حوار حول قضية الخلق

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 41 (0 أعضاء و 41 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • HumanPeace
    2- عضو مشارك
    • 29 ديس, 2006
    • 286

    أشكرك الزميل عبدالله الهداف .. على مجهودك معي .. بالتأكيد أضاف الكثير لي ...
    هدفي من الحوار كان أن أعلم لماذا يؤمن معظم البشر بوجود خالق خفي الرغم من عدم منطقية ذلك علمياً ..
    لن أتكلم عن الإعجاز القرآني مرة أخرى فقد تيقنت من طريقة حواركم أنكم لا تستوعبون حجم الإعجاز المطلوب لكي يكون ذلك دليلاً على خرق الطبيعة .. وليست مجرد مصادفات بسيطة في حدوثها معقدة في شرحكم لها .. ولكنها أكثر ترجيحاً من خرق الطبيعة ... بل إن طريقتكم في إستنتاج معاني الإعجاز غريبة هي الأخرى وتظهر كما لو أن المسلمين يحاولون بأي شكل ربط بعض المعاني القرآنية .. بالعلم الحديث ..
    أشكرك مرة أخرى على مجهودك معي .. سوف أراجع مع نفسي بتأني ما تكلمنا عنه وإدع لي بالهداية ...
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.

    تعليق

    • عبد الله الهداف
      2- عضو مشارك
      • 2 مار, 2007
      • 107

      السلام عليكم
      ربما قد رددت ردا عنيفا بالامس ..أعتذر ان كنت اسأت اليك بطريقة غير مباشرة
      ولكن انظر

      " قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب " .

      ابو حنيفه ونفر من الملحدين:

      جاء نفر الي ابي حنيفه فقالو له نحن لا نامن بربك ولا وجود له(حفظنا الله ونصرنا بلاسلام)فاذا بابي حنيفه لا يرد عليهم فقالوا له الانخاطبك لما لا ترد علينا
      قال لهم اني افكر في قارب محمل بالبضائع ولا يوجد به اي انسان ومع ذلك فهي تبحر وترسي وتفرغ البضائع وتحمل بضائع اخري وتبحر مرة اخري كل ذلك دون تدخل من اي بشر
      فقال النفر لقد جننت ايوجد قاربا بهذا الوصف يفعل كل شيء دون تدخل من اي بشر
      فقال لهم انتم تقولون هذا علي القارب وتتصورن ان كل هذا الكون يدور هكذا دون ان يكون به من يدريه وينظمه الا وهو الله
      ففحم ذلك النفر

      ارجوك يا اخي ...نحن لا نبرر وجود الخالق حتى نفسر الطبيعه
      لا بل ان الخالق حقيقة موجود .....هو من خلقنا وخلق هذه الطبيعه التي تراها
      ماذا تريد منا دليل حتى تصدقنا...
      اعجاز ....ما رأيك بمعجزات الرسل
      انظر هنا
      معجزات الأنبياء
      والله انا نرجوا مصلحتك فإن قسونا عليك والله من اجلك...
      اعتذر مرة اخرى ...ولكني اتمنى بالفعل هدايتي وهدايتك وهداية الجميع

      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.
      تبسم...
      فإن هناك من يحبك...
      يعتني بك...
      يحميك...ينصرك...
      يسمعك...يراك...
      هو ...((الله))...
      ما أشقاك إلا ليسعدك...
      وما أخذ منك الا ليعطيك...
      وما ابكاك الا ليضحكك...
      وما حرمك الا ليتفضل عليك...
      وما ابتلاك الا لأنه "أحبك"...

      تعليق

      • عبد الله الهداف
        2- عضو مشارك
        • 2 مار, 2007
        • 107

        الان لا هنا لا اقصد الاعجازات العلمية اي التي تنبأ وصح بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من القران المنزل عليه من الله سبحانه وتعالى
        لا بل اقصد المعجزات التي ايد بها رسوله الكريم عليه لصلاة والسلام
        1- [الحاليه] ........معجزة للنبي عليه الصلاةو السلام
        2- [الحاليه] .........معجزة اخرى
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.
        تبسم...
        فإن هناك من يحبك...
        يعتني بك...
        يحميك...ينصرك...
        يسمعك...يراك...
        هو ...((الله))...
        ما أشقاك إلا ليسعدك...
        وما أخذ منك الا ليعطيك...
        وما ابكاك الا ليضحكك...
        وما حرمك الا ليتفضل عليك...
        وما ابتلاك الا لأنه "أحبك"...

        تعليق

        • عبد الله الهداف
          2- عضو مشارك
          • 2 مار, 2007
          • 107

          ارجو ان تنظر الى الرابط معجزات الأنبياء وفيه ان شاء الله سترى المعجزات ........
          مارايك بتلك الامور الخارقة للطبيعه والتي لا يمكن ان تأتي الا من عند الله ........زوسبب وجيه لتصديق الانبياء عليهم السلام وعدم تكذيبهم
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.
          تبسم...
          فإن هناك من يحبك...
          يعتني بك...
          يحميك...ينصرك...
          يسمعك...يراك...
          هو ...((الله))...
          ما أشقاك إلا ليسعدك...
          وما أخذ منك الا ليعطيك...
          وما ابكاك الا ليضحكك...
          وما حرمك الا ليتفضل عليك...
          وما ابتلاك الا لأنه "أحبك"...

          تعليق

          • سيف الكلمة
            إدارة المنتدى

            • 13 يون, 2006
            • 6036
            • مسلم

            هدفي من الحوار كان أن أعلم لماذا يؤمن معظم البشر بوجود خالق خفي الرغم من عدم منطقية ذلك علمياً ..

            عودة العالم العلمي إلى الله

            بقلم: هارون يحيى


            " نظراً لأنه من المؤكد أن الناس قد تأثروا بأفكاري، فإنني أحاول تصحيح الضرر البالغ الذي قد أكون ألحقته بهم"
            (أنطواني فلو)



            كثيراً ما يتردد في صحف هذه الأيام كلمات يغمرها الأسف وذلك على لسان أنطوني فلو الذي أشتهر في عصره بكونه فيلسوف في الألحاد. وكان البروفيسور البريطاني في علم الفلسفه ،فلو، البالغ من العمر واحد وثمانون عاماً قد أختار طريق الألحاد عندما كان في الخامسه عشر من العمر. وكان أول ما عرف به في المجال الأكاديمي مقال نشر في عام 1950. وأستمر أربعة وخمسون عاماً بعدها يدافع عن الفكر الألحادي وذلك عندما كان يعمل أستاذاً في جامعات أكسفورد وأبيردين وكيلي وريدينغ وفي كثيرمن الجامعات الأمريكيه والكنديه التي قام بها بزيارتها وذلك من خلال المناظرات والكتب والمقالات وقاعات المحاضرات. إلا أن فلو عاد في الأونه الأخيره ليعلن أنه قد تراجع عن الخطأ الذي وقع فيه وتخلى عن أفكاره الخاطأه وأنه يعترف ويقر بأن العالم مخلوق له خالق ولم يوجد من العدم.
            وتعتبر الأدله الواضحه والمحدده والتي كشف العلم النقاب عنها في الأونه الأخيره فيما يتعلق بقضية الخلق هي العامل الحاسم في ذلك التغيير الجذري في موقف فلو . وقد أدرك فلو في مواجهة تعقيدات فكرة الحياة المرتكزه على معلومات معينه: ان المنشأ الحقيقي للحياه يكمن في وجود قوه بارعه، وأن الفكر الألحادي الذي أعتنقه لمدة ستتة وستون عاماً ما هو إلا فلسفه عاريه من الصحه.
            وقد أعلن فلو الأسباب العلمية التي كانت وراء هذا التحول الذي طرأ على معتقدأته وذلك في العبارات التالية:
            "لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في مجال الحمض النووي الوراثي، مع التعقيدات شبه المستحيله المتعلقه بالترتيبات اللازمه لإيجاد (الحياة) أثبتت أنه لابد حتماً من وجود قوة خارقة وراءها." (1)
            " لقد أصبح من الصعوبه البالغه مجرد البدء في التفكير في إيجاد نظريه تنادي بالمذهب الطبيعي لعملية نمو أو تطور ذلك الكائن الحي المبني على مبدأ التوالد والتكاثر."2
            " لقد أصبحت على قناعة تامه بأنه من البديهي جداً أن أول كائن حي قد نشأ من العدم ثم تطور وتحول إلى مخلوق معقد الخلق للغايه".(3)
            إن الأبحاث الخاصه بالحمض النووي الوراثي التي أستشهد بها فلو بإعتبارها السبب الرئيسي والأساسي في تغيير رأيه الإلحادي قد كشفت النقاب بالفعل عن حقائق مذهله متعلقه بعملية الخلق، حيث أن كلاً من الشكل الحلزوني لجزيئات الحمض النووي (التي تحمل خصائص جينيه، والخيوط النوويه التي تخص فكرة المصادفه المحضه، والكم الهائل من مخزون المعلومات الشامله التي تتسع لعمل موسوعه إلى جانب العديد من الإكتشافات المذهله) كل ذلك قد كشف النقاب عن حقيقة تركيب ووظائف هذا الجزيءقد نُظمت لإيجاد حياه ذات تصميم خاص. وتجدر الإشاره إلى أن تعليقات العلماء المعنيه بأبحاث الحمض النووي تحمل شهادات تثبت تلك الحقيقه.
            فعلى سبيل المثال فقد أعترف فرانسيس كريك وهو أحد العلماء الذي كشف عن الشكل الحلزوني لجزيء للحمض النووي- أعترف أمام المكتشفات والنتائج التي توصل إليها بأن الحمض النووي- بأن هناك معجزه وراء حقيقة أصل الحياة.
            إن أي شخص أمين مسلح بكل ما هو متوفر لدينا الآن من فنون المعرفه هو وحده الذي بمقدوره أن يعلن بأن أصل الحياه يبدو بشكل أو بأخر في الوقت الحاضر شبه معجزه ، وأن هناك الكثير جداً من الشروط التي لابد من الوفاء بها حتى ندفعها للإستمرار.(4)
            واستنادا إلى النتائج التي توصل إليهما ليد أدلمان من جامعة ساوث كاليفورينا في لوس انجلوس أعلن أديلمان بان جراماً واحداً من الحمض النووي يمكن أن يخزن من ورائه قدراً من المعلومات يكفي لتريليون من الديسكات المضغوطه (5)
            وصرح جين ويرز وهو عالم عمل موظفاً في مشروع التكاثر الإنساني، صرح بالتالي في أعقاب ما أطلع عليه من ترتيبات إعجازيه. شاهدها رأي العين:
            (إن ما أذهلني حقاً هو كيفية بناء أو نشأة الحياه فنظام نشأة الحياه أمر بالغ التعقيد، فهو مستمر على ما هو عليه على نحو متواصل أي أن هناك قوه خارقه وراء نشأة هذه الحياه) (6)
            إن من أكثر الحقائق الخاصه بالحمض النووي لفتاً للنظر حقيقة إنه لا يمكن مطلقاً شرح كينونة المعلومات الجينيه المصاغه في رموز شفريه بعبارات ملموسه أو من خلال قوانين الطاقه والقوانين الطبيعيه. وفيما يلي ما صرح به الدكتور ويرنر جيت وهو استاذ في المعهد الفدرالي الألماني للفيزياء والتكنولوجيا في هذا الموضوع:-
            دائماً ما يكون النظام الشفري نتيجة لعمليه عقليه ولابد من التأكيد على أن هذا النمط من الأمور غير قادر على صياغة أي رموز شفريه. وتشير جميع التجارب والخبرات إلى ان أي مفكر يمارس طوعاً إرادته الحره لابد ان تكون لديه المعرفه والإدراك والإبداع ...فليس هناك أي قانون طبيعي معروف يمكن من خلاله أن تتمخض الأمور عن ظهور معلومات، وينطبق الأمر نفسه على أي عمليه فيزيائيه أو أي ظاهره ماديه معروفه. (7)
            وقد لعب عدد من العلماء المبدعين والفلاسفه دوراً مهماً في قبول فلو بوجود نموذج ونظام عقلاني والذي دعم بجميع تلك النتائج والإكتشافات .و قد شارك فلو في الأونة الأخيرة في مناظرات مع عدد من العلماء والفلاسفة من أنصار ومؤيدي قضية الخلق وتبادل معهم الأفكار وكانت نقطة التحول النهائية في حياته من خلال مناقشة نظامها في معهد تغير الأبحاث العلمية في تكساس في مايو 2003
            وقد شارك فلو مع الكاتب روي إبراهيم فرغيس الفيزيائي الإسرائيلي والبيلوجي في علم الجزيئات جيرالد سكرود والفيلسوف الكاثولكي الروماني جون هالدن .وقد تأثر فلو كثيرا بالأدلة العلمية الكثيرة والمهمة التي تؤيد فكرة الخلق وبالأسلوب المقنع الدي تتسم به مناظرات ومناقشات معارضيه و من ثم فقد تخلى عن الفكر الإلحادي في الفترة التى تلت تلك المناقشات .وقد اثنى فلو في خطاب كتبه في المطبعة أو العدد الصادر في أغسطس-سبتمبر2003م من المجلة البريطانية(الفلسفة في الوقت الحاضر)أثنى على كتاب فارقيس ((العالم الرائع)) (8)
            وخلال مقابلة مع استاد الفلسفة واللاهوت جاري آر هابرمس الذي لعب أيضاً دوراً رئيسياً في تغيير رأيه (9).
            وكذلك في شريط فيديو بعنوان "هل العلم اكتشف وجود الله؟" صرح فلو علانية ببراعة الخلق الإلهي.
            "التفكيرالبارع يسود العالم ...وانهيار الفكر الإلحادي"
            حيال جميع التطورات العلميه التي تم توضيحها أنفاً فإن قبول وموافقه فلو على وجود قوه خالقه بارعه وهو الذي أشتهر بدفاعه عن فكرة الإلحاد لسنوات عديدة يعكس مشهدا نهائيا في عملية الإنهيار التي مر بها الفكر الإلحادي . حيث كشف العلم الحديث النقاب عن وجود ((قوة بارعة تسود العالم )) وهكذا فقد ثبت بطلان الفكر الإلحادي .
            وفي كتابه ((الوجه الخفي للإله )) كتب أحد العلماء الإبداعيين الذين تأثر بهم فلو يقول :ـ
            ((إن العالم يطغى عليه شعور و إدراك واحد زحكمة شاملة ))إن الإكتشافات العلمية 'خصوصا تلك التي تبحث في أصغر مقدار من طبيعة الجسيمات الأصغر من الذرة قد دفعتنا إلى شفير نوع من الإدراك المروع :(إن كل هذا الوجود ما هو إلى تعبير عن هذه الحكمة . ففي داخل المعامل والمختبرات نمارس الأمر على أنه مجرد معلومات توضح فيزيائيا على أنها طاقة ثم يتم تلخيصها وتحويلها لتأخذ شكل حدث .ويبدو أن كل جسيم وكل كائن من الذرة إلى الإنسان يمثل مستوى من المعلومات المتعلقة بالحكمة )).
            إن الأبحاث العلمية التي تناولت كلا من وظيفة الخلية و دقائق الأمور المتعلقة بالجسيمات كشفت النقاب عن تلك الحقيقة بإسلوب لا يقبل الجدل : أن الحية والوجود ككل قد خلق من العدم وفق إرادة كينونة تمتلك عقل وحكمة فائقة لا يعلى عليها .ومما لا شك فيه أن مالك هذه المعرفة وهذا العقل الذي يسيطر على جميع أنحاء العالم بكل مستوياته هو الله سبحانه وتعالى .وقد أوضح الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة في القرآن الكريم :
            قال تعالى:(ولله المشرق والمغرب 'فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم )سورة البقرة آيه رقم (115).
            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.
            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
            وينصر الله من ينصره

            تعليق

            • عبد الله الهداف
              2- عضو مشارك
              • 2 مار, 2007
              • 107

              "إعداد: مروان الهشلمون

              «إن كل من كان له عقل، يدرك من مجرد وجود الأشياء التي يقع عليها حسّه، أنّ لها خالقاً خلقها، لأن المشاهد فيها جميعها أنها ناقصة، وعاجزة ومحتاجة لغيرها، فهي مخلوقة لخالق.

              إن الأشياء التي يدركها العقل ويقع عليها الحس هي الكون والإنسان والحياة، وهذه الثلاثة محتاجة ومحدودة وبالتالي مخلوقة لخالق خلقها من العدم والدليل على ذلك:


              أولا- الكون:

              أن الكون هو مجموعة من الأجرام الكواكب، وكل جرم أو كوكب منها يسير بنظام مخصوص معين لا يمكن أن يغيره بتاتاً، وهذا النظام لا يمكن أن يكون غير واحد من هذه الثلاثة:

              1- إما أن يكون جزءاً منه.
              2- وإما أن يكون خاصة من خواصه.
              3- وإما أن يكون شيئاً آخر مفروضاً عليه فرضاً.

              أما كونه جزءاً منه فباطل لأن سير الكواكب يكون في مدار معين لا يتعداه، والمدار كالطريق هو غير السائر، والنظام الذي يسير به ليس مجرد سيره فقط، بل تقيده بالسير في المدار ولذلك لا يمكن أن يكون هذا النظام جزءاً منه ولو كان كذلك أي لو كان النظام جزءاً من الكواكب لظهرت آثار الجزئية تلك على المدار، كظهور خطوط الطباشير على اللوح بعيداً عن الطبشورة ذاتها، وأيضاً فإن السير نفسه ليس جزءاً من ماهية الكوكب بل هو عمل له، وبذلك فلا يكون النظام جزءاً من الكوكب.

              وأما كونه خاصة من خواصه فباطل لأن السير من حيث هو سير خاصية للسائر، أما المقيد بوضع محدد ليس بخاصية، وعليه فالنظام ليس هو سير الكواكب فحسب، بل هو سيره في مدار معين، فالموضوع إذن ليس السير وحده بل السير في وضع معين. ولو كان السير خاصة من خواصه لاستطاع أن يغيره كيفما يشاء كما يستطيع الإنسان تغيير سيره كيف يشاء، وبما أن الكوكب لا يستطيع تغيير المدار الذي يسير عليه لذلك فإن هذا الوضع مفروض عليه فرضاً وليس النظام إذن خاصة من خواصه، إذ لو كان النظام من خواصه لنظم خطوط سير أخرى.
              وما دام النظام ليس جزءاً من الكوكب ولا خاصة من خواصه فهو غيره قطعاً، فيكون الكون قد احتاج إلى غيره أي احتاج الكوكب إلى نظام وبالتالي احتاج الكون كله إلى النظام الذي يسيره.
              ويسير بحسبه، فهو إذن محتاج قطعاً.

              وأيضاً فالكون محدود لأنه مجموعة كواكب وكل كوكب منها محدود ومجموع المحدوديات محدودة بداهة، فإضافة محدود إلى محدود ينتج محدوداً حتماً، وعليه فالكون محدود.


              ثانياً- الإنسان:

              إن المشاهد المحسوس يدل قطعاً على أن الإنسان محتاج لطعامه وشرابه وما شابه ذلك، فهو قد عجز عن إيجاد ما يحتاج إليه، وعجزه ذلك يدل على أنه لا يستطيع إيجاد الأشياء من عدم، وبالتالي فهو محتاج لمن يوجد له ما احتاج إليه، وعليه فالإنسان محتاج.
              وكذلك بالنسبة للمحدودية، فالإنسان محدود لأن كل شيء فيه ينمو على حد ما لا يتجاوزه، فهو ينمو إلى طول معيّن وحجم معين ويرى إلى مسافة معينة، فكل شيء في الإنسان محدود حتى حياته فله يوم ميلاد يبتدئ وجوده منه وله يوم وفاة ينتهي أجله فيه، وهذا ينطبق على كل إنسان لأن ما ينطبق على الفرد ينطبق على الجنس كله، إذ أن صفة الجنس كلها تتمثل في الفرد تمثلاً كاملاً، وعليه فالإنسان محدود.


              ثالثاً- الحياة:

              المقصود بالحياة هو ما يدرك في التفريق بين الكائن الحي والميت، فالكائن الحي فيه حياة والميت لا حياة فيه، هذه الحياة التي أدركنا وجودها في الأحياء من خلال إدراكنا لمسارها مثل النمو والحركة والتنفس، هذه الحياة محتاجة ومحدودة.
              أما كونها محتاجة فواضح احتياجها للماء والهواء أو الغذاء في الكائنات الحية، والحياة تنتهي بدون الماء أو الهواء أو الغذاء. وهي لا تستطيع إيجاد ما تحتاج إليه من عدم فهي محتاجة.
              وأما كونها محدودة، فلأنها تنتهي في الكائن، إذ لها نقطة ابتداء ونقطة انتهاء، فكل الأحياء تموت وبالتالي فالحياة تنتهي وذلك يثبت أنها محدودة، والحياة مظهرها فردي، فإذا انتهت في فرد فإنها تنتهي حتماً في الجنس ككل لأن الماهية ممثلة في الفرد الواحد كلياً وهي تدل دلالة قطعية على الجنس وبالتالي فجنس الحياة محدود والحياة محدودة.

              وبهذا نستطيع أن نقول: أن الكون والإنسان والحياة محدودة وفي حالة احتياج دائم، أو بمعنى آخر نستطيع القول أن الكون والإنسان والحياة ثبت عليها وصف الاحتياج والمحدودية.

              ومدلول كلمة محتاج تعني مخلوق، إذ أن احتياجها إلى غيرها في النظام التي تسير عليه يدل على احتياجها إلى الغير في وجودها من باب أولى، وبمعنى آخر فهي إذا كانت محتاجة في سلوكها وتصرفاتها إلى غيرها، فهي في وجودها ابتداء من العدم تكون محتاجة، أي تكون محتاجة إلى من أوجدها بعدما كانت عدم أو بعدما لم تكن.

              ولا يقال هنا أن الأشياء المدركة المحسوسة احتاجت لبعضها ولكنها في مجموعها مستغنية عن غيرها، لا يقال ذلك لأن الحاجة إنما تبين وتوضح للشيء الواحد وتدرك عقلاً ولا تفرض فرضاً، وعقولنا لا تبحث في الواقع المحسوس، والبحث في الفرضيات هو وهم أو تخريف لأنه بحث في شيء غير موجود أو هو بحث في شيء تخيل له وجود، وليس بحثاً في شيء موجود فلا يقال مثلاً أن النار احتاجت لجسم فيه قابلية الاحتراق ولو اجتمعا معاً لاستغنيا ولم يحتاجا إلى غيرهما لا يقال ذلك لأن هذا فرض نظري فالحاجة للنار وللجسم القابل للاحتراق هي حاجة لشيء موجود ومحسوس، والنار والجسم لا يوجد من اجتماعهما شيء يحصل منه الحاجة أو الاستغناء فالحاجة والاستغناء متمثلة في الجسم الواحد، ولا يوجد شيء يتكون من مجموع ما في الكون حتى يوصف بأنه مستغن أو محتاج. وإذا قيل أن مجموع الأشياء في الكون مستغن أو محتاج، فإنه وصفاً لشيء متخيل الوجود لا لشيء موجود. والبرهان يجب أن يقوم على حاجة شيء معين موجود ومحسوس في الكون، لا مجموعة أشياء يتخيل لها اجتماع يتكون فيه شيء واحد ويعطي له وصف الحاجة أو الاستغناء. فالمحتاج إذن هو مخلوق لأنه احتاج في نظامه وفي وجوده ابتداء من العدم إلى غيره، هذا الغير يجب حتماً أن لا يكون محتاجاً لأنه ل كان كذلك لكان مخلوقاً وبهذا يكون هذا الغير هو الخالق لهذه المخلوقات من عدم غير محتاج أي مستغن.

              هذا بالنسبة للاحتياج. أما المحدودية فحين النظر إلى المحدود نجده حادثاً أي ليس أزلي لأن الأزلي هو ما أول له ولا آخر، إذ وجود آخر يقتضي وجود أول، لأنه محدد البدء لا يكون إلا من نقطة يعني أن النهاية لا بد منها ما دام قد حصل البدء من نقطة سواء أكان ذلك في المكان أو الزمان أو الأشياء.

              والأزلي هو الذي يستند إليه الأشياء المحدودة ولا يستند هو إلى شيء، ولهذا فيجب أن تكون هذه المحدودات وهي الكون والإنسان والحياة تستند إلى الأزلي غير المحدود لأنه لو كان محدوداً لما كان أزلياً وبالتالي لكان يستند إلى غيره في وجوده.

              وبما أن هذا الغير مستغن ـ غير محتاج ـ وأزلي ـ لا أول ولا آخر ـ وتستند إليه الأشياء ولا يستند هو إلى شيء. فيجب أن يكون واحداً أحد لأنه لو كان أكثر واحد لكان محدوداً ومحتاجاً وبالتالي لكان مخلوقاً.

              والوجود كله لا يخرج عن خالق ومخلوق فما كان خالقاً فهو غير مخلوق، وما كان مخلوقاً فهو غير خالق، وعليه فإن الكون والإنسان والحياة هي مخلوقات خلقها الخالق من عدم وهذا الخالق الأزلي المستغن الواحد هو الله سبحانه وتعالى.

              ولا يقال هنا من خلق الخالق؟ أو من أوجد الله؟ لا يقال ذلك لأن الخالق إما أن يكون مخلوقاً لنفسه أو مخلوقاً لغيره أو أزلياً واجب الوجود، أما كونه مخلوقاً لنفسه فباطل لأنه لا يمكن أن يكون خالقاً ومخلوقاً في نفس الوقت، وأما كونه مخلوقاً لغيره فهو يعني أنه ليس خالقاً وهذا باطل إذ أثبتنا له وصف الخلق أو الإيجاد من عدم، وبهذا فلا يبقى إلا أن هذا الخالق أزلي واجب الوجود.

              إلا أن هناك أناساً من البشر يأبون البساطة ويعقدون الأمور فمنهم من يقول بقدم العالم وأنه أزلي لا أول له، ومنهم من يقول بقدم المادة وأنها أزلية لا أول لها ويستدلون على قولهم هذا بأن العالم غير محتاج إلى غيره بل هو مستغن بنفسه لأن الأشياء الموجود في العالم عبارة عن صور متعددة للمادة، فهي كلها مادة. فاحتياج بعضها للبعض الآخر ليس احتياجاً. لأن احتياج الشيء لنفسه لا يكون احتياجاً بل هو مستغن بنفسه عن غيره وعليه تكون المادة أزلية لا أول لها، لأنها مستغنية بنفسها عن غيرها أي أن العالم أزلي قديم مستغن بنفسه عن غيره.

              والجواب على ذلك موجود في وجهين: أحدهما أن هذه الأشياء الموجودة في العالم ليست عندها القدرة على الخلق والإبداع من عدم، سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة، فالشيء الواحد عاجز عن الخلق والإبداع من عدم، وإذا كمله غيره من ناحية أو من عدة نواح فإنه يبقى هو وغيره معاً عاجزين عن الخلق والإبداع من عدم وهذا ظاهر محسوس وهذا يعني أنه غير أزلي، لأن الأزلي الذي لا أول له يجب أن تنفى عنه صفة العجز ويجب أن يكون متصفاً بالقدرة على الخلق والإبداع من عدم، أي يجب أن تستند الأشياء الحادثة في وجودها إليه حتى يكون أزلياً. ولذلك يكون العالم غير أزلي وليس بقديم لأنه عاجز عن الخلق والإبداع فعدم وجود القدرة في الشيء على الخلق من عدم دليل يقيني على أنه ليس أزلي.

              أما الوجه الثاني: فهو ما تقرر من احتياج الشيء إلى النظام أو إلى نسبة معينة لا يستطيع أن يتعداها حتى يتأتى له سد حاجة غيره وبيان ذلك:-
              أن (أ) محتاج إلى (ب) و(ب) محتاج إلى (جـ) و(جـ) محتاج إلى (أ) وهكذا، فإن احتياجها لبعضها دليل على أن كل واحد منها ليس أزلياً، وكون بعضها يكمل بعضاً دليل على أن كل واحد منها ليس أزلياً، وكون بعضها يكمل بعضاً أو يسد حاجة البعض الآخر لا يتأتى بشكل مطلق، وإنما تحصل وفق نسبة معينة، أي وفق ترتيب معين، ولا يمكنه أن يقوم بالتكميل إلا حسب هذا الترتيب أو يعجز عن الخروج عنه، فيكون الشيء المكمل لم يكمل وحده أي لم يسد الحاجة وحد بل سدها بترتيب فرض عليه من غيره، وأجبر على الخضوع له، فيكون الشيء المكمل والشيء الذي كمله قد احتاجا إلى من عين لهما الترتيب المعين حتى سدت الحاجة ولم يستطيعا أن يخالفاً هذا الترتيب، ولا يحصل سد الحاجة بغير هذا الترتيب، فيكون الذي فرض الترتيب عليها هو المحتاج إليه وبذلك تكون الأشياء في مجموعها ولو كمل بعضها بعضاً لا تزال محتاجة إلى غيرها، أي محتاجة إلى من أجبرها على الخضوع حسب الترتيب المعين. فمثلاً الماء حتى يتحول إلى جليد يحتاج إلى الحرارة فيقولون أن الماء مادة والحرارة مادة والجليد مادة، فالمادة حتى تحولت إلى صور أخرى من المادة أي احتاجت إلى نفسها وليس لغيرها. ولكن الواقع هو غير هذا. فإن الماء حتى يتحول إلى جليد يحتاج إلى حرارة بدرجة معينة لا إلى الحرارة فقط. والحرارة شيء، وكونها لا تؤثر إلا بدرجة معينة أمر آخر، وهو غير الحرارة أي أن النسبة المفروضة على الحرارة حتى تؤثر، وعلى الماء حتى يتأثر، هذه النسبة ليست آتية من الماء، وإلا لاستطاع أن يتأثر كما يشاء، وليست آتية من الحرارة، وإلا لاستطاعت أن تؤثر كما تشاء أي ليست آتية من المادة نفسها وإلا لاستطاعت أن تؤثر وان تتأثر كما تشاء، بل لا بد أن تكون آتية من غير المادة. وعليه تكون المادة قد احتاجت إلى من يعين لها نسبة معينة حتى يحصل لها التأثر، أو يحصل فيها التأثر، وهذا الذي يعين لها هذه النسبة هو غيرها فتكون المادة محتاجة إلى غيرها. فهي إذن ليست أزلية لأن الأزلي القديم لا يحتاج إلى غيره فهو مستغن عن غيره، والأشياء كلها تستند إليه فعدم استغناء المادة عن غيرها دليل يقيني على أنها ليست أزلية فهي مخلوقة.

              وإذن لا بد أن يكون الخالق موجداً الأشياء من عدم حتى يكون خالقاً وأن يكون متصفاً بالقدرة والإرادة، مستغنياً عن الأشياء أي لا يستند إلى شيء وتستند الأشياء في وجودها إليه.

              مجلة الوعي"


              ارجو ان تقرأ هذه المقالة وتشغل عقلك في سبيل ايجاد طريق الحق
              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.
              تبسم...
              فإن هناك من يحبك...
              يعتني بك...
              يحميك...ينصرك...
              يسمعك...يراك...
              هو ...((الله))...
              ما أشقاك إلا ليسعدك...
              وما أخذ منك الا ليعطيك...
              وما ابكاك الا ليضحكك...
              وما حرمك الا ليتفضل عليك...
              وما ابتلاك الا لأنه "أحبك"...

              تعليق

              • عبد الله الهداف
                2- عضو مشارك
                • 2 مار, 2007
                • 107

                الشك خروج على الفطرة
                الشك خروج على معنى الإنسانية وعلى مهمة الإنسان في الحياة، والايمان الذي هو منطلق القران وغايته علم، والشك إلحاد وجهل. ومن ثم فقد شنع القرآن على الشك والشكاك الذين يريدون من وراء شكهم الإلحاد والتوقف واللاأدرية، وتعطيل حركة الحياة: (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض)، وقال: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) وقال: (وإنهم لفي شك منه مريب) وقال: (إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك) وقال: (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب).
                الوجود قبل المعرفة:
                والمعرفة في نظر القرآن باب من أبواب الوجود، لأنها تتعلق بإثبات الحقائق والأشياء والتعامل معها. وطرق هذه المعرفة من إحساس وعقل ووحي، ليست إلا مخلوقات لله سبحانه جعلها مسبحة بحمده، وخلق الله لهذا الإنسان عقلا أو قلبا يمكنه من التصدي والإيمان، وإرادة تمكنه من الاندفاع للعمل. فالمعرفة تقوم بالتعرف على الوجود. ومن ثم فالمطلوب من الإنسان _من وجهة نظر القرآن _ الإيمان بالله سبحانه وتوحيده وإفراده بالعبادة. فالإيمان معرفة بوجود الله ومعرفة بوحدانيته وصفاته وأفعاله، ومعرفة بالنبوة ومعرفة بالغيب وسائر أركان العقيدة، والإسلام استسلام لهذه المعرفة وعمل بتكاليف هي تحتاج أيضا إلى معرفة بالمأمورات والمنهيات وعلى ذلك فالمعرفة تتوقف على الوجود، ولا يتوقف الوجود على المعرفة. ولكن تنعكس هذه النظرة في الشك المنهجي ذلك لأن هذا الشك يقتضي طرح كل الأفكار السابقة حتى ولو كانت هذه الأفكار إيمانا بوجود حقيقي للأشياء، ثم تمحيص أدوات المعرفة وبحث مدى قدرتها على معرفة الأشياء والوقوف على معرفة بديهية يثبت بعدها التسليم بوجود الأشياء والحقائق. وأن هذا الباب من الشك مهما ادعى صاحبه بأن هناك أدلة يمكن أن يعتمدها بيقين في إيمانه أو اعترافه بوجود الأشياء، فإنه لا يمكن له بحكم تكوينه البشرى أن يحكم على أن هنالك وسيلة موثوقا بها تماما، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
                كما أن هذا الشك لا يمكن أن يسلم إلا في شك في حدود المقدرة البشرية، ولا يمكن أن يقوم أي يقين إلا على شك، فالحس غير موثوق به لما يعتوره من المحدودية والنسبية والخداع، والعقل وإن كان أحسن حالا من الحس ولكن هل ينجو أيضا من العيوب أو النقص أو العجز، فكيف نثق به أداة للمعرفة اليقينية؟ أبالعقل نفسه وهو مستحيل عليه التمام أو التبرؤ من العجز.
                ثم على افتراض أن الشك المنهجي يوصلنا إلى اليقين، فإنه ليس بالبحث في الإنسان: حسه وعقله، يمكن ان نحل مسألة اليقين هذه، ذلك لأن من سلك هذا الطريق كالغزالي وديكارت استند كل منهما إلى قوة فوق العقل أعطت التأسيس المطلق للعقل، الذي هو الحدس أو النور الذي يقذفه الله في القلب.
                ولكن ما دليل الاعتراف بوجود الله الذي يقذف النور في القلب ويضمن صدق الحقيقة البديهية الأولى الواضحة المتميزة "أنا أفكر فأنا موجود"؟ هل العقل؟ وكيف يكون العقل دليلاً على وجود الله ونحن نشك فيه أداة للمعرفة؟
                تقييم الشك المنهجي طريقاً لليقين:
                والشك المنهجي مع أنه يوصل إلى اليقين، فإنه ليس المنهج الوحيد لهذا اليقين كما يقرر اصحابه. إنه يعقد الفطرة البشرية في تعاملها مع الحقائق، فبعد جهد جهيد يعود الشخص ليعترف أن الإنسان مزود بداهة أنه يمكنه أن يعرف سواء استند إلى نور يقذفه الله في القلب أم إلى حدس داخلي في فطرة الإنسان، مصدر هذا النور والحدس إنساني أم خارج قدرة الإنسان؟ وهل هو العقل؟ أم هو حدس داخلي واستنباط؟ ولا يخرج حينئذ إما أن يكون عقلا فتعود المسألة لدور المصادرة على المطلوب؟ أو هو أمر غير ذلك كله؟ وماذا عساه أن يكون؟ وما قيمة المنهج الذي يفتح باب التعقيد وباب المشاكل الكثيرة في سبيل حل مسألة واحدة؟ وعلى ذلك فهو منهج يعقد البسيط، ويزيد مشاكل البحث. كما أنه ليس متوافقا مع فطرة عامة البشر، إذ عامة الناس لا يمكنهم الدخول في هذا المعترك الفلسفي. كما أن بذل الجهد في سبيل إثبات الواضح تحصيل حاصل لا قيمة له، ووضوح قضية العلم والمعرفة عند الإنسان من شدة الوضوح بدرجة أنها مرتبطة بوجود الإنسان وأنه يؤمن بها كما يؤمن بوجوده وبأنه ليس خالق نفسه.
                وهذا التقييم للشك المنهجي، لا يمنعنا من القول بأن القرآن لا يمنع من المنهج الذي يزيد الإيمان ويرفع درجة اليقين، وذلك بتمحيص أدوات المعرفة بالشك فيها. ولعل ما فعله الغزالي على إحسان الظن به _أنه كان يريد أن يجتاز هذه القنطرة من الإيمان إلى درجة اليقين بما يؤمن ولعل هذا الاتجاه يظهر بصورة أوضح في ما ذكره القرآن مع بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كما حدث مع إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى. قال أولم تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي). (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين* فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين* فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين* فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برىء مما تشركون* إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين).
                ولم يكن طلب إبراهيم عليه السلام نابعا عن شك أبدا، لأنه نبي يرعاه الله. ولا يمكن أن يجعله يدخل الشك الذي يبدأ بالإنكار والإلحاد. ولكنها مسألة اليقين كما قال سبحانه (وليكون من الموقنين) وكما ذكر سبحانه على لسان إبراهيم في إجابته عن الدافع لسؤاله بصريح العبارة (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي). ومثل هذا التأكيد وطلب اليقين حصل لسيدنا موسى عليه السلام حينما طلب رؤية الله ليزداد إيمانا ويقينا كما قال تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه. قال: رب أرني أنظر اليك. قال: لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال: سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) فقوله: (وأنا أو المؤمنين) تساوي قول إبراهيم عليه السلام: (ولكن ليطمئن قلبي)، وفي معنى قوله تعالى: (وليكون من الموقنين).
                القرآن ونهج التذكير:
                كما أن العلم ليس بعيدا عن الإنسان حتى يحتاج هذه الرحلة المعقدة من الشك. وإنما هو اكتشاف ذاتي لفطرة الإنسان. ومن هنا انفرد المنهج القرآني في تذكير الإنسان بالعودة إلى ذاته أو إلى شعوره كي يعلم ويعقل.
                الفرق بين منهج التثبت في القرآن وبين الشك المنهجي:
                والشك المنهجي وإن كان طريقا لليقين الفلسفي كأساس لليقين بمحتويات الإيمان كما حصل للغزالي، إلا أن القرآن لم يحفل به.
                يقول الغزالي: فعلى أي نحو صيغت عقولنا؟ هل صيغت على نحو تدرك الأشياء على ما هي عليه؟ أو على نحو تدركها على خلاف ما هي عليه؟ وسواء صيغت على هذا النحو أو ذاك، فسوف تنقل لنا ما يرتسم فيها واضحا بأمانة وإخلاص وفي تأكيد وتثبيت، ولكن الأمر ليس أمر تثبت وتأكد، ولكن أمر صياغة الأداة التي تتأكد وتتثبت. وهكذا يظهر أن التثبت والتأكد ليس فيهما وحدهما كبير غناء، ولكن المهم هو جوهر الأداة المثبتة المتأكدة. فمن لنا بأن عقلنا قد صيغ صياغة تجعله قادرا على إدراك الشيء كما هو في ذاته وكذلك حواسنا؟ حتى إذا اخبرانا في تأكد وتثبت حق لنا أن نقول: إننا نعلم حقائق ما أخبرانا به.
                أما أنا فأقول: إن القرآن في عرضه ليقينية المعرفة تشغله هذه القضية وهي أن المطلوب من المعرفة هو التثبت والتأكد من أداة المعرفة قبل التثبت والتأكّد نفسه. لأن الله سبحانه قد خلق هذا الإنسان، وزوده بالعقل والحواس وجعلهما أداتين للمعرفة يشعر بهما الإنسان شعوراً ذاتياً دون منهج شكى للتثبت والتأكد، من أنهما أداتان صالحتان أو مصوغتان صياغة تمكنهما من الاتصال بحقائق الأشياء ونقلها إلينا. لم يشغل القرآن نفسه بالعقل أكثر من أنه جعله مناط التكليف أو شرطا من شروط الأهلية للخطاب الرباني المتعلق بالعبد، فإذا زال العقل سقط التكليف. كما أنه جهة للتفكر والتذكر والتعقل، والقيام بدوره في توجيه الإنسان الى ربه. كما أشغل القرآن المؤمنين بالغاية التي خلقوا من أجلها بشرا عارفين مفكرين وهي ثمرة هذا التكليف أي العبادة، كما قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). وعبادة الله لا تكون بغير معرفته. والحقيقة أن شبهة دخول مناهج الشك إلى الفكر الإسلامي حتى لو كان منهجيا كانت خطيرة على تفكير المسلمين ومنهجهم في مجال المعرفة. ولعل الغزالي قد صاغ هذا المنهج متأثرا بقراءاته الفلسفية الكثيرة من اليونانية القديمة ومذاهب فلاسفة المسلمين.
                ذلك أن من يشك مجرد الشك في أداة التثبّت والتأكد، أي في الحس والعقل إنما هو مردد لقول الشكاك من أنه ينبغي تجاوز ما تأكدنا من معرفته إلى البحث عن صياغة الأداة الموصلة للمعرفة إذ إن الأشياء ليست إلا كما تبدو لي أي كما أتثبت وأتأكد منها بعقلي وحواسي، ولكن ذلك لا يكفي حتى يكون ثمة وثوق بأن هذه الأداة، للمعرفة أداة سليمة صادقة. وكل ما جاء به الغزالي أنه أرجع هذا الوثوق إلى الدين نستمد منه ثقتنا بالعقل. وكان ما أحراه أن لا يدخل هذا المنهج أصلا ويعترف من أول الطريق أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مزودا بما يمكنه أن يعرف ويعلم ويسير على منهج في هذه الحياة.
                الشك المنهجي ليس الطريق الوحيد لليقين:
                أضف إلى ذلك أن اليقين لا يمكن أن يكون مصدره الوحيد هو الشك المنهجي. ذلك لأن الاعتقاد الجازم أو الإيمان الذي يطلبه القرآن لا يشترط هذا الطريق، كما يقبل الله تعالى إيمان الأشخاص عن طرق كثيرة بعضها عن طريق التعليم والتلقين، وأخرى عن طريق إنارة الفطرة والوعي السليم، وثالثها: عن طريق النظر والاستدلال. ورابعها: عن طريق التقليد الواعي، وليس مجرد الانسياق مع التيار حتى إن من يسوقه تيار الإيمان، فإن الحياة الإسلامية وممارسة الواجبات الدينية في المجتمع المسلم تعطيه الوعي بمعتقداته. كل هذه الأصناف من الإيمان مقبولة وتوصل إلى اليقين، وفيها تنويع على فطر الناس التي تتنوع استجابتها وفقا لتنوع الأساليب.
                ولعل شبهة اشتراط النظر والاستدلال كطريق للإيمان التي من أجلها يقوم المنهج الشكي للتسليم بيقينية المقدمات اللازمة للبرهان، وهو ما جعل متكلمينا يقعون في هذه المسألة في شرك الفلسفة وخديعتها إذ اشترطوا النظر في الإيمان وأنه لا يقبل إيمان المقلد. وفي هذا خروج عن منهج البساطة القرآنية، التي تجعل الإيمان عاما لجميع الناس، سواء من عرف طريق النظر والاستدلال، أم من آمن بغير هذا الطريق. وسواء من حقق اليقينية لأدواته المعرفية أم من لم يعرف شيئا عن هذا المنهج. قد كان رسول الله (ص) يقبل إيمان من يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله دون أن يكلف واحدا منهم بالنظر والاستدلال ودون أن يعطيه درسا في الشك المنهجي، لتعتدل صحته ويعود إلى التسليم بالبديهيات الواضحة المتميزة.
                وإن كان الشك المنهجي يدعى أنه رد على الشكاك والسوفسطائيين، فنقول: إن هذا الشك كان رد فعل، وإثبات الحقائق في نظر القرآن يكون بمنهج القرآن وليس بمناهج رد الفعل، التي غالبا ما يحصل فيها التأثر بالخصم. وقد زود الله تعالى الإنسان في القرآن بمنهج يعيد هذه الفطرة إلى طبيعتها السوية كما قال تعالى: (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم) ووضع الناس أمام بديهيات يقينية لا يمكن إنكارها ولا تحتاج إلى الإثبات بطريق الشك المنهجي، وإنما بمنهج الرجوع إلى الفطرة السوية المعتدلة، قال تعالى: (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون).
                وقال: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بن أكثرهم لا يعلمون).
                وأقام منهجا للبحث يخالف ذاتية المعرفة تلك الذاتية التي تبنتها الفلسفة في جميع عصورها، وهي التي تجعل الإنسان مصدر المعرفة ومرجعها الأخير سواء بدأت من الإنسان نفسه بعقله أو انعكست من الواقع على دماغه. والقرآن يحارب ذاتية المعرفة هذه بأن يجعل العلم ليس ذاتيا للإنسان ولكنه صفة من صفاته وإن كان لا يتخلف عنه في لحظة الشعور بالذات ذلك أن الذات العارفة لا تفقد نفسها إلا ساعة انعدام الإنسان وموته. ولكن هذا العلم مخلوق للانسان وليس هو خالقه، يأتيه بعد مرحلة الولادة وليس مولودا معه، كما قال سبحانه: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) وينزعه منه سبحانه حتى وهو إنسان حي كما قال سبحانه: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا).
                ربانية الحل القرآني لإمكان المعرفة وانشطارية الحلول الفلسفية:
                وكان المنهج القرآني قد حل مسألة إمكان المعرفة دون أن يجعلها مشكلة، وكان حله لها فريدا فهو أولا: لم يجعل سد هذه الفجوة قائما على التركيز على جهة دون أخرى ولا حتى بالجمع بينهما في إطار الوجود الطبيعي، أو في فصل الواقع بما فيه الإنسان _وهو من الواقع _ وإنما اعترف بدور الإنسان في التعامل مع الواقع مسخراً له هذا الواقع دون أن يكون هو المتصرف الوحيد فيه. فمع إعطاء الإنسان مهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها لم يجعله إلها لها تتمركز حول ذاته وإنما يعمرها ويتعامل مع عناصر الوجود فيها عابدا لله رب العالمين. ودوره فيها أنه خير المخلوقات الذي يعي دوره ويؤديه فخلص بهذا الإنسان من عبوديته لذاته من عقدة التمركز حول الذات. كما أنه اعترف بالوجود الواقعي وحرر الإنسان في الوقت نفسه من أن يكون عبدا للكون ومظاهره. وهنا يمكن أن نقول إن القرآن لا يفيه حقه أن يقال فيه إنه "مثالي واقعي" بل إن أحسن مصطلح نطلقه عليه هو مصطلحه نفسه وهو أنه "رباني". هذه الربانية في النظرة التي تقتضي أن الواقع مخلوق لله والإنسان جزء من هذا الواقع، ولكنه المخلوق الواقعي الواعي أو العاقل. والواقع بما فيه الكوني والإنساني يتوجهان إلى عبادة الله عز وجل:
                الأول: منه وجزء كبير من الإنسان ذاته وهو الجانب اللاإرادي يعبد الله وهو منزوع الإرادة والاختيار قال تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).
                والثاني: منه وهو الإنسان في جزئه الإرادي يتعامل مع نفسه ومع الواقع يعبد الله عن طوع إرادة ومحض اختيار وكلاهما الواقع الحسي، والإنسان بعقله مرتبطان بمصدر الخلق والمعرفة وهو الله سبحانه.
                والإنسان يتعامل مع الواقع تعاملا معرفيا، هو فيه سيد الكون، ولكن باستخلاف الله له فيه، يقبل ما يقبل ويرفض ما يرفض بمفهوم العبادة الشاملة لله. فيتعامل الإنسان العابد لله المعلم بتعليم الله مع الواقع المخلوق لله المسخر للإنسان بتسخير الله. بهذا الموقف تسد الفجوة بين الذات العارفة والموضوع المعروف، والعقل والحس معا، وليس الحس وحده ولا العقل وحده هما الأداة المعرفية الإنسانية التي بواسطتها يتصل الإنسان بالواقع. كما كان الإنسان يتصل ببقية موضوعات المعرفة التي ليست في دائرة العقل والحواس بمصدر خارجي هو الذي خلقه وعلمه عن طريق الوحي أو المعرفة النبوية. والحس والعقل معا محكومان في أداء دورهما العبادي في المعرفة بالمصدر الموثوق اليقيني والرباني وهو الوحي. ذلك أن الإنسان لا يمكنه الإيمان بالحس دون وجود عقل يحكم بصدق الإحساس. كما أن العقل وإن كان يستند إلى الحس، فلا يمكن أن يكون الحس هو الذي يحكم عليه بمحدوديته. والحس والعقل وهما ملك الإنسان المخلوق العاجز الذي يبتدىء علمه وينتهي ويفني لا يمكن أن يكونا المصدر الوحيد للمعرفة، وإنما لابد من مصدر لا ينضب ولا يحكم عليه بالمحدودية والفناء، وهو المصدر الرباني عن طريق الوحي.
                ومن ثم فإننا نستطيع القول بأن حل القرآن للمشكلة كان ربانيا متكاملا، بينما كان حلها في الاتجاهات الفلسفية حلا انشطاريا. حتى من جمع بين الواقع والذات عن طريق الحس والعقل قد كان حله ماديا، إذ لم يفهم من العقل والحسن إلا على أنهما المعطيان الماديان الذاتيان للإنسان بعيدا عن دائرة المخلوقية لله والعبودية له. واللذان لا يتجاوزان عالم الشهادة إلى عالم آخر هو عالم الغيب، الذي هو مقتضى المفهوم الرباني للمسألة. ذلك أن عالم الغيب لا يمكن إدراكه ولا معرفة حقائقه بالبرهان العقلي الذي هو قمة ما يحكم به العقل كوسيلة للمعرفة _لأن التجريد في إدراك الماهيات إنما هو ممكن في مجال المحسوسات والمواد الخارجية المشخصة.
                إن بإمكان العقل النظري من خلال قوانين عالم الشهادة أن يؤمن بمبدأ وجود عالم الغيب، ولكن التجربة الإنسانية الحسية والعقلية تعجز عن معرفة وإدراك كنه وتفصيل عالم الغيب وإننا لنملك مصدرا آخر غير بشري يعطينا ما يلزمنا من هذه المعرفة وبما يتوافق مع أداء دورنا العبادي الاستخلافي في الحياة. مصدره من يعلم الغيب والشهادة الله سبحانه وتعالى الذي قال عن نفسه (عالم الغيب والشهادة).
                فللاشياء وجود حقيقي ثابت في عالم الغيب والشهادة، وإن كان الإنسان قد أعطى العلم بشيء من هذه الحقائق، فقد أعطيها بما يستلزمه دوره في الحياة ومن ثم فإن القرآن يعارض كل الحلول البشرية لهذه المسألة ويرسي تصورا يعترف فيه بواقعية الأشياء، ومقدرة الإنسان على المعرفة، وبأنه مزود بطرق فيه ثابتة، الحس والعقل، وبطريق الوحي، وإن الواقع أشمل من أن يكون عالم الإنسان المشاهد أو عالم الشهادة، وإنما يشمل عالما آخر أوسع وأثبت وهو عالم الغيب، وأن عالم الشهادة عالم يسلم نفسه إلى عالم الغيب الأزلي. والقرآن بهذا يفتح المجال واسعا للنفس الإنسانية كي لا تسلم نفسها للشك واللاأدرية وإنكار الحقائق. ويجعل العلم أساسا لمهمة الإنسان في الحياة والضرورة الفطرية للإنسانية السوية، والخروج عن هذا كله إنما هو الجهل والشك والإلحاد والكفر والهوى والضعف وظلام الجاهلية في تصوراتها وقيمها وأنظمتها وأوضاعها، كثمرة من ارتباط الإنسان بالواقع المادي بما ينطوي عليه من أشياء فيها ازدواج وتغير وتضاد.
                والقرآن يحرر الإنسان من هذا الواقع المادي ليجعله مخلوقا ربانيا يتعامل مع الواقع المادي ويسخره ويعبّده لله ولا يعبده. ولا يعترف القرآن في الوقت نفسه بالنظرة الخيالية غير الواقعية _باسم السمو عن الواقع المادي _ التي تراها الأفلاطونية الحديثة التي تنظر إلى المادة عدما وإلى عالم الشهادة خيالات وأشباحا وظلالا، وأن الحقيقة إنما هي في عالم الغيب فحسب. ولعل بعض النظريات التصوفية آمنت بهذه النظرية وإن كان التصوف في نظرته كان لا يقصد أكثر من أن يوجه الأنظار إلى الحياة الآخرة الدائمة، واحتقار الحياة الدنيا الزائلة، ولكن لو وزنت الأمور بالميزان الصحيح، واتبع منهج القرآن الذي أعطى كل شيء حقه من النظر والتقدير لما وجدنا هذه النظرية التصوفية التي ترى أن انكشاف الحقيقة لا يكون في الدنيا، وأن ما في الحياة الدنيا ليس إلا مجرد الأسماء فحسب وليست حقائق، وإنما الحقائق أو المعاني على حقيقتها في عالم الغيب أو الآخرة.
                خصائص الحل الرباني:
                بينما جعل القرآن عالم الغيب أو ما يخفى على الإنسان من كنه الشيء وحقيقته أو ماهيته، من الممكن للعقل نفسه من خلال قوانين عالم الشهادة أن يسلم بمبدأ وجوده، وأرجع الإنسان في معرفته إلى مصدر معصوم وهو الوحي، دون أن يجعله مستحيل المعرفة، فهو ممكن المعرفة من حيث قدرة العقل من خلال مقولاته على إمكان التسليم به، وقدرته على استقبال المعلومات الأكيدة عن طريق الوحي على الأنبياء، وقدرته على فهمها بما آتاه من سلطان في الفهم والعلم. والقول بجعلها ممكنة المعرفة لا يعني أن العقل يستطيع أن يدرك الأشياء وحقائقها بنفسه سواء في عالم الغيب أو عالم الشهادة، ولكن فرق كبير بين إلغاء دور العقل والثقة به، ومن ثم إنكار معرفة الشيء في ذاته، وبين جعل هذه الإمكانية قائمة، ولكن بمصدر آخر يخاطب العقل ويوجهه بقوانينه ولا يلغي وجوده وكفايته في المعرفة. وهذا لا يتعارض مع نسبية المعرفة في مناهج القرآن ذلك أنها منسجمة مع طبيعة المخلوق العاجز وأنها نعمة أو هبة من الله الخالق العليم بكل شيء.
                وهذا لا يعني أن الإنسان لا يملك حقائق بديهية يفهم على أساسها الواقع. ولكن هذه الحقائق أو المعلومات البديهية أو الأولية ليست على الأقل كلها ذاتية. ذلك أن الإنسان يولد ومخلوق معه الاستعداد للمعرفة أو الشعور بالذات وهذه حقيقة يستشعرها ثم إنه يولد وليس لديه معلومات جاهزة كما قال تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) وزود الله تعالى هذا الإنسان بحواس يبدأ وعيها بالأشياء بتكوين معطيات حسية من خلال إحساسها بالواقع، ويكون للعقل دور في هذه الإحساسات وتنظيمها، والعقل نفسه ينمو وينضج حتى يجعل من هذه الإحساسات علوما أولية أو مقدمات للقياس والاستنباط سواء بطريق الاستقراء أو بتكوين بديهيات من النظرة الأولى للمعطى الحسي الجزئي الواضح الثابت، وبنمو العقل تنشأ عنده كذلك أوليات عقلية بديهية كقانون عدم التناقص أو قانون الثالث المرفوع.
                فالحس إذن والعقل يشتركان معا في تكوين المعلومات الاولية كما لا يمنع أن تحصل في العقل قواينن بنموه ونضجه كما تنشأ مسلمات أخرى من خلال البيئة التي يعيشها وتتلى على مسامعه متواترات أخذت حكم البديهيات. وعلى ذلك فالحس أو التجربة ليس منفصلا عن الذات العارفة، بمعنى أن الواقع له علاقة بمعلوماتنا الأولية إلا أنه ليس هو الذي يعطينا هذه المعلومات فحسب، وإنما تشترك الذات مع الموضوع أو العقل مع الواقع في صياغة معلومات أولية مع أن العقل يملك بديهيات ووجدانيات أخرى ليست التجربة الحسية مصدرها، نشأت عنده بعد الولادة ومع نمو أبعاده الوجدانية أو الروحية والجسمية والاجتماعية والفكرية والنفسية. ولعل القرآن قد بين هذه الأبعاد وبين دورها في المعرفة فقال سبحانه: (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة).
                المتكلمون يحاولون تَمثّل الحل القرآني:
                والقرآن وهو بصدد بيانه ليقينية المعرفة _حلا لمشكلة إمكانها _ نبه إلى مهمة الحس والعقل معا. وهذا المنهج قد فهمه علماؤنا الذين تصدوا للرد على الشك السفسطة والاتجاهات المثالية في الفلسفة اليونانية، وهم علماء الكلام، إذ قرروا أنه "من الخطأ القول بأن الحواس تقضي على العقول أو العقول قاضية عليها"، كما يمكننا ونحن بصدد بيان إمكان المعرفة أن نقيم منهج المتكلمين، باعتباره إحدى محاولات شرح التصور الإسلامي أو الفلسفة الإسلامية في زاوية من زواياها وهي الدفاع عن العقائد الإسلامية، وإثبات قضاياها مستلهمين روح القرآن ونصوصه وبلغة الحس والعقل معا، وبمنهج العودة إلى البديهيات العقلية التي يشترك فيها الناس بصفتهم الإنسانية فنقول بصدد هذا التقييم:
                إن علم الكلام يبدأ من مسلمات اعتقادية بوجود الله سبحانه وصفاته وبالنبوة، وإن كان يقيم الأدلة العقلية عليها مستوحياً ذلك من القرآن. ولعل معه بعض العذر إذ أنه كان منهج دفاع عن العقيدة الدينية في وجه الفلسفة اليونانية الوثنية، وإن وصلت بصورة ممزوجة بالمسيحية واليهودية. وهو بهذا المنهج يجعل الوحي المصدر الرئيسي مع الحس والعقل في الإيمان بالحقيقة وشرحها، بل هو المصدر الرئيسي، على خلاف منهج الفلاسفة المسلمين الذين لم يكونوا يمثلون التصور الإسلامي ولا الفلسفة الإسلامية القرآنية الحقة، إذ أنهم جعلوا الحقيقة ثمرة التوفيق بين مصدرين وطريقين: مصدر الفلسفة اليونانية من جهة، والدين من جهة أخرى، وطريق العقل من جهة وطريق الوحي من جهة أخرى. فخرجوا بحقيقة الدين عن طبيعتها وعقدوا مشكلة الفلسفة بما لا يتناسب ومنهجها.
                ولو قيمنا علم الكلام بحسب غاياته التي بيّنها أصحابه، لما تعرض للهجمات الشرسة التي يعاني منها، حتى على يد بعض المسلمين، وهنا نفرق بين منهج يبنى عقيدة ومنهج يدافع عن عقيدة، أما المنهج الأول فهو القرآن، ومنهج القرآن نفسه دونما تصرف من البشر ولا تفلسف والمنهج الثاني وإن كان يرجع الى القرآن فلا يمثل زاوية الدفاع وهو منهج علم الكلام.
                ويتحدث الغزالي موضحا مهمة علم الكلام فيقول: "وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها من تشويش أهل البدعة فقد ألقى الله تعالى إلى عباده على رسوله، عقيدة هي الحق على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم كما نطق بمعرفته القرآن والأخبار. ثم ألقى الشيطان في وساوس المبتدعة أمورا مخالفة للسنة فلهجوا بها، وكادوا يشوشون عقيدة الحق على أهلها فأنشأ الله طائفة المتكلمين وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب على تلبيسات أهل البدعة المحدثة على خلاف السنة المأثورة، فمنه نشأ علم الكلام وأهله.
                يقول ابن خلدون: "علم الكلام إنما هي عقائد متلقاة من الشريعة كما تلقاها السلف من غير رجوع فيها إلى العقل وأنظاره. وما تحدث فيه المتكلمون من إقامة الحجج فليس بحثا عن الحق فيها فالتعليل بالدليل بعد أن لم يكن معلوما هو شأن الفلسفة بل إنما هو التماس حجة عقلية تعضد عقائد الإيمان ومذاهب السلف فيها.
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.
                تبسم...
                فإن هناك من يحبك...
                يعتني بك...
                يحميك...ينصرك...
                يسمعك...يراك...
                هو ...((الله))...
                ما أشقاك إلا ليسعدك...
                وما أخذ منك الا ليعطيك...
                وما ابكاك الا ليضحكك...
                وما حرمك الا ليتفضل عليك...
                وما ابتلاك الا لأنه "أحبك"...

                تعليق

                • عبد الله الهداف
                  2- عضو مشارك
                  • 2 مار, 2007
                  • 107

                  الله والخلق
                  بلا أدنى ريب أن الله القائم بذاته لا يستمد وجوده إلا من ذاته وبذا فإنه لا يحتاج قط إلى كل ما يخلقه. وهنا يحق لنا أن نتساءل: إذن الله لماذا يخلق كل الأشياء؟
                  الواقع أن الإنسان باعتباره أرقى المخلوقات قاطبة عندما يشرع مفكراً ومتأملاً في هذا الوجود ومن خلقه. فعندما يؤمن بأن الله هو الخالق يلح عليه السؤال لماذا الله يخلق؟ فإنه قطعاً يبحث عن الحقيقة. وإذا ما انتقلنا من التفكير الميتافيزيقي إلى المادي. نرى أن الجيولوجيين مثلاً يدرسون الصخور... لماذا؟ لكي يحددوا عمر الأرض. أي أنهم يبحثون عن حقيقة ما تتعلق بالمادة. وكذا الحال مع باقي فروع العلوم الطبيعية.
                  فما هي الحقيقة إذن؟
                  الحقيقة لا يوجد اختلاف في مفهومها وإنما يوجد الاختلاف في تفسيرها وبذلك يظهر التضارب بين الحقائق المادية والفكرية. وهذا التضارب نحن الذي نضعه ونتمسك به. بدليل أن قلنا أن الماء مركب من أوكسجين وهيدروجين فهذه حقيقة كيماوية مادية بحتة. وإن قلنا 2+3=5 فهي حقيقة حسابية فكرية صرفة. وقس على ذلك. وإذن فإن الحقيقة تكون متعلقة في ذات الشيء فإذا قلنا بأن الماء هو ماء دون ذكر مركباته الكيماوية فهي حقيقة أو إذا قلنا بأن العدد 5 هو الناتج لأي مجموع يساوي في عدد ال*5 فهي حقيقة. معنى ذلك أنه هنالك حقائق مادية فكرية في موضع تلتقي وفي موضع تتباعد. فعلم الفلك ناشئ على أسس رياضية بحتة والعلم يرتكز على الفلسفة وأن استقل عنها كاختصاص لا أكثر. وإذن فإن اكتشاف حقيقة ما لأي شيء تكون بتوافق العقل مع حقيقة ذاك الشيء. سواء كان مادياً أو فكرياً أو حتى مزدوجاً. ومن الحقائق يتوجب أن تكون هنالك حقيقة تعتبر هي حقيقة الحقائق.
                  فما هي حقيقة الحقائق؟
                  أن مجموع الحقائق التي تجعلنا نبحث ونقصي فتارة نقترب في أفكارنا وتارة أخرى نتباعد فهنا تكمن حقيقة الله في الخلق لأن الله هو حقيقة الحقائق جميعاً. فعندما تصل العلوم الطبيعية إلى أن المادة عاجزة عن أن تخلق فهي حقيقة من حقائق الله الذي خلق الوجود في أشياء وظواهر كيما يعجّز عمن سواه إذ لا مقتدر إلا هو وحده دون غيره. وما الاختلاف الذي يحدث إلا نتيجة حريتنا الفكرية التي بها نستدل على الحقائق أو نتعامى عنها. فالله عندما يخلق ذلك لأنه شاء أن يفعل ففعل وأن كل الحقائق تشهد عليه لأنه هو تعالى حقيقة الحقائق.
                  من المعلوم أن البحوث العلمية وبدون قصد قد ارفدت لنا سيلاً من الأدلة الكثيرة والقاطعة حول إثبات وجود الله (هذا إذا أخذنا بالاستدلال المنطقي) حيث أن هذه العلوم التي انفصلت عن الفلسفة ومنها الفيزياء والكيمياء كانت غايتها فقط الخروج من العالم النظري إلى العالم الواقعي والبحث عن خبايا هذه الطبيعة والاستفادة منها قدر المستطاع كيما تقدم للبشرية وثبة مميزة وملحوظة، لا سيما وأن هذه العلوم لا تبحث عن مشكلة النشأة الأولى ذلك لأن هذه المسألة من المشكلات الفلسفية القحة. ومع ذلك بعد أن أدت هذه العلوم أبحاثها خلال المائة سنة المنصرمة. نرى أن كل شيء عاد تقريباً نحو الفلسفة وبدأ السؤال عن النشأة الأولى للخلق. صحيح أن هذه العلوم لا تسأل ولا تجيب عن: لماذا هذا الخلق؟ وكيف أتى؟ ولكن بعد أن أثبتت الكثير من الحقائق المادية. كان تأكيدها بصورة جلية عن وجود خالق مبدع هندس كل هذه الأشياء. علماً أن هذه لم يدخل في حساب هذه العلوم قط.
                  صفوة القول أن البحث الميتافيزيقي هو حقيقة فكرية أو أن أحببت فقل أن المبدأ المثالي أسلم من المبدأ المادي. حيث أن الحقائق الفلسفية والحقائق العلمية بعد التقصي من خلال الاستدلال المنطقي، نعلم بأن حقيقة الحقائق تتجه صوب الله. أما لماذا الله يخلق وتتجه إليه كافة الحقائق؟ ذلك لأن الله هو الذي أراد فعل ذلك. أما لماذا أراد فعل ذلك؟ لأنه الخالق المالك لكل شيء. أراد من الحقائق أن تشهد عليه كيما نقوّم نفوسنا من خلال حرية تفكيرنا بدلاً من أن نذهب شططاً، أي أنها فرصة من الخالق إلى مخلوقه كيما يرفع من شأنه الخسيس إلى الذرى.
                  ونعلم بأن الأب يرفض أن يخرج الابن عن طاعة أوامره. لماذا؟ لأن الأب شاء وأراد ذلك. ولماذا أراد ذلك؟ لأنه يبغي أن يوجه ابنه نحو استقامة جيدة وصالحة لذا يخشى عليه أن يخرج عن طاعته ويفسد وهذه حقيقة تربوية اجتماعية. كما وأنها حالة تعبيرية عن حقيقة الحقائق وهو الله حينما خلق الكون وأودع فيه هذا النظام الشامل والقوانين السارية في كل الأشياء. وجعلها حقائق تعجيزية تشهد على حُسن صنعه أمام مخلوقه الإنسان. والله الذي أراد كل ذلك إنما يفعل بمحض إرادته دونما أن يكون هنالك أي سبب خارج عنه. لذا فإن الخروج عليه تعالى يعني إفساد نفوسنا نحو التقويم الصحيح. والتسليم بالقدر المجهول الذي يتلاعب بنا من وإلى المادة وهو إجحاف بحق مقدرة العقل في الاستدلال المنطقي عن الحقائق ويجب أن نتجاوزه.
                  بمعنى آخر أن الله لا يحتاج إلى ما خلقه، إلا أنه خلق كل شيء لأنه هو الذي أراد ذلك بمحض إرادته، ويمكن أن نستدل على ذلك من خلال الحرية الفكرية التي بواسطتها نشاء بما نريد أن نؤمن به ولا نؤمن. وهنا يتوقف القرار سلباً أم إيجاباً بمحض إرادتنا. فإذا ما اتجهنا إلى صوب الله أو المادة أو أي مفهوم آخر، فإنما نحن نعمل وفق حريتنا هذه التي تركها الله إلى مخلوقه الإنسان كيما يكون أكثر عدلاً في ثوابه أو عقابه على ما فعل به الإنسان. وعلى ذلك يطمئن الإنسان وهو يتجه إلى صوب الله الخالق لا، لأنه ذلك أمراً لا مفر منه. بالعكس إنما ذلك ناتج عن حُسن استغلالنا إلى حريتنا الفكرية. وهنا تبرز أيضاً بشكل جلي لماذا الله يخلق؟ لأنه يمنح مخلوقه منزلة سامية يختلف بها عن بقية المخلوقات والأشياء كافة. وهي عدالة الله في الخلق أيضاً.
                  أن معالجة الأمراض يحتاج إلى علماء وأطباء. وبناء مشروع ما يحتاج إلى تصميم وتنفيذ. ونصب صرح تذكاري يحتاج إلى نحات وهكذا. فإن الاتجاه دوماً يكون بالضرورة وليس بالفعل. فالمريض لا يمكنه إجراء عملية جراحية لنفسه. والعامل البسيط ليس بمقدوره تصميم وتنفيذ مشروع ضخم، كما وليس باستطاعة الموسيقار أن يضع نحتاً دون اختصاصه. وقس على ذلك فالإنسان يتجه إلى ما يحتاجه بالضرورة لا بالفعل. لأن الإنسان يحمل النقص في ذاته ولذا يسارع إلى سدها بالضرورة وتبرز بشكل واضح في الاجتماع البشري وتسمو برتبة أعلى وذلك بالاتجاه نحو ذات المتكاملة.
                  وإذن فإن الله الذي شاء بخالص إرادته أن يخلق. فإن الإنسان إنما يبحث عن الحقائق بالضرورة بغية سد النقص الذاتي له. وهنا يكون الإنسان جملة وتفصيلاً أما أن يتجه إلى صوب الذات المتكاملة أو أنه يتعامى عنها ويتجه صوب المادة. وفي كلا الحالتين تبقى الضرورة هي الدافع الأساسي للإنسان وليس الفعل. فلو كان الفعل لما احتاج الإنسان إلى ضرورة أحد. بل وأنه يصل في رتبة عالية يعرف فيها الله ولا يخالف بها قط كما هو الحال عند الملائكة. وعليه فإن الحرية الفكرية والضرورة التي يبغيها الإنسان في سد نقصه الذاتي تجعله أما أن يكون مؤمناً بأن الله يخلق على نحو من عدالته كيما يرفع من شأن الإنسان إلى سمو أعلى أو أن يكون على عكس ذلك ويعتبر فكره في دفائن المادة.
                  وإذا انتقلنا من الفروض العلمية والشروح الفلسفية إلى الدين. نرى أن الأنبياء كذلك لهم بالضرورة معجزات كيما يثبتوا بها نبوتهم وحقيقة اتصالهم مع العالم العلوي. لأن الإنسان مقيد بهذا العالم المادي حتى بات مؤمناً في لا وجود إلاّ لهذه الحياة. وهكذا تصطحب الأنبياء معجزات خاصة بهم. ليعيدوا الإنسان إلى رشده والاتجاه صوب الله الخالق. وإذن فإن الضرورة هي التي تكمن في وراء كل دافع في البحث عن الحقائق. فلو كانت بالفعل لما احتاج الله أن يرسل أنبياءه مذكرين بالعالم العلوي والحساب والثواب في اليوم الآخر. وعليه فإن الله عندما يخلق لا يمنح الإنسان كل شيء بالفعل. وإنما يمنح الإنسان حرية الاختيار الفكري وبالتالي يكون الإنسان بالضرورة يتجه إلى صوب الحقائق. فإن كان إيمانه بهذه الحقائق على مقياس مادي صرف. فالله في غنى عن هذا الإنسان الأعمى عقلياً وأن كان للإنسان استدلال منطقي يتجاوز به المقياس المادي فإن الله له شأن آخر مع هذا الذي يصل بالحقائق إلى الحقيقة الأبدية إلا وهو الله الخالق. وإذن فإن الله له شأن فيما يخلق.
                  الواقع أن جميع الاستدلالات لا تتم إلا من خلال الاتصال بين ما هو مرئي ولا مرئي. وبما أن العقل متجرد عن المادة وبه نكتشف الحقائق المادية إذن فإن العقل ضرورة إنسانية. توج بها الله الإنسان كيما يغور في أعماق الفكرة في البحث عن الحقيقة. حقيقة ما ينبغي وصولها. وبما أن الله يخلق بخالص إرادته دونما أن يكون هنالك من سبب ما خارج ذاته. لذا فإن الإنسان يتجه بعقله في البحث عن الذات المتكاملة بغية سد نقصه الذاتي وهنا تكون الحرية متعلقة بالإنسان وحده أي أن رد فعلها يترتب على الإنسان كفرد له عقل وحرية الاختيار بأن يؤمن أو لا يؤمن. وهذه أيضاً من شؤون الله في الخلق.
                  (كيف حدث الخلق)
                  أن من ينظر إلى الكون وما فيه، وإلى الذرة وما تحتويه، وإلى الخلية وما فيها، يحق له أن يتساءل: كيف خلق الله الوجود؟
                  لنأخذ هنا الإعداد المنطقية المرتبة ونقرر أن نبتدئ من حدّ أو عدد معين فإذا قلنا "1" أو "أ" فإنه لابد وأن ننتقل إلى العدد "2" أو الحد "ب". وإذا أشرنا مجازاً للتعبير عن العدد أو الحد الأول عن الله الواحد إذن العدد أو الحد الثاني يجب أن يكون تعبيراً عن الوجود. ذلك أنه قد رأينا في (الإشارات) السابقة بأن الخالق لا خالق له وأن المادة لا يجوز أن تكون أزلية في وجودها لأنه لا يمكن أن يكون هنالك خالق أزلي وهنالك شيء مشارك له في أزليته. وبذا يتوجب كل شيء حادث عن الأول القديم. فلو كانت المادة قديمة فإن الله الخالق يحدث الشيء من الشيء وتبقى هنا أولوية المادة مشاركة إلى أولوية الله وهذا نقص تعالى الله عنه وإذن أوجب أن تكون بين الأولويتين أسبقية أحدهما على الآخر فإذا كان الله هو الأول أوجب على المادة أن لا تشارك في أي شيء وبذا فهي محدثة وأن الله الخالق يحدث الشيء من اللاشيء وعليه فقد أحدث المادة من العدم. واتى الخلق دفعة كلية واحدة. وإذن فإن الانتقال من "1" إلى "2" أو من "أ" إلى "ب" وهو اتصال عددي أو حدّي ناتج عن بداية الأول على الثاني ومهما استمرينا بالانتقال العددي فإن الأول يبقى الأساس في المتسلسلة. أي أن الوجود مهما كثرت الموجودات فيه فإنه بالأساس حادث عن الله الأول.
                  وإذا استعرضنا بصورة مختزلة إلى النظريات المادية الحديثة في كيفية حدوث الخلق. نرى أن نظرية بفون في القرن الثامن عشر والتي تنص على أن الكواكب في المجموعة الشمسية قد نشأت بالأساس من الشمس بسبب اصطدام جرم كوني هائل الحجم. ونتيجة إلى هذا الاصطدام تطايرت أجزاء عديدة من الشمس وخرجت عن جاذبيتها ومنها من بقي يخضع تحت جذبها وهكذا بعد انقشاع هذه الحالة تكونت المنظومة الشمسية في كواكبها على ما هي عليه الآن. وتعتبر نظرية بفون هذه أول محاولة علمية في تفسير نشأة الكون في العصر الحديث. ثم تبعتها نظرية العالم الرياضي لابلاس الذي اعتبر أن الشمس ومجموعتها الكواكبية كانت في القديم على هيئة سديم بدأ يفقد حرارته تدريجياً حتى تم انفصال أجزائه عن بعضها البعض من الوسط على شكل حلقات غازية والتي كونت فيما بعد كواكب المجموعة الشمسية هذه والتي حافظت بدورانها على الاتجاه نفسه التي كانت تدور فيه سابقاً داخل السديم.
                  وبالنسبة إلى نظرية الجسيمات الكوكبية التي يرى فيها تشامبرلين وملتون على أن نجماً هائلاً اقترب من جاذبية الشمس مما أدى إلى حدوث انفجارات متواصلة داخل الشمس خرجت منها نتيجة ذلك مواد غازية وسائلة متجهة نحو النجم. وبعد ابتعاده استقلت هذه المواد عن الشمس والنجم وشكلت جسيمات صغيرة صلبة كثيرة الإحصاء والعدد والتي تكونت منها بعد ذاك كواكب المجموعة الشمسية بصورة تدريجية من النحو المتواصل أما "نظرية المد الغازي" فهي مقاربة الشبه إلى النظرية الآنفة الذكر. ولا تختلف عنها سوى أن النجم الهائل الحجم عند اقترابه من الشمس حدث خروج لهيب واحد جبار من الغاز المستقل من الشمس إلى جهة النجم ومن ثم انفصل عن الجانبين ليكون منظومتنا الشمسية الحالية. أما شأن النظريات الحديثة جداً ومنها "نظرية سحابة الغبار العظمى" والتي شارك في وضعها عدد كبير من العلماء المعاصرين والتي لا تخرج في فحواها عن تأييد نظرية لابلاس السديمية. وكذلك الحال نفسه تقريباً مع فريد هول ونظريته عن "النجوم المزدوجة".
                  ومن الملاحظ أن جميع هذه النظريات لا تستند على قانون علمي بحت بل فقط عبارة عن افتراضات علمية وكما هو معلوم ليس كل افتراض علمي صحيحاً. بمعنى أن الافتراض العلمي التي تؤيده التجارب بعد التأكد من إثارة يشكل درجة في تطوير المعارف والكشف عن الحقائق وهذا ما لم يحدث قط في اغلب العلوم ومنها الافتراضات العلمية في أصل نشأة الكون. بل أنها لا تختلف بكثير عن النظريات العقلية عند فلاسفة اليونان إلا بالدرجة العلمية، وعلى ذلك نرى أن بفون يقابل طاليس والفرق بينهما أن الأول انطلق من الشمس والثاني انطلق من الطبيعة. وكذلك الوضع نفسه مع لابلاس الذي يقابل هرقيلطس وقليلاً من فيثاغورس.
                  جملة القول أن كانت المسألة تتعلق بالعلم فإنها وكما هو واضح فارغة عن القوانين العلمية الثابتة وأن كانت فلسفية المفهوم فأوجب أن لا تقتصر على المادة وحسب، وإذن علينا أن نأخذ الحقائق القاطعة التي يصل إليها العلم ونلتزم بطريقة الاستدلال المنطقي في قوة العقل كيما نحافظ على البنية العلمية والفلسفية وبالتالي نصل إلى أن أصل نشأة الكون حدثت من خالق قدير عظيم الإرادة ولم تأتِ مجموعتنا الشمسية بحدث مادي صرف. وإنما بفعل إلهي بحت.
                  عندما يحاول الإنسان أن يبدع في عمل ما وليكن هذا الإبداع مادياً في صناعة الصاروخ الفضائي أو غيره. فإنما هو يمنح صورة جديدة إلى المادة المتقبلة على أشكال الصور. وقواه الفكرية تجعل من هذه الصورة الجديدة نقطة متقدمة على الصور السالفة. وهكذا يكون في مقدرة الإنسان أن يمنح المادة صوراً جديدة يخضعها وفق متطلباته العملية. وبما أن الإنسان أعلى كائن موجود لذا فمن هذه الحالة نأخذ دلالة على مقدرة الله على الخلق لهذا الكون ودفعة واحدة. حيث أن الإنسان الذي يمتلك المقدرة على الخلق في الابتكار والإبداع من الشيء المتقبل للصور ومنحه الصور الجديدة فإن القوة العقلية هذه هي الاتصال مع ما وراء هذه القوة. أي مع من يمتلك القدرة في خلق الشيء ومنحه الصورة من اللاشيء واللاصوري وهو الله. وإذن فإن قدرة الله في خلق هذا الوجود على جهة كلية ومن العدم تشهد عليه قوى الإنسان العقلية في الخلق المادي. لأن صورة الإبداع تكون موجودة بالأساس في العقل ويستخرجها الإنسان بعد تأمل وتفكير بالضرورة كيما يطور نفسه. وبما أن نتاج الإنسان الإبداعي يكون حادثاً عنه إذن فإن الخلق يكون حادثاً عن الله ودفعة واحدة لأن منزلة الخالق في الإبداع ليست لها حدود.
                  لو فرضنا بأن الخلق كان مادياً صرفاً دونما أن تكون هنالك أية مقدرة إلهية خارج عنها. فمن المعلوم أن العلوم الطبيعية قد توصلت إلى تحديد عمر الكون والذي يناهز الخمسة بلايين سنة وأنه حدث على شكل دفعة واحدة وأن عمر الأرض ثلاثة بلايين سنة وعمر الإنسان يزيد عن مليون سنة. وهكذا، أي هنالك بدايات استطاع بها الإنسان أن يحدد بداية الخلق المادي ولكن ظهور بداية في الخلق عن مادة لا بداية لها. وأن لكل بداية معلومة نهاية تقف عندها حيث لا يجوز أن نسلم بظهور بداية معينة وتستمر إلى ما لا نهاية ذلك لأنها تشارك الشيء الذي لا بداية له. فإذا كان تفسيرنا مادياً أكثر وجعلنا هذا الاستمرار في التطور الخلقي للمادة فإننا قد ناقضنا نفسنا بنفسنا وإذن لابد وأن تكون هنالك نهاية لهذا الخلق. وعليه فإن التسليم بوجود نهاية لبداية معلومة نكون قد جعلنا من المادة في شتى الأحوال قدرنا المجهول، وإذا ما قارنا بالعقل بين وجود مادة أزلية خالقة والله الأزلي الخالق فإنه قطعاً علينا أن نتجاوز كل تفسير أعمى يزجنا إلى غياهب المجهول لهذه المادة العفنة والخسيسة ونتجه إلى صوب الخالق ذلك أن بداية الخلق أن توصلنا إلى حقيقة تشخيصها نكون قد أدركنا أكثر بأن الخالق الذي لا بداية له ولا نهاية يكون خلف هذا الخلق الذي بدأ منه وينتهي إليه وليس هنالك من مجهول يتلاعب بهذا الخلق.
                  قلنا أن العلم لا تعجيز فيه وإنما التعجيز في المحصلة التي يصل إليها العلم والتي يتطلب منا الاستدلال المنطقي في تحليلها عقلياً. كيما نتجاوز المقاييس المادية ونصل إلى التسليم بخالق جليل مبدع. وعليه فعندما يصل العلم إلى إثبات وحدة الكون من الناحية الكيمياوية حيث لا يوجد فارق بين نجم كبير وجزيء الذرة. وأيضاً مع الكائنات الحية التي تشترك جميعها في مادة البروتوبلازم. فإن كذلك كله يشير إلى قاسم مشترك واحد يسري في الوجود بأسره رغم الاختلافات الشاسعة بين صور الجمادات وصور الأحياء. وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على وجود خالق مصور لكل شيء وعنه حدث هذا الخلق دفعة واحدة.
                  (الله قبل الخلق)
                  قلنا أن الله هو الواجد لوجوده والقائم بذاته والمساوي لوجوده في ذاته وبذا فإنه متكامل الكمال في وحدة وجوده الإلهي حيث يستمد أزليته نفسه بنفسه. وهو وحده يعلم علمه وقدر قدرته. وعلى ذلك فإن وجود الله تبارك اسمه وتعالى قبل الخلق أو بعده على ما ذكرناه قبل برهة. غير أن الخلق حدث من محض إرادته وهو المالك على فعل ما يشاء أن يفعل الشيء من اللاشيء أو العكس فله القدرة المطلقة وهو الرب العظيم.
                  الواقع نحن لا نعلم على جهة فردية أعمق من ذاكرتنا الحياتية في وقائع الأمور اليومية. أما أبعد من ذلك فأننا نتجه إلى صوب العلوم والمعارف التي هي أبعد من أعمارنا القصيرة وهكذا فإذا أخذنا بداية التاريخ الإنساني والتي تمتد إلى عشرة آلاف سنة حيث بداية ظهور الكتابة الهيموغروفية وإذا ما ذهبنا إلى ما قبل التاريخ البشري حتى انتهى إلى ما قبل ظهور نشأة الوجود فإن الحالة أشبه بحالة الصفر المطلق، أي وجود مادي جمادي لا حياة عضوية فيه البتة. وبما أن المادة محدثة إذن فإن حالة العدم هي الحد الفاصل بين الله والوجود قبل الخلق. وبما أن الخالق الأول لا أول على أولويته إلا ذاته القائم بها ولا خالق له وإنما هو الواحد لنفسه وبنفسه. إذن فإن الله الخالد بوجوده الإلهي كان قبل الخلق في ذلك ويكون بعد الخلق في ذلك وإنه شاء وهو في عالمه السماوي المحض أن يخلق الوجود المادي ففعل وهو العلام بكل شيء فأحدث المادة من العدم كيما تعود بعد الفناء إلى لا شيء ولا يبقى إلا عالمه الإلهي المجرد الخالد، لأن قبل الوجود لا وجود إلا وجوده الإلهي الأبدي.
                  أن الله كائن خبير أزلي يستمد وجوده الإلهي من ذاته وهو شاء أن يخلق الوجود بمحض إرادته دون داع خارج ذاته. كما يشاء الإنسان أن يعتنق مبدأ ما أو يؤمن بشيء ما فهذه الحرية التي تركها الله في الإنسان كيما يتفكر بها عقلياً ويستدل من خلالها على عدالة الله في الخلق وحسن تدبيره الدقيق المبدع في هندسة هذا الخلق الذي قدر فيه كل شيء فأحسن إخراجه. وإذا ما وصل الإنسان إلى هذه المنزلة من التفكير سوف يدرك جيداً منزلة الله الخالق قبل الخلق وما معنى الخلق.
                  بمعنى آخر أن امتلاك الإنسان إلى العقل والحرية تجعله كائناً مميزاً له الإرادة بأن تتجه صوب العالم الإلهي أو العالم الأرضي وأنه وحده يتحمل عبء ما قد قدمه. ومن هذه الحالة ندرك عدالة الله الذي ميز هذا الإنسان بهذه الصفات والتي نستدل منها أيضاً بأن الله قبل الخلق باستطاعته أن يجعل الوجود جحيماً أو نعيماً إلا أنه ترك للإنسان أن يقرر ذلك وعليه نرى البشرية تنقسم إلى نوعين الأولى مؤمنة تتجه صوب الله وترجو منه النعيم والأخرى تدحض ذلك فلا نعيم أبدي إلا في هذه الحياة الدنيوية. وإذن فإن الله القائم بذاته قبل الخلق عليم بكل شيء سوف يحدث بعد الخلق سواء كان ذلك على أجزاء أو كليات.
                  -------------------------------------------------
                  المصدر : الله والوجود والإنسان

                  اخي هيومان اعتقد ان هده الاضافات التي طلبتها على الخاص تخلق نوعا منن الحوار.........ما رايك ........طبعا منقولة من المصدر الموثق اعلاه من الرابط
                  عماد الدين الجبوري
                  التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:56 م.
                  تبسم...
                  فإن هناك من يحبك...
                  يعتني بك...
                  يحميك...ينصرك...
                  يسمعك...يراك...
                  هو ...((الله))...
                  ما أشقاك إلا ليسعدك...
                  وما أخذ منك الا ليعطيك...
                  وما ابكاك الا ليضحكك...
                  وما حرمك الا ليتفضل عليك...
                  وما ابتلاك الا لأنه "أحبك"...

                  تعليق

                  • عبد الله الهداف
                    2- عضو مشارك
                    • 2 مار, 2007
                    • 107

                    إثبات أن العالم مخلوق ٌ أي له بداية :


                    عندما نقول عن شيء مخلوق معناه أنه وجد بعد أن لم يكن موجودا . والدليل العقلي على حدوث العالم هو :

                    إن العالم مؤلف من جواهر وأعراض . فالجوهر أي الجسم هو ما يقوم بنفسه كالجدار , والعرَضُ ما لا يقوم بنفسه بل يقوم بغيره كاللون والحركة والسكون .

                    إن الجسم لا يخلو من الحركة والسكون وهما حادثان لأنه بحدوث أحدهما ينعدم الاخر فما لا يخلو من الحادث حادث فالاجسام حادثة .



                    وفي هذا البرهان ثلاث قضايا :


                    الاولى : أن الاجسام لا تخلو من الحركة والسكون وهي ظاهرة مدْركة بالبديهية فلا تحتاج الى تأمل ٍ فإن من قال عن جسم انه لا ساكن ولا متحرك كان للواقع مكابرا .

                    الثانية: قولنا إنهما حادثان يدل على ذلك تعاقبهما وذلك مشاهد في جميع الاجسام فما من ساكن الا والعقل قاض بجواز حركته كالسماء , وما من متحرك الا والعقل قاض بجواز سكونه كالنجوم فالطارئ منهما حادث بطريانه والسابق حادث لعدمه لانه لوثبت قدمه لاستحال عدمه لان القول بذلك يؤدي الى التسلسل وهو محال .

                    الثالثة: قولنا ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث لانه لو لم يكن كذلك لكان قبل كل حادث حوادث لا اول لها , ونقول في إبطال القول بحوادث لا أول لها ما كفى وشفى فنمثّل ذلك بملتزم قال : لا أعطي فلانا في اليوم الفلاني درهما حتى أعطيه درهما قبله ولا أعطيه درهما قبله حتى أعطيه درها قبله وهكذا لا الى أول فمن المعلوم ضرورة أنّ إعطاء الدرهم الموعود به في اليوم الفلاني محال لتوقفه على محال وهو فراغ ما لا نهاية له بالاعطاء شيئا بعد شيء , ولا ريب أن من ادّعى وجود حوادث لا أول لها مطابق لهذا المثال .

                    فملخص ذلك نقول باثبات حدوث الحركة والسكون يثبت حدوث الاجسام لان ما قام به الحادث فهو حادث فإذا العالم مؤلف من حوادث فهو حادث .

                    3- إثبات وجود الله عقلا :

                    إن ّ الذين ينفون وجود الله , ليبرروا اعتقادهم بعد أن أثبتنا لهم حدوث العالم على أقسام :

                    أ) بعضهم يقول إنّ الطبيعة خلقت العالم

                    ب?) وبعضهم يقول إنّ العالم خلق نفسه

                    ج) وبعضهم يقول إنّ العالم وجد صدفة عن طريق نظرية الانفجار الكبير او ما عرف باسم big bang theory

                    اعلم رحمك الله بتوفيقه أنّ وجود العالم دليل على وجود الله لانه لا يصح في العقل وجود فعل ما بدون فاعل كما لايصح وجود ضرب بلا ضارب ووجود نسخ وكتابة من غير ناسخ وكاتب أو بناء بلا بان فمن الاولى أنّه لا يصح في العقل وجود هذا العالم بلا خالق , والعلم بذلك مركوز في فطرة طباع الصبيان , فإنك إذغ لطمت وجه الصبي من حيث لا يراك وقلت إنه حصلت هذه اللطمة من غير فاعل البتة لا يصدقك , وهذا الامر _ أي حدوث العالم _ عليه كل الطوائف التي تنتحل الأديان ولم يخالف في ذلك الا الفلاسفة .

                    أ?) ولا يصح كون ذلك الفاعل طبيعة لان ّ الطبيعة لا ارادة لها فكيف تخلق ؟ كيف تخصص المعدوم بالوجود بدل العدم ثم بحالة دون حالة ؟

                    ومعلوم ٌ أن ّ الحوادث جائزة الوجود إذ يجوز عقلا أن تستمر في العدم ولا توجد , فاذا اختصت بالوجود الممكن افتقرت الى مخصص ثم يستحيل أن يكون المخصص طبيعة لا اختيار لها ولا ارادة فلا يتأتى منها تخصيص الجائز بالوجود بدلَ العدم وبوقت دون وقت أوبصفة دون صفة كتخصيص الانسان بالمشي على رجليه بدل المشي على البطن كالحيّة .

                    فإن قال الملحدون كالشيوعيون إنها قديمة أزلية قلنا لا تصح الازلية الا لموجود ذي حياة وعلم وإرادة وقدرة والطبيعة ليست كذلك .

                    وإن قالوا حادثة قلنا الحادث محتاج لمحدِث ٍ فهي تحتاج في وجودها لمحدث أزلي فاعل بالارادة والاختيار , والالزام احتياج ذلك المحدث الى محدث ومحدثه الى محدث الى غير نهاية وذلك قول ٌ بوجود حوادث لا أول لها وقد تبين بطلان ذلك بالدليل العقلي .

                    ثم ّ إنّ الطبيعة جزء من العالم , وسوف يظهر لنا بالدليل العقلي أن ّ العالم كله لم يخلق نفسه فإذا جزء العالم لا يمكن أن يكون قد خلقه .


                    ب?) وكذلك لا يصح في العقل أن يكون الشيء خالق نفسه لان في ذلك جمعا بين متناقضين : لانك اذا قلت " خلق زيد نفسه "جعلت زيدا قبل نفسه باعتبار ومتأخرا عن نفسه باعتبار .

                    - فباعتبار خالقيته جعلته متقدما

                    - وباعتبار مخلوقيته جعلته متأخراوذلك محال عقلا .

                    وكذلك لا يصح في العقل أن يخلق الشيء مثله أي مشابهه لان أحد المِثلين ليس بأوْلى بأن يخلق مثله من الاخر فالأب والابن لا يصح أن يخلق أحدهما الاخر لان كلا منهما كان معدوما ثم وجد .

                    فمن فكّر بعقله علم أن ّ هذا العالم كان بعد أن لم يكن وما كان بعد أن لم يكن فلا بد له من مكون أي محدث من العدم ( الخالق ) موصوف بالحياة والعلم والقدرة والارادة لان ّ من لم يكن بهذه الصفاتكان موصوفا بأضدادها , وأضدادها نقائص وآفات تمنع صحة الفعل .

                    ج) ولا يصح ّ أن يكون وجود العالم بالصدفة لانذ العقل يحيل وجود شيء ما بدون فاعل لانّه يلزَم من ذلك محالٌ وهو ترجّح وجود الجائز على عدمه بدون مرجّح وذلك لان وجود الممكن وعدمه متساويان عقلا فلا يترجّح أحدهما على مقابله الا بمرجح . كما أنّه تبين بما تقدّم استحالة استناد وجود الممكن العقلي الى ممكن حادث قبله بالتسلسل الى غير نهاية .

                    وإن ّ النظرية المسمّاة الانفجار الكبير ( Big Bang) نظريةٌ فاسدة تقول بأن ّ الكون كان عبارة عن مادة واحدة مضغوطة , انفجرت انفجارا كبيرا وأخذت الجزيئات الاولى تتجّمع بشكل إلكترونات وبروتونات , ثمّ ظهر غاز الهيدروجين وغاز الهليوم , فكان الكون , كما يزعمون عبارة عن تجمعات من هذين الغازين , ثمّ أخذت هذه الغازات الساخنة تتجمع وتتكاثف بفعل الجاذبية مشكلة ً ما يشبه الدخان وظهر منها النجوم والكواكب والارض ونظامنا الشمسي الخ !!!

                    وهي مجرد نظرية ٍ لا يقبلها العقل السليم . الكيمائيون والفيزيائيون والبيولوجيون ونحوهم يُقسّمون العلم الى حقائق علمية ٍ لا شك ّ فيها والى نظريات ٍ . وتعريف النظرية عندهم أنّها مجموعة قوانين والقانون هو مجموعة فرضيات , والفرضية هي شيء غير أكيد . فلنأخذ الكيمياء على سبيل المثال: L1+L2 = L3+ PP3

                    هذه حقيقة (fact ) يعني لو علمناها قبل 10 سنوات أو الان أو بعد 10 سنوات نصل الى النتيجة ذاتها لانها حقيقة ٌ علمية ٌ .
                    ولكن في النظرية يعرضون رأيهم بما حصل داخل الانبوب الذي فيه التفاعل لتفسير ما حصل كأن يتكلّموا عن الالكترونات والبروتونات , ولكن لم يُشاهد أحد منهم إلكترونا , كل هذه آراء ونظريات أشخاص . يقول اميل جبر ضومط في كتابه مرشد المعلمين في أصول تدريس العلوم ( منشورات دائرة التربية في الجامعة الاميركية ) الجزء الاول ص 100 : أما النظريات فهي افتراضات غير قابلة ٍ للاثبات النهائي بالاختبار العملي كالافتراض عن منشأ الكون .

                    وننردّ على هذه النظرية بما يلي :

                    1- من أين أتت النجوم ؟

                    2- من أين أتى الغبار ؟

                    3- في الفيزياء يقولون : إذا كان هناك جُسيْمان ِ (particles )وصار هناك تنافر (repulsion) لا يقتربان من بعضهما أكثر من مسافة معينة , ولا يصير انفجار , فكيف سيقتربان أكثر من هذا حتى يصير انفجار ٌ من قوة التنافر .

                    4- لو جئنا ببالون مليء بالغاز وانفجر , ماذا يحصل للغاز , هل يتجمّع في مكان معيّن ؟ لا بل ينتشر !!

                    5- من نَفْس ِ غيمة ِ الغبار والغاز ِ يخرج أشياء لها طبيعة ٌ متشابهة ٌ , ولكن ّ الارض لا تشبه الكواكب !!

                    وهذه النظرية مخالفةٌ لقول الله تعالى : " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين " .

                    ثم إنّ هذه النظرية يعتمد عليها كلّ النظريات الاخرى كنظرية النشوء والارتقاء ونظرية اينشتاين وغيرها , فلمّا تبين فساد هذه النظرية ظهر لنا أنّ بقية النظريات المذكورة سابقا بُنيت على باطل وهي باطلة .

                    4- إثبات أن الله خالق العالم وأنه لا يشبه المخلوقات

                    واعلم أن الله واحد لا شريك له في الالوهية لانه لو كان للعالم خالقان وجب أن يكون كل واحد منهما حيّا قادرا عالما مريدا مختارا , والمختاران يجوز اختلافهما في الاختيار لانّ كل ّ واحد منهما غير مجبر على موافقة الاخر في اختياره . فلو أراد أحدهما خلاف مراد الاخر في يء لم يَخلُ أن يتِم مراد أحدهما ولم يتم َ مراد الاخر فانّ الذي لم يتم مراده عاجز ٌ ولا يكون ُ العاجزُ الهاً ولا قديماً وهذه الدلالة معروفة عند الموحّدين تسمى بدلالة التمانع , وهو مأخوذ من الاية "لو كان فيهما آلهة ٌ الا الله لفسدتا " .

                    يجب لله القدم ُ بمعنى الازلية . أما برهان قدمه تعالى فهو لم يكن قديما للزِم حدوثه فيفتقر ُ الى محدث فيلزَم الدور أو التسلسل وكلٌ منهما محال ٌ .

                    ولما ثبت َ وجوب ُ القدم لله عقلا وجب له البقاء لانه لو أمكن أن يلحقه العدم لانتفى عنه القدم .

                    ويجب لله المخالفة للحوادث لان مماثلة شيءلاخر معناه كون الشيئين ِ بحيث يسدّ أحدهما مسدّ الاخر أي يصلح كل ٌ لما يصلح له الاخر فإن شيئا من الموجودات لا يسد مسدّه في شيء من الاوصاف .
                    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:55 م.
                    تبسم...
                    فإن هناك من يحبك...
                    يعتني بك...
                    يحميك...ينصرك...
                    يسمعك...يراك...
                    هو ...((الله))...
                    ما أشقاك إلا ليسعدك...
                    وما أخذ منك الا ليعطيك...
                    وما ابكاك الا ليضحكك...
                    وما حرمك الا ليتفضل عليك...
                    وما ابتلاك الا لأنه "أحبك"...

                    تعليق

                    • HumanPeace
                      2- عضو مشارك
                      • 29 ديس, 2006
                      • 286

                      المشاركة الأصلية بواسطة سيف الكلمة
                      عودة العالم العلمي إلى الله

                      بقلم: هارون يحيى


                      " نظراً لأنه من المؤكد أن الناس قد تأثروا بأفكاري، فإنني أحاول تصحيح الضرر البالغ الذي قد أكون ألحقته بهم"
                      (أنطواني فلو)



                      كثيراً ما يتردد في صحف هذه الأيام كلمات يغمرها الأسف وذلك على لسان أنطوني فلو الذي أشتهر في عصره بكونه فيلسوف في الألحاد. وكان البروفيسور البريطاني في علم الفلسفه ،فلو، البالغ من العمر واحد وثمانون عاماً قد أختار طريق الألحاد عندما كان في الخامسه عشر من العمر. وكان أول ما عرف به في المجال الأكاديمي مقال نشر في عام 1950. وأستمر أربعة وخمسون عاماً بعدها يدافع عن الفكر الألحادي وذلك عندما كان يعمل أستاذاً في جامعات أكسفورد وأبيردين وكيلي وريدينغ وفي كثيرمن الجامعات الأمريكيه والكنديه التي قام بها بزيارتها وذلك من خلال المناظرات والكتب والمقالات وقاعات المحاضرات. إلا أن فلو عاد في الأونه الأخيره ليعلن أنه قد تراجع عن الخطأ الذي وقع فيه وتخلى عن أفكاره الخاطأه وأنه يعترف ويقر بأن العالم مخلوق له خالق ولم يوجد من العدم.
                      وتعتبر الأدله الواضحه والمحدده والتي كشف العلم النقاب عنها في الأونه الأخيره فيما يتعلق بقضية الخلق هي العامل الحاسم في ذلك التغيير الجذري في موقف فلو . وقد أدرك فلو في مواجهة تعقيدات فكرة الحياة المرتكزه على معلومات معينه: ان المنشأ الحقيقي للحياه يكمن في وجود قوه بارعه، وأن الفكر الألحادي الذي أعتنقه لمدة ستتة وستون عاماً ما هو إلا فلسفه عاريه من الصحه.
                      وقد أعلن فلو الأسباب العلمية التي كانت وراء هذا التحول الذي طرأ على معتقدأته وذلك في العبارات التالية:
                      "لقد أثبتت أبحاث علماء الأحياء في مجال الحمض النووي الوراثي، مع التعقيدات شبه المستحيله المتعلقه بالترتيبات اللازمه لإيجاد (الحياة) أثبتت أنه لابد حتماً من وجود قوة خارقة وراءها." (1)
                      " لقد أصبح من الصعوبه البالغه مجرد البدء في التفكير في إيجاد نظريه تنادي بالمذهب الطبيعي لعملية نمو أو تطور ذلك الكائن الحي المبني على مبدأ التوالد والتكاثر."2
                      " لقد أصبحت على قناعة تامه بأنه من البديهي جداً أن أول كائن حي قد نشأ من العدم ثم تطور وتحول إلى مخلوق معقد الخلق للغايه".(3)
                      إن الأبحاث الخاصه بالحمض النووي الوراثي التي أستشهد بها فلو بإعتبارها السبب الرئيسي والأساسي في تغيير رأيه الإلحادي قد كشفت النقاب بالفعل عن حقائق مذهله متعلقه بعملية الخلق، حيث أن كلاً من الشكل الحلزوني لجزيئات الحمض النووي (التي تحمل خصائص جينيه، والخيوط النوويه التي تخص فكرة المصادفه المحضه، والكم الهائل من مخزون المعلومات الشامله التي تتسع لعمل موسوعه إلى جانب العديد من الإكتشافات المذهله) كل ذلك قد كشف النقاب عن حقيقة تركيب ووظائف هذا الجزيءقد نُظمت لإيجاد حياه ذات تصميم خاص. وتجدر الإشاره إلى أن تعليقات العلماء المعنيه بأبحاث الحمض النووي تحمل شهادات تثبت تلك الحقيقه.
                      فعلى سبيل المثال فقد أعترف فرانسيس كريك وهو أحد العلماء الذي كشف عن الشكل الحلزوني لجزيء للحمض النووي- أعترف أمام المكتشفات والنتائج التي توصل إليها بأن الحمض النووي- بأن هناك معجزه وراء حقيقة أصل الحياة.
                      إن أي شخص أمين مسلح بكل ما هو متوفر لدينا الآن من فنون المعرفه هو وحده الذي بمقدوره أن يعلن بأن أصل الحياه يبدو بشكل أو بأخر في الوقت الحاضر شبه معجزه ، وأن هناك الكثير جداً من الشروط التي لابد من الوفاء بها حتى ندفعها للإستمرار.(4)
                      واستنادا إلى النتائج التي توصل إليهما ليد أدلمان من جامعة ساوث كاليفورينا في لوس انجلوس أعلن أديلمان بان جراماً واحداً من الحمض النووي يمكن أن يخزن من ورائه قدراً من المعلومات يكفي لتريليون من الديسكات المضغوطه (5)
                      وصرح جين ويرز وهو عالم عمل موظفاً في مشروع التكاثر الإنساني، صرح بالتالي في أعقاب ما أطلع عليه من ترتيبات إعجازيه. شاهدها رأي العين:
                      (إن ما أذهلني حقاً هو كيفية بناء أو نشأة الحياه فنظام نشأة الحياه أمر بالغ التعقيد، فهو مستمر على ما هو عليه على نحو متواصل أي أن هناك قوه خارقه وراء نشأة هذه الحياه) (6)
                      إن من أكثر الحقائق الخاصه بالحمض النووي لفتاً للنظر حقيقة إنه لا يمكن مطلقاً شرح كينونة المعلومات الجينيه المصاغه في رموز شفريه بعبارات ملموسه أو من خلال قوانين الطاقه والقوانين الطبيعيه. وفيما يلي ما صرح به الدكتور ويرنر جيت وهو استاذ في المعهد الفدرالي الألماني للفيزياء والتكنولوجيا في هذا الموضوع:-
                      دائماً ما يكون النظام الشفري نتيجة لعمليه عقليه ولابد من التأكيد على أن هذا النمط من الأمور غير قادر على صياغة أي رموز شفريه. وتشير جميع التجارب والخبرات إلى ان أي مفكر يمارس طوعاً إرادته الحره لابد ان تكون لديه المعرفه والإدراك والإبداع ...فليس هناك أي قانون طبيعي معروف يمكن من خلاله أن تتمخض الأمور عن ظهور معلومات، وينطبق الأمر نفسه على أي عمليه فيزيائيه أو أي ظاهره ماديه معروفه. (7)
                      وقد لعب عدد من العلماء المبدعين والفلاسفه دوراً مهماً في قبول فلو بوجود نموذج ونظام عقلاني والذي دعم بجميع تلك النتائج والإكتشافات .و قد شارك فلو في الأونة الأخيرة في مناظرات مع عدد من العلماء والفلاسفة من أنصار ومؤيدي قضية الخلق وتبادل معهم الأفكار وكانت نقطة التحول النهائية في حياته من خلال مناقشة نظامها في معهد تغير الأبحاث العلمية في تكساس في مايو 2003
                      وقد شارك فلو مع الكاتب روي إبراهيم فرغيس الفيزيائي الإسرائيلي والبيلوجي في علم الجزيئات جيرالد سكرود والفيلسوف الكاثولكي الروماني جون هالدن .وقد تأثر فلو كثيرا بالأدلة العلمية الكثيرة والمهمة التي تؤيد فكرة الخلق وبالأسلوب المقنع الدي تتسم به مناظرات ومناقشات معارضيه و من ثم فقد تخلى عن الفكر الإلحادي في الفترة التى تلت تلك المناقشات .وقد اثنى فلو في خطاب كتبه في المطبعة أو العدد الصادر في أغسطس-سبتمبر2003م من المجلة البريطانية(الفلسفة في الوقت الحاضر)أثنى على كتاب فارقيس ((العالم الرائع)) (8)
                      وخلال مقابلة مع استاد الفلسفة واللاهوت جاري آر هابرمس الذي لعب أيضاً دوراً رئيسياً في تغيير رأيه (9).
                      وكذلك في شريط فيديو بعنوان "هل العلم اكتشف وجود الله؟" صرح فلو علانية ببراعة الخلق الإلهي.
                      "التفكيرالبارع يسود العالم ...وانهيار الفكر الإلحادي"
                      حيال جميع التطورات العلميه التي تم توضيحها أنفاً فإن قبول وموافقه فلو على وجود قوه خالقه بارعه وهو الذي أشتهر بدفاعه عن فكرة الإلحاد لسنوات عديدة يعكس مشهدا نهائيا في عملية الإنهيار التي مر بها الفكر الإلحادي . حيث كشف العلم الحديث النقاب عن وجود ((قوة بارعة تسود العالم )) وهكذا فقد ثبت بطلان الفكر الإلحادي .
                      وفي كتابه ((الوجه الخفي للإله )) كتب أحد العلماء الإبداعيين الذين تأثر بهم فلو يقول :ـ
                      ((إن العالم يطغى عليه شعور و إدراك واحد زحكمة شاملة ))إن الإكتشافات العلمية 'خصوصا تلك التي تبحث في أصغر مقدار من طبيعة الجسيمات الأصغر من الذرة قد دفعتنا إلى شفير نوع من الإدراك المروع :(إن كل هذا الوجود ما هو إلى تعبير عن هذه الحكمة . ففي داخل المعامل والمختبرات نمارس الأمر على أنه مجرد معلومات توضح فيزيائيا على أنها طاقة ثم يتم تلخيصها وتحويلها لتأخذ شكل حدث .ويبدو أن كل جسيم وكل كائن من الذرة إلى الإنسان يمثل مستوى من المعلومات المتعلقة بالحكمة )).
                      إن الأبحاث العلمية التي تناولت كلا من وظيفة الخلية و دقائق الأمور المتعلقة بالجسيمات كشفت النقاب عن تلك الحقيقة بإسلوب لا يقبل الجدل : أن الحية والوجود ككل قد خلق من العدم وفق إرادة كينونة تمتلك عقل وحكمة فائقة لا يعلى عليها .ومما لا شك فيه أن مالك هذه المعرفة وهذا العقل الذي يسيطر على جميع أنحاء العالم بكل مستوياته هو الله سبحانه وتعالى .وقد أوضح الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة في القرآن الكريم :
                      قال تعالى:(ولله المشرق والمغرب 'فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم )سورة البقرة آيه رقم (115).
                      هذا الموضوع كان عن الملحد الغير علمي الذي أخذ الإلحاد من منظور فلسفي .. أي نظرة الغير متخصص ... فماذا عن علماء الأحياء والمتخصصين في علوم الوراثة والجينات والأحماض النووية ؟ أثبتت إحصائية أن الإلحاد منتشر في 90% منهم ...
                      العلماء أيضاً يؤمنون بوجود آلية لتطور الحمض النووي وأن شفرته تتغير بصورة طبيعية .. من خلال طفرات تحدث بأسباب طبيعية .. وهذه الطفرات تحدث بإستمرار ولكن القليل جداً منها هو المفيد لإرتقاء الكائنات .. فهي تحدث بصورة عشوائية نتيجة أسباب مادية طبيعية .. وليست بتصميم من خالق خارق ..

                      أما عن تعقيد الحمض النووي الحالي فلا يعني هذا أنه كان معقداً في بدايته .. فقد بدأت الشفرة الوراثية بتسجيل بسيط لعملية إنقسام غشاء عضوي بسيط يحتوي على بضع المركبات العضوية الكيميائية التي أثبت العلم إمكانية ظهورها بصورة طبيعية في أعماق المحيطات وعلى الصخور وحتى على أسطح بعض النيازك التي تضرب الأرض .

                      أما الحياة نفسها فتنشأ من تسجيل شفرة إنقسام الغشاء الغير عضوي أي حدوث عملية تكرارية مسجلة لتكاثر النوع ..

                      ومن الظلم للعقل إفتراض أن الشفرة الوراثية الحالية قد ظهرت فجأة أو صدفة في نفس صورتها بصورة فجائية !!!! وهذا ما يحاول دائماً أصحاب نظرية الخلق الإيحاء به وبالطبع يعلم جميع العقلاء أن هذا مستحيل ...

                      والصحيح أن اللازم لبدء الحياة في مركب عضوي كيميائي إكتسب خاصية التفاعل المتسلسل يرث الشفرة نفسها هو شفرة بدائية جداً لا يتوقع أن تكون حروفها أكثر من 1000 حرف بالنظام الرباعي المستخدم في الحمض النووي .. أي لا يتعدى ألف مليار محاولة .. وهو رقم ليس كبير إذا علمنا أن الخلايا التي قد تكون نشأت في نفس الظروف هي أكثر بكثير من الف مليار خلية نشأت تحت نفس الظروف في هذه الفترة من الزمن على كوكب الأرض الساخن الذي كانت العناصر الكيميائية المتوفرة عليه مختلفة عن الآن ..

                      هذا بالإضافة إلى الكثير مما يجهله البشر عن التفاصيل والآليات الدقيقة .. ولكن الطبيعة أثبتت تلقائية وسببية كل شئ وبالتالي .. حتى الحياة والكون وكل شئ له تفسير منطقي طبيعي ومن السطحية الإعتقاد في وجود خوارق تسبب الأشياء من حولنا .. النظرة السطحية هي إفتراض تدخل خارق .. أما النظرة العميقة هي إيجاد الأسباب العلمية حتى لو كانت مجهولة .. فيكفي أن نعترف أنها مجهولة أو أننا لم نتوصل بالقطع للحقيقة .. ولكن هذا لا يعني أن هناك خرق للطبيعة ..

                      بإختصار إحتمال خرق الطبيعية يقترب من المستحيل .. وأي سبب مادي أخر هو أكثر ترجيحا ً ... هذا ما تعلمناه من سلوك الطبيعة ..
                      فحتى لو إفترضنا أن هناك خالق .. فمن غير المعقول أن يخلق الكون أو الحياة بصورة منفصلة عن أنظمة الطبيعة الأخرى التي خلقها .. إن كان من الممكن إيجاد طرق مادية مسببة لها !!! ؟ فمثلاً لماذا يخلق هذا الخالق مخلوق بعد الأخر إن كان يمكن أن يطور آلية تجعلهم يتطورون تلقائياً ؟

                      لماذا يتدخل في تحريك الأجرام السماوية واحدا بعد الأخر بصورة منفصلة .. إن كان يمكن أن يجعل قوة الجاذبية أن تحرك كل الأجرام بصورة تلقائية بدون تدخل مباشر منه !!! ...

                      هذا الخالق إن كان موجوداً فهو أكبر بكثير من أن يخلق الأشياء بنفسه .. ولكن يكفيه خلق القوى المسببة للطبيعة ويتركها تأخذ مجراها ... وهذا ما نشهده في الطبيعة .. أن ليس هناك أي تدخل خارق فيها ...
                      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:55 م.

                      تعليق

                      • الشرقاوى
                        حارس مؤسس

                        • 9 يون, 2006
                        • 5442
                        • مدير نفسي
                        • مسلم

                        الرجاء عدم نقل الإقتباسات بالكامل حتى لا تضيع الصفحات

                        يمكن فقط نقل جزء منها أو الإشارة لرقم المشاركة

                        شكرا
                        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:55 م.
                        الـ SHARKـاوي
                        إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
                        ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
                        فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
                        فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
                        ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

                        تعليق

                        • توحيد
                          حارس قديم
                          • 18 ينا, 2007
                          • 4223
                          • السعي لمرضاة الله
                          • مسلم

                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          لست عالماً في الجينات ولا في الوراثة، ولا في علم نشأة الكون، ولا أظن أن أحداً من المشاركين في هذا الحوار من العلماء المتخصصين في أي ٍ من هذه العلوم.

                          ومن غير المنطقي أن نفترض أن التخصص في هذه العلوم هو السبيل الوحيد لكي يستطيع الإنسان أن يصل إلى قناعة بوجود الخالق، أو عدم وجوده، وما يترتب على هذه القناعة من تبعات.

                          الثقافة العامة بهذه العلوم أو غيرها يمكن أن تساعد الإنسان على الوصول إلى إجابة للسؤالين الشهيرين "من أين جاء الكون، من أين جاءت الحياة"، ويمكن أيضاً أن تعوقه أو تضلله عن الوصول للإجابة الصحيحة خاصة إذا كانت ثقافة ناقصة، أو انتقائية، أو متحيزة. بمعنى أن يختار الإنسان من المعلومات المتاحة ما يتصور أنه يؤيد وجهة النظر التي يعتنقها فيركز عليه، ويعطيه حجماً وأهمية أكبر من المعلومات التي تخالف توجهاته ومعتقداته.

                          ما هي الثوابت التي يتفق عليها الجميع في هذا الشأن؟

                          1. الكون موجود، شديد الاتساع، يزداد اتساعاً باستمرار، ويجمعه نظام واضح، وله آليات تحكمه ولا يطرأ عليها تغيير نستطيع إدراكه.
                          2. كوكب الأرض هو واحد من عدد لا يحصى من الكواكب المنتمية لعدد لا يحصى من المجموعات النجمية، التي تنتظم بدورها في مجرات لا نستطيع أن نحصي عددها ...... ويستمر الأمر إلى درجة تفوق قدرة العقل البشري على الاستيعاب.
                          3. كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الذي نعرف على وجه اليقين أن عليه حياه، ولا يوجد (حتى الآن) من يستطيع أن يثبت أو ينفي بالدليل العملي وجود حياه على غيره.
                          4. لم توجد الحياة على كوكب الأرض منذ اليوم الأول لوجوده ولكنها وجدت بعد ذلك بفترة طويلة تختلف تقديرات العلماء لها.
                          5. لم تظهر الحياة العاقلة (الإنسان) على الأرض منذ اليوم الأول لظهور الحياة عليه ولكنها ظهرت بعد ذلك بفترة طويلة تختلف تقديرات العلماء لها.
                          6. الكائنات الحية المعروفة كلها لها خصائص مشتركة تجمعها مهما تفاوتت صورها، ولكل منها خصائص تمايز بينه وبين الأنواع الأخرى.
                          7. توجد خصائص مشتركة تجمع كل الموجودات (الحية وغير الحية) منها التركيب الذري، والخضوع لقوانين الفيزياء.

                          لا أعتقد أن هناك خلاف بين عاقلين على صحة الفروض التي أوردتها فيما سبق، سواء في ذلك من يعتقد بوجود خالق للكون أو من يعتقد أن الكون وجد بالصدفة. والعجيب أن كلا الفريقين يرى في تلك الفروض دليلاً يؤيد وجهة نظره.

                          مبدئيا، وقبل أن أسترسل، لا بد أن أشير إلى أنني لا أدعي موقفاً محايدا من تلك القضية، فمعلوم أني أؤمن بوجود الخالق، وأحاول إقناع من يشكك في هذا الوجود. ولكني أعلم أنه لن يقتنع بالأدلة التي يمكن أن أوردها له من القرآن والسنة، فأحاول أن أصل إلى نفس النتيجة باستخدام العقل، وبالاعتماد على الحقائق الثابتة، ومحاولة التخلص من تأثير النظريات والافتراضات المسبقة.

                          أنا أرى في الفروض السبعة التي بدأت بها أدلة على وجود الخالق، وسوف أبين لماذا أراها كذلك في مشاركة لم يحن وقتها بعد،

                          ولكن حتى يمكن أن تشكل تلك الفروض أساساً مناسباً ومقبولا لطرفي الحوار، أطلب من جميع المشاركين التفضل باقتراح إضافة أو حذف ما يرونه من فروض بشرطين:
                          الأول: أن تكون حقائق ثابتة لا خلاف عليها، وليست ترجيحات ولا افتراضات ولا تصورات ولا أفكار مهما كانت منطقية ورائجة. حقائق فقط.
                          الثاني: أن نتفق عليها جميعاً، بحيث لا نعود في مرحلة لاحقة من الحوار للتشكيك فيما وصلنا إليه بسبب اختلافنا على الفرضيات الأساسية.

                          بعد ذلك، وإذا اتفقتم معي على اعتبار هذه المشاركة أساساً يمكن أن نعيد فتح الحوار بناءً عليه، يمكننا أن نتفق على خطوط عريضة ندير الحوار على أساسها، وقد يكون من المفيد أن نطلب من أحد الأخوة المشرفين القيام بدور الـ Moderator أو منظم الحوار، بحيث يساعدنا على حسم النقاط التي نختلف عليها فلا نظل ندور طويلاً حول نفس النقطة دون أن نصل إلى نتيجة حاسمة بشأنها.
                          وأطلب من الأستاذ سيف الكلمة ترشيح من يراه مناسباً للقيام بهذا الدور لأني أعتقد أنه سيرغب في المشاركة في الحوار كطرف وليس كعنصر محايد.
                          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:55 م.

                          تعليق

                          • سيف الكلمة
                            إدارة المنتدى

                            • 13 يون, 2006
                            • 6036
                            • مسلم

                            حول مشاركة الأخ توحيد رقم 132
                            أوافق عليها من حيث المبدأدون تحفظات
                            وأضيف إلى عدم قبول الرأى غير المدعم بالدليل

                            الحوار خلقيا متزن
                            ولهذا تجنبت دوما القيام بإجراءات تنظيمية تحد من تلقائيته
                            لكن لاحظت تكرار ترديد ما تم الرد عليه دون الإشارة إلى قبول أو رفض الردود السابقة ولا نستطيع تقييم الفكرة الواحدة مرات عديدة مبتدئين من الصفر فسأتولى متابعة ذلك
                            وسأتولى الجانب الإدارى مع المشاركة إن لم يتوفر بديل

                            انشغلت عن هذا الشريط بعض الوقت وبإذن الله سأوليه اهتمام أكبر

                            وأنتظر أى إضافة من هيومان بيس
                            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:55 م.
                            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                            وينصر الله من ينصره

                            تعليق

                            • سيف الكلمة
                              إدارة المنتدى

                              • 13 يون, 2006
                              • 6036
                              • مسلم

                              هذا الموضوع كان عن الملحد الغير علمي الذي أخذ الإلحاد من منظور فلسفي .. أي نظرة الغير متخصص ... فماذا عن علماء الأحياء والمتخصصين في علوم الوراثة والجينات والأحماض النووية ؟ أثبتت إحصائية أن الإلحاد منتشر في 90% منهم ...
                              رجاء إحضار الإحصائية ورابط الموضوع


                              العلماء أيضاً يؤمنون بوجود آلية لتطور الحمض النووي وأن شفرته تتغير بصورة طبيعية .. من خلال طفرات تحدث بأسباب طبيعية .. وهذه الطفرات تحدث بإستمرار ولكن القليل جداً منها هو المفيد لإرتقاء الكائنات .. فهي تحدث بصورة عشوائية نتيجة أسباب مادية طبيعية .. وليست بتصميم من خالق خارق ..
                              لاحظ معى قولك
                              أن شفرته تتغير بصورة طبيعية وليست بتصميم من خالق خارق
                              يمكن أن تتدخل فيزيائيا فى تعديل الشفرة أو إرباكها
                              التعديلات التى حدثت بتدخل بشرى أنتجت تشوهات مزعجة وتم تعديل بعض الخواص لبعض النباتات
                              هل اتسمت هذه التعديلات هذه التعديلات بالثبات فى الأجيال اللاحقة ؟
                              أم عاد الكائن الحى إلى شفرته الأصلية وصحح شفرته بعد أجيال محدودة العدد
                              ولم كانت انتشار الأمراض الخبيثة فيمن يتغذون على المنتجات التى أنتجت من نباتات شفرتها الوراثية معدلة
                              ولم تم تحريم هذه الطريقة قانونا فى الولايات المتحدة
                              هل لديك إجابة

                              تم نزع قلب مريض لفتاة وزرع قلب شاب مكانه
                              لم تغير سلوك الفتاة
                              ذكرت امرأة تدعى كلير سيلفيا في 5/29عام 1988 تم زراعة قلب ورئة لها من شاب كان عمره 18 سنة مات في حادث سير، أنها بعد الزراعة أخذت تتصرف بطريقة ذكورية وتحب بعض الأكل الذي لم تكن تطيقه من قبل مثل الفلفل الأخضر والبيرة وقطع الفراخ.
                              وعندما قابلت أهل الشخص المتبرع بالقلب تبين أن تصرفاتها أشبه ما تكون مرآة لتصرفات المتبرع. بعض العلماء تجاهلوا هذه القصة واعتبروها محض صدفة لكن بعضهم اعتبروه كدليل على وجود ما يدعى بذاكرة الخلية، والتي بدأت تستحوذ على الاهتمام العلمي مع تقدم تقنية زرع القلب.
                              مشاركة 63 من الرابط إقرأ الموضوع كله :
                              https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=4427&page=4

                              فقد بدأت الشفرة الوراثية بتسجيل بسيط لعملية إنقسام غشاء عضوي بسيط يحتوي على بضع المركبات العضوية الكيميائية التي أثبت العلم إمكانية ظهورها بصورة طبيعية في أعماق المحيطات وعلى الصخور وحتى على أسطح بعض النيازك التي تضرب الأرض
                              .

                              أريد دليل على ظهور المركبات العضوية بصورة طبيعية من غير مصدر آخر حى فى أعماق المحيطات أو على الصخور بدون استخدام كلمة يمكن أو ما يشبهها


                              أما الحياة نفسها فتنشأ من تسجيل شفرة إنقسام الغشاء الغير عضوي أي حدوث عملية تكرارية مسجلة لتكاثر النوع ..
                              هل تستطيع إثبات ذلك عمليا
                              مكونات عضوية من غير مصدر حى + يتكون منها كائن حى + تنشأ له شفرة وراثية +تنقسم الخلية + تنتقل الشفرة إلى أجيال لاحقة
                              سطر واحد أستطيع أن أضع له عشرات بل مئات المستحيلات لو دخلت فى تفاصيل تكوين الخلية الواحدة
                              وقس على ذلك ما بعده فى مشاركتك
                              لك أن تكفر كما شئت ولكن
                              رجاء
                              احترم عقولنا

                              لماذا يتدخل في تحريك الأجرام السماوية واحدا بعد الأخر بصورة منفصلة .. إن كان يمكن أن يجعل قوة الجاذبية أن تحرك كل الأجرام بصورة تلقائية بدون تدخل مباشر منه !!! ...

                              هذا الخالق إن كان موجوداً فهو أكبر بكثير من أن يخلق الأشياء بنفسه .. ولكن يكفيه خلق القوى المسببة للطبيعة ويتركها تأخذ مجراها ... وهذا ما نشهده في الطبيعة .. أن ليس هناك أي تدخل خارق فيها ...
                              من أسماء الله
                              الملك
                              المهيمن
                              الخالق
                              الحسيب
                              القوى
                              المحصى
                              المبدىء
                              المعيد
                              القادر
                              ليس كمثله شيء
                              هو الذى خلق كل الكائنات وكل القوى التى تلزمها ليستمر الوجود
                              وهو المهيمن على كل خلقه فلم يخلق الخلق ليتركه بل هو سبحانه مهيمن على خلقه يحفظه وينظمه
                              وهو مالك الملك والملك إدارة والملك العظيم إدارة لعمل عظيم
                              الحسيب خالق كل شيء بمقدار وبتقدير دقيق ومنظم أمور خلقه بالحساب وليس بالإرتجال
                              لو استبدلت مكان الأرض بمكان عطارد لاحترقنا ولجف ماء الأرض
                              ولو استبدلنا المكان إلى مكان المشترى لتجمدنا ولما بقى حى على وجه الأرض

                              إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) من سورة القمر

                              الاسراء (آية:12): وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا ايه الليل وجعلنا ايه النهار مبصره لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا

                              إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ /سورة القمر
                              وجعلنا ايه النهار مبصره/ سورة الإسراء
                              وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) /سورة الشمس

                              محمد (آية:24): افلا يتدبرون القران ام على قلوب اقفالها / سورة محمد
                              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:54 م.
                              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                              وينصر الله من ينصره

                              تعليق

                              • HumanPeace
                                2- عضو مشارك
                                • 29 ديس, 2006
                                • 286

                                ما هي الثوابت التي يتفق عليها الجميع في هذا الشأن؟

                                1. الكون موجود، شديد الاتساع، يزداد اتساعاً باستمرار، ويجمعه نظام واضح، وله آليات تحكمه ولا يطرأ عليها تغيير نستطيع إدراكه.
                                2. كوكب الأرض هو واحد من عدد لا يحصى من الكواكب المنتمية لعدد لا يحصى من المجموعات النجمية، التي تنتظم بدورها في مجرات لا نستطيع أن نحصي عددها ...... ويستمر الأمر إلى درجة تفوق قدرة العقل البشري على الاستيعاب.
                                3. كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الذي نعرف على وجه اليقين أن عليه حياه، ولا يوجد (حتى الآن) من يستطيع أن يثبت أو ينفي بالدليل العملي وجود حياه على غيره.
                                4. لم توجد الحياة على كوكب الأرض منذ اليوم الأول لوجوده ولكنها وجدت بعد ذلك بفترة طويلة تختلف تقديرات العلماء لها.
                                5. لم تظهر الحياة العاقلة (الإنسان) على الأرض منذ اليوم الأول لظهور الحياة عليه ولكنها ظهرت بعد ذلك بفترة طويلة تختلف تقديرات العلماء لها.
                                6. الكائنات الحية المعروفة كلها لها خصائص مشتركة تجمعها مهما تفاوتت صورها، ولكل منها خصائص تمايز بينه وبين الأنواع الأخرى.
                                7. توجد خصائص مشتركة تجمع كل الموجودات (الحية وغير الحية) منها التركيب الذري، والخضوع لقوانين الفيزياء.

                                أوافق على ما سبق وأود أن أضيف :

                                8- لا توجد أي إستثناءات في الطبيعة لقوانين الفزياء.

                                وأود أيضاً أن أضيف الآتي :
                                1- الحوار يهدف إلى الوصول إلى تفسير الغموض الذي يحيط بموضوع نشأة الحياة والكون .
                                2- ينتهي الحوار إذا ما عرض أحد الطرفين أدلة مادية واضحة تدعم موقفه .
                                3- إذا لم يستطع أي من الطرفين إثبات وجهة نظره نتيجة ضعف المعارف حول هذا الموضوع وعدم إمكانية التجريب فيكون الحل الأكثر ترجيحاً هو وجود أسباب مجهولة ولكنها خاضعة لقوانين الطبيعة.
                                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 9 سبت, 2020, 11:54 م.

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                مغلق: علوم الاجنة
                                بواسطة Momen Abedi
                                ابتدأ بواسطة Momen Abedi, 12 ديس, 2021, 07:30 ص
                                ردود 5
                                162 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 1 ديس, 2021, 08:18 م
                                ردود 9
                                346 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة طالب علم مصري
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 13 يول, 2021, 12:17 ص
                                ردود 5
                                421 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 20 ماي, 2021, 11:43 م
                                رد 1
                                292 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 15 ماي, 2021, 02:16 ص
                                ردود 0
                                204 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                يعمل...