إلى أختنا الكريمة "نصرة الإسلام" وفقها الله وحفظها :

إذا كان الضرب لا يزال في حيز المقبول ، لم يضر تكراره.

أما "التكلم عن فعل المدرس كأنه مشهد لا يتكرر" فهذا أولى بحال هولوا عليه لو لاحظت أيتها الفاضلة، فكلهم هوّل وشنع لمجرد المشهد بذاته ، لم يضموا إلى هذا تكرار المشهد ولا ما شابه.

سبحان الله ! .. وهل هؤلاء التلاميذ لا يخطئون يومًا فيقومون بالواجبات المدرسية ولو على سبيل السهو ؟! ..
إذا صح هذا عن حال هؤلاء ، فالأقرب إلى المنطق اللجوء للضرب وتشديد العقوبة إصلاحًا لحالهم الفاشل الذي افترضت.
وإذا صح افتراضك سيظل من الأولى لوم آبائهم وأمهاتهم الذين لا يلزمون أولادهم بعمل الواجبات المدرسية يومًا واحدًا ولو على سبيل التغيير !
وهذا مما أشرت إليه من الظلم الحادث في هذا المقام .. فالأكبر جرمًا تُرك بلا ملامة، والأقل جرمًا نابه التهويل.

هذا من التهويل بغير حق أيتها الفاضلة. فالضرب الذي صُوّر وسُجل لا يؤدي لكل ما ذكرتم.

وما وجه العجب من مقارنة العبوس للعقوبة ؟! .. هل هذا ضد طبائع الأمور ؟! .. وهل العكس مثلاً هو الصحيح ؟! .. هل مقارنة الضحك والتبشبش هو الملائم والأنسب لحال العقوبة ؟! .. وعلى هذا فما هو تعبير الوجه المناسب إذن لحال المكافأة والمثوبة ؟!

وما أدراك بحال هؤلاء الأطفال أيتها الفاضلة ؟! .. لعلهم استحقوا هذا الترهيب ..

على أية حال ، فكلامنا ليس عن : استحقوا أو لم يستحقوا .. كل الأحبة الذين هولوا لم يعترضوا لأن الأطفال برءاء الساحة .. بل هولوا بأن هذه وحشية – زعموا - مهما كان جرم الأطفال. وهذا عين التعدي في الحكم الذي أحببت التنبيه عليه.


لم أكرره أيتها الفاضلة، بل هو موضع واحد، تجدين فيه تصريحي الذي يغنيك عن التساؤل:

تقولين:
صرحت سابقـًا بسبب تساؤلي بما يغنيك عن الاستنتاج :
لاحظي أيتها الفاضلة : "المباح" ..
المهولون – لو لاحظت – لم يقولوا إن تشنيعهم بسبب أن المدرس فعل خلاف الأولى ..

كلا، مطلقـًا ، بل أوضحت أن هذه "المبالغة" لا تخرج ما فعله المدرس إجمالاً عن كونه مقبولاً، وهذا محل النزاع.

لم أسأل عن هذا بارك الله فيكم .. أكرر السؤال :
قلتم لا مانع من الضرب الملائم .. فالسؤال : ما هو هذا الضرب الملائم وكيف يكون ؟

على أن فيما ذكرتم خدشة تخص مسألتنا أنبه عليها :
هل من دليل على منع ضرب الطفل على ظهره تأديبـًا ؟


== "خطأ .. ولا يصلح أصلاً .. ولا بد" .. فهل من دليل شرعي على هذا غفر الله لنا ولكم؟!
== وأمة الإسلام منذ القرون الأولى ، يتصدى رجالها في منتصف العمر لتربية الأطفال، فهل غاب ما ذكرتم عن أمة الإسلام طوال هاتيك القرون ؟!


أسأل مستفسرًا غير مستنكر : كيف عرفت هذا أيتها الفاضلة ؟

إلى أخي الكريم "مهندس بشر" وفقه الله ورعاه ..

تقول :
أثبت العرش ثم انقش أخي الكريم !
أثبت أولاً أنه يستحق كل هذا الإنكار الذي انهال عليه ..

سألنا : ما هو حد ضرب التأديب عندكم ؟
ولم يجب أحد .. إلى الآن !
هذا يؤكد كلامي بأن النكير على الرجل ساقته عاطفة مالت به عن العدل وشابته تهويلات تخالف الإنصاف ..

أولاً : طالعت له – رحمه الله - كلامًا بالجواز ، ولا إخالك تملك نقيضه.
ثانيًا : العبرة هنا بالدليل ، لا بأقوال آحاد العلماء وإن جلت أقدارهم.
فهل معك أخي دليل من الكتاب والسنة على تحريم ضرب الأطفال تحريمًا شاملاً ؟

لا شك أن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأولى والأفضل ..
ولكن المهولون لم ينكروا على مدرس زفتى تركه للأولى لو لاحظت !

أرجو – تكرمًا - التركيز على محل النزاع.


لم أسأل عن هذا أخي الكريم .. راجع كلامي تكرمـًا.
إلا إذا كنت تقصد أنك لا تعترف أصلاً بوسيلة الضرب كعقاب .. ساعتها فقط تصلح إجابتك لسؤالي .. ويتوجه إليك سؤال آخر : ما دليلك على تحريم الضرب كوسيلة للعقاب حين يستلزم الأمر هذا ؟
ويظل سؤالي للفريق الآخر من المهولين :
اعترفتم بجواز الضرب حين اللزوم لكن بطريقة خلاف ما فعل مدرس زفتى .. فما هذه الطريقة المباحة بارك الله فيكم ؟

إخوتي الكرام ..

بشكل عام أنبه على أمرين فأقول :

الأول : التهويلات في هذا المقام لا تنفع بل تضر ، والتعبيرات الإنشائية يحسنها الجميع .. الذي نريده تحديدًا واضحـًا للضرب المباح .. هذا ما لم يأت به أحد من المهولين إلى الآن ..
وقد لاحظت خفاء هذا المطلب على بعضهم .. فأعيده بصياغة أخرى ..
عندما نراجع كلام العلماء على الضرب المباح ، تجدهم يشترطون له شروطـًا تحدد وتوضحه ..
فمثلاً : حددوا موضع الضرب ، فاشترطوا ألا يكون في الوجه ، ولا في المذاكير ، أو في المقاتل ... إلخ
وحددوا أداة الضرب ، فاشترطوا ألا تكون معدنية ، أو مفرطة الطول ... إلخ
وحددوا عدد الضربات ، فاشترطوا ألا يزيد على عشر أسواط ... إلخ
وهكذا ..
يجتهدون ويستنبطون من النصوص ولو بالاستئناس ما يحدد شروط الضرب المباح تحديدًا ..
فهل وجدتم يا جماعة الخير شرطـًا اتفق عليه العلماء وخالفه مدرس زفتى ؟!
هذا سؤالي ببساطة ..
كنت أنتظر أن تأتيني الإجابة هكذا :
قال العلماء لا تزيد الضربات على عشر ، والمدرس زاد عن العشر ، فوقع في المحذور ..
كنت أنتظر مثل هذا ليكون الحكم بعلم وعدل ..

ثم كنت أنتظر :
بعد إثبات الخطأ تحديدًا : هل يستأهل كل هذا النكير ؟!


الأمر الآخر الذي أنبه إليه :
أن هذا الرجل مسلم ..
وكذا أهالي الأطفال إجمالاً ..
وعرض المسلم ليس كلأ مباحـًا لكل تجريح ولعن.

إلى أخي الكريم "كابتن علي عبد العزيز" وفقه الله ..

أعتذر إليك لأني - سهوًا - ضمنت كلامك مع تعقيبي على الأخ الكريم "مهندس بشر" .. وكان حقه أن أفصله في مشاركة خاصة باسمكم الكريم ..

وسأعيد هنا ردي :

لم أسأل عن هذا أخي الكريم .. راجع كلامي تكرمـًا.
إلا إذا كنت تقصد أنك لا تعترف أصلاً بوسيلة الضرب كعقاب .. ساعتها فقط تصلح إجابتك لسؤالي .. ويتوجه إليك سؤال آخر : ما دليلك على تحريم الضرب كوسيلة للعقاب حين يستلزم الأمر هذا ؟
ويظل سؤالي للفريق الآخر من المهولين :
اعترفتم بجواز الضرب حين اللزوم لكن بطريقة خلاف ما فعل مدرس زفتى .. فما هذه الطريقة المباحة بارك الله فيكم ؟