أحمد توحيد يكتب : الرد على العلمانى خالد منتصر .. دفاعاً عن التاريخ الإسلامى ..!!
بقلم .. أحمد توحيد
فى مقالة للأستاذ خالد منتصر فى جريدة المصرى اليوم بعمود خارج النص تحت عنوان لا يا دكتور نحن أيضاً نحتاج إلى العلمانية 1 بتاريخ 1/5/2011 يرد فيه على د . عبد المنعم أبو الفتوح لأنه يقول أن الإسلام لا يحتاج للعلمانية و أن الإسلام لم يشهد على مدى تاريخه قمع العلم ومحاربة العلماء والمجددين .
فيقول خالد منتصر فى معرض رده على الدكتور عبد المنعم ، نبدأ بالجملة الأخيرة وهى أن الإسلام لم يشهد قمع العلم والمجددين، ونؤكد ثانية أننا نتحدث عن الحكم الإسلامى والتاريخ الإسلامى وهنا نتكلم عن السياسة، ولا نتحدث عن الإسلام كدين، ولذلك نقول إن القمع كان موجوداً فى التاريخ وبقسوة، واستخدم الدين كمبرر وغطاء وسلاح لمنح الألوهية للحاكم الذى يقمع بفتح الياء، ولذبح المفكر الذى يُقمع بضم الياء، والتاريخ الإسلامى مزدحم للأسف بهذه الأمثلة لحكام استخدموا الدين وخلطوه بسياستهم ومصالحهم ودعموه بفتاوى فقهاء السلطان لقمع أى فكر جديد مختلف، وكان باسبورت إنقاذ هؤلاء المفكرين فى كلمة واحدة لا تتعارض مع الدين، ولكنها تتعارض مع استخدام تفسيرات الدين الخاطئة فى القهر والتنكيل، وهى كلمة العلمانية، وليسمح لى الدكتور عبدالمنعم، زميل المهنة والوطن، بأن أعرض عليه غداً بعض الأمثلة لهذا القمع الذى أنكر وجوده، رغم أنه قارئ جيد للتاريخ الإسلامى.
فى عدد اليوم الثاني لجريدة المصري اليوم تحت نفس العنوان السابق بتاريخ 2/5/2011 بدأ يستعرض النماذج التى جاء بها كنموذج على أن التاريخ الاسلامي به صفحات رمادية حسب وصفه وبدأ يستعرضها وسوف نقوم بالرد عليها بالتفصيل لنعرف من هم الذين يدافع عنهم خالد منتصر واعتبرهم كنماذج على أن التاريخ الاسلامي به صفحات سوداء أو رمادية.
النموذج الأول يقول فيه :
وأسأل د. أبوالفتوح: هل تعرف من الذى أمر بقتل السهروردى، وهو واحد من كبار الفلاسفة الموسوعيين الذين جمعوا بين الفلسفة الإسلامية واليونانية والهندية والمصرية والفارسية؟!
هل تعرف من الذى أمر بقتل هذا الشاب صاحب الستة وثلاثين عاماً بسجنه ومنعه من الطعام والشراب حتى يموت وتتعفن جثته؟!
إنه صلاح الدين الأيوبى! بالتأكيد سيصدم كل من يصر على تناول التاريخ بطريقة فيلم صلاح الدين، ولكنه لن يندهش كل من يقرأ التاريخ بعين ناقدة وعقل محايد.
الرد على النمودج الأول :
قال شيخ الإسلام بن تيمية عن السهروردى :
أن هذا الرجل من أصحاب الأقيسة ذات المقدمات الضعيفة, وقد قتل على الزندقة, وهو صاحب (التلويحات) و(الألواح) و (حكمة الأشراق).
وكان في فلسفته مستمداً من الروم الصابئة والفرس المجوس. وقد سلك النظر والتأله جميعاً, وهو صابئي محض, فيلسوف لا يأخذ من النبوة إلا ما وافق فلسفته.
هذا هو السهروردى الذى يدافع عنه الأستاذ خالد منتصر كان زنديق كما أخبر عنه شيخ الاسلام ابن تيمية .
النمودج الثاني فيقول :
مضطر أنا يا دكتور أبوالفتوح لأن أفتح عدسة الرصد التاريخى لمفكرين وعلماء اضطهدوا بسبب ألوهية الحاكم وخلط الدين بالسياسة، أن تتحول من الزووم إلى البان، حتى تقتنع بأن العلمانية ضرورة وليست ترفاً، وبأنها الحل الوحيد لصناعة نهضة الأمم، وهى ليست ضد الدين وإنما هى ضد تدخل السلطة الدينية، وهى لا تفصل الدين عن المجتمع بل تفصله عن السياسة، وأسألك عن ابن المقفع ومن قتله وكيف قتل؟!
قتله الخليفه أمير المؤمنين أبوجعفر المنصور، المؤسس الحقيقى لأعظم خلافة إسلامية وهى الخلافة العباسية، والذى قال عن نفسه: «إنما أنا سلطان الله فى أرضه»، قتل الخليفة هذا المفكر العظيم، لأنه فقط نصحه فى كتاب رسالة الصحابة بأن يحسن اختيار معاونيه! كيف يتجرأ ابن المقفع على ظل الله فى الأرض؟!
عاقبه المنصور بتقطيع أطرافه قطعة قطعة، ثم تشوى على النار أمام عينيه، ثم يأكلها ابن المقفع حتى يموت!!!، أعتقد أن ما حدث هو البذرة الأولى لفيلم الرعب «هانيبال»، الذى لم يصل بالطبع إلى واحد على مليون من رعب ابن المقفع.
الرد على النموذج الثاني :
قال عنه الإمام الذهبي فى كتابه السير ..
وَكَانَ ابْنُ المُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَرَّبَ (كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ).
وَرُوِيَ عَنِ المَهْدِيِّ، قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَندَقَةٍ إِلاَّ وَأَصلُه ابْنُ المُقَفَّعِ.
وَغَضِبَ المَنْصُوْرُ مِنْهُ، لأَنَّهُ كَتَبَ فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ مِنَ المَنْصُوْرِ يَقُوْلُ: وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ، فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ، وَعَبِيْدُهُ أَحْرَارٌ، وَدَوَابُّهُ حُبسٌ، وَالنَّاسُ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعتِه.
فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِه سُفْيَانَ المُهَلَّبِيِّ يَأمُرُه بِقَتلِ ابْنِ المُقَفَّعِ.
وَكَانَ ابْنُ المُقَفَّعِ مَعَ سَعَةِ فَضْلِه، وَفَرطِ ذَكَائِهِ، فِيْهِ طَيشٌ، فَكَانَ يَقُوْلُ عَنْ سُفْيَانَ المُهَلَّبِيِّ: ابْنُ المُغْتَلِمَةِ.
فَأَمَرَ لَهُ بِتَنُّورٍ، فَسُجِّرَ، ثُمَّ قَطَعَ أَرْبَعَتَه، وَرَمَاهَا فِي التَّنُّورِ، وَهُوَ يَنْظُرُ.
وقد ذكره ابن خلكان في الوفيات وحكى اختلاف الناس فيه، ونقل عن الغزالي أنه ذكره في مشكاة الانوار وتأول كلامه وحمله على ما يليق.
ثم نقل ابن خلكان عن إمام الحرمين أنه كان يذمه ويقول إنه اتفق هو والجنابي وابن المقفع على إفساد عقائد الناس، وتفرقوا في البلاد فكان الجنابي في هجر والبحرين، وابن المقفع ببلاد الترك، ودخل الحلاج العراق، فحكم صاحباه عليه بالهلكة لعدم انخداع أهل العراق بالباطل.
قال ابن خلكان وهذا لا ينتظم فإن ابن المقفع كان قبل الحلاج بدهر في أيام السفاح والمنصور، ومات سنة خمس وأربعين ومائين أو قبلها.
ولعل إمام الحرمين أراد ابن المقفع الخراساني الذي ادعى الربوبية وأوتي العمر واسمه عطاء، وقد قتل نفسه بالسم في سنة ثلاث وستين ومائة، ولا يمكن اجتماعه مع الحلاج أيضا، وإن أردنا تصحيح كلام إمام الحرمين فنذكر ثلاثة قد اجتمعوا في وقت واحد على إضلال الناس وإفساد العقائد كما ذكر.
لاحظوا معى عن من يدافع الأستاذ خالد منتصر ؟!!
النموذج الثالث :
يقول خالد منتصر موجها كلامه للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح :
لضيق المساحة أرجو أن تقرأ كيف تعامل الحاكم النصف إله مع الرازى وأنت تعرف كطبيب من هو الرازى فى تاريخ الطب، تم عقابه بضربه على أم رأسه بكتبه التى ألفها حتى فقد بصره، وكيف طورد ابن رشد؟، وكيف صلب الحلاج؟، وكيف جلد الكندى؟!
التاريخ يا دكتور أبوالفتوح رمادى ليس فيه هذا اللون الأبيض الناصع ولا الأسود الغطيس، ولهذا نحتاج إلى العلمانية، لأننا لسنا استثناء من التاريخ، وغداً نستكمل الرد.
الرد على النموذج الثالث :
1 يتحدث الأستاذ خالد منتصر عن الرازى ويقول أنه تم عقابه بضربه على أم رأسه بكتبه التى ألفها حتى فقد بصره، وقد بحثت فى كتب التاريخ ولم أجد مؤرخاً واحداً من مؤرخى المسلمين قال ان الرازى مات بسبب الحادثة التى ذكرها خالد منتصر ويا ليته ذكر لنا مرجعاً واحداً ، ووجدت أن جميع كتب التاريخ قالت أنه توفى ولم تذكر حادثة ضربه على رأسه بالكتب حتى أصيب بالعمى كما يقول خالد منتصر .
النموذج الرابع :
2 يقول خالد منتصر وكيف طورد ابن رشد؟ ،
الرد على النموذج الرابع :
وسوف اقوم بسرد كلام ابن رشد والرد عليه من اهل العلم
يقول ابن رشد :
" الشريعة قسمان : ظاهر ومؤول ، والظاهر منها هو فرض الجمهور ، والمؤول هو فرض العلماء ، وأما الجمهور ففرضهم فيه حمله على ظاهره وترك تأويله ، وأنه لا يحل للعلماء أن يفصحوا بتأويله للجمهور ، كما قال علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يفهمون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " انتهى.
" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/99) طبعة مركز دراسات الوحدة العربية.
وقد استغرق ابن رشد في تقرير هذه الفكرة الباطنية في كتبه ، حتى إنه جعل من أبرز سمات الفرقة الناجية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها هي " التي سلكت ظاهر الشرع ، ولم تؤوله تأويلا صرحت به للناس " انتهى. " الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/150).
ولذلك توسع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على خصوص كلام ابن رشد في هذا الكتاب ، وبيان بطلان التفسير الباطني لنصوص الشريعة ، وذلك في كتابيه العظيمين : " بيان تلبيس الجهمية " ، ودرء تعارض العقل والنقل .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وابن سينا وأمثاله لما عرفوا أن كلام الرسول لا يحتمل هذه التأويلات الفلسفية ؛ بل قد عرفوا أنه أراد مفهوم الخطاب : سلك مسلك التخييل ، وقال : إنه خاطب الجمهور بما يخيل إليهم ؛ مع علمه أن الحق في نفس الأمر ليس كذلك . فهؤلاء يقولون : إن الرسل كذبوا للمصلحة . وهذا طريق ابن رشد الحفيد وأمثاله من الباطنية " انتهى.
" مجموع الفتاوى " (19/157) .
مال في باب " البعث والجزاء "، إلى قول الفلاسفة أنه بعث روحاني فقط ، بل وقع هنا في ضلالة أعظم من مجرد اعتقاده مذهب الفلاسفة في البعث الروحاني ؛ حيث جعل هذه المسألة من مسائل الاجتهاد ، وأن فرض كل ناظر فيها هو ما توصل إليه . قال :
" والحق في هذه المسألة أن فرض كل إنسان فيها هو ما أدى إليه نظره فيها " انتهى.
" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/204)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وأولئك المتفلسفة أبعد عن معرفة الملة من أهل الكلام :
فمنهم من ظن أن ذلك من الملة .
ومنهم من كان أخبر بالسمعيات من غيره ، فجعلوا يردون من كلام المتكلمين ما لم يكن معهم فيه سمع ، وما كان معهم فيه سمع كانوا فيه على أحد قولين : إما أن يقروه باطنا وظاهرا إن وافق معقولهم ، وإلا ألحقوه بأمثاله ، وقالوا إن الرسل تكلمت به على سبيل التمثيل والتخييل للحاجة ، وابن رشد ونحوه يسلكون هذه الطريقة ، ولهذا كان هؤلاء أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله ، وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام ، ويستحلون محرماته ، وإن كان في كل من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة ، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك .
ولهذا كان ابن رشد في مسألة حدوث العالم ومعاد الأبدان مظهرا للوقف ، ومسوغا للقولين ، وإن كان باطنه إلى قول سلفه أميل ، وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت ردا أخطأ في كثير منه ، والصواب مع أبي حامد ، وبعضه جعله من كلام ابن سينا لا من كلام سلفه ، وجعل الخطأ فيه من ابن سينا ، وبعضه استطال فيه على أبي حامد ، ونسبه فيه إلى قلة الإنصاف لكونه بناه على أصول كلامية فاسدة ، مثل كون الرب لا يفعل شيئا بسبب ولا لحكمة ، وكون القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح ، وبعضه حار فيه جميعا لاشتباه المقام " انتهى.
" منهاج السنة " (1/255)
ولعل من أبرز سمات منهج ابن رشد في كتبه ، وفي الوقت نفسه من أبرز أسباب أخطائه هو عدم العناية بالسنة النبوية مصدرا من مصادر التشريع .
النموذج الخامس :
يقول الاستاذ خالد منتصر وكيف صلب الحلاج؟،
الرد على النموذج الخامس :
ويبدو أن السيد خالد منتصر لا يعرف من هو الحلاج فالصوفيه يعتبرونه أحد علماءهم ، فقد حاول أحدهم أن يؤكد إيمان الحلاج فأقره على كفره حيث يقول الحلاج فى كتابه الطواسين وقام بشرحه محيى الدين الطعمى
هذا هو الحلاج الذي يدافع عنه السيد خالد منتصر وقد يحثت عن النموذج الأخير وهو الكندى ولكنى وجدت كثيرين يحملون هذه الصفة ولا ادرى أيهما يقصد الأستاذ خالد منتصر وسوف ننتظر مقاله فى الغد لنرى ماذا يرى فى التاريخ الاسلامي من صفحات تبدو له رمادية اللون .
بقلم .. أحمد توحيد
فى مقالة للأستاذ خالد منتصر فى جريدة المصرى اليوم بعمود خارج النص تحت عنوان لا يا دكتور نحن أيضاً نحتاج إلى العلمانية 1 بتاريخ 1/5/2011 يرد فيه على د . عبد المنعم أبو الفتوح لأنه يقول أن الإسلام لا يحتاج للعلمانية و أن الإسلام لم يشهد على مدى تاريخه قمع العلم ومحاربة العلماء والمجددين .
فيقول خالد منتصر فى معرض رده على الدكتور عبد المنعم ، نبدأ بالجملة الأخيرة وهى أن الإسلام لم يشهد قمع العلم والمجددين، ونؤكد ثانية أننا نتحدث عن الحكم الإسلامى والتاريخ الإسلامى وهنا نتكلم عن السياسة، ولا نتحدث عن الإسلام كدين، ولذلك نقول إن القمع كان موجوداً فى التاريخ وبقسوة، واستخدم الدين كمبرر وغطاء وسلاح لمنح الألوهية للحاكم الذى يقمع بفتح الياء، ولذبح المفكر الذى يُقمع بضم الياء، والتاريخ الإسلامى مزدحم للأسف بهذه الأمثلة لحكام استخدموا الدين وخلطوه بسياستهم ومصالحهم ودعموه بفتاوى فقهاء السلطان لقمع أى فكر جديد مختلف، وكان باسبورت إنقاذ هؤلاء المفكرين فى كلمة واحدة لا تتعارض مع الدين، ولكنها تتعارض مع استخدام تفسيرات الدين الخاطئة فى القهر والتنكيل، وهى كلمة العلمانية، وليسمح لى الدكتور عبدالمنعم، زميل المهنة والوطن، بأن أعرض عليه غداً بعض الأمثلة لهذا القمع الذى أنكر وجوده، رغم أنه قارئ جيد للتاريخ الإسلامى.
فى عدد اليوم الثاني لجريدة المصري اليوم تحت نفس العنوان السابق بتاريخ 2/5/2011 بدأ يستعرض النماذج التى جاء بها كنموذج على أن التاريخ الاسلامي به صفحات رمادية حسب وصفه وبدأ يستعرضها وسوف نقوم بالرد عليها بالتفصيل لنعرف من هم الذين يدافع عنهم خالد منتصر واعتبرهم كنماذج على أن التاريخ الاسلامي به صفحات سوداء أو رمادية.
النموذج الأول يقول فيه :
وأسأل د. أبوالفتوح: هل تعرف من الذى أمر بقتل السهروردى، وهو واحد من كبار الفلاسفة الموسوعيين الذين جمعوا بين الفلسفة الإسلامية واليونانية والهندية والمصرية والفارسية؟!
هل تعرف من الذى أمر بقتل هذا الشاب صاحب الستة وثلاثين عاماً بسجنه ومنعه من الطعام والشراب حتى يموت وتتعفن جثته؟!
إنه صلاح الدين الأيوبى! بالتأكيد سيصدم كل من يصر على تناول التاريخ بطريقة فيلم صلاح الدين، ولكنه لن يندهش كل من يقرأ التاريخ بعين ناقدة وعقل محايد.
الرد على النمودج الأول :
قال شيخ الإسلام بن تيمية عن السهروردى :
أن هذا الرجل من أصحاب الأقيسة ذات المقدمات الضعيفة, وقد قتل على الزندقة, وهو صاحب (التلويحات) و(الألواح) و (حكمة الأشراق).
وكان في فلسفته مستمداً من الروم الصابئة والفرس المجوس. وقد سلك النظر والتأله جميعاً, وهو صابئي محض, فيلسوف لا يأخذ من النبوة إلا ما وافق فلسفته.
هذا هو السهروردى الذى يدافع عنه الأستاذ خالد منتصر كان زنديق كما أخبر عنه شيخ الاسلام ابن تيمية .
النمودج الثاني فيقول :
مضطر أنا يا دكتور أبوالفتوح لأن أفتح عدسة الرصد التاريخى لمفكرين وعلماء اضطهدوا بسبب ألوهية الحاكم وخلط الدين بالسياسة، أن تتحول من الزووم إلى البان، حتى تقتنع بأن العلمانية ضرورة وليست ترفاً، وبأنها الحل الوحيد لصناعة نهضة الأمم، وهى ليست ضد الدين وإنما هى ضد تدخل السلطة الدينية، وهى لا تفصل الدين عن المجتمع بل تفصله عن السياسة، وأسألك عن ابن المقفع ومن قتله وكيف قتل؟!
قتله الخليفه أمير المؤمنين أبوجعفر المنصور، المؤسس الحقيقى لأعظم خلافة إسلامية وهى الخلافة العباسية، والذى قال عن نفسه: «إنما أنا سلطان الله فى أرضه»، قتل الخليفة هذا المفكر العظيم، لأنه فقط نصحه فى كتاب رسالة الصحابة بأن يحسن اختيار معاونيه! كيف يتجرأ ابن المقفع على ظل الله فى الأرض؟!
عاقبه المنصور بتقطيع أطرافه قطعة قطعة، ثم تشوى على النار أمام عينيه، ثم يأكلها ابن المقفع حتى يموت!!!، أعتقد أن ما حدث هو البذرة الأولى لفيلم الرعب «هانيبال»، الذى لم يصل بالطبع إلى واحد على مليون من رعب ابن المقفع.
الرد على النموذج الثاني :
قال عنه الإمام الذهبي فى كتابه السير ..
وَكَانَ ابْنُ المُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَرَّبَ (كَلِيْلَةَ وَدِمْنَةَ).
وَرُوِيَ عَنِ المَهْدِيِّ، قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَندَقَةٍ إِلاَّ وَأَصلُه ابْنُ المُقَفَّعِ.
وَغَضِبَ المَنْصُوْرُ مِنْهُ، لأَنَّهُ كَتَبَ فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ مِنَ المَنْصُوْرِ يَقُوْلُ: وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ، فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ، وَعَبِيْدُهُ أَحْرَارٌ، وَدَوَابُّهُ حُبسٌ، وَالنَّاسُ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعتِه.
فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِه سُفْيَانَ المُهَلَّبِيِّ يَأمُرُه بِقَتلِ ابْنِ المُقَفَّعِ.
وَكَانَ ابْنُ المُقَفَّعِ مَعَ سَعَةِ فَضْلِه، وَفَرطِ ذَكَائِهِ، فِيْهِ طَيشٌ، فَكَانَ يَقُوْلُ عَنْ سُفْيَانَ المُهَلَّبِيِّ: ابْنُ المُغْتَلِمَةِ.
فَأَمَرَ لَهُ بِتَنُّورٍ، فَسُجِّرَ، ثُمَّ قَطَعَ أَرْبَعَتَه، وَرَمَاهَا فِي التَّنُّورِ، وَهُوَ يَنْظُرُ.
وقد ذكره ابن خلكان في الوفيات وحكى اختلاف الناس فيه، ونقل عن الغزالي أنه ذكره في مشكاة الانوار وتأول كلامه وحمله على ما يليق.
ثم نقل ابن خلكان عن إمام الحرمين أنه كان يذمه ويقول إنه اتفق هو والجنابي وابن المقفع على إفساد عقائد الناس، وتفرقوا في البلاد فكان الجنابي في هجر والبحرين، وابن المقفع ببلاد الترك، ودخل الحلاج العراق، فحكم صاحباه عليه بالهلكة لعدم انخداع أهل العراق بالباطل.
قال ابن خلكان وهذا لا ينتظم فإن ابن المقفع كان قبل الحلاج بدهر في أيام السفاح والمنصور، ومات سنة خمس وأربعين ومائين أو قبلها.
ولعل إمام الحرمين أراد ابن المقفع الخراساني الذي ادعى الربوبية وأوتي العمر واسمه عطاء، وقد قتل نفسه بالسم في سنة ثلاث وستين ومائة، ولا يمكن اجتماعه مع الحلاج أيضا، وإن أردنا تصحيح كلام إمام الحرمين فنذكر ثلاثة قد اجتمعوا في وقت واحد على إضلال الناس وإفساد العقائد كما ذكر.
لاحظوا معى عن من يدافع الأستاذ خالد منتصر ؟!!
النموذج الثالث :
يقول خالد منتصر موجها كلامه للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح :
لضيق المساحة أرجو أن تقرأ كيف تعامل الحاكم النصف إله مع الرازى وأنت تعرف كطبيب من هو الرازى فى تاريخ الطب، تم عقابه بضربه على أم رأسه بكتبه التى ألفها حتى فقد بصره، وكيف طورد ابن رشد؟، وكيف صلب الحلاج؟، وكيف جلد الكندى؟!
التاريخ يا دكتور أبوالفتوح رمادى ليس فيه هذا اللون الأبيض الناصع ولا الأسود الغطيس، ولهذا نحتاج إلى العلمانية، لأننا لسنا استثناء من التاريخ، وغداً نستكمل الرد.
الرد على النموذج الثالث :
1 يتحدث الأستاذ خالد منتصر عن الرازى ويقول أنه تم عقابه بضربه على أم رأسه بكتبه التى ألفها حتى فقد بصره، وقد بحثت فى كتب التاريخ ولم أجد مؤرخاً واحداً من مؤرخى المسلمين قال ان الرازى مات بسبب الحادثة التى ذكرها خالد منتصر ويا ليته ذكر لنا مرجعاً واحداً ، ووجدت أن جميع كتب التاريخ قالت أنه توفى ولم تذكر حادثة ضربه على رأسه بالكتب حتى أصيب بالعمى كما يقول خالد منتصر .
النموذج الرابع :
2 يقول خالد منتصر وكيف طورد ابن رشد؟ ،
الرد على النموذج الرابع :
وسوف اقوم بسرد كلام ابن رشد والرد عليه من اهل العلم
يقول ابن رشد :
" الشريعة قسمان : ظاهر ومؤول ، والظاهر منها هو فرض الجمهور ، والمؤول هو فرض العلماء ، وأما الجمهور ففرضهم فيه حمله على ظاهره وترك تأويله ، وأنه لا يحل للعلماء أن يفصحوا بتأويله للجمهور ، كما قال علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يفهمون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " انتهى.
" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/99) طبعة مركز دراسات الوحدة العربية.
وقد استغرق ابن رشد في تقرير هذه الفكرة الباطنية في كتبه ، حتى إنه جعل من أبرز سمات الفرقة الناجية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها هي " التي سلكت ظاهر الشرع ، ولم تؤوله تأويلا صرحت به للناس " انتهى. " الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/150).
ولذلك توسع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على خصوص كلام ابن رشد في هذا الكتاب ، وبيان بطلان التفسير الباطني لنصوص الشريعة ، وذلك في كتابيه العظيمين : " بيان تلبيس الجهمية " ، ودرء تعارض العقل والنقل .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وابن سينا وأمثاله لما عرفوا أن كلام الرسول لا يحتمل هذه التأويلات الفلسفية ؛ بل قد عرفوا أنه أراد مفهوم الخطاب : سلك مسلك التخييل ، وقال : إنه خاطب الجمهور بما يخيل إليهم ؛ مع علمه أن الحق في نفس الأمر ليس كذلك . فهؤلاء يقولون : إن الرسل كذبوا للمصلحة . وهذا طريق ابن رشد الحفيد وأمثاله من الباطنية " انتهى.
" مجموع الفتاوى " (19/157) .
مال في باب " البعث والجزاء "، إلى قول الفلاسفة أنه بعث روحاني فقط ، بل وقع هنا في ضلالة أعظم من مجرد اعتقاده مذهب الفلاسفة في البعث الروحاني ؛ حيث جعل هذه المسألة من مسائل الاجتهاد ، وأن فرض كل ناظر فيها هو ما توصل إليه . قال :
" والحق في هذه المسألة أن فرض كل إنسان فيها هو ما أدى إليه نظره فيها " انتهى.
" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/204)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وأولئك المتفلسفة أبعد عن معرفة الملة من أهل الكلام :
فمنهم من ظن أن ذلك من الملة .
ومنهم من كان أخبر بالسمعيات من غيره ، فجعلوا يردون من كلام المتكلمين ما لم يكن معهم فيه سمع ، وما كان معهم فيه سمع كانوا فيه على أحد قولين : إما أن يقروه باطنا وظاهرا إن وافق معقولهم ، وإلا ألحقوه بأمثاله ، وقالوا إن الرسل تكلمت به على سبيل التمثيل والتخييل للحاجة ، وابن رشد ونحوه يسلكون هذه الطريقة ، ولهذا كان هؤلاء أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله ، وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام ، ويستحلون محرماته ، وإن كان في كل من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة ، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك .
ولهذا كان ابن رشد في مسألة حدوث العالم ومعاد الأبدان مظهرا للوقف ، ومسوغا للقولين ، وإن كان باطنه إلى قول سلفه أميل ، وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت ردا أخطأ في كثير منه ، والصواب مع أبي حامد ، وبعضه جعله من كلام ابن سينا لا من كلام سلفه ، وجعل الخطأ فيه من ابن سينا ، وبعضه استطال فيه على أبي حامد ، ونسبه فيه إلى قلة الإنصاف لكونه بناه على أصول كلامية فاسدة ، مثل كون الرب لا يفعل شيئا بسبب ولا لحكمة ، وكون القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح ، وبعضه حار فيه جميعا لاشتباه المقام " انتهى.
" منهاج السنة " (1/255)
ولعل من أبرز سمات منهج ابن رشد في كتبه ، وفي الوقت نفسه من أبرز أسباب أخطائه هو عدم العناية بالسنة النبوية مصدرا من مصادر التشريع .
النموذج الخامس :
يقول الاستاذ خالد منتصر وكيف صلب الحلاج؟،
الرد على النموذج الخامس :
ويبدو أن السيد خالد منتصر لا يعرف من هو الحلاج فالصوفيه يعتبرونه أحد علماءهم ، فقد حاول أحدهم أن يؤكد إيمان الحلاج فأقره على كفره حيث يقول الحلاج فى كتابه الطواسين وقام بشرحه محيى الدين الطعمى
هذا هو الحلاج الذي يدافع عنه السيد خالد منتصر وقد يحثت عن النموذج الأخير وهو الكندى ولكنى وجدت كثيرين يحملون هذه الصفة ولا ادرى أيهما يقصد الأستاذ خالد منتصر وسوف ننتظر مقاله فى الغد لنرى ماذا يرى فى التاريخ الاسلامي من صفحات تبدو له رمادية اللون .
تعليق