أبحنا البكيني فحظروا النقاب !
نقلا عن : فاطمة عبد الله - شبكة نور الإسلام
في خضم الاضطهادات المتوالية وكبت الحريات المتفاقم على مسلمي أوروبا، وعلى المرأة المسلمة تحديداً، وعلى كل رمز ديني يخص الإسلام والمسلمين ابتداءاً بالتعدي المباغت على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بالرسومات المسيئة له عليه الصلاة والسلام، ومروراً بحرب المآذن التي شُنت في سويسرا وتشبيه هذا الرمز الديني بمنصات إطلاق الصواريخ والمطالبة بهدمها، وكذلك إقامة مظاهرات ضد بناء المساجد في كل أنحاء أوروبا.. وأخيراً منع المنقبات في بلجيكا وفرنسا، ومن يدري لعل مثل هذا القرار سيُتبع بقرارات أخرى في المستقبل القريب كتجريد المرأة تماماً من أي رمز ديني ومنع الحجاب بالكلية وحظر غطاء الرأس تخوفاً من اختفاء بعض ملامح الشخصية مثلاً!.
وما هذه الهجمات الشرسة والمتتالية إلا دليل على كذبة (الليبرالية) الغربية التي تدعي الحريات وتقيم لها وزناً (كلامياً ولفظياً) كبيراً في محافلها الدولية. وما يثير استغرابي حقاً أن أغلب لجان حقوق الإنسان في العالمين الغربي وأيضاً الإسلامي لم تتحرك ضد هذا الاضطهاد السافر ضد حرية المرأة المسلمة في ارتدائها للنقاب، كذلك لم نسمع استهجاناً واحداً، اللهم إلا من منظمة العفو الدولية التي أصدرت بياناً قوياً مناسباً للحدث رافضاً هذه القوانين الظالمة والجائرة في حق المرأة المسلمة ومفنداً لحجج الأوروبيين الواهية في حظر النقاب، ومبيناً خطورة مثل هذه القوانين الجديدة على المدى البعيد على العلاقات الأوروبية العربية.
نرى في المقابل الانفتاح والتسامح الرهيب من قبل بعض مؤسساتنا وقطاعاتنا الحكومية والخاصة مع أنظمة الغرب ومع ما يسمى بـ(الآخر) ومع قوانينه الإباحية وعولمته الفتانة، ونسمع كل يوم عن أنباء تؤكد هذا الانفتاح الغير مسبوق من قبل مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية والتي سبقتها إليه الشركات الخاصة المنتشرة في بلادنا العربية، والتي أبدت الكثير والكثير من تبني واضح للمبادئ العلمانية خلال العقود الماضية، وكلنا يعلم الشروط الشكلية التي يجب على أي متقدم لوظيفة في قطاع خاص كشركات البرمجة أوشركات الاستثمار وغيرها من القطاعات الخاصة، والقيود التي يفرضونها على أي شخص متقدم للعمل في تلك الشركات.. فالمرأة لابد لها من ارتداء (المني جب)!، وأن تكون حسنة المظهر، والرجل لابد له من لبس الزي الرسمي والمتعارف عليه في الدول الغربية ألا وهو البدلة الرسمية مع رابطة العنق!، وإجادة كل من المرأة والرجل للغة الإنجليزية وياحبذا لو كان هذا المتقدم متخرجاً في جامعة هارفرد أوجامعة أوكسفورد أومانشستر، أوعلى الأقل حاصل على بعض الدورات التدريبية من بريطانيا أوأمريكا أو.. أو..!
هذه الشروط قبلناها كدول عربية إسلامية وسمحنا لهذه الشركات بفرض قوانينها العلمانية على المجتمعات العربية الإسلامية، وخرج منا من سخّر نفسه ليكون الحارس الأمين على هذه القيم العلمانية والمبادئ الليبرالية والتي طمست بدورها الهوية الحقيقية للعاملين في هذه القطاعات الخاصة. وهذا الامتداد العلماني لم يتوقف تسلله الخبيث عند أعتاب الشركات الخاصة، بل بدأنا نسمع مؤخراً عن بعض المحاولات للتسرب خارجها حتى يصل إلى ما هو أبعد منها، ألا وهو القطاع الحكومي وأجهزة الأمن والقوانين التي تسير البلاد وتسن قوانينه.. فمن أسبوع فقط سمعت هذا الخبر عن جريدة الوطن والذي يقول (مصدر أمني: ليس هناك قانون أوتشريع يمنع النساء من ارتداء البكيني)!، وخبر آخر مفاده أن مستشفيات كويتية تمتنع عن تعيين المحجبات!!، وغيرها من الأخبار التي تضيق الخناق على الإسلام والمسلمين في بلادهم قبل بلاد الغرب.. فما الذي يحدث لنا يا ترى؟!
هل الفكر العلماني أحكم قبضته على كل زاوية من زوايا المجتمع الإسلامي؟!.. ربما نسمع غداً أن الحجاب - فضلاً عن النقاب - أصبح ممنوعاً في المدارس والكليات عندنا في الوطن العربي!. فهل أسهمت الخصخصة الآخذة في الانتشار ببلادنا في تغيير الهوية الدينية والثقافية للمجتمعات الإسلامية وإرغامها على تبني ثقافة أخرى!، وهل هي (الخصخصة) السلاح الفتاك الذي يستخدم ضدنا!.
ثم لمَ الغرب يتشدد في سن قوانينه مع المسلمين ونحن نتساهل ونتراخى؟!، هم يمنعون النقاب ونحن نسمح بالبكيني!، هم يهدمون المساجد ونحن نبني الكنائس!، نغرقهم بذهبنا الأسود فيغرقوننا بدمائنا!، نمد أيدينا للصلح والعفو والتسامح والتعايش فيمدون أيديهم للبطش في كل بقعة من بقاع العالم بنا كمسلمين!.
لذلك أرى الغرب قد قرر أن يشن حرباً خفية على مبادئ الإسلام ورموزه في ديارهم.. فربما ملّوا ذاك الامتداد الإسلامي الرهيب الذي بدأ ينتشر في عمق المجتمعات الأوروبية.. فمن واجبنا نحن كعرب ومسلمين ألا نتعامى أونكذب على أنفسنا. فهم (الغرب) أرادوها حرباً على الثقافات والرموز في بلادهم وحرباً دموية حقيقية في بلادنا العربية.. فلمَ نهرب من المواجهة!.. كما يمنعون النقاب لنمنع نحن الملبس الخليع والبكيني والسفور البشع المنتشر في بلادنا، وكما يهدمون مساجدنا لنمنع بناء الكنائس، وكما وكما وكما لنحظر تقديم الخمر في فنادقنا ونقفل البنوك الربوية.
باختصار لنحارب ثقافتهم في مجتمعاتنا ونرفضها قلباً وقالباً كما يفعلون.. فلم يعد زماننا هو زمن التعايش والتحاور بين الأديان والثقافات كما كان في السابق.. هذا هو المنطق الذي أفهمه، أما حال العرب هذه الأيام فيندى له الجبين وتدمع من أجله العين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أطيب المُنى..
نقلا عن : فاطمة عبد الله - شبكة نور الإسلام
في خضم الاضطهادات المتوالية وكبت الحريات المتفاقم على مسلمي أوروبا، وعلى المرأة المسلمة تحديداً، وعلى كل رمز ديني يخص الإسلام والمسلمين ابتداءاً بالتعدي المباغت على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بالرسومات المسيئة له عليه الصلاة والسلام، ومروراً بحرب المآذن التي شُنت في سويسرا وتشبيه هذا الرمز الديني بمنصات إطلاق الصواريخ والمطالبة بهدمها، وكذلك إقامة مظاهرات ضد بناء المساجد في كل أنحاء أوروبا.. وأخيراً منع المنقبات في بلجيكا وفرنسا، ومن يدري لعل مثل هذا القرار سيُتبع بقرارات أخرى في المستقبل القريب كتجريد المرأة تماماً من أي رمز ديني ومنع الحجاب بالكلية وحظر غطاء الرأس تخوفاً من اختفاء بعض ملامح الشخصية مثلاً!.
وما هذه الهجمات الشرسة والمتتالية إلا دليل على كذبة (الليبرالية) الغربية التي تدعي الحريات وتقيم لها وزناً (كلامياً ولفظياً) كبيراً في محافلها الدولية. وما يثير استغرابي حقاً أن أغلب لجان حقوق الإنسان في العالمين الغربي وأيضاً الإسلامي لم تتحرك ضد هذا الاضطهاد السافر ضد حرية المرأة المسلمة في ارتدائها للنقاب، كذلك لم نسمع استهجاناً واحداً، اللهم إلا من منظمة العفو الدولية التي أصدرت بياناً قوياً مناسباً للحدث رافضاً هذه القوانين الظالمة والجائرة في حق المرأة المسلمة ومفنداً لحجج الأوروبيين الواهية في حظر النقاب، ومبيناً خطورة مثل هذه القوانين الجديدة على المدى البعيد على العلاقات الأوروبية العربية.
نرى في المقابل الانفتاح والتسامح الرهيب من قبل بعض مؤسساتنا وقطاعاتنا الحكومية والخاصة مع أنظمة الغرب ومع ما يسمى بـ(الآخر) ومع قوانينه الإباحية وعولمته الفتانة، ونسمع كل يوم عن أنباء تؤكد هذا الانفتاح الغير مسبوق من قبل مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية والتي سبقتها إليه الشركات الخاصة المنتشرة في بلادنا العربية، والتي أبدت الكثير والكثير من تبني واضح للمبادئ العلمانية خلال العقود الماضية، وكلنا يعلم الشروط الشكلية التي يجب على أي متقدم لوظيفة في قطاع خاص كشركات البرمجة أوشركات الاستثمار وغيرها من القطاعات الخاصة، والقيود التي يفرضونها على أي شخص متقدم للعمل في تلك الشركات.. فالمرأة لابد لها من ارتداء (المني جب)!، وأن تكون حسنة المظهر، والرجل لابد له من لبس الزي الرسمي والمتعارف عليه في الدول الغربية ألا وهو البدلة الرسمية مع رابطة العنق!، وإجادة كل من المرأة والرجل للغة الإنجليزية وياحبذا لو كان هذا المتقدم متخرجاً في جامعة هارفرد أوجامعة أوكسفورد أومانشستر، أوعلى الأقل حاصل على بعض الدورات التدريبية من بريطانيا أوأمريكا أو.. أو..!
هذه الشروط قبلناها كدول عربية إسلامية وسمحنا لهذه الشركات بفرض قوانينها العلمانية على المجتمعات العربية الإسلامية، وخرج منا من سخّر نفسه ليكون الحارس الأمين على هذه القيم العلمانية والمبادئ الليبرالية والتي طمست بدورها الهوية الحقيقية للعاملين في هذه القطاعات الخاصة. وهذا الامتداد العلماني لم يتوقف تسلله الخبيث عند أعتاب الشركات الخاصة، بل بدأنا نسمع مؤخراً عن بعض المحاولات للتسرب خارجها حتى يصل إلى ما هو أبعد منها، ألا وهو القطاع الحكومي وأجهزة الأمن والقوانين التي تسير البلاد وتسن قوانينه.. فمن أسبوع فقط سمعت هذا الخبر عن جريدة الوطن والذي يقول (مصدر أمني: ليس هناك قانون أوتشريع يمنع النساء من ارتداء البكيني)!، وخبر آخر مفاده أن مستشفيات كويتية تمتنع عن تعيين المحجبات!!، وغيرها من الأخبار التي تضيق الخناق على الإسلام والمسلمين في بلادهم قبل بلاد الغرب.. فما الذي يحدث لنا يا ترى؟!
هل الفكر العلماني أحكم قبضته على كل زاوية من زوايا المجتمع الإسلامي؟!.. ربما نسمع غداً أن الحجاب - فضلاً عن النقاب - أصبح ممنوعاً في المدارس والكليات عندنا في الوطن العربي!. فهل أسهمت الخصخصة الآخذة في الانتشار ببلادنا في تغيير الهوية الدينية والثقافية للمجتمعات الإسلامية وإرغامها على تبني ثقافة أخرى!، وهل هي (الخصخصة) السلاح الفتاك الذي يستخدم ضدنا!.
ثم لمَ الغرب يتشدد في سن قوانينه مع المسلمين ونحن نتساهل ونتراخى؟!، هم يمنعون النقاب ونحن نسمح بالبكيني!، هم يهدمون المساجد ونحن نبني الكنائس!، نغرقهم بذهبنا الأسود فيغرقوننا بدمائنا!، نمد أيدينا للصلح والعفو والتسامح والتعايش فيمدون أيديهم للبطش في كل بقعة من بقاع العالم بنا كمسلمين!.
لذلك أرى الغرب قد قرر أن يشن حرباً خفية على مبادئ الإسلام ورموزه في ديارهم.. فربما ملّوا ذاك الامتداد الإسلامي الرهيب الذي بدأ ينتشر في عمق المجتمعات الأوروبية.. فمن واجبنا نحن كعرب ومسلمين ألا نتعامى أونكذب على أنفسنا. فهم (الغرب) أرادوها حرباً على الثقافات والرموز في بلادهم وحرباً دموية حقيقية في بلادنا العربية.. فلمَ نهرب من المواجهة!.. كما يمنعون النقاب لنمنع نحن الملبس الخليع والبكيني والسفور البشع المنتشر في بلادنا، وكما يهدمون مساجدنا لنمنع بناء الكنائس، وكما وكما وكما لنحظر تقديم الخمر في فنادقنا ونقفل البنوك الربوية.
باختصار لنحارب ثقافتهم في مجتمعاتنا ونرفضها قلباً وقالباً كما يفعلون.. فلم يعد زماننا هو زمن التعايش والتحاور بين الأديان والثقافات كما كان في السابق.. هذا هو المنطق الذي أفهمه، أما حال العرب هذه الأيام فيندى له الجبين وتدمع من أجله العين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أطيب المُنى..
تعليق