بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الباب الأول
لمْ يلد ولمْ يولد
المدخل الفلسفي
*
يسأل الملحد صديقه المؤمن سؤاله الكبير إن كان الله هو الخالق فمن خلق الله ؟
فيجيب المؤمن بأن المحدود لا يستطيع إدراك اللامحدود
قائلا ً بأن القوانين المخلوقة لا تسير على المشرع الخالق المؤسس لها , ويضرب مثلا ً مضحك جميل وهو أن هذا السؤال أشبه بالعرائس التي تتحرك بالزنبرك وتتصور أن الإنسان الذي صنعها يتحرك مثلها بالزنبرك , فإذا قلنا لها بأنه يتحرك من تلقاء نفسه . قالت بأنه يستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه إن كل شيء بعالمي يتحرك بالزنبرك !.
ثم يتابع حواره مستدلا ً بــ عمانويل كانت, وأرسطو, وبن عربي, ثم ينتهي بالحديث القدسي (أنا يستدل بي .. أنا لا يستدل عليّ )
*
يسأل الملحد صديقه المؤمن , لم َ يتصور أن هناك إله واحد فقط ؟
ويجيب هنا المؤمن جواب جميل رائع يستدل به بالكون ذو الخامة الواحدة والتناغم الواحد المتعدد الأشكال, قائلا ً بأن الإيدروجين هو مكون العناصر الـ 92 , كما أن جميع الكائنات الحية مكونة من الكربون , وأن الخريطة التشريحية لها جميعا ً متشابهه فالزرافة لها سبع فقرات في رقبتها تماما ً كالقنفذ !.
الباب الثاني
إذا كان الله قد قدّر عليّ أفعالي فلمَ يحاسبني ؟
المدخل القدري
*
يسأل الملحد صديقه المؤمن , إن كان الله قدر علي أعمالي فلمَ يحاسبني عليها ؟
فيجيبه المؤمن بأن أعمال البشر موجودة عند الله بعلمه النهائي ولكنها ليست مكتوبة عليهم جبرا ً ثم يضرب على هذا مثلا ً ويقول , كأنك تعلم بأن لك ولد سيقترف ذنبا ً ولكن لم تأمره بأن يقترفه وبعد حين يقترفه فعلا ً
*
ثم يقول له صديقه الملحد . لا تقل لي بأني مخير فأنا لم أختر أن أولد ولم أختر أن أموت ولم أختر شكلي ولا جنسي ولا عرقي ولا لوني.. فكيف أكون مخيرا ً ؟
فيجيبه المؤمن , أنت لا تملك حرية التصرف بالكون وأنت وأنا أحد مخلوقات هذا الكون, فهو للملك , ولكنك تملك حرية التصرف بالجسد الذي أعطيت إياه أيا كانت لو بشرتك وأيا ً كان جنسك وعرقك , فأنت حر في أن تلجم شهواتك أو أن تطلق لها العنان وهذا ما سيحاسبك الله عليه, ولن يحاسبك لمَ كنت أبيضا ً أو أسودا ً, أو ذكرا ً أو أنثى. وهناك دليل داخلي على هذه الحرية وهو الضمير, فأنت حين ترتكب العمل السيئ تشعر بالمسؤولية وحين تقوم بالعمل الطيب تحس بالزهو.
الباب الثالث
لماذا خلق الله الشر ؟
المدخل الغائى الغاية من الشر
*
يسأل الملحد صاحبه قائلا ً , إن كنتم أيها المؤمنون تقولون بأن الله هو الخير وهو العادل فلمَ خلق الظلم والشرور والأمراض والزلازل والبراكين والحروب ؟
فيجيب المؤمن بأن الله لمْ يأمر بالظلم والشرور ولكنه سمح بها , لتكون للحرية إرادة فاعلة مختارة بين الصواب والخطأ, وبأن بالخطأ يعرف الصواب وبالشر يعرف الخير , وبأن طبيعة الأشياء هي الخير وأن الشرور حوادث طارئة , كالصحة التي هي أصل والمرض الذي هو عارض , واستقرار الأرض منذ خلقتها لا يقارن بالزلازل التي لا تستمر إلا ّ لثواني , وأن الشعوب تعيش بسلام لسنين وربما لقرون ثم تتحارب لسنوات.
ومن ثم يقول له بأن حتى في حدوث الشرور تأتي الخيرات, فالزلازل تعيد هيكلة القشرة الخارجية للكوكب لتمنع الكوارث العظمى , والبراكين تخرج الثروات المخبوءة وتنفس عن ضغط الكوكب فلا ينفجر, والحروب تعيد تشكيل المجتمعات لتتطور وتتقدم.. وهكذا . ثم يختم الباب بعبارة جميلة عميقة ( خير من الله, شر من نفوسنا )
الباب الرابع
ما ذنب الذي لم يصله القرآن ؟
مدخل المسؤولية
*
يسأل الملحد , وما مصير الإنسان الذي لم يصله القرآن ولم ينزل عليه كتاب ولم يأته نبي ؟ ما ذنبه ؟ وما مصيره عندكم يوم الحساب ؟ مثل أحد سكان القطبين ؟ أو أحد سكان غابات أفريقيا ؟
فيجب صاحبه المؤمن , بأن كل أمة أتى لها رسول مبلغ ومنذر مستشهدا ً بقول الحق سبحانه وتعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ) 36 النحل. وأن هناك آلافا ً من الرسل لا نعرف عنهم شيئا ً. والجميل في هذا الباب أن الرجل المؤمن يخبر صديقه بأن الله قد يوحي بالكتب وقد يوحي بالنور يلقيه في قلب العبد أو الانشراح يضعه في صدره أو الحكمة أو الفهم أو الحقيقة الذي يرشدها له ويهديه إليها. ثم يقول لصاحبه بأنه لا يدري لعل نظرة ينظر بها رجل زنجي أو من شعب الاسكيمو إلى السماء بقلب صافٍ سليم تكون كصلاة العباد طوال حياتهم. ثم يذكر قول الحق جل في علاه ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 62 البقرة
ثم يختم الحوار بسؤال مؤلم لصديقة الملحد قائلا ً له , بأنك تعرف القرآن والإنجيل والتوراة ولكن هذا لم يزدك إلاّ إنكارا ً فهل تظن بأن حالك سيكون كحال من يعيش في القطب الجنوبي أو في أحد مجاهل غابات أفريقا يوم الحساب؟.
الباب الخامس
الجنة والنار
الجريمة والعقاب
*
يقول الرجل الملحد لصاحبه المؤمن , كيف يعذبنا الله, بسبب ذنب محدود في الزمن القصير بعذاب غير محدود في الأبد ؟ ولم َ ينتقم منا كل هذا الانتقام والإنسان ليس إلا ذرة أو هباء مقارنة بالكون ؟
فيجيب المؤمن, بأننا لسنا هباء ولا ذرة بالكون بل شأننا عظيم عند الله فهو الذي نفخ فينا من روحه وأسجد لنا الملائكة وسخر لنا كل شيء وأورثنا الأرض ببرها وبحرها وسمائها وقال عنا سبحانه ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضلا ) 70 الإسراء
إننا قد نبدو كذرة بأجسادنا في الكون ولكننا نحوي الكون بفكرنا وعقولنا وأننا بالنظر إلى أرواحنا نحوي الكون كله, لذا قال المفكرون بأن الكون صفحات والإنسان هو كتابه الجامع.
أما عن الذنب المحدود في الزمن ومقابله من العذاب اللامحدود في الأبد فلقد أجاب الله عليه حين قال ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) 28 الأنعام
أي أن ذنبهم ليس ذنبا ً محدودا ً بالزمن, بل خصلة ثابتة سوف تتكرر في كل زمن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الباب الأول
لمْ يلد ولمْ يولد
المدخل الفلسفي
*
يسأل الملحد صديقه المؤمن سؤاله الكبير إن كان الله هو الخالق فمن خلق الله ؟
فيجيب المؤمن بأن المحدود لا يستطيع إدراك اللامحدود
قائلا ً بأن القوانين المخلوقة لا تسير على المشرع الخالق المؤسس لها , ويضرب مثلا ً مضحك جميل وهو أن هذا السؤال أشبه بالعرائس التي تتحرك بالزنبرك وتتصور أن الإنسان الذي صنعها يتحرك مثلها بالزنبرك , فإذا قلنا لها بأنه يتحرك من تلقاء نفسه . قالت بأنه يستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه إن كل شيء بعالمي يتحرك بالزنبرك !.
ثم يتابع حواره مستدلا ً بــ عمانويل كانت, وأرسطو, وبن عربي, ثم ينتهي بالحديث القدسي (أنا يستدل بي .. أنا لا يستدل عليّ )
*
يسأل الملحد صديقه المؤمن , لم َ يتصور أن هناك إله واحد فقط ؟
ويجيب هنا المؤمن جواب جميل رائع يستدل به بالكون ذو الخامة الواحدة والتناغم الواحد المتعدد الأشكال, قائلا ً بأن الإيدروجين هو مكون العناصر الـ 92 , كما أن جميع الكائنات الحية مكونة من الكربون , وأن الخريطة التشريحية لها جميعا ً متشابهه فالزرافة لها سبع فقرات في رقبتها تماما ً كالقنفذ !.
الباب الثاني
إذا كان الله قد قدّر عليّ أفعالي فلمَ يحاسبني ؟
المدخل القدري
*
يسأل الملحد صديقه المؤمن , إن كان الله قدر علي أعمالي فلمَ يحاسبني عليها ؟
فيجيبه المؤمن بأن أعمال البشر موجودة عند الله بعلمه النهائي ولكنها ليست مكتوبة عليهم جبرا ً ثم يضرب على هذا مثلا ً ويقول , كأنك تعلم بأن لك ولد سيقترف ذنبا ً ولكن لم تأمره بأن يقترفه وبعد حين يقترفه فعلا ً
*
ثم يقول له صديقه الملحد . لا تقل لي بأني مخير فأنا لم أختر أن أولد ولم أختر أن أموت ولم أختر شكلي ولا جنسي ولا عرقي ولا لوني.. فكيف أكون مخيرا ً ؟
فيجيبه المؤمن , أنت لا تملك حرية التصرف بالكون وأنت وأنا أحد مخلوقات هذا الكون, فهو للملك , ولكنك تملك حرية التصرف بالجسد الذي أعطيت إياه أيا كانت لو بشرتك وأيا ً كان جنسك وعرقك , فأنت حر في أن تلجم شهواتك أو أن تطلق لها العنان وهذا ما سيحاسبك الله عليه, ولن يحاسبك لمَ كنت أبيضا ً أو أسودا ً, أو ذكرا ً أو أنثى. وهناك دليل داخلي على هذه الحرية وهو الضمير, فأنت حين ترتكب العمل السيئ تشعر بالمسؤولية وحين تقوم بالعمل الطيب تحس بالزهو.
الباب الثالث
لماذا خلق الله الشر ؟
المدخل الغائى الغاية من الشر
*
يسأل الملحد صاحبه قائلا ً , إن كنتم أيها المؤمنون تقولون بأن الله هو الخير وهو العادل فلمَ خلق الظلم والشرور والأمراض والزلازل والبراكين والحروب ؟
فيجيب المؤمن بأن الله لمْ يأمر بالظلم والشرور ولكنه سمح بها , لتكون للحرية إرادة فاعلة مختارة بين الصواب والخطأ, وبأن بالخطأ يعرف الصواب وبالشر يعرف الخير , وبأن طبيعة الأشياء هي الخير وأن الشرور حوادث طارئة , كالصحة التي هي أصل والمرض الذي هو عارض , واستقرار الأرض منذ خلقتها لا يقارن بالزلازل التي لا تستمر إلا ّ لثواني , وأن الشعوب تعيش بسلام لسنين وربما لقرون ثم تتحارب لسنوات.
ومن ثم يقول له بأن حتى في حدوث الشرور تأتي الخيرات, فالزلازل تعيد هيكلة القشرة الخارجية للكوكب لتمنع الكوارث العظمى , والبراكين تخرج الثروات المخبوءة وتنفس عن ضغط الكوكب فلا ينفجر, والحروب تعيد تشكيل المجتمعات لتتطور وتتقدم.. وهكذا . ثم يختم الباب بعبارة جميلة عميقة ( خير من الله, شر من نفوسنا )
الباب الرابع
ما ذنب الذي لم يصله القرآن ؟
مدخل المسؤولية
*
يسأل الملحد , وما مصير الإنسان الذي لم يصله القرآن ولم ينزل عليه كتاب ولم يأته نبي ؟ ما ذنبه ؟ وما مصيره عندكم يوم الحساب ؟ مثل أحد سكان القطبين ؟ أو أحد سكان غابات أفريقيا ؟
فيجب صاحبه المؤمن , بأن كل أمة أتى لها رسول مبلغ ومنذر مستشهدا ً بقول الحق سبحانه وتعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا ) 36 النحل. وأن هناك آلافا ً من الرسل لا نعرف عنهم شيئا ً. والجميل في هذا الباب أن الرجل المؤمن يخبر صديقه بأن الله قد يوحي بالكتب وقد يوحي بالنور يلقيه في قلب العبد أو الانشراح يضعه في صدره أو الحكمة أو الفهم أو الحقيقة الذي يرشدها له ويهديه إليها. ثم يقول لصاحبه بأنه لا يدري لعل نظرة ينظر بها رجل زنجي أو من شعب الاسكيمو إلى السماء بقلب صافٍ سليم تكون كصلاة العباد طوال حياتهم. ثم يذكر قول الحق جل في علاه ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) 62 البقرة
ثم يختم الحوار بسؤال مؤلم لصديقة الملحد قائلا ً له , بأنك تعرف القرآن والإنجيل والتوراة ولكن هذا لم يزدك إلاّ إنكارا ً فهل تظن بأن حالك سيكون كحال من يعيش في القطب الجنوبي أو في أحد مجاهل غابات أفريقا يوم الحساب؟.
الباب الخامس
الجنة والنار
الجريمة والعقاب
*
يقول الرجل الملحد لصاحبه المؤمن , كيف يعذبنا الله, بسبب ذنب محدود في الزمن القصير بعذاب غير محدود في الأبد ؟ ولم َ ينتقم منا كل هذا الانتقام والإنسان ليس إلا ذرة أو هباء مقارنة بالكون ؟
فيجيب المؤمن, بأننا لسنا هباء ولا ذرة بالكون بل شأننا عظيم عند الله فهو الذي نفخ فينا من روحه وأسجد لنا الملائكة وسخر لنا كل شيء وأورثنا الأرض ببرها وبحرها وسمائها وقال عنا سبحانه ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضلا ) 70 الإسراء
إننا قد نبدو كذرة بأجسادنا في الكون ولكننا نحوي الكون بفكرنا وعقولنا وأننا بالنظر إلى أرواحنا نحوي الكون كله, لذا قال المفكرون بأن الكون صفحات والإنسان هو كتابه الجامع.
أما عن الذنب المحدود في الزمن ومقابله من العذاب اللامحدود في الأبد فلقد أجاب الله عليه حين قال ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) 28 الأنعام
أي أن ذنبهم ليس ذنبا ً محدودا ً بالزمن, بل خصلة ثابتة سوف تتكرر في كل زمن.
تعليق