الانتخاب الطبيعى بين الانحياز وعدم الانحياز
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يدعي الملحدون بأن الطفرات ذات مسلك حيادي وغير ضارة فى نفس الوقت الذى يؤكدون فيه على مسلكها السلبى واثارها الضارة باعتراف ضمنى لا يخلو من التناقض والغرابة, يظهر من خلال ايمانهم العميق بالية الانتخاب الطبيعى , تلك الشماعة التخيلية التى لا تتعامل سوى مع الطفرات الضارة , وعلى ذلك نقول الية الانتخاب الطبيعى التى يؤمن بها دعاة التطور تثبت ان هناك مسلك سلبى للطفرات ينتج عنه تشوهات كبيرة الى حد ما, وصفات غير مرغوبة وبالتالى فان الطفرات ليست حيادية واكثرها ضار ومن هنا يظهر التناقض.
واخيرا يجب ان ننبه الى ان الانتخاب الطبيعى حسب ما يعتقد دعاة التطور يقصى الكائنات الضعيفة التى لا تستطيع ان تقاوم الظروف البئية الصعبة , وبالتالى لا دخل لهذه الالية من قريب او بعيد بجوهر التنظيم و اساسه , او تصميم هيكله و ترتيب لبناته , الامر الذى سوف يترك بكامله للصدف الفوضوية , وتراكماتها عبر الزمن , فهل يمكن ان يكون التناسق المعجز والتنظيم البديع والتماثل الدقيق فى الاعضاء المزدوجة والتكامل والتجانس والتكامل فى الكائن الاخر (الانثى) , ونشوء الانظمة شديدة التعقيد والتقنيات العالية للسمع والبصر والاحساس والشم , والتذوق التى لم يصل الانسان الى الان مع كل هذا التقدم العلمى الهائل لمضاهتها او تفسيرها , ولا ننسى الاجهزة التى تعمل كوحدة واحدة رغم تعدد مفرداتها , هل يمكن ان يكون كل ذلك نتاج ملايين الطفرات العشوائية المتراكمة على مدى الاف الملايين من السنين ؟ !!!.
مع الانتباه الى ان التباطىء والتدريج الذى يجب ان يحدث فيه التطور , سوف يجلب العديد من المشاكل للكائن الحى اقلها تداخل مسارات اخرى وظهور طفرات معوقة , فكيف يتم مع كل ذلك تكرار سيناريو حدث من قبل بتفاصيل غاية فى الدقة والروعة دون حدوث اية اخطاء سواء حدث ذلك السيناريو على مدى عشرات السنين مما يسهل الامر او على مدى ملايين السنين مما يصعبه الى اقصى الحدود , والانتخاب الطبيعى كما قلنا ليس له يد فى التنظيم او علاقة برص وترتيب لبنات البناء بعضها بجانب البعض وكل ما يمكن ان يفعله هو الهدم و الاقصاء.