الأصول أو التقاليد مرتبطة بالمجتمع وليس بالفرد .. وبالتالي عندما يشذ فرد عن الجماعة .. يكون منبوذا بواسطة الجماعة ..
كل فرد في المجتمع حوله عائلة وجيران وأصدقاء ومعارف .. وغالباً كل هؤلاء هم من نفس الثقافة ولهم نفس العادات والتقاليد ..
فمثلاً في منطقة شعبية عربية لا يصح أن تركب فتاة أو سيدة السيارة مع رجل غريب وحدها .. هذا يسري وسط هذا المجتمع .. وهو صحيح لأن عندهم قيم معينة تخص الشرف والعفة للفتيات ..وأول ما يأتي إلى ذهن الناس أن هذه الفتاة ليست حسنة السمعة وأنها على علاقة عاطفية بهذا الرجل... وهذا سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو لا دينيين .. من يخرج عن التقاليد ينبذه المجتمع الإنساني ..
أما في بعض المناطق الراقية فخروج أنثى مع رجل لا يشترط أن يكونوا بينهم علاقة عاطفية .. فقد يكون لصداقة أو عمل أو موضوع خاص .. كل حسب نشأته والمكان الذي يعيش فيه ... ولا علاقة لهذا أيضاً بالدين .. فالمسلمين والمسيحيين واللادينيين يفعلون ذلك ..
السؤال هو .. كيف ظهرت التقاليد في المناطق الشعبية المتكدسة بالسكان .. هل هي تطور طبيعي لما يراه الناس حلاً لمشاكل حدثت لهم وهي تراث من الحكمة المتوارثة ؟
الثقافة المجتمعية أو التقاليد أو الأصول هم بدائل للدين للمحافظة على الأخلاق داخل المجتمع الإنساني .. أما على المستوى الفردي فقد أشرت إلى وجود ما يسمى بتأنيب الضمير أو الشعور بالذنب الذي ينتج من آذية أي شخص أخر .. بل إن البعض يشعرون بالضيق لمجرد أنه أحرج شخص وليس إيذاءه ..
أيضاً ترسيخ قيمة المجتمع المدني مهمة جداً .. حتى لا يستحل أحد لنفسه القصاص مثلاً على مزاجه .. فالمجتمع المدني يعني أن الكل متفق على أن المشاكل بين أفراد المجتمع يجب أن تحل بواسطة القانون المدني
تعليق