هذا بالضبط هو منهج (الإخوان) ، وهذا بالضبط ما يعترض السلفيون عليه دائمـًا !
غض الطرف عن بيان الحق ، طلبـًا لعدم الفرقة - المزعوم !
صدقني يا حاج (فارس) ستجد في كل مرحلة من يقول لك : دعنا من نقد بعض الآن ، ولنلتفت إلى "العدو المشترك" !

كما أن منطقك يتفق مع الإخوان في عكس المسألة ..
فالمطلوب عندكم هو الحصول على السلطة ، وبعدها نتفرغ لبيان الحق وتعليم الناس ..
عند السلفيين الوضع في اعتداله : المطلوب بيان الحق على كل حال ، والسلطان وسيلة ، إن أتت - ونعمل لها - فبها ونعمت ، وإن لم تأتي لم نترك الواجب الذي علينا ونؤديه بحسب الاستطاعة ..

اعلموا - أصلحني الله وإياكم - أن خيرية هذه الأمة ليست في أن يسكت بعضنا عن بعض ، لنجتمع في سلام وهمي زائف !
وإنما خيريتها كما قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ..

فلنسكت عن (أنس) ونجامله ، ولا نعترض على أخطاء الإخوان ، حتى لا نغضب (أنس) ولا الإخوان ..
والإخوان بدورها ستجامل ( أبو الفتوح ) على حساب الحق حتى لا تغضبه ..
و( أبو الفتوح ) بدوره سيسكت عن أخطاء بني علمان حتى لا يغضبهم ..
وبنو علمان يسكتون عن بني شيطان حتى .... !

ثم نعود ونشتكي من شياطين الإنس ونقول : حسبنا الله ونعم الوكيل مما يقولون ! .. وننسى أننا بدأنا السلسلة النكدة من التنازلات والمجاملات .. !

هي سلسلة نكدة : المجاملة على حساب الحق .. أدت بالأمة إلى الذل والهوان ..

ولا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..

وهل ترك الصحابة وأئمة العلم من بعدهم الحوار والمناظرة لتقليل الخلاف حتى في الفروع الفقهية ؟!

أفيقوا يرحمكم الله !

لو أعطيتَ لنفسك فرصة لتعرف السلفيين على حقيقتهم كما أعطيت نفسك الفرصة لسماع الشيخ حازم لغيرتَّ رأيك تماماً ..




أتعلم يا أخي الكريم ؟!
قولك غير صحيح ، ولا يستخدمه إلا أهل الباطل للتسفيه من شعائر الإسلام وسمته الظاهر من لحية ونقاب وغيرهما ، حتى لا يستصعب المسلمون التفريط في هذه الأمور . وللأسف انطلت هذه الخدعة على كثير من المسلمين الطيبين الذين نحسبهم على خير فصاروا يرددون هذه العبارات بل وينتهجونها ليس لصحتها وإنما لموافقتها هواهم وليقنعوا أنفسهم أن التفريط في هذه الأمور إنما هو هين ، فالأهم هو الجوهر أما المظاهر فقشور لا قيمة لها !!


والصواب يا أخي أن يُقال أن الأعمال في الإسلام على مراتب ..
فليس تحقيق التوحيد كإعفاء اللحية وارتداء النقاب ، ولا يعني ذلك التهوين من شأن اللحية والنقاب
كما أن الصواب أن نقول لابد أن يكون الجوهر موافقاً للمظهر بل أفضل .. لا أن نقول ليس الدين باللحية
فالقول الأول يحض المسلم على الالتزام في مظهره وجوهره .. أما الثاني فيحض المسلم على التفريط في المظهر وكأن الاهتمام بالسمت الإسلامي يلزم منه سوء الجوهر ولابد !!


ثم نأتي لقولتك : "ممكن يكون في مليون حافظ للقران لكن يا تري فيهم كام واحد فاهم"
فهي في حقيقتها عليك لا لك ..
لأنه - وبنفس منطقك - ممكن يكون في مليون واحد مش حافظين للقرآن لكن فيهم كام واحد فاهم (هذا إن أحسنَّا الظن وقلنا أن غير الحافظ لا يفرط في قراءة القرآن) ؟؟!!
فإن كان مِنَ الحافظين مَنْ لا يفهم ، فمِنْ غير الحافظين مَنْ لا يفهم أيضاً ، فلا وجه للمفاضلة بينهم إذاً
بل على الحقيقة ستجد أن مَنْ حفظ القرآن ولم يفهم هو الأفضل
فقد جَمَع غير حافظي القرآن الذين لا يفهمون بين عدم الحفظ وعدم الفهم
فيما اقتصر حافظو القرآن الذين لا يفهمون على عدم الفهم فقط


على العموم سأقول لك شيئاً :
لا تتعلل بالنماذج السيئة وتتخذها تكئة لتـُعْرض عن الخير ، لكن لتكن فطِناً واجمع بين الحسنيين
فلا تقل : "هذا ملتحٍ وأخلاقه سيئة" لتعرض عن إعفاء لحيتك ،
ولكن أعفِ لحيتك وكُن ذا أخلاق حميدة
ولا تقل : " هذا حافظ القرآن ولكنه لا يفهمه" لتعرض عن حفظ القرآن ،
ولكن احفظ أنت القرآن وكُنْ من العالمين بتفسيره العاملين بأحكامه
أكرمك الله ووفقك إلى ما يحب ويرضى ..