الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
سَأَلْتُ شَيْخِنَا مُحَمَّدِ صَالِحٍ الْمُنَجِّدْ عَنْ شُبْهَةٍ أَنْ لِلَّهِ دِيَكْ أَوْ مَلَكٌ عُنُقِهِ مَثْنِيَّةً تَحْتَ الْعَرْشِ وَكَانَ الْسُّؤَالُ كَالْتَّالِيَ :
أَوَدُّ انْ اسْأَلَ عَنْ صِحَّةِ حَدِيْثَيْنِ ، الْحَدِيْثِ الْاوَّلُ : [ إِنَّ الَلّهَ أُذُنٌ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيْكٍ رِجْلَاهُ فِيْ الْأَرْضِ وَعُنُقِهِ مَثْنِيَّةً تَحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَقُوْلُ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ رَبَّنَا قَالَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَنْ حَلَفَ بِيَ كَاذِبَا ] ، وَالْحَدِيْثُ الْثَّانِيَ : [ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ – رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ – قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ – صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِذَنْ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ الْسَّابِعَةَ ، وَالْعَرْشُ عَلَىَ مَنْكِبِهِ ، وَهُوَ يَقُوْلُ سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ ؟ وَأَيْنَ تَكُوْنُ ؟ ] .. وَإِذَا كَانَ الْحَدِيْثَيْنِ صَحِيْحَانِ فَمَاذَا يُوْجَدُ تَحْتَ الْعَرْشِ الْمَلِكُ اوْ الْدِّيْكُ ؟ وَجَزَاكُمُ الْلَّهِ كُلِّ خَيْرٍ ..
الْجَوَابُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَوَىَ أَبُوْ يَعْلَىَ فِيْ "مُسْنَدِهِ" (6619) حَدَّثَنَا عُمْرُوْ الْنَّاقِدُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُوْرٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيْدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُذُنٌ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ الْسَّابِعَةَ وَالْعَرْشُ عَلَىَ مِنْكَبِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ : سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ ، وَأَيْنَ تَكُوْنُ )
وَكَذَا رَوَاهُ الْدَّارِمِيِّ فِيْ "نَقَضَهُ عَلَىَ الْمَرِيْسِيُّ" (1 /479) : حَدَّثَنَا عَمْرُوْ بْنُ مُحَمَّدٍ الْنَّاقِدُ بِهِ .
وَصَحَّحَهُ الْحَافِظُ فِيْ "الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ" (10 /82) وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ : " رِجَالُهُ رِجَالُ الْصَّحِيْحِ "
"مَجْمَعِ الْزَّوَائِدِ" (8 /247)
وَرَوَاهُ الْطَّبَرَانِيُّ فِيْ "الْأَوْسَطْ" (7324) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُوْرٍ ثَنَا إِسْرَائِيْلَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِيْ سَعِيْدٍ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْلَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَذِنَ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيْكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ وَعَنَقُهُ منْثَنِيّ تَحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَقُوْلُ : سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا . فَرْدً عَلَيْهِ : مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَنْ حَلَفَ بِيَ كَاذِبَا )
وَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِمُ (7813) مِنْ طَرِيْقِ إِسْرَائِيْلَ بِهِ ، وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الْذَّهَبِيُّ .
وَكَذَا صَحَّحَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِيْ "الْتَّرْغِيْبِ وَالْتَّرْهِيْبِ" (2/389) وَالْأَلْبَانِيُّ فِيْ "الْصَّحِيْحَةِ" (150)
وَأَنْتَ تَرَىَ أَنْ إِسْنَادَيْ الْحَدِيْثَيْنِ وَاحِدٌ ، فَمِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، مِنْ الْمُتَأَخِّرِيَنَ ، مِنْ صَحَّحَهُمَا ؛ وَذَكَرَ أَنَّ هَذَا الْمِلْكَ الَّذِيْ فِيْ الْحَدِيْثِ الْأَوَّلِ ، خَلَقَهُ الْلَّهُ عَلَىَ صُوْرَةِ الْدِّيْكِ الَّذِيْ فِيْ الْحَدِيْثِ الْثَّانِيْ ، فَالْحَدِيْثَانِ – عَلَىَ ذَلِكَ – مَخْرَجُهُمَا وَاحِدٌ ، سَنَدا وَمَتْنا .
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَىَ أَنَّ بَعْضَ الْرُّوَاةِ أَخْطَأَ فَأَبْدَلَ إِحْدَىَ الْلَّفْظَتَيْنِ بِالْأُخْرَى :
قَالَ الْشَّيْخُ أَبُوْ إِسْحَاقَ الْحُوَيْنِيُّ :
" لَعَلَّ بَعْضَ الْرُّوَاةِ أَبْدَلَ لَفْظَةَ " دِيَكْ " بِـ " مُلْكُ " أَوْ الْعَكْسِ . وَالْلَّهُ أَعْلَمُ " .
"تَنْبِيْهٌ الْهَاجِدْ" (4 /28) .
وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُمَا حَدِيْثَانِ مُخْتَلِفَانِ ، فَهُوَ قَوْلٌ ضَعِيْفٌ ؛ لِأَنَّ الْسَّنَدِ فِيْهِمَا وَاحِدٌ .
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ : " وَإِذَا اتَّحَدَ مُخْرَجَ الْحَدِيْثِ وَلَا سِيَّمَا فِيْ اوَاخِرِ الْإِسْنَادِ بَعْدِ الْحَمَلِ عَلَىَ الْتَّعَدُّدِ جَدَّا " انْتَهَىَ مِنْ "فَتْحِ الْبَارِيْ" (13/108) .
وَمِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ يَعْلَ الْحَدِيْثِ وَيُضْعِفُهُ :
قَالَ الْدَّارَقُطْنِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ "الْعِلَلِ" (8 /156) :
" يَرْوِيْهِ إِسْرَائِيْلُ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ : فَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُوْرٍ الْسَّلُوْلِيُّ ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ .
وَغَيْرُهُ يَرْوِيْهِ ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ أَبِيْ إِسْحَاقَ ، وَهُوَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْفَضْلِ ، مَدِيْنَيْ ضَعِيْفٌ " انْتَهَىَ .
وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْفَضْلِ مَتْرُوْكٌ : قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ لَيْسَ حَدِيْثُهُ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيْثِ ، وَكَذَا قَالَ أَبُوْ حَاتِمٍ وَالْنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ الْنَّسَائِيُّ فِيْ مَوْضِعٍ آَخَرَ : لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ ، وَقَالَ الْسَّاجِيُّ بَلَغَنِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فَاحِشَ الْخَطَأِ ، وَقَالَ الْدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوْكٌ ، وَكَذَا قَالَ الْأَزْدِيُّ . "
انْتَهَىَ مِنْ"تَهْذِيْبِ الْتَّهْذِيبِ" (1 /131) .
وَلَعَلَّ الْأَظْهَرُ – وَالْعِلْمِ عِنْدَ الْلَّهِ تَعَالَىْ – أَنَّ الْحَدِيْثَ ضَعِيْفٌ لَا يَصِحُّ ، لَا بِلَفْظٍ الْدِّيْكُ ، وَلَا بِلَفْظِ الْمَلِكُ ، لِلْعِلَّةِ الَّتِيْ أَشَارَ إِلَيْهَا الْإِمَامُ الْدَّارَقُطْنِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ ، وَهُوَ مَنْ هُوَ فِيْ صَنْعَةِ الْعِلَلِ.
وَالْلَّهُ تَعَالَىْ أَعْلَمُ .
وَلَعَلَّ هَذَا اخْتِيَارُ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ أَيْضا ، قَالَ رَحِمَهُ الْلَّهُ :
" كُلَّ أَحَادِيْثِ الْدِّيْكُ كَذَّبَ إِلَا حَدِيْثَا وَاحِدَا : ( إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الْدِّيَكَةِ فَسَأَلُوْا الْلَّهِ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكا ) " انْتَهَىَ .
انْتَهَىَ مِنْ"الْمَنَارِ الْمُنِيفِ" (صَ 56) .
وَالْلَّهُ تَعَالَىْ أَعْلَمُ .
http://islam-qa.com/ar/ref/158476
بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
سَأَلْتُ شَيْخِنَا مُحَمَّدِ صَالِحٍ الْمُنَجِّدْ عَنْ شُبْهَةٍ أَنْ لِلَّهِ دِيَكْ أَوْ مَلَكٌ عُنُقِهِ مَثْنِيَّةً تَحْتَ الْعَرْشِ وَكَانَ الْسُّؤَالُ كَالْتَّالِيَ :
أَوَدُّ انْ اسْأَلَ عَنْ صِحَّةِ حَدِيْثَيْنِ ، الْحَدِيْثِ الْاوَّلُ : [ إِنَّ الَلّهَ أُذُنٌ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيْكٍ رِجْلَاهُ فِيْ الْأَرْضِ وَعُنُقِهِ مَثْنِيَّةً تَحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَقُوْلُ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ رَبَّنَا قَالَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَنْ حَلَفَ بِيَ كَاذِبَا ] ، وَالْحَدِيْثُ الْثَّانِيَ : [ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ – رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ – قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ – صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِذَنْ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ الْسَّابِعَةَ ، وَالْعَرْشُ عَلَىَ مَنْكِبِهِ ، وَهُوَ يَقُوْلُ سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ ؟ وَأَيْنَ تَكُوْنُ ؟ ] .. وَإِذَا كَانَ الْحَدِيْثَيْنِ صَحِيْحَانِ فَمَاذَا يُوْجَدُ تَحْتَ الْعَرْشِ الْمَلِكُ اوْ الْدِّيْكُ ؟ وَجَزَاكُمُ الْلَّهِ كُلِّ خَيْرٍ ..
الْجَوَابُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَوَىَ أَبُوْ يَعْلَىَ فِيْ "مُسْنَدِهِ" (6619) حَدَّثَنَا عُمْرُوْ الْنَّاقِدُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُوْرٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيْلُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيْدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُذُنٌ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ الْسَّابِعَةَ وَالْعَرْشُ عَلَىَ مِنْكَبِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ : سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ ، وَأَيْنَ تَكُوْنُ )
وَكَذَا رَوَاهُ الْدَّارِمِيِّ فِيْ "نَقَضَهُ عَلَىَ الْمَرِيْسِيُّ" (1 /479) : حَدَّثَنَا عَمْرُوْ بْنُ مُحَمَّدٍ الْنَّاقِدُ بِهِ .
وَصَحَّحَهُ الْحَافِظُ فِيْ "الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ" (10 /82) وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ : " رِجَالُهُ رِجَالُ الْصَّحِيْحِ "
"مَجْمَعِ الْزَّوَائِدِ" (8 /247)
وَرَوَاهُ الْطَّبَرَانِيُّ فِيْ "الْأَوْسَطْ" (7324) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُوْرٍ ثَنَا إِسْرَائِيْلَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِيْ سَعِيْدٍ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْلَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَذِنَ لِيَ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيْكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ وَعَنَقُهُ منْثَنِيّ تَحْتَ الْعَرْشِ وَهُوَ يَقُوْلُ : سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا . فَرْدً عَلَيْهِ : مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَنْ حَلَفَ بِيَ كَاذِبَا )
وَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِمُ (7813) مِنْ طَرِيْقِ إِسْرَائِيْلَ بِهِ ، وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الْذَّهَبِيُّ .
وَكَذَا صَحَّحَهُ الْمُنْذِرِيُّ فِيْ "الْتَّرْغِيْبِ وَالْتَّرْهِيْبِ" (2/389) وَالْأَلْبَانِيُّ فِيْ "الْصَّحِيْحَةِ" (150)
وَأَنْتَ تَرَىَ أَنْ إِسْنَادَيْ الْحَدِيْثَيْنِ وَاحِدٌ ، فَمِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، مِنْ الْمُتَأَخِّرِيَنَ ، مِنْ صَحَّحَهُمَا ؛ وَذَكَرَ أَنَّ هَذَا الْمِلْكَ الَّذِيْ فِيْ الْحَدِيْثِ الْأَوَّلِ ، خَلَقَهُ الْلَّهُ عَلَىَ صُوْرَةِ الْدِّيْكِ الَّذِيْ فِيْ الْحَدِيْثِ الْثَّانِيْ ، فَالْحَدِيْثَانِ – عَلَىَ ذَلِكَ – مَخْرَجُهُمَا وَاحِدٌ ، سَنَدا وَمَتْنا .
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَىَ أَنَّ بَعْضَ الْرُّوَاةِ أَخْطَأَ فَأَبْدَلَ إِحْدَىَ الْلَّفْظَتَيْنِ بِالْأُخْرَى :
قَالَ الْشَّيْخُ أَبُوْ إِسْحَاقَ الْحُوَيْنِيُّ :
" لَعَلَّ بَعْضَ الْرُّوَاةِ أَبْدَلَ لَفْظَةَ " دِيَكْ " بِـ " مُلْكُ " أَوْ الْعَكْسِ . وَالْلَّهُ أَعْلَمُ " .
"تَنْبِيْهٌ الْهَاجِدْ" (4 /28) .
وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُمَا حَدِيْثَانِ مُخْتَلِفَانِ ، فَهُوَ قَوْلٌ ضَعِيْفٌ ؛ لِأَنَّ الْسَّنَدِ فِيْهِمَا وَاحِدٌ .
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ : " وَإِذَا اتَّحَدَ مُخْرَجَ الْحَدِيْثِ وَلَا سِيَّمَا فِيْ اوَاخِرِ الْإِسْنَادِ بَعْدِ الْحَمَلِ عَلَىَ الْتَّعَدُّدِ جَدَّا " انْتَهَىَ مِنْ "فَتْحِ الْبَارِيْ" (13/108) .
وَمِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ يَعْلَ الْحَدِيْثِ وَيُضْعِفُهُ :
قَالَ الْدَّارَقُطْنِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ "الْعِلَلِ" (8 /156) :
" يَرْوِيْهِ إِسْرَائِيْلُ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ : فَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُوْرٍ الْسَّلُوْلِيُّ ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ .
وَغَيْرُهُ يَرْوِيْهِ ، عَنْ إِسْرَائِيْلَ ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ أَبِيْ إِسْحَاقَ ، وَهُوَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْفَضْلِ ، مَدِيْنَيْ ضَعِيْفٌ " انْتَهَىَ .
وَإِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْفَضْلِ مَتْرُوْكٌ : قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ لَيْسَ حَدِيْثُهُ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيْثِ ، وَكَذَا قَالَ أَبُوْ حَاتِمٍ وَالْنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ الْنَّسَائِيُّ فِيْ مَوْضِعٍ آَخَرَ : لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ ، وَقَالَ الْسَّاجِيُّ بَلَغَنِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فَاحِشَ الْخَطَأِ ، وَقَالَ الْدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوْكٌ ، وَكَذَا قَالَ الْأَزْدِيُّ . "
انْتَهَىَ مِنْ"تَهْذِيْبِ الْتَّهْذِيبِ" (1 /131) .
وَلَعَلَّ الْأَظْهَرُ – وَالْعِلْمِ عِنْدَ الْلَّهِ تَعَالَىْ – أَنَّ الْحَدِيْثَ ضَعِيْفٌ لَا يَصِحُّ ، لَا بِلَفْظٍ الْدِّيْكُ ، وَلَا بِلَفْظِ الْمَلِكُ ، لِلْعِلَّةِ الَّتِيْ أَشَارَ إِلَيْهَا الْإِمَامُ الْدَّارَقُطْنِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ ، وَهُوَ مَنْ هُوَ فِيْ صَنْعَةِ الْعِلَلِ.
وَالْلَّهُ تَعَالَىْ أَعْلَمُ .
وَلَعَلَّ هَذَا اخْتِيَارُ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ أَيْضا ، قَالَ رَحِمَهُ الْلَّهُ :
" كُلَّ أَحَادِيْثِ الْدِّيْكُ كَذَّبَ إِلَا حَدِيْثَا وَاحِدَا : ( إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الْدِّيَكَةِ فَسَأَلُوْا الْلَّهِ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكا ) " انْتَهَىَ .
انْتَهَىَ مِنْ"الْمَنَارِ الْمُنِيفِ" (صَ 56) .
وَالْلَّهُ تَعَالَىْ أَعْلَمُ .
http://islam-qa.com/ar/ref/158476