بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ا- الإعلان الذاتى فى الإنجيل:
(يقول القديس فى مقدمة الإنجيل "ورأينا مجده مجداً" (253) والرؤيا المقصودة هنا هى الرؤية بالعين، الرؤية الفسيولوجية وليست الرؤيا الروحية، فهو يقول "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده وهذا يعنى أنه، هو، الكاتب، كان أحد شهود العيان، تلاميذ المسيح،كما قال فى رسالته الأولى "الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا" (254). وما يؤكده سياق نص الاية هو أن الكاتب القديس يريد أن يؤكد للقارئ أن الحقائق المدونة فى الإنجيل موثقة بشهادة شهود العيان ومدونه بواسطة أحد شهود العيان وعند الحديث عن طعم الجندي لجنب السيد المسيح بحربة يقول "لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحرية وللوقت خرج دم وماء. والذى عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم" (255)، وهنا نجد كلمات "عاين" و "شهادة" مع تأكيد إنه يقول الحق، وقد كتب ما شاهده وعاينه لكى يؤمن القراء "وهو يعلم إنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم"، وهو يؤكد هنا شهادته، هو، بصفة فردية، كشاهد عيان لما حدث، وبما كتب.)
** إنتبهوا لِما يكتب الرجل القضية التى يتحدث ويكتب من أجلها هى إثبات أن يوحنا بن زبدى هو كاتب الإنجيل المسمى بإسمه!!!
تطرق فى حديثه المذكور اعلاه الى مسئلة أن كاتب الانجيل كان شاهد عيان وما كتب كان بشهادة شهود عيان..ويستشهد بنصوص فيها الكلمات شاهد وعاين و شهادته حق..أخذ السامع الى قضية اخرى هى قضية صحة وعدم تحريف الكتاب..تشتيت للذهن..إن ذهب معه فيها قل تركيزه فى القضية الاساسية وهى من كاتب الانجيل؟
(وفى خاتمة الكتاب يقول "هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق" (256). وهذه الآية تؤكد بصورة مطلقة وحاسمة أن كاتب الإنجيل هو شاهد عيان، فقد شاهد وشهد بكل ما كتبه فى الإنجيل.)
أطال وفسر الماء بالماء ,هذا التلميذ الذى أحبه يسوع,والذى شهد ,والذى كتب هذا, وكتبةالإنجيل (ونعلم أن شهادته حق) أو كاتب الإنجيل شهدوا له مازال مجهولا, فلم يعلن الانجيل ان الكاتب هو يوحنا بن زبدى ,كما إدعى القس!!!
(وكشاهد عيان يذكر الزمان والمكان والتفاصيل الدقيقة، فيقول "وفى الغد" (257)، "وجاء إلى يسوع ليلا (258)، "وبعد اليومين خرج" (259)، "فى الساعة السابعة" (260)، "ولما كان المساء" (261)، "وفى اليوم الثالث كان عرس فى قانا الجليل (262)"، "هذا قاله يسوع فى الخزانة وهو يعلم فى الهيكل (263)"، "وكان يسوع يتمشى فى الهيكل فى رواق سليمان (264)"، "ولم يكن قد جاء إلى القرية بل كان فى المكان الذى لاقته فيه مرثا (265)"، وكذلك يذكر الأعداد "وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة (266)"، "فلما كانوا قد جدفوا نحو خمسة وعشرين أو ثلاثين غلوة (267)"، "أما التلاميذ الآخرون فجاءوا بالسفينة لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الأرض إلا نحو مئتى ذراع (268)"، "وجذب الشبكة إلى الأرض ممتلئة سمكاً كبيراً مئة وثلاثاً وخمسين (269)"، هذه الأرقام التى ذكرها والأوقات وتحديد الأماكن بكل دقة تدل دلالة قاطعة على أن الكاتب القديس عاشها بنفسه وشاهدها كشاهد عيان وكان أحد التلاميذ الأثنا عشر الذين عاشوا مع السيد المسيح ورافقوه فى كل مكان ذهب إليه.
ومن التفصيلات الدقيقة التى تؤكد وتقطع بأن الكاتب كان موجوداً شخصياً وعايش الأحداث كشاهد عيان تحديده للخمسة أرغفة بأنها كانت "أرغفة شعير (270)" ووصفه للطيب الذى "امتلأ البيت من رائحته (271)" وإيماء بطرس غليه للسؤال عن الخائن (272)، ووصفه لرد فعل الجنود عند القبض على المسيح (273)، وذكره لوزن الأطياب التى استخدمت فى تكفين المسيح "مزيج مر وعود نحو مئة منا (274)".
وكان للكاتب القديس ملاحظاته الخاصة على ردود أفعال التلاميذ فى المواقف المختلفة. بعد تحويل الماء إلى خمر يقول "وأظهر مجده فآمن به تلاميذه (275)"، ولما كان مع المرأة السامرية "كانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة (276)"، وعندما نظروه ماشياً على الماء "خافوا"، ويعلق على بعض الأحداث بقوله "هذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً. ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه (278)"، كما كان له ملاحظاته على ردود أفعال السيد المسيح نفسه (279)، بل وقد ذكر أسماء أشخاص من التلاميذ وغيرهم فى مواقف معينة، وهذه الأسماء لم تذكر فى نفس المواقف فى الأناجيل الثلاثة الأخرى؛ ففى معجزة إشباع الجموع يذكر فيلبس وأندراوس (280)، ويذكر مريم أخت ليعازر التى دهنت المسيح بالطيب، كما يذكر اسم خادم رئيس الكهنة الذى قطع بطرس أذنه بالسيف وقت القبض على السيد المسيح (282)، ويذكر أسماء نثنائيل ونيقوديموس ولعازر الذين لم يذكروا فى الأناجيل الثلاثة الأخرى. والواضح أن أسلوب الكتابة عن هؤلاء الأشخاص أن الكاتب يعرفهم جيداً وبصفة شخصية، وكان حاضراً لتلك الأحداث التى كتب عنها بدقة وتفصيل
ب- التلميذ المحبوب. من هو ؟
يذكر الإنجيل هذا التلميذ المحبوب "الذى كان يسوع يحبه" فى خمسة مواقف هامة وكل منهم له مغزاه الخاص؛ وأول ما يذكر يذكر فى العشاء الربانى كأقرب واحد من السيد المسيح "وكان متكئاً فى حضن يسوع"، وعند حديث الرب عن التلميذ الخائن "وقال الحق الحق أقول لكم أن واحداً منكم سيسلمنى"، يقول الكاتب "وكان متكئاً فى حضن يسوع واحداً من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذى قال عنه. فاتكأ ذاك (التلميذ المحبوب) على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو ؟ (283)". إنه هنا أقرب التلاميذ إلى السيد والوحيد منهم الذى تجاسر على سؤاله عن الخائن. وهناك ملحوظة ذات اعتبار وهى ارتباطه بالقديس بطرس الذى أومأ إليه أن يسأل السيد. والموقف الثانى الذى يذكر فيه عند الصليب حيث نرى ثقة الرب فيه وهو يضع أمه القديسة العذراء فى أمانته وتحت رعايته "فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذى كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هوذا أبنك. ثم قال للتلميذ هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته (284)". وفى الموقف الثالث عندما ذهبت المجدلية إلى قبر المسيح ووجدت الحجر مرفوعاً والقبر خالياً من الجسد فذهبت إلى بطرس وهذا التلميذ بصفة خاصة لتخبرهما بذلك "فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه (285)"، وذهب الإثنان إلى القبر وبعدما شاهدا ما يبرهن على قيامة الرب يركز الكاتب فى تعليقه على هذا التلميذ فقط بقوله "ورأى فآمن (286)". أما الموقف الرابع فهو عندما ذهب سبعة من التلاميذ ليصطادوا على بحر طبرية بعد القيامة وظهور الرب لهم، وهؤلاء التلاميذ هم "سمعان بطرس وتوما الذى يقال له التوأم ونثنائيل الذى من قانا الجليل وأبنا زبدى وأثنان آخران من تلاميذه". ونلاحظ هنا أنه يذكر أسماء ثلاثة من التلاميذ، ويذكر لقب يعقوب ويوحنا "ابنا زبدى" فقط دون أن يذكر أسماء، ثم يشير فقط إلى "اثنان آخران من تلاميذه" قد لا يكونا من التلاميذ الاثنى عشر. والموقف الخامس والأخير هو عندما ظهر الرب لهؤلاء التلاميذ السبعة ودار حديث بينه وبين بطرس عرف فيه بطرس من الرب مصيره وكيف سيترك هذا العالم وأراد أن يعرف مصير هذا التلميذ "فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذى كان يسوع يحبه … فلما رأى بطرس هذا قال ليسوع يا رب وهذا ماله. قال له يسوع إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجئ فماذا لك. اتبعنى أنت. فشاع هذه القول بين الأخوة إن ذلك التلميذ لا يموت" ثم نعرف أن هذا التلميذ المحبوب هو كاتب هذا الإنجيل "هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا (287)".
إنتبهوا لتدليس الرجل ,الرجل يسوق النصوص الخاصة بالتلميذ الذى يحبه يسوع ,وهو حتى اللحظة مجهول.ساق ثلاث نصوص تخص التلميذ المحبوب.ثم يضع نص يخص ابنى زبدى
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-21-2)(كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم.)
فى الترتيب الرابع ويختم بنص يخص التلميذ المحبوب من يسوع حتى يتسرب الى نفس القارئ او السامع أن هذا التلميذ الذى يحبه يسوع هو يوحنا بن زبدى , يذكرنص أول ثم ثانى ثم نص ثالث عن التلميذ الذى يحبه يسوع إعتادت الأذن ,ثم يأتى النص المحشور لبنى زبدى ,ثم يختم بنص يخص التلميذ الذى يحبه يسوع...عمل ساندوتش لعقل السامع أو القارئ !!! –ثم يختم بأن هذا التلميذ المحبوب هو كاتب هذا الإنجيل !!! عجبى!!! فيكون من كاتب الانجيل؟ ...بالتدليس يوحنا بن زبدى...وفى الواقع التلميذ الذى أحبه يسوع الذى هو مجهول ومازال..بل أن كاتب الانجيل ليس هو التلميذ المحبوب الجهول..بل إنسان أخر مجهول أيضا..لماذ؟...لأن الكاتب يشهد لهذا التلميذ المحبوب ,ويعلم أن شهادته حق, الكاتب يتكلم عن التلميذ المحبوب الغائب ..فهو قد نسخ نسخة مما كتب هذا التلميذ المحبوب ,التلميذ المحبوب مجهول وكاتب النسخة مجهول!!!
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-21-24)(هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا.ونعلم ان شهادته حق.)
ما سبق يؤكد لنا أن هذا التلميذ المحبوب، بالطبع، كان قريباً من الرب يسوع المسيح وانه كان دائماً مرتبطاً ببطرس (فى العشاء وعند القبر وعند سؤال بطرس للسيد عن مصير هذا التلميذ)، ولم يذكر وحده إلا عند الصليب عندما كان بطرس يتبع الرب من بعيد. وعند محاكمة المسيح كان الاثنان معاً، ولأن هذا التلميذ كان معروفاً من رئيس الكهنة فقد توسط عند البوابة وأدخل بطرس (288) دار رئيس الكهنة. ونعرف من الأناجيل الثلاثة الأولى أنه كان على رأس التلاميذ الأثنى عشر دائرة خاصة مقربة من السيد المسيح مكونة من "بطرس ويعقوب ويوحنا"، وهؤلاء الثلاثة أصلاً كانوا شركاء فى سفينة لصيد السمك (289)، وقد أخذهم الرب معه فى أخص المواقف، فقد كانوا شركاء فى سفينة لصيد السمك (290) وعلى جبل التجلى (291) وكانوا أقرب التلاميذ إليه فى بستان جثسيمانى قبل القبض عليه مباشرة (292) وكان بطرس ويوحنا بالذات مرتبطين معاً، فقد أرسلهما السيد المسيح وحدهما معاً ليعدا الفصح (293)، وبعد القيامة وحلول الروح القدس كانا دائماً معاً، فقد ذهبا إلى الهيكل معاً عندما حدثت معجزة شفاء المُقعد على بابا الهيكل وحاكمهما رؤساء اليهود معاً (294)، وذهبا إلى السامرة معاً مرسلين من بقية الرسل (295)، ويذكرهما القديس بولس مع "يعقوب أخى الرب" كالأعمدة الثلاثة فى الكنيسة الأولى (296).
انتبهوا لتدليس الرجل فى النصوص بدأ بالحديث عن التلميذ المحبوب(الذى احبه يسوع), ودون اى فاصل انتقل فجأة للحديث عن يوحنا بن زبدى,وكيف انه كان ملازم لبطرس,واسمه ياتى بالترتيب بعده,واطال فى الحديث عنه,ليوحى فى النهاية انه التلميذ المحبوب ,قص ولصق ,ويزرع فى المنتصف نصا
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-18-15)(وكان سمعان بطرس والتلميذ الآخر يتبعان يسوع.وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة.)
من قال أن هذا الأخر هو التلميذ المحبوب(لادليل)مجهول
انتبهوا ماذا قال عن التلميذان الاخران فى النص:
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-21-2)(كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم.)
(ثم يشير فقط إلى "اثنان آخران من تلاميذه" قد لا يكونا من التلاميذ الاثنى عشر.)..أخران غير معلوم من هما لذلك قال عبدالمسيح بسيط..قد لايكونا من الإثنى عشر ,وهذا هو نفس الحال بالنسبة للتلميذ الآخر غير معلوم من هو!!!
(والشئ الجدير بالملاحظة هو أن أسم بطرس كان يذكر دائماً أولاً ثم بعد ذلك أسم يوحنا وذلك فى الأناجيل الثلاثة الأولى "بطرس ويوحنا" (297)، وفى سفر الأعمال كان بطرس دائما هو المتقدم سواء فى ذكر الأسماء أو فى الفعل "وصعد بطرس ويوحنا" (298)، "أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا" (299)، وحتى عندما ذكر القديس بولس يعقوب أخو الرب أول الثلاثة الأعمدة ذكر بطرس بعده ثم يوحنا أخيراً "يعقوب وصفا (بطرس) ويوحنا". وكان القديس بطرس هو المتكلم دائماً. وهنا فى الإنجيل الرابع نجد أن القديس بطرس للتلميذ المحبوب أن يسأل الرب يسوع عمن سيسلمه،)
يحاول القس إستنتاج ان ذكر اسم يوحنا بعد بطرس فى مواضع عدة يجعل التلميذ المحبوب هو يوحنا ,فيكون التلميذ الذى تحدث معه بطرس هو يوحنا وهذ أمر لاتقوم به الحجة..لماذا ؟ ..القس عبدالمسيح يستشهد بأن التلميذ الأخر الذى ذهب مع بطرس الى قبر المسيح هو التلميذ المحبوب(فى الفقرة التالية من حديثه تابع وذكرها فى فقرة سابقة)
لو أن هذا التلميذ الأخر هو يوحنا كاتب الإنجيل أو من أملاه ,لقال:
(فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والىَ أنا حبيب المسيح)
ولو كان يستحى من ذكر ذلك مباشرة.. أو يتواضع.. ليترك هذا النص كما هو.. ولقال فى النص التالى:
(فخرج بطرس وخرجت واتينا الى القبر)..فيعرف انه التلميذ الذى أحبه المسيح...وبولس فى كتاباته لطالما قال أنا بولس...!!!
** (الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-2)(فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم اين وضعوه.)
**(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-3)(فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا الى القبر.)
لو أنه هو التلميذ الأخر لقال :( فخرج بطرس وخرجت ,وأتينا الى القبر)
**(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-4)(وكان الاثنان يركضان معا.فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء اولا الى القبر)
لو أنه هو التلميذ الأخر لقال: (وكنا نركض معا,فسبقتُ بطرس وجئت أولا الى القبر)
(وعندما قام المسيح وذهبت المجدلية إلى القبر وجدت الحجر مرفوعاً عن القبر ذهبت إلى بطرس ثم هذا التلميذ، وآتياً إلى القبر وبرغم أن هذا التلميذ سبق بطرس ووصل أولاً ألا أنه لم يدخل القبر إلا بعد أن جاء بطرس ودخل أولاً "فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر" (300)، وعند الذهاب للصيد عند بحر طبرية كان بطرس هو الداعى لذلك، ولما ظهر لهم الرب وعرفه هذا التلميذ قبل الجميع أخبر بذلك بطرس أولاً وقبل الجميع "فقال ذلك التلميذ الذى كان يسوع يحبهُ لبطرس هو الرب"، وعندما كشف الرب لبطرس مصيره وكيف ستنتهى حياته على الأرض أهتم بطرس بمعرفة مصير هذا التلميذ فقط دون بقية التلاميذ.
كل هذا يؤكد أن هذا التلميذ "الذى كان يسوع يحبه" والذى كتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا ابن زبدى. وما يؤكد هذه الحقيقة أيضاً هو أن القديس يوحنا لم يذكر أسمه بالمرة فى الإنجيل الرابع، بينما أسمه مذكور فى الأناجيل الثلاثة الأولى 20 مرة، كما أن يذكر يوحنا المعمدان بأسمه "يوحنا" فقط بدون لقب المعمدان مما يدل على أن يوحنا ابن زبدى كاتب الإنجيل كان معروفاً للجميع وقت كتابة الإنجيل بلقب آخر هو التلميذ المحبوب.)
- **انتبهوا ماذا يقول الرجل اسم يوحنا لم يذكر بالمرة بالانجيل الرابع..هل هذا دليل انه كاتبه..بالطبع لا..قد يكون او لايكون !!!
اليس الرجل يدعى ان التلميذ المحبوب هو يوحنا ..كيف يكون هو يوحنا وهو كاتب الانجيل أو من أملاه ويكون الحديث عن هذا التلميذ بصيغة الغائب ..لو كان يوحنا هو التلميذ المحبوب لجعله هو المتكلم ,لا المتكلم عنه..وقد أوضحنا هذا سابقا ونذكر مثال للتذكير:
**(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-3)(فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا الى القبر.)
لو أنه هو التلميذ الأخر لقال :( فخرج بطرس وخرجت ,وأتينا الى القبر)
- **هل ذكر يوحنا المعمدان بدون لقبه المعمدان (يوحنا) فى انجيل يوحنا ,يجعل يوحنا بن زبدى هو التلميذ المحبوب!!! ما علاقة ذلك بذا...
ذكر يوحنا المعمدان بدون لقبه لايغير من الامر شيئ فالعدد يقول عنه أنه إنسان مرسل من الله ثم توالى الحديث عنه فى الاصحاح الاول يبين انه يوحنا المعمدان..
وليس فى انجيل يوحنا فقط ذكر يوحنا المعمدان بدون لقبه ,بل فى الاناجيل الاخرى:-
(الفانديك)(انجيل لوقا)(Lk-3-16)(اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء ولكن يأتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه.هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.)
(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-11-2)(اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه.)
(الفانديك)(انجيل مرقص)(Mk-2-18)(وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون.فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين واما تلاميذك فلا يصومون.)
ومع ذلك لم يذكر يوحنا ابن زبدى فى تلك الاناجيل على انه التلميذ الذى احبه يسوع...بل لم تذكر عبارة(التلميذ الذى أحبه يسوع) فيها على الاطلاق
بل ان يوحنا بن زبدى ذكر بدون لقبه ابن زبدى ,فى نفس الاناجيل
(الفانديك)(انجيل مرقص)(Mk-9-38)(فاجابه يوحنا قائلا يا معلّم رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا.فمنعناه لانه ليس يتبعنا.)
(ويجد البعض صعوبة فى أن يصف القديس يوحنا نفسه بالتلميذ الذى كان يسوع يحبه، ويجد من أيضاً أنه من الصعب أن يكون هذا الحب تفضيلى بمعنى أن الرب فضل يوحنا على بقية التلاميذ. ولكن ما كتبه القديس يوحنا فى رسالته الأولى عن المحبة وحب الله الذى ظهر فى المسيح، وما ركز عليه أيضاً فى الإنجيل الذى كتبه بالروح القدس عن حب الله الأبدى ومحبته للبشرية التى تفوق الوصف "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (301)، وكذلك إدراكه لحب السيد المسيح العظيم الذى لا حد له، واقترابه من فكر السيد وعقله وقلبه أنعكس عليه هو نفسه ولهذا صار التلميذ المحبوب، وأشتهر بذلك فى شيخوخته. وكان هذا اللقب علامة تواضع أكثر منه تفضيل فقد أخفى أسمه وذكر ما يمتلكه أكثر من أسمه وأعظم، وهو حب الرب يسوع المسيح له.)
ebn-elwaleed
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
القس عبدالمسيح بسيط والإستنتاج الظريف
فى مسئلة كاتب إنجيل يوحنا
--
يتبع القس عبدالمسيح بسيط اسلوبا جديدافى استنتاج أن كاتب إنجيل يوحنا ,هو يوحنا بن زبدى تلميذ المسيح وإذا كان للاستنتاج قواعد عقلية ,منها أن تكون المقدمات(الأدلة) التى تبنى عليها الإستنتاج لاتقبل الشك ولايتطرق اليها الإحتمال ,أى لابد أن تشير الى معنى ودلالة واحدة ,فلا يكون هناك احتمالان لما تستدل به , من الممكن ان يكون ,ومن الممكن ألا يكون...بل يجب أن تكون الدلالة : كان فقط ,أو لايكون فقط.
القس عبدالمسيح بسيط يتبع قواعد الاستنتاج العاطفى , أو على وجه الصحة الإستدراج العاطفى للسامع أو للقارئ
فيقوم بدفع مجموعة من الشواهد ذات التأثير النفسى والعاطفى فى ذاتها(بها قصص) ,ولاصلة لها بالقضية موضع الإستنتاج ,ويزيد من عددها حتى يتوه السامع فى مضامين تلك الشواهد ثم يختم ليقول لك ولهذا كان يوحنا بن زبدى هو كاتب الإنجيل المسمى باسمه!!! ولايوجد اى رابط منطقى بين شواهده التى إستدل بها وما يريد أن يستنتجه للسامع والقارئ ,سوى رابط عاطفى فى رأسه هو يريد أن ينسجه فى عقول السامعين والقراء.
هذا هو أسلوب المدرسة الكنسية للقس وغيره ..حيث لايكون هناك دليل على إيمان ما..تكون العاطفة بديلا للدليل!!!
تعالوا نرى تطبيقا عمليا لهذا النهج والمنهج من القس عبدالمسيح بسيط فى مسئلة إثبات أن إنجيل يوحنا الذى كتبه هو يوحنا بن زبدى تلميذ المسيح....هيا نسبح..نعوم...
ومقاله هذا موجود على مواقعهم ....
الرجل يبدأ مقاله بالآتى:
(القديس يوحنا لم يذكر أسمه فى الإنجيل كما لم يضعه على الإنجيل ولكن دون أن يقصد فقد ترك أثاراً على حقيقته وهويته وتقول من هو.)
انتبهوا معى !!!.. فى كلام الرجل إعترافان:-
*-يوحنا بن زبدى لم يضع على الإنجيل إسمه..هناك شخص أخر هو الذى وضع إسم يوحنا عليهّ!!!وهذا صحيح لأنه لايجد دليل أنه هو كاتب الإنجيل
*-يوحنا بن زبدى لم يذكر إسمه فى الإنجيل..وفى هذا الإعتراف كلام !!!
ا- الإعلان الذاتى فى الإنجيل:
(يقول القديس فى مقدمة الإنجيل "ورأينا مجده مجداً" (253) والرؤيا المقصودة هنا هى الرؤية بالعين، الرؤية الفسيولوجية وليست الرؤيا الروحية، فهو يقول "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده وهذا يعنى أنه، هو، الكاتب، كان أحد شهود العيان، تلاميذ المسيح،كما قال فى رسالته الأولى "الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا" (254). وما يؤكده سياق نص الاية هو أن الكاتب القديس يريد أن يؤكد للقارئ أن الحقائق المدونة فى الإنجيل موثقة بشهادة شهود العيان ومدونه بواسطة أحد شهود العيان وعند الحديث عن طعم الجندي لجنب السيد المسيح بحربة يقول "لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحرية وللوقت خرج دم وماء. والذى عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم" (255)، وهنا نجد كلمات "عاين" و "شهادة" مع تأكيد إنه يقول الحق، وقد كتب ما شاهده وعاينه لكى يؤمن القراء "وهو يعلم إنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم"، وهو يؤكد هنا شهادته، هو، بصفة فردية، كشاهد عيان لما حدث، وبما كتب.)
** إنتبهوا لِما يكتب الرجل القضية التى يتحدث ويكتب من أجلها هى إثبات أن يوحنا بن زبدى هو كاتب الإنجيل المسمى بإسمه!!!
تطرق فى حديثه المذكور اعلاه الى مسئلة أن كاتب الانجيل كان شاهد عيان وما كتب كان بشهادة شهود عيان..ويستشهد بنصوص فيها الكلمات شاهد وعاين و شهادته حق..أخذ السامع الى قضية اخرى هى قضية صحة وعدم تحريف الكتاب..تشتيت للذهن..إن ذهب معه فيها قل تركيزه فى القضية الاساسية وهى من كاتب الانجيل؟
(وفى خاتمة الكتاب يقول "هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم أن شهادته حق" (256). وهذه الآية تؤكد بصورة مطلقة وحاسمة أن كاتب الإنجيل هو شاهد عيان، فقد شاهد وشهد بكل ما كتبه فى الإنجيل.)
أطال وفسر الماء بالماء ,هذا التلميذ الذى أحبه يسوع,والذى شهد ,والذى كتب هذا, وكتبةالإنجيل (ونعلم أن شهادته حق) أو كاتب الإنجيل شهدوا له مازال مجهولا, فلم يعلن الانجيل ان الكاتب هو يوحنا بن زبدى ,كما إدعى القس!!!
(وكشاهد عيان يذكر الزمان والمكان والتفاصيل الدقيقة، فيقول "وفى الغد" (257)، "وجاء إلى يسوع ليلا (258)، "وبعد اليومين خرج" (259)، "فى الساعة السابعة" (260)، "ولما كان المساء" (261)، "وفى اليوم الثالث كان عرس فى قانا الجليل (262)"، "هذا قاله يسوع فى الخزانة وهو يعلم فى الهيكل (263)"، "وكان يسوع يتمشى فى الهيكل فى رواق سليمان (264)"، "ولم يكن قد جاء إلى القرية بل كان فى المكان الذى لاقته فيه مرثا (265)"، وكذلك يذكر الأعداد "وكانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة (266)"، "فلما كانوا قد جدفوا نحو خمسة وعشرين أو ثلاثين غلوة (267)"، "أما التلاميذ الآخرون فجاءوا بالسفينة لأنهم لم يكونوا بعيدين عن الأرض إلا نحو مئتى ذراع (268)"، "وجذب الشبكة إلى الأرض ممتلئة سمكاً كبيراً مئة وثلاثاً وخمسين (269)"، هذه الأرقام التى ذكرها والأوقات وتحديد الأماكن بكل دقة تدل دلالة قاطعة على أن الكاتب القديس عاشها بنفسه وشاهدها كشاهد عيان وكان أحد التلاميذ الأثنا عشر الذين عاشوا مع السيد المسيح ورافقوه فى كل مكان ذهب إليه.
ومن التفصيلات الدقيقة التى تؤكد وتقطع بأن الكاتب كان موجوداً شخصياً وعايش الأحداث كشاهد عيان تحديده للخمسة أرغفة بأنها كانت "أرغفة شعير (270)" ووصفه للطيب الذى "امتلأ البيت من رائحته (271)" وإيماء بطرس غليه للسؤال عن الخائن (272)، ووصفه لرد فعل الجنود عند القبض على المسيح (273)، وذكره لوزن الأطياب التى استخدمت فى تكفين المسيح "مزيج مر وعود نحو مئة منا (274)".
وكان للكاتب القديس ملاحظاته الخاصة على ردود أفعال التلاميذ فى المواقف المختلفة. بعد تحويل الماء إلى خمر يقول "وأظهر مجده فآمن به تلاميذه (275)"، ولما كان مع المرأة السامرية "كانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة (276)"، وعندما نظروه ماشياً على الماء "خافوا"، ويعلق على بعض الأحداث بقوله "هذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً. ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه (278)"، كما كان له ملاحظاته على ردود أفعال السيد المسيح نفسه (279)، بل وقد ذكر أسماء أشخاص من التلاميذ وغيرهم فى مواقف معينة، وهذه الأسماء لم تذكر فى نفس المواقف فى الأناجيل الثلاثة الأخرى؛ ففى معجزة إشباع الجموع يذكر فيلبس وأندراوس (280)، ويذكر مريم أخت ليعازر التى دهنت المسيح بالطيب، كما يذكر اسم خادم رئيس الكهنة الذى قطع بطرس أذنه بالسيف وقت القبض على السيد المسيح (282)، ويذكر أسماء نثنائيل ونيقوديموس ولعازر الذين لم يذكروا فى الأناجيل الثلاثة الأخرى. والواضح أن أسلوب الكتابة عن هؤلاء الأشخاص أن الكاتب يعرفهم جيداً وبصفة شخصية، وكان حاضراً لتلك الأحداث التى كتب عنها بدقة وتفصيل
أنتبهوا الرجل تطرق الى دقة وتفصيل الأحداث التى وردت فى إنجيل يوحنا
وأطال واستطرد فى هذا(ومسئلة الدقة هذه محل شك وهناك شواهد على هذا لن نتكلم فيها الآن) ,وليس هذا هو الموضوع المراد الحديث عنه
القضية التى يتحدث ويكتب من أجلها الرجل هى إثبات أن يوحنا بن زبدى هو كاتب الإنجيل المسمى بإسمه!!! فذهب الى حكايات لاتخص الموضوع الاصلى واستطرد واطنب واطال فيما لايعنينا وما يعنينا هو من كاتب الانجيل؟
ونتيجة هذا الخروج عن الموضوع أن يحدث توارد الى ذهن السامع والقارئ للقصص التى وراء الشواهد الكثيرة التى يسوقها ,من تحويل الماء الى خمر ,وقصة ليعازر, وقطع اذن خادم رئيس الكهنة..وبقية القصص..وهكذا...فيتم شحنه بشحنات عاطفية..حتى إذا ما وصل القس لأستنتاجاته حول الموضوع الاساسى وهو من كاتب الانجيل يكون السامع والقارئ قد استسلم ذهنيا لما يقوله القس عبدالمسيح من الجانب العاطفى وجانب الإجهاد الذهنى.
ب- التلميذ المحبوب. من هو ؟
يذكر الإنجيل هذا التلميذ المحبوب "الذى كان يسوع يحبه" فى خمسة مواقف هامة وكل منهم له مغزاه الخاص؛ وأول ما يذكر يذكر فى العشاء الربانى كأقرب واحد من السيد المسيح "وكان متكئاً فى حضن يسوع"، وعند حديث الرب عن التلميذ الخائن "وقال الحق الحق أقول لكم أن واحداً منكم سيسلمنى"، يقول الكاتب "وكان متكئاً فى حضن يسوع واحداً من تلاميذه كان يسوع يحبه. فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذى قال عنه. فاتكأ ذاك (التلميذ المحبوب) على صدر يسوع وقال له يا سيد من هو ؟ (283)". إنه هنا أقرب التلاميذ إلى السيد والوحيد منهم الذى تجاسر على سؤاله عن الخائن. وهناك ملحوظة ذات اعتبار وهى ارتباطه بالقديس بطرس الذى أومأ إليه أن يسأل السيد. والموقف الثانى الذى يذكر فيه عند الصليب حيث نرى ثقة الرب فيه وهو يضع أمه القديسة العذراء فى أمانته وتحت رعايته "فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذى كان يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هوذا أبنك. ثم قال للتلميذ هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته (284)". وفى الموقف الثالث عندما ذهبت المجدلية إلى قبر المسيح ووجدت الحجر مرفوعاً والقبر خالياً من الجسد فذهبت إلى بطرس وهذا التلميذ بصفة خاصة لتخبرهما بذلك "فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه (285)"، وذهب الإثنان إلى القبر وبعدما شاهدا ما يبرهن على قيامة الرب يركز الكاتب فى تعليقه على هذا التلميذ فقط بقوله "ورأى فآمن (286)". أما الموقف الرابع فهو عندما ذهب سبعة من التلاميذ ليصطادوا على بحر طبرية بعد القيامة وظهور الرب لهم، وهؤلاء التلاميذ هم "سمعان بطرس وتوما الذى يقال له التوأم ونثنائيل الذى من قانا الجليل وأبنا زبدى وأثنان آخران من تلاميذه". ونلاحظ هنا أنه يذكر أسماء ثلاثة من التلاميذ، ويذكر لقب يعقوب ويوحنا "ابنا زبدى" فقط دون أن يذكر أسماء، ثم يشير فقط إلى "اثنان آخران من تلاميذه" قد لا يكونا من التلاميذ الاثنى عشر. والموقف الخامس والأخير هو عندما ظهر الرب لهؤلاء التلاميذ السبعة ودار حديث بينه وبين بطرس عرف فيه بطرس من الرب مصيره وكيف سيترك هذا العالم وأراد أن يعرف مصير هذا التلميذ "فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذى كان يسوع يحبه … فلما رأى بطرس هذا قال ليسوع يا رب وهذا ماله. قال له يسوع إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجئ فماذا لك. اتبعنى أنت. فشاع هذه القول بين الأخوة إن ذلك التلميذ لا يموت" ثم نعرف أن هذا التلميذ المحبوب هو كاتب هذا الإنجيل "هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا (287)".
إنتبهوا لتدليس الرجل ,الرجل يسوق النصوص الخاصة بالتلميذ الذى يحبه يسوع ,وهو حتى اللحظة مجهول.ساق ثلاث نصوص تخص التلميذ المحبوب.ثم يضع نص يخص ابنى زبدى
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-21-2)(كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم.)
فى الترتيب الرابع ويختم بنص يخص التلميذ المحبوب من يسوع حتى يتسرب الى نفس القارئ او السامع أن هذا التلميذ الذى يحبه يسوع هو يوحنا بن زبدى , يذكرنص أول ثم ثانى ثم نص ثالث عن التلميذ الذى يحبه يسوع إعتادت الأذن ,ثم يأتى النص المحشور لبنى زبدى ,ثم يختم بنص يخص التلميذ الذى يحبه يسوع...عمل ساندوتش لعقل السامع أو القارئ !!! –ثم يختم بأن هذا التلميذ المحبوب هو كاتب هذا الإنجيل !!! عجبى!!! فيكون من كاتب الانجيل؟ ...بالتدليس يوحنا بن زبدى...وفى الواقع التلميذ الذى أحبه يسوع الذى هو مجهول ومازال..بل أن كاتب الانجيل ليس هو التلميذ المحبوب الجهول..بل إنسان أخر مجهول أيضا..لماذ؟...لأن الكاتب يشهد لهذا التلميذ المحبوب ,ويعلم أن شهادته حق, الكاتب يتكلم عن التلميذ المحبوب الغائب ..فهو قد نسخ نسخة مما كتب هذا التلميذ المحبوب ,التلميذ المحبوب مجهول وكاتب النسخة مجهول!!!
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-21-24)(هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا.ونعلم ان شهادته حق.)
ما سبق يؤكد لنا أن هذا التلميذ المحبوب، بالطبع، كان قريباً من الرب يسوع المسيح وانه كان دائماً مرتبطاً ببطرس (فى العشاء وعند القبر وعند سؤال بطرس للسيد عن مصير هذا التلميذ)، ولم يذكر وحده إلا عند الصليب عندما كان بطرس يتبع الرب من بعيد. وعند محاكمة المسيح كان الاثنان معاً، ولأن هذا التلميذ كان معروفاً من رئيس الكهنة فقد توسط عند البوابة وأدخل بطرس (288) دار رئيس الكهنة. ونعرف من الأناجيل الثلاثة الأولى أنه كان على رأس التلاميذ الأثنى عشر دائرة خاصة مقربة من السيد المسيح مكونة من "بطرس ويعقوب ويوحنا"، وهؤلاء الثلاثة أصلاً كانوا شركاء فى سفينة لصيد السمك (289)، وقد أخذهم الرب معه فى أخص المواقف، فقد كانوا شركاء فى سفينة لصيد السمك (290) وعلى جبل التجلى (291) وكانوا أقرب التلاميذ إليه فى بستان جثسيمانى قبل القبض عليه مباشرة (292) وكان بطرس ويوحنا بالذات مرتبطين معاً، فقد أرسلهما السيد المسيح وحدهما معاً ليعدا الفصح (293)، وبعد القيامة وحلول الروح القدس كانا دائماً معاً، فقد ذهبا إلى الهيكل معاً عندما حدثت معجزة شفاء المُقعد على بابا الهيكل وحاكمهما رؤساء اليهود معاً (294)، وذهبا إلى السامرة معاً مرسلين من بقية الرسل (295)، ويذكرهما القديس بولس مع "يعقوب أخى الرب" كالأعمدة الثلاثة فى الكنيسة الأولى (296).
انتبهوا لتدليس الرجل فى النصوص بدأ بالحديث عن التلميذ المحبوب(الذى احبه يسوع), ودون اى فاصل انتقل فجأة للحديث عن يوحنا بن زبدى,وكيف انه كان ملازم لبطرس,واسمه ياتى بالترتيب بعده,واطال فى الحديث عنه,ليوحى فى النهاية انه التلميذ المحبوب ,قص ولصق ,ويزرع فى المنتصف نصا
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-18-15)(وكان سمعان بطرس والتلميذ الآخر يتبعان يسوع.وكان ذلك التلميذ معروفا عند رئيس الكهنة فدخل مع يسوع الى دار رئيس الكهنة.)
من قال أن هذا الأخر هو التلميذ المحبوب(لادليل)مجهول
انتبهوا ماذا قال عن التلميذان الاخران فى النص:
(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-21-2)(كان سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونثنائيل الذي من قانا الجليل وابنا زبدي واثنان آخران من تلاميذه مع بعضهم.)
(ثم يشير فقط إلى "اثنان آخران من تلاميذه" قد لا يكونا من التلاميذ الاثنى عشر.)..أخران غير معلوم من هما لذلك قال عبدالمسيح بسيط..قد لايكونا من الإثنى عشر ,وهذا هو نفس الحال بالنسبة للتلميذ الآخر غير معلوم من هو!!!
(والشئ الجدير بالملاحظة هو أن أسم بطرس كان يذكر دائماً أولاً ثم بعد ذلك أسم يوحنا وذلك فى الأناجيل الثلاثة الأولى "بطرس ويوحنا" (297)، وفى سفر الأعمال كان بطرس دائما هو المتقدم سواء فى ذكر الأسماء أو فى الفعل "وصعد بطرس ويوحنا" (298)، "أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا" (299)، وحتى عندما ذكر القديس بولس يعقوب أخو الرب أول الثلاثة الأعمدة ذكر بطرس بعده ثم يوحنا أخيراً "يعقوب وصفا (بطرس) ويوحنا". وكان القديس بطرس هو المتكلم دائماً. وهنا فى الإنجيل الرابع نجد أن القديس بطرس للتلميذ المحبوب أن يسأل الرب يسوع عمن سيسلمه،)
يحاول القس إستنتاج ان ذكر اسم يوحنا بعد بطرس فى مواضع عدة يجعل التلميذ المحبوب هو يوحنا ,فيكون التلميذ الذى تحدث معه بطرس هو يوحنا وهذ أمر لاتقوم به الحجة..لماذا ؟ ..القس عبدالمسيح يستشهد بأن التلميذ الأخر الذى ذهب مع بطرس الى قبر المسيح هو التلميذ المحبوب(فى الفقرة التالية من حديثه تابع وذكرها فى فقرة سابقة)
لو أن هذا التلميذ الأخر هو يوحنا كاتب الإنجيل أو من أملاه ,لقال:
(فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والىَ أنا حبيب المسيح)
ولو كان يستحى من ذكر ذلك مباشرة.. أو يتواضع.. ليترك هذا النص كما هو.. ولقال فى النص التالى:
(فخرج بطرس وخرجت واتينا الى القبر)..فيعرف انه التلميذ الذى أحبه المسيح...وبولس فى كتاباته لطالما قال أنا بولس...!!!
** (الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-2)(فركضت وجاءت الى سمعان بطرس والى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم اين وضعوه.)
**(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-3)(فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا الى القبر.)
لو أنه هو التلميذ الأخر لقال :( فخرج بطرس وخرجت ,وأتينا الى القبر)
**(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-4)(وكان الاثنان يركضان معا.فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء اولا الى القبر)
لو أنه هو التلميذ الأخر لقال: (وكنا نركض معا,فسبقتُ بطرس وجئت أولا الى القبر)
(وعندما قام المسيح وذهبت المجدلية إلى القبر وجدت الحجر مرفوعاً عن القبر ذهبت إلى بطرس ثم هذا التلميذ، وآتياً إلى القبر وبرغم أن هذا التلميذ سبق بطرس ووصل أولاً ألا أنه لم يدخل القبر إلا بعد أن جاء بطرس ودخل أولاً "فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر" (300)، وعند الذهاب للصيد عند بحر طبرية كان بطرس هو الداعى لذلك، ولما ظهر لهم الرب وعرفه هذا التلميذ قبل الجميع أخبر بذلك بطرس أولاً وقبل الجميع "فقال ذلك التلميذ الذى كان يسوع يحبهُ لبطرس هو الرب"، وعندما كشف الرب لبطرس مصيره وكيف ستنتهى حياته على الأرض أهتم بطرس بمعرفة مصير هذا التلميذ فقط دون بقية التلاميذ.
كل هذا يؤكد أن هذا التلميذ "الذى كان يسوع يحبه" والذى كتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا ابن زبدى. وما يؤكد هذه الحقيقة أيضاً هو أن القديس يوحنا لم يذكر أسمه بالمرة فى الإنجيل الرابع، بينما أسمه مذكور فى الأناجيل الثلاثة الأولى 20 مرة، كما أن يذكر يوحنا المعمدان بأسمه "يوحنا" فقط بدون لقب المعمدان مما يدل على أن يوحنا ابن زبدى كاتب الإنجيل كان معروفاً للجميع وقت كتابة الإنجيل بلقب آخر هو التلميذ المحبوب.)
- **انتبهوا ماذا يقول الرجل اسم يوحنا لم يذكر بالمرة بالانجيل الرابع..هل هذا دليل انه كاتبه..بالطبع لا..قد يكون او لايكون !!!
اليس الرجل يدعى ان التلميذ المحبوب هو يوحنا ..كيف يكون هو يوحنا وهو كاتب الانجيل أو من أملاه ويكون الحديث عن هذا التلميذ بصيغة الغائب ..لو كان يوحنا هو التلميذ المحبوب لجعله هو المتكلم ,لا المتكلم عنه..وقد أوضحنا هذا سابقا ونذكر مثال للتذكير:
**(الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-20-3)(فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا الى القبر.)
لو أنه هو التلميذ الأخر لقال :( فخرج بطرس وخرجت ,وأتينا الى القبر)
- **هل ذكر يوحنا المعمدان بدون لقبه المعمدان (يوحنا) فى انجيل يوحنا ,يجعل يوحنا بن زبدى هو التلميذ المحبوب!!! ما علاقة ذلك بذا...
ذكر يوحنا المعمدان بدون لقبه لايغير من الامر شيئ فالعدد يقول عنه أنه إنسان مرسل من الله ثم توالى الحديث عنه فى الاصحاح الاول يبين انه يوحنا المعمدان..
وليس فى انجيل يوحنا فقط ذكر يوحنا المعمدان بدون لقبه ,بل فى الاناجيل الاخرى:-
(الفانديك)(انجيل لوقا)(Lk-3-16)(اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء ولكن يأتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه.هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.)
(الفانديك)(انجيل متى)(Mt-11-2)(اما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه.)
(الفانديك)(انجيل مرقص)(Mk-2-18)(وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون.فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين واما تلاميذك فلا يصومون.)
ومع ذلك لم يذكر يوحنا ابن زبدى فى تلك الاناجيل على انه التلميذ الذى احبه يسوع...بل لم تذكر عبارة(التلميذ الذى أحبه يسوع) فيها على الاطلاق
بل ان يوحنا بن زبدى ذكر بدون لقبه ابن زبدى ,فى نفس الاناجيل
(الفانديك)(انجيل مرقص)(Mk-9-38)(فاجابه يوحنا قائلا يا معلّم رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا.فمنعناه لانه ليس يتبعنا.)
(ويجد البعض صعوبة فى أن يصف القديس يوحنا نفسه بالتلميذ الذى كان يسوع يحبه، ويجد من أيضاً أنه من الصعب أن يكون هذا الحب تفضيلى بمعنى أن الرب فضل يوحنا على بقية التلاميذ. ولكن ما كتبه القديس يوحنا فى رسالته الأولى عن المحبة وحب الله الذى ظهر فى المسيح، وما ركز عليه أيضاً فى الإنجيل الذى كتبه بالروح القدس عن حب الله الأبدى ومحبته للبشرية التى تفوق الوصف "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (301)، وكذلك إدراكه لحب السيد المسيح العظيم الذى لا حد له، واقترابه من فكر السيد وعقله وقلبه أنعكس عليه هو نفسه ولهذا صار التلميذ المحبوب، وأشتهر بذلك فى شيخوخته. وكان هذا اللقب علامة تواضع أكثر منه تفضيل فقد أخفى أسمه وذكر ما يمتلكه أكثر من أسمه وأعظم، وهو حب الرب يسوع المسيح له.)
لو كان إخفاء اسمه للتواضع ,فقد أدنت بولس الرسول بأنه غير متواضع, الذى لطالما قال بملء فيه (أنا بولس..) فى كتاباته
ثم يا ايها القس أيهما مدعاة للفخر اسمه (يوحنا) ...أم حب يسوع له!!!
أيهما يارجل.....حتى يتواضع...ايهما ارفع مكانة حب يسوع له ام اسمه!!!
بأى لغة تتكلم!!!
اخوكم دكتور بن الوليد
ebn-elwaleed
تعليق