[IMG][/IMG]
كعادته كلما كان مهموماً
لاذ بالشاطئ المنعزل الغارق فى السكون والعذرية
وصل إلى مكان قاربه الصغير.. حرر القارب من قيده وانطلق يجدف بهدوء
استغرقه تأمل قرص الشمس المتجه إلى صفحة المياه بشوق أزلي
نسمة باردة تداعب صفحة وجهه.. وتزرع السلام في نفسه
لامس قرص الشمس المياه معلنا قرب انتهاء الرحلة
شعر بالأسى.. تمنى أن تدوم الرحلة وقتا اكبر .. لا بأس فليعد غدا
جدف يمينا ليبدأ رحلة العودة
لكن قاربه لم يطاوعه.. زاد من سرعة ضربات المجداف بدون فائدة
استشعر الخطر المحدق به.. و أحس تيارا قويا يدفع قاربه بعيدا عن هدفه
استنفر الخطر عضلات جسده فمضى يجدف بعنف محاولا المقاومة
زادت سرعة التيار بشكل مذهل.. نظر خلفه فرأى شاطئه المنشود خطا باهتا يذوب في عتمة الأفق البعيد
أصبح همه الحفاظ على قاربه طافيا فمضى يضرب صفحة الماء بمجدافيه بمهارة وحذق
مضى وقت لا يستطيع تحديده حتى هدأ التيار واصبح مسيطرا على قاربه
كان الليل قد أطبق على البحر والقارب الصغير تماما
عجز عن تحديد اتجاه الشاطئ.. ولكنه قرر أن يواصل طريقه فربما يحالفه الحظ
أخذ يجدف وقد أحسن بالوهن يتسلل إلى جسده
مر بعض الوقت قبل أن يلمح بصيصا من ضوء بعيد
**********
استمد من الأمل قوة جديدة فمضى يشق البحر بقوة متحدية وعزم لا يلين
أخيرا.. وصل إلى مصدر الضوء.. لكنه ليس شاطئه الذى يعرف
دفع قاربه حتى استقر على الرمال وسار خطوات قليلة
أمامه سور ضخم تعلوه كشافات ذات إضاءة مبهرة
دار مع السور ومشى طويلا قبل أن يجد بابا صغيرا
غمرته الفرحة فهو بحاجة إلى الدفء والطعام
**********
طرق الباب
ما لبث أن فُتح الباب.. وخرج إليه شخص ضخم الجثة.. توحى هيئته بأنه حارس أو جندى
حدجه بنظرة متوجسة
لاذ بالشاطئ المنعزل الغارق فى السكون والعذرية
وصل إلى مكان قاربه الصغير.. حرر القارب من قيده وانطلق يجدف بهدوء
استغرقه تأمل قرص الشمس المتجه إلى صفحة المياه بشوق أزلي
نسمة باردة تداعب صفحة وجهه.. وتزرع السلام في نفسه
لامس قرص الشمس المياه معلنا قرب انتهاء الرحلة
شعر بالأسى.. تمنى أن تدوم الرحلة وقتا اكبر .. لا بأس فليعد غدا
جدف يمينا ليبدأ رحلة العودة
لكن قاربه لم يطاوعه.. زاد من سرعة ضربات المجداف بدون فائدة
استشعر الخطر المحدق به.. و أحس تيارا قويا يدفع قاربه بعيدا عن هدفه
استنفر الخطر عضلات جسده فمضى يجدف بعنف محاولا المقاومة
زادت سرعة التيار بشكل مذهل.. نظر خلفه فرأى شاطئه المنشود خطا باهتا يذوب في عتمة الأفق البعيد
أصبح همه الحفاظ على قاربه طافيا فمضى يضرب صفحة الماء بمجدافيه بمهارة وحذق
مضى وقت لا يستطيع تحديده حتى هدأ التيار واصبح مسيطرا على قاربه
كان الليل قد أطبق على البحر والقارب الصغير تماما
عجز عن تحديد اتجاه الشاطئ.. ولكنه قرر أن يواصل طريقه فربما يحالفه الحظ
أخذ يجدف وقد أحسن بالوهن يتسلل إلى جسده
مر بعض الوقت قبل أن يلمح بصيصا من ضوء بعيد
**********
استمد من الأمل قوة جديدة فمضى يشق البحر بقوة متحدية وعزم لا يلين
أخيرا.. وصل إلى مصدر الضوء.. لكنه ليس شاطئه الذى يعرف
دفع قاربه حتى استقر على الرمال وسار خطوات قليلة
أمامه سور ضخم تعلوه كشافات ذات إضاءة مبهرة
دار مع السور ومشى طويلا قبل أن يجد بابا صغيرا
غمرته الفرحة فهو بحاجة إلى الدفء والطعام
**********
طرق الباب
ما لبث أن فُتح الباب.. وخرج إليه شخص ضخم الجثة.. توحى هيئته بأنه حارس أو جندى
حدجه بنظرة متوجسة
هو: السلام عليكم
الحارس: وعليكم السلام.. من أنت؟.. ومن أين أتيت؟
هو: لقد ضللت طريقي في البحر وكدت أضيع حتى رأيت هذه الأنوار.. هل أستطيع أن اقضي الليل هنا
الحارس: انتظر قليلا
اغلق الحارس الباب.. مضت دقائق ثقيلة.. فُتح الباب وظهر الحارس وطلب منه أن يتبعه
داخل السور وجد حديقة رائعة يتوسطها مبنى مهول الضخامة حتى لتعجز العين عن إدراك منتهاه
كان المبنى والحديقة يسبحان في أضواء ملونة رائعة لم يستطع تحديد مصدرها
قاده الحارس إلى مدخل المبنى وأدخله غرفة صغيره طالبا منه الانتظار
كانت الغرفة خالية من أي أثاث باستثناء مقعدين صغيرين جلس على أحدهما
مرت لحظات قبل أن يدخل الغرفة رجل ذو وجه صارم
سأله الرجل: كيف جئت إلى هنا
داخل السور وجد حديقة رائعة يتوسطها مبنى مهول الضخامة حتى لتعجز العين عن إدراك منتهاه
كان المبنى والحديقة يسبحان في أضواء ملونة رائعة لم يستطع تحديد مصدرها
قاده الحارس إلى مدخل المبنى وأدخله غرفة صغيره طالبا منه الانتظار
كانت الغرفة خالية من أي أثاث باستثناء مقعدين صغيرين جلس على أحدهما
مرت لحظات قبل أن يدخل الغرفة رجل ذو وجه صارم
سأله الرجل: كيف جئت إلى هنا
هو: بقارب صغير بعد ان ضللت طريقى فى البحر
الرجل: هذا عجيب
هو: لماذا ؟
الرجل: إن تاريخنا المسجل من مئات السنين لم يسجل حدثا كهذا
هو: حدث كهذا !!!!!!! ماذا تقصد؟
الرجل: لم يحدث أن خرج شخص من البحر إلى جزيرتنا
هو: أنا لم أخرج من البحر لقد جئت من جزيرة مجاورة ولابد أنكم تعرفونها
الرجل: ماذا تقول هل تعنى انه توجد ارض أخرى خلف البحر
هو: بالطبع.. ألا تعلمون ذلك؟
الرجل: غاية علمنا انه لا توجد ارض غير أرضنا
هو:غير معقول هل تعتقدون إنكم الوحيدين فى العالم؟.. هناك
ملايين البشر يعيشون على خمس قارات
ملايين البشر يعيشون على خمس قارات
الرجل: عموما هذا لا يهمني.. المهم هو ماذا تريد منا الآن؟
هو: أريد طعاما ومكانا أنام فيه حتى الصباح
الرجل: هذا غير ممكن.. نظامنا لا يسمح بذلك
هو: أي نظام؟
الرجل: نظام الجزيرة.. لا يمكنك الحصول على شئ مادمت لا تعمل
هو: كل ما أريده هو وجبه واحدة
الرجل: الوجبات تصرف للعاملين فقط
هو: لدي بعض النقود خذوها مقابل وجبه
ساله الرجل:ما معنى نقود؟
هو: هاهي.. خذ
الرجل: هل تسخر مني؟ هل تعطيني ورقا مقابل وجبة؟؟
هو: أنا لا افهم !!! من انتم ؟ ما هذا المكان ؟ ماذا تفعلون هنا ؟
الرجل: ليس من حقك أن توجه أسئلة
هو: ألا يوجد لديكم رحمة؟ هل تتركوني بدون مأوى أو طعام
الرجل: بالطبع لا.. نحن تحكمنا القوانين والقانون يحتم علينا أن نوفر لك العمل الذى يوفر لك الطعام والمأوى
هو: حسنا موافق.. سوف أعمل مقابل وجبة واحدة ومأوى لهذه الليلة فقط وغدا سوف أغادر
الرجل: لك مطلق الحرية فى أن تبقى أو تغادر فى أي وقت ولكن لابد أن تعلم شيئا مهما جدا.. لم يحدث أن غادر أحد هذه الجزيرة.. فلا يوجد أي مكان أخر غير البحر إلى مالا نهاية وأنت لا تعرف الاتجاه الذى أتيت منه فكيف ستغادر الجزيرة
هو: إذا سوف أعمل حتى أستطيع أن أجد وسيلة للعودة إلى وطني مرة أخرى
الرجل: لك هذا.. فقط لدينا شرط واحد
هو: ما هو؟
الرجل: لا تسأل عما لا يعنيك واتبع النظام
هو: حسنا وما نوع العمل الذى سوف أقوم به
الرجل: تعال معى
**********
خرجا من الغرفة وسار خلف الرجل حتى وصلا الى باب كبير دفعه الرجل ليدخلا إلى مكان عجيب
كان المكان فسيحا مترامى الأطراف مليء بالمناضد التى صفت فى خطوط متوازية تمضي الى مالا نهاية وعلى جانبي صفوف المناضد يجلس الآلاف من البشر يقومون بعمل واحد
يجمعون نوعا صغيرا من اللآلئ تمتلئ به المناضد ويضعونها فى صناديق صغيرة من الخشب
كان العمل يتم بهدوء وآلية عجيبة فلا صوت ولا حركه أخرى باستثناء حركة وضع اللؤلؤ في الصناديق
قاده الرجل إلى أحد الكراسى وطلب منه الجلوس والبدء فى العمل
قائلا: سوف يتوقف ما تستطيع الحصول عليه على عدد الصناديق التى تملؤها كلما زاد العدد حصلت على مزايا أفضل.. ستعمل لمدة ثمان ساعات تماما بعد نهايتها سوف يأخذ المشرف الصناديق ويعطيك عددا من الخرز يتناسب مع عدد الصناديق التى عبأتها
هو: خرز !!!!!!! وماذا أفعل بالخرز؟؟
الرجل: تستطيع أن تشترى به ما تشاء
هو: ولكن من اين يأتى كل هذا اللؤلؤ ؟ ولماذا تجمعوه ؟ لا بد أنه للتصدير ؟ إذا انتم تتعاملون مع العالم الخارجي
الرجل: ليس من حقك أن تسأل.. أنت تخالف النظام.. وهذا يعرضك للحرمان من العمل.. اجلس وابدأ العمل
**********
أضطر للانصياع للأمر.. أخذ يجمع اللؤلؤ ويضعه في الصناديق.. لا أحد حوله ينبس ببنت شفه.. صمتٌ واستغراقٌ تام فى العمل
بعد مرور نصف الوردية نظر إلى عدد الصناديق التي جمعها.. كانت أربعة عشر صندوقا
نظر إلى جاره على اليمين وجد أمامه صندوقين فقط أما الشخص على يساره فقد جمع أربع صناديق والشخص المقابل له جمع صندوقين فقط
أصابته الدهشة هل من المعقول أن يكون أسرع منهم لهذه الدرجة وهو يقوم بهذا العمل لأول مرة؟
مال إلى الأمام بحذر ليرى صناديق العاملين القريبين منه.. لم يتخطى أى منهم خمس صناديق
قرر أن يراقب طريقة عملهم ليعرف السبب
نظر إلى جاره ودهش.. المسكين يعاني من إعاقة فى يده فى كل كف لا يوجد سوى إصبع واحد هو الوسطى فقط أما الأصابع الأخرى فمقطوعة.. شعر بالحزن والإشفاق عليه
نظر الى الجالس بجواره من الناحية الأخرى
ذُهل
إنه يعانى من نفس الإعاقة
لا يوجد سوى إصبع الوسطى فقط فى كل كف
صُدم تماما أجال بصره بينهم ليكتشف أنها مأساة جماعية
الجميع يعانى نفس الإعاقة
ما معنى هذا ؟؟؟ كاد أن يسأل لكنه تذكر أن السؤال قد يعنى حرمانه من العمل وبالتالى من إمكانية الحياة.. فسكت
**********
عند نهاية الوردية مر شخص ليجمع الصناديق كان لديه اكثر من ثلاثين صندوقا بينما لم يتخطى أي شخص أخر العشر صناديق
نظر إليه جامع الصناديق بدهشة شديدة ولكنه ناوله الخرز مقابل صناديقه
سار مع باقى العاملين الذين توجهوا إلى شخص يقف بجوار قدر ضخم يفرغ منها حساءً ساخنا في علب متفاوتة الأحجام حسب عدد الخرز الذي يقدموه
اخذ اكبر علبة.. دفع مقابلها نصف ما معه من الخرز.. وجلس يأكل بشهية ونهم
لاحظ أن نظرات الجميع مركزة عليه وبالتحديد على يديه فلم يملك سوى ان يشعر بالعطف والشفقة عليهم ، ولكن فى نفس الوقت أحس بنشوة تعتريه إنه متميز عنهم جميعا
سوف يكون دائما فى وضع أفضل منهم
حاول أن يبادلهم الحديث لكنهم تهربوا
جاء أحد المشرفين وأشار إليه ليتبعه وادخله غرفة ضيقة جدا يوجد بها سرير واحد تاركا إياه لينام
ذهب فى نوم عميق تاركا الإجابة على الأسئلة التي تدور بعقله إلى الغد
**********
في صباح اليوم التالى استيقظ على طرقات تدق بابه
فتح فوجد المشرف واقفا أمامه قائلاً: من فضلك كبير المشرفين يريد مقابلتك
أضطر للانصياع للأمر.. أخذ يجمع اللؤلؤ ويضعه في الصناديق.. لا أحد حوله ينبس ببنت شفه.. صمتٌ واستغراقٌ تام فى العمل
بعد مرور نصف الوردية نظر إلى عدد الصناديق التي جمعها.. كانت أربعة عشر صندوقا
نظر إلى جاره على اليمين وجد أمامه صندوقين فقط أما الشخص على يساره فقد جمع أربع صناديق والشخص المقابل له جمع صندوقين فقط
أصابته الدهشة هل من المعقول أن يكون أسرع منهم لهذه الدرجة وهو يقوم بهذا العمل لأول مرة؟
مال إلى الأمام بحذر ليرى صناديق العاملين القريبين منه.. لم يتخطى أى منهم خمس صناديق
قرر أن يراقب طريقة عملهم ليعرف السبب
نظر إلى جاره ودهش.. المسكين يعاني من إعاقة فى يده فى كل كف لا يوجد سوى إصبع واحد هو الوسطى فقط أما الأصابع الأخرى فمقطوعة.. شعر بالحزن والإشفاق عليه
نظر الى الجالس بجواره من الناحية الأخرى
ذُهل
إنه يعانى من نفس الإعاقة
لا يوجد سوى إصبع الوسطى فقط فى كل كف
صُدم تماما أجال بصره بينهم ليكتشف أنها مأساة جماعية
الجميع يعانى نفس الإعاقة
ما معنى هذا ؟؟؟ كاد أن يسأل لكنه تذكر أن السؤال قد يعنى حرمانه من العمل وبالتالى من إمكانية الحياة.. فسكت
**********
عند نهاية الوردية مر شخص ليجمع الصناديق كان لديه اكثر من ثلاثين صندوقا بينما لم يتخطى أي شخص أخر العشر صناديق
نظر إليه جامع الصناديق بدهشة شديدة ولكنه ناوله الخرز مقابل صناديقه
سار مع باقى العاملين الذين توجهوا إلى شخص يقف بجوار قدر ضخم يفرغ منها حساءً ساخنا في علب متفاوتة الأحجام حسب عدد الخرز الذي يقدموه
اخذ اكبر علبة.. دفع مقابلها نصف ما معه من الخرز.. وجلس يأكل بشهية ونهم
لاحظ أن نظرات الجميع مركزة عليه وبالتحديد على يديه فلم يملك سوى ان يشعر بالعطف والشفقة عليهم ، ولكن فى نفس الوقت أحس بنشوة تعتريه إنه متميز عنهم جميعا
سوف يكون دائما فى وضع أفضل منهم
حاول أن يبادلهم الحديث لكنهم تهربوا
جاء أحد المشرفين وأشار إليه ليتبعه وادخله غرفة ضيقة جدا يوجد بها سرير واحد تاركا إياه لينام
ذهب فى نوم عميق تاركا الإجابة على الأسئلة التي تدور بعقله إلى الغد
**********
في صباح اليوم التالى استيقظ على طرقات تدق بابه
فتح فوجد المشرف واقفا أمامه قائلاً: من فضلك كبير المشرفين يريد مقابلتك
هو: حسنا سوف أكون جاهزا بعد قليل
بعد قليل كان يجلس فى غرفة كبير المشرفين.. إنه نفس الرجل الصارم الوجه
بعد قليل كان يجلس فى غرفة كبير المشرفين.. إنه نفس الرجل الصارم الوجه
بدأ المشرف الحديث: اخبرني المشرف أنك جمعت عددا غير مسبوق من الصناديق أمس
هو: نعم تجاوزت الثلاثين صندوقا
المشرف: إنها مشكلة كبيرة
هو: مشكلة !!!!!!!! ما المشكلة في ذلك؟ اننى افضل الجميع وإنتاجى أضعاف إنتاجهم؟ إننى أتميز عنهم بكثير؟
المشرف: تميزك الصارخ هو لب المشكلة
هو: ماذا!!!؟
المشرف: لا يمكننا قبول ذلك.. سوف تثير أحقادهم وتعصف بالأمان الذي يعيشونه عندما يشاهدوا كمية الخرز الذي تحصل عليه ، إنك تحطم كل الثوابت التى اعتادوها ، سوف يسبب هذا اختلالا فى تماسكهم النفسي والاجتماعي وربما ينهار النظام الذى استغرق سنوات طويلة لتثبيته
هو: وما ذنبي أنا؟ ماذا تريدني أن افعل؟
المشرف: أنا أعرف انه لا ذنب لك المشكلة فى الإعاقة التى تعانيها
هو: إعاقة !!!!!!!!!!! عن أية إعاقة تتحدث ؟
المشرف: هذه الأصابع الزائدة التى تشوه يديك
**********
**********
أصابه الذهول.. نظر إلى يد الرجل لا يوجد سوى إصبع الوسطى فقط
تكشفت أمامه الحقيقة كاملة.. جميعهم هكذا.. لم يشاهد أحدهم مخلوقا بخمس أصابع فى اليد وبالتالي فهو معاق فى نظرهم
تكشفت أمامه الحقيقة كاملة.. جميعهم هكذا.. لم يشاهد أحدهم مخلوقا بخمس أصابع فى اليد وبالتالي فهو معاق فى نظرهم
**********
بصوت مخنوق خاطب كبير المشرفين قائلا: ياسيدى خارج حدودكم كل البشر مثلى بخمس أصابع
المشرف: عن أي حدود تتحدث وعن أي بشر؟ يبدو أنك تعانى خللا عقليا أيضا
هو: حسنا يا سيدي لا أريد خرزا كثيرا.. أعطوني خرزا يوازي ما يحصل عليه اى واحد منهم
المشرف: مستحيل.. هذا ضد النظام ، أساس نظامنا العدل.. لابد أن تأخذ خرزا يوازى قيمة ما تملؤه من صناديق
هو: حسنا سوف املأ عددا صغيرا فقط من الصناديق وبهذا تحل المشكلة
المشرف: لا.. هذا يعني أن تعمل وقتا اقل منهم وتحصل على نفس ما يحصلون عليه وهذا أيضا سوف يثير أحقادهم
هو: حسنا دعوني أمارس عملا أخر
المشرف: لا يوجد لدينا أعمال أخرى
هو: إذن ما الحل ؟؟
المشرف: لابد أن تخضع للعلاج
هو: أي علاج؟
المشرف: نجري لك جراحة تجميلية نقطع الأصابع الزائدة لتصبح يدك طبيعية وبذلك تمارس حياتك بدون مشاكل
هو: غير ممكن.. أنا غير موافق.. هذه جريمة
المشرف: أنت حر تماما.. لا يستطيع أحد إجبارك ولكن نأسف أننا لا نستطيع السماح لك بالعمل بهذا الوضع.. عموما خذ مهلة حتى الغد للتفكير
**********
عاد إلى غرفته وأخذ يفكر
لا يوجد مكان يستطيع الذهاب إليه
إنه محاصر تماما ورفضه يعنى الموت جوعا
ليس أمامه سوى الموافقة حتى يستطيع أن يواصل حياته
فى الليل طلب مقابلة كبير المشرفين وابلغه أنه يوافق على اجراء العملية
ابتسم الرجل مهنئا وتوقع له مستقبلا باهرا بعد العملية وأخبره أن العملية ستجرى صباح الغد
**********
لم يغمض له جفن تلك الليلة
أخذ يراقب السماء من نافذة غرفته منتظرا أضواء الفجر
عندما لاحت أشعة الضياء.. كان قد حزم أمره
سار حتى بوابة السور الخارجي وطلب من الحارس أن يفتح له الباب
سار حتى قاربه واستقله مجدفا نحو المجهول
قضى اليوم كله يجدف حتى غطى الليل البحر والقارب الصغير
**********
مضى يومان ومازال يجدف
استلقى على ظهره في القارب
نسمة باردة تداعب صفحة وجهه
وتزرع السلام في نفسه
أخذ يراقب النجوم المضيئة في السماء
غطت وجهه ابتسامة هادئة.. كان مرتاحا تماما لقراره الأخير
وأغمض عينيه للأبـد
**********
أمر فظيع أن تكون متميزاً.. الأفظع إرغامك على ألا تكون متميزاً
**********
تعليق