[frame="11 85"]
قصة كتابة كتابي
فتح الرحمن في رسم القرآن
في بدية السبعينيات من القرن الماضي دار بيني وبين أحد الزملاء المسيحيين حواراً حول شخص الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واشترط في حديثه ألا نتناول شخصية السيد المسيح بالذكر ولا نتحدث عن إلوهيته ولا بشريته ولا قصة صلبه, ولا نتناول البشارات الموجودة في الكتاب المقدس والتي نستدل بها على نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقط على أن استمع إلى أسئلته ثم أجيب..
وقبلت الحوار الذي دار بيني وبينه ولم يكن أحداً بيننا سوى الله تبارك وتعالى.
وكان ردي عليه مفحماً، الأمر الذي أدى معه إلى انصرافه بعد أن ترك على مكتبي ورقة فتحتها بعد انصرافه، وإذا بها أسئلة قرآنية مفحمة.. أشهد الله أنني ما عرفت الرد عليها في حينه.
فلقد جاء في مسودة ورقته:
أننا نؤمن بأن كاتب القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت الأنصاري..
وهو يثبت عكس ذلك بقوله لو كان الكاتب واحداً وله لازمة في خطه للازمته حتى نهاية الكتابة بمعنى أنه لو أخطأ في هجاء كلمة لاستمر الخطأ في الكلمة معه إلى النهاية أما وأننا نجد الكلمة الواحدة مكتوبة بهجاءين مختلفين فهذا أمر يدل على صدق ما يقول واختار لذلك كلمتين.
الكلمة الأولى هي كلمة الصلاة:
حيث نجدها في كل عموم القرآن الكريم مكتوبة هكذا:[ ٱلصَّلَوٰةَ] حيث تم استبدال الألف بواو ، فلماذا كتبت بهذه الصورة؟، ومع ذلك فإننا نجدها قد كتبت بالألف الطويلة في الآيات 92 الأنعام, و35 الأنفال, 2 المؤمنون, 23 , 34 المعارج و5 الماعون.
والكلمة الثانية هي إبراهيم
فإبراهيم البقـرة حيثما ورد الرسـم نجده هـكذا[إِبۡرَاهِـۧمُ] بدون ألف وياء..
[أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِى حَآجَّ إِبۡرَاهِـۧمَ فِى رَبِّهِۦۤ أَنۡ ءَاتَٮٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٲهِـۧمُ رَبِّىَ ٱلَّذِى يُحۡىِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۟ أُحۡىِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٲهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِى بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِہَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِى كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٢٥٨)]
فلقد اختصت سورة البقرة بهذا الرسم على امتداد السورة كلها والتي نزلت منجمة على مدى تسع سنين من بداية النزول.
في حين أن رسم الكلمة في باقي السور الكريمة تخضع لقواعد الرسم المعروفة لدى علماء اللغة, ألا يدل ذلك على أن كاتب القرآن الكريم ليس زيد بن ثابت وحده ؟. أم أن هناك خطأ في الرسم.. ولماذا [إبراهيم] المكتوبة في سورة البقرة بالذات مكتوبة بدون ياء..
فتحت المصحف الشريف ووجدت صدق ما قاله..
ورحت أبحث..ودام البحث واستمر في عموم القرآن الكريم في بضع سنين..حول ظاهرة رسم القرآن الكريم. ولم أجد رداً..
إلى أن فتح الله على عبده الضعيف وخرجت بدراستي حول القرآن الكريم والمعنونة بـ ( إعجاز الرحمن في رسم القرآن ) والتي استغرقت تسع سنين متواصلة، وعندما ظهرت الكتابة على الكمبيوتر واجهتني مشكلة تكمن في كتابة آي الذكر الحكيم بصيغة الورد ولكن بالرسم الحديث وهو ما يتنافي مع طبيعة الدراسة، والتي أثبت فيها أن الرسم العثماني توقيفي من الله سبحانه وتعالى وإلا فلماذا كتبت كلمة (إبراهيم ) برسمين مختلفين وكذلك الصلاة وغيرها الكثير من كلمات القرآن الكريم والرسم الحديث لا يفرق بين الرسوم المختلفة.
ثم قيد الله لي برنامجاً للمصحف الشريف.. فرحت انسخ الآيات على هيئة صور وهو ما عانيت منه كثيراً لأن الصورة لا تعبر عن مدلول النص لأنني أريد تلوين الحرف المعني بالدراسة حتى يسهل الفهم.
وبعد الانتهاء منها قيد الله لي من أهداني الفونت العثماني الخاص بهذه الدراسة الأمر الذي جعلني أعيد كتابتها مرة أخرى بالصورة التي هي عليها الآن..بنظام الوورد ولكن بالرسم العثماني..فجزاه الله كل خير على صنيعه.
بعد ذلك طبعتها وأعطيتها للأستاذ الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف لمراجعتها من الناحية اللغوية والإملائية والعلمية..وبعد مراجعتها نصحني بأن أغير العنوان من ( إعجاز الرحمن في رسم القرآن) إلى (فتح الرحمن في رسم القرآن) ..
قائلا لي : ...فهذا مما فتح الله به عليك..
ونزولاً على نصحه غيرت العنوان..
[/frame]
قصة كتابة كتابي
فتح الرحمن في رسم القرآن
في بدية السبعينيات من القرن الماضي دار بيني وبين أحد الزملاء المسيحيين حواراً حول شخص الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واشترط في حديثه ألا نتناول شخصية السيد المسيح بالذكر ولا نتحدث عن إلوهيته ولا بشريته ولا قصة صلبه, ولا نتناول البشارات الموجودة في الكتاب المقدس والتي نستدل بها على نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقط على أن استمع إلى أسئلته ثم أجيب..
وقبلت الحوار الذي دار بيني وبينه ولم يكن أحداً بيننا سوى الله تبارك وتعالى.
وكان ردي عليه مفحماً، الأمر الذي أدى معه إلى انصرافه بعد أن ترك على مكتبي ورقة فتحتها بعد انصرافه، وإذا بها أسئلة قرآنية مفحمة.. أشهد الله أنني ما عرفت الرد عليها في حينه.
فلقد جاء في مسودة ورقته:
أننا نؤمن بأن كاتب القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت الأنصاري..
وهو يثبت عكس ذلك بقوله لو كان الكاتب واحداً وله لازمة في خطه للازمته حتى نهاية الكتابة بمعنى أنه لو أخطأ في هجاء كلمة لاستمر الخطأ في الكلمة معه إلى النهاية أما وأننا نجد الكلمة الواحدة مكتوبة بهجاءين مختلفين فهذا أمر يدل على صدق ما يقول واختار لذلك كلمتين.
الكلمة الأولى هي كلمة الصلاة:
حيث نجدها في كل عموم القرآن الكريم مكتوبة هكذا:[ ٱلصَّلَوٰةَ] حيث تم استبدال الألف بواو ، فلماذا كتبت بهذه الصورة؟، ومع ذلك فإننا نجدها قد كتبت بالألف الطويلة في الآيات 92 الأنعام, و35 الأنفال, 2 المؤمنون, 23 , 34 المعارج و5 الماعون.
والكلمة الثانية هي إبراهيم
فإبراهيم البقـرة حيثما ورد الرسـم نجده هـكذا[إِبۡرَاهِـۧمُ] بدون ألف وياء..
[أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِى حَآجَّ إِبۡرَاهِـۧمَ فِى رَبِّهِۦۤ أَنۡ ءَاتَٮٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٲهِـۧمُ رَبِّىَ ٱلَّذِى يُحۡىِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۟ أُحۡىِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٲهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِى بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِہَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِى كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٢٥٨)]
فلقد اختصت سورة البقرة بهذا الرسم على امتداد السورة كلها والتي نزلت منجمة على مدى تسع سنين من بداية النزول.
في حين أن رسم الكلمة في باقي السور الكريمة تخضع لقواعد الرسم المعروفة لدى علماء اللغة, ألا يدل ذلك على أن كاتب القرآن الكريم ليس زيد بن ثابت وحده ؟. أم أن هناك خطأ في الرسم.. ولماذا [إبراهيم] المكتوبة في سورة البقرة بالذات مكتوبة بدون ياء..
فتحت المصحف الشريف ووجدت صدق ما قاله..
ورحت أبحث..ودام البحث واستمر في عموم القرآن الكريم في بضع سنين..حول ظاهرة رسم القرآن الكريم. ولم أجد رداً..
إلى أن فتح الله على عبده الضعيف وخرجت بدراستي حول القرآن الكريم والمعنونة بـ ( إعجاز الرحمن في رسم القرآن ) والتي استغرقت تسع سنين متواصلة، وعندما ظهرت الكتابة على الكمبيوتر واجهتني مشكلة تكمن في كتابة آي الذكر الحكيم بصيغة الورد ولكن بالرسم الحديث وهو ما يتنافي مع طبيعة الدراسة، والتي أثبت فيها أن الرسم العثماني توقيفي من الله سبحانه وتعالى وإلا فلماذا كتبت كلمة (إبراهيم ) برسمين مختلفين وكذلك الصلاة وغيرها الكثير من كلمات القرآن الكريم والرسم الحديث لا يفرق بين الرسوم المختلفة.
ثم قيد الله لي برنامجاً للمصحف الشريف.. فرحت انسخ الآيات على هيئة صور وهو ما عانيت منه كثيراً لأن الصورة لا تعبر عن مدلول النص لأنني أريد تلوين الحرف المعني بالدراسة حتى يسهل الفهم.
وبعد الانتهاء منها قيد الله لي من أهداني الفونت العثماني الخاص بهذه الدراسة الأمر الذي جعلني أعيد كتابتها مرة أخرى بالصورة التي هي عليها الآن..بنظام الوورد ولكن بالرسم العثماني..فجزاه الله كل خير على صنيعه.
بعد ذلك طبعتها وأعطيتها للأستاذ الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف لمراجعتها من الناحية اللغوية والإملائية والعلمية..وبعد مراجعتها نصحني بأن أغير العنوان من ( إعجاز الرحمن في رسم القرآن) إلى (فتح الرحمن في رسم القرآن) ..
قائلا لي : ...فهذا مما فتح الله به عليك..
ونزولاً على نصحه غيرت العنوان..
تعليق