محاولة التوثيق العلمى المطلوب أن تغالى وتتطاول على تراكبية وتكوينية الكون الفيزيائية فتنادى بنسبية التراكبية الشاملة للكون، وبالتالى فإن أبسط القواعد التى سيتم تأسيسها وفقا لهذا المنطق المختل سقول أنه إذا الكون نفسه بشموليته نسبى فبما لا يدع مجالا للشك فإن كل ما يقع بداخله فهو بشكل مطلق سيكون هو الأخر نسبى مما يعنى أن مفهوم المطلق بشكل تحقيقى –وفقا للنسبية السوفزيائية- لا يحتمل الوجود بشكل مطلق أيضا إلا فى شئ واحد فقط وهو النسبية وهذا تأثيره أسوأ بكثير جدا وأضر من الجنون على العقل البشرى، فإذا كان الثبات المطلق الوحيد الموجود فى الكون هو النسبية فبالتأكيد فإن كون إينشتاين المفترض هذا لا يصح بشكل مطلق أيضا وجود كائنات عاقلة تتمتع بأى درجة مهما كانت من الذكاء وآلية التلقى المعرفى القويمة فى داخله، بل مثل هذا الكون نفسه لا يستوى وجوده أبدا بأى صورة.!!
                  ستجد أيضا أن الكون النسبى سيحمل داخله كائنات نسبية فى كل صفاتها وأهمها نسبية مفهوم الذكاء فى نفسه أى ما ينفى بوجود الذكاء كفهوم شبه مستقل للبشر والذى هو مناط عقلانية العقل الإنسانى أى ممثل آلية التلقى المعرفى المودعة فى البشرية، هذا بإفتراض وجود أى نوع أو شكل من الكائنات بالأصل فى كون اينشتاين النسبى إذ أن تواجد الكائنات بالكون يتطلب وجود درجة دنيا من الثبات والإستقرار المعلوماتى والإتساق البنائى والهيكلى داخل الكون، وهو فى حد ذاته ما ينسف وجود أى نسبية من أى نوع لأى ظاهرة معلوماتية كونية فى شكلها الذاتى وليس كما وضحنا فى السابق فى علاقاتها البينية، وكما نرى فأن النسبية ترمى الكون بتهم وإفتراءات عظيمة فبالتأكيد الكون فى حدوده الدنيا يتمتع بالثبات والنظام الدقيق المطلق أو حتى مع التبسيط فسيكون بالتأكيد مطلق على المستوى الوجودى نفسه ولكن النسبية ضربت بكل هذه المسلمات الجذرية فى منطوق التلقى نفسه لآلة العلم والمعرفة والمنطق بعرض الحائط إذا كان هناك أى حائط أصلا أو حتى إذا أبقينا على مفهوم كلمة حائط كما قد يظنه القارئ فالنسبية وظيفتها العلمية ومنطق آلتها يعتمد على إمكانية نقل محتوى المفهوم وليس على المستوى الوصفى الفيزيائى فقط ولكنها تصل إلى نقل المحتوى اللغوى للمفهوم إلى غيره وفى ذات الظرفية وهذا عين الإستحالة إذا كان لكلمة إستحالة أى معنى معرفى لدى البشرية ...
                  سنقول أن مناداة النسبية بصحة مفهوم النسبية فى مستوى وجود الظواهر المعلوماتية المختلفة أدى إلى لوثة عقلية أصابت البشرية مفادها عند تبسيطها المتناهى هو إحتمال إرتفاع النقيضين أو سقوطهما معا أو صحة إثبات النقيضين معا أو إثبات خطأ النقيضين معا وبالطبع مثل هذه العبثية المفرطة والتى تفرغ محتوى العقل البشرى حتى من إحترام ذاته وتذهب إلى مستوى تفريغ محتوى الإلفاظ من مضامينها ومدلولاتها وإسقاط معانيها بالكلية وستؤدى إلى القول بإحتمالية صدق الفرضيات المتعارضة، وحتى بلغ بالنسبية الأمر أن تذهب بأن إمكانية تحقيق التعارض بين النقيضين ممكنة بل ويرتفعان متعارضان فى الصحة معا، وليتنا توقفنا عند هذا المستوى بل ونظرا لإستمرارية إمكانية التوليد اللفظى العبثى الفارغ فارتفع سقف اللوثة العقلية النسبية إلى القول بإن إحتمالية وجود أكثر من نقيض لذات الظاهرة أو المفهوم ممكن للغاية مما يعنى وجود أكثر من نقيض لأمر واحد أو وجود أكثر من نقيض لأكثر من أمر وكالعادة كلما إرتفعت قدرتك على التخيل الإفتراضى السخيف كلما إزددت إدراكا ووعيا وهذا وفقا للمنطق النسبى السخيف حتى تصل لمرحلة أن قدرتك المجردة على الإشتباك اللفظى هى التى تحدد قدرتك المعرفية والفيزيائية ويا لها سخافة لا مثيل لها عبر التاريخ، ولم نتوقف أيضا هنا بل ذهبت اللوثة السخيفة بجواز صحة كل الإفتراضات الإثباتية أوالمنافية أو المجموعتان معا لمختلف النقائض مجتمعة أو منفردة وهذا أبعد وأكثر سخافة من أن يصنف على أنه جنون فالجنون نفسه سيكون له شكل ومفهوم ثابت يتعارض مع النسبية فحتىمفهوم الجنون فسيرفض بشدة تلك العبثية السوفزيايئة للنسبية.!!
                  لقد فاقت التأثيرات والأبعاد للأنماط الفكرية والعقدية والدينية لعقيدة آلة العلم النسبية فى انطباعتها وأثارها السلوكية كل السخافات والخرافات الإسطورية المتهافتة وإن شئت فزد من عندك ما تريد على كل ذلك؛ فقد أدت النسبية إلى تأثيرات وأبعاد وأضرار سلبية للغاية على العقل البشرى المعاصر وكان أخطرها وأسخفها هو فكرة النسبية نفسها والمحك الخطير للغاية هنا كان يقع فى تأثيرات وتطبيقات تلك العقيدة بشكل سلوكى فكانت غاية الإضرار على الإنسان المعاصر ونمط تفكيره ولا سيما الإنسان الغربى المعاصر وتخطت ذلك لتشكل المرجعية العقدية لواحدة من أحقر وأقذر السلوكيات البشرية عبر التاريخ فقد أدت النسبية إلى القول بالنسبية فى كل شئ حتى طال ذلك القيم والمبادئ والأخلاق والعقائد البشرية نفسها فإنطبع ذلك على السلوكيات البشرية فأصبح لا معنى لتقبيح أو تحسين أى فعل أو سلوك بشرى مهما كان سوى الرغبة والعقيدة الذاتية المفرطة فى التوهم والشذوذ سواء كانت تلك الرغبة رغبة الفرد السلوكية داخل المجتمع أو كانت عقيدة ورغبة مجتمع ما بشكل سلوكى مع باقى المجتمعات.
                  لقد نسفت النسبية أى ضوابط وقيود تحدد وتشرح السلوك الإجتماعى البشرى العام بحيث أصبح السلوك لفرد ما داخل مجتمعه أو مجتمع ما داخل الجنس البشرى لا يتقيد سوى برغباته وأهوائه الذاتية أو بشكل أدق أصبح الأخلاقيات تنبع فقط من وجود القوة والقدرة على أدائها وتبريرها، وبغض النظر عن مفاهيم مثل حقوق الأخرين أو حتى وجودهم كمكونات أساسية فى المجتمع الإنسانى عامة فأضحت البشرية تؤمن بعقيدة نسبية سخيفة لا يوجد لها أى ضابط من أى نوع سوى ضابط واحد فقط وهو قدرة متبع العقيدة النسبية فى تطبيق ما يؤمن به ويشكل رغباته ونزواته الخاصة...
                  إنها شريعة الغاب فى أقذر وأحقر تجلياتها النسبية الدنيئة المريضة، فلا يوجد بها سوى ضابط واحد فقط وهو القدرة والقوة، فأصبحت الشريعة المتبعة بين البشرية هى شريعة من يملك القدرة والقوة لا من يملك الحق والمنطق وعدالة قضيته، فلم تعد الأمور تسير وفقا للحق والعدالة وفقا للعقيدة النسبية، فباتت مناط الأحكام بين البشر كأفراد ومجتمعات هى قدرة إنفاذ الرغبة الذاتية بل وفرضها بالقوة الجبرية على الغير ...
                  وفقا للعقيدة النسبية وآلة منطقها العبثى والمتخبط فلم تعد العقلية البشرية تؤمن "بقوة العدالة للشرعية " ولكنها صارت تؤمن "بشرعية عدالة القوة" فليس مهما ما هو نوعية عدالة مطالب كل فرد داخل مجتمع ما أو نوعية عدالة مطالب مجتمع ما بين سائر المجتمعات البشرية ولكن المهم هو أن تكون لك القدرة وتمتلك القوة على إنفاذ مطالبك ورغباتك حتى لو كانت تمثل إفراط بالغ فى الشذوذ أو الظلم والقهر، فوفقا للنسبية المريضة فإن الشذوذ أو الظلم أو العدوان ستصبح مفاهيم نسبية تتفاوت من منظور لأخر والفصل بين منطق كل منظور وعدالة كل منها وموافقته لأبسط البديهيات والمسلمات البشرية سيكون متمثل ليس فى موضوعيتها وعدالتها ولكن فقط فى قدرة صاحب المنظور على فرض منظوره بالقوة القهرية والعنف المفرط ضد الأخرين ...
                  ويا لها من عدالة حقيرة همجية ووحشية ... عدالة النسبية المريضة تلك؟!!
                  لقد كانت مشكلتنا مع آلة منطق العلم ونموذجه النظرى لأرسطو محدودة بل تكاد تكون محصورة فى توضيحنا لحقيقة المنطق النظرى الأرسطى الإسطورى والخرافى وتأثيراته السلبية دون وجود إشتباك سلوكى من أى نوع معه فمن يريد الإيمان بهذا المنطق ويعتقد فيه فلا نملك تجاهه سوى البيان والتوضيح فقط ولكل أمرئ حقه فى الإعتقاد ولا إكراه فى الإعتقاد ومردنا جميعا إلى الله ولكن هذة المشكلة توسعت للغاية مع المنطق النسبى نظرا لأن المنطق النسبى يعطى التبرير الفيزيائى الساذج والسخيف لرفع نموذج المنطق النظرى وآلته السخيفة لمرتبة التصحيح الفيزيائى والتطبيقى وهذا فرية كبيرة على الجنس البشرى وعلى الكون نفسه والمشكلة الحقيقية والأكبر مع نموذج منطق العلم النسبى أنه لا يكتفى بكونه منطق داخلى لإطار مؤيديه ولكن إشكاليته الكبرى أنه منطق متعدى ويبرر لأصحابه ما ليس لغيرهم ويتعدى ذلك إلى أن يعطيهم حقوق الإشتباك السلوكى بشكل مفرط فى العنف والترويع للأخرين وهنا تكمن مشكلتنا الكبرى مع هؤلاء المرضى والمختلين عقليا من المؤمنين بمنطق آلة العلم النسبى ؛
                  تمت الحلقة الثانية بعون الله المعبود بحق؛؛؛




                  ملحوظة هامة:
                  أرجوا من القراء المعذرة فيما يجدونه من إهمال فى ضبط الشكل والرسم اللغوى للنص، فحين قرأت الحلقة الأولى بعد نشرها وجدت بها عيوب كثيرة فى ضبط الشكل اللغوى للنص حتى أننى وجدت فقرة سقطت من ثنايا الحلقة مع كثرة التعديلات والمرجعات التى أجريها على النص، فكل همى ينصب على تحقيق المادة العلمية ومحتوى توافقها العام حتى أن بعض الفقرات فى النص تمت مراجعة محتوى مادتها العلمية لأكثر من عشرين مرة، وكثرة مرات مراجعة النص تعود أيضا للضغط الشديد لدرجة الإختناق فى عرض المادة العلمية فنظرا لظروف كثيرة تظهر عندى الحاجة لسرعة إنجاز المادة وهو ما أكون معه مضطرا للإكتفاء بطريقة عرض المحتوى مضغوطا ومختصرا ويكاد يكون مختزلا بشدة فى بعض الأجزاء والفقرات، ولذلك رجاء من القراء الكرام إلتماس الأعذار فى طريقة عرض المادة العلمية مضغوطة أو حتى مختنقة، وكذلك العذر فى المراجعة الشكلية اللائقة بالنص.
                  أخــوكــــم...
                  مُتبر الخرافات والأساطير تتبيرا ؛
                  قاهر سدنة الظلام ؛؛؛

                  تعليق

                  • قاهر سدنة الظلام
                    1- عضو جديد
                    • 23 يون, 2011
                    • 37
                    • باحث
                    • مسلم

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د.أمير عبدالله
                    أولًا : لن أتناول باقي المبحث , لأني كما قلت أنه لا يستحق الإلتفات إليه لأن فيه أغلاط في ألف, باء الطب التي يستطيع أن يفندها كل طبيب, بل كل قارىء واعٍ مثقف ..

                    ثانيًا : سأبين حقيقة ومغزى هذا البحث وأصله ومن أين نُقِل , لأنهي به النقاش .. معتمدا على مقدمة هذا الباحِث .!!


                    فأقول أن هذا المبحث برُمّتِهِ ماهو إلا ترجمة وإعادة صياغة لكتاب "the cancer cure that worked" , لكاتبه باري لينز , يدور في نفس مداره وفلكه ويترعرع على نفس نظرياته .. فهذا الكاتِبُ - باري لاينز- يؤمن ويعتقد في الخرافات وما وراء الطبيعة الى الدرجة التي تجعله يُصور كل شيء على أنها مؤامرة .. فهو منجم يعتمد على التنجيم في تفسير كثيرٍ من الأمراض وعلاجها , ولِذا لا غضاضة أن يتولى الدفاع عن الطب التقليدي والبديل ويعلن حرب شرِسة على الطب الحديث , وساعده اقترابه من الدكتور الأمريكي رويال رايف في ان يتبنى الإهتمام بعلاج السرطان والطرق البديلة في العلاج .. وقد اهتم باري لينز بالعلاج البديل لمرض السرطان , وروّج لنظرية المؤامرة القائِلة بأن علاج السرطان قد خرج للوجود بالفعل على يد رويال رايف متمثلًا في الميكرسكوب الذي اخترعه !! .. وهذا الأمر غير صحيح باعتراف رايف نفسه عام 1938 كما سنبين فيما بعد.

                    المهم أنه بعد وفاة رايف بعشر سنوات أخرج باري لاينز الكتابَ في الثمانينيات من القرن المنصرِم , وصوّر فيه الطب الحديث وكأنه لعبة كبرى تحول دون علاج المرضى حتى تستمر الأمراض فيستمر الدخل القومي وغيره من المكاسِب .. واعتمد الكاتب على التهويل والمغالطة في سرْد الوقائع .. ويدور الكتاب كله حول العالم الامريكي رايف السابق الذكر , فصور المؤلف جهاز الميكرسكوب الذي اخترعه رايف على أنه العلاج الحقيقي لمرض السرطان وأن رابطة الأطباء الأمريكيين هي التي عمدت على اخفاء الحقائِق وترك السرطان بلا علاج في حين أن الميكرسكوب اثبت فاعليته وعالج السرطان فعلًا ..!! ( وعجز باري عن اثبات ولو حالة واحدة تؤكد زعمه ويقينه)!!

                    وعلى هذا مدار الكِتاب كله محاولة تخييط أحداث من الشرق والغرب وصياغتها في نظريات بروح المؤامرة والمغالطة في الوقائِع ليوهم القارىء بأن الطب والأطباء أعداء البشر وهم الناشرون الحقيقيون للمرض ..


                    أما الأخ الكريم الباحِث وكاتب المقال أعلاه .. فهو في الحقيقة ما هو إلا مترجِم وناقل لفكر هذا الكاتِب, فنقله بالعربية وأعاد الصياغة وغير في طريقة السرد مع بعض الحبكة, لكنه استخدم نفس النظرية ونفس القرائِن المتهافتة ولم ياتِ بجدبد , وقدم البحث على انه حقائِق تُنْشر لأول مرة .. وعلى نفْس المنوال في نسخة هذا الكتاب العربية المتمثلة في مقال الباحِثِ هنا يُصور الأخ الكريم أن الطب على أنه ماهو إلا مؤامرة علمانية لأغراض أفصح عن أكثرها في مقاله .. وعلى نفس الدرب والمنهجية : اعتمد الكاتب في المقال على التهويل والمغالطات وقلب الحقائِق .. لتصوير الأمر وكأنه مؤامرةٌ كبرى .!!



                    في مقدمة موضوعه بدأها بتهيئة عقل القارىء لمؤامرة كبرى .. وذكر مثالين كبيرين ليوضح لقراءِهِ هذه المؤامرة .. فذكر تقرير فلكسنر, ليستشهد به على أنه البروتوكول أو المبدا الذي على اساسه تم الإتفاق على وأد كل أنواع الطب البديل , ثم دلّل على ذلِك بأن الطب العلماني أخفى عن الناس علاج السرطان الذي اكتشه رويال ريمون رايف !!

                    فقال فيه :




                    فمن هم أصحاب المؤامرة الحقيقية؟ ..

                    الكاتِب الإنجليزي , ومن سار على دربه ونقل عنه "كاتبنا العربي" زعموا أن الطب ماهو إلا مؤامرة ضد المرضى .. وزعموا أن علاج السرطان موجود بالفعل وقد اخترعه رايف عام 1931 .. وصوّر لنا الباحِث أنها عملية منظمة من الطب العلماني لخداع الناس .. هي التي أجبرت رايف على أن لا يرى جهازه النور .. لكِن هذا التهويل وهذا التصريح لا صحة له .. فهو مؤامرة في عقل الكاتب الباحِث وحده .. ومن يؤمن بنظريته من الإخوة المتحفزين العرب الذين ياخذون كل شيء بلا تثبُت أو بينةٍ أو برهان.

                    الحقيقة أخي الحبيب الباحِث أن رايف حين اخترع جهازه الميكرسكوبي "ميكروسكوب رايف" قال أنه يمكنه اكتشاف الجراثيم الدقيقة به ويمكنه من قتلها او على الاقل إضعافها .. وقال ربما يقضي ذلِك على كل الأمراض .. حيث كان يُعتقدُ وقتها أن السرطان سببه الفيروسات والجراثيم .. ولم يقدمها هو ولا الطب العلماني - كما يحلو للباحث تسميته – على أنها حقيقة مطلقة لا تقبل التفاوُض ..


                    المفاجأة أن رايف قدم جهازه للأطباء للبحث والتأكد من جدوى ما اكتشفه واخترعه وهو نفسه بعد 8 سنوات أقرّ أنه لا يمكن علاج السرطان بهذا الجهاز .. ولم يستطع أن يُقدم حالة سرطان واحدة شُفيت من المرض .. فأين الخداع والفرض القسري على العالم؟! ..

                    المُدهِش أن الطب العلماني ليْس وحده هو من أكد أن اختراع رايف لا قيمة له وأنه خداع وأنه لا يُمكِنه أصلًا من اختراق الجلد فضلًا عن أن يخترق ما دونه .. بل إن رايف نفسه عجز عن اثبات حالة شفاء واحدة لمرض السرطان .. إلى أن أعلن بنفسه عام 1938 ان جهازه قد لا يكون علاجاً للسرطان لكن ربما يكون علاجا للأمراض الجرثومية الأخرى !! ..

                    وبالتالي فالطب والأطباء براء من هذه المؤامرة المعششة في عقول المؤامراتية !



                    لكن تعالى نرى حقيقة المؤامرة .. فبعد وفاة رايف بعشر سنوات , جاء كاتب في الثمانينات من القرن المنصرم وهو معلمك الأول واستاذك الأول لهذه النظرية .. هذا الأستاذ والمعلم مثلك لا علاقة له بالطب .. لكنه منجم ماهر .. مولع بما وراء العقول .. فلا عجب أن يكون مولعًا بنظريات المؤامرة .. لقد زعم هذا الكاتب أن جهاز رايف هذا يُعالج السرطان وأن رابطة الأطباء الأمريكيين هي التي شوشت عليه حتى لا يُكتب له النجاح .. وعلى إثر هذه النظرية المؤامراتية التي خرجت ممن لا علاقة لهم بالطب , خرجت الكثير من شركات النصب واخرجت في الأسواق ميكروسكوبات باسم ميكرروسكوب رايف للتجارة والمكسب والضحك على المساكين الآملين في بارقة أمل في الشفاء من السرطان , ونتج عن ذلِك أن تأثر بعد الأطباء بهذه الخدعة وقام بعض المرضى بترك الأدوية التقليدية والعلاج الكيماوي , واستخدموا هذه الأجهزة , فكانت النتيجة موت كثيرٍ من المرضى .. إلى أن خرج الكاتب أخيرًا بعد ان ضيّع الكثير والكثير , وغرّر بالمرضى والغلابة الذين تركوا العلاج بحثًا عن ميكرسكوب وهمي .. خرج وحذر من جميع الشركات التي استغلت كتابه لصنع ميكرسكوبات وهمية لعلاج السرطان .. والنتيجة الحقيقية أنه لا هو ولا غيره يملك ميكرسكوب او أداة واحدة قادرة على علاج حالة سرطان واحدة.



                    فياترى من الذي خدع وضلل .. ومن يعتمد على الحجة والدليل والبرهان , ومن الذي يعتمد على الدجل والشعوذة والمؤامرة؟!


                    أخى الحبيب الفاضل د. أمير عبد الله.


                    أخى الحبيب أولا وقبل كل شئ أنا لا أريد أن أخوض صراع معك من أى نوع ؛ لكن طريقة ردك وتجهيلك ليس للكاتب فقط ولكنك أضفت الناقل وقمت بذم منهجه البحثى والعلمى. وهذا دفعنى دفعاً للرد ؛
                    وأما بخصوص توجهي أنا ناقل الموضوع فكما يظهر لكم فأنا ممن يطلق عليهم الغرب المتشددين والمتطرفين الإسلاميين وأنصار الجهاد العالمى ووحدة المسلمين تحت راية الخلافة.

                    ثانيا : أخى الحبيب كاتب الموضوع الأصلى شخص من منظرى الماسونية ؛ فطبيعة الحال ستكون هناك تحفظات كثيرة بالمقال؛ ولا أعرف من هو مترجم المقال وما هى توجهاته؛ ولكننى نقلت المقال لما وافق نقاشات حامية جدا مع أطباء مسلمين كلهم أقروا بمحتوى مشابه وإفادة مشابهة للنتيجة الطبية التى يوصل لها المبحث؛ وأما بخصوص أخوك ناقل الموضوع فقد نقلته لأن هذا الجانب فيه ضعف فى تغطيته من الباحثين المسلمين ؛ وأرجوا منك ألا تتعصب لرأيك وخاصة أننا لا نتكلم هنا عن حقائق الدين ولكننا بصدد نظرات فى مناهج العلم والبحث؛


                    ثالثا : الموضوع الذى نقلته ناقص جدا، لأن بكل بساطة المنهج العلمى للطب هو منهج علاجى للمرض وليس منهج علاجى للعرض، الطب الأوروبى والأمريكى الحديث قام بتحويل منهج ومنطق علوم الطب إلى منطق لعلاج العرض وليس المرض...

                    والفرق بين العرض والمرض فرق كبير جدا... فالعرض هو مجرد الأثر الظاهر للمرض أو الأعراض الجانبية التى تصاحب دخول المرض على الجسم، هذه الأعراض الظاهرة للمرض ليست هى المرض نفسه بأى حال، ولكنها مجرد إنذارات يقوم الجسم بطبيعة خلقه وتركيبه وتكوينه بإصدار تلك الإنذارات لتعريف الجسد وتعريف الإنسان بوجود خلل فى الجسد.

                    وبأى حال من الأحوال علاج العرض ليس هو علاج المرض وفى أحسن حال فإن علاج العرض قد يكون نوع من التسكين العصبى عن الإنذار بالمرض بالإضافة إلى التسكين النفسى لنفس المريض.

                    مما يعنى أن الطب الغربى العصراني لا يعتمد على علاج المرض ولكنه يعمل على تسكينه وترحيله وتوطينه بالجسد،
                    وللإنصاف فنقول أن الطب الغربى فى أحسن حالاته طب علاجى للمرض فى الحالات الجراحية والتعويضية فقط .

                    ناهيك عن توجهات طب أوروبا المعاصر والمستقبلى فى إتجاه الإستنساخ ( طب النعجة دولى وهيلرى) .

                    مما يعنى أن الطب الأوروبى ليس طب بالمرة ولكنه عبارة عن طب تسكيني وطب تخديرى للعوارض المرضية.
                    وحتى فى أحسن حالاته العلاجية للأمراض فالطب الغربى لا يعمل على تحفيز الجسم لإنتاج الدواء ولكنه يعمل على تقديمه جاهز للجسد مما يفقد الجسد طبائعه الأصلية فى إنتاج مضادات وموازنات الأمراض.. وأظن أن هذا هو أرقى صور العلاج الغربى غير الجراحى.

                    وليس معنى تطور الطب الغربى فى تشخيص الأمراض تطور مقابل فى علاجها فوجب التفريق.

                    ومن المعلوم أن صحة الجسم تمثل صحة عمله وفقا لآليات خلقه وفطرته وهذه تتجسد وتتجلى فى أن الدورة الدموية الخالية من التعرضات والإيرادات الضارة التسلطية فستكون دورة دموية مثالية ترتفع فيها درجة المناعة الطبيعية بصورة عالية جدا ، مما يعنى أن الأمراض ستكون نادرة جدا للجسد لكن فى المقابل عند ورود الأمراض ستكون شديدة على الجسد سليم فطرة الدورة الدموية لأن هذه الدورة الدموية تتمتع بدرجة تحكم عصبوي وعصبي ترفع من درجات الإحساس والشعور والتحكم بأدنى تغير على الجسد.

                    لذلك فالحجامة لها أعجب الأسرار الطبية .. وأخبركم أحد أهم أسرار الحجامة..

                    فسر أسرار الحجامة أنها تعالج المرض لا تعالج العرض ولا تتعامل مع ظوهر المرض بل تتعامل مع ما هو أعمق من المرض نفسه والمقصود بما هو أعمق من المرض هو حاضنة المرض، فالحجامة تتعامل مباشرة مع الدورة الدموية وتقوم بإصلاح الدورة الدموية مما يعنى أنها تعالج البينة التحتية التى يتطفل عليها المرض فتنزع من المرض أسباب وجوده من البيئة الحاضنة.

                    وبالنظر لحديث الشيطان يجرى من ابن أدم مجرى الدم، سنعلم أن مجاري الدم هى أخطر وأهم وأساس حواضن المرض داخل الجسم بل لو جاز التعبير لقلنا أن الدورة الدموية هى البنية التحتية الجذرية للأمراض ولو صحت فلا يمكن للأمراض أن تسيطر على الجسم أن تكون ذات تأثير يذكر، ومن هنا نعلم أن منطق الطب الغربى هو منطق نظرى أرسطى خرافى ساقط ؛ بل والأعجب أننا نجد أن منهج العلاج الطبى فى الإسلام لا يتعامل بوحشية المنهج الغربى مع الإنسان فالمنهج الإسلامى يتعامل من الإنسان برحمة بالغة ويتعامل مع المرض ليس من جذوره فحسب بل ويتعامل مع الأسباب التى قد تمثل بيئة مناسبة له أى أن الطب الإسلامى ينزع عن المرض أسباب وجوده من الجسم.

                    وبالنظر لحديث مجارى الدم وأسرار الحجامة وأبحاثها التى أثبتت مخبريا أن الحجامة لها آلية عمل غريبة جداً فى الدم، فالحجامة تعمل بشكل عجيب جدا على فرز مكونات الدم وتقوم بسحب المكونات الضارة فقط من الدم وتعمل على سحب كافة السموم والكيماويات المترسبة بمجارى الدم وتعمل على ترك المواد والعناصر والخلايا المفيدة.

                    فنسب كريات الدم البيضاء التى تخرج فى الحجامة متدنية جداً لتكاد تكون معدومة، فى مقابل نسب عالية جدا للخلايا المتكسرة وكريات الدم الحمراء وكافة المكونات الضارة، وهذا الأمر من أعجب ما فى الحجامة فهى تعمل بآلية فرز غير مفهومة تقوم من خلالها بفرز مكونات الدم ذاتيا وشفط المكونات الفاسدة والضارة وتترك المكونات السلية الصحيحة بالجسم.

                    هذا بخلاف أن الطب فى أصل أصوله متعلق بحفظ التوازن للمكونات المختلفة للجسد سواء آليات تلقى المنطق المجبولة فى تركيب الجسد والعقل -إبتسامة- أو على المقابل وبالتوازى حفظ التركيبات الكيمائية للجسد وهذا يعمل على تحديثه بالجسد الدورة الدموية والمكونات الغذائية للإنسان.

                    وهناك تفاصيل لا تنتهى للموضوع وحقائق كثيرة جدا غير ما ذكره المنظر الماسونى كاتب الموضوع، ولكن ما دفعنى لنشر الموضوع لمنظر ماسونى هو الفراغ فى بابه عند المسلمين وإحجام الكتابات النقدية المشابهة فأردت أن أفتح ذهن المسلمين لتطوير منهج علمى خاص بنا فى الطب.




                    (*)وأما بخصوص المستشرقين : فلا أناقشهم إلا إذا كانت مناظرة علنية يعلنون فيها عن حقيقة توجهاتهم ومعتقداتهم الحقيقية ولا يتلبسون أثواب مزورة وهناك منتديات كثيرة جدا ممكن إقامة المناظرات الكبرى عليها لكن بشرط أن تكون على صفة معلنة ولا يهمنى إن كانت مفتوحة تماما بلا أى قيود من ناحيتي من أى نوع غير الشرط السابق فقط أن تكون مناظرة علنية وليس طعونات بإدعاء نفس توحد الأصول !! فأصولنا متضاربة؛لذلك فلا أمانع أبداً فى أى مناظرة كبرى فى أى مجال على أى منتدى من المنتديات الكبرى.



                    تعليق

                    • prayer_06
                      3- عضو نشيط

                      حارس من حراس العقيدة
                      عضو شرف المنتدى
                      • 10 يول, 2006
                      • 425
                      • مسلم

                      #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      وما زال الكاتب يواصل طرح المغالطات!! أولا لقد بنى كل ماذهب اليه على أساس فاسد وباطل من البدايه وهو وهمه حول ارسطو
                      وأخذ يجمع بعض الحقائق من هنا و هناك ثم بدأ يضيف عليها رؤيته او تفسيره الخاص كما رأينا في المثال الذي ضربه لتفسيرالنسبيه لاينشتاين

                      في الحقيقه فان هذه النظريه من أعقد و أغرب النظريات لأنها تطرح فكرا معقدا لا يمكن استيعابه بسهوله ولذلك لن أخوض في تفصيلاتها ولكنى سأحاول عرض فكره النظريه مبسطا لبيان ان الكاتب انما فهم النظريه تبعا لرؤيته الخاصه

                      استند اينشتاين في الواقع على حقيقة معروفة منذ غاليليو ألا وهي تماثل الكتلتين الثقالية و العطالية للأجسام ، مما يؤكد ان التسارع الحركي و الثقالة(gravity)هي مظاهر لأمر واحد . و يفترض أنه لا وجود لأي تجربة يمكن ان تميز بين حقل ثقالي-جاذبية-و تسارع منتظم . و سرعان ما وسع اينشتاين مبدأ التكافؤ في نظريته ليشمل مفهوما اضافيا هو استحالة تحديد حالة الحركة لجملة مرجعية غير متسارعة عن طريق أي قياس فيزيائي . و على هذا فلا يمكن ايجاد أي تغير في الثوابت الفيزيائية الاساسية مثل كتلة الراحة أو الشحن الكهربائية للجسيمات الأولية ، والا فان اي تغير في هذه الثوابت يطعن في صحة النسبية العامة . اذا نرى ان ايناشتين لم يقل بتغير الثوابت الفزيائيه

                      و بالرغم من الاهتمام الأساسي في الهندسة كان منصبا لفترة طويلة على القواعد في الفضاء الاقليدي فيما يعرف بالهندسة الاقليدية فقد قام عدد من علماء الرياضيات بصياغة هندسات لااقليدية مثل لوباتشوفسكي و ريمان و غاوس و غيرهم . لكن التصور الاساسي للفضاء بقي اقليديا طيلة قرون لتوافقه مع معظم النظريات الفيزيئية بخاصة ميكانيك نيوتن . لكن ظهور النسبية العامة فتح الباب للاعتقاد حول لااقليدية الزمكان(الزمان + المكان = الزمكان ) و قد أكدت الكثير من التجارب هذه الحقيقة .


                      نضرب كمثال ما يعرف بالتنبؤ بالأمواج الثقالية والذي يعتبر من أهم النتائج والبراهين على النسبية العامة . و لتبسيط الموضوع يمكننا تشبيه القوة الثقالية بالقوة الكهربائية : حيث تقابل الكتلة Mass في الثقالة الشحنة charge في القوة الكهربائية . و أي اضطراب في هذه الشحنات يحدث في الجوار أمواجا كهرمغناطيسية تنتشر بسرعة تساوي سرعة الضوء ، بشكل مماثل يحدث اضطراب الأجسام ذات الكتل الضخمة نشوء أمواج تنتشر في حقل الثقالة المحيط بها, لكن أمواج الثقالة خلافا للأمواج الكهرمغناطيسية هي اضطراب يطرأ على الفضاء نفسه ( نتذكر أن الثقالة في النسبية هي تعبير عن تشوه الزمكان نفسه ) وهكذا تبدو أمواج الثقالة كاضطراب زمكاني ينتشر بعيدا عن موقع الاضطراب.

                      بالنسبه لاضافه ايناشتين بعد رابع وهو الزمن فلا أدري ان كان صديقنا يعرف ان العلماء قد حددوا الى الان 16 بعدا ايضافيا؟؟!! لكن مسأله هذه الأبعاد مسأله معقده جدا ولا أظن ان الخوض فيها قد يفيدنا في شىء حاليا..
                      وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ

                      تعليق

                      • قاهر سدنة الظلام
                        1- عضو جديد
                        • 23 يون, 2011
                        • 37
                        • باحث
                        • مسلم

                        #12
                        للتكــرار...

                        (*)وأما بخصوص المستشرقين : فلا أناقشهم إلا إذا كانت مناظرة علنية يعلنون فيها عن حقيقة توجهاتهم ومعتقداتهم الحقيقية ولا يتلبسون أثواب مزورة وهناك منتديات كثيرة جدا ممكن إقامة المناظرات الكبرى عليها لكن بشرط أن تكون على صفة معلنة ولا يهمنى إن كانت مفتوحة تماما بلا أى قيود من ناحيتي من أى نوع غير الشرط السابق فقط أن تكون مناظرة علنية وليس طعونات بإدعاء نفس توحد الأصول !! فأصولنا متضاربة؛لذلك فلا أمانع أبداً فى أى مناظرة كبرى فى أى مجال على أى منتدى من المنتديات الكبرى.

                        فربما التكرار يجعل الرسالة تُفهم بوضوح، ونتمني عقد مناظرة علنية تجمع لها الكوادر المطلوبة؛
                        ومن ناحيتى فقد أستعين بواحد أو أثنين من الأخوة فقط للمساعدة؛
                        ولا مانع عندى من عمل مؤتمر مشترك للمحافل الماسونية والمجامع المسكونية للتهيأة للمناظرة المقصودة؛
                        بشرط واحد أن تتوفر فعاليات المناظرة على نقلها للمنتديات الكبرى عربية وغربية، وضمان عدم ضرب أو توقيف أى منتدى يتم إشتراكه بالمناظرة؛
                        ولن أضع أى سقف أو أى شروط مدخلية للمناظرة بغير الشروط الإجرائية فقط أما الشروط الإعتقادية فسأتركها بأكملها للطرف الأخر بشقيه من مجامع مسكونيه ومحافل شيطانية وماسونية لكي يقوم بجمع مراكز بحوثه ودراساته ومحافله السرية والعلنية ويقرر الشروط التى تناسبهم هم، وأى شروط آخرى من أى نوع فسأتركها للطرف الآخر يقرر ما يناسبه فيها، لكن شروطنا ستكون فى الجانب الإجرائي حصراً ؛
                        أما غير ذلك من مهاترات فلن يكون لها قيمة سوي ضياع الوقت ؛ والوقت حالياً عملة ذهبية نادرة تقدر أهميته بالثوانى؛
                        لذلك رجاءاً ألا يتم تكرار إدعاءات سخيفة أو شبهات ساقطة فلن أنفق فيها وقتأً لمجرد قرائتها ناهيك عن الرد عليها..
                        وأحسب أن الصورة غاية الوضوح فيرجي الإلتزام بتقرير مناظرة كبرى يتم نقل فعاليتها لمعظم المنتديات العربية والغربية الكبرى، أو الإمساك عن المهاترات الجانبية.


                        أخو الموحدين..
                        المستنصر بالله... سيف السماء.

                        تعليق

                        • prayer_06
                          3- عضو نشيط

                          حارس من حراس العقيدة
                          عضو شرف المنتدى
                          • 10 يول, 2006
                          • 425
                          • مسلم

                          #13
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاه و السلام على سول الله وعلى اله زصحبه وسلم

                          للتكــرار...
                          اقتباس :
                          (*)وأما بخصوص المستشرقين : فلا أناقشهم إلا إذا كانت مناظرة علنية يعلنون فيها عن حقيقة توجهاتهم ومعتقداتهم الحقيقية ولا يتلبسون أثواب مزورة وهناك منتديات كثيرة جدا ممكن إقامة المناظرات الكبرى عليها لكن بشرط أن تكون على صفة معلنة ولا يهمنى إن كانت مفتوحة تماما بلا أى قيود من ناحيتي من أى نوع غير الشرط السابق فقط أن تكون مناظرة علنية وليس طعونات بإدعاء نفس توحد الأصول !! فأصولنا متضاربة؛لذلك فلا أمانع أبداً فى أى مناظرة كبرى فى أى مجال على أى منتدى من المنتديات الكبرى.


                          فربما التكرار يجعل الرسالة تُفهم بوضوح، ونتمني عقد مناظرة علنية تجمع لها الكوادر المطلوبة؛
                          ومن ناحيتى فقد أستعين بواحد أو أثنين من الأخوة فقط للمساعدة؛
                          ولا مانع عندى من عمل مؤتمر مشترك للمحافل الماسونية والمجامع المسكونية للتهيأة للمناظرة المقصودة؛
                          بشرط واحد أن تتوفر فعاليات المناظرة على نقلها للمنتديات الكبرى عربية وغربية، وضمان عدم ضرب أو توقيف أى منتدى يتم إشتراكه بالمناظرة؛
                          ولن أضع أى سقف أو أى شروط مدخلية للمناظرة بغير الشروط الإجرائية فقط أما الشروط الإعتقادية فسأتركها بأكملها للطرف الأخر بشقيه من مجامع مسكونيه ومحافل شيطانية وماسونية لكي يقوم بجمع مراكز بحوثه ودراساته ومحافله السرية والعلنية ويقرر الشروط التى تناسبهم هم، وأى شروط آخرى من أى نوع فسأتركها للطرف الآخر يقرر ما يناسبه فيها، لكن شروطنا ستكون فى الجانب الإجرائي حصراً ؛
                          أما غير ذلك من مهاترات فلن يكون لها قيمة سوي ضياع الوقت ؛ والوقت حالياً عملة ذهبية نادرة تقدر أهميته بالثوانى؛
                          لذلك رجاءاً ألا يتم تكرار إدعاءات سخيفة أو شبهات ساقطة فلن أنفق فيها وقتأً لمجرد قرائتها ناهيك عن الرد عليها..
                          وأحسب أن الصورة غاية الوضوح فيرجي الإلتزام بتقرير مناظرة كبرى يتم نقل فعاليتها لمعظم المنتديات العربية والغربية الكبرى، أو الإمساك عن المهاترات الجانبية.


                          أخو الموحدين..
                          المستنصر بالله... سيف السماء.
                          هداك الله اي مستشرقين تتحدث عنهم؟؟!!!

                          أظنك توميء الى رسالتي الخاصه بذكر مهاتارات صاحبك عن ارسطو ( وانا قصدت ان اسميها مهاترات لان ما ذكره صاحبك لا يرقى حتى لمستوى المغالطات)

                          وفعلك هذا يدل على انك لم تقرأ الرساله او أنك نظرت الها نظره فارغه سريعه لاني ما ذكرت اني مستشرق وعد الى الرساله وأقرأ اخر سطر فيها وهذا نصه ( وهذا راى المستشرقين وبعض المتشددين الاسلاميين) !!

                          وانا أقصد بهذا أمثال صاحبك (ولا أقصدي نفسي لاني أصلا أكتب منتقداهذا الرأي ) وانت نفسك اعترفت بأنك من المتشددين الاسلاميين هداك الله

                          سيدي الفاضل ارجو انت تقرأ ما يوجه اليك من مقالات لاننا لنا وقتنا ويعلم الله انا نستقطع منه قدر استطاعتنا للرد على قدر الامكان فلا يصح منك ان تتجاهلنا او ان تقرأ وانت غير واعي لما تقرأه

                          لقد لاحظت تعليقك هذا من أول مره ولكنى فضلت عدم التنويه عسى ان تعيد قراه المقال لكنك استكبر وأخذتك الظنون لذا وجب التنويه واظهار الحق
                          وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ

                          تعليق

                          • محمد فخر الدين
                            7- عضو مثابر
                            حارس من حراس العقيدة

                            • 11 يون, 2009
                            • 1138
                            • طالب مهندس
                            • مسلم

                            #14
                            يعني إيه طب علماني ؟!!!!
                            حتى إنقاذ البشر من الموت بقى فيه علماني وإسلامي ؟!!!!

                            ما الطب الذي تريده أخي ، الطب البديل الذي استغله قلة من عبدة الأموال وأقاموا له العيادات ونشروا له له الكتب ، مشوهين بأفعالهم الصورة الطاهرة للطب النبوي ؟!!!

                            أخي يمكنك أن توجه مجهودك الكبير هذا في شئ أهم ، وهو إقناع أناس إلى الآن لا يصدقون أن الشمس تدور حول الأرض !!!

                            تعليق

                            • امجد
                              4- عضو فعال
                              • 15 أبر, 2010
                              • 556
                              • اعمال حره
                              • مسلم

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد فخر الدين
                              يعني إيه طب علماني ؟!!!!
                              حتى إنقاذ البشر من الموت بقى فيه علماني وإسلامي ؟!!!!

                              ما الطب الذي تريده أخي ، الطب البديل الذي استغله قلة من عبدة الأموال وأقاموا له العيادات ونشروا له له الكتب ، مشوهين بأفعالهم الصورة الطاهرة للطب النبوي ؟!!!
                              أوافقك أخي محمد على أنه لا يوجد شيء إسمه طب علماني وطب إسلامي
                              فالعلوم الانسانية علوم واحدة واهم شيء فيها هو التجربة والبرهان
                              وسبحانه وتعالى بعث نبيه رحمة وهدى للعالمين
                              وقد قال صلى الله عليه وسلم( انتم أعلم بامور دنياكم )
                              وخداع الناس بما يسمى بالطب النبوي والطب البديل وعيادات التداوي بالقرآن الكريم كلها من الاكاذيب والتضليل وأكل أموال الناس بالباطل
                              أخي يمكنك أن توجه مجهودك الكبير هذا في شئ أهم ، وهو إقناع أناس إلى الآن لا يصدقون أن الشمس تدور حول الأرض !!!
                              تقصد ان الارض تدور حول الشمس

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة ماجد تيم, 31 ينا, 2023, 09:04 م
                              ردود 5
                              325 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 23 أبر, 2022, 07:17 م
                              ردود 0
                              379 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                              ابتدأ بواسطة عبدالمهيمن المصري, 31 أكت, 2020, 12:34 ص
                              ردود 0
                              105 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة عبدالمهيمن المصري
                              ابتدأ بواسطة محمد24, 4 يون, 2020, 08:20 م
                              رد 1
                              386 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة محمد24
                              بواسطة محمد24
                              ابتدأ بواسطة محمد24, 2 يون, 2020, 11:03 م
                              ردود 5
                              234 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة nanoliza23
                              بواسطة nanoliza23
                              يعمل...