عبد العاطي وطواحين الهواء

تقليص

عن الكاتب

تقليص

E/hossam_abdo اكتشف المزيد حول E/hossam_abdo
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • E/hossam_abdo
    1- عضو جديد
    • 13 أغس, 2007
    • 68

    عبد العاطي وطواحين الهواء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فقد اطل علينا الروائي الحاصل علي شهادة الماجستير في طب الأسنان من جامعة إلينوي في شيكاغو الامريكية علاء الاسواني ليكتب لنا مقالة في المصري اليوم بعنوان (هل نحارب طواحين الهواء) تعكس طبيعته الشخصية والنفسية في رؤيته للتاريخ الاسلامي فأخرج مقالة تتسم بتهور أهل شيكاغو في رمي التهم والافتراءات علي رموز الاسلام مثل ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان وواضعا التاريخ الاسلامي بين فكيه لتظهر عليه علامات اسنانه كلها الا درس العقل ولا أدري لماذا وناظرا اليه من خلال نظارة عصام عبد العاطي بطل من ابطال مجموعته القصصية نيران صديقة
    من هو عصام عبد العاطي هو الموظف في مصلحة الكيمياء بطل الرواية القصيرة «أوراق عصام عبد العاطي» الشاب المتمرد علي الواقع القبيح الازدواجي المحاصر بالتزييف الديني و الذي يرصد دين المصريين الجديد الوافد من الرياح ال*****ة حيث العقيدة المفرغة من جوهرها النبيل والصادق والرحيم ليتحول الي مجتمع وثني جاهلي منزوع القيم الاصيلة ويثأرون من بعضهم البعض بسادية مفرطة وتنتهي القصة بثوران عصام علي هذا التناقض الذي يراه هو ليفطر في رمضان ويقع صريعا في غواية )الالمانية يوتا( قائلا «أنا قرأت عن الإسلام أكثر منكم» «يا جهلة يا رعاع»
    هدفي من كتابة هذا الرد ليس كما يظن البعض هو عبارة عن مجموعة من الردود علي الشبهات المفتراه من كاتب المقالة بل هدفها الاساسي هو توضيح وتبيان مجموعة المغلطات سواء العقلية او المنهجية التي يقع فيها كل من يتحدث عن الاسلام من المنتسبين لجلدتنا ويفكرون بعقول غيرنا وهذا طبعا لأن (عقولنا ضِلمة ووجوهنا كئيبة )وهؤلاء هم المصيطرون علي الإعلام ويطلقون علي أنفسهم النخبة المفكرة
    فليس الذي يفهم الاسلام هو المثقف الذي يعرف مَن ألـَّف الرواية الفلانية في الأدب العالمي؟ هل هو تولوستوي أم شكسبير أم ساجان؟ومَن هو صاحب المقطوعة الموسيقية العلانية في الموسيقى الكلاسيكية: هل هو شوبان أم باخ، أم بيتهوفن أم موتزارت؟ومَن رسم اللوحة المشهورة التي تُقدَّر الآن بمئات الملايين: هل هو بيكاسو أم جوخ؟وما هي آراء الفلاسفة: كونفيشيوس، وبوذا، وأفلاطون، وأرسطو، وزينون، ونيتشه، وماركس، وسارتر.. في الحياة؟!
    بل ثقافتنا التي تقربك من فهم الاسلام تجدها في كتب أصول الاعتقاد.. تجدها في كتب مقاصد التشريع، وفي علم القواعد الفقهية.. تجدها في بحوث جامعية بالآلاف تبحث مشكلات العصر بقواعد الشرع.تجدها في كتب الأدب التي تقربك مِن لغة القرآن.تجدها في أدب "الرافعي"، و"محمود شاكر" صاحب رسالة: "الطريق إلى ثقافتنا".
    ولنبدأ بالمغالطات العقلية والمنطقية
    وكما هو حال عصام عبد العاطي الذي قام بطريقة لا عقلية ولا منطقية بترك الدين والوقوع في شرك الرزيلة والإرتماء في حضن البغاء الغربي بدلا من ان يصلح المجتمع ان كان ذو همة عالية وينشر بين الناس صحيح الدين الذي يراه ليخرجهم من تلك الازدواجية المقيتة او علي أقل تقدير يطبق الدين الصحيح علي نفسه هو ويعتزل الناس
    فنري الدكتور علاء الأسواني مبتكر شخصية عبد العاطي ينسج علي نفس منواله ليطرح لنا إشكالية الأ وهي ما هو السبيل لنهضة الأمة ؟؟فتعالوا بنا لنستكشف طريقة معالجة الدكتور لتلك القضية
    **بدء المقالة بإعتراف أن الإسلام قدم فعلا حضارة عظيمة للعالم ولكن العالم الإسلامىلم يعرف الحكم الرشيد العادل الا لمدة 31 عاما(سنهتم الان بنقد المنهجية العقلية للمقالة وبذلك سنعتبر ان ما ذكره صحيحا تاريخا وهذا غير صحيح البتة كما سنبين بإذن الله عندما نتعرض لنقد المنهجية العلمية في التعامل مع التاريخ الاسلامي)
    لينهيها بمقولته ان الديمقراطية هى الحل(يوتا الالمانية).. علي اساس ان الديمقراطية هي تطبيق مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة كأن بلسان حاله يقول كما يقول عصام عبد العاطي «أنا قرأت عن الإسلام أكثر منكم» «يا جهلة يا رعاع»
    لا يظن البعض ان مشكلتنا تكمن في إعتراضنا علي قيم الحرية والعدل والمساواة بل مشكلتنا هي حصر كامل الاسلام وشريعته في تلك المفاهيم فقط وياليتهم يريدون تلك القيم بمفهوم الاسلام بل يطلبونها بمفهوم الغرب شبر بشبر وذراع بذراع

    فأين تلك القيم فقط من تحليل ما أحل الله وتحريم ما حرم الله في كامل حياتنا واين تلك القيم من الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر وأين تلك القيم من أن تقوم الدولة الأسلامية بسن القوانين بما يوافق الشريعة الإسلامية وعدم مخالفتها ويكون ولي أمر المسلمين هو وكيل الأمة في إقامة الحدود والعقوبات الرادعة لكل مخالف في الدولة الإسلامية
    1- المغالطة الأولي: نجد ان الدكتور علاء يمجد كثيرا في الحكم الإسلامي الرشيد العادل ولكنه لم يطلب ابدا ان نشمر عن سواعدنا لنعيد هذا الحكم الاسلامي الرشيد وذهب بدلا من ذلك يهاجم الحكم الاسلامي في صورة الخلافة الاموية والعباسية لينتهي بأن الديمقراطية هي الحل ……..أي عقل هذا؟؟!!!!
    · لماذا يا دكتور لم تقل ومن هذا نستنج ان الحكم الاسلامي العادل والرشيد عن منهاج النبوة والخلافة الراشدين هو الحل ؟!!
    · ما رأيكم يا دكتور علاء في رد فعل النبي صلي الله عليه وسلم عندما جاءه أسامة بن زيد ليشفع له في أمر المرأة المخزومية فتلون وجه الرسول صلي الله عليه وسلم وقال أتشفع في حد من حدود الله؟!!
    · ما رأيكم يا دكتور علاء فيما فعله الخليفة الإسلامي الراشد ابو بكر الصديق ومحاربته لمانعي دفع الزكاة وسماهم بالمرتدين؟!!
    · ما رأيكم يا دكتور علاء فيما كان يفعله سيدنا عمر بن الخطاب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتي وإن كان هذا الشخص المخطئ لا يضر إلا نفسه فقط ؟!!
    · ما رأيكم يا دكتور علاء في الأمثلة التي يذكرها التاريخ من إقامة الحدود خلال هذه الفترة من الحكم الإسلامي الرشيد العادل ؟!!
    · ما رأيكم يا دكتور علاء فيما فعله سيدنا عمر بن الخطاب من عدم إستبدال حد قطع يد السارق بأي بديل اخر من سجن او خلافه عام المجاعة بل جل ما فعله هو أنه لم يطبق حكم القطع لأن الحدود تدرأ وتدفع بالشبهات والمجاعة شبهة أن الجائع ما دفعه علي السرقة إلا الجوع لماذا لم يستبدل الحكم بما هو اهون نظرا لحال البلاد الإقتصادية؟!!
    · ما رأيكم يا دكتور علاء في عدم إباحة الربا بأي حال من الأحوال خلال تلك الفترة بل كانوا يتعاملوا مع الربا أنه محاربة لله ورسوله؟!!
    هل كل ما ذكرته أعلاه يعتبر جزء من الحكم الاسلامي الرشيد العادل أم لا إذا كنت تراه جزء منه لا يتجزء لماذا لم تدعوا وتنادي به وإذا كنت تراه غير ذلك ففضلاٌ لا أمراٌ إظهر ذلك بوضوح
    2- المغالطة الثانية: نجد ان الدكتور علاء قد أقر أن الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا فى المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة ولكن تلك القرون التي يشير إليها لم تكن فترة الحكم الاسلامي العادل الرشيد بل تلك النهضة كانت في العصر الأموي والعباسي والأندلسي التي كال لها كل الاتهمات من ظلم وطغيان وارتكاب للمعاصي والفجور…. ما هذا التناقض الفج؟؟!!!!
    ولماذا لم يفسر الدكتور علاء السبب الأساسي في ذلك التقدم الحضاري في جميع مناحي الحياة

    · ففي عصر الخلافة الأموية :-
    1- انتشرت اللغة العربية بين سكان البلدان المفتوحة، ولكنهم لم يهملوا العلوم العلمية، بل قاموا بجمع المخطوطات اليونانية وتحقيقها وترجمتها إلى اللغة العربية؛لذا صارت اللغة العربية في العصر العباسي لغة العلوم والفنون
    2- إزداد الاهتمام كثيرا بعلوم الطب حتي نبغ فيه الكثير و أول من بنى في الإسلام مستشفى هو الخليفة الوليد بن عبد الملك و زوده بالطعام والأدوية والملابس وعَمَّره بالأطباء والصيادلة وألحق بهذا المستشفى النموذجي صيدلية تحتوي على مختلف أنواع الأدوية من الشراب والمعاجين واشتهر الكثير من الرجال والنساء بعلم الطب مثال خالد بن يزيد بن معاوية و عبد الملك بن أبجر الكناني و أحمد بن إبراهيم و زينب طبيبة بني أود
    3- لقد حرصت الخلافة الأموية على ازدهار الزراعة والتجارة في كافة الولايات الإسلامية، وذلك عن طريق إنشاء السدود وحفر الترع والقنوات، ومحاربة الاحتكار بكافة صوره وأشكاله، كل هذه السياسات وغيرها أسهمت بشكل فاعل في ازدهار الزراعة والتجارة
    4- ازدهرت الصناعة كثيرا جدا في عهد الخلافة الاموية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر صناعة الاسلحة والسفن العربية والصناعات النسيجية والمعدنية والغذائية

    · وفي عصر الخلافة العباسية:-
    1- شهد عصر القوة العباسي نهضة علمية بالغة القوة والتنوع ويتحدث الأستاذ "نيكلسون" عن النهضة الثقافية في العصر العباسي قائلاً: "وكان لانبساط رقعة الدولة العباسية ووفرة ثروتها، ورواج تجارتها أثر كبير في إنشاء نهضة ثقافية لم يشهدها الشرق من قبل، حتى لقد بدا أن الناس جميعًا من الخليفة إلى أقل الأفراد شأنًا غدوا فجأة طلابًا للعلم، أو على الأقل أنصارًا للأدب. وفي عهد الدولة العباسية كان الناس يجوبون ثلاث قارات سعيًا إلى موارد العلم والعرفان؛ ليعودوا إلى بلادهم كالنحل يحملون الشهد إلى جموع التلاميذ المتلهفين, ثم يصنِّفون بفضل ما بذلوه من جهد متصل هذه المصنفات التي هي أشبه شيء بدوائر للمعارف، والتي كان لها أكبر الفضل في إيصال هذه العلوم الحديثة إلينا بصورة لم تكن متوقعةً من قبل".

    · وفي خلال التاريخ الاندلسي فحدث ولا حرج وسنتحدث فقط عن بعض العلماء في ذلك الزمان علي سبيل المثال:
    1- عباس بن فرناس :أول رائد للطيران في العالم الذي حلق في الجو مسافة بعد ان كسا الريش جسمه لكنه سقط لأنه لم يضع ذيلا فتأذى في ظهره
    وهو أول من ابدع قبة سماوية جعلها في داره وهو أول من ابدع قلم حبر سائل في العالم سبق فيها (ستيلو)الفرنسي بقرون وأول من أبدع اله لقياس الوقت وسماها (الميقاتة)
    2- ابو القاسم الزهراوي : أول من اسس علم الجراحة في العالم ووضع منهجا علميا صارما يقوم علي دراسة تشريح الجسم البشر ومعرفة كل دقائقه
    3- جابر بن الأفلح : ابدع معادلة لا تزال تدعي بنظرية جابر تستخدم في حل المثلثات الكروية القائمة وطور آلة خاصة بقياس تحديد الارتفاع الزاوي للنجوم
    4- ابراهيم السهلي : أول من صنع كرة بين عليها السماء والكواكب والنجوم
    5- ابو عبيد البكري : اكبر جغرافي في عصره وصاحب أول معجم جغرافي مرتب علي حروف المعجم
    6- ابن الزرقالة : أول من اثبت تغير بعد الارض عن الشمس
    7- الادريسي : أول من صنع كرة ارضية للعالم وهو أول من وضع علي الاسقاط الهندسي
    8- ابن زهر :أول من اخترع العلاج بالحقن الشرجية وأول من عالج قمل الجرب وأول من وصف التهاب غشاء القلب الرطب والناشف وأول من من نادي بما يسمي اليوم الطب الوقائي
    9- ابن العوام : أول من ابتكر طريقة الري بالتنقيط
    10- حسن الرماح :أول من وضع نظرية تركيب البارود المندفع وأول من اخترع الطوربيدات المزودة بمحركات صاروخية

    بعد تلك النبذة البسيطة جدا عن حضارة الاسلام في تلك الحقب التي ذكرها الدكتور علاء هل نستخلص من المقالة ان سبيل التقدم هو الظلم والبغي والفجور وكما وصف هو حكم الاسلام>>فلسفة الحكم إذن لم يكن لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، بل هى صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال لا يتورعون فيه عن شىء<< حيث ان هذا التقدم لم يكن في فترة الحكم الاسلامي العادل الرشيد الذي مدحه هو
    نحن نقول ان التقدم الحضاري ليس له علاقة بنظام الحكم سواء ان كان ديمقراطي او ديكتاتوري او حتي اسلامي يطبق الشريعة الاسلامية بكامل حذافيرها هذا ان نظرنا الي نظم الحكم كفكرة فلسفية نطبقها علي اي دولة لننتظر نتائج التقدم الحضاري اذا هناك سؤالان مهمان يطرحان انفسهما
    1- كيف تقوم في مصر نهضة كاملة في جميع نواحي الحياة؟؟؟
    2- من نحن وماذا نريد و لماذا نطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية ؟؟

    الاجابة علي السؤال الأول
    تقوم في اي أمة في العالم نهضة شاملة في جميع نواحي الحياة اذا كان هناك هدف واضح لتلك الدولة تسعي اليه ينسجم مع هويتها وثقافتها يجعل كل فرد في تلك الأمة في كامل التجانس مع المشروع النهضوي للأمة ليحفزه فيخرج كامل طاقته الايجابية وتصبح النتيجة النهائية لدينا أمة قوية يعمل كل ترس فيها بكامل كفاءته فتتحقق تلك النهضة الشمولية

    فنحن في مصر وايضا كل الدول الاسلامية هويتنا اسلامية علم ذلك من علمه وجهله من يريد ان يجهله ومن يقول غير ذلك فذاك كذب اقرع له قرنان وبعيد عن الحق بعد الشمس من اللمس
    وكل مسلم هدفه الاساسي مرضاة الله والأخرة وكيف يكون غير ذلك وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم « إن الدنيا حلوة خضرة ، من أخذها بحقها بورك له فيها ، ورب متخوض في مال الله ومال رسوله ، له النار يوم القيامة » فأي هدف آخر يجعل للأمة غير مرضاة الله واخذ الدنيا بحقها سيرمي الأمة في متاهة ودوامة من الازدواجية واختلال المعايير التي رصدها عصام عبد العاطي
    فالمسلم منذ اكثر من قرن من الزمان في كل الدول العربية والاسلامية التي تحكمها المناهج الغربية هدفه الذي تربي عليه ونشأ دينيا عليه مختلف اختلافا كليا عن هدف الدولة التي يعيش فيها بل يراها دولة تحارب هويته هو في جميع وسائل الإعلام فنتيجة تلك المعادلة المغلوطة تنشئ لنا جيلا من الآتي
    1- الرجل الذي اختار هدفه الاساسي الا وهو مرضاة الله والآخرة فتراه يجحف عن المشاركة الفعالة في بناء دولته التي تهاجمه ليلا ونهارا في دينه وشريعته وتتهمه بظلام عقله والنتيجة مجموعة منزوية ذات طاقات هائلة غير مفعلة من خيار الناس (طائفة الملتزمين)
    2- الرجل الذي اختار حلاوة الدنيا الخضرة وترك هدفه الأساسي وبحث عن فلسفة أخري من الغرب تنسجم مع الدولة التي يعيش فيها فظهر الليبرالي والعلماني والاشتراكي والشيوعي كل علي حسب الفترة التي يعيش فيها وهوية الدولة انذاك والنتيجة طائفة من النخبة يحكموننا باخلاقهم البرجماتية النفعية (طائفة النخبة المثقفة)
    3- رجل اراد ان يحقق الاثنين في دولة لا تريد ذلك فتجد من حأول ان يقتبس الجزء اليسير من العبادات الظاهرية كالصلاة والصوم التي تنجيه من عذاب الله لكنه يتخلق بالاخلاق النفعية الوصولية حتي يأخذ نفحا من حلاوة الدنيا او تجد من يحأول ان يتصف بالدين كله عبادة وخلقا فيهمل تلقائيا من الدولة التي لا تريده فيصاب بالإحباط ومنهم من يتمسك بدينه كله ويتمسك في حقه العادل في دنياه فيرمي في المعتقلات والسجون(عامة الشعب المصري)
    والنتيجة النهائية فجوة عميقة في المجتمع بين النخبة المثقفة بثقافة غير ثقافتنا و بين الملتزمين المتقوقعين ومجموعة الناس الذين يعيشون في ازدواجية غريبة ما بين متدين ظاهريا واخلاقه متدنية جدا او مجموعة من المحبطيين الذين يلعنون دولتهم ليل نهار ولا يشعرون بالعدالة الاجتماعية والباقي في المعتقلات والسجون
    وهذا هو حالنا منذ اكثر من قرن وسنبقي هكذا حتي نستعيد هوية امتنا الحقيقة ويتسق هدفنا مع حياتنا كما قال تعالي : قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
    وهذا هو السبب الحقيقي الذي اخفاه الدكتور علاء الاسواني في سبب التقدم الحضاري في جميع نواحي الحياة وذلك في العصور الاسلامية (إلا في حالات الضعف والاحتلال فتتغير هوية الدولة إلي هوية أخري)
    نعم في كل التاريخ الاسلامي سواء في الخلافة الراشدة او الاموية او العباسية او في الاندلس او الايوبية او العثمانية كانت الدولة الاسلامية هي الاقوي في عصرها لأن هويتها تتفق مع اهداف كل افرادها حتي وان فسد بعض حكامها او تجبروا او اختلف نظم الحكم من اختيار وبيعة او نظام ملكي او غيره لإن الأفراد لا يعملون من أجل الحكام بل يعملون من أجل هدفهم المتفق عليه بين أفراد الأمة كلها (رضى الله والآخرة)
    واخر هذا الجزء لإني أعلم أني أطلت كثيرا
    من نحن وماذا نريد ولماذا نطالب بالشريعة الاسلامية كاملة؟
    نحن أنا وأنت و منا ومنكم نريد الخير والرخاء لأنفسنا ولأمتنا في الدنيا والآخرة شعارنا هو >> رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ<< نريد دولة هويتها هويتنا نظام حكمها هو افضل نظام يحقق العدالة الإجتماعية والمساواة والحرية
    وهذا لن يتحقق إلا بالإسلام الكامل بأخلاقه وقيمه وشريعته أن تطبيق الشريعة الإسلامية ليس كما يدعي البعض الغرض منه هو وسيلة للنهضة ثم ينبري بمكر ويقول إذا كنا نستطيع ان نتقدم بغير الشريعة فلماذا الإصرار عليها لا وربي ان هدفنا من تطبيق الشريعة هو تحقيق هويتنا حقا وفعلا حتي لا نقع مرة اخري في تلك الإزدواجية المقيتة وحتي نفرغ لنهضة أمتنا بصدق وبقوة وبإخلاص
    فأقسم بالله العظيم ولست حانثا أن المسلم الذي يريد إعادة هوية الأمة ويسعي لتطبيق الشريعة الإسلامية كاملة او كما يطلقوا عليهم لقب الإسلاميين لا يسعون إلا الحكم مطلقا وكيف هذا وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إنكم ستحرصون على الإمارة وإنها ستكون يوم القيامة حسرة وندامة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس
    وقد قال أيضا ما من والى ثلاثة إلا لقى الله مغلولا يمينه إلى عنقه فَكَّه عدله أو غله جوره (ابن عساكر عن أبى الدرداء)
    والله ثم والله ما دفعنا إلي دخول انتخابات مجلس الشعب إلا بسبب ترك غير الإسلاميين حمل الأمانة ومحاولة إرجاع هوية الأمة فليظهر فيهم من يحمل اللواء وينادي بتطبيق الشريعة فوالله الذي لا إله إلا لرأيت كل الإسلاميين يرجعون بيوتهم
    فلتختاروا أي شخص ترونه صالح لحكم البلاد وليكن البرادعي مثلا ولكن يعاهدنا أمام الله أنه سيطبق شريعة الله فبالذي نفسي بيده لأكن أول من يرشحه ولكن يا حسرتاااه فنحن لم نجد من تلك النخبة أو استسمحك أن اسميها كما أحب تلك النكبة إلا قدحاً فكل ما هو إسلامي مرة يطلقون عليها رجعية بدوية أصولية وعدم صلاحيتها لهذا الزمان
    وإذا خافوا رد فعل المسلمين تخابثوا وقالوا سنطبق الشريعة لكن ما هي الشريعة فهي ليس لها وجود اصلها كأنهم يتهمون الله بالعبث واللهو معاذ الله عندما طلب منهم تطبيق شرعه وكأنه لا يعلم ان يأمر الناس بشئ غير موجود
    ومرة أخري كما حاول كاتبنا هذا أن يلف ويدور ويدعي أن تطبيق الشريعة هدفه التقدم والحضارة وأنهم يستطيعون بناء الحضارة بغير الشريعة فلا لزوم لشريعة الاسلام وهذه مراوغة فنحن نطالب بتطبيق الشريعة ليس من أجل الدنيا بل من أجل مرضاة الله سبحانه وتعالي وهو القائل {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأولـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (المائدة/44)
    وأسألكم في نهاية هذا الجزء كيف بالله عليكم يشعر المسلم بهويته في دولة ترفض تطبيق شرع الله ويجد في كتابه المقدس القرآن الكريم قول الله عز وجل
    {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} (النساء/65(
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} (الأحزاب/36)
    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ } (المائدة/48)
    {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } (الجاثية/18)
    {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً } (النساء/105(
    وأنهي كلامي ولن أقول أن الإسلام هو الحل بل أقول الإسلام هو المنهج نعم هو منهج الحياة
    وانتظروا بإذن الله الجزء الثاني لأفند المنهجية العلمية لنظرة الدكتور علاء الأسواني للتاريخ الإسلام وسنوضح الأخطاء التي وقع فيها والسلام عليكم ورحمة الله
    بقلم المهندس \حسام عبد الغني محمد مهندس كهرباء
  • wael_ag
    فريق الدعم الفني
    و مشرف الأقسام الإسلامية

    • 8 أغس, 2009
    • 4651
    • مبرمج كمبيوتر
    • مسلم

    #2
    جزاك الله خيرا مهندس حسام وبارك فيك

    بإنتظار الجزء الثاني بإذن الله.

    تعليق

    • ali_ali
      مشرف قسم التتبع و التحقيقات

      • 22 فبر, 2009
      • 4080
      • مهندس
      • muslim

      #3
      بارك الله فيك أخى E/hossam_abdo

      تعليق

      • فارس الميـدان
        مشرف عام أقسام
        المذاهب الفكرية الهدامة
        ومشرف عام قناة اليوتيوب

        • 17 فبر, 2007
        • 10113
        • مسلم

        #4
        علاء الأسواني نزل بحر التاريخ وهو لا يجيد السباحة
        بقلم الدكتور
        محمد هشام راغب

        عاتبني أحد القراء قائلا "ما دمت تكتب عن أهمية الحوار الفكري الهادئ بين الإسلاميين والعلمانيين وتضرب أمثلة عن تجارب ناجحة وأخرى فاشلة من تاريخنا القديم والحديث، فلماذا لا تضرب مثالا من واقعنا الحالي ؟ ها هو علاء الأسواني يكتب عن التاريخ الإسلامي ويقدم صورة شديدة السواد لهذا التاريخ، لماذا لا تناقشه ؟؟". رأيت عتاب القارئ منطقيا فلم أتردد وقلت له "لبيك".
        قرأت المقال الذي أشار إليه القارئ فازدادت قناعتي بضرورة مناقشته. كتب الأستاذ الأديب الدكتور علاء الأسواني مقالا بعنوان (هل نحارب طواحين الهواء..؟!) ونشره في جريدة المصري اليوم في 31 مايو 2011 وملخص مقاله ثلاثة أمور:

        1. الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا في المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة.
        2. تاريخ الحكم الإسلامي على امتداد 1400 سنة لا وجود فيه لمبادئ أو مُثُل نبيلة، وإنما هو صراع دموي على السلطة يستباح فيه كل شىء، اللهم إلا في فترة زمنية محدودة جدا مدتها 31 سنة هي زمن الخلافة الراشدة وحتى هذه لم تخل من مظالم.
        3. الذين ينادون أو يحلمون بعودة الخلافة الإسلامية نوعان من الناس: بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامي من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامي نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه. أما الفريق الآخر من المنادين بالخلافة فهم أعضاء جماعات الإسلام السياسي الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأي طريقة.

        وبالإضافة لذلك فقد لطخ الأستاذ الأسواني قلمه بالخوض في اثنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هما عثمان ومعاوية ، ولكني أؤخر الكلام عن هذا وأبدأ أولا بمناقشة المقال في نقاط محدودة معدودة حتى لا يتشعب الكلام:
        1. أول ملاحظة تعجبت منها هي إلقاء الأحكام المطلقة بصورة ساذجة على حقبة تاريخية مدتها 1400 سنة، يختزلها الأستاذ الأسواني ببساطة شديدة ويصفها بأن (نظام الحكم فيها لم يكن متفقا قط مع مبادئ الدين)، 1400 سنة من الحكم الإسلامي خالفت فيها أنظمة الحكم مبادئ الدين التي يصفها الأسواني بأنها (مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة). هل يتصور أحد 1400 سنة من حكم بلا حرية ولا عدل ولا مساواة ؟!. إننا نطالب حتى في عصور الانحطاط والاستبداد والقهر الحديثة أن ندقق في أحكامنا، فمثلا نقول عن فترة حكم عبد الناصر إنها لم تكن شرا كلها ولا خيرا كلها، وكذا عهد السادات وحتى عهد مبارك الذي دمر البلاد ربما لا يخلو عهده من حسنات، فكيف بألف وأربعمائة عام من الحكم الإسلامي بجرة قلم يصمها الأسواني بأنها لم تتفق أبدا مع مبادئ دين الإسلام.
        2. أول أمرين ذكرهما الأسواني ضدان متناقضان ولا يمكن أن يجتمعا. وكنا نتصور في الأستاذ الأسواني الأديب الذي يعرف النفس البشرية وحركة المجتمعات أنه لا يمكن لمجتمعات سادتها الصراعات الدموية التي تستبيح كل شيء وتخلو من الحرية والعدل والمساواة، لا يمكن أن تنتج حضارة عظيمة في العلوم والفنون والآداب. العكس هو الصحيح أن إنتاج تلك الحضارة العظيمة الراقية التي افتخر بها الأسواني عندما كان يدرس الأدب في إسبانيا لا يمكن أن تخرج من بلاد قد أطبق عليها الظلم والقهر والاستبداد وتستباح فيها كل الحرمات، هذا هو المستحيل بعينه. وليدلنا الأسواني على أمة من الأمم حكمت بدون الحرية والعدل والمساواة وظل حكمها مستمرا قرونا متطاولة، وأكثر من ذلك أنتجت حضارة عظيمة غيرت وجه البشرية. إن هذا ليس من طبيعة الأشياء وضد حركة التاريخ وقبل ذلك ضد سنن الله في خلقه (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
        3. ولو تفكر الأستاذ الأسواني في عبارة أستاذه الإسباني عندما قال له (يجب أن تفخروا بما أنجزه أجدادكم من حضارة في الأندلس..) وتذكر أن سبعة قرون من الحكم الإسلامي في إسبانيا أبقت على الدين المسيحي فيها وعلى من تمسكوا به، بينما قضى الأوروبيون على كل مسلم في تلك البلاد خلال سنوات قليلة من استردادهم لحكم الأندلس ولم يبقوا على مسلم واحد في أشهر محاكم تفتيش عرفتها البشرية. الحكم الإسلامي هو نفسه الذي عامل بالسماحة وبالحرية والعدل والمساواة نصارى الأندلس فاحتفظوا بدينهم لسبعة قرون.
        4. وهنا لا يمكن بطبيعة الحال أن نستعرض كل التاريخ الإسلامي، ولكن سأناقشه فقط في الفترة التي ضرب منها الأمثلة البشعة وهي فترة الحكم الأموي لتكون دليلا أقوى على غيرها من أزمنة الحكم الإسلامي.
        5. بداية فإن الأمثلة التي ذكرها الأستاذ الأسواني عن الدولة الأموية أكثرها صحيح وبشع ولا يجوز لمسلم عاقل أن يدافع عنها، ولكنها جزء مقتطع من الصورة الكاملة للحكم الأموي، واقتطاعها على هذا النحو يعطي صورة مغلوطة تماما ويكون أشبه بفعل الشيعة عندما يأخذون هذه الأمثلة الصارخة ويعممونها على أهل السنة. وفي الحقيقة فإن التصور الذي يعطيه الأستاذ الأسواني لانقلاب الحال مع بداية حكم معاوية رضي الله عنه تصور عجيب ومضحك ولا يتفق أبدا مع الطبيعة البشرية. إنه يصور حال الأمة الإسلامية وقد أشرقت عليها أنوار الحرية والعدل والمساواة ثم فجأة انطفأت هذه الأنوار وأغرقت الأمة في ظلم وظلمات لمدة 1400 سنة، وهو تصور لا يستقيم أبدا. إنه يتصور أن سنة (41هـ) التي قامت فيها الدولة الأموية، وكأنها السنة التي انتهى فيها جيل الصحابة؛ الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو انقرض التابعون؛ الذين تتلمذوا على يد التلامذة الأول للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن بعض الصحابة قد عاشوا إلى ما بعد العقد التاسع (90 هـ)، أي بعد عام الجماعة بأكثر من نصف قرن كامل. أما التابعون فقد عاش بعضهم إلى ما بعد سقوط الدولة الأموية سنة (132هـ). إن ما حدث بالضبط هو أن أسلوب انتقال الحكم قد تغير من شورى مطلقة إلى استبداد بالرأي أو إلى شورى مقيدة؛... أما نهر الحضارة الإسلامية فقد ظل يشق مجراه ... وظلت الأمة هي الأمة والمبادئ هي المبادئ. ولذلك نشر الأمويون الإسلام في أقطار الأرض ، في المغرب الأقصى والأوسط والأدنى وطرابلس وبرقة وإسبانيا والصين والهند وبلاد آسيا الوسطى وأفغانستان وغيرها، وفي عهدهم وقعت عملية التعريب ، وتم تنظيم الدواوين ، وسك العملة، وبدأت العلوم العربية والإسلامية تكتمل صورها وتنحت معارف جديدة للبشرية.
        6. استشهد هنا بمؤرخ غربي من كبار الدارسين للتاريخ الإنساني كله لعل شهادته تكون أكثر قبولا لدى المدرسة العلمانية التي تتعسف مع تاريخنا. يقول المؤرخ الأمريكي الأشهر ويل ديورانت (1885-1981م) في موسوعته الشهيرة (قصة الحضارة)، في المجلد الخامس:

        (يجب علينا ألا نظلم معاوية. لقد استحوذ على السلطة في بادئ الأمر حين عينه الخليفة الفاضل النزيه "عمر بن الخطاب" والياً على الشام، ثم بتزعمه الثورة التي أوقد نارها مقتل عثمان، ثم بما دبره من الدسائس البارعة التي أغنته عن الالتجاء إلى القوة إلا في ظروف جد نادرة، ومن أقواله في هذا المعنى "لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت" قيل: وكيف يا أمير المؤمنين؟ قال: "إذا مدوها خليتها وإن خلوها مددته". ولقد كان طريقه إلى السلطة أقل تخضباً بالدماء من طرق معظم من أسسوا أسراً حاكمة جديدة. وكان يجلس للناس خمس مرات في اليوم، وقد استؤنفت الفتوحات الإسلامية في عهده بعد توقف، وكان يسمع المدح في منافسه في مجلسه؛ بل ويسمع بفضله عليه ولا يعاقب على ذلك (وهي صورة من أعلى مظاهر حرية الرأي والتعبير)...
        وجاء بعد ابنه يزيد فحكم لثلاث سنوات امتلأت بالفتن والاقتتال الداخلي وأعقب موت يزيد سنتان سادت فيهما الفوضى وتولى الخلافة فيها ثلاثة من الخلفاء جاء بعدهم عبد الملك بن مروان ابن عم معاوية فقضى على هذا الاضطراب وأخمد الفتنة بشجاعة وقسوة، فلما استتب له الأمر حكم البلاد بكثير من الرأفة، والحكمة والعدالة (وكانت مدة حكمه 20 سنة). وسار عبد الملك بن مروان على خطى معاوية، وحاول أن يطبق سياسته الداخلية في الجلوس للناس، وكان من فقهاء المدينة المعروفين، وقد احتج مالك في الموطأ بعمل عبد الملك، وكان من فاتحي إفريقية قبل الخلافة، وقد استقرت قواعد الدولة في عهده، وظهر طابعها العربي واستقلالها الحضاري.
        أما ابنه الوليد الأول ففي عهده واصل العرب فتوحاتهم فاستولوا على بلخ في عام (86هـ ـ 705م) ، أما الوليد نفسه فكان مثلاً طيباً للحكام، يعني بشئون الإدارة أكثر من عنايته بالحرب، ويشجع الصناعة والتجارة؛ بفتح الأسواق الجديدة ، وإصلاح الطرق، وينشئ المدارس والمستشفيات ـ ومنها أول مستشفى معروف للأمراض المعدية ـ وملاجئ للشيوخ، والعجزة، والمكفوفين، ويوسع مساجد مكة والمدينة وبيت القدس، ويجملها، وينشئ في دمشق مسجداً أعظم من هذه المساجد وأفخم، ولا يزال باقياً فيها حتى اليوم.
        وتولى عمر بن عبد العزيز الخلافة لأقل من ثلاث سنوات (99 /101هـ ـ717 / 719م) أعاد سيرة الراشدين، .. وجعل حياته كلها وقفاً على إحياء شعائر الدين ونشره فتقشف في لباسه، وارتدى الثياب المرقعة حتى لم يكن أحد يظن أنه هو خليفة المسلمين، وأمر زوجته بأن ترد إلى بيت المال ما أهداه إليها والدها من الحلي النفيسة فُصدعت بالأمر، وقرب إليه أتقى العلماء في الدولة وأتخذهم له أعواناً ومستشارين. وعقد الصلح مع الدول الأجنبية، وأمر برفع الحصار عن القسطنطينية وعودة الجيش الذي كان يحاصرها، واستدعى الحاميات التي كانت قائمة في المدن الإسلامية المعادية لحكم الأمويين. وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ "والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا".
        وحكم هشام بن عبد الملك الدولة تسعة عشر عاماً (106 – 125 هـ ، 724-743 م) حكماً عادلاً ساد فيه السلم، وأصلح خلاله الشئون الإدارية، وخفض الضرائب، وترك ـ بعد وفاته ـ بيت المال مليئاً بالأموال.
        لقد استمرت الدولة الأموية مائة عام، وهؤلاء ـ كما نرى ـ (معاوية ، وعبد الملك ، والوليد، وعمر ، وهشام) خمسة من خلفاء بني أمية، حكموا بنحو ثلاثة أرباع عمر الدولة، وقدموا خدمات كثيرة للحضارة الإسلامية، باعتراف مؤرخ غربي كبير، يحاول أن يقترب من الإنصاف، وذلك ضمن رصد شامل للحضارة الإنسانية.

        7. هذا فقط عن فترة الدولة الأموية التي اقتطع منها الأسواني أمثلة صارخة على الظلم وتعمد التغافل عن الصورة بكاملها، وهذا اقتطاع غير أمين وفيه تلبيس على قرائه. إننا لو تصورنا تاريخ الحكم الإسلامي حضاريا من 1400 صفحة، سنجد منها 1300 صفحة بيضاء ناصعة وحوالي 100 صفحة سوداء مظلمة، فإذا بالأسواني يمعن النظر في هذه الصفحات السوداء ويركز عليها ويتغافل عن باقي الكتاب، ثم لا يكتفي بهذا فيزعم أن الكتاب كله أسود مخالف لمبادئ الدين إلا نحو ثلاثين صفحة فقط، وحتى هذه الورقات القليلة لم تسلم من الظلم، وكلام الأسواني هو عين الظلم.
        8. وكنت أريد أن أكتفي بهذا، ولكن أزعجني أيضا أنه قفز على فترة الحكم العباسي واقتبس مقولة عن الخليفة أبي جعفر المنصور أنه قال (أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذي أولانا وسلطانه الذي أعطانا، وأنا خليفة الله في أرضه وحارسه على ماله..). لو ثبت أن المنصور قائل هذه العبارة فقد أخطأ وقد منع جمهور الفقهاء أن يقال "خليفة الله" ونسبوا قائل ذلك إلى الفجور لأن الاستخلاف لا يكون إلا في حالة الموت أو الغيبة والله تعالى منزه عن ذلك. وبالمناسبة فإن حديث (السلطان ظل الله في أرضه، من نصحه هدي ، ومن غشه ضل) لا يصح وحديث موضوع، حكم بوضعه الشوكاني والألباني وغيرهما.
        ولقد اجتهدت أن أجد أصل العبارة المنسوبة للمنصور دون جدوى، ولكن وجدت عبارة قريبة منها نقلها ابن كثير في البداية والنهاية عن إسماعيل الفهري قال (سمعت المنصور على منبر عرفة يوم عرفة يقول: أيها الناس ، إنما أنا سلطان الله في أرضه ، أسوسكم بتوفيقه ورشده ، وخازنه على ماله ، أقسمه بإرادته ، وأعطيه بإذنه ، وقد جعلني الله عليه قفلا ، إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم فتحني ، وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني ، فارغبوا إلى الله أيها الناس ، وسلوه - في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم فيه من فضله ما أعلمكم به في كتابه ، إذ يقول : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا. أن يوفقني للصواب ، ويسددني للرشاد ، ويلهمني الرأفة بكم ، والإحسان إليكم ، ويفتحني لإعطائكم ، وقسم أرزاقكم بالعدل عليكم ، فإنه سميع مجيب) . وهذه الألفاظ أقرب في شرح مقصوده، وقد قال الإمام الغزالي في الإحياء (فالدِّين أصل والسلطان حارس، وما لا أصل له فمهدوم، وما لا حارس له فضائع، ولا يتم المُلك والضبط إلا بالسلطان، وطريق الضبط في فصل الحكومات بالفقه).

        9. وهنا أحيل مرة أخرى إلى نفس المصدر الغربي الذي بطبيعة الحال لا يجامل المسلمين، لنرى كيف يصفون أبا جعفر المنصور. يقول ويل ديورانت في ترجمة المنصور –المجلد الخامس ص 4518 – ما نصه (... وكان الخليفة الجديد في سن الأربعين، طويل القامة، نحيف الجسم، ملتحياً، أسمر البشرة، شديداً في معاملاته. ولم يكن أسيرا لجمال النساء أو مدمنا للخمر أو مولعاً بالغناء. ولكنه كان يناصر الآداب، والعلوم، والفنون، ويمتاز بعظيم قدرته، وحزمه، وشدة بطشه، وبفضل هذه الصفات ثبت دعائم أسرة حاكمة لولاه لماتت بموت السفاح. وقد وجه جهوده لتنظيم الأداة الحكومية، وبنى مدينة فخمة هي مدينة بغداد واتخذها عاصمة للدولة، وأعاد تنظيم الحكومة والجيش في صورتيهما اللتين احتفظا بهما إلى آخر أيام الدولة. وكان يشرف بنفسه على كل إدارة في دولاب الحكومة، وعلى جميع أعمال هذه الإدارات، وأرغم الموظفين المرتشين الفاسدين - ومنهم أخوه نفسه - على أن يردوا إلى بيت المال ما ابتزوه من أموال الدولة. وكان يراعي جانب الاقتصاد بل قل الحرص الشديد في إنفاق الأموال العامة، حتى نفر منه الأصدقاء، وأطلق عليه لشحه لقب "أبي الدوانق". وقد أنشأ في بداية حكمه نظام الوزارة الذي أخذه عن الفرس، وكان له شأن عظيم في تاريخ العباسيين. وكان أول من شغل منصب الوزير في عهده خالد ابن برمك. وقد اضطلع بواجب خطير في حكم الدولة، وكان له شأن فيما وقع في أيام الدولة العباسية من أحداث جسام. وعمل المنصور وخالد على إيجاد النظام والرخاء اللذين جنى ثمارهما هارون الرشيد.
        ومات المنصور بعد أن حكم البلاد حكماً صالحاً دام اثنتين وعشرين سنة وكان موته وهو في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج. ولم يكن في وسع ابنه المهدي (775-785) إلا أن يسلك في حكمه سبيل الخير. وقد شمل عفوه جميع المذنبين إلا أشدهم خطراً على الدولة.) اهـ.
        قارن هذه السيرة بقلم مؤرخ غربي لخليفة حكم الأمة لاثنتي وعشرين سنة بذلك الاقتباس الذي أورده الأسواني لترى تعمد التشويه والتضليل.

        10. الأمر الثالث الذي تعرض له الأستاذ الأسواني في مقاله كان سخريته واستخفافه بالذين ينادون أو يحلمون بعودة الخلافة الإسلامية وجعلهم نوعين من الناس: إما جاهل غافل أو سياسي مراوغ يريد الوصول إلى السلطة بأي طريقة. يصعب مناقشة رأي يساق بهذا الاستخفاف، وعلى أي حال فالخلافة الإسلامية حقيقة ظلت قائمة لأربعة عشر قرنا تقريبا وانتابتها فترات قوة وضعف لكنها ظلت دائما رمزا لوحدة المسلمين مع بقاء معظم أقطار المسلمين في غالب الأحيان بأنظمة حكم وإدارة تناسب ظروفها وبيئاتها. وهل يرفض أحد فكرة وحدة الأقطار الإسلامية حتى لو كانت حلما في ظروفنا الراهنة ؟. إننا نشهد الخطوات المتلاحقة في بنية الاتحاد الأوروبي المثير للإعجاب ونرى أحد قادته وهو الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي يرفض رفضا باتا انضمام تركيا لهذا "النادي المسيحي" ويقول بصراحة وصرامة (إنني لا أستطيع اعتبار دولة غالبية سكانها مسلمون دولةً أوروبية حتى وإن كانت تتبنى النظام العلماني الديمقراطي).
        11. بقي كلام الأسواني وتعريضه باثنين من الصحابة الكرام هما عثمان ومعاوية ، وهو أمر مؤسف للغاية، وواضح أن الرجل ليس لديه أدنى دراية عما ينبغي مراعاته عند تناول أخطاء الصحابة. وبداية ننبه على أن الصحابة ليسوا معصومين من الأخطاء بل وقع منهم أشياء وهنات ولكنهم أفضل البشر بعد الأنبياء وتزكيتهم من عند الله تعالى مباشرة فقد رضي عنهم ورضوا عنه. ولذلك فإن أكثر الراسخين من أهل العلم أمسكوا عن الخوض في أخطاء الصحابة تقديرا لمقامهم وقدرهم، وتكلم فيها البعض من باب التعليم والاحتراز من تقليدهم في تلك الأخطاء منهم الحسن البصري وشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي ، وكانوا إذا أرادوا ذكر شيء من ذلك قدموا له بالتنبيه على مكانة الصحب الكرام وأن سيئاتهم القليلة تتلاشى مع بحار حسناتهم وجهدهم وتضحياتهم من أجل دين الله. هذا كله فيما يخص كبار أهل العلم، أما من دونهم علما وفقها فلا يجوز لهم التعرض لهذا الباب أصلا، ولو فعلوا فمثلهم كمثل تلميذ صغير في الروضة يريد أن يناقش أخطاء علماء في الفيزياء مثلا حاصلين على جائزة نوبل، هل يُقبل هذا من التلميذ الصغير ؟ وهل يقبل أن يقال من باب حرية الرأي أن نسمع للتلميذ الصغير رأيه في أخطاء هؤلاء الكبار ؟ هذا هو عين العبث. إن المسافة بين كاتبنا الأسواني وأصحاب رسول الله أكبر وأعمق وأبعد من تلك التي بين ذلك التلميذ الصغير والحاصلين على نوبل.
        12. إن التعريض بسلفنا الصالح ليس مجرد مسألة تاريخية وإنما هدفه أبعد من ذلك، إنه يُسقط مكانة ذلك الجيل الرفيع الذي اختاره الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وليكون جسرا ينتقل عليه الإسلام لمشارق الأرض ومغاربها، وإن معرفة مقامهم ومكانتهم يظل حافزا للمسلمين دوما للنهضة والتقدم. يقول الأستاذ محمد قطب في كتابه "كيف نكتب التاريخ الإسلامي - ص 88" (.. وهذه الأمة ـ أو قل بالتحديد قرونها المفضلة الأولى ـ قامت بتطبيق مثالي لهذا الدين في عالم الواقع ، فارتفعت إلى عالم المثال ـ مع بشريتها الكاملة ـ وأثبتت في الوقت ذاته واقعية هذا الدين ، وقابليته للتطبيق في عالم الواقع . وتلك هي القيمة الحقيقة لهذه الفترة من التاريخ .
        إن هذه الأجيال الأولى ـ وخاصة الجيل الأول الفريد ـ قد لا يتكرر مرة أخرى في واقع الأرض . ولكنها تبقى مع ذلك رصيدا واقعيا لهذه الأمة في جميع أجيالها ، يحفزها على محاولة العودة إلى تطبيق الإسلام . وهذه المحاولة ذاتها عمل إيجابي مثمر ، ولو لم يصل إلى كل النتيجة المطلوبة .
        تصور إنسانا عند سفح جبل ، يعلم يقينا إن هناك من صعد هذا الجبل إلى قمته ، فهو يحاول أن يصعد مثله ، وقد يصل إلى منتصفه وقد يصل إلى ربعه ، وقد يفلس جهده بعد أن يرقى بضع درجات ...
        وتصور إنسانا آخر وقف على سفح جبل يتطلع إلى قمته وهو يقول في نفسه : إن هذا مستحيل مستحيل أن يفكر إنسان في صعود هذا الجبل الشاهق ، فلنكف عن التطلع ، ولنرض بالبقاء في السفح أيهما أنفع للبشرية ؟ وأيهما أفضل في ذات نفسه؟.
        ثم .. أي دور يؤده ذلك الذي صعد إلى القمة أول مرة ، في حياة كل الذين يجيئون بعده ، ويحاولون أن يصعدوا مثله ، ولو وصلوا إلى المنتصف ، ولو إلى ربع الطريق .. ولو أفلس جهدهم بعد رقي بعض الدرجات ؟
        إنه دور ضخم في عالم الواقع ..
        ولهذا نحتفي حفاوة بالغة بذلك الجيل الفريد ، وبتلك القرون المفضلة ،لأنها المدد الحي الذي يدفع الأجيال كلها إلى محاولة الصعود ، بدلا من أن تتنتكس إلى أسفل ، وتخلد إلى الأرض عند السفح وربما كان هذا هو السبب الذي يجعل المستشرقين يجهدون أنفسهم لمحاولة تشويه تلك الفترة بالذات ، لعلهم يطفئون بريقها ، ويحجبون نورها عن الأجيال المتأخرة لكي لا تفكر أبدا في معاودة الصعود من جديد). اهـ.

        لقد قرأت مقالا آخر لكاتب علماني مشهور أيضا هو الأستاذ جهاد الخازن في جريدة الحياة قبل مقال الأسواني بثلاثة أيام فقط، كتب عن نفس الموضوع وبنفس الروح والاختلاف الوحيد أن الأسواني استثنى من الـ 1432 عاما 31 فقط التي رضي عنها، أما الخازن فلم يعجبه إلا سنتين فقط لا غير هما فترة خلافة أبي بكر رضي الله عنه !. لكن الخازن رجع في اليوم التالي مباشرة واعتذر واعترف بخطأه وندم على ما فعل وسحب مقالته وقال في اليوم التالي تحت عنوان : أسحب مقالتي... وأعتذر (أثار مقالي يوم الاثنين الماضي عن الخلافة في الإسلام عاصفة من النقد لم تهدأ بعد، ولن أركب رأسي وأقول إنني مصيب والناس على خطأ، بل أقول إنني أخطأت وأسحب المقال، وأرجو من القراء أن يعتبروا انه لم ينشر، لأنني سأخرجه من مجموعة مقالاتي وأتلفه.
        هذه أول مرة في حياتي أسحب مقالاً، بل إنني قبل مقال الاثنين لم أسحب سطراً واحداً في مقال أو أعتذر عنه، فأنا حذر جداً، إلا أن الحذِر يؤتى من مكمنه، والمقال كُتب الأحد، وهو يوم إجازة في لندن، وليس عندي الباحثون الذين أعتمد عليهم عادة في مراجعة المادة والتحقق من صحة النقل).
        هل قرأ الأسواني مقال الخازن وقرأ تراجعه فأراد أن يكون أكثر جرأة منه على تشويه تاريخنا والعبث به؟ أم تراه كتب ما كتب بسوء فهم أو قلة علم أو بكليهما؟. لقد لمست في بعض عباراته عاطفة إسلامية أرجو ألا تسلمه إلا إلى خير وأن تدفعه للتراجع عن مقاله الذي لا يعلم إلا الله وحده كم صد شبابا عن دين الإسلام وكم أثار في أذهانهم الغضة من شبه باطلة.
        إن أزمة الأسواني الفكرية أنه وقف أمام صفحات سوداء من تاريخنا وجعلها حصريا مصدر تفكيره منها يبدأ وإليها ينتهي، ولو جعل تلك الصفحات موضع تفكيره (وليس مصدر تفكيره) لزال الغبش عن فكره والغشاوة عن بصره.
        الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

        تعليق

        • EESSAAMM
          0- عضو حديث
          • 6 يون, 2011
          • 3
          • محاسب
          • لادينى

          #5
          نحن نقول ان التقدم الحضاري ليس له علاقة بنظام الحكم سواء ان كان ديمقراطي او ديكتاتوري او حتي اسلامي يطبق الشريعة الاسلامية بكامل حذافيرها هذا ان نظرنا الي نظم الحكم كفكرة فلسفية نطبقها علي اي دولة لننتظر نتائج التقدم الحضاري اذا هناك سؤالان مهمان يطرحان انفسهما

          ياباشمهندس ..هذا يؤكد لنا نظرية ان معظم المسلمين وخاصة المتزمتين هم من انصار حافظ مش فاهم ومش عايز افهم ولو فهمت مش هاتغير
          لما حضرتك بتقول ان التقدم الحضارى ليس له علاقة بنظام الحكم انتو بتهدوا نظرية انتو بتنادوا بيها بقالكوا قرون ..وهى ان احنا عايزين نرجع لعصر الخلافة الاسلامية عشان نرجع نحقق التقدم العلمى والاازدهار اللى كان فيها وعلو شأن الامة الاسلامية اللى انت ضربت منهم امثلة كتير ..رغم ان انت متاكد انها كانت مليئة بالفساد والانحراف والطغيان ..يبقى الاسلام مش هو الحل ..الديمقراطية والانسانيه هى الحل .. ومش حكم الاسلام هو اللى هايوصلنا لابحاث الفضاء

          تعليق

          • فارس الميـدان
            مشرف عام أقسام
            المذاهب الفكرية الهدامة
            ومشرف عام قناة اليوتيوب

            • 17 فبر, 2007
            • 10113
            • مسلم

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة eessaamm
            يبقى الاسلام مش هو الحل ..الديمقراطية والانسانيه هى الحل ..
            الديمقراطية والإنسانية من وجهة نظر مين .. ؟؟؟!!!

            من وجهة نظر الملاحدة .. !!!

            هذه مصادرة يا أستاذ .. يا متعلم ..

            الحضارة المادية الأُحادية الجانب مرفوضة لدينا ..

            ديننا حضارة إنسانية روحية ومادية ..

            ولدينا شريعة ملزمين بها ..

            لكم قناعات أخرى فهى تخصكم لا تخصنا ..

            وبالمفهوم الديمقراطى .. ليس من حق الأقلية العلمانية أن تفرض وجهة نظرها على الأغلبية المسلمة ..

            وليس معنى كلامى هضم حقوق الأقلية ..
            الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

            تعليق

            • فارس الميـدان
              مشرف عام أقسام
              المذاهب الفكرية الهدامة
              ومشرف عام قناة اليوتيوب

              • 17 فبر, 2007
              • 10113
              • مسلم

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة eessaamm
              رغم ان انت متاكد انها كانت مليئة بالفساد والانحراف والطغيان
              إن صح ذلك .. فتصرفات الحكام ليست هى الإسلام ..

              بل الحكام بشر يخطئون ويصيبون ..

              الإسلام قرآن وسنة ..
              الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

              تعليق

              • EESSAAMM
                0- عضو حديث
                • 6 يون, 2011
                • 3
                • محاسب
                • لادينى

                #8
                استاذى ..اقدر لك اولا الاحترام فى الرد وليس كبعضهم
                ولكن بمنطق الاغلبية هى التى تحكم وتقر شرائعها فهذا معيار خاطىء بالنسبة لى ..وان صح بالنسبة للديمقراطية وهذا ما ااخذه دائما على الديمقراطية فانا لا اوافق عليها بهذا المقياس والمعيار .(معيار الاغلبية )
                اجعل صدرك متسع لى واسمحلى اناقشك وانظر للصورة بزاوية اخرى
                عند بزوغ نبتة الاسلام ..الم تكن اقلية لعدة سنوات ..بل وكانت فى السر وكانت الاغلبية هم من ؟
                انهم الجاهلية الاولى عبدة الاصنام الشواذ شاربى الخمر عابدى اللهو والمجون ...الم تكن اغلبية ؟ هل هى معيار بالله عليك
                اقسم لك انا احترم جزءا كبيرا فى الاسلام واعتبره لو طبق من منطق انه دستور اخلاقى ومرجع للمعاملات لكان الافضل للبشرية
                لكن لاارى فى الاسلام سببا فى دخوله فى قانون العقوبات (الحدود وغيرها ) او الحكم والسلطة ( الخلافة الملائكية التى ينادون بها ) او التقدم العلمى والتكنولوجى والفضائى ( الاعجاز اعلمى )
                ستاسالنى بالتاكيد ماهو معيارى
                انها الانسانية ...هى الاغلبية

                تعليق

                • فارس الميـدان
                  مشرف عام أقسام
                  المذاهب الفكرية الهدامة
                  ومشرف عام قناة اليوتيوب

                  • 17 فبر, 2007
                  • 10113
                  • مسلم

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة eessaamm
                  لكن لاارى فى الاسلام سببا فى دخوله فى قانون العقوبات (الحدود وغيرها ) او الحكم والسلطة ( الخلافة الملائكية التى ينادون بها ) او التقدم العلمى والتكنولوجى والفضائى ( الاعجاز اعلمى )
                  ستاسالنى بالتاكيد ماهو معيارى
                  انها الانسانية ...هى الاغلبية
                  إذا كنت تريد أن نتحاور فى هدوء فإلتزم بمبدأ عدم الإزدراء .. ولك جزيل الشكر .. وهذا ليس إتهام ..

                  حتى يستطيع الجميع أن يعيش فى سلام بصرف النظر عن القناعات الشخصية ..

                  فلابد من قبول مبدأ الحرية الفردية والجماعية .. ولكن فى إطار الشرعية ..

                  والشرعية بالنسبة للآخر تكون هى الدستور ..

                  والدستور والقانون يوضعا فى عصرنا الحالى وفقاً لمبدأ الأغلبية والأقلية ..

                  أو من المفترض .. وهذا غير مطبق للأسف ..

                  وكلامى فى إطار العلاقة بالآخر .. لا وفقاً للعقيدة الشخصية ..

                  بالنسبة لك على إعتبار أنك: (الآخر) بالنسبة لى .. فلك حقوق لا يجوز لى أن أجور عليها ..

                  بصرف النظر عن لقب الحاكم فقد يكون (الخليفة) ولكنه يعطى للآخرين حقوقهم ..

                  وهو المطلوب ..
                  الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

                  تعليق

                  • EESSAAMM
                    0- عضو حديث
                    • 6 يون, 2011
                    • 3
                    • محاسب
                    • لادينى

                    #10
                    اشكرك ....

                    تعليق

                    • E/hossam_abdo
                      1- عضو جديد
                      • 13 أغس, 2007
                      • 68

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة eessaamm
                      نحن نقول ان التقدم الحضاري ليس له علاقة بنظام الحكم سواء ان كان ديمقراطي او ديكتاتوري او حتي اسلامي يطبق الشريعة الاسلامية بكامل حذافيرها هذا ان نظرنا الي نظم الحكم كفكرة فلسفية نطبقها علي اي دولة لننتظر نتائج التقدم الحضاري اذا هناك سؤالان مهمان يطرحان انفسهما

                      ياباشمهندس ..هذا يؤكد لنا نظرية ان معظم المسلمين وخاصة المتزمتين هم من انصار حافظ مش فاهم ومش عايز افهم ولو فهمت مش هاتغير
                      لما حضرتك بتقول ان التقدم الحضارى ليس له علاقة بنظام الحكم انتو بتهدوا نظرية انتو بتنادوا بيها بقالكوا قرون ..وهى ان احنا عايزين نرجع لعصر الخلافة الاسلامية عشان نرجع نحقق التقدم العلمى والاازدهار اللى كان فيها وعلو شأن الامة الاسلامية اللى انت ضربت منهم امثلة كتير ..رغم ان انت متاكد انها كانت مليئة بالفساد والانحراف والطغيان ..يبقى الاسلام مش هو الحل ..الديمقراطية والانسانيه هى الحل .. ومش حكم الاسلام هو اللى هايوصلنا لابحاث الفضاء
                      ردك هذا يدل ان معظم مدعي الحداثة والثقافة من انصار اقتطع وإلزق ثم إرهب من امامك فكريا بإتهامه في عقله ومنطقه انا وضحت اسفل المقطوعة التي اقتبستها تماما السبب الحقيقي في تقدم اي أمة من الأمم وفياليتك كنت علقت عليها إن كنت منصفا
                      تقوم في اي أمة في العالم نهضة شاملة في جميع نواحي الحياة اذا كان هناك هدف واضح لتلك الدولة تسعي اليه ينسجم مع هويتها وثقافتها يجعل كل فرد في تلك الأمة في كامل التجانس مع المشروع النهضوي للأمة ليحفزه فيخرج كامل طاقته الايجابية وتصبح النتيجة النهائية لدينا أمة قوية يعمل كل ترس فيها بكامل كفاءته فتتحقق تلك النهضة الشمولية

                      فنحن في مصر وايضا كل الدول الاسلامية هويتنا اسلامية علم ذلك من علمه وجهله من يريد ان يجهله ومن يقول غير ذلك فذاك كذب اقرع له قرنان وبعيد عن الحق بعد الشمس من اللمس
                      وكل مسلم هدفه الاساسي مرضاة الله والأخرة وكيف يكون غير ذلك وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم « إن الدنيا حلوة خضرة ، من أخذها بحقها بورك له فيها ، ورب متخوض في مال الله ومال رسوله ، له النار يوم القيامة » فأي هدف آخر يجعل للأمة غير مرضاة الله واخذ الدنيا بحقها سيرمي الأمة في متاهة ودوامة من الازدواجية واختلال المعايير التي رصدها عصام عبد العاطي
                      فالمسلم منذ اكثر من قرن من الزمان في كل الدول العربية والاسلامية التي تحكمها المناهج الغربية هدفه الذي تربي عليه ونشأ دينيا عليه مختلف اختلافا كليا عن هدف الدولة التي يعيش فيها بل يراها دولة تحارب هويته هو في جميع وسائل الإعلام فنتيجة تلك المعادلة المغلوطة تنشئ لنا جيلا من الآتي
                      1- الرجل الذي اختار هدفه الاساسي الا وهو مرضاة الله والآخرة فتراه يجحف عن المشاركة الفعالة في بناء دولته التي تهاجمه ليلا ونهارا في دينه وشريعته وتتهمه بظلام عقله والنتيجة مجموعة منزوية ذات طاقات هائلة غير مفعلة من خيار الناس (طائفة الملتزمين)
                      2- الرجل الذي اختار حلاوة الدنيا الخضرة وترك هدفه الأساسي وبحث عن فلسفة أخري من الغرب تنسجم مع الدولة التي يعيش فيها فظهر الليبرالي والعلماني والاشتراكي والشيوعي كل علي حسب الفترة التي يعيش فيها وهوية الدولة انذاك والنتيجة طائفة من النخبة يحكموننا باخلاقهم البرجماتية النفعية (طائفة النخبة المثقفة)
                      3- رجل اراد ان يحقق الاثنين في دولة لا تريد ذلك فتجد من حأول ان يقتبس الجزء اليسير من العبادات الظاهرية كالصلاة والصوم التي تنجيه من عذاب الله لكنه يتخلق بالاخلاق النفعية الوصولية حتي يأخذ نفحا من حلاوة الدنيا او تجد من يحأول ان يتصف بالدين كله عبادة وخلقا فيهمل تلقائيا من الدولة التي لا تريده فيصاب بالإحباط ومنهم من يتمسك بدينه كله ويتمسك في حقه العادل في دنياه فيرمي في المعتقلات والسجون(عامة الشعب المصري)
                      والنتيجة النهائية فجوة عميقة في المجتمع بين النخبة المثقفة بثقافة غير ثقافتنا و بين الملتزمين المتقوقعين ومجموعة الناس الذين يعيشون في ازدواجية غريبة ما بين متدين ظاهريا واخلاقه متدنية جدا او مجموعة من المحبطيين الذين يلعنون دولتهم ليل نهار ولا يشعرون بالعدالة الاجتماعية والباقي في المعتقلات والسجون
                      وهذا هو حالنا منذ اكثر من قرن وسنبقي هكذا حتي نستعيد هوية امتنا الحقيقة ويتسق هدفنا مع حياتنا كما قال تعالي : قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
                      وهذا هو السبب الحقيقي الذي اخفاه الدكتور علاء الاسواني في سبب التقدم الحضاري في جميع نواحي الحياة وذلك في العصور الاسلامية (إلا في حالات الضعف والاحتلال فتتغير هوية الدولة إلي هوية أخري)
                      نعم في كل التاريخ الاسلامي سواء في الخلافة الراشدة او الاموية او العباسية او في الاندلس او الايوبية او العثمانية كانت الدولة الاسلامية هي الاقوي في عصرها لأن هويتها تتفق مع اهداف كل افرادها حتي وان فسد بعض حكامها او تجبروا او اختلف نظم الحكم من اختيار وبيعة او نظام ملكي او غيره لإن الأفراد لا يعملون من أجل الحكام بل يعملون من أجل هدفهم المتفق عليه بين أفراد الأمة كلها (رضى الله والآخرة)


                      أتمني ان أري ردك علي كامل المقالة ولا تقتطع منها شيئا

                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 22 أكت, 2021, 08:29 م
                      ردود 0
                      134 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة عادل خراط
                      بواسطة عادل خراط
                      ابتدأ بواسطة عبد الصمد حدوش, 25 سبت, 2019, 06:15 م
                      ردود 0
                      121 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة عبد الصمد حدوش
                      ابتدأ بواسطة نصرة الإسلام, 17 ديس, 2015, 09:36 ص
                      ردود 28
                      6,092 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة فارس الميـدان
                      ابتدأ بواسطة قلب ينبض بحب الله, 7 أبر, 2015, 09:03 ص
                      ردود 6
                      2,966 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة قلب ينبض بحب الله
                      ابتدأ بواسطة الطلحاوي, 31 ينا, 2015, 10:49 م
                      رد 1
                      1,572 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة فارس الميـدان
                      يعمل...