تدرج الغلام في دعاويه الكذوبة
منقول من موقع بني شيبان (بتصرف)
سار الغلام نحو هدفه خطوة خطوة وفق خطة مرسومة _رسمها أسياده_ وفيما يلي المراحل التي مر بها على الترتيب التاريخي:
المرحلة الأولى:
(1880- 1888م) ظهر الغلام في سنة (1880) كأحد الدعاة إلى الإسلام والمناظرين لخصومه من غير المسلمين، ومع ذلك كان المسلمين يتوجسون منه خيفة، لما تحمل كتباته من ادعاءات مبطنة، كقول ابنه: «إنه أفضل أولياء الأمة». [سيرة المهدي] لابنه بشير الدين أحمد،[ 1/14، 31، 89. وتبليغ رسالت 1/11، 13، 15] وألف في هذه الفترة كتابه (براهين أحمدية) وكان من تأثيره أنه أخرجه من دائرة الخمول والظلام إلى دائرة الضوء والشهرة.
المرحلة الثانية:
في آخر سنة (1888م) زعم أنه أُلْهِم بتأسيس جماعة، فدعا الناس إلى مبايعته، وفي أوائل (1889م) بدأ يأخذ البيعة منهم، وسماها في حينه (الجماعة الأحمدية) وليس (الجماعة الإسلامية الأحمدية) كما تسمى اليوم خداعاً، وكان يدَّعي حينئذ أنه «مجدد العصر» وأنه «مأمور من الله» وأنه مثيل المسيح – عليه السلام - من حيث التواضع والدعة والمسكنة، وكان صديقه نور الدين الحكيم – الذي صار خليفته من بعده - أوَّلَ المبايعين له.
شروط المبايعة:
يقول الغلام : «أنا طبعتُ شروط البيعة، لكي تكون دستور العمل لفرقتي، ولكل من يتبعني، وأرسلت نسخة منها إلى الحكومة؛ لتعرف الحكومة بأني أكَّدتُ لمتبعي أن يكونوا أوفياء لحكومة بريطانية». [تبليغ رسالة ج 7 ص 16] ويقول موضحاً أكثر: «ثبتَ من محاضراتي المسلسلة طوال سبع عشر سنة بأني وفيٌّ مخلص للدولة الإنجليزية، من صميم القلب والروح، وهذه هي العقيدة التي أدخلتها في شروط البيعة لمتبعي ومريدي، وصرحت عن هذه العقيدة تحت المادة الرابعة في رسالة شروط البيعة، التي توزع على المريدين والمتبعين لي». [ضميمة كتاب البرية، لغلام أحمد، ص 9]وكتب ابنه محمود أحمد، الخليفة الثاني: «إن المسيح الموعود قد أدخل في شروط البيعة الوفاء للحكومة الإنجليزية. وقال: من لا يطيع الحكومة، ويشترك في المظاهرات ضدها، أو لا ينفذ أحكامها؛ فهو ليس من جماعتنا». [تحفة الملوك، لمحمود أحمد بن الغلام، ص 123]
المرحلة الثالثة:
في سنة (1891م) أعلن أن المسيح قد مات، وأن القولَ برفعه حياً إلى السماء خرافةٌ، ولا حقيقةَ له. وأن الأحاديث الواردة في نزوله - عليه السلام - ليست على ظاهرها، بل هي مؤولة. وأن المراد من نزوله خروجُ مثيله وشبيهه. وأنه هو المسيح الموعود والمهدي المعهود.
والذي اقترح عليه ذلك (الحكيم نور الدين) فكتب عن نفسه يقول: «ثم بقيت إلى اثنتي عشرة سنة – وهي مدة مديدة – غافلاً كل الغفلة عن أنّ الله تعالى قد خاطبني بالمسيح الموعود، بكل صراحة وشدة في البراهين (براهين أحمدية) وما زلت على عقيدة نزول عيسى العامة، ولكن لما انقضت اثنتا عشرة سنة، آن أنْ تنكشف علي العقيدة الثانية، فتواترت علي الإلهام: إنك أنت المسيح الموعود». [الإعجاز الأحمدي، ملحق نزول المسيح، ص 7. وحقيقة الوحي، ص149] ويقول: «أقسم بالله الذي أرسلني، والذي لا يفتري عليه إلا الملعونون، إنه أرسلني، وجعلني مسيحاً موعوداً». [تبليغ رسالت، مجموعة إعلانات الغلام جزء 10، صفحة 18]
كيف ذلك أيها الساحر؟ الجواب: «أنا جُعلتُ مريمَ، وبقيتُ مريمَ سنتين، ثم نُفخ فيَّ روحُ عيسى كما نفخ في مريم، وحُبلتُ بصورة الاستعارة، وبعد أشهر لم تتجاوز عشرة أشهر حُوِّلتُ عن مريم وجُعلتُ عيسى، وبهذا الطريق صرت ابن مريم».[سفينة نوح، ص 16، وتتمة حقيقة الوحي، ص 143، كلاهما للغلام، خزائن 19، ص 50 مترجم] لذلك يقول: «أنا المقصود من قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا... – التحريم: 12} لأني أنا الوحيد الذي ادعيت أني مريم وأنه نفخ فيَّ روح عيسى». [هامش حقيقة الوحي، للغلام، ص 327. وخزائن 22، ص 350- 351 مترجم] !!!!!!!!!!
المرحلة الرابعة:
في سنة (1900م) بدأ أتباعه يلقبونه بالنبي صراحة، أما هو فكان يصدقهم تارة، ومن كان متردداً في نبوته يحاول أن يقنعهم بأنه (نبي ظلي) أو (نبي جزئي) وفي هذا الدور خطب الشيخ عبد الكريم - وهو يلي نور الدين في الأهمية - خطبة الجمعة، قال فيها: «واعلموا أنكم إن لم تُحكِّموا المسيح الموعود في كل ما يشجر بينكم، وتؤمنوا به، كما آمن الصحابة بالنبي الكريم – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كنتم على حد كبير من المفرقين بين رسل الله، كغير الأحمديين».وبعد الانصراف عن الصلاة سأله نور الدين: «أنا اعتقد أنك نبي ورسول، فإن كنتُ مخطئاً نبهني على ذلك» فقال له القادياني: «هذا الذي أدين به، وأدعيه».
المرحلة الخامسة:
في سنة (1901م) تجاوز مرحلة النبوة الظلية، وأسفر عن وجهه، وأعلن أنه نبي ورسول، فقال: «إيماني بوحيي (بإلهاماتي) كإيماني بالتوراة والإنجيل والقرآن». [أربعين، للغلام، رقم 4، صفحة 25] وقال: «أنا نبي، ومتشرف بمخاطبة الله، والتكلم معه، أنا أسأله فيجيبني، ويظهر علي أشياء من غيبه، ويخبرني عن أسرار العالم التي تحدث في المستقبل... ولأجل ذلك سميت نبياً» [مكتوب غلام أحمد المرسل إلى جريدة (عام) بلاهور، في 23/5/1908م] ويقول: «أحلف بالله الذي في قبضته روحي، هو الذي أرسلني، وسماني نبياً، وناداني بالمسيح الموعود، وأنزل لصدق دعواي بيِّنات، بلغ عددها ثلاثمائة ألف بينة». [تتمة حقيقة الوحي، للغلام، ص 68] ويقول: «إن الله أنزل لإثبات رسالتي آياتٍ، لو وزعت على ألف نبي لثبت بها رسالتهم، ولكن الشياطين من الناس لا يصدقون هذا». [عين المعرفة، للغلام، ص 317] وفي هذا يقول ابنه محمود أحمد: «إنه (يقصد الغلام) غيَّر عقيدته في سنة 1901م، وكانت سنة 1901م فترة انتقال من العقيدة الأولى إلى العقيدة الثانية... فقد ثبت أن المصادر التي أنكر فيها نبوته قبل سنة 1901م صارت منسوخة، فلا يصح أن يحتج بها الآن». [حقيقة النبوة، ص 121]وكتبت [جريدة (الفضل) القاديانية في 13/9/1914]: «أن غلام أحمد كان نبياً ورسولاً في المعنى الذي يراد به الأنبياءُ والرسل السابقون».
النبوة المستقلة:
في هذه المرحلة تجاوز المتنبي النبوة الظلية، وانتقل إلى مرحلة النبوة المستقلة، أي: أنه صاحب شريعة مستقلة، قال: «فافهموا ما هو الشريعة، فالشريعة عبارة عن بيان أمرٍ ونهيٍ، فمن فعل هذا، وقنَّنَ لأمته قانوناً؛ صار صاحبَ شريعة، فأنا صاحبُ الشريعة، لأنه يوحى إليّ الأوامرُ والنواهي، وليس من الضروري للشريعة أن تكون مشتملة على أحكام جديدة؛ لأنه ما يوجد في القرآن من التعليمات، يوجد في التوراة، وإلى هذا أشار الرب تبارك وتعالى: إنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى». [أربعين، للغلام، رقم 4، ص 7] و [حقيقة الوحي، ص 9] نعم، لقد شرع المتنبي غلام أحمد القادياني أهمَّ حكمين: (الأول) إلغاء الجهاد، بل تحريمه ضد المستعمر البريطاني. و(الثاني) وجوب الولاء والطاعة للحكومة الإنجليزية.
المرحلة السادسة:
وفي سنة (1904م) ادعى أنه (كرشن) [محاضرة الغلام في سيالكوت في 2/11/1904 ص 34] وكرشن: أحد معبودي الهنادك، يعتقدون فيه ما يعتقده المسلمون في الله.
الأسس التي تقوم عليها العقيدة القاديانية : تقوم العقائد القاديانية على ثلاثة أسس: (الأول) وحدة الوجود، وما يتفرع عنها من القول بالحقيقة المحمدية. و(الثاني) التناسخ والحلول. و(الثالث) التأويل الرمزي للنصوص الشرعية. يحكى ابن الغلام ميرزا بشير الدين محمود عن أبيه أنه قال: «إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، في الرسول، في القرآن، في الصلاة، في الصوم، في الحج والزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل شيء». [جريدة: الفضل 30يونية 1931م]
ويقول الغلام : «إن الله نزل فيَّ، وأنا واسطة بينه وبين المخلوقات كلها». [كتاب البرية، للغلام، ص 75] وهذا لا يفهم إلا على قاعدة (الحقيقة المحمدية).ويقول: أُوحي إلي «إنا نبشرك بغلام [يقصد نفسه]، مظهرُ الحق والعلا، كان [هو] الله نزل من السماء». [استفتاء، للغلام، ص 85].
وقال: إن المراد في قول الله عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ... – الفتح: 29] هو أنا؛ لأن الله سماني في هذا الوحي محمداً ورسولاً، كما سماني في عدة مقامات أخرى». [تبليغ رسالت، لقاسم القادياني، ج 10، ص 14] وسار ابنه بشير أحمد على نهجه في التحريف، يقول: «إن الذي بشر به الرسلُ (هو) غلام أحمد، لا نبي الله محمد، وهو المراد من قوله تعالى: {... وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ... – الصف: 6} لأن نبي الله كان اسمه محمد، لا أحمد». [الفضل 19/8/1916م]
ولم يقف عند هذا الحد، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فزعم أنه أفضل من جميع الأنبياء، قال: «وآتاني ما لم يؤتِ أحداً من العالمين». [ضميمة حقيقة الوحي، للغلام، ص 87] وقال: «أنا وحدي أُعطيت كل ما أعطي لجميع الأنبياء». [در ثمين، لغلام أحمد، ص 287] وقال: «لقد أعطيت نصيباً من جميع الحوادث والصفات التي كانت لجميع الأنبياء، سواء كانوا من بني إسرائيل أو من بني إسماعيل، وما من نبي إلا أوتيت قسطاً من أحواله وحوادثه». [براهين أحمدية، 5/181- 182] وقال: «لقد أراد الله أن يتمثل جميع الأنبياء والمرسلين في شخص رجل واحد، وإنني ذلك الرجل». [براهين أحمدية، لغلام أحمد، 5/98].
تكفير الغويلم للمسلمين !
قال في إلهام له نشره في (25/5/1900): «إني أُلهمت بأن الله قال لي: كل من لم يؤمن بك، ولا يتبعك، ويخالفك، فهو مخالف لله ورسوله، ويدخل نار جهنم». [تبليغ رسالت، لقاسم القادياني، 9/27، ومعيار الأخبار، ص 8، التذكرة، ص 342]. وقال: «إن الله كشف علي أن كلَّ من بلغته دعوتي ولم يؤمن بي فهو كافر». [جريدة الفضل، 15/1/1935م] . وقال: «لقد أظهر الله علي أن كل من وصلته دعوتي ولم يقبلني ليس مسلماً، ويستحق عقاب الله». [التذكرة: الوحي المقدس، ص 600] وبذلك تدين القاديانية، قال ابن الغلام محمود أحمد، الخليفة الثاني: «إن كل مسلم لم يدخل في بيعة المسيح – سواء سمع باسمه أم لم يسمع –كافرٌ، وخارجٌ عن دائرة الإسلام». [آئينة صداقت، لمحمود أحمد، ص 35]
وعلى هذا الأساس يعاملون المسلمين، فلا يصاهرونهم، ولا يصلون خلفهم، ولا يصلون على أمواتهم، وقد طبقه ميرزا غلام، فلم يصل على ولده فضل أحمد، لأنه لم يؤمن بنبوته، وطبقه وزير الخارجية ظفر السلام خان بكل دقة، فلم يصل على محمد علي جناح مؤسس باكستان. كما يعتقدون أن الحج الذي أدي قبل القاديانية حج باطل. وهذه كلها نتائج النبوة الجديدة.
!
يتبع ...
تعليق