جولــــــــة فــــــــي دنيــــــــا الغرائـــــــــز

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الشرقاوى مسلم اكتشف المزيد حول الشرقاوى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشرقاوى
    حارس مؤسس
    • 9 يون, 2006
    • 5442
    • مدير نفسي
    • مسلم

    جولــــــــة فــــــــي دنيــــــــا الغرائـــــــــز

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جولــــــــة فــــــــي دنيــــــــا الغرائـــــــــز

    حتى نعرف هوية الغرائز ، ونسمع خلجاتها داخل النفس علينا أن نفهم أولاً ، نوع فصائلها وشكل وظائفها .. وهذا ما أحاول طرحه ،

    في هذا الموضوع ،، ومن خلال مراجعة سريعة ، لسجل الغرائز نكشف أنها ألوان شتى في الإنسان ..
    فمنها ما يولد مع الفرد ، ويظهر في الأيام من الطفولة ، ومنها ما يتأخر بعض الوقت ثم يبرز على المسرح ، وبعض الغرائز يظهر بفعل الأحداث التي تجري في المجتمع ..

    أضف إلى هذا أن الغرائز يظهر بفعل الأحداث التي تجري في المجتمع .. أضف إلى هذا أن الغرائز حيال التربية ، تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

    القسم الأول ، لا يحتاج إلى تربية ، ولا إلى توجيه ، وإنما هو ينبع نبعاً طبيعياً مع الولادة . ويشب مع الطفولة بلا حاجة للتعهد ، والمسافات ، وهذا القسم يتمثل في غريزة الجوع ، والعطش ، وغريزة النوم ، والبكاء ، وحب المال ، وما أشبه ذلك ! . فهذه الغرائز ، لكي تظهر على السطح ، فإنها لا تتطلب أي مداراة ، ولا أي عناية جهد وإنما هي تنمو في النفس ، تلقائياً ، كما تنمو الأزهار في الربيع ! .

    في حين أن القسم الثاني من الغرائز ، لا يظهر في الإنسان إلا بعد إجراء العوامل التربوية ، بصورة مركزة .. ومن باب المثال :غريزة النطق والكلام ، على الرغم من أنها جاءت في الأهمية ، بعد مرحلة الخلق مباشرة ، حيث يقول الحق سبحانه : (* خلق الإنسان علمه البين *) أي : أعطاه القدرة ، على الكلام ..
    إلا أن هذه القدرة ، لا تكشف عن نفسها ، إلا بواسطة التوجيه ، والتعليم ! . بحيث أن الطفل إذا لم يحصل على من يعلمه طريقة الكلام فإنه سوف يبقى أخرساً ، لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة ..

    حتى أن العلماء ، في حقل النفس والتربية ، قالوا : لو أخذنا ، طفلاً صغيراً ، وتركناه في الغابة مع الطيور وغيرها ثم رجعنا إليه ، بعد فترة خمس سنوات ، لوجدناه ، عندما يحاول الكلام يخرج خليطاً من الأصوات المكثفة ، يشبه إلى حد بعيد ، أصوات الحيوانات في الغابة ! .

    ونفس الشيء بالنسبة ، إلى غريزة حب الغير ، انها راقدة في أعماق الإنسان ، وتحتاج إلى من يوقظها ، وإيقاظها إنما يتم عن طريق التربية الإسلامية ، ولهذا فقد وضع الإسلام مناهجاً في التربية ، من شأنها أن تهز هذه الغريزة ، وتعطيها الطاقة ، وتمنحها النشاط ! . ولتقريب الصورة ، أعرض عليكم بعض الأحاديث التربوية ، في هذا المجال :
    (( اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك فاحبب له ، ما تحب لنفسك ، واكره له ، ما تكره لها )) .
    (( من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين ، فليس بمسلم..)) .
    (( ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع ))
    (( من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ، فلم يجبه ، فليس بمسلم ))
    (( الخير كله ، في أن تحمل الخير لكل الناس ))

    وأمثال هذه الأحاديث ، التي وردت ، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعن أهل بيته الطيبين الطاهرين ...

    بينما القسم الثالث من الغرائز ، يطفح على سلوك الإنسان ، من خلال الأحداث التي تجري في المجتمع أحيناً ... وهذه الغرائز ، تمثل الشخصية السبعية في الإنسان .... والتربية تلعب دوراً فعالاً ، في خنق هذه الشخصية ، ودفنها في المهد .
    وبالمثل : فالشر ، غريزة مزروعة في طينة الإنسان ، مثلما في ذلك ، مثل غريزة الخير ، الموجودة لدى النفس ...........
    كما يقول القرآن الكريم : (* ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ..*) سورة الشمس الآيات 7 ـ 10
    هذه بالإضافة إلى غريزة التخريب ، والهجوم القابعة في الأعماق ، وهي تشكل ـ مجتمعة ـ الجانب السبعي عند الفرد ، وتظهر عند أول فرصة ، تجدها ! .

    يقول الإمام علي : (( الشر كامن في طبيعة كل أحد ، فإن غلبه ىصاحبه بطن ، وإن لم يغلبه ظهر !! .

    وفي غياب السلطة الدينية ، يطلع الهرج الشامل ، وتنتشرالجريمة ، بفعل غرائز الشر ، والتخريب ، والهجوم ، والإنتقام ، التي كانت راقدة في الداخل ولكنها طفحت بمجرد أن وجدت الفرصة سانحة ! ..
    ويقول علماء النفس ، والإجتماع ، أن الغرائز السبعية ، في الإنسان ، تبرز ـ عادة ـ في الحرب ، إرضاء لغريزة الإنتقام الدموية ، في الفرد ! ..
    وفي الواقع .. قد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة ،في قوله تعالى (*... ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين *) سورة البقرة آية 155

    وفي الحقيقة .. أن الخوف ، والجوع ، وضياع الأموال ، والأنفس .. أحسن مكان ، لكشف الشخصية على حقيقتها ..
    وهذه الأمور الأربعة ، لا تحدث إلا في حالة الحرب .
    فالغريزة الطافحة ـ حينئذ ـ هي غريزة العدوان ، والإنتقام .. وهي تنشأ ، عادة ، في غياب التربية الدينية ـ مثلها في ذلك مثل ـ الطفيليات التي تنبت بين الحشائش والأشجار ، نتيجة الأحوال الجوية السيئة ،
    وحتى تموت هذه الغريزة في المهد ، على الواحد منا أن يحاربها أشد المحاربة ،وفقاً لتوجيهات الدين الإسلامي الحنيف .. (( الإنتقام من شيم اللئام )) .
    وأيضاً يقول : ( أقبح أفعال المقتدر الانتقام )) .
    ومرة ثالثة يقول : (( دع الانتقام فإنه أسوأ أفعال المقتدر .. )) .
    وأيضاً يقول الإمام علي ( إذا قدرت على عدوك ، فاجعل العفو عنه ، شكر للقدرة عليه . )

    والسؤال المطروح هو : هل تكفي التربية وحدها ، في توجيه المجتمع وتنظيف الغرائز ؟ .
    بصراحــــة : لا .......... لتوجيه المجتمع ، والفرد ، لابد من الدين والحكومة ! . فالدين ، ضرورة ملحة ، تفرضها ، حتمية العلاقة بين الله ، والإنسان ! .

    عباس العيداني
    الـ SHARKـاوي
    إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
    ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
    فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
    فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
    ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ أسبوع واحد
رد 1
21 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
ردود 0
15 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د تيماء
بواسطة د تيماء
ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
ردود 0
19 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د تيماء
بواسطة د تيماء
ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
ردود 0
21 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة سُليمان العَمري
ابتدأ بواسطة د تيماء, 20 يول, 2024, 04:06 ص
ردود 0
44 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د تيماء
بواسطة د تيماء
يعمل...