الفشخرة والمتفشخرين
تعكس أحيانآ كثير من المشاهد الأجتماعية أهم فضاء للاستعراض والتباهي وعلى قاعدة "تعالوا شوفوني" بننسى المشهد أو الموقف ونهتم بالشكل والمظهر والأستعراض ونبعد كثيرآ عن المضمون .
مظاهر كثيرة نراها من المتفنين بالفنون الاستعراضية الأجتماعية وتحويل المشهد أي كان وإفراغه من مضمونه الأنساني وتحويله إلى إستعراض إجتماعي للتباهي وهذا هو بمثابة مرض إجتماعي بدأ يتغلل أكثر يجب أن لا يحدث في أي بلد له خصوصيته وتقاليده النبيلة
كثير من القيم النبيلة لم تحافظ على نفسها من طموحات التفاخر والتباهي المضخمة التي أضحت مهيمنة وهذا بحد ذاته يساهم في تعقيد العلاقات الاجتماعية وكثير من الأمور والمشاهد والعلاقات وغيرها بدأت تفقد طابعها التلقائي والعفوي وهذا يؤثر بالتالي على استمراريتها أو تماسكها ومصداقيتها وخصوصآ عندما يأخذ المشهد طابعا استعراضيا قد لايتناسب في أغلب الأحيان مع الواقع الحقيقي فيتحول المشهد بحد ذاته إلى عائق لبناء علاقات قوية وسليمة.
أساليب التباهي والأستعراض والتصنع
هذه تجعل البعض يحول المناسبة أي كانت إلى فرصة للتباهي حتى يثبت للآخر مكانة اجتماعية تجلب له التقدير والاحترام وبالتالي فإن هدف التفاخر والتباهي والأستعراض والتصنع قد يخنق الأهداف والعلاقات الأجتماعية الطبيعية .
من منطلق
" ثقافة شوفوني "
صفة التفاخر والتباهي قد تتمكن إلى حد بعيد من قولبة أغلب عاداتنا الاجتماعية وإعادة صياغتها وفق قيم إستهلاكية لا قيم
نبيلة صادقة وطبيعية وعفوية وهادفة كما كنا وتعودنا وهذا سينعكس بالتأكيد على الخطاب اليومي في العلاقات بيننا .
العلاقات الإجتماعية ضرورة ولكن لا يجب أن تفقد طابعها العفوي أو التلقائي أو النبيل كما أسلفنا وبقدر تفاؤلي في الحياة وحب الحياة والانفتاح على الحياة إلا أنني عندما أشاهد هذه المظاهر أشعر بنوع من التشاؤمية والسوداوية
يوم من الأيام
ذهبت الى بيت عزاء لاقدم تعازي وبعد السلام والقبل قدمت لنا القهوة السادة وحبة تمر قد لفت بقصدير ورأيت ما رأيت من
"الفشخرة" والبرهجة و"مسح الجوخ"
والنفاق والتملق والتصنع والأستعراض والتسابق على إظهار الذات
وهناك من تظاهر بالحديث التلفوني بشكل استعراضي تأكيدا على كثافة الاستقبالات والمكالمات وكثرة المعزيين مع الأصرار الشديد لأسماع المتواجدين وبعد خروجي من بيت العزاء تذكرت كيف كنا وكيف أصبحنا وتذكرت عندما كنت ألحق بوالدي
لكي نتشبه بالكبار ونتشبه بأخلاقهم وطيبتهم وعفويتهم وبساطتهم وتواضعهم و لنعايش ونلامس هيبة هذا المشهد وهذا المجلس المهيب وهو التعزية بعزيز.
داء الفشخرة
"و"الفشخرة" على رأي جدتي وهي
(ثقافة شوفوني)
وهي التباهي بما لا فائدة منه ولا ضرورة والتي تأتي على حساب كل شيء و تعني القضاء على أعظم صفة ألا وهي صفة التواضع وأصبحنا نمسي ونصبح نشاهد ونسمع نأكل ونتنفس ونعيش على
"الفشخرة" و"المتفشخرين" .
وهنا لا يبقى شيء يبقى على حالة فلم تقف "الفشخرة" عند حدها التقليدي القديم أتذكر في بلدتي أنهم كانوا يدعون أو يقولون عن ذاك أو ذاك "متفشخر" عندما كان يرتدي "ثياب" مكويآ أو حذاء ملمع سالفه من أحد أقرابه أو جيرانه فيقال عن هذه الحالة
"فشخرة فاضية"
وهنا لا بد وأن الفشخرة من مواكبة التطور لذا أتجه المتفشخرين في وقتنا إلى وسائل جديدة وأشمل ليكون إستعراضهم جماهيريآ
(الفشخرة الجماهيرية )
وهي حب الظهور بين الجماهير بالمظاهر المبالغ بها كما دخلت (الفشخرة) في عالم المال والأعمال والأقتراض والقروض فأصبح الفشخرة بالسيارة والفشخرة بالمنزل والفشخرة بالأكل والفشخرة بالمسميات والفشخرة السياحية والفشخرة بالحفلات والولائم وغيرها من
(الفشخريات الحديثة والتي تساند )
(المتفشخر) (أو) (المتفشخره)
في الفوز والانتصار على الآخرين في سباق مباراة الاستعراض وعادة ما يستعينوا المتفشرخين بالبنوك والأستقراض للتفشخروللتمييز على المنافسين من(المتفشخرين) عبر إيحاء مخادع وبهرجة زائفة يسعى (المتفشخرين) لكي يعطوا
صورة مفشخرة وهمية لواقعهم.
أخيرآ السؤال يطرح نفسه في هذا المقال:
هل يعتقد (المتفشخر) أن الاحترام مرهون بالأستعراض والتباهي بما يملك ؟
الإنسان يجب أن يحترم لخلقه وحسن تعامله وأريحيته وسمعته الطيبة وتواضعه وكرمه..
هذه هي المقاييس الحقيقية
أما الأستعراض بالأشياء وما تملك فهي وسائل وليست صفات والوسيلة تختفي وتبقى الصفات الحميدة فمن لا يحترمني لذاتي فلا حاجة لي به .
التصنع
وما أدراك ما التصنع والتصنع وهو وسيلة من وسائل(المتفشرخين) و المتفنين بالأستعراض الأجتماعي و هو الوجه الاخر للانسان وعكس طبيعته الانسانية الحقيقية ومرض إجتماعي أيضآ وللاسف الشديد اصبح عادة من عادات الكثيرين و في رايي المتواضع انه مهما كان صادر عن حسن نية لا يجب ان يكون منهجا في الحياة لانه من المستحيل ان يشعر الاخرين بمصداقيته لذا يجب على الانسان الحفاظ على طبيعته و تلقائيته في التعامل مع الاخرين و ابشع انواع التصنع تكمن في التصنع في المشاعر والاحاسيس وللتصنع مظاهره وناسه .
الإفراط غالبا ما يسبب التفريط! فمتى نهتم بجوهر الأمور لا بشكلياتها؟
لنعش حياتنا كما هي ببساطتها وحلوها ومرها بعيدآ عن التماهي والتصنع والتملق والنفاق الأجتماعي.
ياسر زهير خليل
تعكس أحيانآ كثير من المشاهد الأجتماعية أهم فضاء للاستعراض والتباهي وعلى قاعدة "تعالوا شوفوني" بننسى المشهد أو الموقف ونهتم بالشكل والمظهر والأستعراض ونبعد كثيرآ عن المضمون .
مظاهر كثيرة نراها من المتفنين بالفنون الاستعراضية الأجتماعية وتحويل المشهد أي كان وإفراغه من مضمونه الأنساني وتحويله إلى إستعراض إجتماعي للتباهي وهذا هو بمثابة مرض إجتماعي بدأ يتغلل أكثر يجب أن لا يحدث في أي بلد له خصوصيته وتقاليده النبيلة
كثير من القيم النبيلة لم تحافظ على نفسها من طموحات التفاخر والتباهي المضخمة التي أضحت مهيمنة وهذا بحد ذاته يساهم في تعقيد العلاقات الاجتماعية وكثير من الأمور والمشاهد والعلاقات وغيرها بدأت تفقد طابعها التلقائي والعفوي وهذا يؤثر بالتالي على استمراريتها أو تماسكها ومصداقيتها وخصوصآ عندما يأخذ المشهد طابعا استعراضيا قد لايتناسب في أغلب الأحيان مع الواقع الحقيقي فيتحول المشهد بحد ذاته إلى عائق لبناء علاقات قوية وسليمة.
أساليب التباهي والأستعراض والتصنع
هذه تجعل البعض يحول المناسبة أي كانت إلى فرصة للتباهي حتى يثبت للآخر مكانة اجتماعية تجلب له التقدير والاحترام وبالتالي فإن هدف التفاخر والتباهي والأستعراض والتصنع قد يخنق الأهداف والعلاقات الأجتماعية الطبيعية .
من منطلق
" ثقافة شوفوني "
صفة التفاخر والتباهي قد تتمكن إلى حد بعيد من قولبة أغلب عاداتنا الاجتماعية وإعادة صياغتها وفق قيم إستهلاكية لا قيم
نبيلة صادقة وطبيعية وعفوية وهادفة كما كنا وتعودنا وهذا سينعكس بالتأكيد على الخطاب اليومي في العلاقات بيننا .
العلاقات الإجتماعية ضرورة ولكن لا يجب أن تفقد طابعها العفوي أو التلقائي أو النبيل كما أسلفنا وبقدر تفاؤلي في الحياة وحب الحياة والانفتاح على الحياة إلا أنني عندما أشاهد هذه المظاهر أشعر بنوع من التشاؤمية والسوداوية
يوم من الأيام
ذهبت الى بيت عزاء لاقدم تعازي وبعد السلام والقبل قدمت لنا القهوة السادة وحبة تمر قد لفت بقصدير ورأيت ما رأيت من
"الفشخرة" والبرهجة و"مسح الجوخ"
والنفاق والتملق والتصنع والأستعراض والتسابق على إظهار الذات
وهناك من تظاهر بالحديث التلفوني بشكل استعراضي تأكيدا على كثافة الاستقبالات والمكالمات وكثرة المعزيين مع الأصرار الشديد لأسماع المتواجدين وبعد خروجي من بيت العزاء تذكرت كيف كنا وكيف أصبحنا وتذكرت عندما كنت ألحق بوالدي
لكي نتشبه بالكبار ونتشبه بأخلاقهم وطيبتهم وعفويتهم وبساطتهم وتواضعهم و لنعايش ونلامس هيبة هذا المشهد وهذا المجلس المهيب وهو التعزية بعزيز.
داء الفشخرة
"و"الفشخرة" على رأي جدتي وهي
(ثقافة شوفوني)
وهي التباهي بما لا فائدة منه ولا ضرورة والتي تأتي على حساب كل شيء و تعني القضاء على أعظم صفة ألا وهي صفة التواضع وأصبحنا نمسي ونصبح نشاهد ونسمع نأكل ونتنفس ونعيش على
"الفشخرة" و"المتفشخرين" .
وهنا لا يبقى شيء يبقى على حالة فلم تقف "الفشخرة" عند حدها التقليدي القديم أتذكر في بلدتي أنهم كانوا يدعون أو يقولون عن ذاك أو ذاك "متفشخر" عندما كان يرتدي "ثياب" مكويآ أو حذاء ملمع سالفه من أحد أقرابه أو جيرانه فيقال عن هذه الحالة
"فشخرة فاضية"
وهنا لا بد وأن الفشخرة من مواكبة التطور لذا أتجه المتفشخرين في وقتنا إلى وسائل جديدة وأشمل ليكون إستعراضهم جماهيريآ
(الفشخرة الجماهيرية )
وهي حب الظهور بين الجماهير بالمظاهر المبالغ بها كما دخلت (الفشخرة) في عالم المال والأعمال والأقتراض والقروض فأصبح الفشخرة بالسيارة والفشخرة بالمنزل والفشخرة بالأكل والفشخرة بالمسميات والفشخرة السياحية والفشخرة بالحفلات والولائم وغيرها من
(الفشخريات الحديثة والتي تساند )
(المتفشخر) (أو) (المتفشخره)
في الفوز والانتصار على الآخرين في سباق مباراة الاستعراض وعادة ما يستعينوا المتفشرخين بالبنوك والأستقراض للتفشخروللتمييز على المنافسين من(المتفشخرين) عبر إيحاء مخادع وبهرجة زائفة يسعى (المتفشخرين) لكي يعطوا
صورة مفشخرة وهمية لواقعهم.
أخيرآ السؤال يطرح نفسه في هذا المقال:
هل يعتقد (المتفشخر) أن الاحترام مرهون بالأستعراض والتباهي بما يملك ؟
الإنسان يجب أن يحترم لخلقه وحسن تعامله وأريحيته وسمعته الطيبة وتواضعه وكرمه..
هذه هي المقاييس الحقيقية
أما الأستعراض بالأشياء وما تملك فهي وسائل وليست صفات والوسيلة تختفي وتبقى الصفات الحميدة فمن لا يحترمني لذاتي فلا حاجة لي به .
التصنع
وما أدراك ما التصنع والتصنع وهو وسيلة من وسائل(المتفشرخين) و المتفنين بالأستعراض الأجتماعي و هو الوجه الاخر للانسان وعكس طبيعته الانسانية الحقيقية ومرض إجتماعي أيضآ وللاسف الشديد اصبح عادة من عادات الكثيرين و في رايي المتواضع انه مهما كان صادر عن حسن نية لا يجب ان يكون منهجا في الحياة لانه من المستحيل ان يشعر الاخرين بمصداقيته لذا يجب على الانسان الحفاظ على طبيعته و تلقائيته في التعامل مع الاخرين و ابشع انواع التصنع تكمن في التصنع في المشاعر والاحاسيس وللتصنع مظاهره وناسه .
الإفراط غالبا ما يسبب التفريط! فمتى نهتم بجوهر الأمور لا بشكلياتها؟
لنعش حياتنا كما هي ببساطتها وحلوها ومرها بعيدآ عن التماهي والتصنع والتملق والنفاق الأجتماعي.
ياسر زهير خليل
تعليق