رسالة من عضو هنا حول انتقاد الإعجاز العلمى من خلال انتقاد
د. النجار
وردت إلى الرسالة الآتية من الأخ محب رسول الله
والرد فى المشاركة التالية :
أخي / سيف الكلمة
لقد قرأت مقال لفت نظرى
سوف أرسلة لك و أرجوا منك توفير إجابة عليه
بارك الله فيكم و جعلك سيف للكلمة
المقال
* د. زغلول النجار يقول أنه سجل صوت النجم الطارق برغم أن السماء صامتة لاتنقل الأصوات.
*تفسير إحدى عشر كوكباً فى سورة يوسف بإنها إعجاز علمى أصبح ورطة بعد طرد بلوتو من مجموعة الكواكب الكواكب.
* ربط الدين المطلق بالعلم النسبى أكبر خطر على الدين والعلم.
* من ينتقد الإعجاز الذى يدعيه زغلول النجار ليس كافراً بل هو أعظم المدافعين عن الإسلام!.
* البشر يؤمنون بدينهم ليس بكم نظرياته العلمية ولكن بكم قيمه ومبادئه.
*القرآن كتاب هداية وليس كتاب بيولوجى و فلك وفسيولوجى.
*زغلول النجار حول الإعجاز العلمى لفريضة سادسة فى الإسلام.
تعرض د. زغلول النجار لإحراج شديد فى برنامج اليوم السابع للإعلامى محمود سعد، فقد هاجمه د. أحمد شوقى إبراهيم ومعه د. مسلم شلتوت عالم الفلك المصرى حين تحدث د. زغلول فى التليفون وقال أنه قد سجل صوت النجم الطارق وهو صوت يشبه دوى المطرقة وهذا ممايثبت نظرية الإعجاز العلمى والفلكى، وبالطبع فند د. شوقى وعالم الفلك إدعاءات د. زغلول وكان من ضمن ردوده المفحمة إستحالة تسجيل الصوت فى الفضاء لأنه أساساً لاينتقل فى هذا الفراغ الذى ليس فيه هواء أصلاً فالسماء بها صمت تام، وكذب تجربة رائد الإعجاز وأثبت أنها مجرد فبركة وتلفيق على حد قول الضيوف، لأن تفسير كلمة الطارق الذى لايحتاج إلى كل هذه الحركات البهلوانية التى تلوى أعناق الكلمات هو تفسير بسيط، فالطارق هو كل مايأتى ليلاً أو هو مايلزم من الزيارة ليلاً ويسمى فى اللغة العربية كناية، ولم تفلح دفاعات د. زغلول عن نظريته الإعجازية وخرج من المعركة الفضائية خالى الوفاض يبحث عن شريط الكاسيت المزعوم الذى سجل فيه صوت النجم الطارق، وظننت أن هذا اللقاء التليفزيونى هو آخر الإحراجات لنظرية الفبركات، ولكن أتت الرياح بما لاتشتهى السفن، وجاءت الضربة القاضية من حيث لايظن ولا يتخيل، جاءت اللكمة "النوك أوت " من براغ بتشيكسلوفاكيا، حيث عقد إجتماع الإتحاد العالمى للفلك وعلوم الفضاء، طرد فيها 2500 عالم بقيادة الفلكى أوين جنجريتش كوكب بلوتو من زمرة كواكب المجموعة الشمسية، ولكن كيف فضح بلوتو تجارة الإعجاز العلمى؟، وكيف أحرج هذا القزم المكار د. زغلول وورطه وورط معه كل دعاة الإعجاز فى موقف لايحسدون عليه وأدخلهم فخاً محكماً؟، هذا ماستجيب عنه قصة بلوتو المكار ود. زغلول النجار الذى حاول إثبات الإعجاز العلمى من خلال سورة سيدنا يوسف وآية "إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين".
قصة طرد بلوتو وسحب ترقيته من كوكب إلى مجرد جرم سماوى برغم أنه لم يرتكب أى جرم، هى قصة تستحق الحكى لكى نعرف ماهو المنهج العلمى فى التفكير؟، وماهى نسبية العلم؟، وماهو خطر ربط الدين المطلق بالعلم النسبى؟، وهو ماحذرنا منه كثيراً حتى بح صوتنا وإتهمنا الدراويش بالكفر والزندقة لمجرد أننا دافعنا عن الدين الإسلامى ضد من يريدونه تجارة وبيزنس من دعاة الإعجاز العلمى.
الحكاية بدأت فى مارس 1930 وإنتهت فى أغسطس 2006 حين أعلن الفلكى الأمريكى كلايد تومباو إكتشاف كوكب بلوتو وضمه إلى كتيبة كواكب المجموعة الشمسية المبجلة، وإحتفى العالم بهذا الإكتشاف الذى تنبأ به عالمان آخران هما لويل وبيكرنج بناء على حسابات فلكية دقيقة بدون رؤية تليسكوبية مباشرة، وأقيمت الأفراح والليالى الملاح إحتفالاً بعقد قران بلوتو على المجموعة الشمسية، ولكن العلم لايعرف الزواج الكاثوليكى الأبدى، فأفضل تعريف العلم هو أنه القابل للتكذيب أو البطلان، بمعنى أنه عندما تكتشف نظرية علمية لابد أن يحاول العلماء بشتى الطرق إثبات كذبها وبطلانها، وكلما صمدت أمام هذه المحاولات وإجتازت كل هذه العقبات فهى نظرية علمية صحيحة وصادقة وحقيقية، ونسبية العلم تلك هى سر قوة العلم ومكمن حيويته، فالعلم علامة إستفهام مؤرقة تحاول طرق كل الأبواب للوصول إلى الحقيقة، ولايدعى أنه يملك كل مفاتيح وإجابات العالم، ولذلك فهو يحل مشاكلنا الدنيوية بنسبيته العلمية التى لاتحتكر الحقيقة ولاتخجل من هذه النسبية والتواضع، لأن من يقول أنا عارف كل شئ فهو لن يصل حتماً إلى أى شئ، وللتدليل على نسبية العلم لنقرأ نظرية نيوتن وتطبيقاتها على الأجسام ثم كيف عدلتها وطورتها بل أستطيع أن أقول نسفتها نظرية النسبية لأينشتين حين تعرف العالم على أجسام غاية فى الدقة كالإلكترون، أو غاية فى الضخامة كالكواكب والأجرام السماوية، وإحتاج إلى تفسير آخر أدى إلى تغير مفهوم الزمن نفسه، وماحدث ويحدث لنظرية الحركة والجاذبية حدث لكوكب بلوتو.
" كلما إتسعت الرؤية ضاقت العبارة " قالها الإمام الصوفى النفرى قديماً، والآن يقول العلم كلما إتسعت الرؤية بالتلسكوب ضاقت ونقصت الكواكب!، فتليسكوب هائل مثل تليسكوب "هابل "، إستطاع أن يرى ماهو أكبر من بلوتو، وإستطاع أن يرصد أيضاً موقع بلوتو ومكانته الضئيلة بين الكواكب، وحتى ماكان يعتبر قمراً تابعاً له مثل القمر "شارون " أصبح يتعامل معه على أنه جرم سماوى منفصل، والشروط الخمسة التى تحدد تعريف الكواكب الآن والتى كانت سبباً رئيسياً فى نفى بلوتو من جنة الكواكب هى وبدون تفصيلات علمية معقدة:
1- أن تكون مستديرة بأقطار كبيرة تتجاوز قطر بلوتو البالغ 2306 كم.
2- تتمتع بحد أدنى من الجاذبية.
3- عاكسة لضوء الشمس ولاتشع ذاتياً.
4- لها مدارات ثابتة حول الشمس وليس حول أى جرم آخر.
5- مركز ثقل الكوكب وقمره واقعاً تحت قشرة الكوكب وله حد أدنى من الكثافة مقارنة بكثافة كوكب الأرض.
وبتطبيق هذه الشروط الصارمة تم تجريد بلوتو من رتبته الكوكبية، فعلى سبيل المثال وجد أن جرماً سماوياً كان يعامل على أنه "هايف " وهو" زينا" وجد العلماء أنه أكبر من بلوتو وتنطبق عليه الشروط وكذلك بعض الأجرام السماوية الأخرى، مما يؤكد أنه بخروج بلوتو سيحل محله كواكب أخرى سيتوالى تصنيفها وتدوينها.
لم يكن زغلول النجار يتوقع مفاجأة إجتماع براغ وهو يكتب مقالاته الأسبوعية فى الأهرام فى نهاية فبراير وبداية مارس حين قال عن الآية الكريمة فى سورة يوسف " إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين" أنها حقيقة علمية لم يصل إليها العلم الحديث إلا فى عام 2003، وبالطبع إفتعل د. زغلول ترقيماً مدهشاً كى يصل إلى العدد "حداشر " بالعافية، فقد قال أنه حتى عام 1781 كان العدد هو ستة كواكب وهى عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشترى وزحل، ثم بعدها إكتشف كوكب أورانوس فأصبحنا سبعة، ثم فى 1801 ومن أجل فبركة الرقم إكتشف مايسمى بحزام الكويكبات مابين المريخ والمشترى وهى ناتجة عن إنفجار كوكب كان فى هذا المدار، إذن وصلنا إلى ثمانية، ثم فى 1846 تم إكتشاف نبتون التاسع، ثم بلوتو العاشر، ثم كوكب "سيدنا" الحادى عشر Sedna فى 2003، هكذا عد الكواكب فى مقال د. زغلول، ولكى يغلق الباب أمام إكتشاف الكوكب رقم 12 ويتم تستيف نظريته الإعجازية فقد قال "قد يحذر دارس من إمكانية إكتشاف كوكب جديد، ولكن على بعد أكثر من تسعين وحدة فلكية وهى المسافة مابين الكوكب الحادى عشر والشمس يتعذر على جاذبية الشمس الإمساك بأحد أجرام السماء الذى ينطبق عليه وصف الكوكب"!!، بالطبع أثبت العلماء الألفين وخمسميه القابعين فى براغ أن أقل مايوصف به هذا الكلام أنه هراء، فقد أضيفت كواكب وستضاف كواكب أخرى إلى المجموعة الشمسية برغم أنف د. زغلول، وهنا تكمن المأساة والورطة.
الورطة التى أوقعنا فيها د. زغلول النجار بنظريته الإعجازية هى ربطه مابين الدين المطلق الذى لايعرف إلا الإجابات بالعلم النسبى الذى لايعرف إلا الأسئلة، الدين هو اليقين والعلم هو الشك، ولاداعى لخلط هذا مع ذاك، وإلا وقعنا فى فخ الشك الدينى نتيجة اللخبطة والإضطراب والقلق الذى يصنعه فينا د. زغلول والإعجازيون، وأستطيع أن أقرر أننى وكل من ينكر نظريات الإعجاز العلمى ويقول أن القرآن كتاب هداية وليس كتاب بيولوجى وجيولوجى وفلك وبؤكد على أن إعجاز القرآن فى أفكاره الثورية التى ستعيش وليست فى نظرياته العلمية التى ستتغير.
صدقونى عندما ينكر أحدكم اللعبة الخطيرة التى تسمى تجارة الإعجاز العلمى فهو حتماً يدافع عن الدين وعن قدسيته، وأيضاً يدافع عن العلم وتحرره وجسارته، ولو أن كل دين يختبر صدقه بمدى تنبؤاته العلمية لإعتنق الناس الديانة الفرعونية مثلاً لأنها حتى الان لاتتنبأ فقط بل تتحدى البشر فى التحنيط وبناء الأهرامات والإحتفاظ بألوان المعابد.... الخ، الناس تؤمن... ليس بعدد النظريات العلمية فى دينها وكتابها المقدس ولكن بكم الأفكار والرؤى والقيم والمبادئ التى تتضمنها تلك الأديان من تسامح وعدل ومساواة وإعمار فى الأرض.... الخ، الناس تؤدى الطقوس الدينية.. ليس لأن هذه الطقوس تخدم الجهاز الهضمى والكلى كما يقولون عن الصوم وإعجازه العلمى، ولكنهم يؤدونها لأن الله أمرهم بذلك، الناس تتبع أوامر إلهية وتمتنع عن نواهى ليس لأنها تحتوى على الدودة الشريطية كما قال الإعجازيون عن سبب تحريم لحم الخنزير، ولكنهم يمتنعون لأن دينهم أمرهم بذلك وإلا فليمتنعوا عن الدجاج تجنباً لإنفلونزا الطيور وعن البقر هرباً من جنون البقر وأيضاً من الدودة الشريطية الأخرى.... الخ، فالإعجازيون يحولون الدين إلى مطية لبيزنس الإعجاز العلمى، ويتاجرون به فى السوبر ماركت ومؤتمرات الإعجاز التى تبيع الوهم للناس وتجعلنا نحن المسلمين نتخيل أننا الأفضل والأقوى لأن التقدم الغربى ماهى إلا بضاعتنا وإكتشافاتنا المدونة فى كتبنا، ونظل أسرى هذا الوهم، ونظل واقعين تحت أثر التنويم الإعجازى المغناطيسى المخدر، نحسب تقزمنا عملقة، وتخلفنا تقدماً، وحرماننا تعففاً، والحقيقة المخزية المؤسفة المحزنة أننا لانتقن حتى صناعة أستيكة أو قلم رصاص أو حتى بوصلة لتحديد قبلة صلاتنا فى عصر صواريخ الفضاء والهندسة الوراثية، إنها مأساة أن يرجم من يدافع عن الدين ضد تجارة الإعجاز العلمى، وأن يتوج بطلاً من يتاجر بالدين ويحوله إلى ريالات ودينارات ويجعل الإعجاز العلمى فريضة سادسة بجانب كالصلاة والصيام، ولله فى خلقه شئون، وحسبى الله ونعم الوكيل.
انتهت الرسالة
د. النجار
وردت إلى الرسالة الآتية من الأخ محب رسول الله
والرد فى المشاركة التالية :
أخي / سيف الكلمة
لقد قرأت مقال لفت نظرى
سوف أرسلة لك و أرجوا منك توفير إجابة عليه
بارك الله فيكم و جعلك سيف للكلمة
المقال
* د. زغلول النجار يقول أنه سجل صوت النجم الطارق برغم أن السماء صامتة لاتنقل الأصوات.
*تفسير إحدى عشر كوكباً فى سورة يوسف بإنها إعجاز علمى أصبح ورطة بعد طرد بلوتو من مجموعة الكواكب الكواكب.
* ربط الدين المطلق بالعلم النسبى أكبر خطر على الدين والعلم.
* من ينتقد الإعجاز الذى يدعيه زغلول النجار ليس كافراً بل هو أعظم المدافعين عن الإسلام!.
* البشر يؤمنون بدينهم ليس بكم نظرياته العلمية ولكن بكم قيمه ومبادئه.
*القرآن كتاب هداية وليس كتاب بيولوجى و فلك وفسيولوجى.
*زغلول النجار حول الإعجاز العلمى لفريضة سادسة فى الإسلام.
تعرض د. زغلول النجار لإحراج شديد فى برنامج اليوم السابع للإعلامى محمود سعد، فقد هاجمه د. أحمد شوقى إبراهيم ومعه د. مسلم شلتوت عالم الفلك المصرى حين تحدث د. زغلول فى التليفون وقال أنه قد سجل صوت النجم الطارق وهو صوت يشبه دوى المطرقة وهذا ممايثبت نظرية الإعجاز العلمى والفلكى، وبالطبع فند د. شوقى وعالم الفلك إدعاءات د. زغلول وكان من ضمن ردوده المفحمة إستحالة تسجيل الصوت فى الفضاء لأنه أساساً لاينتقل فى هذا الفراغ الذى ليس فيه هواء أصلاً فالسماء بها صمت تام، وكذب تجربة رائد الإعجاز وأثبت أنها مجرد فبركة وتلفيق على حد قول الضيوف، لأن تفسير كلمة الطارق الذى لايحتاج إلى كل هذه الحركات البهلوانية التى تلوى أعناق الكلمات هو تفسير بسيط، فالطارق هو كل مايأتى ليلاً أو هو مايلزم من الزيارة ليلاً ويسمى فى اللغة العربية كناية، ولم تفلح دفاعات د. زغلول عن نظريته الإعجازية وخرج من المعركة الفضائية خالى الوفاض يبحث عن شريط الكاسيت المزعوم الذى سجل فيه صوت النجم الطارق، وظننت أن هذا اللقاء التليفزيونى هو آخر الإحراجات لنظرية الفبركات، ولكن أتت الرياح بما لاتشتهى السفن، وجاءت الضربة القاضية من حيث لايظن ولا يتخيل، جاءت اللكمة "النوك أوت " من براغ بتشيكسلوفاكيا، حيث عقد إجتماع الإتحاد العالمى للفلك وعلوم الفضاء، طرد فيها 2500 عالم بقيادة الفلكى أوين جنجريتش كوكب بلوتو من زمرة كواكب المجموعة الشمسية، ولكن كيف فضح بلوتو تجارة الإعجاز العلمى؟، وكيف أحرج هذا القزم المكار د. زغلول وورطه وورط معه كل دعاة الإعجاز فى موقف لايحسدون عليه وأدخلهم فخاً محكماً؟، هذا ماستجيب عنه قصة بلوتو المكار ود. زغلول النجار الذى حاول إثبات الإعجاز العلمى من خلال سورة سيدنا يوسف وآية "إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين".
قصة طرد بلوتو وسحب ترقيته من كوكب إلى مجرد جرم سماوى برغم أنه لم يرتكب أى جرم، هى قصة تستحق الحكى لكى نعرف ماهو المنهج العلمى فى التفكير؟، وماهى نسبية العلم؟، وماهو خطر ربط الدين المطلق بالعلم النسبى؟، وهو ماحذرنا منه كثيراً حتى بح صوتنا وإتهمنا الدراويش بالكفر والزندقة لمجرد أننا دافعنا عن الدين الإسلامى ضد من يريدونه تجارة وبيزنس من دعاة الإعجاز العلمى.
الحكاية بدأت فى مارس 1930 وإنتهت فى أغسطس 2006 حين أعلن الفلكى الأمريكى كلايد تومباو إكتشاف كوكب بلوتو وضمه إلى كتيبة كواكب المجموعة الشمسية المبجلة، وإحتفى العالم بهذا الإكتشاف الذى تنبأ به عالمان آخران هما لويل وبيكرنج بناء على حسابات فلكية دقيقة بدون رؤية تليسكوبية مباشرة، وأقيمت الأفراح والليالى الملاح إحتفالاً بعقد قران بلوتو على المجموعة الشمسية، ولكن العلم لايعرف الزواج الكاثوليكى الأبدى، فأفضل تعريف العلم هو أنه القابل للتكذيب أو البطلان، بمعنى أنه عندما تكتشف نظرية علمية لابد أن يحاول العلماء بشتى الطرق إثبات كذبها وبطلانها، وكلما صمدت أمام هذه المحاولات وإجتازت كل هذه العقبات فهى نظرية علمية صحيحة وصادقة وحقيقية، ونسبية العلم تلك هى سر قوة العلم ومكمن حيويته، فالعلم علامة إستفهام مؤرقة تحاول طرق كل الأبواب للوصول إلى الحقيقة، ولايدعى أنه يملك كل مفاتيح وإجابات العالم، ولذلك فهو يحل مشاكلنا الدنيوية بنسبيته العلمية التى لاتحتكر الحقيقة ولاتخجل من هذه النسبية والتواضع، لأن من يقول أنا عارف كل شئ فهو لن يصل حتماً إلى أى شئ، وللتدليل على نسبية العلم لنقرأ نظرية نيوتن وتطبيقاتها على الأجسام ثم كيف عدلتها وطورتها بل أستطيع أن أقول نسفتها نظرية النسبية لأينشتين حين تعرف العالم على أجسام غاية فى الدقة كالإلكترون، أو غاية فى الضخامة كالكواكب والأجرام السماوية، وإحتاج إلى تفسير آخر أدى إلى تغير مفهوم الزمن نفسه، وماحدث ويحدث لنظرية الحركة والجاذبية حدث لكوكب بلوتو.
" كلما إتسعت الرؤية ضاقت العبارة " قالها الإمام الصوفى النفرى قديماً، والآن يقول العلم كلما إتسعت الرؤية بالتلسكوب ضاقت ونقصت الكواكب!، فتليسكوب هائل مثل تليسكوب "هابل "، إستطاع أن يرى ماهو أكبر من بلوتو، وإستطاع أن يرصد أيضاً موقع بلوتو ومكانته الضئيلة بين الكواكب، وحتى ماكان يعتبر قمراً تابعاً له مثل القمر "شارون " أصبح يتعامل معه على أنه جرم سماوى منفصل، والشروط الخمسة التى تحدد تعريف الكواكب الآن والتى كانت سبباً رئيسياً فى نفى بلوتو من جنة الكواكب هى وبدون تفصيلات علمية معقدة:
1- أن تكون مستديرة بأقطار كبيرة تتجاوز قطر بلوتو البالغ 2306 كم.
2- تتمتع بحد أدنى من الجاذبية.
3- عاكسة لضوء الشمس ولاتشع ذاتياً.
4- لها مدارات ثابتة حول الشمس وليس حول أى جرم آخر.
5- مركز ثقل الكوكب وقمره واقعاً تحت قشرة الكوكب وله حد أدنى من الكثافة مقارنة بكثافة كوكب الأرض.
وبتطبيق هذه الشروط الصارمة تم تجريد بلوتو من رتبته الكوكبية، فعلى سبيل المثال وجد أن جرماً سماوياً كان يعامل على أنه "هايف " وهو" زينا" وجد العلماء أنه أكبر من بلوتو وتنطبق عليه الشروط وكذلك بعض الأجرام السماوية الأخرى، مما يؤكد أنه بخروج بلوتو سيحل محله كواكب أخرى سيتوالى تصنيفها وتدوينها.
لم يكن زغلول النجار يتوقع مفاجأة إجتماع براغ وهو يكتب مقالاته الأسبوعية فى الأهرام فى نهاية فبراير وبداية مارس حين قال عن الآية الكريمة فى سورة يوسف " إنى رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين" أنها حقيقة علمية لم يصل إليها العلم الحديث إلا فى عام 2003، وبالطبع إفتعل د. زغلول ترقيماً مدهشاً كى يصل إلى العدد "حداشر " بالعافية، فقد قال أنه حتى عام 1781 كان العدد هو ستة كواكب وهى عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشترى وزحل، ثم بعدها إكتشف كوكب أورانوس فأصبحنا سبعة، ثم فى 1801 ومن أجل فبركة الرقم إكتشف مايسمى بحزام الكويكبات مابين المريخ والمشترى وهى ناتجة عن إنفجار كوكب كان فى هذا المدار، إذن وصلنا إلى ثمانية، ثم فى 1846 تم إكتشاف نبتون التاسع، ثم بلوتو العاشر، ثم كوكب "سيدنا" الحادى عشر Sedna فى 2003، هكذا عد الكواكب فى مقال د. زغلول، ولكى يغلق الباب أمام إكتشاف الكوكب رقم 12 ويتم تستيف نظريته الإعجازية فقد قال "قد يحذر دارس من إمكانية إكتشاف كوكب جديد، ولكن على بعد أكثر من تسعين وحدة فلكية وهى المسافة مابين الكوكب الحادى عشر والشمس يتعذر على جاذبية الشمس الإمساك بأحد أجرام السماء الذى ينطبق عليه وصف الكوكب"!!، بالطبع أثبت العلماء الألفين وخمسميه القابعين فى براغ أن أقل مايوصف به هذا الكلام أنه هراء، فقد أضيفت كواكب وستضاف كواكب أخرى إلى المجموعة الشمسية برغم أنف د. زغلول، وهنا تكمن المأساة والورطة.
الورطة التى أوقعنا فيها د. زغلول النجار بنظريته الإعجازية هى ربطه مابين الدين المطلق الذى لايعرف إلا الإجابات بالعلم النسبى الذى لايعرف إلا الأسئلة، الدين هو اليقين والعلم هو الشك، ولاداعى لخلط هذا مع ذاك، وإلا وقعنا فى فخ الشك الدينى نتيجة اللخبطة والإضطراب والقلق الذى يصنعه فينا د. زغلول والإعجازيون، وأستطيع أن أقرر أننى وكل من ينكر نظريات الإعجاز العلمى ويقول أن القرآن كتاب هداية وليس كتاب بيولوجى وجيولوجى وفلك وبؤكد على أن إعجاز القرآن فى أفكاره الثورية التى ستعيش وليست فى نظرياته العلمية التى ستتغير.
صدقونى عندما ينكر أحدكم اللعبة الخطيرة التى تسمى تجارة الإعجاز العلمى فهو حتماً يدافع عن الدين وعن قدسيته، وأيضاً يدافع عن العلم وتحرره وجسارته، ولو أن كل دين يختبر صدقه بمدى تنبؤاته العلمية لإعتنق الناس الديانة الفرعونية مثلاً لأنها حتى الان لاتتنبأ فقط بل تتحدى البشر فى التحنيط وبناء الأهرامات والإحتفاظ بألوان المعابد.... الخ، الناس تؤمن... ليس بعدد النظريات العلمية فى دينها وكتابها المقدس ولكن بكم الأفكار والرؤى والقيم والمبادئ التى تتضمنها تلك الأديان من تسامح وعدل ومساواة وإعمار فى الأرض.... الخ، الناس تؤدى الطقوس الدينية.. ليس لأن هذه الطقوس تخدم الجهاز الهضمى والكلى كما يقولون عن الصوم وإعجازه العلمى، ولكنهم يؤدونها لأن الله أمرهم بذلك، الناس تتبع أوامر إلهية وتمتنع عن نواهى ليس لأنها تحتوى على الدودة الشريطية كما قال الإعجازيون عن سبب تحريم لحم الخنزير، ولكنهم يمتنعون لأن دينهم أمرهم بذلك وإلا فليمتنعوا عن الدجاج تجنباً لإنفلونزا الطيور وعن البقر هرباً من جنون البقر وأيضاً من الدودة الشريطية الأخرى.... الخ، فالإعجازيون يحولون الدين إلى مطية لبيزنس الإعجاز العلمى، ويتاجرون به فى السوبر ماركت ومؤتمرات الإعجاز التى تبيع الوهم للناس وتجعلنا نحن المسلمين نتخيل أننا الأفضل والأقوى لأن التقدم الغربى ماهى إلا بضاعتنا وإكتشافاتنا المدونة فى كتبنا، ونظل أسرى هذا الوهم، ونظل واقعين تحت أثر التنويم الإعجازى المغناطيسى المخدر، نحسب تقزمنا عملقة، وتخلفنا تقدماً، وحرماننا تعففاً، والحقيقة المخزية المؤسفة المحزنة أننا لانتقن حتى صناعة أستيكة أو قلم رصاص أو حتى بوصلة لتحديد قبلة صلاتنا فى عصر صواريخ الفضاء والهندسة الوراثية، إنها مأساة أن يرجم من يدافع عن الدين ضد تجارة الإعجاز العلمى، وأن يتوج بطلاً من يتاجر بالدين ويحوله إلى ريالات ودينارات ويجعل الإعجاز العلمى فريضة سادسة بجانب كالصلاة والصيام، ولله فى خلقه شئون، وحسبى الله ونعم الوكيل.
انتهت الرسالة
تعليق