اسلم الطبيب المصري عبده إبراهيم..وماذا بعد
ولعل الأجيال الحالية لا تعرف شيئاً عن الأستاذ الدكتور عيسى عبده إبراهيم أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة عين شمس على مدى أربعين عاماً, ورائد الاقتصاد الإسلامي في العالم العربي والإسلامي، ومؤسس بنك فيصل الإسلامي، ومؤسس فرع المعاملات الإسلامية ببنك مصر، وصاحب نظرية استخدام البترول في حرب أكتوبر عام 1973م.
المهم أنني كنت أزوره بمنزله في الجيزة عام 1972م وكنت أحسبه مسيحي أعلن إسلامه ودفعني الفضول لمعرفة أسباب إسلامه.. فبادرني على الفور بقوله أبداً لقد ولدت مسلما أنا وأخوتي ، فالذي أسلم هو أبي الدكتور عبده إبراهيم..
وراح يقص على قصة إسلام أبيه وهي قصة شيقة جداً..
وما يهمني الآن هو ما بعد إسلامه..ماذا حدث؟..
بعد أن أنهى الدكتور عبده إبراهيم دراسته الجامعية في كلية الطب وفور تعينه بمستشفى قصر العيني، أشهر إسلامه وتزوج من ابنة إمام وخطيب مسجد الحي..
وإلى هنا والأمر يبدو طبيعياً.. ولكن الشيء الغير طبيعي هو أنه رفض أن يغير اسمه ويتسم بأسماء المسلمين.. وحدثت أزمة بينه وبين آل زوجته بهذا الخصوص.. ورفض الدكتور عبده الإذعان لكافة الضغوط عليه لتغيير اسمه ..وأبقى عليه كما هو..عبده إبراهيم.
وبعد أن أنجب ولده سماه عيسى.. هنا ثارت ثائرة الزوجة ورفضت الاسم نهائياً وطلبت أن يسمه عبد الله أو عبد الرحمن، أو أحمد أو محمد.. ورفض الدكتور عبده طلب زوجته..وأصر على تسميته بعيسى..
وفي اليوم الثاني، وبعد عودته من عمله لم يجد زوجته في البيت فلقد خرجت منه أثناء نفاسها..بعد أن تركت له ورقة تطلب منه الطلاق..
فلما ذهب إلى بيت أبيها ليعود بها إلى البيت، إذا به يجابه بعاصفة هوجاء من جميع آل بيت زوجته وعلى رأسهم حميه..
قال حماه له: إنني تسرعت يوم أن أعطيتك ابنتي فلقد ظننت أنك قد أسلمت وأنه قد حسن إسلامك ولكن الشك بدا يدب إلى قلبي حينما رفضت تغيير اسمك.. وها هو الحنين إلى المسيحية يسري في أوصالك، فأسميت حفيدي عيسى وهذا مالا أقبل به.. إن نيتك لم تكن خالصة في إسلامك..
وبعد أن أنهى حماه خطبته العصماء..
تكلم الدكتور عبده فقال..
والله لقد أسلمت عن يقين ، ولقد رفضت تغيير إسمي لأنني كنت قد عاهدت الله سبحانه وتعالى لئن رزقني بولد لأسمينه عيسى ..
وها هو الله جل علاه رزقني بولدي الذي أسميته عيسى..
فإذا ما نودي عليه في المدرسة قالوا: عيسى عبده...عيسى عبده..
نعم أسميته عيسى.. حتى يعلم الناس أن عيسى عبد الله ورسوله.. وليس ولده...
إن حفاظي على إسمي وتسمية ولدي بعيسى أكبر دليل على صدق إسلامي وأكبر دليل على حسن نيتي وإخلاصي لله ولإيماني المطلق ببشرية عيسى عليه السلام.. فعيسى عبده ورسوله.
روعة..صح..
كنت قد سألت الأستاذ الدكتور عيسى عبده وقد ناهز من العمر السبعون عاماً..
ماذا تتمنى على الله يا أستاذي..
قال لي: أن أموت في المدينة المنورة وأدفن بالبقيع، بجوار سيد الشهداء حمزة..
واستجاب الله له ومات في المدينة المنورة ودفن بالبقيع..ودفن بجواره بعد ذلك أستاذي وشيخي صاحب الفضيلة الشيخ محمد الغزالي..
رحم الله أساتذتنا ومشايخناً وعلمائنا الأجلاء..
تعليق